الفصل الخامس

طرح مجموعة أزيائك الخاصة

إذا كنت في حيرة من أمرك، فارتدِ اللون الأحمر.

بيل بلاس

تُعدُّ الرغبة في الالتزام بتوفير الوقت والمجهود والأموال والموارد اللازمة لطرح مجموعة أزياء شرطًا أساسيًّا لاتخاذ قرار طرح مجموعة أزيائك الخاصة. إن أنجح مُصمِّمي الأزياء هذه الأيام تدَّربوا وتمرنَّوا وعملوا لعدة سنوات لدى مُصمِّمين آخرين لصقل مهاراتهم المهنية وتعلُّم الصنعة مباشرة من أصحاب الخبرات قبل أن يُؤسِّسوا شركاتهم الخاصة؛ فلقد عملت فيرا وانج لدى رالف لورين، ودونا كاران لدى آن كلاين، وراف سايمونس لدى جيل ساندر، ومارك جيكوبس لدى بيري إليس. وطوال رحلتك، ستُواجه على الأرجح العوائق والعثرات والعقبات. لا يوجد ما هو أكثر من الاختبارات. استوعب هذه التحديات وواجهها على نحو مباشر وتبنَّ توجُّه «لا مجد من دون مخاطر»، وعلى الأرجح ستنجح في النهاية.

ليس الغرض من هذا الفصل أن يكون شاملًا بطبيعة الحال، وإنما الغرض منه أن يُقدم نظرةً عامَّة حول الموضوع. وسيُساعدك اتِّباع الإرشادات الموجودة فيه على تحقيق حلمك بطرح مجموعة أزياء خاصَّة باسمك.

figure
رسم توضيحي لآيزاك زينو، المجموعة الشخصية، ٢٠٠٩. الرسم بإذن من آيزاك زينو.

(١) إعداد خطة عمل

الخطوة الأولى لطرح مجموعة الأزياء هي إعداد خطة عمل. تُلخِّص هذه الخطة المنهج الاستراتيجي لتأسيس مشروع تجاري، وتشتمل على جميع الخطوات الضرورية لتنفيذ ذلك. وينبغي أن تشتمل خطة العمل على ملخَّص تَنفيذي (يرُكز على نقاط قوة خطة العمل الإجمالية) وتحليل السوق (وصف الصناعة والسوق المُستهدَفة وهيكل الأسعار وتحليل المنافسة)، ووصْف الشركة (رسالة الشركة والعبارة الترويجية للعلامة التجارية الخاصة بشركتك) والتنظيم والإدارة (الهيكل الإداري لطاقم العاملين) واستراتيجية التسويق والمَبيعات وتوصيف خط الإنتاج ومزاياه وطلب التمويل (إذا كنتَ تسعى لطلب تمويل من مُستثمِر أو الحصول على قرضٍ بنكي) والتوقُّعات المالية. ولمُساعدتك على إعداد خطة العمل، يُمكنك الاستعانة بكتاب عن إعداد خطة العمل من المكتبة أو شراء كتاب عن هذا الموضوع أو الاستعانة بمصادر موثوق بها من على شبكة الإنترنت أو التواصل مع إدارة المشروعات الصغيرة (وهي جهة حكومية أمريكية) على موقعها الإلكتروني: www.sba.gov.

(٢) اختيار نوعية النظام المؤسسي

الخطوة التالية هي اختيار نوعية النظام أو الهيكل المؤسَّسي لشركتك. لكل نظام مؤسَّسي تداعيات ضريبية وقانونية مختلفة؛ ومن ثَم ابحث عن أفضل نظامٍ يُناسب شركتك. المنشأة الفردية هي عبارة عن شركة يَمتلكها ويُديرها شخص واحد وهو النظام المؤسَّسي الأكثر شيوعًا في الولايات المتحدة. وباعتبارك المالك الوحيد للشركة، فأنت تأخذ جميع القرارات المؤسسية؛ ولكن إذا فشلَتِ الشركة، فأنت ستتحمَّل المسئولية كاملة. أما الشراكة، فهي عبارة عن مشروع تجاري يمتلكه ويُديره شخصان أو أكثر. وتوجد ثلاثة أنواع أساسية للشراكة؛ الشراكة العامة (يتحمل جميع المشاركين مسئولية محدودة)، والشراكة المحدودة (يتحمل أحد الشركاء مسئولية محدودة بينما يتحمَّل شريك واحد على الأقل المسئولية الكاملة) وشركة المحاصة (وهي عبارة عن شراكة عامة لفترة زمنية محدودة). الشركة المساهمة هي عبارة عن كيان قانوني مُستقل يَمتلكه مساهمون؛ بينما شركة المساهمة من الفئة S هي نوع خاص من الشركات المُساهمة يخضع فيها المساهمون للضرائب كأفراد وليس الشركة نفسها. والشركة ذات المسئولية المحدودة تُوفِّر مسئولية محدودة لمالكيها (كما يوحي الاسم) وهي لا تخضع للضرائب باعتبارها كيانًا تجاريًّا منفصلًا. وعِوَضًا عن ذلك، يتحمَّل كل مالك (عضو) كل الأرباح والخسائر.
figure
فستان موديل «جريس جاردنز» من «مجموعة ٢٠٥٦» من عرض أزياء كارا سون في عام ٢٠٠٦. الصورة بإذن من كارا سون.

بعد أن تُحدِّد نوعية النظام المؤسَّسي، لا بدَّ أن تفكر في مكان شركتك. وسواء أكنت تُخطِّط للعمل من حجرة المعيشة بمنزلك أم ستؤجِّر أستديو التصميم الخاص بك في مبنًى إداري، يجب أن تختار مكانًا يَتناسب مع ميزانيتك، وتشتري بوليصة تأمين لتغطية المكان والمخزون ضد التلف أو السرقة، وتؤجِّر أو تشتري أيَّ معدات لازمة لكي يُمكِنك بدء إنجاز ما تُجيده؛ ألا وهو التصميم!

ما أكبر تحدٍّ واجهك أثناء طرح مجموعة أزيائك الخاصة؟

عندما طرحتُ مجموعة كارا سون، سعدتُ بأن التحديات المعتادة التي يُواجِهها مُصمِّم الأزياء المُستجد فيما يَتعلَّق بالحضور الإعلامي وتدبير رأس المال تزامنت مع ظهوري في برنامج تلفزيون الواقع «مشروع منصة عرض الأزياء» (بروجيكت رانواي). وكان العرض في أسبوع الموضة بنيويورك ميزةً كبيرة بالنسبة إليَّ. وعلى الرغم من أن البرنامج كان يُمثل دفعة قوية لمسيرتي المهنية، مثل أي مُصمم أزياء طموح، كان يتعيَّن عليَّ بذلُ مجهود أكبر بعد انتهاء العرض. واصلنا العمل لإقامة عرض أزياء رائع حظيَ بدعاية جيدة وحصد إشادات عديدة من وسائل الإعلام. ثم بيعت هذه المجموعة إلى متاجر الملابس عبر مختلف أنحاء البلاد. أحيانًا يَتمثَّل أكبر تحدٍّ يواجهك في اكتشاف طريقة ناجِحة لاجتياز جميع العقبات التي قد تعترض طريقك. ولهذا السبب، اعرف مَن أنت بوصفك مُصمِّم أزياء، بل والأهم اعرف من أنت بوصفك شخصًا. اعرف الوجهة التي تريد الوصول إليها في رحلتك في عالم تصميم الأزياء، ثم خُذ خطوات كبيرة وقفزات ثقة في ذلك الاتجاه.

كارا سون، مُصمِّمة أزياء/ملابس أعمال فنية، شركة كارا سون، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

أكبر تحدٍّ واجهَني هو تحقيق التوازن بين إحساسي بذاتي وتأسيس علامة تجارية ذات سمعة طيبة وقِيَم عالية، مع الحفاظ أيضًا على عنصر الأهمية والتجدُّد وتسليم ما يريده العملاء في أي وقت. إنني أراقب هذا الأمر بصفة يومية؛ إذ إنه من السهل أن تفقد إحساسك بذاتك سعيًا منك وراء ما هو رائج في الوقت الحالي.

كلوي لونسديل، مديرة، شركة إم آي إتش جينز، لندن، إنجلترا، المملكة المتحدة

تَمثَّل أصعب جانب بالنسبة إليَّ في كيفية تمويل مشروعي. لقد جئت إلى لندن من فرنسا وليس لديَّ أدنى فكرة عن المكان الذي يمكن أن أبحث فيه عن مساعدة؛ ولذا، عملت بكدٍّ وادَّخرت المال، ورغم ذلك كان عليَّ أن أقترض من الأهل والأصدقاء لأُؤسِّس شركتي الخاصة. والعمل لحسابك الخاص ليس مُبهرًا كما قد تظن؛ فهو يشتمل على الكثير من ساعات العمل والكثير من العمل الشاق.

تينا لوبوندي، مؤسسة/مديرة تنفيذية، مجموعة تينا لوبوندي، لندن، إنجلترا، المملكة المتحدة
figure
مجموعة أزياء ريم الأسدي. تصوير: ديبورا أندرسون.

يَتمثَّل أكبر تحدٍّ في تصميم مجموعة أفضل للموسم التالي! أَضِف إلى ذلك القدرة على تأسيس مشروع في طوكيو. الآن، نحن بصدد موسم هائل، ولقد عرضتُ أزيائي في أسبوع الموضة بطوكيو وأسبوع الموضة في لندن.

ريم الأسدي، مصممة/مديرة، دار أزياء ريم، لندن، إنجلترا، المملكة المتحدة، وطوكيو، اليابان

كان أكبر تحدٍّ واجهته هو الالتزام بما يُمليه عليَّ حدسي وإقناع وسائل الإعلام بأنني أسلك المسار الصحيح. استطعتُ أن أُقنع الموزِّعين وتجار التجزئة بأعمالي حين كنتُ أجوب السويد بمجموعة أزيائي الأولى. لكن كانت وسائل الإعلام تَميل إلى اعتقاد أنها الأكثر دراية. وبينما كنتُ مؤيدًا لظهور عارضات الأزياء مُمتلئات القوام، كان العاملون بالمَجال يرون أن العارضات النحيفات للغاية هنَّ الأكثر رواجًا. ولكن من وجهة نظري، النحافة بعيدة عن الأنوثة تمامًا. وكان الرأي العام مؤيدًا لاستعانتي بعارضة الأزياء فيكتوريا سيلفستد التي حقَّقت منذ ذلك الحين إنجازات كبيرة أثبتَت أنني كنتُ محقًّا. بعد ذلك، بدأت وسائل الإعلام تَنتبه إليَّ قليلًا. ومن دون ذلك الدعم من الرأي العام، ما كنتُ لأُحدِث التأثير الذي رغبتُه. هكذا، فإن الدرس المستفاد هو أن تكون صادقًا مع نفسك ومع عملائك. وفي النهاية، سيَلتفُّ حولك الجميع.

بانوس بابادوبولوس، صاحب شركة، شركة بانوس إمبوريو، جوتنبرج، السويد
figure
مايوه بيكيني موديل آنثي من بانوس إمبوريو. الصورة بإذن من بانوس إمبوريو.

يتمثَّل أكبر تحدٍّ في تخيُّل أحلامك بحيث يُمكن أن تصبح حقيقة. عندما تطرح مجموعة أزياء، من المهم جدًّا أن تدرك أن الحلول الوسط مطلوبة. ومن الضروري أن تُحافظ على ولائك لرؤيتك؛ فنحن نميل بطبيعة الحال إلى نسيان أنَّ تصميماتنا هي انعكاس لذواتنا الداخلية. إننا نعكس شخصياتنا على لوحة الرسم. ويتمثَّل التحدِّي، الذي نُواجهه كفنَّانين، في قدرتنا على إدراك أسلوبنا الفريد وتمييزه عن أساليب الآخرين. وهذا ما سيجعلك مُتفرِّدًا ومُبتكرًا وعبقريًّا.

دييجو بينتي، مدير إبداعي، شركة بينتي، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
figure
مجموعة أزياء خريف/شتاء ٢٠١٢ لدييجو بينتي. تصوير: آدم وايس.

قد يكون من الصعب جدًّا أن تدرك فجأةً أنك رائد أعمال بالإضافة إلى كونك مُصمم أزياء وأن تَعرف أنك لكي تؤسِّس شركتك، يجب أن تُنمِّي مهارات التصميم والحسابات والتسويق والمبيعات والتصنيع في نفس الوقت. لكن حين شرعت في تأسيس شركتي الخاصة، التقيتُ بأشخاص كان لديهم استعداد تام لتقديم المساعدة والدعم؛ فالناس يُحبون دومًا ما هو جديد! كانت تجربة طرح مجموعة أزيائي مُثيرة ومُمتعة وسَلِسة إلى حدٍّ ما. وتمثَّل أكبر تحدٍّ واجهتُه في طرح المجموعة الثانية، وجميع القرارات المصيرية التي كان يجب عليَّ اتخاذها خلال الأشهر القليلة الأولى من بدء المشروع.

سو ستيمب، مصممة/صاحبة شركة، شركة سو ستيمب، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية
figure
فستان موديل «فتاة الغلاف»، من الحرير المطبوع بتقنية الاستنسل، من مجموعة ربيع ٢٠٠٦ لسو ستيمب. تصوير: جريج كاديل.

كان أكبر تحدٍّ هو العثور على أشخاص يؤمنون بشغفك ولديهم الدافع الذي يحثُّك على بدء شيء جديد؛ فتعيين أول موظَّف لديك يتطلَّب قدرًا هائلًا من الثقة. ويُعدُّ العثور على موظَّفي مبيعات وتسويق وتصنيع مُحترفين يؤمنون بنفس الرؤية والمنتج، ولديهم نفس الشغف شيئًا ضروريًّا؛ فالأمر يتطلب جهودًا تعاونية من جانب الفريق لابتكار مجموعة أزياء وتحويلها إلى علامة تجارية. وتتكوَّن الوصفة المثالية للإكسسوارات من تصميم استثنائي وجودة تصنيع عالية المستوى وسعر تجزئة جيد. وتحقيق التوازن بين هذه العناصر الثلاث ليس مجرد تحدٍّ تُواجهه أثناء طرح مجموعة أزياء، وإنما ضرورة لضمان استمرارية شركتك. ولا شك أنه يتعين على مُصمم الأزياء أحيانًا أن يترك أسلوبه الشخصي ليُصمِّم خط إنتاج ناجح ومربح.

شاري سيدليتس-مكاندليش، مديرة إبداعية/صاحبة شركة، شركة جيوني أستديوز، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

كان أكبر تحدٍّ واجهته عند طرح مجموعة أزيائي هو العثور على مُصنِّع، ومُعِد باترونات، ومُورِّد جلود، وبائع سحَّابات بالجملة، ومُورِّد إكسسوارات معدنية، ومنصَّة تُتيح البيع لعملائي. كان يتعيَّن عليَّ أن أُذكِّر نفسي بأن تصميماتي لم تكن لترى النور لو لم يكن لديَّ زبائن يَشترون المنتج. لم أرغب في الاضطرار إلى تصنيع عدد كبير من قطع الملابس لأُكدِّسها في المخازن. لم أرغب في إخراج نفسي من مجال العمل قبل أن أُدخله من الأساس. النجاح في مجال التصميم يتكون من ٥٠ بالمائة إبداع و٥٠ بالمائة إدارة أعمال. ويُمثِّل التوريد مع وضع عنصر الاستمرارية عنصرًا أساسيًّا وجزءًا كبيرًا من الأساس الذي تَبني عليه مجموعة أزيائك وشركتك، في الاعتبار.

لورا دوتولو، رئيسة، clutchbags.com، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

أكبر تحدٍّ واجهته هو العثور على أشخاص ذوي سمات رائعة يَعملون معي لتأسيس علامتي التجارية. لقد صادفت أشخاصًا كثيرين مُهتمِّين بالتعاون معي، لكنَّ عددًا كبيرًا منهم لم يكن على القدر الكافي من المهنية أو شعرتُ بأنهم لا يَتمتَّعون بالسمات الضرورية لإقامة علاقات تعاونية متينة وطويلة الأمد وإيجابية.

أليكسس ريانا، صاحب شركة/مدير فني، شركة أليكسس ريانا، برشلونة، إسبانيا

أول تحدٍّ واجهته هو طرح مجموعة أزياء صديقة للبيئة. أعددتُ خطة عمل، وبعد مرور عام كنت مستعدةً لطرح مجموعتي الأولى في أسبوع مرسيدس-بنز للموضة بسيدني. صُمِّمت هذه المجموعة من أقمشة الدنيم المُعاد تدويرها من نفايات المصانع. في ذلك الوقت، لم يكن هناك وعيٌ بقضايا البيئة في السوق التقليدية، وبدا أن السوق لم تكن مُستعدة لقبول المنتجات الصديقة للبيئة. لكني لم أتخلَّ قط عن الفكرة وواصلتُ تطوير المنتجات. أما التحدِّي الثاني الذي واجهته فكان توعية جموع المُستهلكين وكذلك تجار التجزئة بفوائد شراء المنتجات الصديقة للبيئة. بحثتُ عن تجار التَّجزئة الذين قد يكون لديهم اهتمام ببيع هذه النوعية من المنتجات، وكثيرًا ما كنت أواجه الرفض. لطالما كنتُ داعمةً للقضايا البيئية ولذا لم يكن من السهل أن أستسلم. أنا سعيدة للغاية لأنَّني ظللتُ مؤمنة بنفسي بوصفي مُصمِّمة داعمة لقضايا البيئة رغم كل الصعاب.

شارلين أوبراين، مديرة إبداعية، شركة تيرا إيكولوجيا، برث، أستراليا

أكبر تحدٍّ واجهته هو تجميع أفكار التصميم لديَّ في إطار عمل واضح ونسق موحَّد.

سوزانا كرالوفا، مديرة إبداعية، شركة كرالوفا ديزاين، مدريد، إسبانيا، وبراغ، جمهورية التشيك
مجموعة أزياء بعنوان «نقطة بداية كل شيء» من تصميم شركة كرالوفا ديزاين، ٢٠١٢. تصوير: إيفان كليمنتي.

كان المال هو التحدِّي الأول بالنسبة إليَّ. في البداية، كنتُ أعرف أنني لن أتمكَّن من تحقيق طموحي في إبداع مجموعات الأزياء التي أتخيَّلها بميزانية محدودة كهذه. لم أرغب في تقليل جودة الأقمشة وجودة إتقان العمل؛ ولذا تعيَّن عليَّ إعادة تقييم خط الإنتاج وتحديد ما يمكنني الاستغناء عنه في ذلك الوقت.

راشيل روز، صاحبة شركة/مصممة، شركة راشيل روز ديزاينز، بروكلين، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

أكبر تحدٍّ واجهته هو الموازنة بين جميع الجوانب المرتبطة بالمشروع القائم على شخص واحد فقط. لم أكن المديرة الإبداعية لخطِّ إنتاج الإكسسوارات لديَّ وحسب؛ وإنما كنتُ المُصمِّمة والمُسَوِّقة ومسئولة العلاقات العامة ومندوبة المبيعات ومسئولة الحسابات وأي شيء يَخطر على بالك! وبمجرَّد أن ثبَّتُّ قدمَيَّ على الأرض وضمنتُ التعامل مع بضعة متاجر كبيرة (مثل هنري بندل وباتريشيا فيلد)، عملت مع صالة عرض صغيرة ساعدتني على زيادة المبيعات وتطوير مشروعي. وباسترجاع التجربة، أجدُني تعلمت الكثير جدًّا من جميع جوانبها؛ فبمُجرَّد أن قررت العمل في المجال لدى شركة تصميم إكسسوارات معروفة، عرفتُ جميع الجوانب الخاصة بمجال العمل من واقع التجربة المباشرة.

