معجم البلدان الليبوفينيقية

  • أبدير Abdeer: مستوطنة قرطاجية على ساحل إيبيريا الجنوبي. أدرا Adra الحالية.
  • أبرو (نهر) Ebro River: نهر في وسط إيبيريا شمالًا. وقَّعت قرطاج مع روما عام ٢٢٦ق.م. معاهدة يكون هذا النهر بموجبها حدًّا نهائيًّا للنفوذ القرطاجي في الشمال.
  • أبروتونوم Ebrotonom: لم يتم تحديد هذا الموقع ربما كان في تاجوراء أو قصر جفارة أو زواغة. ذكرت ﻫ. س. كاوبر في رحلتها (مرتفع إلاهات الجمال): «إن سكالاكس يقول إنها على مسافة إبحار يومين عن لبدة الكبرى، ولكن بطليموس حدد ذلك الموقع إلى الغرب من أويا (طرابلس)، بينما قال بليني إنه إلى الشرق من تافرا أو غرافارا التي تُعرف عامة بأنها قصر جفارة الحالية، وأبروتونيوم تشخص اليوم عمومًا بزواغة الواقعة مسافة ستين ميلًا إلى الغرب من طرابلس.»
  • أبون أكرا Ippon Akra: مستوطنة ووكالة تجارية فينيقية، اسمها الحالي رأس بن جواد، غرب طرابلس الغرب.
  • أبيلا Abyla: الاسم الفينيقي لمدينة سبتة المقابلة لجبل طارق. كانت محطة مهمة أسسها التجار القرطاجيون في غرب البحر المتوسط.
  • أتروريا Etruria: قبل بروز روما قوةً إقليميةً صاعدةً في المتوسط، سيطر الإغريق على جنوب إيطاليا وجعلوه امتدادًا لحضارتهم، وكان الأتروريون يسيطرون على وسطها لأنه موطنهم القومي ومنشأ الحضارة الأترورية (الأتروسكية)، وما زالت المنطقة الواقعة بين نهري أرنو والتيبر تسمى حتى الآن توسكانيا Tuscany، كما سيطر الأتروريون على نهر بو Bo وساحل كمبانيا، وكانت أتروريا مؤهلة لأنْ تنافس وتبز الإغريق من خلال تحالف مدنها الاثنتا عشرة، فقد أنشأت مدنًا عديدة مثل كايري Caere وتاركويني Tarquinii وفولكي Vulci، وكانت تعتمد على الزراعة والتجارة والتعدين وصياغة الذهب والفضة. ولا تنتمي اللغة الأترورية — كما خلفتها النقوش واللقى الأثرية — إلى اللغات الهندوأوروبية، وما زال أصل الشعب الأتروري مدار جدل كبير بين المتخصصين، ومن المأثور عن هيرودوت أنه يعود بأصولهم إلى آسيا الصغرى التي قدموا منها في القرن الخامس ق.م. ويبرز في مجال الدراسات الأترورية رأيٌ وجيه يثبت أصولهم الشرقية، كما يعود بكلماتهم إلى مقاربة أفروآسيوية، ويمكننا هنا فهم التحالف القرطاجي-الأتروري من هذا الجانب قبل أن تقوم روما الصاعدة بإخضاع أتروريا وتحويلها إلى إقليم روماني.
  • أُتيكا Utica: أقدم المستوطنات الفينيقية في شمال أفريقيا، وما زالت تُعرف بهذا الاسم في تونس إلى الآن، ويعني اسمها: عتيقة. تأسست عام ١١٠١ق.م. على مصب نهر مجردة. عثر فيها على لوحات نذرية وخواتم وجعارين وتمائم ومزهريات ملونة في مدفنين يعودان إلى ما بين القرنين الثامن والرابع ق.م.
  • إجلجلي Igilgili: مستوطنة قرطاجية في الجزائر. جيجلي الحالية.
  • أرسيلا Arsila: أو أرزيلا Arzila. هي مدينة لِكسوس المغربية، وقد تأسست قبل العصر الروماني، وكشفت تنقيباتها عن آثار تعود إلى القرن السابع-السادس ق.م. وتدل على أنها كانت مستوطنة كبيرة، وقد تم إظهار أسس جدرانها ومعبد ومدفنين، وعثر فيها على نقود ونقوش وأوانٍ فخارية. ورَدَت الإشارة إلى لكسوس واللكسيين Lixitae (وهم قوم من الرعاة المزارعين) في نص رحلة حنون.
