دَمْعَةٌ عَلَى صَدِيقٍ

Wave Image
مَـلَـكَ الْـمُـصَـابُ عَـلَـيْـهِ كُـلَّ جِـهَـاتِـهِ
إِنْ كَــانَ مِــنْ صَــبْــرٍ لَــدَيْـكَ فَـهَـاتِـهِ
أَسْـوَانُ تَـعْـرِفُـهُ إِذَا اخْـتَـلَـطَ الـدُّجَى
بِـــالــنَّــبْــرَةِ الــسَّــوْدَاءِ فِــي أَنَّــاتِــهِ
يَـبْـكِـي وَيَـنْـظُـرُ فِـي الـسَّمَاءِ مُصَعِّدًا
مَـا يَـبْـتَـغِـي الْـحَـيْـرَانُ مِـنْ نَظَرَاتِهِ؟
خَـفَـقَـانُ نَـجْـمِ الْأُفْـقِ مِـنْ خَـفَـقَـانِـهِ
وَهَــجِـيـرُ قَـيْـظِ الْـبِـيـدِ مِـنْ زَفَـرَاتِـهِ
وَبُـــكَـــاءُ كُـــلِّ غَـــمَــامَــةٍ هَــتَّــانَــةٍ
مِـنْ بَـعْـضِ مَـا يُـبْـدِيـهِ مِـنْ عَـبَـرَاتِـهِ
وَنُــوَاحُ ذَاتِ الــطَّـوْقِ فِـي أَعْـوَادِهَـا
مَــا تُــرْسِــلُ الْأَقْــلَامُ مِــنْ نَــفَـثَـاتِـهِ
يَـرْثِـي فَـيَـحْـتَـبِـسُ الْـبُـكَـاءُ بِـصَوْتِهِ
أَيْـنَ الـرَّخِـيـمُ الْـعَـذْبُ مِـنْ أَصْـوَاتِهِ؟
فِـي صَـدْرِهِ قَـلِـقُ الْـجَـوَانِـحِ مُـوجَـعٌ
مَــلَّــتْ نُــجُــومُ الــلَّــيْـلِ مِـنْ دَقَّـاتِـهِ
كَـالـطَّـيْـرِ فِـي قَـفَـصِ الْـحَدِيدِ مُوَثَّقًا
قَــدْ أَوْهَــنَ الْأَسْــلَاكَ مِــنْ خَـفَـقَـاتِـهِ
يَـبْـكِـي وَيَـضْـرِبُ بِـالْـجَـنَـاحِ مُجَرَّحًا
يَــا وَيْــلَ مَـا فَـعَـلَـتْ يَـمِـيـنُ رُمَـاتِـهِ!
•••
نُــوَبٌ كَــلَـيْـلَاتِ الْـمَـحَـاقِ تَـتَـابَـعَـتْ
مُــتَــشَــابِــهَــاتٍ، هَــذِهِ مِــنْ هَــاتِــهِ
وَبَــنَــاتُ دَهْـرٍ قَـدْ زَحَـمْـنَ مَـنَـاكِـبِـي
وَيْــلَاهُ! لَــوْ أَسْــطِــيــعُ وَأْدَ بَــنَــاتِـهِ!