كريستينا كاروسو، مديرة إبداعية/مؤسسة شركة، شركة كريستينا كاروسو، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

(٣) تعريف علامتك التجارية

بمجرد اختيارك للهيكل المؤسَّسي لشركتك، عليك أن تُعرِّف علامتك التجارية. ولكي تُحدِّد ماهيتها على نحو أفضل، من الرائع أن تبتكر عرضًا بيعيًّا فريدًا. هذا العرض أو الشعار يحدد ما يجعل علامتك التجارية مميَّزة ومختلفة عن المنافسين. وسيكون بمنزلة الفكرة الرئيسية لحملتك الترويجية. ومن أجل ابتكار عرضٍ بيعي فريد، حدِّد أولًا أهمَّ ميزة بمقدور مجموعتك أن تُوفِّرها. الآن، حدِّد ما يُميزك عن الشركات الأخرى التي تقدم منتجات مُماثلة لما تقدمه. وبعد ذلك، حدِّد الحاجة التي يُلبِّيها منتجك في السوق. ثم، جمِّع كل هذه المعلومات في عبارة واحدة موجزة. إن الاستعانة بعبارة مميِّزة وقوية من هذا النوع ستكون بمنزلة القوة الدافعة وراء نموِّ شركتك الناشئة. أدرج هذه العبارة في جميع المواد التسويقية لديك، وفي الملصقات الخاصة بمُنتجاتك، بما في ذلك بطاقات مواصفات المنتج، وفي حملات الدعاية ليسهل على العملاء التعرف عليها. وسيتعيَّن عليك أيضًا أن تَبتكِر شعارًا أو سِمةً بارزة خاصة بعلامتك التجارية تتماشى مع شعارك.

figure
إطلالة رقم ٣١ من مجموعة ربيع ٢٠١٢ لبيتر سوم. تصوير: دان ليكا. الصورة بإذن من بيتر سوم.

وما إن تُحدِّد هوية علامتك التجارية، سيتعيَّن عليك بعد ذلك أن تختار اسمًا تجاريًّا لها. واختيار الاسم التجاري هو من أهمِّ الخطوات في هذه العملية؛ لأنه سيعكس هوية علامتك التجارية وسيُمهِّد الطريق أمام الصورة التي تريد توصيلها عن نفسك إلى المنافسين. ويَصير اختيار الاسم أسهل بمجرد أن تُحدِّد هوية علامتك التجارية والسوق المستهدَفة وتُقرِّر ما الذي سيجذب العملاء إلى علامتك التجارية مقارنةً بالعلامات التجارية الأخرى بالسوق. وينبغي أن تتأكد من عدم وجود اسمٍ مُشابهٍ بالفعل؛ وذلك من خلال إجراء بحث عن العلامة التجارية لدى مكتب تسجيل البراءات والعلامات التجارية بالولايات المتحدة الأمريكية أو مكتب تسجيل العلامات التجارية ببلدك. وعند اختيار الاسم، ضع في الاعتبار إذا كان هناك اسم نطاق (عنوان الموقع الإلكتروني) متاح بنفس الاسم، وإذا كان متاحًا فعلًا؛ فقد ترغب في تسجيل اسم النطاق لكي تتمكَّن من إطلاق وتشغيل الموقع الإلكتروني لشركتك في نفس وقت تأسيسها وافتتاحها.

سيتعيَّن عليك أيضًا أن تُسجل الاسم التجاري الخاص بشركتك وإشهاره لدى الجهة الحكومية المَعنيَّة بذلك. وإذا كنتَ تَنوي تأسيس شركتك، فسيتعين عليك مراجعة مكتب السجل التجاري التابع لولايتك لترى إن كان الاسم الذي اخترتَه مُستخدَمًا بالفعل أم لا. وعند هذه النقطة، يَنبغي أن تبحث هل يتعيَّن عليك الحصول على تراخيص أو تصاريح تجارية معينة لتدير عملك بنحوٍ قانوني. تواصَل مع الهيئات التنظيمية الحكومية المحلية والفيدرالية والخاصة بولايتك لترى هل تَنطبِق هذه التراخيص على شركتك.

حوار مع ماجي نوريس، رئيسة شركة ماجي نوريس للأزياء الراقية ومصممة الأزياء بها

ما الذي قادكِ في البداية إلى دخول عالم تصميم الأزياء؟

عندما كنتُ طفلة صغيرة، كنت مغرمة باختيار ملابس عرائسي لدرجة أنني كنت أتخيلهن يَسِرْنَ على السجادة الحمراء أو أراهنَّ وكأنهن أميرات في بلاد أجنبية. وبدأت أصمم وأَحيك جميع ملابسهن. وكانت أفلام مثل «الإفطار عند تيفاني» (بريكفاست آت تيفانيز)، بطولة الفنانة أودري هيبورن، تُمثِّل مصدرًا للإلهام بالنسبة إليَّ. وبعد أن عرفت المزيد عن مصمم الأزياء الأسطوري أوبير دي جيفنشي (الذي صمَّم ملابس أودري هيبرون في الفيلم)، كان حلمي أن أصمم يومًا ملابس راقية جميلة مثله.

قبل طرح مجموعتكِ الخاصة، ماجي نوريس للأزياء الراقية، كنتِ مديرة أول تصميم لعروض أزياء ملابس النساء لدى رالف لورين. والكثير من العاملين لدى رالف لورين مثلكِ طرحوا مجموعات الأزياء الخاصة بهم، من بينهم مثلًا: فيرا وانج وجون فارفتوس وريد كراكوف. في رأيك، ما السبب في هذا؟

رالف لورين مُبتكِر رائع ومُعلِّم عظيم ألهمني بحلمي. وشركة رالف لورين هي واحدة من أعظم الأماكن التي يشعر فيها مُصمِّمو الأزياء بالألفة. كنت محاطة، منذ يومي الأول هناك، ببعضٍ من أمهر الرسامين والحرفيين ومُعدِّي الباترونات والفنانين من مختلف أنحاء العالم. كانت بيئة عمل إبداعية لا مثيل لها. كنَّا نتلقَّى التشجيع وتُوضَع أمامنا التحديات لنكتشف ونبحث ونبتكر في غمرة الإعداد لكل مجموعة أزياء. وفي مثل هذه البيئة، يُمكن أن تنمو المهارة الفنية الحقيقية.

أثناء مسيرتكِ المهنية في عالم تصميم الأزياء، عملتِ لبعض الوقت في أوروبا مديرةً إبداعية لدى شركة موندي للملابس المَحِيكة. صِفي لي تلك التجربة.

كانت التجربة الأوروبية لدى شركة موندي مُثيرةً، وكانت فرصة مهمة بالنسبة إليَّ؛ فلقد وفَّرت لي التواصل المباشر مع إيطاليا وفرنسا وروسيا وغيرها الكثير من الدول المجاورة. وكنتُ أسافر إلى هذه الدول لإجراء البحث وجمع الأفكار الملهمة، وكانت فرصةً لتنفيذ رؤيتي بشأن التوجيه الإبداعي لشركة بأكملها، التي طالما أُعجبت بها. وباعتباري مصممة أزياء ومديرة إبداعية، استطعت أن أضع بصمتي على كل جانب من جوانب مجموعات الأزياء لديهم، بما في ذلك ملابس السَّهرة والإكسسوارات والملابس غير الرسمية والملابس الرياضية. وأثناء ابتكار هذه المجموعات، تعاونتُ مع خبراء أُسطوريِّين في مجال الأزياء الراقية مثل ألبير ليساج، المطرِّز الباريسي الأول، ودار ليجيرون، مورد المُنمنمات الزهرية الحريرية المُطرزة يدويًّا في باريس؛ ومصمم إكسسوارات الأحذية الأسطوري، كريستيان لوبوتان. هؤلاء الرجال والنساء صمموا أعمالًا فنية يُمكن ارتداؤها. وأول ثلاثة عروض أزياء لي أُقيمَت جميعها في باريس على أيدي محترفين عملوا لدى مُصمِّمين مثل كريستيان ديور وكريستيان لاكروا.

لوحة «دراجون ليدي» للفنان نيلسون شانكس، تُصوِّر مشد الخصر موديل «إكاترينا» من تصميم ماجي نوريس وحلق من تصميم شركة جيلان. تصوير: جوزيف دولدرر، ٢٠٠٩.
إن صناعة الموضة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمجالات إبداعية أخرى مثل عالم الفنون وصناعة الترفيه. هل حظيتِ بأيِّ تجربة استطعتِ فيها التعاون مع فنان آخر؟

أحد مصادر شغفي هو التعاون مع الفنانين والرسامين والمصوِّرين. كنت أبحث عن رسَّام يتبع أسلوب جون سينجر سارجنت في الرسم. وبعد بحث مكثَّف، وجدت نيلسون شانكس الذي رسم بورتريه لصاحبة السمو الملَكي، الأميرة ديانا، أميرة ويلز، وقداسة البابا يوحنا بولس الثاني، على سبيل المثال لا الحصر. وكان شرفًا لي أنه اختار مشد الخصر موديل «إكاترينا» لدينا في رسم بورتريه للمُمثلة والعارضة، كيرا تشابلن، حفيدة المُمثل والمخرج والمؤلف الموسيقي العظيم، تشارلي تشابلن. ورسم شانكس لوحة أخرى باستخدام مشد الخصر الذي صممته، تُدعى «دراجون ليدي»، التي عُرضَت في الأكاديمية الروسية للفنون بموسكو.

كيف تبدأ عملية التصميم بالنسبة إليكِ؟ هل تبدأ بفكرة رئيسية معينة أم بنوعٍ من الإلهام أم بفكرة جديدة أم بنوع من الأقمشة شاع استخدامه بشدة مؤخرًا؟

قد يأتي الإلهام من أي مكان تقريبًا. أبتكر فكرة رئيسية في كل موسم؛ ربما أكون في روسيا في أحد المواسم وفي الموسم التالي بباريس، وهو ما يُتيح لي اكتشاف جميع مجالات بحثي وخيالي. إن كل عميل مميَّز ومُختلف. وعليك أن تقضي الوقت معهم وتسمع قصصهم لتفهمهم وتَبتكر ما يُلبي احتياجاتهم وشغفهم. يستلهم البعض أفكاره من التاريخ؛ في حين يستلهم البعض الآخر أفكاره من الأفلام السينمائية الكلاسيكية أو الأعمال الفنية العظيمة. والأَولوية القصوى لدينا تتمثَّل في محاولة فهم مضمون احتياجات عملائنا.

تنُّورة طويلة من الحرير موديل «ونج ليو تسونج» وسترة واقية من المطر موديل «نيكول». الرسم لآنا كيبر لصالح دار ماجي نوريس للأزياء الراقية، ٢٠٠٨.
أنتِ تُصممين الملابس المصنعة حسب الطلب لعملائك، الذين يتنوعون بين سيدات الأعمال البارزات وسيدات المجتمع والمشاهير. هلَّا توضحين لي كيف تسير هذه العملية المعقدة جدًّا؟

بدايةً، أعمل عن كثب مع رسامتنا آنا كيبر لتطوير كل جانب من جوانب التصميم — سواء أكان هذا الجانب هو اللون أم التزيين أم حتى وضعية الرسمة — لكي نعكس رغبات العملاء على أفضل وجه. ونخوض عدة مراحل لعمل التحسينات واختيار الأقمشة وأشكال التصميم قبل أن نُنتج الرسمة النهائية بالألوان المائية لعرضها على العملاء. وبمجرد أن نحصل على الموافقة، تكون الرسمة جاهزة للتطوير والتنفيذ للعميل لتكون قطعة ملابس راقية مصنَّعة حسب الطلب.

في المعتاد، كم يَستغرق تحويل فكرة ما إلى قطعة ملابس كاملة مخصصة؟

قد يستغرق إنتاج مشد خصر في المعتاد فترةً تتراوح بين أربعة وخمسة أشهر. في البداية، نبتكر تصميمًا ألهَمَنا بفكرة مشد الخصر، وهو ما يستغرق حوالَي أسبوعين. ثم يُحوَّل التصميم إلى رسمٍ، وهذا يستغرق أسبوعًا آخر. ثم تأتي العميلة إلى الأستديو الخاص بي لأخذ مقاساتها. وبعد ذلك، يُصمَّم نموذج بالحجم الطبيعي (وهو عبارة عن نموذج رخيص الثمن من التصميم الأصلي مصنوع عادةً من قماش الموسلين والذي يُصنع كتجربة للباترون)، وهي خطوة تستغرق من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وبعد ذلك، تأتي العميلة لعمل بروفة ثانية وتجربة المقاس. ثم يُوضع التطريز على الباترون ويُرسَل إلى باريس ليُنفَّذ التطريز على القماش. وعلى حسب درجة تعقيد التطريز، قد تَستغرِق هذه الخطوة شهرين قبل أن يعود الثوب إلى الأستديو لدينا. ويعمل حائكان بدوام كامل لمدة ثلاثة أسابيع قبل جلسة القياس الأخيرة للعميلة. وبمجرد أن تنتهي جلسة القياس، نَقضي أسبوعين آخرين لتعديل مشد الخصر. ثم يُقدَّم بعد ذلك إلى العميلة.

تُمثِّل القدرة على الحصول على عملاء من المشاهير نقطةً بارزةً في الحياة المهنية لأي مصمم أزياء. كيف اكتسبتِ أول عميل من المشاهير؟

كنتُ محظوظة بزيارة المحرِّرة ومنسقة الأزياء الأسطورية بولي ميلين للأستديو خاصتي. اختارت موديل مشد خصر «أمبرويسن» للمُمثلة نيكول كيدمان لتظهر به على غلاف مجلة فانتي فير؛ حيث إنها كانت تعمل منسِّقة أزياء لدى المجلة آنذاك. وقد بدأت مشوارها المهني مُتدرِّبة لدى المحرِّرة ديانا فريلاند وفيما بعدُ عملت محررة لدى مجلتَي هاربرز بازار وأمريكان فوج.

يَختلف المُصممون في الأشياء التي تُلهمهم. من أين تستلهمين معظم تصميماتك؟

من وجهة نظري، الإلهام يعني استكشاف التصميمات الكلاسيكية للعصور الماضية من خلال الصور الفوتوغرافية والأفلام واللوحات والموسيقى والأدب والعمارة، وكذلك استلهام الأفكار من الأعمال الفنية المعاصرة؛ فالإلهام يأتي بالأساس مما يَحدث على المستوى الثقافي حول العالم في اللحظة الراهنة.

لطالما وصفتُ أعمالك المُبتكَرة بأنها تستحق فعلًا الاحتفاظ بها في المتاحف. هل تعاقدتِ مع متاحف لعرض أيٍّ من تصميماتك؟

لقد عرضتُ تصميمات لي في لندن بمتحف فيكتوريا وألبرت، وكذلك متحف معهد تكنولوجيا الأزياء في مدينة نيويورك، ومتحف مدينة نيويورك.

إرينا دفوروفينكو، الراقصة الرئيسية في فرقة مسرح الباليه الأمريكي، ترتدي فستانًا من تصميم دار ماجي نوريس للأزياء الراقية. الرسم لآنا كيبر، ٢٠١١.

حوار مع مصمم الأزياء بيبهو موهاباترا

هل شهدتَ نقطة تحوُّل في طفولتك أو نشأتك بالهند أو في أيِّ مرحلة من حياتك أدت إلى سعيك لدخول عالم تصميم الأزياء؟

جاءت نقطة التحول بالنسبة إليَّ حين علَّمتني والدتي كيف أُخيط على ماكينة سينجر القديمة بمنزلنا.

بعد أن حصلتَ على درجة الماجستير في الاقتصاد، انضممتَ إلى معهد تكنولوجيا الأزياء في نيويورك. ما الذي حثَّك على دراسة تصميم الأزياء؟

لطالما كنت أرغب في العمل مُصمم أزياء، وبمجرَّد أن حصلت على درجة الماجستير في الاقتصاد توجهتُ إلى نيويورك لدراسة تصميم الأزياء.

صورة للمُصمم بيبهو موهاباترا مع عارضة أزياء ترتدي فستانًا من قماش الساتان البرتقالي المحمر الغامق بكُمَّين غير مُتماثلَين من تصميم بيبهو موهاباترا. الصورة بإذن من بيبهو موهاباترا.
أثناء دراستك في معهد تكنولوجيا الأزياء، عملتَ مُصمِّمًا مساعدًا في دار أزياء المصمم الشهير والأسطوري هالستون. كيف شغلتَ هذا المنصب قبل حصولك على درجة جامعية؟

ذات يوم ذهبت إلى جميع المنشآت العاملة في مجال تصميم الأزياء بشارع سيفنث أفينيو ووزعت سيرتي الذاتية على بعضٍ من مكاتب المُصممين المفضَّلين لديَّ. وبعض المنشآت كانت موجودة في ٥٠٠ سيفنث أفينيو و٥٣٠ سيفنث أفينيو و٥٥٠ سيفنث أفينيو. تلقيت مكالمتَين هاتفيتَين من جراء هذا المجهود، وواحدة منهما كانت من أستديو هالستون لتصميم الأزياء.

أثناء عامك الأخير في معهد تكنولوجيا الأزياء، حصلتَ على جائزة النُّقَّاد لأفضل مُصمم لملابس السهرة. ما الذي صمَّمته للحصول على هذه الجائزة؟

التحدِّي الذي واجهتُه هو ابتكار تصميم باللون الأبيض. صممتُ فستانًا أبيض اللون ذا وجهين من الصوف والساتان الحريري عديم الحمالات ومُزينًا بزهور قماشية وريش.

بعد تخرُّجك، عملتَ مديرَ تصميم لدى مُصمم أزياء بنيويورك؛ حيث عملنا معًا. لطالما ألهمَتْني موهبتك الفطرية للتصميم وولعُك بالحفاظ على أعلى مستوًى من الحرفية في تصميم الملابس الراقية. هلَّا تصف لي ما الذي خرجتَ به من هذه الوظيفة؟

تلك السنوات التِّسع كانت أهم سنوات في مشواري المِهني؛ إذ إنني تعلمتُ الكثير، وشاركت معرفتي مع الآخرين، وكوَّنتُ فريق العمل، وصمَّمت ثلاث مجموعات في العام. لقد كانت بحق تجربةً رائعة.

قبل طرح مجموعةٍ تَحمل اسمك، شرعتَ في تصميم فساتين راقية للسهرة وفساتين حفلات الكوكتيل وقِطَع فراء لمجموعة مُنتقاة من العملاء في نيويورك وأوروبا والهند. هلَّا تصف لي كيف نجح هذا الأمر، وما إذا كنتَ المصمم الوحيد للمجموعة أم كان لديك فريق من الموظفين آنذاك؟

استأجرتُ غرفة صغيرة في حي أبر ويست سايد بمانهاتن؛ حيث كان لديَّ ماكينة خياطة ومنضدة لقص القماش، وكنت أنا العامل الوحيد. فيما بعدُ، عيَّنتُ خياطًا للعمل معي.

ما الذي قادك إلى طرح مجموعتك الخاصة؟ هلَّا تشرح لي بإيجازٍ كيف استعددتَ لطرح مجموعتك؟

لطالما رغبتُ في طرح ملابس تحمل اسم علامتي التجارية، وفي عام ٢٠٠٩، جاء الوقت لطرح علامتي التجارية. جمعتُ بعض المال وعكفتُ على البحث عن إلهامٍ وموضوع رئيسي، وأعددت مجموعةً تتكون من ١٦ إطلالة عرضتُها على البائعين والمحرِّرين في فندق براينت بارك بنيويورك.

