الفصل الثالث

كانت المهمة التي اقتضت ذهابي إلى الريف ذلك اليوم ثقيلة على نفسي على غرابتها … ولها قصة يحسن بي أن أوردها هنا تفصيلًا: كان ذلك منذ أسبوع، عصر يوم اشتد حره، فاستلقيت على مقعدي الكبير مستقبلًا باب الشرفة أستجدي بعض أنفاس نسيم عابر … وإذا جرس التليفون بقربي يدق فتناولت «السماعة» بيدٍ مسترخية، دون أن أتحرك من مكاني، وسمعت صوت عاملة التليفون المركزي بالفندق تصلني بصوت آخر في الخارج لرجل يتكلم الفرنسية ويعلن إليَّ أنه يطلب موعدًا للقائي.

فسألته عما يريد فقال إنه مندوب شركة للسينما وأنه يود محادثتي في شأن يتصل بهذه الأعمال … فضربت له موعدًا في مساء ذلك اليوم في بهو الفندق … فلما أقبل عليَّ، وجدت رجلًا في طور الشباب، أشقر الشعر، حليق الشارب أنيقًا رشيقًا حيَّاني في احترام … وجلس يحدثني في طلاقة ولباقة عن شريط سينمائي تُصور أكثر وقائعه الريف المصري، وتدور حوادثه في قرية مصرية، ويقوم بالكثير من الأدوار فيه الفلاحون أنفسهم دون الالتجاء إلى ممثل محترف من الممثلين المصريين، حتى يستوثق من صدق الصور … وأن يوضع كل ذلك داخل إطار قصة سينمائية قد تم وضعها بالفعل … وإن المتولي إخراج هذا كله والإنفاق عليه شركة سينمائية فرنسية … فقاطعته في رفق: وماذا تريدون مني بعد كل هذا؟

فقال: الحوار.

ثم أخرج من محفظة صغيرة يحملها نسخة مكتوبة على الآلة الكاتبة باللغة الإنجليزية ثم نسخة أخرى باللغة الفرنسية لسيناريو موضوع، قدَّمها إليَّ وقال: تسهيلًا للأمر اسمح لي أبسط القصة في كلمتين … وجعل يسرد لي حكاية طويلة عريضة لم أميز لها رأسًا من ذنَب … وأنا بطبعي غير قادر على الإصغاء إلى متكلم أكثر من خمس دقائق، أهيم بعدها في وديان وأوغل في سُحب، وأنسى وجودي ووجود من معي … إنه شرود طالما حال بيني وبين الاستمتاع بالمحاضرات القيمة … وهو أحيانًا يفاجئني حتى في دور السينما والتمثيل … بل وفي مطالعة الكتب.

ويخيل إليَّ أن الأصل في فكري أنه كالغاز الشائع يقتضيني دائمًا الجهد لجمعه وحصره … فإذا توانيت قليلًا انفرط مني وعاد إلى حالته الأولى؛ لذلك لم أفطن للرجل أمامي إلا وهو يوجه إليَّ الكلام وقد فرغ من قصته فيما يظهر.

– موضوع طريف … أليس كذلك؟

– جدًّا، جدًّا.