أَوْدَى «أَبُـو الْـفَتْحِ» الْمُرَجَّى وَاخْتَفَى
عَــلَــمٌ طَــوَاهُ الــدَّهْــرُ فِــي طَـيَّـاتِـهِ
وَانْـــحَــازَ لِــلــرَّكْــبِ الَّــذِي مِــنْ آدَمٍ
مَــا زَالَ يُــزْعِــجُــنَــا رَنِــيـنُ حُـدَاتِـهِ
سَـارَتْ بِـهِ الْأَحْـبَـابُ تَـسْتَبِقُ الْخُطَى
وَالْــقَـلْـبُ مَـكْـظُـومٌ عَـلَـى حَـسَـرَاتِـهِ
فَـوَقَـفْـتُ أَنْـظُـرُ فِـي الْـفَلَاةِ فَلَمْ أَجِدْ
إِلَّا جَـــلَالًا فِـــي فَـــسِـــيــحِ فَــلَاتِــهِ
•••
يَـا جَـامِـعًـا شَـمْـلَ الـشُّـيُـوخِ بِـحَزْمِهِ
مَــنْ ذَا يَــلُــمُّ الْــيَـوْمَ مِـنْ أَشْـتَـاتِـهِ؟
يَـمْـشِـي الـرَّعِـيـلُ نَـوَاكِـسًـا أَبْـصَـارُهُ
مِـنْ بَـعْـدِ مَـا عَـبِـثَ الـرَّدَى بِـحُـمَـاتِـهِ
أَلْــوَى بِــعَــزْمَــتِــهِ وَهَــدَّ شِــمَــاسَـهُ
قَــدَرٌ أَطَــاحَ الْــقَــرْمَ عَــنْ صَـهَـوَاتِـهِ
حَــيْــرَانُ يَــعْــثُــرُ بِـالْأَعِـنَّـةِ مِـثْـلَـمَـا
يَــتَــعَــثَّــرُ الــتَّــمْــتَــامُ فِــي تَـاءَاتِـهِ
يَـطْـفُـو نَـشِـيـجُ الْـيَأْسِ مِـنْ لَـهَـوَاتِـهِ
وَتَـــئِــزُّ نَــارُ الــشَّــوْقِ فِــي لَــبَّــاتِــهِ
سَارَتْ بِهِ الْفُرْسَانُ تَخْبِطُ فِي الدُّجَى
وَالــرَّكْـبُ قَـدْ زَاغَـتْ عُـيُـونُ هُـدَاتِـهِ
يَـبْـكُـونَ لِـلـطَّـرْفِ الْـمُـخَـلَّـى سَـرْجُهُ
وَالْــفَــارِسِ الْــمُــنْـبَـتِّ عَـنْ غَـايَـاتِـهِ
يَـبْـكُـونَ لِـلـدِّرْعِ الْـمُـطَـرَّحِ حَـطَّـمَـتْ
أَيْـدِي الـزَّمَـانِ الْـعُـسْـرُ مِـنْ حَـلَـقَـاتِهِ
يَــبْــكُــونَ أَطْــوَلَــهُــمْ يَـدًا، وَأَبَـرَّهُـمْ
كَــفًّــا، وَأَسْــبَــقَــهُــمْ إِلَـى قَـصَـبَـاتِـهِ
•••
خُـلُـقٌ كَـمَـا يَـصْـفُـو الـنُّـضَـارُ وَطَـلْعَةٌ
أَزْهَــى مِــنِ ابْـنِ الـلَّـيْـلِ فِـي هَـالَاتِـهِ
مَـنْ صَـارَ فِـي الْـخَـمْسِينَ فَخْرَ بِلَادِهِ
قَـدْ كَـانَ فِـي الْـعِـشْـرِيـنَ فَـخْرَ لِدَاتِهِ
والـدَّهْـرُ لَا يُـنْـشِـي الـرِّجَـالَ صَوَارِمًا
إِلَّا إِذَا نَــضِــجُــوا عَــلَــى جَــمَــرَاتِــهِ
صَــانَ الْــكَــرَامَــةَ أَنْ تُــمَــسَّ وَإِنَّـمَـا
إِذْلَالُ نَـــفْـــسِ الْـــمَـــرْءِ مِــنْ زَلَّاتِــهِ
مُــنِــعَ الــرَّقِــيــقُ وَلَا تَـزَالُ عِـصَـابَـةٌ
تَـــهْـــفُــو إِلَــى أَغْــلَالِــهِ وَسِــمَــاتِــهِ
قَـدْ كَـانَ كَـالْـفَـلَـكِ الـدَّءُوبِ نَـشَـاطُهُ
لَا يَــسْــتَــرِيــحُ الــدَّهْـرَ مِـنْ دَوْرَاتِـهِ
فَإِذَا تَــــرَاءَى سَــــاكِــــنًـــا فَـــلِأَنَّـــهُ