ما فلسفة تصميماتك؟

التصميم الناجح هو عبارة عن توازُنٍ مثالي بين الجانب الإبداعي والعملي.

كيف تبدأ عملية التصميم بالنسبة إليك؟ هل تبدأ بفكرة رئيسية معيَّنة أم بنوع من الإلهام أم بفكرة جديدة أم بنوع من الأقمشة شاع استخدامه بشدة مؤخرًا؟

في البداية، تأتي الفكرة الرئيسية، ثم الصور، ثم التفصيل على المانيكان ورسم الرسومات الأولية، وفي النهاية أُدخِل اللمسات الأخيرة.

هل لديك فريق مُنفصل مختص بالقماش يُورِّد أقمشتك من جميع أنحاء العالم، أم أنها مسئولية فريق التصميم؟

في الوقت الحالي، أقوم بكل شيء بنفسي، ولكن يومًا ما أحلُم بالعمل مع فريق مختص بالأقمشة ليُساعدَني على توريد أقمشة مدهشة من مختلف أنحاء العالم.

باعتبارك مُصمِّم أزياء له مجموعة باسمه، تتعاون مع فريق الإدارة التنفيذي والكوادر الإبداعية خاصتك لضمان أن جميع خطوات تطوير مجموعات الأزياء وبيعها — مثل التصميم والتصميم الفني والترويج والعرض المرئي وضبط الجودة والعلاقات العامة وإنتاج عروض الأزياء والمبيعات والتسويق — تُنفَّذ وتُنجَز بنجاح. كيف تُدير هذه العملية مع فريق العاملين لديك؟

المزيد من تفويض المهام والقليل من الإدارة التفصيلية.

مجموعتك تُباع حاليًّا في بيرجدورف جودمان ونيمان ماركوس وفي متاجر مُتخصِّصة في أمريكا الشمالية وأوروبا والشرق الأوسط. ما النصيحة التي تودُّ تقديمها لمُصمِّم أزياء طموح يبذل كل ما في وسعه في محاولة للحصول على أول تعاقد له في مجال البيع بالتجزئة؟

أظهِر عملك وإبداعك وابحث عن الجودة، وأبرِز أيضًا عقليتك التجارية عند إجراء عرضٍ تقديمي للمُشترين وتجار التجزئة.

هل لديك استراتيجية للتوسُّع في البيع بالتَّجزئة على المستوى الدولي، وهل تستهدف منطقةً معيَّنة للتوسع، مثل آسيا، التي كانت ولا تزال سوقًا ناشئة بارزة للبيع بالتجزئة في صناعة الملابس؟

بالتأكيد نحن نَستهدف آسيا والشرق الأوسط وكذلك أوروبا.

ما الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لعلامتك التجارية وفي بقائك على اتصالٍ بقاعدة عملائك؟

تويتر وفيسبوك وسيلتان رائعتان للتواصل والحفاظ على الاتصال بعملائي والمُعجَبين بي، وأنا أحرز تقدُّمًا في التعامل من خلالها.

من بين الجوائز العديدة التي حصلتَ عليها، وصولك في عام ٢٠١٠ إلى التصفيات النهائية لجائزة النجم الصاعد في تصميم ملابس النساء المقدَّمة من المجموعة الدولية للموضة والأزياء. وبعد ذلك ببضعة أشهر، حصلتَ على جائزة المُبدع الشاب من نادي الفنون الوطني الأمريكي. وفي الشهر التالي، قُبلتَ عضوًا رسميًّا بمجلس مصممي الأزياء في أمريكا. وفي عام ٢٠١١، حصلتَ على جائزة مؤسسة إيكو دوماني لتصميم الأزياء. هلَّا تصف لي شعورك حين حصلت على مثل هذه الجوائز والتقديرات الرفيعة؟

أشعر بالتواضع حين أرى مثل هذا الإعجاب بعملي، وهذا يدفعني إلى العمل بكدٍّ أكبر. أنا مُمتن للغاية.

رسم أولي لفستان باليه مطبوع أسود اللون من مجموعة خريف ٢٠١١ لبيبهو موهاباترا. الرسم بإذن من بيبهو موهاباترا.
مدونتك رائعة! إذ إنها تُمكِّن الناسَ بحقٍّ من معرفة ما يحدث وراء الكواليس في يومك، وتُعطي الجمهور إحساسًا وحسًّا صادقًا بما يحدث في مجال صناعة الموضة في نيويورك. صف لي كيف خرجَت مدونتُك إلى النور وما شجعك على الاستعانة بها.

المدوَّنة في واقع الأمر امتداد لحياتي العملية وتجاربي بوصفي مصمم أزياء بمدينة نيويورك.

ما النصيحة التي تودُّ أن تقدمها لأي مُصمِّم أزياءٍ طموح يُحاول طرح مجموعته الأولى؟

اعمل بكدٍّ وثِق في نفسك وقاتِل من أجل حلمك.

كيف تُحقق التوازن بين حياتك العملية وحياتك الشخصية؟

أُحقِّق التوازن من خلال السفر إلى منزلي الريفي كلما أمكنني ذلك. الطبيعة تُحقِّق التوازن لكل شيء.

ما المقولة المفضَّلة لديك فيما يتعلق بمجال الأزياء؟

«الألوان الزاهية هي السِّمة المميزة للهند.» ديانا فريلاند.

صف لي اليوم المثالي بالنسبة إليك.

اليوم المثالي هو يومٌ درجة حرارته ٢٢ درجة مئوية وسماء زرقاء صافية وإفطار شهي، يومٌ أقوم فيه برسم الرسومات الأولية للتصميمات وتفصيلها على المانيكانات، ويُختَتم بأمسية تُقدَّم فيها وجبة شهية مُعَدة بالمنزل وكأس من النبيذ.

(٤) حماية تصميماتك

عندما يتعلَّق الأمر بطرح مجموعتك الخاصة، من المهم أن تَحمي عملك من السَّرِقة والتقليد من خلال اتخاذ جميع التدابير الاحترازية الضرورية قبل تسويق مُنتجاتك وبيعها. راجع قائمة الفحص التالية لضمان حماية جميع تصميماتك:

قائمة الفحص الخاصة بالمِلكية الفكرية، إعداد كارين آرتز آش، الشريك والرئيس الإقليمي المشارك، قسم الملكية الفِكرية، شركة كاتن ماشن روزنمان، نيويورك

(١) الأسماء التجارية والعلامات التجارية وأسماء النطاقات خاصتك:

• هل تقدَّمتَ بطلبات فيدرالية لتسجيل علاماتك التجارية أو سجَّلتها بالفعل في جميع البلدان؛ حيث تُصنع أو تُباع منتجاتك حاليًّا أو مُستقبلًا، وحيث تُوزَّع منتجاتك في الوقت الحالي، وحيث يكون لديك تراخيص أو تسعى إلى امتلاكها، وحيث تنوي البيع في المستقبل؟

• هل أجريتَ عمليات البحث للتأكُّد من عدم وجود تشابُه بشأن جميع أسماء العلامات التجارية الأساسية والثانوية والشعارات وأسماء الموديلات خاصتك؟

• هل لديك خدمة رقابية جيدة تُحدِّد بها إمكانية سرقة علاماتك التجارية؟ يمكن أن تفعل ذلك من خلال إجراء بعض عمليات الفحص والتحديث الدوريَّين على شبكة الإنترنت، بما في ذلك استعراض أسماء النطاقات والمواقع الإلكترونية التي ظهَرت حديثًا، ومتابعة المواقع التي تُقدِّم «تخفيضات مهولة لفترات محدودة».

• هل تتصفَّح بانتظام موقع إيباي والمواقع المُشابهة لترى هل يُقلِّد الآخَرون تصميماتك أو أسماءك المميَّزة أو يعيدون بيع منتجاتك من دون إذن منك أو بمعلومات غير صحيحة أو مضلِّلة؟

• هل تتَّخذ خطوات لحماية اسم النطاق (أسماء النطاقات) خاصتك؟ وهذا يعني الاعتراض على استخدام الأطراف الأخرى لاسمك التجاري وعمليات التسجيل المتعلقة بالأمر. كما أنه يعني أيضًا شراء نطاقات جديدة ومهمة (مثل .net) عندما يكون ذلك متاحًا، بحيث تَمنع الآخرين من القيام بذلك.

• هل لديك حماية عالمية/محلية لأسماء النطاقات؟ هذا أمر مُهم إذا كنت تنوي تحقيق مبيعات وتسليم مُنتَجات عبر شبكة الإنترنت على مستوى العالم أو التعاون مع شركة أجنبية تقليدية.

• هل لديكَ تعاقُدات ملائمة للتوريد والتصنيع مع الجهات القائمة على تصنيع عيناتك ومنتجاتك؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل لديهم تعويضات مناسبة ورقابة ملائمة على التخلُّص من المنتجات والملصقات والإكسسوارات؟ وهل يُحظر على الأطراف الأخرى تقليد منتجاتك؟

• هل لديك تراخيص وتراخيص فرعية ملائمة؟ إذا كان الأمر كذلك، فهل هذه التراخيص أو الإصدارات قصيرة الأجل من هذه التراخيص مُسجَّلة في البلدان التي تشترط ذلك؟

• هل لديك تعاقُدات مناسبة للتوزيع؟ وهذا يشتمل على الحالة التي يشتري فيها طرف ثالث المنتجات النهائية ويبيعها إلى تجار التجزئة.

• هل علاماتك التجارية مُسجلة لدى هيئات الجمارك وحماية الحدود على المستوى المحلي والدولي لمنع استيراد السلع التي تَنتهك علاماتك التجارية المسجلة؟

• هل تستعين برموز العلامات التجارية المناسبة مثل علامة وعلامة ®؟

(٢) حقوق النسخ:

• هل لديك حقوق نسخ مُسجَّلة أو تقدمت بطلب لتسجيلها بخصوص تصميمات الأقمشة أو حُلي التزيين المميزة والأصلية؟

• هل لديكَ عقود خاصة ﺑ «العمل بأجر مقابل التخلي عن حقوق الملكية الفكرية» وما يرتبط بها من عقود التنازل مع الأطراف الأخرى التي تَبتكر التصميمات والخامات ولوازم التزيين وحملات الدعاية والمطبوعات وتصميمات الأقمشة ورسومات الجرافيك والصور الفوتوغرافية التي طلبتَها أو التي ستستعين بها؟

• هل لديك حقوق نَسخ مُسجلة أو تقدمت بطلب لتسجيلها فيما يتعلق برسومات الجرافيك، والنصوص والمُحتوى الخاص بمُلصَقات الملابس بكافة أنواعها، والمواد الترويجية المميَّزة الخاصة بك؟

• هل تضع العلامات المناسبة لحقوق النسخ على منتجاتك؟

• إذا كنت تَتعامل مع مصوِّر أو أستديو تصميم أو مُصمم مواقع إلكترونية أو وكالة دعاية وإعلان، فهل لديك التعاقُدات المناسبة معهم وهل تتمتَّع بجميع حقوق الملكية الخاصة بما تحصل عليه منهم؟

رسم أوَّلي من مجموعة ربيع عام ٢٠١٢ لبيتر سوم. الصورة بإذن من بيتر سوم.

(٣) براءات الاختراع:

• إذا كنت قد ابتكرت سِمَة عملية مميزة لمنتج ما أو تصميم مميز ثلاثي الأبعاد، فهل فكَّرتَ في الحصول على حماية براءة اختراع للتصميم أو السِّمة، حسبما تَقتضي الحاجة؟ يُمكنك إذن أن تَستعين بالعبارة الشهيرة «في انتظار الحصول على براءة الاختراع.»

(٤) الأطراف الأخرى:

• إذا كنت متعاقدًا مع وكالة المبيعات التي تَتعاقد بدورها مع مُوزِّعين في بلدان أجنبية، فهل تعرف الالتزامات القانونية المتعلِّقة بهذه الجهات فور إنهاء التعاقد؟

• إذا كنتَ قد التقيت بأطراف أخرى، مثل المستثمرين الماليين المحتملين، فتأكد من أن جميع منتجاتك تحمل اسمك وعلامة حقوق النسخ وعبارة تقول: «المعلومات السرية والخاصة بالملكية فيما يتعلق بالشركة والتصميمات.»

• حاول أن يكون لديك صُور من جميع الطلبات الخاصة بحماية حقوق الملكية (العلامة التجارية وأسماء النطاقات وبراءات الاختراع وحقوق النسخ)، واتِّفاق موقَّع قياسي خاص بالحفاظ على السرية أو عدم الكشف عن المعلومات السرية قبل أن تعرض على أحدهم أي شيء تعتبره يَندرج تحت حقوق الملكية.

ما أفضل طريقة يَحمي بها مُصمم الأزياء عمله من السرقة والتقليد؟

يجب أن يَحمي مُصمم الأزياء أصول الملكية الفكرية خاصته لأن هذا ضروري لتأسيس عمل تجاري يمكنه توفير تمويل لعمله ويُلبِّي احتياجات العملاء وينخرط في التسويق والتصنيع والدعاية والترويج والمبيعات. أولًا وقبل أي شيء، يجب حماية اسم المصمم، والمقصود بهذا العلامة التجارية التي تَعرف وتُميِّز ذلك المصمم عن غيره من المصممين. الأمر يبدأ باسم المصمِّم وقد يَمتدُّ أيضًا إلى الأحرف الأُولى من اسمه أو الاسم الأول أو اسم العائلة أو الكُنية الخاصة به أو أحد الرموز أو العبارات.

الخطوة الثانية لوضع أساسٍ متينٍ لحماية اسم مُصمِّم الأزياء هي حماية أسماء نطاقات مواقع الويب الخاصة به في الدوائر ذات الصلة وعلى أرفع المستويات. يَنبغي على مُصمم الأزياء أن يَحمي أيضًا تصميمات الجرافيك المُميِّزة له، وكذلك الأقمشة، والأنماط والنماذج والأنماط الثلاثية الأبعاد، والمواد المُستخدَمة لتصنيع المُنتَج، ولوازم التزيين (مثل الأحزمة والأزرار)، والمحتوى، والدعاية والإعلان، وغيرها من نوعية الموادِّ المشابهة. وقد يَشتمل هذا أيضًا على غُرز التصميمات المميَّزة المحدَّدة المصدر مثل تصميم غرزة الجيب. في الولايات المتحدة، على عكس فرنسا مثلًا، لا يوجد حاليًّا وسائل لحماية حقوق النسخ لتصميم الملابس في حدِّ ذاتها. ورغم ذلك، توجد وسائل أخرى لحماية المكونات الأساسية وإقرار ملكيتها (من خلال حماية العلامة التجارية وشكل السِّلعة وتغليفها وحماية براءات الاختراع الخاصة بالتصميم مثلًا).

وإذا كان مصمم الأزياء يستعين بخدمات جهة أخرى (متعاقد مستقل، وليس موظَّفًا) لابتكار أيِّ مواد لازمة للتصميم، يَنبغي إبرام عقود «العمل بأجر مُقابل التخلِّي عن حقوق الملكية الفكرية»، وعقود التنازل لضمان أن المصمم، لا الجهة المُتعاقِد معها، يمتلك العمل المنتج. وإذا كان لديك موظَّف، فينبغي إدراج إجراءات الحماية المناسبة في بنود التوظيف أو دليل الموظفين. وبمجرد اتخاذ إجراءات الحماية المناسبة، ينبغي على مصمم الأزياء أن يتخذ خطوات دورية لمتابعة شبكة الإنترنت وسوق العمل، ويتَّخذ تدابير تفعيل القانون كلما كان ذلك مناسبًا وغير مكلِّف. وبالإضافة إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية حقوق المِلكية، من المهم أيضًا أن تتأكد من أنك لا تتعدى على حقوق شخص آخر، حتى وإن كان بغير قصد. وهذا يتم عادةً من خلال إجراء بحث دقيق فيما يتعلق بالعلامات التجارية وبراءات الاختراع، حسبما يقتضي الحال. وكقاعدة ذهبية حين تبحث عن مصادر الإلهام، ضع نفسك مكان الطرف الآخر. إذا كنت ستشعر بالاستياء من المواد «المستوحاة»، إذن فافترض أن الطرف الآخر سيتَضايق أيضًا وقد يلجأ إلى اتخاذ إجراء قانوني.

كارين آرتز آش، الشريك والرئيس الإقليمي المشارك، قسم الملكية الفكرية، شركة كاتن ماشن روزنمان، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية
أفضل طريقة يَحمي بها مُصمم الأزياء [في الولايات المتحدة] عمله من السَّرقة والتعدِّي على حقوق النسخ هي تسجيل حقوق النسخ الخاصة بالتصميمات لدى مكتب تسجيل حقوق النسخ بالولايات المتحدة. ويستطيع المصممون أن يسجلوا أعمالهم على شبكة الإنترنت عبر الموقع التالي: www.copyright.gov. عملية التسجيل بسيطة وغير مُكلِّفة. ومن المهم جدًّا أن يسجل مُصممو الأزياء تصميماتهم قبل أن يُقلِّدها شخص آخر. ويُعطيك هذا التسجيل الاستباقي حق اختيار التعويضات القانونية واسترداد أتعاب المحاماة والتكاليف المرتبطة بإنفاذ قوانين حماية حقوق النَّسخ. ولضمان الحقوق التي يَكفُلها التسجيل الاستباقي، ينبغي على المصممين أن يُقدِّموا تصميماتهم إلى مكتب تسجيل حقوق النسخ قبل عرضها على الجمهور.
دان نيلسون، شريك، شركة نيلسون آند ماكلوك، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

لا تتوفَّر لمُصممي الأزياء آلية سهلة بموجب القانون الأمريكي لضمان الحقوق الحصرية للتصميمات المُبتكَرة لديهم. وكنتيجةٍ لهذا، لا بد أن يكون مُصممو الأزياء أكثر حرصًا على إبداعاتهم لمنع الآخرين من سرقة واستغلال أعمالهم. ومن خلال التخطيط الدقيق، قد يكون بإمكان مُصمم الأزياء أن يطالب بالحقوق الحصرية لتصميماته بموجب قوانين حقوق النسخ أو حقوق شكل السلعة وتغليفها، ويَمنع الآخرين من استغلال الاسم التجاري الذي يَمتلكه بموجب القانون. كيف يُمكن لمُصمِّم الأزياء أن يَحصل على الحقوق الحصرية الخاصة بالتصميم فيما يخص قطعة ملابس بعينها؟ والإجابة عن هذا السؤال تتمثَّل في جعل تصميم الملابس أشبه بعمل «تصويري» أو «جرافيكي» يُمكن أن يكون قائمًا بذاته إذا ما جرى فصله عن قطعة الملابس. لقد كفَلت المحاكم، في السنوات الأخيرة، حمايةً لحقوق النَّسخ الخاصة بأنماط الملابس وتصميماتها إذا كان يُمكن فصل الجوانب الجمالية للنمط أو التصميم عن الطبيعة النفعية لقطعة الملابس. وإذا كان التصميم قابلًا للتسويق، بعيدًا عن الهدف النَّفعي لقطعة الملابس؛ فقد يتمكَّن مصمم الأزياء من جعله خاضعًا لقوانين حماية حقوق النَّسخ ويمنع الآخرين من تقليده. ثمة جانب آخر من قانون حماية حقوق المِلكية الفكرية يُمكن أن يكفل الحماية لمُصمِّمي الأزياء؛ ألا وهو، قانون حقوق شكل السِّلعة وتغليفها الذي يَحمي الطريقة التي «يُقدم» بها تصميم المنتج للجمهور؛ فإذا استطاع جمهور المُشترين التعرُّف على تصميم مُنتَج معيَّن باعتبار أن له مصدرًا واحدًا؛ فإن هذا القانون قد يشمل التصميم ويستطيع مالكه، بموجب «قانون لانهام»، أن يمنع الآخَرين من بيع تصميمات مشابهة بطريقة تُربك الجمهور. كيف يمكن للمرء أن يحصل على حقوق شكل السلعة وتغليفها في مجال تصميم الأزياء؟ بوجه عام، تتطوَّر هذه الحقوق بمرور الوقت ومن خلال حملات دعاية وتسويق موسعة، ويُمكن إثباتها من خلال أرقام المبيعات ونفقات الإعلانات وحتى استطلاعات آراء العملاء. ومن بين الأمثلة على الشركات التي حقَّقت استثمارات ضخمة بمرور الوقت من جراء تطوير حقوق شكل السلعة وتغليفها في مجال الأزياء نجد تصميم بربيري المنقوش ونمط مُنتجات فيرا برادلي وتصميم حذاء تمبرلاند عالي الرقبة الأصفر من جلد النوباك.

جيسون سنيد، عضو مجلس إدارة، شركة سنيد للخدمات القانونية الخاصة بحقوق الملكية الفكرية، ديفيدسون، نورث كارولاينا، الولايات المتحدة الأمريكية

لا توجد حماية بحقوق النسخ للأغراض المفيدة. هذا مفهوم يُطلق عليه «مبدأ الأغراض المفيدة.» وهذا المبدأ ينصُّ على أنه إذا كان العمل ليس في صورة يُمكن فصلها عن وظيفته، فإنه لا يَخضع بصفة عامة للحماية بموجب قانون حقوق النسخ في الولايات المتحدة الأمريكية. ومثال رائع على هذا هو فساتين الزفاف. و«العمل» الإبداعي الخاص بالفستان هو ذو شكل ووظيفة واحدة في نظر القانون؛ فالقانون يَعتبر الفستان بوجه عام مجرَّد وسيلة لتغطية الجسد؛ ومن ثم يُعتبَر شكل فستان الزفاف الأبيض وحدة لا تَنفصِل عن وظيفته المُتمثِّلة في تغطية الجسد. ولهذا السبب لا تَخضع تصميمات الأزياء بوجه عام للحماية بموجب حقوق النسخ في الولايات المتحدة. ولكن من الجدير بالذِّكر أن عناصر تصميم الأزياء التي يُمكن فصلها عن وظيفته، مثل تطريز الزهور الحمراء على ذيل فستان الزفاف، خاضعة للحماية بوجه عام بموجب قانون حقوق النسخ باعتبارها عملًا فنيًّا بصريًّا ثنائي الأبعاد. وفي السنوات الأخيرة، توجد عدة مشاريع قوانين مطروحة أمام الكونجرس في محاوَلة لمدِّ حماية حقوق النسخ لتشمل تصميمات الأزياء. وحتى الآن لم يُمرَّر أيٌّ من هذه المشاريع لتُصبح قوانين معمولًا بها؛ إلا أن هذا التطوُّر ربما يكون وشيكًا. علاوةً على ذلك، ما لا يخضع لحماية قانون حقوق النسخ ربما يكون خاضعًا للحماية بموجب براءات الاختراع الخاصة بالتصميمات. وعادةً ما يكون تسجيل براءة الاختراع عملية مُكلِّفة كثيرًا وتَستهلك الكثير من الوقت أكثر من عملية تسجيل حقوق النسخ؛ ولذا، لا يكون تسجيل براءات الاختراع الخاصة بالتصميمات خيارًا مطروحًا أمام الشركات الناشئة في مجال تصميم الأزياء التي لا يَتوافر لديها تمويل كبير؛ ومن ثَم يُعد تسجيل العلامة التجارية الخاصة بك أفضل وسيلة لحماية تصميمات الأزياء لديك. وفي حين أن العلامة التجارية لا تَحمي التصميمات في حد ذاتها، فإنها تُعطي صاحبها الحق لمنع الآخرين من استغلال الاسم مما قد يُسيء لعلامتك التجارية في أذهان العملاء. وهذا يُساعد في الحفاظ على السمعة التي أنفقت الكثير من الوقت والمال لتكتسبها.

ميليسا داجوداج، محامية، مكتب محاماة ميليسا كيه داجوداج، بيفرلي هيلز، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

من الناحية النظرية، يَجب أن يَعتبِر المُصمم نفسه شركة وابتكاراته أصولًا لهذه الشركة. وبمجرد أن يعتبر المُصمِّم نفسه مشروعًا تجاريًّا ويأخذ هذا الأمر على محمل الجد، سيَزداد إدراكه لقيمة أصول شركته وأوجه القصور والمتطلبات لديها. ومن دون هذه العقلية التجارية، سيكون مُصمِّم الأزياء خاسرًا. وينبغي أن يحيط مصمم الأزياء نفسه بالمحترفين الذين يَمتلكون المعرفة القانونية أو التجارية أو المالية لمساعدته على رسم رؤية طويلة المدى وقصيرة المدى لعمله. وهذا النوع من التخطيط التجاري لا يُقدَّر بثمن. ويكمن أساس حماية تصميمات الأزياء في قوانين الملكية الفكرية. تقدِّم قوانين الملكية الفكرية أداةً قانونية وتجارية رائعة لمُصمِّمي الأزياء لمساعدتهم في حماية مهارة الإبداع لديهم. ومن وجهة نظر قانونية، تتنوَّع الاستراتيجيات المستخدَمة لحماية تصميمات الأزياء وَفق الاختصاصات القانونية المختلفة؛ ذلك لأن قوانين الملكية الفكرية تختلف من دولة لأخرى. من المهم أن نفهم هذا نظرًا لأنَّ معظم شركات تصميم الأزياء لها مقرات في مختلف أنحاء العالم. وفي حين أن بعض الدول طوَّرت قوانين ملكية فكرية تتضمن حماية التصميمات (وبعض هذه الدول في أوروبا)، توجد دول أخرى تتسم بمزيد من التحفُّظ فيما يتعلق بنطاق حماية التصميمات. ويُمكن أن تفي حماية حقوق المِلكية الفكرية بغرض تجاري من خلال حماية الأجزاء التعريفية والمميِّزة للعلامة التجارية. وكلما كان المصممون مبدعين في حماية تصميماتهم، زاد «احتكار العلامة التجارية» في السوق من جانب المصمم. وفي كندا، ربما تخضع الجوانب المُميزة لتصميم الأزياء للحماية بمُوجب قوانين العلامات التجارية وحقوق النسخ والتصميم الصناعي، وفي بعض الحالات، قوانين براءات الاختراع. ويَتوقف تحديد الوسيلة المناسبة لقانون حماية المِلكية الفكرية على الموضوع محلِّ النظر، ويتحدَّد بناءً على كل حالة على حدة. وبوجه عام، يتمثَّل أكبر عائق في تحديد هل السِّمة الخاصة بالتصميم وظيفية و/أو عامة.

آشلي فروز، محامية، شركة جلبيرتز، تورونتو، كندا، ومؤسسة موقع CanadaFashionLaw.com

نظرًا لأن مُصممي الأزياء يبذلون وقتًا وجهدًا كبيرَين في العمل، فينبغي عليهم جعل حماية تصميماتهم المتميزة مسألةً ذات أولوية قصوى. وعلى الرغم من أن المظهر العام للملابس لا يخضع لحماية قانون حقوق النسخ، فإنَّ التصميمات المميزة للأقمشة والأنماط المعقَّدة وقِطَع الزينة مثل الأحزمة والحُليِّ خاضعةً للحماية؛ ومن ثَم فإن ابتكار هذه النوعية من العناصر المُتميِّزة والمُبتكَرة ودمجها في التصميم سيجعل حماية قانون حقوق النسخ تمتد على الأرجح إلى أعمال مصمم الأزياء ككل.

داليا سابر، محامية، مكتب سابر للمحاماة، شيكاجو، إلينوي، الولايات المتحدة الأمريكية

بوجه عام، لا يكفل القانون الأمريكي امتداد حماية حقوق النسخ إلى تصميمات الأزياء. ورغم ذلك، ثمَّة حركة متزايدة لتمتدَّ حماية حقوق النسخ إلى تصميم الأزياء، على الأقل لمدة محدودة تصل إلى ثلاث سنوات، ويُمكن القول بأنها ستُوفِّر للمُصمِّم فترة زمنية معقولة، بوضع كون عمر تصميمات الأزياء قصيرًا في الاعتبار. وإلى أن يتمَّ تعديل القانون، ينبغي أن يَحمي مُصمم الأزياء الأنماط والأعمال الفنية بحقوق النسخ، إذا أمكن ذلك، وأن يُعوِّل على بنود القانون الأخرى لحماية تصميماته. لا بد أن يسجل مصمم الأزياء اسمه التجاري أو العلامة التجارية أو الشِّعار أو الرمز المستخدم كعلامة تجارية له لدى مكتب تسجيل براءات الاختراع والعلامات التجارية الأمريكي. ولا بدَّ أن يراجع المصمم السوق بفعالية للتأكُّد من أن علامته التجارية غير مُستخدَمة في منتجات مشابهة ومُقلَّدة. وإذا سُرقَت التصميمات أو الأنماط أو العلامات التجارية المحمية بموجب حقوق النسخ، فلا بدَّ أن يُرسل المصمم إنذارًا بالتوقف والامتناع إلى السارق، مطالبًا إياه بالتوقف فورًا عما يفعل. وإذا لم تُحلَّ المشكلة بهذه الطريقة، فينبغي أن يقيم المصمم دعوى قضائية.

تيرنس إم دون، شريك، شركة إينبيندر آند دون، نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية

لا يحمي قانون النسخ، الذي يمنع سرقة الإبداع، الأشياء المفيدة مثل الملابس. ولهذا السبب تَمتلئ المراكز التجارية الكبرى بالأزياء المُقلَّدة؛ الأمر الذي قد يكون مُحبطًا للمصممين الناشئين. ربما يمثِّل قانون «حقوق شكل السلعة وتغليفها» بادرة أمل. وحقوق شكل السلعة وتغليفها ذات صلة بالعلامة التجارية؛ إذ يَحمي أي عنصر إبداعي يصبح أداة تعريفية للعلامة التجارية مثل اللون الفيروزي المُميِّز لمنتجات تيفاني آند كومباني. إذا كان خط إنتاج مجموعة بأكملها يتميز بالموضع الغريب للجيب مثلًا؛ فقد يتعرَّف العملاء على العلامة التجارية من خلال موضع الجيوب. الخلاصة أنك إذا ابتكرتَ عنصرًا رائعًا في التصميم، فأَدمِجه في عدة قطع واجعله سِمَةً مميِّزة لك. وقد أكَّد المحامون المدافعون عن العلامات التجارية الفاخرة على هذه النقطة نفسها بنحوٍ متزايد في الدعاوي القضائية المرفوعة ضد المُقلِّدين. على سبيل المثال: إنهم يقولون إن التصميم الناجح للحذاء محميٌّ بموجب حقوق شكل السلعة وتغليفها؛ لأن العميل يَعرف من ابتكره. ووفقًا لهذا الرأي، لا يسيء الشخص المُقلِّد للتصميم استخدام التصميم الرائع وحسب، وإنما يستفيد من دون وجه حقٍّ من سمعة العلامة التجارية التي اكتسبها صاحبها الأصلي أيضًا، كما هو الحال مع المزور الحقيقي. وحتى الآن، لا نَعرف كيف ستبتُّ المحاكم في هذا الأمر. وإذا كان من المرجح أن يخلط الجمهور بين نسخة مُقلَّدة ومُنتَج من منتجاتك، ففكِّر في الاستعانة بحماية حقوق شكل السلعة وتغليفها. لاحظ أيضًا كيف يتطور القانون في هذا الصدد لمزيد من الأفكار عن حماية تصميماتك.

ديفيد ألدين إريكسون، مؤسِّس شركة، مكتب ديفيد ألدين إريكسون للمحاماة، لوس أنجلوس، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

إذا كنت تعيش في الولايات المتحدة الأمريكية، فسجِّل أعمالك لدى مكتب حقوق النسخ؛ لأن هذا يَضمن لصاحب الحقوق الحصول على التعويضات القانونية واسترداد أتعاب المحاماة من المُعتَدين على تلك الحقوق، وذلك بعد تسجيل أعماله. ولا بد من طلب الحماية القانونية في الدول الأجنبية أيضًا.

جوزيف مندور، رئيس شركة، شركة مندور وشركائه لحقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراع، سانتا مونيكا، كاليفورنيا، الولايات المتحدة الأمريكية

(٥) إنشاء أنظمة محاسبة وميزانية ومسك دفاتر

بعد ذلك، ستحتاج إلى إنشاء نظام للمُحاسبة وآخر للميزانية وثالث لمسك الدفاتر، بما في ذلك نظام للتقارير والتوقُّعات المالية. تُعدُّ الحسابات السليمة ضرورة ملحَّة في أي عمل تجاري؛ لأنها تُتيح لك تقييم خطِّ سير عمليات التشغيل ومتابعتها. وتُمثِّل الميزانية العمومية وقائمة الدخل البيانين الماليَّين الأساسيَّين اللذَين سيَجب عليك إعدادهما عند تأسيس شركتك. الميزانية العمومية عبارة عن بيان بالأمور المالية الخاصة بالشركة، بما فيها الأصول والخصوم وحقوق الملكية. وتُبيِّن قائمة الدخل (قائمة الربح والخسارة) إيراداتك (الدخل) ونفقاتك. وتشتمل الميزانية على الإيرادات التي تتوقَّع شركتك أن تُحقِّقها والأموال التي تتوقَّع دفعها كنفقات (إيجار ورواتب وفواتير مَرافق وميزانية دعاية … إلخ). ينبغي أن تكمل ميزانية العام الأول لمشروعك التجاري وينبغي أن تُعدِّلها لكل سنة تالية. ولا بدَّ أن تكون الميزانية في صيغةٍ عملية، وينبغي مراجعتها باستمرار وتعديلها إذا اقتضت الضرورة.

يجب على أيِّ شركة أن تُولي اهتمامًا كبيرًا للدفاتر المحاسبية والسجلات التي تُتابِع وتسجِّل المبيعات والتدفُّق النقدي؛ المُشتريات والأصول (النفقات) والخصوم والمخزون، وكذلك الأرباح السنوية. تستطيع تعيين محاسب أو شخص مهمَّته مسك الدفاتر لتسجيل مثل هذه العمليات، وإذا لم تَسمح لك ميزانيَّتُك بهذا، فيُمكنك تسجيلها من خلال أحد البرامج الحاسوبية المحاسبية مثل كويك بوكس. يُمكنك أيضًا الحصول على دورة في المحاسَبة ومسك الدفاتر للتعامُل على نحوٍ أفضل مع هذا الجانب من عملك. ومن أجل إدارة شركة جيدة التنظيم، يجب تنظيم هذه الدفاتر والسجلات ليس فقط لأغراض الضرائب ومُتابعة الدفاتر، ولكن أيضًا لكي تستطيع التخطيط لمبادَرات توفير التكلفة أو تغيير استراتيجيات المبيعات أو التسويق أو تعزيز أرباح الشركة.

وبمجرد أن تُطبق هذه الأنظمة، يُمكنك دراسة خيارات التمويل التي تتمثَّل في صورة قروض ومنَح وأصحاب رءوس الأموال الاستثمارية. بالإضافة إلى ذلك، لكل دولة وولاية القوانين الضريبية المختلفة الخاصة بها، وباعتبارك صاحب شركة، أنت مُلزَم بدفع الضرائب بحلول مواعيد نهائية معيَّنة؛ ومن ثَم احرص على معرفة الالتزامات الضريبية خاصَّتك والوفاء بها.

figure
صورة لهيلاري سوانك وهي تَرتدي فستانًا من تصميم راندلوف ديوك أثناء تسلُّمها لجائزة أوسكار أفضل ممثِّلة عن دورها في فيلم «الفتيان لا يبكون» في الحفل السنوي الثاني والسبعين لتوزيع جوائز الأوسكار المُقام في مسرح شراين أوديتوريام وقاعة إكسبو في لوس أنجلوس، كاليفورنيا. رويترز، ٢٠٠٠. الصورة بإذن من راندلوف ديوك.

(٦) تعيين الموظَّفين الدائمين والمؤقَّتين والمتدربين

إن معظم مُصمِّمي الأزياء يتعاملون بأنفسهم مع جميع جوانب إدارة العمل عند بدء مشروعهم. وبمجرَّد أن تتحسَّن أحوال العمل، يُمكن تعيين فريق من العاملين. وقبل تعيين الموظَّفين في الولايات المتحدة، يجب أن تحصل على رقم هُوية صاحب العمل، أو ما يُعرف أيضًا باسم رقم تعريف الضريبة الفيدرالية من دائرة الإيرادات الداخلية. وإذا كنت تُؤسِّس شركة خارج الولايات المتحدة، فراجع الجهة التنظيمية المحلية التي تتبعها للتحقُّق من الشروط والأحكام ذات الصلة. ورقم هوية صاحب العمل أمر ضروري عند تقديم الإقرارات الضريبية والمعلومات المتعلقة بالموظفين إلى دائرة الإيرادات الداخلية. تُلزِم القوانين الفيدرالية صاحب العمل بأن يتحقَّق من أهلية الموظف المحتمل للعمل في الولايات المتحدة؛ ومن ثَم باعتبارك صاحب عمل، يجب أن تطلب من كل موظف مُحتمَل أن يملأ استمارة آي-٩ أو استمارة التحقق من أهلية الموظف للعمل. ويُشترط على الشركات التي تُعيِّن موظَّفين أن تكفل لهم التأمين لتعويض إصابات العمل؛ ولذا احرص على التواصل مع الجهة الحكومية المَعنية بشأن تفاصيل التسجيل. وأحيانًا يشترط عليها أيضًا تسديد تأمين ضد البطالة؛ ولذا ادرس الشروط مع الجهة الحكومية المعنية بالقوى العاملة في ولايتك (والتابعة لوزارة العمل). تَشترط بعض الولايات على الشركات توفير تأمين ضد العجز؛ ومن ثم احرص على مراجَعة الجهة الحكومية المختصة بخصوص الأحكام المرتبطة بهذا الأمر. وسيَشترِط عليك القانون أيضًا أن تُعلِّق لافتات في مكان العمل لتُعرِّف الموظَّفين بحقوقهم التي تَكفلها قوانين العمل. وهذه اللافتات تُوفرها مجانًا جهات وزارة العمل الفيدرالية والخاصة بالولايات. وتوجد شروط لتقديم الإقرارات الضريبية الفيدرالية والخاصة بالمدينة والولاية، والتي يُمكن الحصول عليها من دائرة الإيرادات الداخلية. ومن الأهمية بمكانٍ الاستعانة بنظام مرتَّب ومنظَّم لمسك الدفاتر؛ بحيث تكون جميع استماراتك وأوراقك محفوظة في مكان واحد بحيث يَسهل الوصول إليها.

figure
إطلالة رقم ٨ من مجموعة أزياء ربيع عام ٢٠١٢ لبيتر سوم. تصوير: دان ليكا. الصورة بإذن من بيتر سوم.
figure
رسم توضيحي لإطلالة من مجموعة أزياء الخريف/الشتاء رسم كريستينا كوان ومستوحاة من سلسلة أفلام كريماستر لماثيو بارني، ١٩٩٦. الرسم بإذن من كريستينا كوان.

