السراب

رواية «السراب» هي الأولى التي تدور أحداثها على لسان بطلها، بما يعني تفرُّدها في كافَّة الأشكال في أدب نجيب محفوظ، وهذا النوع من الروايات يحمل وجهة نظر واحدة هي الراوي، ولا يُعرف القارئ من خلالها؛ أيْ شيء لا يعرفه، أو لا يراه الراوي، ولذا فإن كاتب السيناريو كثيرًا ما يتدخل لنتعرَّف كيف تتصرَّف الشخصيات الأخرى، مثل الموقف الذي سوف تنتظر فيه رباب الشابَّ الذي يتتبَّعها حين يغيب عن مكانه، وهو أمر لم نعرف إن كان قد حدث أم لا في الرواية.

كما أن نجيب محفوظ ابتعد في هذه الرواية، عن أماكنه المألوفة مثل المقاهي والأحياء الشعبية، وأيضًا جعل أبطاله يسكنون بين المنيل ومصر الجديدة، وهذه الرواية مكتوبة حول شخصية حقيقية، عرفه نجيب محفوظ واستمع منه إلى قصته.

لذا فإن أغلب سمات الكاتب غير موجودة في الرواية، ولا في الفيلم الذي بدأ بمشهد غريب جعل كامل لاظ رءوبة يترك الجامعة إلى لا عودة، حين يهرب من الأستاذ الذي طرح عليه سؤالًا لم يستطع معرفة جوابه، كما أن الزملاء ضحكوا ساخرين عندما سمعوه يردِّد اسمه، وقد حدث ذلك قبل نزول العناوين.

ومع بداية الفيلم نرى البيت الثريَّ الذي يسكن فيه كامل مع أمِّه وجده، ونعرف أنه في سنِّ الثالثة والعشرين، وأنه في الصفِّ الأول من كلية الحقوق، وعلى الفور تذكِّره أمُّه أنها تزوجت يومًا واحدًا فقط، وأن زوجها طلقها بعد أربعٍ وعشرين ساعة من الزواج، بما يعني أنها لم تخرج من الدنيا سوى به، وترمي عليه بكل عواطفها المشبوبة «احلف أنك لن تستغني عن أمك.»

أمَّا كامل في الرواية فإنه يعترف في البداية بأنه يلجأ إلى الكتابة مضطرًّا، وأنه لا يجيد الكتابة بالمرَّة، وسرعان ما يتحدث عن أمِّه: «كانت أمي وحياتي شيئًا واحدًا، وقد ختمت حياة أمي في هذه الدنيا.» ويصف ما تمثِّله له في حياته، فليس له سواها، هي كل ما يخصُّه في الدنيا، وهي رائدة في النجاة من الغرق، وفي الفصل «٢» يتحدث عن أمِّه ومدى ما تمثِّله من مكانة في حياته، وكيف أنه رآها وهو صغير تشاهد صورة زفافها، فمزَّق الصورة دون أن يدري أنه يمزق صورة أمِّه، وقد حكت له الأمُّ قصة زواجها، وهو الأمر الذي لم نعرف له تفاصيل في السيناريو الذي كتبه علي الزرقاني، وقد عرف معلومات عن أبيه ابن الأثرياء، الذي لم ينل شهادة، ولم يحصل على عمل، كان سكِّيرًا عربيدًا، لذا ضرب عروسه في الأسبوع الأول من الزواج. وكيف وقف جدُّه لأمِّه ضدَّه؟ وقد حاول رءوبة لاظ الأب أن يدسَّ السمَّ لأبيه، فطرده الأب من القصر. وفي الرواية فإن الأمَّ أنجبت ثلاثة أبناء منهم كامل؛ أيْ إنها لم تتزوج لمدَّة أربع وعشرين ساعة إلى غير ذلك من التفاصيل. وقد أخذ الأب ولديه، وترك كامل للأمِّ قبل أن يموت.
المنيل هو الحيُّ الذي تربَّى فيه كامل، وقد اعتنى به جدُّه الهلالي، أمَّا أمُّه فكانت مصابة في صميم أمومتها، فوجدت فيها السلوى والعزاء، كرست حياتها جميعًا له، ينام في حضنها ويقضي نهاره على كتفها أو بين يديها. وفي الفصل الخامس يشكو منها: «أأظلُّ الدهرَ في حجرها كأنني عضو من أعضاء جسدها؟» وقد أسهب كامل في وصف مدَّة معاناته منها، وقد أوجز الفيلم هذه العلاقة في جُمل حوارية قصيرة، كما تحدث كامل عن زيارة خالته وأبنائها الستَّة إلى بيتهم في القاهرة، وكم كان الأختان مختلفتين.