  • أشولا Acholla: مدينة فينيقية على الساحل التونسي. يُنسب تأسيسها إلى مهاجرين فينيقيين قدموا عن طريق مالطا.
  • أفريقيا الرومانية Roman Africa: بعد تدمير قرطاج والسيطرة على نوميديا استطاعت روما إلحاق شمال أفريقيا بإمبراطوريتها. وأعلنت ولايات أفريقيا الرومانية ويحدها طبيعيًّا الصحراء الكبرى جنوبًا، وجبال الأطلس غربًا، والصحراء الليبية شرقًا، والبحر المتوسط شمالًا. وتتركز في النصف الغربي من ليبيا ومعظم تونس الحاليتين. محاطةً بقورينا الإغريقية شرقًا ونوميديا غربًا. وكانت أفريقيا بالنسبة للإمبراطورية الرومانية تنقسم إلى أربعة أقاليم كبرى: أفريقيا الرومانية، وأفريقيا النوميدية (أفريقيا الجديدة)، ومملكة جوبا الثاني (معظم الجزائر وجزء من المغرب الحاليتين)، وموريتانيا (معظم المغرب وما يقع جنوبها حتى الصحراء)، أي ولايتا موريتانيا الشرقية وموريتانيا الغربية اللتان أسسهما كلوديوس.

    وكانت تونس وطرابلس المنطقتان الأكثر كثافةً بالسكان على نحو لم تصل إليه أي مدينة أخرى، وقد بلغ تقدير الرومان المقيمين في ولايات أفريقيا الرومانية مائتي ألف مستوطن، وقيل إن أربعين في المائة من المتحدثين باللاتينية في العالم كانوا يقيمون في هذه الولايات. ولكن اللغة القرطاجية بقيت هي اللغة الشائعة بين سكان شمال أفريقيا بعد تبعيتها الرومانية، بينما كانت اللاتينية لغة رسمية للولايات. ولم يتغير الوضع سياسيًّا، وربما ديموغرافيًّا، إلا مع بداية الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا.

  • أكرا Akra: مدينة أسسها حنون الثاني (الملك البحار) على ساحل أفريقيا الغربي. وتعني الحد أو النهاية، وتعني الرأس بالاصطلاح الجغرافي.
  • إكنوموس Ecnomus: موقع على ساحل صقلية الجنوبي التقى عنده الجيشان القرطاجي والروماني فدارت بينهما إحدى أكبر المعارك البحرية في التاريخ القديم. انتصر الرومان بقيادة رغولوس Regulus في هذه المعركة انتصارًا ساحقًا، وكانت تلك أول معاركهم البحرية فأخذتهم النشوة بالنصر وأقلعوا من توهم إلى الساحل الأفريقي فوجدوا أنفسهم محاطين بقوات قرطاجية تفوقهم عددًا، ونشبت الحرب بينهم فأسر رغولوس، قائدهم، وكاد الرومان يفنون عن آخرهم في هذه المعركة.
  • أمسا Amsa: مستوطنة قرطاجية صغيرة غرب مدينة مليلية (المغرب) ربما كانت وكالة تجارية للمقايضة الموسمية، أو نقطة مراقبة ساحلية. عثر فيها على أنقاض منازل وآنية فخارية تعود إلى القرن الثالث-الثاني ق.م.
  • أندلس Andalusia: جنوب إيبيريا، توطنه الفينيقيون وأسسوا فيه عدة مستوطنات ومعامل لاستخلاص المعادن، أمَّه القرطاجيون فواصلوا استخلاص المعادن وتصدير المواد الخام إلى معامل قرطاج وصور، وأنشَئوا قرطاج الجديدة أو قرطاجنة Nova Carthage.
  • أوسا Ausa: مستوطنة فينيقية في شمال أفريقيا أسسها إيتوبعل (٨٨٧–٨٥٦ق.م.)، ولم يحدد موقعها بعد.
