الْمُمَوَّهُ

Wave Image
شَــهَــادَةٌ لِــلْــكَــرِيـمِ يُـبْـغِـضُـهُ الْـ
ـوَغْــدُ صِــيَــالَ الــلِّـئَـامِ بِـالـتُّـهَـمِ
وَلَـسْـتُ أَخْـشَـى زُورَ الْـمَـقَـالِ إِذَا
أَوْدَتْ بِــمَــا يَـخْـلُـقُـونَـهُ شِـيَـمِـي
يُـحْـزِنُـنِـي الْـمَـرْءُ ذُو الْفَطَانَةِ وَاللُّـ
ـبِّ بِــنَــفْــسٍ شَــنْـعَـاءَ كَـالـظُّـلَـمِ
قَـدْ تَـسْـفُـلُ النَّفْسُ وَالْحِجَى صُعُدٌ
فِـي رَاجِـحِ الْـعَـقْـلِ سَـاقِـطِ الْهِمَمِ
وَأَنْـــــتَ لَا فِــــطْــــنَــــةٌ وَلَا أَدَبٌ
يَـكْـبَـحُ شَـيْـنَ الْـخِـصَـالِ بِـالـلُّـجُمِ
إِنَّ أَخَـا الـلُّـؤْمِ يَـنْـتَـشِي بِأَذَى الشَّـ
ـتْــمِ وَيَــبْــغِــي الْـخَـلِـيـلَ بِـالْأَلَـمِ
يُــغَــالِــطُ الـنَّـاسَ عَـنْ مَـقَـابِـحِـهِ
وَهُـــو كَــنَــابٍ مُــخَــضَّــبٍ بِــدَمِ
يَـحْـسَـبُ خَـفْـضِـي لِـشَأْنِـهِ عِـظَمًا
هَـيْـهَـاتَ مَـا كَـانَ ذَاكَ مِـنْ عِـظَـمِ
لَــسْــتُ مَــلُـومًـا إِذَا عَـلَـوْتُ وَأَخْـ
ـطَــاكَ عَــلَاءٌ فَــالــذَّنْـبُ لِـلْـقِـسَـمِ
يَــحْــسَـبُ قَـدْرِي رَهْـنًـا بِـسَـبَّـتِـهِ
هَـيْـهَـاتَ لَـيْـسَ الْـحَضِيضُ كَالْعَلَمِ
هَــيْـهَـاتَ مَـا سَـبَّـةُ الْـحَـقِـيـرِ أَذًى
كُــلُّ امْــرِئٍ قَــادِرٌ عَــلَــى الـتُّـهَـمِ
وَلَــيْـسَ قَـوْلُ الـسِّـبَـابِ مُـعْـجِـزَةً
حَـتَّـى تُـبَـاهِـي بِـالْـهُـجْرِ فِي الْكَلِمِ
وَغَــــادِرٌ قَـــدْ غَـــفَـــرْتُ زَلَّـــتَـــهُ
فَــمَــا رَعَـى لِـي فَـضِـيـلَـةَ الْـكَـرَمِ
وَعَــادَ يَــبْــغِــي بِــشَــتْـمِـهِ أَلَـمِـي
يَــا خَــبُّ، مَــاذَا تَـلَـذُّ فِـي أَلَـمِـي؟
وَيُـــوهِـــمُ الـــنَّــاسَ أَنَّــهُ مَــلَــكٌ
وَأَنَّــنِــي لَــسْــتُ رَاعِــيَ الــذِّمَــمِ
يَــحْــسَـبُ رَأْيَ الْأَنَـامِ نُـهْـبَـةَ خَـدَّ
اعٍ وَأَنَّ الـــصَّـــوَابَ كَـــالْــحُــلُــمِ
يَــزْعُــمُ مَــا سَــطَّــرَ الْـوَرَى كَـذِبًـا
وَالْـفَضْلُ وَالنَّقْصُ لَيْسَ فِي الشِّيَمِ
بَـلْ فِـي ادِّعَاءِ اللَّبِيبِ إِنْ خَدَعَ النَّـ
ـاسَ جَــمِــيــعًــا بِــبَـاطِـلِ الْـكَـلِـمِ
يَــحُــوكُ مِـنْ نَـسْـجِ كِـذْبِـهِ كَـفَـنًـا
لِـلـنَّـفْـسِ، وَالـنَّـفْـسُ مِـنْـهُ كَـالرِّمَمِ
أَوْ عَــنْــكَـبُـوتٍ ذَمِـيـمَـةٍ سَـكَـنَـتْ
بَـيْـتًـا مِـنَ الْـكِذْبِ حِيكَ فِي الظُّلَمِ
الْــكِــذْبُ أُحْـبُـولَـةٌ يُـصَـادُ بِـهَـا الْـ
ـقَــانِـصُ فِـيـهَـا عَـدْلٌ مِـنَ الـنِّـقَـمِ
لَــتَــقْــضَــمَــنَّ الْــبَــنَـانَ مِـنْ نَـدَمٍ
لَــوْ كُـنْـتَ تَـدْرِي فَـضِـيـلَـةَ الـنَّـدَمِ
وَالــشَّــرُّ قَــدْ تَـجْـتَـوِيـهِ مِـنْ نَـدَمٍ
يَـدْعُـو نُـفُـوسًـا لِأَحْـسَـنِ الـشِّـيَـمِ
لَا يَــنْــدَمُ الْـمَـرْءُ نَـفْـسُـهُ خَـبُـثَـتْ
فَأَنْــكَــرَتْ خُــبْـثَـهَـا مِـنَ الـسَّـقَـمِ
تُـــحَــمِّــلُ الــنَّــاسَ وِزْرَهَــا أَبَــدًا
وَذَاكَ يُـــغْـــرِي بِـــزَلَّـــةِ الْـــقَـــدَمِ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: المنسرح
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