قلتها وأنا أبدي شدة الاهتمام … على أن صوتي ما كان ينم عن تحمُّس، والواقع أني كنت في كل الوقت بعيدًا عن التحمس لأي شيء … فقَيظ يونيو وعملي المضني طول العام الماضي، والأحداث التي صادفتني خلاله … كل أولئك أنهك أعصابي، وجعل مني شخصًا لا يصلح إلا للاستلقاء على المقاعد، التفكير في البواخر، وإعداد برامج الصيف في أوروبا، اقتفاء آثار «توسكانيني» و«وبرونوفالتر»، لا ريب أن طلب هذا السينمائي كان يملؤني سرورًا لو تقدَّم به قبل شهرين … فالسينما طالما أغرتني … والعمل الذي يعهد به إليَّ أصنعه من غير شك بأطراف أصابعي … فما حوار لسيناريو عدد صفحاته لا يربو على العشر، كهذه الصفحات التي يضعها الآن بين يدي! لكن … من سوء الحظ … أني كنت في ذلك اليوم على حال عجيبة لم أعهد نفسي على مثلها قط يومًا فلو طلب إليَّ طالبٌ أن أنفخ الهواء بفمي لضقت بذلك ذرعا … ولقد تجمعت وقتئذٍ كراهتي وعدواني وانحصرت في شيء واحد اسمه: الكتابة وكل ما يحتاج إلى كتابة … فكتابة رسالة طامَّة كبرى … وكتابة بطاقة مصيبة نازلة … وكتابة مقال قد تدفعني إلى ارتكاب جريمة … فلما طلب إليَّ الرجل آخر الأمر رأيي في هذا العمل أجبته صراحة بأني آسف حقيقة لتعذُّر قيامي به … فقد انتهى موسم عملي … وقد حددت موعد السفر وانتهى الأمر … فسألني الرجل.

– ومتى السفر؟

– في أوائل يوليو.

– حسن جدًّا … ما زال أمامنا شهر، وهذا يكفينا.

– مهما يكن الأمر، فإني لا أظن في مقدوري أن أعِد بشيء … وانفضَّ مجلسنا … ولم يقنط الرجل وترك نسختَيه لأطالعهما، وهو واثق أن مجرد قراءتي القصة سيبعث في نفسي الرغبة في إنشاء الحوار وانصرف على أن يعود إليَّ فيما بعد، وحملت أنا أوراق روايته فوضعتها حيث رقدت بما تحتويه من أبطال أبرار أو أشرار، ما أدري، رقادًا لم أوقظهم منه حتى وافاني الرجل في اليوم التالي يحادثني في أمرهم مرة أخرى، ويستفسرني بعض أحوال الريف … وأنا أجيب إجابات مقتضبة حينًا، مسهبة حينًا آخر، ولكني في كل الأحيان كنت أخفي تبرُّمي تأدبًا؛ فالرجل ظريف … وهو فيما رأيت حريص على إرضائي واستبقائي كلما أبديت له عذري … فلقد عرضت عليه استعدادي لإحاطته بكل ما ينفعه من أخبار الريف على أن يكون ذلك أثناء محادثات كمحادثاتنا تلك، كلما سنحت لنا فرصة اللقاء … أما إن ارتبطت بعمل أسأل عنه في ذلك الوقت، فهو موقف لا أحب أن أضع نفسي فيه … ثم أشرت عليه أن يتصل بكاتب أعرف أنه ممن خبروا هذه الأعمال … فتجهم وجه الرجل وقال: إن الشركة ذكرت اسمك بالذات.

– عجبًا!

قلتها وقد بدا على وجهي من غير ريب إلى جانب الدهش شيء كثير من الرضا … فقال … الرجل: إن هذه الشركة هي التي تولَّت إخراج الكثير من روايات «إميل زولا»، وناشر أعمال «زولا» هي دار «شاربانتييه» لأصحابها «فاسكيل وشركاه»، وهذه الدار قد نشرت قصة من قصصك … هي التي دلتنا على عنوانك عندما جاء ذكر الاحتياج إلى كاتب مصري لوضع الحوار الريفي.

هنا بطُل العجب … وذكرت فعلًا أني في أوائل ذلك العام جاءني بنفس الطريقة فيما يظهر، خطابان لشركتين فرنسيتين للسينما يطلبان منحهما حق اقتباس هذه القصة … وكان وجه عجبي وقتئذٍ طريقة علمهما بعنواني.

– كل هذا جميل، ولكنه مع الأسف لا يغير من الموقف شيئًا.

قلت ذلك للرجل … فأطال في وجهي النظر كأنما دار بخلده أني أتمنَّع لشيء في النفس … ثم نهض وهو يرجو مني أن أفكر مرة أخرى في الأمر، وانصرف على أن يعود.