رجع كامل في قصته إلى طفولته بالتفاصيل، وفي الفيلم لم نشهد من هذه الطفولة سوى ما ردَّده أن أمَّه دخلت على الخادمة، فوجدتها تغويه؛ لذا فإن كل تلك الصفحات الطويلة حول طفولة وصبا الرواية غير موجودة، باعتبار أننا لم نرَ الرجل إلا وقد صار شابًّا، ترتعد الأمُّ لو أبلغها عن رغبته في الزواج، أمَّا الجَدُّ فإنه يدعوه إلى التعرُّف على العالم «حب واتجوز وخلف، ولا تسأل في أمك.» لكن عمر الجدِّ لن يستمرَّ طويلًا في الفيلم، وإن كانت نصائحه قد أفادت حيث سيخرج كامل إلى الحياة، وكل ما يفعله أن يجلس على المقهى، فتقع عيناه على المعلمة التي تدخِّن الأرجيلة في الشرفة، وسوف يرى رباب لأول مرَّة على محطة المترو.

اختصر السيناريو الكثير من التفاصيل الخاصة بحياة الأُسرة، فهناك في الرواية إشارة إلى أن راضية أخته قد هربت من بيت عمِّها، وقد بلغت الفصول المختصرة حتى الفصل «١٥»، وفي هذه الفصول التقى كامل أباه، كما قابل أخاه مدحت، وصار في الخامسة والعشرين موظفًا حاصلًا على البكالوريا «كنت بطبعي أكره الدراسة والمدرسة، فنظرت إلى المستقبل بامتعاضٍ غير قليل.»

الرواية تدور أحداثها في المنيل، أمَّا الفيلم فيدور في مصر الجديدة، وفي الرواية يركب الترام الذي يتجه به إلى الجامعة المصرية، ولفت نظره فتاة في الشرفة وصفها بدقة، وخلبت لُبَّه، فراح يتتبَّعها باهتمام على مدَّة أيام، وصارت جزءًا من حياته.

في الفيلم هناك ذلك المشهد الشهير الذي ينظر فيه كامل إلى الخادمة في البيت المقابل، فيشعر بالاستثارة ويمارس العادة السرية، وهذا المشهد غير موجود في الرواية، وقد أسهب الفيلم في وصف تتبُّع كامل لرباب وهي تركب مترو مصر الجديدة، لأيامٍ عديدة، ووسط هذه الأيام يموت الجد، فيغيب كامل عن الذهاب إلى محطة المترو؛ مما يدفع الفتاة أن تنتظره أو تشعر بغيابه، وهذا المشهد كما أشرنا غير موجود في الرواية.

المشهد الذي بدأ به الفيلم أحداثه موجود في الفصل «١٧» بكافَّة التفاصيل، بما يعني أن السيناريو قد تجاهل ستة عشر فصلًا كاملًا من الرواية إلا من بعض السطور «رأيت حياتي كما هي أحلامًا شاردة سخيفة.» وفي الفصل «١٨» فشل الجد في إيجاد وظيفة له بوزارة الحربية وحصل على وظيفة حكومية، فصار يعيش حياة رتيبة «الحياة صحراء قاحلة، مهلهلة، وأنت بها وحدك الواحة الخضراء الرطيبة.» ثُم تعود رباب للظهور كي يستغرق تتبُّعه لها المزيد من الفصول، وبظهورها بدأ أول تمرُّد على الأم، وأحسَّ أن الزواج أولى خطوات التمرُّد.