فِــي أَسْــرَعِ الْأَحْــوَالِ مِـنْ حَـرَكَـاتِـهِ
الْـــحَـــقُّ وَالْإِيـــمَـــانُ مِــلْءُ فُــؤَادِهِ
وَبَـــلَاغَـــةُ الْأَعْــرَابِ مِــلْءُ لَــهَــاتِــهِ
فَإِذَا تَــخَــطَّــرَ لِــلْــجِــدَالِ مُــصَـاوِلًا
فَـاحْـذَرْ فَـتَـى الْـفِـتْـيَانِ فِي صَوْلَاتِهِ
الـسَّـيْـلُ فِـي دَفَـعَـاتِـهِ وَالـسَّـيْفُ فِي
عَــزَمَــاتِــهِ وَالْــمَــوْتُ فِــي وَثَــبَـاتِـهِ
لَــيْــسَ الْــقَــوِيُّ بِــنَــابِــهِ وَبِــظُـفْـرِهِ
مِـــثْـــلَ الْـــقَــوِيِّ بِــرَأْيِــهِ وَثَــبَــاتِــهِ
وَالْـحُـجَّـةُ الْـبَـيْـضَـاءُ أَفْـصَـلُ مَقْطَعًا
مِــنْ نَــصْــلِ كُــلِّ مُــهَــنَّــدٍ وَشَـبَـاتِـهِ
•••
مَــاذَا أَصَــابَ الــلَّـيْـثُ عَـنْ غَـدَوَاتِـهِ
صُــبْـحًـا؟ وَمَـاذَا نَـالَ مِـنْ رَوْحَـاتِـهِ؟
سَـمَـحَـتْ لَـهُ الـدُّنْـيَـا بِـمَـاءِ سَـرَابِـهَـا
فَــابْــتَــاعَــهُ مِــنْــهَــا بِــمَـاءِ حَـيَـاتِـهِ
إِنَّ الْأَمَــانِــيَّ الْــحِــسَــانَ جَــمِــيـلَـةٌ
لَـــوْ حَـــقَّــقَ الْإِنْــسَــانُ أُمْــنِــيَّــاتِــهِ
فَــلَــرُبَّ رَوْضٍ لِــلْــنَّـوَاظِـرِ مُـعْـجِـبٍ
كَـمَـنَـتْ سُـمُـومُ الـصِّـلِّ فِـي زَهَـرَاتِـهِ
قَــدْ كَـانَ لِـي أَمَـلٌ سَـقَـيْـتُ فُـرُوعَـهُ
بِــدَمِــي وَغَــذَّيْــتُ الْـمُـنَـى بِـعَـذَاتِـهِ
أَحْــنُـو عَـلَـيْـهِ مِـنَ الْـهَـجِـيـرِ يَـمَـسُّـهُ
وَمِــنَ الــنَّــسِــيـمِ يَـهُـزُّ مِـنْ أَسَـلَاتِـهِ
وَأَذُودُ عَـنْـهُ الـطَّـيْـرَ إِنْ حَـامَـتْ عَلَى
زَهْــرٍ يُــضِــيءُ الْأُفْــقَ فِـي عَـذَبَـاتِـهِ
الــلَّــيْــلُ يَــنْــفَــحُــهُ بِــذَائِــبِ طَـلِّـهِ
وَالــصُّــبْــحُ يَــمْـنَـحُـهُ شُـعَـاعَ إِيَـاتِـهِ
حَــتَّــى إِذَا قَــوِيَــتْ لِـدَانُ غُـصُـونِـهِ
وَاسْـتَـحْـصَـدَ الْـمَـرْجُـوُّ مِـنْ ثَـمَـرَاتِـهِ
وَأَخَـذْتُ أَسْـتَـجْـلِـي الـسَّـنَا مِنْ نَوْرِهِ
وَأَشَــمُّ رِيــحَ الْــخُـلْـدِ مِـنْ نَـفَـحَـاتِـهِ
وَأُفَـــاخِـــرُ الـــزُّرَّاعَ أَنَّ غِـــرَاسَــهُــمْ
لَـــمْ يَــزْكُ مِــثْــلَ زَكَــائِــهِ وَنَــبَــاتِــهِ
عَــصَــفَــتْ بِــهِ هُـوجٌ فَـخَـرَّ مُـعَـفَّـرًا
وَجَـنَـى عَـلَـيْـهِ الْـحَـيْـنُ قَـبْـلَ جَـنَاتِهِ
وَوَقَـفْـتُ أَنْـظُـرُ لِـلْـحُـطَـامِ مُـحَـطَّـمًا
مُــتَــفَــتِّــتَ الْأَفْــلَاذِ مِــثْــلَ فُـتَـاتِـهِ
أَهْــوِنْ بِــدُنْــيَــا مَــا لِــحَـيٍّ عِـنْـدَهَـا
وَعْــدٌ يُــنَــجَّــزُ غَــيْــرَ وَعْــدِ وَفَـاتِـهِ!