فلما عاد في اليوم التالي وجدت معه رجلًا آخر حسن الهندام قدَّمه إليَّ قائلًا إنه المتولي الأعمال المالية والإدارية الخاصة بهذا الفلم لحساب الشركة … ثم أخرجا من المحفظة التي يحملانها خطابات وأوراق وقال لي الرجل الظريف: نسيت أن أذكر لك أن الشركة في باريس قد تعاقدت فعلًا مع الكاتب الفرنسي «…» على وضع الصيغة الفرنسية لحوارك … ذلك أن حوارك بالطبع سيبقى على أصله العربي في نسخة الفلم العربية إذا صنعت نسخة عربية … أما النسخة الفرنسية فإن «…» يضع صيغتها النهائية بعد أن نرسل له الترجمة الأولية، وها هي ذي صورة العقد الموقع عليه منه!

وقدَّم إليَّ الورقة فوقع نظري على رقم المبلغ الذي تقاضاه هذا الكاتب على هذا العمل فوجدته ثلاثين ألف فرنك … ثم شروط أخرى استلفتت نظري من بينها هذا الشرط … أن يعلَن عن اسمه على اللوحة الفضية بحروف في حجم حروف اسم المخرج … فابتسمت لأمر هذا العالم الجديد عليَّ، العجيب بأفكاره ونزعاته ورغباته! … ولم يمهلني الرجل … فتناول من زميله ورقة أخرى قدمها إليَّ قائلًا: وهذا هو العقد الذي كنا نرجو أن يتم عليه توقيعك … فنظرت في الورقة فإذا هو عقد متعدد البنود مضروب على الآلة الكاتبة باللغة الفرنسية … في أعلاه قد طُبع اسم الشركة وفي أسفله توقيع مندوبها المخوَّل له سلطة التعاقد … ونظرت إلى المبلغ المرقوم … فإذا هو يزيد زيادة ملحوظة عما قُرر للكاتب الفرنسي الذي لن يصنع شيئًا كثيرًا … وقد روعي العدل في حجم حروف الاسم بيني وبينه؛ مما جعلني أبتسم مرة أخرى ابتسامة يخالطها شيء من العجب والرضا … على أن الذي دعاني إلى التفكير قليلًا هو البند الأخير … وفيه تعجل الشركة بقسط وافر من المبلغ يُدفع عند توقيع العقد … هنا فقط بدأت أنظر إلى الأمر كله بعين الجد محدِّثًا نفسي: «ليس بيني وبين أن أقبض مائتين من الجنيهات إلا أن أضع إمضائي ها هنا؟! …»

وعندئذٍ شعرت بسلطان المال … وأدركت أن المال قدير أحيانًا على تقرير مصير الأشياء … حتى في مسائل الأدب الفكر والفن … نعم ولم لا … لو لم تلوِّح إحدى دور الموسيقى في لندن لبيتهوفن بمبلغ خمسين جنيهًا لما وضع السانفونية التاسعة! … إن لمن يكن الفنان محتاجًا إلى المال ليعيش فهو محتاج إليه أحيانًا ليُنتج … فالفنان أحيانًا كالغانية يجب أن يؤخذ بوسائل الإغراء! … إن المرأة إذا لم تحب من قلبها فلا بد من إغرائها ببريق الذهب … والفنان إذا لم يتفجر ينبوع نفسه لغير شيء، فلا بد من طرقه بفأس من ذهب؟ … إنها طبيعة غريبة لا علاقة لها بالطمع ولا بالجشع ولا بالرغبة في الترف … إنما هي أحيانًا شيء يدخل في نطاق سر النفس الآدمية، إن قلب الفنان وقلب المرأة سيان كلاهما كنز مسحور إن لم يفتح من تلقاء نفسه لأول عابر فلا بد من أن يحرق أمامه كثير من البخور.

