مقدمة

هذه ذكرياتي في ستين سنة وتزيد، بدأَتْ قبل التحاقي بمعاهد التعليم في سنة ١٨٩١–١٨٩٣م، وانتهَتْ باعتزالي الحياة العامة في سنة ١٩٥٢م.

وهي ذكريات وليست مذكرات أو يوميات.

ولقد رأيتُ أن أتدارك أمري بهذه الذكريات، قبل أن تَفْتُر الهمة أو تخون الذاكرة بفعل السنين؛ ليكون لي فيها العزاء في قعودي وعزلتي في أخريات أيامي إذا ما أحسستُ خطأً أو صوابًا بأني قُمْتُ ببعض الواجب عليَّ.

ولا شكَّ أنَّ تدوين الوقائع جملة بعد نضوج العقل، يجعل التعليق عليها أقرب إلى الصواب من تدوينها تِباعًا يومًا بعد يوم.

وتشمل هذه الذكريات بعض القصص عن حياتي الخاصة، التي قد لا يفيد منها أحد، ولكنها تتضمن في الوقت نفسه بعض الوقائع التي تتصل بالحياة العامة، والتي قد يكون في إعلانها نفع للناس وتدوين لبعض حوادث التاريخ.

وسوف أتوخَّى في روايتي الحقيقةَ كاملةً؛ فلستُ أخشى مواجهةَ الواقع المُرِّ، ولن أرضى الحَيْدَة عن الحق، ولكن كل ما أخشاه أن يشوب روايتي خطأ أو سهو.

وقد يَدْفَعني حبُّ الصراحة والرغبة في استيفاء الرواية إلى إعلان ما كان أولى بالكتمان، إذا ما رأيتُ في ذلك خدمة للصالح العام.

لذلك أرجو العفو إذا ما أخطأت أو سهوت أو جاوزت حدود اللياقة فيما ذكرتُ.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