سَـلْ كُـلَّ مَـنْ كَـتَـبَ الْـكَـتَـائِبَ غَازِيًا
هَـلْ رَدَّ عَـنْـهُ الْـجَـيْـشُ سَـهْمَ مَمَاتِهِ؟
إِنَّ ابْـــنَ دَاودٍ عَـــلَـــى سُـــلْــطَــانِــهِ
قَــدْ خَــرَّ مُــنْــفَــرِدًا عَـلَـى مِـنْـسَـاتِـهِ
وَهُــوَ الَّــذِي مَــلَــكَ الْـمُـلُـوكَ بِـبَأْسِـهِ
وَأَخَــافَ جِـنَّ الْأَرْضِ مِـنْ سَـطَـوَاتِـهِ
كُـلُّ ابْـنِ أُنْـثَـى فِـي الْحَيَاةِ إِلَى مَدًى
وَالْــمَــرْءُ فِـي الـدُّنْـيَـا إِلَـى مِـيـقَـاتِـهِ
•••
أَأَخِــي، دَعَـوْتُ فَـلَـمْ تُـجِـبْ وَلَـرُبَّـمَـا
قَــدْ كُــنْــتَ أَسْـبَـقَ نَـاهِـضٍ لِـدُعَـاتِـهِ
قَـدْ كَـانَ عَـهْـدُكَ فِـي بَـشَـاشَـةِ أُنْـسِهِ
عَـهْـدَ الـشَّـبَـابِ مَـضَـى إِلَـى طِـيَّـاتِـهِ
كَــانَ الــزَّمَــانُ يُــظِــلُّــنَــا بِــرَبِــيـعِـهِ
فَــتَــرَكْــتَــنِــي لِـلْـقُـرِّ مِـنْ مَـشْـتَـاتِـهِ
أَبْــكِـي الـشَّـبَـابَ وَزَهْـوَهُ وَصِـحَـابَـهُ
وَالْــمُــشْـرِقَ الْـوَضَّـاحَ مِـنْ بَـسَـمَـاتِـهِ
كُــنَّــا كَــفَــرْعَــيْ بَــانَــةٍ فَــتَــفَــرَّقَــا
وَالــدَّهْــرُ لَا يَــبْــقَــى عَــلَـى حَـالَاتِـهِ
وَالْــعُــمْــرُ أَضْــيَـقُ أَنْ يُـمَـدَّ لِـسَـالِـكٍ
إِنْ أَوْسَـعَ الْـخُـطُـواتِ فِـي سَـاحَـاتِـهِ
أَصْـفَـيْـتَـنِـي مَـحْـضَ الْـوِدَادِ وَطَـالَمَا
خَــلَــطَ الْــمُــمَــاذِقُ مِـلْـحَـهُ بِـفُـرَاتِـهِ
وَرَفَـعْـتَ مِـنْ شِـعْـرِي وَكُـنْـتَ تُـحِـبُّهُ
وَتُــحِــسُّ سِــرَّ الْــفَــنِّ فِــي أَبْــيَـاتِـهِ
فَـاسْـمَـعْـهُ مِـنْ بَـاكٍ أَطَـاعَ شُـجُـونَـهُ
فَــطَــغَــتْ زَوَاخِـرُهَـا عَـلَـى مَـرْثَـاتِـهِ
نَــظَــمَ الـدُّمُـوعَ فَـكُـنَّ بَـحْـرًا كَـامِـلًا
وَأَقَـــامَ بِــالــزَّفَــرَاتِ تَــفْــعِــيــلَاتِــهِ
أَنْـــشِـــدْهُ حَـــسَّـــانًــا إِذَا لَاقَــيْــتَــهُ
فِــي جَــنَّــةِ الْــفِـرْدَوْسِ بَـيْـنَ رُوَاتِـهِ
وَافْــخَـرْ بِـقَـوْمِـكَ أَنْ أَعَـادُوا لِـلْـوَرَى
عَــهْــدَ الْــبَــيَــانِ وَمُــجْـتَـلَـى آيَـاتِـهِ