ستَرغب في إعداد توصيف لكل وظيفة شاغرة في شركتك، مبيِّنًا المسئوليات الوظيفية بالتفصيل والتوقُّعات والراتب وشروط الوظيفة بالإضافة إلى توضيح هل هي وظيفة بدوامٍ كامل أم مؤقَّتة بتعاقُد لفترة مُعيَّنة. ويُمكنك أن تختار الميزانية التي ترغب إنفاقها للإعلان عن هذه الوظائف، أو لعلك تختار الوصول إلى المُوظَّفين المحتملين من خلال توصية المعارف. إنها لفكرة جيدة أن تَبتكر دليل موظَّفين يُوضح قواعد السلوك وغيرها من الحقائق المهمَّة للموظفين. يمكنك أيضًا البحث عن شركة طيبة السمعة يُمكنها تقديم خدمات التحقق من خبرات الموظفين المُحتمَلين. ومن أجل تعيين الموظفين بدوام كامل أو المؤقتين، يمكنك التعاقد مع شركة توظيف يُمكنها إجراء عملية التعيين بالنيابة عنك مقابل أجر، أو لعلك تختار إجراء عملية التوظيف بنفسك. تُوجد الكثير من وكالات التوظيف المتخصِّصة في مجال الأزياء والإكسسوارات.

إن تعيين المتدرِّبين هي وسيلة فعَّالة وقليلة التَّكلِفة لزيادة عدد العاملين بفريق تصميمك. يُمكنك أن تعمل مع مُنسِّقي التدريب في كبرى الجامعات والكليات المُتخصِّصة في تصميم الأزياء لتضمن أن شركتك من ضمن قوائم التسجيل لديهم. ويَنبغي أن تُقرِّر ما إذا كنت ستقدم تدريبًا غير مدفوع الأجر و/أو تدريبًا براتب صغير. وإذا كنت قد قررت تقديم تدريب غير مدفوع الأجر، يمكنك أن تقدِّم للمتدرب (المُتدرِّبين) امتيازات مثل خصم على منتجاتك أو إتاحة الذهاب إلى معارض العينات المخفضة الخاصة بالشركة.

(٧) تطوير خطة تسويق

كلما زادت فرصة عرض خط منتجاتك على الجمهور، صرتَ في وضع أفضل؛ فبناء العلاقات هو مكوِّن أساسي للترويج لعلامتك التجارية والتسويق لها. ومن المُهمِّ أن توطِّد علاقات استراتيجية مع كل شخص بإمكانه أن يُساعدك على التسويق لمجموعتك وبيعها، من بينهم المحرِّرين والمشترين وتجار التجزئة. وتوجد طرق عديدة للترويج لعلامتك التجارية وتعريف الناس بمجموعتك الجديدة، من بينها المعارض التجارية وعروض الأزياء والدخول في شراكة مع منسقي الأزياء والمشاركة في العروض الحية الخاصة بالمَتاجر والمنافسات المتعلقة بالأزياء ووسائل التواصل الاجتماعي وتطبيق استراتيجية للعلاقات العامة.

figure
مجموعة أزياء ربيع/صيف ٢٠١٢ لنانيت ليبور. تصوير: ماريا فالنتينا، ٢٠١١.

(٧-١) المعارض التجارية وعروض الأزياء

تُقدِّم المعارض التجارية، مثل ماجيك وجين آرت وستايلماكس، فرصًا رائعة يُمكِنك أن تعرض من خلالها خط إنتاجك وتكتسب سمعة لعلامتك التجارية وتُكوِّن المزيد من العلاقات داخل المجال، مثل المُشترين من المتاجر المُتخصِّصة الصغيرة والمتاجر الكبرى مُتعدِّدة الأقسام على حدٍّ سواء. وإذا كان لديك ميزانية لتعيين مندوب مبيعات ليُساعدك في المعارض التجارية، فإنَّ القيام بهذا الأمر سيُفيدك كثيرًا. يُمكنك الاستعانة أيضًا بمواقع التواصل الخاصة بصناعة الموضة لمُحاولة العثور على عارضي أزياء من الطلاب وخبراء تجميل ومُصوِّرين مُستعدِّين للعمل من دون أجر من أجل مبادرات الترويج المتنوعة لديك ليُكوِّنوا خبراتهم. ويُمكن الاستعانة بالمُتدرِّبين دومًا باعتبارهم مساعدين يمدُّون يد العون لبيع منتجك والترويج له.

تقدِّم عروض الأزياء منصةً لظهور مجموعات أزياء الموسم لديك أمام المشترين والصحفيين ووسائل الإعلام. توجد عروض أزياء واسعة النطاق تُنظم أثناء أسابيع الموضة المتنوعة في مختلف أنحاء الولايات المتحدة والعالم والتي تكون باهظة التكاليف ومُقدَّرة للمُصمِّمين الأكثر شهرة، وتوجد عروض أزياء على نطاق أضيق أو ما يُسمى بعروض الأزياء المصغَّرة. وهذا النوع من عروض الأزياء عبارة عن عرض غير رسمي لمجموعةِ مُصمِّم، ويُمكن إقامته على منصة صغيرة في متجر مُتعدِّد الأقسام أو متجر صغير أو متجر متخصِّص أو داخل أستديو التصميم الخاص بالمصمم أو في صالة عرض مشتركة. وهو مناسب للمُصمِّمين الواعدين الذين ليس لديهم ميزانية لإقامة عرض أزياء خلال أسبوع الموضة أو في منشأة فخمة. يُمكنك أن تلجأ إلى هذه الأماكن باعتبارها أشكالًا ممكنة لطرح مجموعة أزيائك.

حوار مع ستيفاني وينستون ولكوف، مديرة الأزياء بمركز لينكولن

بورتريه لستيفاني وينستون ولكوف. تصوير: هانا تومسون. الصورة بإذن من وكالة إس دبليو دبليو كريتيف.
هل شهدتِ نقطةَ تحوُّل في طفولتك أو نشأتكِ أو في أيِّ مرحلة من حياتك أدت إلى سعيكِ لدخول عالم تصميم الأزياء؟

الكثير من زملائي في المجال يُمكنهم أن يتذكروا بوضوح اللحظة التي وقعوا فيها في حب الأزياء. لعلها تكون المرة الأولى التي رأوا فيها حقيبة جدَّتهم طراز شانيل الكلاسيكي. في تلك اللحظة تحديدًا، أدركوا أنهم يَهوون عالم الأزياء. أما بالنسبة إليَّ، كانت رحلتي تدريجية أكثر. لم أقضِ طفولتي أحلم بالمقالات الافتتاحية لمجلات الموضة أو حفلات العشاء الفخمة. وباعتباري الأخت الوحيدة لأخَين، نشأتُ على تمجيد ملعب كرة السلة أكثر من حبي وإجلالي لمنصة العرض؛ ومن ثَم فإن الكثير من المهارات التي أتقنتُها على مر العقود الماضية تعلمتها حين كنت أرتدي ملابس نايكي أكثر من ارتدائي لملابس مايكل كورس. تعلمتُ أن أكون عضوًا في الفريق من الاشتراك في فريق كرة السلة بالمرحلة الثانوية والجامعة. ولقد تعلمتُ الإصرار ومراعاة الآخرين من السنوات التي قضيتُها في الحصول على الحزام الأسود في الفنون القتالية. والأهم من ذلك، تعلمتُ كيف أستغلُّ أهم عنصر في مجموعتي الخاصة الكبيرة حاليًّا؛ ألا وهو وجهي الجاد الذي ينمُّ عن الإصرار.

كيف استعددتِ لمنصبكِ بوصفك مديرة أزياء لدى مركز لينكولن؟

طلبَت مني آنا وينتور، رئيسة تحرير مجلة فوج، أن أتولى هذا المنصب فور اتخاذ القرار بنقل أسبوع مرسيدس-بنز للموضة لمركز لينكولن في دامروش بارك. انتقلتُ إلى مكتبي في مركز لينكولن قبل عام كامل تقريبًا من افتتاح أسبوع الموضة هذا. لقد انضممتُ إلى المركز في ذلك الوقت لأنني كنتُ أعرف، مثلما عرف باقي العاملين في المجال، أنَّ هذه الخطوة كانت أكثر من مجرد انتقالٍ إلى مكان عرض جديد. وبالاستعانة بمصطلحات مركز لينكولن، لقد رأيتُ الانتقال بمنزلة ستار يُرفع. ومن أجل الإعداد لهذا الانتقال، عقدتُ آلاف المؤتمرات الهاتفية والتقَيتُ بمئات المُصمِّمين وخطَّطت للمؤتمرات الصحفية. كما أني أمرتُ بإعداد مخططات جديدة للمبنى وحدَّثتُ قواعد البيانات، وأرسلت كمية مهولة من رسائل البريد الإلكتروني أكثر مما يُمكنني تذكُّرها، وفكَّرتُ في شراء مرتبة هوائية بسبب الليالي التي كنتُ أسهرها في المكتب.

قبل شَغل مَنصبكِ الحالي، شغلتِ منصب مديرة المناسبات الخاصة بمجلة فوج، وعملتِ على نحوٍ مباشر مع رئيسة التحرير آنا وينتور. لطالما كانت آنا بمنزلة مُرشدة وداعمة رائعة لمُصمِّمي الأزياء الواعدين. هل تسيرين على نهج مماثل في مركز لينكولن؟ إذا كان الأمر كذلك، فما نوعية البرامج المتاحة لمُصمِّمي الأزياء الواعدين الذين يُحاوِلون حفر اسمٍ لأنفسهم في عالم الموضة؟

لا يمرُّ عليَّ أسبوع الآن دون التفكير في الطريقة التي يُمكنني بها أن أخدم مجتمع تصميم الأزياء على نحوٍ أفضل. وأحد الجوانب المفضَّلة لديَّ بهذه الوظيفة المُتنوِّعة الجوانب هو الحد الذي يُمكنني من خلاله استغلال علاقاتي الشخصية والمهنية لصالح المصممين الشباب؛ ففي الموسم السابق، وفَّرتُ لأربعة مُصمِّمين نظامًا لمشاركة التكاليف؛ وذلك فيما يتعلق بتكاليف تصفيف الشعر والتجميل وجميع تكاليف الإنتاج. كما أنني قدمتُ مُصمِّمين واعدين للشركات التي تبحث عن سبل لدعم الصناعة، واستطعت أن أمد لهم فترات السداد وأمنع مبالغتهم في تقدير ميزانياتهم لأنني تعلمتُ على يد الخبراء في هذا المجال. تتمتَّع آنا بقدرة على اكتشاف المواهب، أجرؤ على قول إنها منقطعة النظير، وبمجرد أن يكون المصمم مستعدًّا لعرض مجموعته على وسائل الإعلام والجمهور، أشعر بأنني محظوظة لأنني استطعت دعمه.

مجتمع الأزياء بصدد أن يكون لديه جدول على مدار العام حافل بالبرامج والفعاليات الرائعة ذات الصلة بالأزياء داخل مركز لينكولن. ما الذي يُمكن توقُّعه؟

الآن، يُعدُّ مركز لينكولن مركزًا حيويًّا للأزياء والموضة، ومن أجل مواصلة النشاط اللافت للانتباه الخاص بأسبوع مرسيدس-بنز للموضة، قدمنا فعالية رائعة في شهر أكتوبر عام ٢٠١١ مع الأيقونة الأمريكية للأزياء رالف لورين. واحتفَت أمسية بعنوان «مركز لينكولن يقدم: أُمسية مع رالف لورين»، قدَّمتها أوبرا وينفري، بالإخلاص الذي اشتهر به السيد لورين للثقافة وتصميم الأزياء ولأسرته. كانت هذه الفعالية أكبر حفل خيري لجمع التبرعات في تاريخ مركز لينكولن والتي كانت مخصَّصة للمركز ومركز رالف لورين لرعاية مرضى السرطان والوقاية من المرض، وكانت حقًّا ليلة مشهودة في مجالنا. نحن الآن نُحضِّر لسلسلة محاضَرات لمُصممي الأزياء وكذلك لسلسلة أفلام عن الموضة والأزياء؛ وذلك لتحقيق هدفنا للحفاظ على الأزياء على قدم المُساواة مع الفنون وتصميم منصة للجمهور يُمكنهم من خلالها التعرف على عالم الأزياء المُعقَّد والمُلهم في الوقت نفسه في أفضل صُوَره.

ما النصيحة التي تودِّين إسداءها إلى مُصمِّم أزياء طموح يحاول طرح مجموعته الخاصة؟

ليس من السهل تحقيق النجاح في هذا المجال؛ فبصرف النظر عن مدى موهبتك، ستجد أنه في مرحلةٍ ما سيَنظُر أحدهم إلى العمل الذي حشدت له جميع طاقاتك ويقول لك بكل بساطة: «هذا مرفوض.» ولهذا السبب، أهمُّ نصائحي لمُصممي الأزياء هي: آمِن بعملك إيمانًا تامًّا. اجعل مجموعات أزيائك قائمةً على تجاربك. وكن أصيلًا في مجالك. أعتقد أن المستهلك اليوم سيُقدِّر هذه النزاهة؛ ومن ثَم احرص على إظهار ذلك في الملابس التي تُصمِّمها. والأهم من ذلك كله، أحب ما تفعله.

هل تُلاحظين نسبة حضور مرتفعة من جانب مُصممي الأزياء غير الأمريكيِّين بأسبوع مرسيدس-بنز للموضة في مركز لينكولن؟ ما الفوائد التي تعود على مصمم الأزياء، الذي لا يعمل في الولايات المتحدة، من عرض أسبوع الأزياء هذا هنا؟

تكاد تكون الحدود الفاصلة بين الدول والقارات مُنعدمةً على شبكة الإنترنت؛ فلا تهتم التجارة الإلكترونية بما إذا كنتَ تُوجَد في لندن أو باريس أو نيويورك أو حتى سيدني، بأستراليا ولا يَنبغي أن تهتم بذلك من الأساس، وأعتقد أن المُصمِّمين مُدركون تمامًا لذلك، وحتى المُصممون الشباب يبحثون عن وسيلة لتقديم مجموعات أزيائهم إلى الجمهور العالَمي. ولا أظن أن هناك منصة تتَّسم بالعالَمية مثل المنصة التي تقدمها مدينة نيويورك. وتُعد الولايات المتحدة، ولا سيما مدينة نيويورك، أفضل منصة للعروض المتنوِّعة. وأشعُر بالفخر الشديد جراء ذلك.

إلى أين يستطيع مصمم الأزياء، الذي لا يعمل في مدينة نيويورك، أن يتوجه ليعرف المزيد عما تفعلينه؟
مع نجاح وسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت، استطاع جمهور جديد تمامًا الاطلاع على العمل الذي نقوم به. ويُعدُّ موقع www.fashionlinecolncenter.org بمنزلة حلقة وصل بين نشاطنا والجمهور، كما أنه يُوصِّل فكرة عمن نكون للعاملين بالمجال وحتى محبي الأزياء المبتدئين؛ فمن خلال تقديم الموقع للقطات مباشرة من عروض الأزياء وجدول بمواعيد الفعاليات والمبادرات القادمة التي نُقدِّمها، يُعدُّ أداةً مذهلة للترويج لبرامج الأزياء التي يقدمها مركز لينكولن.
هلَّا تقدمين نبذةً عامة عن الخيارات المتاحة لمُصممي الأزياء الذين يَختارون عرض أزيائهم في أسبوع مرسيدس-بنز للموضة بنيويورك؟

نظرًا لأن مركز لينكولن يُعدُّ مقرًّا يُئوي عشرات المؤسسات التابعة، فالأماكن التي نُوفِّرها تلبي مجموعة مُتنوعة من الاحتياجات فيما يتعلق بالمساحة والجانب الجمالي والموقع الجغرافي. وفي النهاية، نحن ملتزمون بتيسير أفضل وأجمل عروض أزياء بمدينة نيويورك أثناء أسبوع مرسيدس-بنز للموضة، سواء أكان هذا يعني اصطحاب المدعوِّين إلى رواق قاعة آفيري فيشر من أجل حضور عرض الأزياء الرائع لزاك بوزن أو التأكد من أن المصممة نورما كمالي يُمكنها تشغيل المعدات التكنولوجية الثلاثية الأبعاد لديها في قاعة ديفيد روبنشتاين أتريوم أثناء عرضها الصباحي. وإذا كان المُصمم راغبًا بشدة في أمرٍ ما، فأنا سأتولى مهمة تنفيذه على أكمل وجه. تلك هي منظومتي.

أتخيل جدولكِ أثناء أسبوع الموضة بأنه جدول مكتظ بالمشاغل المتواصلة لحظة بلحظة. ما اليوم المعتاد بالنسبة إليكِ؟

أسبوع مرسيدس-بنز للموضة الذي يتسم بالفوضى المُنظَّمة لا تسري عليه التعميمات؛ ولذا لا يُمكنني القول إنه يوجد بالضرورة نسقٌ مُعيَّن لليوم «المعتاد». ولكن يومي المعتاد يبدو كما يلي: أبدأ يومي في الصباح مع شروق الشمس، وأتفقَّد على الفور بريدي الإلكتروني، وأستعرض جدول أعمالي. يزورني فريق جون باريت الرائع للتصفيف والتجميل في شقَّتي لإعدادي لسَيل الصور التي سأَلتقطها والمقابلات الشخصية التي سأُسجِّلها على مدار اليوم. وفي حوالي الساعة الثامنة والنصف، أُوصل أبنائي إلى المدرسة وأسلك طريقي إلى مركز لينكولن. أنا لا أدَّعي أنني أمٌّ خارقة، ولكن تلك اللحظات البسيطة بلا شك هي لحظات لن أُضحِّي بها ولو من أجل أسبوع مرسيدس-بنز للموضة. وفي أي يوم مُعتاد، أَحضُر من أربع إلى ستِّ عروض، وكذلك عددًا كبيرًا من الاجتماعات بمنصة ذا تينتس وفي أماكن مختلفة بمدينة نيويورك. ويَروق لي استقطاع ثلاث أو أربع ساعات فيما بعد الظهيرة لمتابعة التعاقُدات والصحافة والجداول الزمنية للإنتاج لعروض الأزياء المقامة في مقرنا. وهذا العام، كنت أمرُّ بصفة يومية على صالون سي آي آر سي إيه للإكسسوارات في منصة ذا تينتس. ويُعَدُّ الصالون، الذي يدعو مُصممًا مختلفًا كل يوم لعرض مجموعته لموسم ربيع ٢٠١٢ في مكان مناسب في أسبوع مرسيدس-بنز للموضة، بمنزلة جنة لمحبي الإكسسوارات. وبمُجرد أن أُرغم نفسي على المغادرة، أحاول بوجه عام التسلل إلى خارج المنصة؛ لأنني بحلول المساء أكون قد استعددتُ للتوجه إلى المنزل وإعداد أبنائي للنوم.

أنتِ تُقدمين مثالًا للبراعة في عالم الأزياء. هل يوجد سر خفي لنجاحك يمكنك مشاركته مع العالم؟

لا أظنُّ أنه يوجد سِرٌّ واحد يقود إلى النجاح قطعًا، ولكن أستطيع أن أجزم أنك لن تنجح ما لم تكن مستعدًّا للعمل؛ فسهر الليالي والاستيقاظ مبكرًا في الصباح هي جملة أمور رائعة لا تَنفصِل عن هذا المجال. تعلَّم أن تحبه.

مجموعة أزياء راشيل روي لخريف ٢٠١٢. تصوير: ريتشارد جليسون.
ما أروع جانب في عملكِ؟

الأشخاص الذين أعمل معهم كل يوم هم الأكثر موهبةً وإبداعًا وتغييرًا لوجه اللعبة، كلٌّ في مجال تخصُّصه؛ فأنا أتعاون مع موسيقيِّين ومُنتجين ومُصممين وفنانين وممثلين وأيقونات، وبفضلهم يتعين عليَّ لعب دور في تصميم أروع الفعاليات في العالم وأجملها وأكثرها حصرية.

لستِ مديرةً تنفيذية مؤثِّرة في مجال تصميم الأزياء وحسب؛ وإنما أنتِ زوجة ولديك ثلاثة أبناء أيضًا. كيف توازنين بين كل هذه الأمور؟

مثل أيِّ أم عاملة، في أي مجال، أبذُل قصارى جهدي قدر المستطاع. ولا أظنُّ أنني أحقق التوازن المثالي، لا سيما لأنَّني لا أُومن بوجود توازن مثالي. إنَّ كل شخص يعمل معي يعرف أن أبنائي يأتون في المرتبة الأولى عندي؛ فكلٌّ من الأمومة وحياتي المهنية هما جانبان من حياتي اخترتهما ليكونا ذوَي أولوية بالنسبة إليَّ. وأرى أن التوازن يَتمثل في يومٍ أخلد فيه إلى النوم وأنا أشعر بأنني لم أَجُر على أيٍّ من هذين الجانبين.

ما المقولة المفضلة لديكِ؟

توجد مقولتان أستعين بهما دومًا وكلتاهما ذات تأثير عظيم على حياتي؛ وهما: «أحِبَّ ما تفعل وافعل ما تُحب.» و«نحن جميعًا بعيدون كل البُعد عن الكمال.»

صفي لي اليوم المثالي بالنسبة إليك.

أثناء فصل الصيف، حين نترك قضاء عطلات نهاية الأسبوع في المباني الإسمنتية كي نكون بالقرب من الشاطئ في أيام السبت، يتسنَّى لي مراقبة أبنائي يركضون ويمرحون على الشاطئ، ويُسقِطون الآيس كريم على كل شيء، ويلعبون ألعاب التخيُّل معًا؛ فمُشاهدتهم وهم يلعبون من الشروق حتى الغروب تجعل اليوم مثاليًّا فعلًا.

(٧-٢) منسقو الأزياء

يُعَدُّ منسق الأزياء شريكًا رائعًا لمُصمم الملابس؛ حيث إن في مقدوره أن يساعده في جذب الانتباه والترويج لعلامتك التجارية. والكثير من منسقي الأزياء بارعون في تصميم الملابس، ولديهم معرفة تاريخية بتصميم أزياء الأعمال السينمائية، وهم خبراء في توقع صيحات الموضة، بينما يُبدي مُنسِّقو أزياء آخرون حسًّا جماليًّا فطريًّا ولديهم طراز راقٍ للأناقة. وبعض مُصمِّمي الملابس يروق لهم التعاون مع منسِّقي أزياء ليُساعدوهم في تنسيق الإطلالات على عارضات الأزياء قبل ظهورهن على منصة العرض. ومنسقو الأزياء يَختارون الملابس والأحذية والإكسسوارات بالنيابة عن أصحاب المكانة في المجتمع؛ مثل: المشاهير ورجال المجتمع ومذيعي نشرات الأخبار ومقدمي البرامج الحوارية والسياسيين ورجال الأعمال، كما أنهم يَختارون الملابس والإكسسوارات من صالة العرض أو أستديو التصميم لديك من أجل إجراء جلسات التصوير والظهور بالمقالات الافتتاحية بالمجلات.

حوار مع منسق الأزياء والإعلامي الشهير روبرت فيردي

هل شهدتَ نقطة تحوُّل في طفولتك أو نشأتك في نيو جيرسي أو في أيِّ مرحلة من حياتك أدت إلى سعيك لدخول عالم تصميم الحُلي؟

لم أكن فارسًا ولا عبقريًّا ولا فنانًا موهوبًا للغاية، ولكن كانت لديَّ عقلية تجارية من صغري، وكان لديَّ الكثير من الأفكار الإبداعية. كنت أُصمم الحُلي في حصة الرسم وكنتُ أبيعها لأقراني بالمدرسة، ثم بدأتُ أبيعها لمحل حُلي محلي. وكانت مُعلمة الرسم خاصتي داعمةً لي على نحو مُذهل وأرادَت أن تراني أُحقِّق النجاح؛ ولذا، اصطحبَتْني إلى معهد تكنولوجيا الأزياء في نيويورك أثناء اليوم المفتوح للجمهور، وأَلقى مدير القسم نظرةً على سجلِّ تصميماتي وقال إنه لم يرَ موهبة كموهبتي تدخل المعهد منذ التحاق روبرت لي موريس به. كانت تلك هي اللحظة التي حسَمتُ فيها أمري لأسلك هذا الاتجاه.

منسق الأزياء والإعلامي الشهير روبرت فيردي. تصوير: فيدل بيريشا، ٢٠١١.
فور تخرُّجك من معهد تكنولوجيا الأزياء بنيويورك، بدأتَ بيع حُليِّك إلى متاجر بارنيز وبيرجدورف وبندل، وكذلك المتجر المُتعدِّد الأقسام بلومينجديلز. ما النصيحة التي تود إسداءها إلى مُصمم الأزياء الذي يبحث عن فرصة تتيح له بيع تصميماته في متجر بيع بالتجزئة لأول مرة؟

كن مثابرًا ولكن دون أن تكون فظًّا أو مُتهورًا. قدر كبير من الأمر يستند إلى شخصيتك ولا علاقة له بكونك حالمًا. تعامل مع تجار التجزئة بعقلية تجارية. على سبيل المثال، صرِّح بأنه يمكنك أن تضيف إليهم قاعدة عملاء جديدة لا يَمتلكونها حاليًّا من خلال إقامة عروض مصغرة داخل متاجرهم لعرض مجموعتك. لقد شهد العالم منتجات هالستون وديور ولاجرفيلد ومارك جيكوبس ودونا كاران بالفعل. وأنت عندك ما يُميزك، فلا تُقلِّد أعمال الآخرين. افعل ما تريد إنجازه.

ما النصيحة التي تودُّ إسداءها إلى مصمم أزياء طموح يحاول طرح مجموعته الخاصة؟

القوة تَكمُن في التجمع. تعاون مع مُصمِّمين آخرين ونظِّموا عرضًا جماعيًّا. وأمامك فرصة أفضل لكي يَكتشفك الآخرون في الفضاء الرقمي، ولكن احرص على تقديم مجموعتك بثقة ووعيٍ ثقافي.

باعتبارك منسق أزياء، هلَّا تصف لي عملية التعاون التي تتمُّ بينك وبين مصمم الأزياء؟

مصمم الأزياء قريب جدًّا من المنتج لدرجة أنه أحيانًا لا يستطيع التراجُع خطوةً إلى الوراء ويرى المنتج بعيون الآخرين. ومنسق الأزياء يُساعد المُصمِّم على التحدُّث بنفس اللغة التي يتحدَّث بها العملاء من خلال مساعدته على تحويل إطلالاته إلى ملابس يُمكن ارتداؤها. بعبارة أخرى، يترجم منسق الأزياء لغة الخيال إلى لغة الواقع.

لماذا من المهم بالنسبة إلى مُصمِّمي الأزياء أن يكوِّنوا علاقات مع منسقي الأزياء؟

يُعد التعاون بين مُصمِّمي ومنسقي الأزياء أمرًا مهمًّا لأنَّ منسقي الأزياء غالبًا ما تربطهم علاقات أفضل بالمشاهير ذوي المكانة بالمجتمع؛ فنحن أشبه بالوسطاء الذين يُوفِّقون بين المشاهير ودُور الأزياء، ونُمثِّل قناةً للتواصل بين مصمم الأزياء وعملاء البيع بالتجزئة؛ حيث إننا نُرغِّبهم في شراء المنتج. وبوصفنا منسقي أزياء، يُمكننا أن نزيد من إيراداتك؛ فنحن نشغل مقاعد الصفوف الأولى في جميع عروض الأزياء، ونُضيف التعديلات على مجموعات الأزياء لتَتناسب مع المشاهير من أجل حضور حفلات توزيع الجوائز والظهور بإطلالات خاصة، ومن أجل تصوير الإعلانات أو الظهور على صفحات الجرائد والمجلات.

في عام ٢٠٠٠، شاركتَ في ابتكار فكرة وتقديم برنامج «فول فرانتال فاشون» المُذاع على شبكة دبليو إي، وهو أول برنامج تلفزيوني يُذيع تغطية كاملة لعروض الأزياء. هلَّا تصف لي كيف جاءتك هذه الفكرة الرائعة؟

كانت جُودي ليشت قد أكملت لتوِّها مدة عملها مذيعةً لدى شبكة إيه بي سي وكانت العقل المُدبر لفكرة البرنامج. إنَّ صناعة الموضة مجال مُحاط بالخصوصية والسِّرية ولا أحد يستطيع أن يَخترقه ليرى ما يحدث وراء الكواليس، وأوضَح هذا البرنامج للجميع ما حدث خلال أسبوع الموضة. لم يكن هناك مونتاج؛ إذ إننا كنا نعرض كل شيء في وقته، بدايةً من الإطلالة الأولى وحتى الإطلالة الأخيرة. لقد كانت بحقٍّ تجربةً مُتميِّزة لكلِّ مَن استطاع أن يُشاهد ما يحدث على منصة ذا تينتس فور حدوثه.

قدمتَ برنامج «شرطة الموضة» (فاشون بوليس)، وهو برنامج تلفزيوني أسبوعي يَعرض نقدًا لخزانة ملابس المشاهير، حين أُذيع على شبكة ستايل. كما أنك كنتَ حكمًا في برنامج «لقد حازت اللقب» (شيز جوت ذا لوك) المُذاع على شبكة تي في لاند التلفزيونية، والذي تَتنافس فيه النساء للتعاقُد على عروض الأزياء والظهور على صفحات المجلات. وتظهر كثيرًا كضيف في عدة برامج حوارية مثل برنامج «مباشر مع ريجيس آند كيلي» (لايف ويز ريجيس آند كيلي) و«عرض اليوم» (ذا توداي شو) و«الحياة الخرافية ﻟ» (ذا فابيلوس لايف أوف)، وقد عُرض البرنامجان الأخيران على قناة في إتش وان. كما ظهرت أيضًا على شاشات قنوات إن بي سي وسي إن بي سي وفوكس نيوز لتُعلِّق على مسائل متعلقة بالأزياء والأناقة. كما لو أنَّ كل هذه المناسبات للظهور والتفاعُل مع الجمهور غير كافية، ظهرت أيضًا على صفحات مجلة تايم أوت نيويورك ومجلة أوشين درايف ماجزين ومجلة نيويورك ماجزين وذا نيويورك بوست. هلَّا تصف لي بإيجاز شعورك حيال كل تجربة من هذه التجارب؟

كل تَجربة استغلَّت جانبًا مختلفًا من خبرتي؛ فبالنسبة إلى برنامج «لقد حازت اللقب» فقد كان، بدلًا من أن يُركِّز على الأقمشة والقص، يدور حول الشخصية والجسم. أما برنامج «شرطة الموضة»، فكان بمنزلة فرصة رائعة. كنت منسق الأزياء الوحيد الذي عمل على إطلالات السجادة الحمراء واختار ملابس من يسيرون فوقها.

يوجد عدد كبير جدًّا من الشخصيات الرائعة، رغم غرابة أطوارها، في مجال صناعة الموضة والتي صوَّرتْها جلاديس بيرينت بالمر ببراعة في كتابها بعنوان «شخصيات عالم الموضة». هل تعتقد أن الموهبة الفنية الفذة تَلعب دورًا في ذلك؟ إن لم يكن الأمر كذلك، فما وجهة نظرك؟

هذا سؤال وجيه. أظنُّ أن الأمر مُتعلِّق بكيفية التعبير عن الذات. للأسف، الكثير من الأشخاص غير قادِرين على إظهار التميُّز. إنهم يبحثون عن شيء يجعلهم يَندمِجون في المجال.

كيف تُحقِّق التوازُن بين حياتك المهنية وحياتك الشخصية؟

هذا سؤال وجيه أيضًا. منذ فترة طويلة، أخبَرَني أحدهم بأنه يُمكن للشخص أن يستمتع بكل شيء؛ ولكن لا يُمكنه فعل ذلك في نفس الوقت. وهذا الأمر يَنطبِق على حالتي. لفترة طويلة، كان عملي هو الشيء الوحيد الذي يَستحوِذ على اهتمامي، ثم قررتُ في النهاية أن يكون لديَّ حياة شخصية. ولكن كان سيَتعذَّر عليَّ أن أفعل ذلك في بداية حياتي المهنية.

ما أكثر شيء سيَندهِش الناس بمعرفته عنك؟

أنا شخص خَجول بدرجة أكبر كثيرًا مما أبدو عليها بالفعل؛ فعندما تكون شخصيةً إعلامية شهيرة، لا يَتوقَّع الناس منك التعامل بشخصيتك الطبيعية. إنَّ شخصيَّتي الحقيقية ليست الشخصية التي يَتوقَّع الناس مني أن أكون عليها. إنَّ حياتي ليست مُرتبِطةً بالأزياء وحدها طوال الوقت؛ فأنا مُشترك بالفعل بمجلة ناشونال جيوجرافيك.

صف لي اليوم المثالي بالنسبة إليك.

يا إلهي! هو اليوم الذي لن أضُطرَّ فيه إلى مغادَرة المنزل؛ فعندما تتوقَّف عن الركض في جميع الاتجاهات، ستَشعُر بفارق كبير. في هذا اليوم، سأَستحمُّ وأقرأ مجموعة من الكتب وأستسلم للأطعمة الدسمة العالية السعرات؛ مثل المكرونة والجبن اللذَين تصنعهما أمي. كما لن يرن جرس الهاتف!

(٧-٣) العروض الحية الخاصة بالمتاجر

العرض الحي هو عبارة عن نوعٍ من تجارب الأداء لمُصمِّمي الأزياء؛ إذ يُتيح لمصمم الأزياء فرصة لعرض مجموعته على المُشترين في أحد المتاجر. وواحد من أشهر هذه العروض هو العرض الذي يقيمه متجر هنري بندل بنيويورك؛ فعلى مدار أكثر من أربعين عامًا، ساعدَت العروض الحية المُقامة في هذا المتجر مُصمِّمي أزياء مثل آنا سوي وباميلا دينيس وتود أولدهام، على بدء مشوارهم المهني.

figure
رسم توضيحي لآيزاك زينو مصمم لصالح متجر هنري بندل، بعنوان «دعوة المصمم»، ٢٠٠٧. الرسم بإذن من آيزاك زينو.

وفي هذه الفعالية، التي تُقام مرتين في العام، يُشاهد المشترون معروضات المصممين على أساس أولوية الحضور ويتفقَّدون مجموعات الملابس والإكسسوارات، بما في ذلك حقائب اليد والبضائع الجلدية صغيرة الحجم والأحزمة والقبَّعات وإكسسوارات الشعر والحُلي. ومن لا يستطيع الذهاب إلى متجر هنري بندل على الطبيعة، فإنَّ المتجر يقدم فعالية مماثلة عبر شبكة الإنترنت من وقت لآخر. كانت متاجر ساكس فيفث أفينيو وبلومينجديلز ومايسيز تقيم عروضًا حيةً في الماضي؛ ولذا تَفقَّدِ المتاجر الكبرى المتعددة الأقسام والمتاجر المتخصصة في منطقتك لتعرف هل تشارك في مثل هذه الفعاليات.

figure
رسم توضيحي لآيزاك زينو مصمم لصالح متجر هنري بندل. الرسم بإذن من آيزاك زينو.

(٧-٤) المسابقات والمنح

يوجد عدد لا نهائي من المسابقات والمِنَح من مختلف أنحاء العالم، والتي يستطيع أن يشارك فيها مصممو الأزياء لمساعدتهم في تمويل شركاتهم الناشئة. ومسابقة مجلس مُصمِّمي الأزياء في أمريكا ومجلة فوج هي عبارة عن منحة تهدف إلى تقديم التمويل والإرشاد في مجال إدارة الأعمال لمُصمِّمي الأزياء الصاعدين. ويتلقى الفائز بالمركز الأول مبلغ ٣٠٠ ألف دولار، ويتلقى صاحِبا المركزَين الثاني والثالث ١٠٠ ألف دولار. والمشتركون الذين يصلون إلى مرحلة التصفيات النهائية يحظون بمقالات تعريفية على الموقع الإلكتروني لمجلس مُصمِّمي الأزياء. للاطلاع على شروط القبول، زر الموقع الإلكتروني للمجلس: www.cfda.com.
تقدِّم مؤسسة إيكو دوماني لتصميم الأزياء منحةً سنَوية قيمتُها ٢٥ ألف دولار لسبعة من مُصمِّمي الأزياء الصاعِدين لتقديم عرض أزياء في أسبوع مرسيدس-بنز للموضة بنيويورك. والكثير من الفائزين السابقين أسَّسوا شركات ناجحة. زر الموقع التالي: www.eccodomani.com/fashion-foundation/ للمزيد من المعلومات عن كيفية التقديم للمنحة.
تُعد منظمة جين آرت منصةً رائدة لمساعدة مُصممي الأزياء الصاعدين في الولايات المتحدة؛ فمنذ عام ١٩٩٥، قدمت أكثر من ٥٠٠ مصمم صاعد لملابس النساء والرجال والإكسسوارات في محافل متنوعة لبرامج تصميم الأزياء في جميع أنحاء البلاد. ومن بين خرِّيجي منظمة جين آرت: زاك بوزن وريبيكا تايلور وفيليب ليم وداكي براون وفينا كافا ورودارت وأون تيتل وألكسندر بلوخوف وراكيل أليجرا وغيرهم الكثيرون. وبعض هؤلاء المُصمِّمين واصَلوا العمل حتى ترشحوا للحصول على جوائز من مجلس مُصممي الأزياء في أمريكا أو حصلوا عليها. وحظي برنامج تصميم الأزياء الذي تقدمه المنظمة بدعاية من جانب مجلة فوج ومجلة إل وموقع Style.com وصحيفة ذا نيويورك تايمز وبرنامج إي! نيوز. للمزيد من المعلومات، تواصل عبر البريد إلكتروني التالي: [email protected] أو زر الموقع التالي: www.genart.com/fashion. ابحث على شبكة الإنترنت بعبارات بحث مثل «منح الأزياء» أو «تمويل مشاريع الأزياء» أو «مسابقات الأزياء» لترى الفرص المتاحة في منطقتك المحلية.
figure
تونيك شاطئي موديل «دلفي» من تصميم بانوس إمبوريو. الصورة بإذن من بانوس إمبوريو.

(٧-٥) الانتشار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي

تويتر وفيسبوك وبنترست، يا إلهي! صار من الشائع الآن بالنسبة إلى الشركات الانتشار من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يحدث لسبب وجيه؛ ألا وهو أن هذه المواقع تُروِّج لعلامتك التجارية وتَزيد المبيعات وتُتيح لك التواصل مباشرةً مع عملائك على مستوى العالم من دون أي تكلفة. وبدلًا من الاستعانة بمَنفذ أو منفذَين فقط من منافذ التواصل الاجتماعي، من الأفضل أن تدمج عدة منافذ مختلفة منها في برنامج تسويقي واحد مترابط.