هذا وحده ما جعلني أحتفظ في يدي بالعقد طويلًا وأشعر في نفسي أني لن أدعه حتى أوقع عليه … دون أن يخطر على بالي وقتئذٍ ذلك العمل الذي طُلب إليَّ أداؤه، ودون أن أفكر في قدرتي على إتمامه في ذلك الزمن المحدد … ولم أكن مع ذلك في حاجة إلى ذلك المال … ولم يكن قد مضت بعدُ عشرة أيام على قبض مبلغ آخر في موقف مثل هذا الموقف؛ فقد كان تاجر الكتب المعروف الحاج «…» يريد شراء كتب لي … وكانت الممارسة في هذا الشأن دائرة منذ شهر بينه وبين المتولي شئون هذه الكتب، نعم … فطبيعتي الكسلى قد صرفتني حتى عن الاكتراث لهذه الشئون … فانتهى الحال بي أن نصبت لنفسي شبه «قيِّم» يقوم عني بمسائل الطبع والنشر والتحصيل والبيع والشراء، وكل تلك التفاصيل التي حاولت عبثًا أن ألمَّ بها بعض الإلمام … وقد عرف مني «ولي أموري» الصُّدوف عن هذه الأمور، فلم يعرض عليَّ حسابًا قط ولم أطلبه بحساب، فحسْبه أن يقدم إليَّ المبلغ الذي أريده، وقتما أريد، ولا شأن لي بالباقي فهو يعرف بعدئذٍ كيف يدبر الأشياء مع تجار الكتب والورق، إلى أن كان ذلك اليوم إذا تخطاه الحاج وجاءني مباشرة، فما كاد يقع عليه نظري حتى صحت به.

– الكلام والحساب مع محمد أفندي.

فوقف بجسمه الضخم، ملتفًّا في ثيابه الوطنية الطريفة طارحًا على منكبيه عباءته السوداء الثقيلة، ورمقني بعينيه الحمراوين اللتين لم أرهما قط يومًا في صحة وعافية، وقال لي في لهجته الشعبية الظريفة: سبحان الله! … حد يا ناس فتح سيرة كلام ولا حساب؟!

صلي على النبي يا أستاذ … واطلب لنا فنجان قهوة سادة!

فطلبت القهوة وجلس الحاج يتحدث في مواضيع لطيفة خفيفة، لا صلة لها بما جاء له من عمل … والحاج محدِّث ظريف بارع، لا يملُّه السامع وإن كانت شهرته الغالبة أنه حاد الذكاء شديد الدهاء … وهو يفخر أحيانًا بأنه رجل عصامي، استطاع بعمله وحده أن يجمع ثروة لا تقل عن الخمسين ألف جنيه وأن يسيطر بحسن تدبيره على تجارة الكتب العربية في العالم العربي كله؛ فهو يتحدث عن عملائه في السند والهند وسيلان وساحل الذهب والمغرب الأقصى والمشرق الأدنى حديث العارف الخبير … وهو لا يجهل أن له الفضل في إيصال ثمرات قرائحنا إلى أدمغة الناس في تلك البقاع، وإدخال أدباء مصر وكتابها بلادًا ما كانوا يظنون أنهم داخلوها.

إنه نابليون الكتب، يفتتح الأراضي النائية ويقدم بجيوش صناديقه الضخمة وفي أثره الأدباء والعلماء حاملين ألوية الفكر الظافر.

لبث يحدثني عن أخبار حجه الأخير وما رآه في الحجاز … والحاج يحج كل عام، ليسأل الله البركات ويسأل العملاء سداد الكمبيالات … فهو يعمل لآخرته كأنه يموت غدًا ويعمل لدنياه كأنه يعيش أبدًا، ومضى في الحديث حتى أيقن أني قد غرقت في الإصغاء وشاهد على وجهي الرضا والابتسام، وأدرك أني قد نسيت كل شيء إلا ذلك الحديث الممتع … عند ذاك دس يده في صدره وانتزع كيسًا كبيرًا … جعل يُخرج منه أوراقًا مالية من فئة العشرة الجنيهات طفق يعدُّها بصوت مرتفع: عشرة، عشرين، تلاتين، أربعين، خمسين.