وَانْـــعَـــمْ بِـــرِضْــوَانِ الْإِلَــهِ وَظِــلِّــهِ
وَاسْـعَـدْ بِـعَـيْـشِ الْـخُـلْـدِ فِـي جَـنَّاتِهِ
إِنَّ الَّـــذِي خَــلَــقَ الْــبُــكَــاءَ أَغَــاثَــهُ
بِـالـلُّـطْـفِ وَالْإِحْـسَـانِ مِـنْ رَحَـمَـاتِـهِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

علي الجارم: أديب، وشاعر مصري، ورائد من رواد مدرسة الإحياء والبعث إلى جانب كل من أحمد شوقي وحافظ إبراهيم. أَثْرَت مؤلفاته المكتبة الأدبية العربية؛ حيث تعددت وتنوعت بين الدواوين الشعرية، والروايات الأدبية والتاريخية، إضافة إلى الكتب المدرسية، وكانت له مساهمات فعالة في حقل اللغة العربية. وقد اشتهر بغيرته على الدين واللغة والأدب، وتمكن من أن يحوز مكانة شعرية رائدة.

ولد علي صالح عبد الفتاح الجارم، بمدينة رشيد عام ١٨٨١م، تلك المدينة التي شهدت الكثير من أحداث مصر التاريخية. كان والده الشيخ محمد صالح الجارم عالمًا من علماء الأزهر، وقاضيًا شرعيًّا بمدينة دمنهور. تلقى علي دروسه الأولى بمدينة رشيد، فأتم بها التعليم الابتدائي، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، واختار بعد ذلك أن يلتحق بكلية دار العلوم بجامعة القاهرة. سافر عام ١٩٠٨م إلى إنجلترا وتحديدًا نوتينجهام لإكمال دراسته، فدرس هناك أصول التربية، ثم عاد إلى مصر عام ١٩١٢م بعد أربع سنوات قضاها في الغربة.

عُيِّن الجارم عقب عودته مدرسًا بمدرسة التجارة المتوسطة، ثم تدرج في مناصب التربية والتعليم حتى عُيِّن كبير مفتشي اللغة العربية بمصر، كما عمل الجارم وكيلًا لدار العلوم، وكان عضوًا مؤسِّسًا لمجمع اللغة العربية، وقد مَثَّل مصر في عدد من المؤتمرات العلمية والثقافية.

سَخَّر الجارم طاقاته الإبداعية وإمكانياته الثقافية في إنجاز العديد من الروايات الأدبية التاريخية التي تتخذ من التاريخ العربي موضوعًا لها، مثل: «فارس بني حمدان» و«هاتف من الأندلس» و«مرح الوليد» و«خاتمة المطاف» و«نهاية المتنبي». توفي علي الجارم عام ١٩٤٩م عن ثمانية وستين عامًا، وقد رثاه كبار أدباء ومفكري عصره.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