في البداية، يُمكنك أن تُطلق بكل سهولة صفحة على موقع فيسبوك لتنشر من خلالها المنشورات والصور والفيديوهات التي تَجذب الانتباه لشركتك، وتنشر صورًا لتصميماتك على موقع بنترست مستخدمًا موقع إنستجرام، وتفتح حسابًا على موقع لينكد إن لتتواصَل مع أقرانك في المجال، وتُغرِّد عن أحدث تصميماتك والأحداث المهمة في شركتك عبر موقع تويتر. وتُعد المدوَّنات طريقة رائعة لتعرض على جمهورك التفاصيل المعقدة لعملك ومشاهد من خلف الكواليس للعمليات التي تتمُّ داخل شركتك من خلال المنشورات والصور والفيديوهات. وموقع يوتيوب هو وسيلة فعالة لبث الفيديوهات التي تُوضِّح عملية التصميم لديك. حلل الموضوعات التي يتفاعل معها متابعوك وأدخل التعديلات المطلوبة عند اللزوم.

وبمجرَّد أن تُتقِن التعامل مع هذه المواقع الأساسية، يُمكنك الاستعانة بالمزيد من مواقع التواصل الاجتماعي المتقدمة. توجد عدة مقالات إلكترونية يُمكنك قراءتها للتعرف على أفضل الطرق الفعَّالة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الترويج لعلامتك التجارية.

(٧-٦) العلاقات العامة

إن الاستعانة بالاستراتيجية الصحيحة للعلاقات العامة يُمكن أن تدفع علامتك التجارية الناشئة إلى دائرة الضوء وتُحوِّلها إلى علامة مميزة ورفيعة المستوى. فيما يلي نَستكشِف المُكوِّنات الأساسية لأي استراتيجية ناجحة للعلاقات العامة.

نظرة على أساسيات الاستراتيجية الناجحة للعلاقات العامة، بقلم آمي روسي، رئيسة شركة آروس كوميونيكيشنز بنيويورك

بالنسبة إلى مُصممي الأزياء الصاعدين، ربما يكون قرار تحديد أفضل وقت وطريقة لتطبيق استراتيجية للعلاقات العامة قرارًا مخيفًا. مَن سأُعيِّنه لتولي هذا الأمر؟ ومتى يَنبغي عليَّ أن أبدأ؟ وكم سيُكلِّفني الأمر؟ وهل هذا هو الوقت المُناسِب؟ وما الذي يَنبغي عليَّ أن أقوله للإعلام؟ هذه هي الأسئلة التي إذا أجبت عنها بنحو خاطئ، فيُمكِن أن تقودك إلى الشعور بخيبة الأمل وإهدار الجهد والأموال التي جمعتها بشق الأنفس. ولكن باتِّباع المنهج المناسب، ستُشتهر بسرعة غير متوقعة! ألا نتمنى جميعًا أن يكون الأمر بهذه السهولة؟

أثناء مسيرتي المهنية، كان من دواعي سروري التعامل مع المسائل المتعلِّقة بإطلاق العلامات التجارية والعلاقات العامة لرواد في مجالاتهم، مثل إسكادا وديفيد يورمان وبارنز آند نوبل وجين سيمور وبي إن ذا بود وبيرجدورف جودمان وكلية سافانا للفنون والتصميم، وإطلاق شركات ناشئة وعلامات تجارية وماركات جديدة في مجال الأزياء والحُليِّ والديكور المنزلي والبيع بالتجزئة. وهذا جعلني على دراية وثيقة بالحماس والقلق اللذَين يشعر بهما مُصمم الأزياء الطموح أثناء محاولته التعامل مع أمور الدعاية داخليًّا أو من خلال وضع ثقته في شخص محترف. وفي كل حالة، كنتُ أسأل نفسي أولًا عن مدى تميُّز العميل في سوقه التنافسية، وما الذي يمكننا القيام به للتأكيد على هذا التميز. إليك بعض الأسئلة التي يُمكنك أن تطرحها على نفسك لترى ما إذا كنت مُستعدًّا وقادرًا على تنفيذ استراتيجية للعلاقات العامة:

(١) ما الذي تُريد تحقيقه؟ هل ترغب في الظهور على أغلفة مجلاتٍ مثل إن ستايل أو فوج؟ هل ترغب في بيع منتجاتك إلى متجر بيرجدورف أو بلومينجديلز؟ هل ترغب في العثور على مستثمر كبير ليُساعدك في تمويل مشروعك؟ هل ترغب في رؤية مقالة في جريدة ذا نيويورك تايمز تتحدث عنك؟ الدعاية الجيدة هدفها سرد قصتك وتوصيل الرسالة بصورة استراتيجية حيثما سيَجِدها أصحاب النفوذ والتأثير وعملاؤك المُحتمَلون. إذن لا بد أن تُحدِّد أهدافًا واقعية لتتحكم في توقعاتك بشأن ما سيتحقَّق منها.

(٢) ما رسالتك وما أفضل طريقة لتوصيلها؟ استغرق الوقت اللازم لتكتب بيانك الصحفي ليساعدك في التركيز على قصتك الخاصة. حدد الرسالة الخاصة بعلامتك التجارية وصِف مجموعة أزيائك ومصادر إلهامك فيما يتعلق بالتصميم. حدِّد ما الذي يجعلك ويجعل مجموعتك مختلفةً ومتميزة، وجرِّب كل ما هو جديد بطريقة مُبتكَرة فيما يخص الرسومات الأولية والصور المُلهمة وحتى العيِّنات المخصصة للمقالات الصحفية.

(٣) ما التوقيت الذي تَرغب فيه في نشر دعايتك؟ هل ستكون دعايتك لعرض أزيائك أم للعرض التقديمي المَوسمي داخل صالة عرض؟ هل تعرض أزياءك في أحد المعارض التجارية؟ هل تُدشِّن خط إنتاج جديد؟ هل تجوب البلاد لإقامة عروض أزياء مصغرة؟ هل تظهر لأول مرةٍ في أحد أكبر متاجر بيع التجزئة؟ إن كل مهمة من هذه المهام تتطلَّب استراتيجية خاصة تستطيع وكالة العلاقات العامة المناسبة أن تقوم بها بالنيابة عنك؟

(٤) هل لديك الأموال اللازمة لإطلاق حملة للدعاية؟ لقد رأيت عددًا كبيرًا من الحملات الدعائية التي فشلت بسبب عدم توافُر التمويل. خطِّط لحملة دعاية فعالة، واجعل حملة الدعاية تستمر لمدة كافية (مدة ستة أشهر على الأقل) لترى النتائج إذا كنت تتعاون مع وكالة محترفة.

داخل الشركة أم تعهيد خارجي؟

إن مواردك فيما يتعلق بالوقت والمال ربما تُملي عليك القرار الذي ستتخذه حين يتعلق الأمر بالاختيار بين أن تُدير العلاقات العامة من داخل شركتك أم تعهد إلى مصدر خارجي للقيام بها. ستحتاج إلى من يقوم على وضع جدول زمني لمواعيد الحضور الصحفي داخل صالة العرض، والتعامُل مع الطلبات الصحفية، وإرسال العينات ومتابعتها، ومتابعة جلسات القياس والمواعيد الخاصة بالمشاهير والعملاء المُميَّزين، وكذلك إرسال الصور. أن يكون لديك شخص مُتفانٍ من فريق العمل يستطيع التعامل مع مسئوليات العلاقات العامة بالكامل، وهذا يتطلَّب شخصًا مُحترفًا لديه خبرة ولديه علاقات صحفية لكي يتمكن من التواصل بنجاح مع الصحافة ويحصل على نتائج جيدة. وأفضل المرشحين في هذا الإطار هم المُحرِّرون الذين يبحثون عن مهمة جديدة أو موهبة صاعدة من شركة علاقات عامة محترمة تبحث عن فرصة داخل شركة أخرى للتعاون مع مُصمِّم أزياء. وحتى إذا تعاقدت مع وكالة خارجية، فستحتاج إلى شخص في مكتبك ليكون الموظف المسئول عن العلاقات العامة.

كيف تتعاقد مع شركة علاقات عامة أو وكيل دعاية؟

أجرِ بحثك الخاص، راجع النتائج التي تتوصَّل إليها شركات الأزياء الناشئة والعلامات التجارية الناجحة الصاعدة الأخرى، واعرف مَن يتولى مهام العلاقات العامة لديهم. تسهِّل شبكةُ الإنترنت هذا الأمر. اتصل بجهات الاتصال المعروضة في البيانات الصحفية المنشورة، واطرح الكثير من الأسئلة عليهم لتتوصَّل إلى المعلومات التي تريدها، واحصل منهم على إحالات. فالحصول على توصية بمنزلة طريقة رائعة لتتأكَّد من كون الشركة أو وكيل الدعاية مناسبًا لأداء المهمة التي تريد تنفيذها، واحصل على موعد للتعرُّف عليهم. ضع في اعتبارك أن وكيل الدعاية الجيد سيُجري معك مقابلة شخصية أيضًا ويريد التعامل مع عميل يستطيع ترويج منتجاته بنجاح. اطلب من المرشح لتولي مسئولية العلاقات العامة أن يقدم عرضًا يحدد فيه الأهداف والغايات بالإضافة إلى تكلفة الخدمات وتقدير النفقات المباشرة. اطلب رؤية عينات من إعلاناتهم، وكن مُستعدًّا لتوفير ما يلي لهم:

• صور عالية الجودة و/أو رسومات أولية من مجموعة أزيائك.

• بيان صحفي وسيرة ذاتية.

• صورة فوتوغرافية لك.

• رسالة العلامة التجارية.

• شعار الشركة وترويسة.

• نسخة إلكترونية من سجل التصميمات يُمكن إرسالها بالبريد الإلكتروني أو تحميلها على شبكة الإنترنت.

إن اختيار التوقيت المناسب أمر مهم جدًّا في العلاقات العامة. ويُمكن أن تستغرق فرصة وقوع الاختيار عليك لكتابة مقالة عنك ساعات أو أيامًا في زمن العلاقات العامة الإلكترونية. قبل التعاقد، ادعُ الشركة المرشَّحة للقيام بمهام العلاقات العامة أن تستعرض مجموعة أزيائك والتقِ بفريق العاملين بها. وبمجرد أن تقرر التعاقد مع شركة علاقات عامة أو وكالة دعاية ما، وقِّع على خطاب تعاقُد مع الشركة ينص على الإطار الزمني والمسئوليات والأتعاب. ابنِ جسور الثقة معهم واترك لهم الوقت المناسب لتحقيق النتائج المرجوة. كن استباقيًّا ولكن لا تُبالغ في ردود الأفعال؛ فكل مهمة ذات صلة بالعلاقات العامة لها جدول زمني مُختلف وتحتاج إلى مُتخصِّص لإنجازها. من واقع التجربة، لا يستغرق الترويج لعرض الأزياء وقتًا طويلًا؛ فعادةً ما يستغرق الأمر مدة تتراوح من شهر إلى ثلاثة أشهر للاستعداد للدعاية وحجز المقاعد للصحفيِّين وتجار التجزئة وأصحاب النفوذ والمشاهير، والتعامل على الفور مع تداعيات حملة الدعاية. وتوجد وكالات مُتخصِّصة في دعاية عروض الأزياء «الحية» أمام الجمهور مباشرة، وهذا هو السبيل الذي عليك أن تقطعه لتُحقِّق النجاح. لا تتوقف بعد انتهاء عرض الأزياء! حتى وإن كان لديك المصادر لإقامة عرض أزياء أو عرض تقديمي للأزياء أثناء أسبوع الموضة، فلا تتوقَّع أن تستمر ضجة الدعاية لفترة أطول من فترة حملة الدعاية نفسها.

إن تمثيلك من قِبَل وكالة دعاية ذات سمعة طيبة وعلاقات صحفية متينة يمنحك مصداقية وتأييدًا ضمنيًّا لمنتجاتك ومواهبك. ومن المهم أن تُدرك أن أي وكيل دعاية لا يمكنه أن يجعل أحد المُحرِّرين يكتب عنك أو عن مجموعة أزيائك، ولكن وكيل الدعاية ذا الصلة الوثيقة بالمجال يمكنه أن يتواصل مع المُحرِّرين المناسبين لتيسير حدوث هذه «المعجزات» لصالح مصمم الأزياء الصاعد.

التكاليف

الشركات الأعلى تكلفةً ليست الأفضل دائمًا، والشركات الأقل تكلفة لا تُحقِّق النجاح دائمًا. حدد ثلاث شركات تودُّ التعاون معها وبلِّغها بميزانيتك؛ فإذا رغبَت في التعاون معك، فإنها ستقترح عليك سعرًا يُناسب احتياجاتك؛ فأنت لا تَرغب في التعاقُد مع شركة تريد التعاون معك فقط من أجل السيولة النقدية.

جذب الانتباه

أعطتني أمي نصيحة رائعة أفادَتني كثيرًا: «لن يَدعوكِ أحد إلى الرقص طالما أنكِ لم تذهبي إلى حفل الرقص.» إنَّ واحدة من أهم المهام بالنسبة إليك هي الظهور في الفعاليات المُناسبة والمشاركة في منافَسات تصميم الأزياء والتواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتحقيق الحضور الطاغي في المجال وأمام وسائل الإعلام. وهذا الأمر يتطلب عملًا وجهدًا، ولكنك ستندهش بمن قد تلتقيهم على نحو غير متوقَّع في مثل هذه المناسبات.

يشتهر مُصمِّمو الأزياء بالإطلالات المميزة لملابسهم. وتُعد الدعاية أكثر الطرق فعالية لتحقيق شهرة العلامة التجارية. ومفتاح النجاح هو وجود برنامج علاقات عامة ناجح. تذكَّر أنك تتحكم في صورتك الخاصة؛ فما تُرسله يعود إليك أضعافًا مضاعفة إذا ما حافظت على استمرارية رسائلك. ويستطيع الشخص المُحترف، بالتعاون مع مصمم الأزياء، أن يغيِّر وينقل رسالة العلامة التجارية الخاصة بك؛ بحيث تعكس الصورة الموجودة لدى الإعلام هُويتك وما تبدو عليه ملابسك؛ وذلك لجذب عملائك والحفاظ عليهم. اليوم، تُعد الدعاية أمرًا متعدد القنوات، وتتطلب مجموعة من المهارات للحصول على نتائج؛ فمقالة تعريفية بمجلة ويمنز وير ديلي تُمثِّل الوصول إلى قمة التغطية الصحفية التجارية والتي ستَجذِب عالَمَي التصنيع والبيع بالتجزئة إليك. اليوم يحتلُّ أصحاب مدوَّنات الموضة والأزياء مكانة مهمة في تحديد المُصمِّمين الجيدين ومجموعات الأزياء الجذابة، ولكن لا تزال المقالات في الإصدارات الرائدة الخاصة بمجال الأزياء أو أنماط الحياة تُمثِّل المعيار الذهبي للتغطية الإعلامية. ولكي تكون ناجحًا في عالم اليوم، عليك أن تستهدف جميع القنوات.

(٨) وضع استراتيجية للمبيعات والوفاء بالطلبيات

مع زيادة تنوُّع التقدم التكنولوجي الذي نشهده اليوم، يواجه مُصمِّمو الأزياء باستمرار تحديًا لتطوير طرق جديدة للبيع لعملائهم المُستهدَفين، بداية من البوابات الإلكترونية ومنافذ مواقع التواصل الاجتماعي وحتى الطرق التقليدية أكثر مثل نوافذ العرض بالمتاجر والشراكة مع المتاجر المتعددة الأقسام. من المُهم أن تطوِّر استراتيجية مبيعات سنوية ذات أهداف قابلة للقياس وخطة تحدد كيفية تحقيق هذه الأهداف، بما في ذلك الحسابات والجداول الزمنية وخطط التوسع المُستهدَفة لتُساعدك في الحفاظ على إحراز التقدم وتقدير مستوى تقدُّمك.

إنَّ الوفاء بالطلبيات هو أساس تحقيق الإيرادات؛ ولكن السرعة التي يُمكنك بها الوفاء بالطلبيات هي ما قد يصنع نجاح شركتك أو فشلها. وأكثر الطرق فعالية لتنفيذ هذه العملية هو الدخول في شراكة مع مركز موثوق به للوفاء بالطلبيات. ولكن إذا كانت مواردك المالية مَحدودة، فتُوجَد برمجيات متنوعة لإدارة نقاط البيع والمخزون وعمليات الشحن والتسليم والوفاء بالطلبيات.

تبدأ عملية الوفاء بالطلبيات حين يَشتري العميل مُنتجَك؛ سواء أكان هذا من خلال بوابة إلكترونية أو عبر الهاتف أو مباشَرة وجهًا لوجه أو من داخل صالة عرض أو متجر؛ ولذا، يجب أن توفر هذه المعلومات لأستديو التصميم أو المخزن الخاص بك أو الجهة التي تخزن فيها بضائعك. ستتحسَّن عملية تنظيم مخزونك مع تحسُّن الفترة الزمنية التي تستغرقها للوفاء بالطلبيات. عليك أن تُحدد الوسيلة التي تشحن بها منتجاتك إلى العميل (فيديكس أو دي إتش إل أو مكتب البريد المحلي)، ويَنبغي أن يكون لديك شكلٌ من أشكال خدمة متابعة الشحن لضمان تسليم المنتج إلى العميل خلال فترة التسليم التي تُحدِّدها.

حوار مع فيرن ماليس، مبتكِرة فكرة أسبوع الموضة بنيويورك ورئيسة شركة فيرن ماليس

بورتريه لفيرن ماليس. تصوير: تيموثي جرينفيلد-ساندرز.
تم اختيارك بوصفك «الأكثر أناقة» في عامك الأخير بمدرسة جيمس ماديسون الثانوية ببروكلين، نيويورك. هل كانت هذه الفترة التي بدأ فيها اهتمامك بالأزياء؟

لطالما كنت أعشق الملابس. كانت أمي تتمتَّع بحسٍّ رائع للأناقة لاحظتُه في صِغَري، وكان والدي وجميع إخوتي يعملون في حي الموضة. كنتُ أُحب الذهاب إلى العمل معه وتفقُّد قاعات العرض ومقابلة المشترين ومديري أقسام الموضة ومتابعة الحركة والنشاط في شوارع الحي في ذلك الوقت. لطالما كنت أعرف أنني سأحظى على نحوٍ ما بوظيفة في مجال الموضة والأزياء.