وتبدو الأمُّ في الرواية أقلَّ حدَّة مما هي عليه في الفيلم، فقد أدَّت عقيلة راتب الدور بشكلٍ زاعقٍ مبالغٍ فيه، تنزعج لو أخبرها ابنها في أمر زواجه، أمَّا الأمُّ زينب في الرواية كان صوتها يتهدَّج، لكنه ليس زاعقًا، تقول: «لو أخذوك مني لقضيت غمًّا وكدًّا.» وفي الرواية تذهب الأمُّ إلى مسجد السيدة زينب كي تدعو من أجل ابنها، وفي الفيلم تصرُّ الأمُّ أن يضع ابنها الحجاب داخل ملابسه حمايةً له من الشرور.

وإذا كان الجدُّ قد رحل في الدقائق الأولى من الفيلم، فإن رحيله تمَّ في الفصل «٢٥» من الرواية كي يصير كامل هو ربُّ البيت، ونعرف أن الأب لا يزال على قيد الحياة، وتردِّد له الأم: «لعلك لمست الحكمة التي أملت عليَّ أن أرفض أيَّ زواج لا يليق بك.»

في الفصل «٢٦» يحلُّ الخريف، وتتمُّ إعادة افتتاح المدرسة حيث ستعود حبيبته إلى المدرسة، وقد كشف هذا عن بطء إيقاع الرواية، عكس أعمال الكاتب الأخرى الزاخرة بالأبطال المُتوازين، ويكتشف كامل أن هناك رجلين يُعجبان بفَتاته، وفي الفصل «٢٧» يظهر الأب في حياة ابنه. إنه الآن في السبعين، سرعان ما تتولَّد بينه وبين ولده مشاعر مودَّة، وعندما يبلغ كامل أباه برغبته في الزواج يقول الأب: إن الأُسرة لا تنجو أبدًا من هذا الداء الوبيل، وإن أخته قد هربت مع رجل غريب وتزوجته «لا عيب فيك إلا أنك ترغب في الزواج.»

تغيَّرت الطريقة التي صارح بها كامل حبيبته برغبته في الزواج منها، ففي الفيلم يبلغها بذلك بعد أن تتبَّعها لفترة طويلة، وفي الرواية يكتشف أن واحدًا من الرجلين المفتونَين بها، هو في واقع الأمر محمد جودت مدير أعمال بوزارة الأشغال، وأنه اصطحبه إلى إحدى المقاهي وعرَّفه بنفسه، بما يعني أن لرباب معجبًا آخر، هو الذي سعى إلى أن يقصِّر المسافة بينه وبينها، وعلى الفور يذهب كامل إلى أبيه في عمله ويبلغه بالأمر، ويرفض الأب منحَه المال.
الفيلم إذن، وربما لأول مرَّة في أعمال محفوظ، بمثابة اختصار دقيق للرواية، حيث حذف علي الزرقاني ما شاء له من أحداث وشخصيات أخرى غير الأم، وإن كامل في الفيلم ظلَّ محاصَرًا بأمه، حتى إذا خرج من حدودها دخل في عُقدة عدم الاتصال مع رباب، وقد ظلَّ شهورًا عديدةً غير قادر على الاتصال الجنسيِّ بزوجته، وفي الفصل «٣٢» مات الأب، فلم يعُد الفقير المُعوِز، إلى أن التقى حبيبته مصادفةً في ترام العتبة، فيتحادث معها فيما امتنع عن قوله لفترة طويلة وقد صُدمت الأمُّ حين أبلغها ابنها أنه سوف يتزوج، ويعرف كامل اسم حبيبته رباب جبر المدرسة بروضة الأطفال بالعباسية، ويدور حوار عاطفيٌّ بين الاثنين، وإن أباها رحَّب بمحمد جودت؛ مما يعني أن رباب في الرواية لها أب، وأن أمر الزواج بمحمد جودت قد تأجَّل أو أُلغي بسبب كامل.