  • أولبيا Olbia: مدينة في سردينيا احتلها القرطاجيون في القرنين الثالث والثاني ق.م. عثر فيها على مدفن يحتوي على صفوف من جرار حفظ الرماد.
  • أويا Oea: اسم طرابلس الغرب الفينيقي. أسسها فينيقيون في القرن السابع ق.م. قدموا إلى الساحل الليبي عن طريق صقلية واختلطوا بالسكان الأصليين، ولم تسجل الشواهد الأثرية والتاريخية وقوع أي نزاع بين الطرفين.
  • إيبيريا Iberia: شبه الجزيرة التي تضم الآن إسبانيا والبرتغال. عمل الفينيقيون على استكشاف سواحلها والتوغل في أراضيها قبل تأسيس قرطاج، وكانت السفن الفينيقية تتنقل باستمرار من صور وصيدا شرق المتوسط إلى ترشيش الإيبيرية.
  • إيبيزا Ibiza: جزيرة من جزر الباليار الإسباني استوطنها القرطاجيون ٦٥٤ق.م.
  • إيكوسيوم Icosium: مستوطنة قرطاجية نشأت على أنقاضها مدينة الجزائر الحالية، ويبدو أنها كانت مستقلة عن قرطاج، بدليل قطع النقود التي عُثر عليها في هذا الموقع وهي تحمل اسمها، وتعود إلى ما قبل العصر الروماني.
  • بالرمو (بانورما، بانورموس) Palermo (Panorma): الاسم الحالي لمدينة بانورموس، وهي مدينة فينيقية على ساحل صقلية الشمالي منذ القرن الثامن ق.م. ثم أصبحت ضمن النفوذ القرطاجي، إلى أن استعادها الرومان عام ٢٥٤ق.م في أثناء الحرب القرطاجية-الرومانية.
  • بنتليريا Pantelleria: جزيرة على بُعد ٧٠ كيلومترًا من الساحل التونسي، اسمها العربي قَوْصَرة، استوطنها الفينيقيون منذ القرن الثامن ق.م. وهي الآن من الأراضي الإيطالية.
  • بهار Behar: مستوطنة قرطاجية في المغرب، تعود آثارها إلى القرن السادس ق.م.
  • بوستة Busitta: مستوطنة قرطاجية قرب أويا (طرابلس الغرب)، عُثر فيها على مدفن يحتوي على جرار (أمفورات) يزينها رمز تانيت.
  • بونة Bone: من المستوطنات الفينيقية على ساحل تونسي. لا يُعرف تحديدًا زمن إنشائها.
  • بيثيا Pethia: مستوطنة قرطاجية في سردينيا.
  • تبسة Tipasa: مدينة فينيقية النشأة، عثر فيها على مدافن قُدِّر زمنها بالقرن الخامس ق.م. ومقابرها منحوتة في الصخر يعلوها رمز تانيت.
  • تبسوس Tapsos: مدينة فينيقية في تونس، حُدد موقعها برأس ديماس. عُثر فيها على مدفن يعود إلى القرن الرابع ق.م.
  • ترشيش Tarshish: مدينة إيبيرية على مصب نهر الوادي الكبير استوطنها الفينيقيون منذ القرن الثاني عشر ق.م. ثم استوطنها اليونانيون في القرن السابق ق.م. ثم حل بها القرطاجيون وطوروا بناءها ومعامل القصدير التي جعلت منها مدينة بالغة الأهمية في حوض المتوسط.
  • تمودا Tamouda: مستوطنة فينيقية بالقرب من طنجة (المغرب) أظهرت تنقيباتها بقايا أسوار وساحات وشوارع وأحياء تعود إلى القرنين الثاني والأول ق.م.
  • تونس Tunisia: أقام الفينيقيون منذ مطلع الألف الأول ق.م. وكالاتهم ومستوطناتهم في تونس، أي قبل تأسيس قرطاج، وتعتبر أتيكا (العتيقة) وسيرتا من أقدم هذه المستوطنات. وبعد ازدهار قرطاج توسع الوجود الفينيقي في تونس فشمل معظم الساحل خاصةً على الهضاب وبالقرب من الأنهار. ويرى البعض أن اسم تونس يعود إلى تانيت ربة الخصب والنماء.