قبل أن تُؤسِّسي شركة الاستشارات خاصتك، كنت تعملين نائبًا أول لرئيس شركة آي إم جي فاشون. ماذا كانت مسئولياتك الرئيسية هناك؟

كنتُ أُشرف على فعاليات أسبوع مرسيدس-بنز للموضة في نيويورك؛ إذ كنت أراجع كل الخطط المرتبطة بالمكان وأَبتكر جميع صور الجرافيك والسِّمات المُميِّزة لكل موسم، وأشارك بصفة عامة في كل جانب من جوانب تنظيم أسبوع موضة سلس وفعَّال وناجح. وبهذه الصفة، عملت عن قرب مع جميع المُصممين، وكنت أُنظِّم لهم عروض الأزياء على منصة ذا تينتس، وتعاونت مع الرعاة جميعهم لتطوير برامج ومبادرات من شأنها أن تدعم الصناعة. كما كنتُ المُتحدثة الرسمية الرئيسية لأسبوع الموضة وواجهته الأساسية، وساهمت في ابتكار أسبوع مرسيدس-بنز للموضة لملابس السباحة في ميامي وإقامة أسبوع مرسيدس-بنز للموضة في أستوديوهات سماشبوكس بلوس أنجلوس. وشاركت أيضًا، على نحوٍ متكامل، في التوسع في قسم الموضة والأزياء على مستوى العالم؛ حيث نظَّمنا أسبوع الموضة في مومباي وبرلين، واستحوَذنا على تنظيم أسبوع الموضة في سيدني وملبورن وقدمنا خدمات الاستشارة في مكسيكو سيتي؛ وسافرت كثيرًا إلى دبي والصين وأمريكا الجنوبية وأوروبا بحثًا عن فُرَص للتوسُّع في استغلال حق امتياز العلامة التجارية الخاصة بأسبوع الموضة وغيرها من صور التعاون على المستوى الثقافي.

لقد اشتهرتِ بكونكِ مُبتكِرة فكرة أسبوع الموضة بنيويورك وبتقديمك لفكرة أسبوع الموضة في عدة مدن أخرى. كيف تحقق ذلك؟

عندما انضممتُ للعمل بشركة آي إم جي بعد أن استحوذَت على شركة سيفنث أون سيكث من مجلس مُصممي الأزياء في أمريكا، كان هذا بمنزلة توسُّع منطقي. كانت شركة آي إم جي، باعتبارها شركة تنظم الفعاليات الدولية، تتمتع بعلاقات وتمتلك مقرات في مختلف أنحاء العالم، ومن واقع خبرتي في مجال الأزياء، مُعظم المدن الكبرى كانت راغبةً في تقليد ما نفعله هنا في نيويورك وجلب المشاريع التجارية، ولفْت الأنظار إليها، وتأسيس منصة عرض للمُصمِّمين لديها.

كيف يبدو اليوم المعتاد بالنسبة إليكِ كرئيسة لشركة الخدمات الاستشارية خاصتكِ، شركة فيرن ماليس؟

لا أعرف أبدًا ما ينتظرني؛ فكل يوم مغامرة جديدة وفرصة جديدة تكشف عن نفسها. إنني لا أزال أَحضر مجموعة كبيرة من الفعاليات والمناسبات في المجال. وأَحضُر كل يوم تقريبًا اجتماعات جديدة مع شخص يريد نصيحتي أو يريد التعاقد معي لتقديم خدمات استشارية أو للانضمام إلى مجلس إدارة شركته. لقد كرَّمَني الكثير من الجهات، ويُطلب مني باستمرار التوجيه والتحدُّث وترأُّس اللجان وإدارة المناقشات. وأحاول كل يوم أن أُجري بعض البحث عن المصممين الذين أُجري معهم مقابلات شخصية من أجل سلسلة المقابلات «أيقونات الموضة مع فيرن ماليس» بمركز ٩٢ واي بنيويورك، ووضع الخطط لمزيد من المقابلات الشخصية لصالح شركة سيريوس إكس إم. لا يوجد يومان متشابهان أبدًا بالنسبة إليَّ، وإنني أستمتع بوقتي في هذه المرحلة من حياتي المهنية.

لقد استُضِفت كحكم ومستشار في العديد من البرامج التلفزيونية التي تتناول موضوع تصميم الأزياء، من بينها برنامج «مشروع منصة عرض الأزياء» وبرنامج «عرض الموضة» (ذا فاشون شو). ما أهم السمات التي أظهرها أنجح المُتنافسين في هذه البرامج؟

لقد أظهروا موهبتهم وإبداعهم. ونجحوا في اجتياز الموضوع أو المهمة الأساسية للبرنامج، وابتكروا ملابس كانت مُميَّزة ومُبتكَرة ومُتقَنة الصنع، وتعكس شخصيتهم المميَّزة وبصمتهم. كانوا قادرين دومًا على توصيل رؤيتهم الخاصة وشرحها. كانوا يَمتلكون شعلة حماس أنبأت بأنهم سيُحافظون عليها ويُحققون النجاح من خلالها. لقد أثاروا فضولي وجعلوني راغبة في رؤية المزيد.

أنت تُجرين سلسلة مقابلات «أيقونات الموضة مع فيرن ماليس» بمركز ٩٢ واي بنيويورك حيث تَلتقين بعدَّة مُصمِّمي أزياء، مثل: كالفن كلاين ودونا كاران وتومي هيفلجر وتوم فورد وديان فون فورستنبرج ومارك جيكوبس، ولديكِ برنامج إذاعي على قناة سيريوس إكس إم ستارز؛ حيث تُجرين مقابلات مع كبار المُصمِّمين والمشاهير. ومثلتِ في إحدى المسرحيات على خشبة أحد مسارح أوف برودواي، وفي عام ٢٠١٢ أطلقتِ خط إنتاج حُليِّ فيرن فايندز على شاشة شبكة إتش إس إن. بعد كل هذه الإنجازات الرائعة، ما خطوتك التالية؟

أنا مشغولة للغاية بكل مشروع من هذه المشاريع، هذا إلى جانب عدد كبير من العملاء الرائعين الذين أُقدِّم لهم خدمات الاستشارة.

ما النصيحة التي تودِّين إسداءها إلى مُصمِّم أزياء طموح يُحاول طرح مجموعته؟

كن شغوفًا، وارغب في تحقيق هذا الحلم أكثر من أي شيء آخر في الدنيا وابقَ صادقًا مع نفسِك وتعلَّم كيف تُعبِّر عن نفسك وتُوصل رسالتك. كن مثل الإسفنجة وتعلَّم واسمع. استوعب تاريخ الأزياء واذهب إلى المتاحف والمسارح وتشرَّب الثقافة، هذا ما تحتاج إلى إظهاره في تصميماتك. المَوهِبة في صناعة الموضة مثل الكمأ في حقول فرنسا؛ سيَسعى مُحرِّرو الموضة وتجار التجزئة وراءك ويبحثون عنك إذا كنت تتمتَّع بالموهبة. ولكن يجب عليك أن تَخلق الرؤية وتواصل حتى النهاية وتعمل بكد.

حوار مع مؤسِّس شركة بيتر ميلر كريس نوت

أنت مؤسِّس شركة بيتر ميلر ومديرها الإبداعي. ما الذي قادك إلى تأسيس شركتك؟

لقد شعرتُ بالحاجة إلى سوق مُتخصِّصة للمنتجات الفاخرة بأسعار معقولة في مُتناوَل اليد.

هلَّا توضح لي القصة وراء نشأة اسم شركتك؟ وصِف لي أيضًا كيف ابتكرت العلامة التجارية الخاصة بالتاج الملكي والشعار القائل: «حدِّد أنت المعيار».

خلال سنوات نشأتي، كانت والدتي تمتلك متجرًا صغيرًا للتُّحف وأهدَتني كرةً عتيقة للعبة البولينج العُشبي محفور عليها اسم بيتر ميلر. شعرتُ أن الاسم كلاسيكي صالح لكلِّ العصور ويُعدُّ تمثيلًا جيدًا لشركتي. ولطالما رغبنا في أن تكون شركتنا مثالًا يُحاول الجميع الاقتداء به بدايةً من المنتجات التي نَصنعها وحتى الخدمات التي نُقدمها وحتى نوعية العملاء الذين نبيع لهم المنتجات؛ ولذا رأينا أن شعار «حدِّد أنت المعيار» كان وصفًا مناسبًا.

كريس نوت، مؤسِّس شركة بيتر ميلر، في مكتبه بمدينة رالي، نورث كارولينا. تصوير: روبرت ستي.
كيف يُمكنك تعريف النواحي الجمالية لتصميمات شركة بيتر ميلر؟

عندما بدأنا العمل لأول مرة، كنا نصنع ملابس أنيقة مميَّزة للجزء الجنوبي من البلاد وتطوَّرت التصميمات إلى ملابس كلاسيكية صالحة لكل العصور ولكن مع إضفاء لمستنا الخاصة. إننا لا نرغب في أن نكون تقليديِّين للغاية؛ ولكنَّنا نتابع ما يحدث في أوروبا وفي مختلف أنحاء العالم ونضع لمساتنا الخاصة. إننا نقوم بذلك مع الباترونات والألوان والأقمشة.

كيف تبدأ عملية التصميم بالنسبة إليك؟ هل تبدأ بفكرة رئيسية معيَّنة أم بنوع من الإلهام أم بفكرة جديدة أم بنوع من الأقمشة شاع استخدامه بشدة مؤخرًا؟

تبدأ عملية التصميم بلون رائع ورائج، ثم نفكر بالتفصيل في التصميمات التي نحتاج إليها لضخِّ أفكار جديدة وتقدُّمية في خط إنتاجنا.

أستديو تصميم بيتر ميلر، رالي، نورث كارولينا. تصوير: روبرت ستي.
تُعد شركة لورو بيانا واحدة من أشهر شركات القماش الإيطالية في العالم، والتي منحت لشركة بيتر ميلر رخصة استخدام قماش ماركة ستورم سيستم المُقاوِم للمياه والمضاد للرياح في مجموعة أزيائها. هلَّا تشرح لي هذا الأمر؟

نحن من أشد المعجبين بشركة لورو بيانا، وتروق لنا الأقمشة التي يُنتجونها، ويروق لنا ما يمثِّلونه. وهي تقدم منتجات فاخرة جدًّا. ونحن نستخدم بعض الأقمشة التي يُنتجونها في تصميم الملابس الخارجية والبليزرات والبنطلونات والسترات، ولقد وافقوا على التعاون معنا لأنَّهم يرون منتجاتنا في الأماكن المناسبة.

في رأيك، ما أهم ما يميز شركة بيتر ميلر؟

نحن نُسلم منتجًا رائعًا في الوقت المحدد.

ما النصيحة التي تودُّ إسداءها إلى مصمم أزياء طموح يحاول إطلاق مجموعة أزيائه الخاصة؟

اعرف من هم عملاؤك ومَن تُصمَّم من أجلهم الملابس؛ فإذا كنتَ لا تعرف أين يوجد خط النهاية، فلن يُمكنك أن تخوض السباق. ثم عليك أن تفكر كيف ستُوصِّل المنتج إليهم؛ فإذا لم تستطع أن تُقرِّر ذلك الأمر، فلن تُحقق أبدًا النجاح بصرف النظر عن براعتك.

بيل هاس، لاعب جولف محترف وسفير علامة بيتر ميلر التجارية. تصوير: ستيف إكزم.
تفتخر شركة بيتر ميلر بتصميم ملابس بعض من أشهر محترفي لعبة الجولف وأكثرهم موهبة في الرابطة الأمريكية للاعبي الجولف المُحترِفين. من هم محترفو الجولف الذين يعملون كسفراء حاليِّين لعلامة بيتر ميلر التجارية؟

تجمعُنا علاقة ممتازة بشركة تايمليس لعدة سنوات وتعاملنا من خلالها مع نحو ٢٠ لاعبًا. الآن، لدينا ثلاثة لاعبين في الرابطة، من بينهم بيل هاس وبرنت سنيديكر وهاريس إنجليش.

عندما يُشحَن مُنتج من المخزن إلى العميل، يأتي داخل الطرد شيء مميز. هلَّا تصف لي ما هو هذا الشيء وكيف تطورت هذه الفكرة الرائعة؟

نحن نضع نوعًا معينًا من النعناع في كل طرد نشحنُه. إننا نضع أيضًا قائمة بمحتويات الطرد والتي تكون بنفس ترتيب المنتجات الموجودة في الطرد لكي يسهل التحقُّق منها. ولقد صممنا صناديق الطرود خصيصى بحواجز لكيلا تنزلق المنتجات داخل الصندوق من أماكنها. إنَّ هذا يُكلفنا المزيد من المال، ولكننا نريد أن يبدو الطرد الخاص بنا أشبه بهدية عندما تُسلَّم.

صف لي اليوم المثالي بالنسبة إليك.

الإبحار في قارب في يوم درجة حرارته ٢٦ درجة مئوية ببلدة رايتسفيل بيتش، نورث كارولاينا، مع أسرتي.

مجموعة أزياء «تايلورد كولكشين» لربيع ٢٠١٣ من تصميم شركة بيتر ميلر. تصوير: ستيف إكزم.

حوار مع مصمم الأحذية مانولو بلانيك

هل شهدتَ نقطة تحوُّل في طفولتك أو نشأتك في جزر الكناري أو في أيِّ مرحلة من حياتك أدَّت إلى سعيك لدخول عالم تصميم الأزياء؟

لعلِّي تأثرت لا شعوريًّا بولع أمي بتصميم أحذيتها. لقد اعتادت على تفصيل ملابسها ولم يكن هناك أحذية مُتوفِّرة في جزر الكناري آنذاك؛ ومن ثَم كانت تشتري المواد الخام وتُصمِّم أحذيتها الخاصة. ولقد اعتادت زيارة الإسكافي المحلي وتعلَّمتُ منه كيفية تصميم الأحذية. كما أنني كنتُ مفتونًا بالحذاء القماشي الأسود الذي اعتادَت مُربيتي ارتداءه. كنتَ أرى أنه أنيق للغاية وأعجبَتْني الطريقة التي تلتفُّ بها شرائطه حول الكاحل وطريقة تثبيت قدمَيها في الحذاء بإحكام.

بورتريه لمانولو بلانيك. تصوير: مايكل روبرتس.
لقد بدأت حياتك المهنية مُصمِّمَ ديكور مسرحي، وفي زيارة لصديقتك بالوما بيكاسو بنيويورك عام ١٩٧٠ قدمَتْك إلى ديانا فريلاند رئيسة التحرير الأسطورية لمجلة فوج آنذاك. ماذا حدث بعد ذلك؟

رأت السيدة فريلاند رسوماتي الأولية للديكور المسرحي والأزياء، ونصَحتني بالتركيز على تصميم الأحذية لأنها أُعجبَت بالطريقة التي أرسم بها الأحذية والأفكار التي أبتكرها من أجلها.

ما فلسفة تصميماتك؟

تتمثل فلسفة تصميماتي في التمسُّك بما يعجبني وعدم السير مع تيار الصيحات. أنا أصمم ما يُعجبني ولا أُغيِّر شيئًا مطلقًا بسبب ما قد يقوله الآخَرون.

بالإضافة إلى التحلِّي بالذوق الرفيع، أنت فنان حقيقي في مهنتك؛ إذ إنك لا تصمم كل حذاء يُصنع يدويًّا وحسب، ولكنك أيضًا تنخرط بشدة في كل خطوة من خطوات العملية. هلَّا تشرح هذه النقطة باستفاضة؟

أنا شخص مهووس بالكمال حين يتعلَّق الأمر بأحذيتي. أشعر بأنه يجب عليَّ أن أُشرف على كل خطوة من خطوات عملية الإنتاج طالما أن اسمي موجود على المُلصَق وأريد أن أكون راضيًا عن كل التفاصيل الخاصة بكل حذاء؛ لذا، بداية من الرسم الأوَّلي وحتى النهائي، والكعب والنموذج الأولي، واختيار اللون والمادة الخام، أحرص على وجودي في كل مرحلة من مراحل العملية لأتأكَّد من أنني راضٍ عن النتيجة النهائية.

رسم توضيحي لحذاء جلدي لامع مفتوح من الأمام من مجموعة خريف/شتاء ٢٠١٢ / ٢٠١٣ لمانولو بلانيك.
إن كاري برادشو، الشخصية المحبوبة التي ظهرت في المسلسل التلفزيوني «الجنس والمدينة» المُذاع على شبكة إتش بي أوه وسلسلة الأفلام المُستَوحاة منه، مهووسة بأحذيتك؛ إنها مهووسة للغاية، لدرجة أنها في إحدى الحلقات ترجَّت السارق الذي اعترض طريقها قائلة: «أرجوك، يا سيدي، يُمكنك أن تأخذ حقيبة اليد الخاصة بي، يُمكنك أن تأخذ خاتمي وساعة يدي، ولكن لا تأخذ حذائي ماركة مانولو بلانيك.» هل تعاوَنت مع مصممة ملابس الأعمال الفنية لديهم باتريشيا فيلد بأي نحو؟ هل لاحظتَ ارتفاع نسبة المبيعات في تلك الفترة وكيف أثَّرت هذه الدعاية على نشاطك التجاري؟

لقد اشتروا أحذيةً من المجموعة التي كنَّا نعرضها في تلك الفترة لكنَّنا لم نكن نعرف مطلقًا أيٌّ منها سينتهي بالظهور على شاشة التلفزيون. وبالطبع، عندما ظهرت الأحذية في المسلسل، كان لهذا أثر هائل على نشاطنا التجاري. قدَّم هذا المسلسل اسمي للمُشاهدين من مختلف أنحاء العالم، ومن خلاله اكتسبتُ الكثير من العملاء الجدد الذين لم يكونوا عملاء لديَّ من قبلُ.

لقد صرحتَ بأن الحذاء «يُغير المرأة» وأنك لا تتبع الموضة، بل تتبع «إحساسك» وحسب. هلَّا توضح هذين المفهومين؟

يصعب عليَّ تعريف ما هو جميل وأنيق بالكلمات، ولكني أتعرف عليه حين أراه. عندما ترتدي امرأة حذاءً جميلًا، تسير بطريقة مختلفة؛ بطريقة أنيقة ومُثيرة، ولا سيما إذا كان الحذاء مريحًا؛ وهذا في رأيي أهم شيء.

حذاء مدبب موديل «يوفروزيا» مصنوع من القماش المخملي الأحمر ومرصع بإكسسوار من اللؤلؤ والزمرد وذو كعب جلدي من تصميم مانولو بلانيك.
كيف تُواصل نجاحك موسمًا تلو الآخر في تصميم مجموعةٍ تَتوافق مع جمالياتك ورؤيتك التصميمية وتُحقِّق في نفس الوقت رواجًا تجاريًّا؟ هل يوجد أي تعارض في هذا الإطار؟

لطالما يُواجهني تحدٍّ لابتكار أفكار جديدة؛ لأنني لا أُصمم إلا الأحذية خلال الأربعين سنة الماضية. وعندما أبتكر شيئًا جديدًا يُعجبني، أشعر بفرحة عارمة. أما بالنسبة إلى الجانب التجاري، فكثيرًا ما تُعجبني أفكار الأحذية المجنونة وأُنتجها، وعندما يثبُت أنها لا تُحقق نسبة كبيرة من المبيعات، نبيعها بكميات صغيرة للسيدات اللاتي يَروق لهن الأحذية المميزة والغريبة.

ما النصيحة التي تودُّ إسداءها إلى مصمم أزياء طموح يُحاول إطلاق مجموعة أزيائه الخاصة؟

افعلها وحسب! لا تَخَف. الأمر سيحتاج لبعض الوقت وقدرًا مهولًا من العمل الشاق والصبر، ولكن إذا كنتَ تؤمن بالفكرة، فافعل كل شيء من أجل تنفيذها. اتبع قلبك!

ما الأشياء الثلاثة التي لا يُمكنك أن تستغني عنها؟

الأفلام القديمة والكتب والشكولاتة.

صف لي اليوم المثالي بالنسبة إليك.

يبدأ يومي المثالي بمُشاهدة فيلم قديم، ثم قراءة كتاب رائع. وبعد ذلك، أخرج للتنزه مع كلبي في حديقة جميلة ذات نباتات رائعة. وفي وقتٍ لاحق، أجلس في غرفتي وأرسم التصميمات الجديدة للمجموعة التالية.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