وصف محفوظ تطوُّر الأمور بدقة، وهو الأمر الذي اختصره السيناريو، حيث إن الفصول تتابعت من زيارة بيت العروس، ومحاولة الوصول إلى بركات الأم، وزيارات العريس لبيت خطيبته، إلى الاستعداد للزواج، وتوقَّف الفيلم عند تفاصيل ليلة الزفاف، فكامل مرتبك، يطلب منها الوقوف قليلًا في النافذة، يعانقها، لكنه لا يفعل شيئًا. وفي الفيلم يطلب منها أن يلعبا الكوتشينة، وتقول الزوجة: فوق السرير. وعندما يزداد الخوار بالعريس، فإنه في الفيلم يذهب إلى أحد الأضرحة، ويتوسَّل منحَه الرجولة، وهو لا يخبر أمَّه بما حدث في الفراش، ويصف كامل حبيبته في الرواية أنها «عطف ورحمة»، وقد طالعتني في الصباح بالابتسامة المشرقة. ويظل كامل في حالة أرق إلا أنه يذهب إلى الطبيب في الفصل «٤٤» كما يفعل ذلك في الرواية أيضًا.

عندما يذهب كامل إلى الطبيب في الرواية يكون قد مرَّ على زواجه شهر ونصف، وفي الفيلم يحدث ذلك بعد ثلاثة أشهر، ويحوِّله الطبيب إلى العيادة النفسية، وفي الرواية يبدأ شجار في النشوب بين رباب وحماتها؛ مما يزيد من المشاكل الزوجية التي يحسُّها كامل «بدأت أشعر في حياتي الزوجية بفراغ! ولم يداخلني شكٌّ في أن زوجتي تشاركني هذا الشعور.» وتبدأ رباب في قضاء وقتها خارج البيت، في الفيلم والرواية؛ مما يؤرق الحماة ويزيد من الشِّقاق داخل البيت، بينما كامل يبدو مسالمًا، وهو يلتمس العذر لزوجته.

في الفيلم يمرُّ الزوجان بحالاتٍ من الصعود والهبوط، حيث يذهبان إلى الحدائق وتكرِّر أجوبتها على أسئلته بأنها ما تزال تحبُّه. وهو يعِدها أن أمره سوف يصلح «عاملين لي عمل، بنات كتير كانوا عايزين يتجوزوني.»

وشيئًا فشيئًا تبدأ الشكوك في التسرُّب إلى عقل وقلب كامل، وعندما يخرج معها في الترام تنتابه الشُّكوك من الركاب أن يلمسوا زوجته، وفي الفصل «٥٠» من الرواية يقول إنهما عندما ركبا الترام «لعلَّ كثيرين يرمقوننا بعين الحسد، فهل يتصوَّرون كيف نحيا معًا؟» وتتسرَّب الشُّكوك إلى كامل في الرواية، بسبب أوراقٍ تحملها في يديها، تدَّعي أنها أوراق خاصة بالتدريس، ويتكرَّر وصول خطاب آخر.

حسب الحكْي على لسان البطل فإنه لا يمكن لكامل أن يعرف أن زوجته قد وقعت في الخطيئة مع الطبيب الذي تذهب إليه، في الفيلم كان الطبيب هو الذي نصحها أن تتحمَّل كافَّة تصرُّفات زوجها العصيبة؛ مما حسَّن من أدائها حتى ضربها فهربت من البيت، وذهبت إلى بيت الطبيب وأخطأت معه وحملت.

وفي الفصل «٥٢» يبدأ كامل في التعرُّف على المرأة القصيرة البدينة التي بدأ يرقبها، والتي اصطحبته في الفيلم بعربة حنطور إلى الهرم، ومارست معه الجنس هناك، وذلك يعني أن عاشقين عند نجيب محفوظ مارسا الجنس على سطح الهرم، قبل أن يحدث ذلك في نصٍّ أدبيٍّ بسنواتٍ عديدة.

بدت رباب بريئةً حين راح زوجها يتتبَّعها، وقد امتلأ بالشكوك، فيخيب ظنه، أمَّا هو فقد مضى في طريق الخطيئة، وهو يصاحب عنايات التي تسكن أمام المقهى، والتي يخبرها أنها أول امرأة في حياته، إنها تحطم خوفه، وهي في الرواية تمارس معه الجنس على جانبٍ من طريقٍ مُظلم «إنه آمن من بيتك»، «وكأن كلينا يأكل صاحبه ويزدرده، وولَّى الخوف إذ لم يعُد له مسوغ.» وهي تردِّد له: «يا لك من طفلٍ رائع.» وهذا اللقاء في الظلام، تمَّ بعد الزواج بعامين، تحدِّثه أنها أرملة للواء تزوَّجها، وهو أكبر منها بسنوات، وقد ذهب الاثنان إلى مكان الحُب في الفيلم بعربة حنطور، وفي الرواية التي نشرت عام ١٩٤٩م في سيارة.
عادت العلاقة إلى أحسن صورة بين رباب وزوجها، وجاء إخوته لزيارة رباب المريضة، ويلاحظ أن التوتُّر الذي كان بين لاظ وزوجته زينب قد تكرَّر بصورةٍ أخرى بين كامل وزوجته. وفي الفصل «٦٠» يتمُّ إجراء عملية لرباب، بعيدًا عن زوجها الذي كان آخر مَن يعلم، وإن الطبيب المعالج شابٌّ مبتدئ أخصائي الأمراض التناسلية، أمَّا الطبيب في الفيلم فهو نفسه الذي وقعت في الخطيئة معه (جسَّد الدور رشدي أباظة)، وتموت رباب من جرَّاء العملية، أمَّا رباب في الفيلم فسعت إلى إجهاض نفسها حتى أصابها النزيف، تمَّت العملية في الرواية في بيت أمِّ رباب، يقول الطبيب إن الوفاة سببها حدوث ثقب في البروتون نتيجة خطأ خارج عن إرادته، ويتمُّ تحويل الأمر إلى النيابة، وقد حذف السيناريو كل هذه الأحداث التي استدعت وجود محقِّق في الرواية، وفي الفيلم تمرَّد كامل بشدة على أمِّه: «حبك ليا كان زائد عن حده، فطمتيني وأنا عندي أربع سنين»، ثُم يخرج جاريًا من البيت وسط الظلام.

أمَّا كامل في الرواية فيغادر البيت دون أيِّ تمرُّد، أو أن يرى أحدًا من أهله. وتنتقل الأحداث إلى ميدان الإسماعيلية، وفي بيت أمِّه يدور حوار مليء بالقسوة مع أمِّه، ويعرف أن رباب قد ماتت وهي حامل: «اذهبي إلى أختي أو إلى أخي، واحسبيني منذ اليوم في عداد الأموات.»

في الفيلم، كان للأمِّ ثلاثة أبناء، وحين يُصاب كامل بغيبوبة، فإنه يلازم الفراش زهاء شهر، وتتولَّى أخته راضيةً رعايته لمدَّة أسبوع، وذات صباح جاءته امرأة لزيارته في بيته، وتنتهي الرواية بصوتٍ أقرب إلى الاستغاثة: أنت! ونفهم دون أن يخبرنا المؤلِّف أن المقصودة هي عنايات.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