فأدركت مراده وصحت به في حدة وعنف: بتعمل إيه يا حاج! … قلت لك الكلام مع محمد أفندي.

فلم يلتفت إليَّ، ومضى يعدُّ النقود وهو يقول: إن الله مع الصابرين يا أستاذ! … ستين، سبعين، ثمانين، تسعين، ماية.

فخشيت سوء العاقبة فصحت صيحة مدوية: أرجوك يا حاج! … أنت عارف أنا أكره الحساب … فتركني أصيح كما شئت ومضى في إخراج الأوراق المالية وهو يعد: ماية وعشرين، ماية وتلاتين، ماية وأربعين، وخمسين، ستين، تمانين، تسعين، مايتين.

فلم أدرِ ماذا أفعل، وجعلت أتظاهر بعدم الاهتمام وقلة الاحتفال لما يصنع، ولكن عينًا من عينيَّ كانت تغافلني وتلمح النقود على الرغم مني، وأذنًا من أذنيَّ ما كان يفتها صدى صوته المرتفع بالعد … وكان كلما مضى في العد بعد أن جاوز الرقم المائتين أحسست أن مقاومتي تخور، وأن ثائري يهدأ، وأن أعصابي تلين حتى سمعت صوته يقول «مائتين وسبعين جنيه خذ عدهم مرة ثانية» … ولمحت الكيس في يده كاد يفرغ إلا من بضع ورقات يريد أن يضن بها، ويمنع أصابعه من أن تبرزها.

فما تمالكت نفسي وأقبلت عليه بكل قواي … واختطفت يده مع الكيس، بأصابعه المدلاة فيه، وصحت: قسمًا بالله العظيم ما تخرج من هنا ومعك صنف الفلوس!

وأفرغت ما كان في الكيس بين يدي … فوجدت فيه ثلاث ورقات أخريات وعددًا من النقود الفضية … فصاح بي: طيب بس يا أستاذ … اترك لي أجرة العربية الحنطور.

– أجرة العربية الحنطور تلاتة صاغ!

ودفعتها إليه وهو يقول: «لا حول ولا قوة إلا بالله!» وأخذ مني رسالة إلى «محمد أفندي»، يتسلم بها ما يطلبه من الكتب.

وذهب، ثم مضى يومان، وإذا «محمد أفندي»، يجيئني ساخطًا ثائرًا صائحًا: هو الحاج عملها؟

– عمل إيه؟

– كتب ثمنها أكثر من خمسمائة جنيه يشتريها تقريبًا بنصف القيمة!

ثم جعل يقص عليَّ خبر مفاوضاتهما السابقة … ويقول إنه رفض أن يعطيه ما أخذ بأربعمائة جنيه … وطفق «القيم» يأسف لإصغائي إلى الحاج … ولإهمالي الرجوع إلى رأيه قبل إبرام مثل هذا العقد، وحرَّكته الغيرة على عمله، وهو رجل أمين، وهزته الشفقة بي، وهو يعلم أني أقضي في أموري بعواطفي وهي تناقض المصلحة … فجعل يردد كالمجنون: مستحيل! … نصف القيمة شيء مستحيل!

فطفقت أنظر إليه وأبتسم … وأردت أن أهوِّن عليه الأمر فقلت: صحيح مستحيل! … لأجل أن تعرف أني أقدر أحيانًا أصنع المستحيل!

فقال محتدًّا: حضرتك ولا مؤاخذة تعرف تكتب الكتب فقط … اعمل معروف يا أستاذ، خليك للتأليف لا غير.

فضحكت وهدأت من روعه. وأبديت له عذري وحجتي، ووصفت له الضعف الذي دهاني أمام براعة الحاج … فهو قد خدَّر أعصابي بتلك الأوراق التي جعل يخرجها من الكيس على مهل أمام عيني كما يخرج «الحاوي» الماهر، من كيسه تلك التعاويذ التي يخدر بها أعصاب الثعابين.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