الفصل التاسع
أجل، لو كنا ننقل فصلًا علميًّا، أو فقرة تاريخية، أو نبذة سياسية، لكبحنا من جماح القلم في التعريب، والتزمنا الأصل التزامًا. ولكنها خواطر شعرية قد لا يُرى بأس شيء من التصرف في تعريبها. ولعلنا جاوزنا حد المتسامَح به من التصرف في تعريب هذه القصيدة وليشفع بها وبنا إردافنا إياها بترجمة نثرية طبق الأصل:
•••
•••
•••
•••
الترجمة النثرية
وذات يوم، بعد الظهر، صبحتُ الطريق — ولا أدري لماذا — وكان الخيزران يتثنى على أيدي الرياح. وكانت الظلال تتشبَّث بأقدام النور المسرع (إلى الغروب) والشحارير قد تعبت مما صدحت وغنَّت. ورحتُ أصحبُ الطريق ماشيًا على غير ما هدى (ولا أدري لماذا).
وكان على ضفة النهر كوخ تظلله شجرة. وفلانة تعمل عملًا، ولأساورها نغمات ترن في الزاوية. ووقفت إلى ذلك الكوخ، وما أدري لماذا.
ومنذ سنين كان يوم من شهر آذار (مارس) الذي يتنفَّس فيه الربيع، وكانت أزهار «الهمب» (شجرة المنجو) تتساقط على التراب. واشرأبَّت موجة من النهر ولثَمت الإناء النحاسي الذي كان مُلقى على درجة الرصيف. إنني لا أزال أذكر ذلك اليوم من شهر آذار ذي النسيم العليل، وما أدري لماذا (أذكره).
ها الظلال يشتد اسودادها وهو ذا القطيع عائد إلى حظيرته. وقد اكفهرَّ النور فوق المرج الأخضر، وقد وقف القرويُّون ينتظرون الزورق (لينقلهم إلى العدوة الأخرى)، وأنا أعود أدراجي وما أعلم لماذا.
هوامش
أما الشحرور عند شعراء الهند فهو «رسول الربيع» أو «رائده» لأنه أكثر ما يُسمع صوته في ذلك الفصل. وعندهم أن انطلاق لسانه دليل على عودة الربيع.
قال قاليدس على لسان أحد الأشخاص في روايته، يريد أن الربيع لم يعد في ذلك العام؛ لأن الطبيعة كانت محزونة تشاطر الملك همه وتقاسمه غمه: