الذرة الرفيعة الحمراء
«كانت أمي قد أخبرَتْني بأنها لا تعلم السبب الذي جعل من الذُّرَة الرفيعة الحمراء بريف دونغ بيي بمدينة قاو مي مادَّة خامًا رئيسية لنبيذ الذُّرَة ذي الرائحة العطرة الذكية والطعم اللذيذ الذي لا يصيب خلايا المخ بأدنى ضرر، كانت أمي دائمًا تُكرِّر على مسامعي: إن العائلة تتوارث هذه الوصفة الخاصة، وإنه غير مسموح بإفشاء سِرِّ هذه الوصفة إطلاقًا.»
في حقول الذُّرَة الرفيعة الحمراء وحولها في قرية «دونغ بيي» تَدور أحداث هذه الرواية الخلَّابة المنتمية إلى تيار الواقعية السِّحرية؛ إذ تأخذنا في عالَم مليء بالغرائبية؛ فكما نَتعرَّف على العادات والتقاليد الريفية الصينية، نَتعرَّف أيضًا على عالم قُطاع الطُّرق والقواعد الخاصَّة التي تحكم المنتمين إليه، وعالَم الحَمَّالين البسطاء الذين يعملون في مجال حَمل توابيت الموتى وهَوادِج الأفراح، وعالَم مَقابر الأطفال الموتى الذي يُعَد أكثر هذه العناصر غرابةً للقارئ؛ إذ يعتقد الريفيُّون الصينيُّون أن الطفل الذي يموت دون الخامسة من عمره لا يمكن دفنه مثل باقي الموتى، وإنما يجب إلقاؤه في مكانٍ مكشوف لتأكله الكلاب الضالة! كما نعيش فيها وقائع العدوان الياباني على الصين خلال ثلاثينيات القرن العشرين، ومَشاهد تعذيب المعتدي الياباني لأبناء القرية. كل هذا وأكثر من خلال طفل يَتذكَّر ويحكي ما رُوِي له، مستندًا إلى وَعي بِهُوية الصين، يكاد يكون وعيًا أيديولوجيًّا.