عبد الرحمن شكري: شاعرٌ مِصْري، وأحدُ مُؤسِّسي مدرسةِ الديوانِ الشِّعرية، وصَفتْه الدكتورة «سهير القلماوي» بأنه الشَّاعرُ الذي أنزلَ العقلَ مِن على عَرشِه في إلهامِ الشُّعراء؛ فشِعْرُه خيالٌ مُتحرِّرٌ يرفضُ حدودَ الزمانِ والمكان. وقد أحدثَتْ أشعارُه نَقلةً تَجديدِيةً في مضمونِ الشِّعرِ العربي؛ فتحوَّلتْ به من شاطئِ العقلِ إلى بحرِ الخيال.

وُلِدَ «عبد الرحمن شكري عيَّاد» ببورسعيد عامَ ١٨٨٦م، لأسرةٍ ذاتِ أصولٍ مَغربِية، وقد كانَ لها دَورٌ مُؤثِّرٌ في حياتِه؛ حيثُ كانَ لزوجةِ أخيه «أحمد شكري» — المُولَعةِ برِوايةِ الحكاياتِ والأساطير — دورٌ في إثراءِ خيالِه، كما كانَ في مكتبةِ أبيه ما يُرضي نَهَمَه من دَواوينِ الشِّعر.

قَضى فَصْلًا من عُمرِه معَ أبيه ببورسعيد حتى نالَ الشَّهادةَ الابتدائية، ثُمَّ انتقلَ إلى الإسكندريةِ ليَلتحِقَ بمَدْرسةِ رأسِ التينِ الثانويةِ التي ظَلَّ بها أربعَ سَنواتٍ لينالَ منها الشَّهادةَ الثانويةَ (البكالوريا)، ثُم الْتَحقَ بمَدْرسةِ الحقوقِ إبَّانَ احتدامِ الحركةِ الوطنيةِ التي أتاحتْ له التعرُّفَ على «مصطفى كامل» زعيمِ الحركةِ الوطنيةِ في ذلكَ الوَقْت، والذي طلَبَ منه أنْ يعملَ مُحرِّرًا بجريدةِ «اللِّواء»، ونصَحَه أنْ يَلتحقَ بمدرسةِ المُعلِّمينَ فيَنهلَ من مَعِينِها ليكونَ عَوْنًا له في مَيْدانِ الصَّحافة.

وقد عطَّرَ «عبد الرحمن شكري» رَوْضةَ الأدبِ بالعديدِ من دواوينِه وقصائدِه، ومنها: دِيوانُ «ضَوْء الفَجر»، و«لَآلِئ الأَفْكار»، و«أناشيد الصِّبا»، و«زَهْر الرَّبيع»، و«الخَطَرات»، و«الأَفْنان»، و«أَزْهار الخَرِيف»، ونُشِر ديوانُه الثامنُ بعدَ مَوتِه ضمنَ الأعمالِ الكامِلة. بَدأَ شاعِرُنا صِراعَه معَ المرضِ صيفَ عامَ ١٩٥٧م، إلى أنْ صادَه الموتُ عامَ ١٩٥٨م.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