  • دريبانوم Drepanum: مدينة في جزيرة صقلية على سفح جبل أريكس انتصر فيها القرطاجيون على الرومان عام ٢٣٩ق.م.
  • رأس بون Cape Bon: بنزرت الحالية، توطنها الفينيقيون منذ القرن الرابع ق.م.
  • ربة مدينة (رباط) Rabat Madina: مدينة في مالطا، قد يكون معنى اسمها: ربة المدينة، أو رباط المدينة، وهي تقوم على أنقاض مليتة الفينيقية، ويعتقد أن مالطا قد أخذت اسمها من الاسم القديم لهذه المدينة.
  • رشقون Rashgoun: مستوطنة فينيقية سبقت تأسيس قرطاج، تقع على الساحل الجزائري، وقد أسفرت حفرياتها عن مدفن يحتوي على مئات من المقابر وآنية ومصابيح ومجوهرات وتعاويذ ولوحات نذرية تعود إلى القرن السابع أو السادس ق.م.
  • روسادير Rusaddir: اسمها الحالي مليلية (المغرب). مستوطنة قرطاجية عُثر فيها على مدفن يحتوي على صفوف من جرار حفظ الرماد.
  • روش ملقرت Rosh Melqart: مستوطنة فينيقية على الساحل الجنوبي لجزيرة صقلية. بلاتاني الحالية.
  • سرتا (قِرتا) Cirta: مستوطنة قرطاجية تأسست باسم سريم بتيم، وعندما سيطر عليها النوميديون أطلقوا عليها اسم سرتا (أو قِرتا: القرية)، ثم احتلها الرومان ودُمرت عام ٣١١ بعد أن عمت الثورة أرجاءها. أعاد الإمبراطور قسطنطينوس بناءها، ومنه أخذت اسمها الحالي أي قسنطينة الجزائرية.
  • سردينيا Sardinia: جزيرة إلى الغرب من صقلية. أنشأ فيها الفينيقيون في القرن التاسع ق.م. مستوطنة تجارية ثم سيطرت عليها قرطاج، حاول الإغريق السيطرة عليها إلا أن القرطاجيين، بتحالفهم مع الأتروريين، تغلبوا عليهم عام ٥٣٥ق.م. واستمرت سيطرة قرطاج على هذه الجزيرة حتى بداية الحرب القرطاجية الرومانية منتصف القرن الثالث ق.م.
  • سكسي Sixi: مدينة في جنوب إيبيريا استوطنها القرطاجيون، أطلق العرب عليها اسم المنيقر.
  • سلاميس Salamis: عاصمة جزيرة قبرص القديمة. أسس فيها الفينيقيون مستوطنة ووكالة تجارية وكانوا متنقلين بينها وبين صور باستمرار.
  • سوسة Sousa: الاسم الحالي لمدينة حضرموت القرطاجية. وتقع في تونس. ازدهرت بعد القرن السادس ق.م. وعثر فيها على عدة لوحات نذرية.
  • سولسيس Sulicis: جزيرة في الجنوب الغربي من سردينيا، توطنها الفينيقيون ثم عهدوا بها إلى القرطاجيين. هي الآن سانت أنطونيو.
  • سولونتو Solunto: مدينة على الشاطئ الشمالي من صقلية. توطنها الفينيقيون منذ القرن الثامن ق.م. وهي بالقرب من بغيريا الحالية.
  • سيدي عبد السلام Sidi ‘bdassalam: مدينة مغربية على أنقاض مستوطنة قرطاجية تأسست في القرن الأول ق.م. عثر فيها على مدفن ولُقى أثرية، ويعود البعض بزمن إنشائها إلى القرن الخامس ق.م. ولا يُدرى اسمها القرطاجي.
  • صبراتة Sabrata: مدينة تقع غرب طرابلس، وهي إحدى المدن الثلاث في كلمة Tripolis الدالة على طرابلس. أسسها الفينيقيون، أسماها الإغريق أبروتونس Abrotones. تدل الآثار على وصول الفينيقيين إلى صبراتة منذ القرن الخامس ق.م.
  • صقلية Sicily: استوطن الفينيقيون هذه الجزيرة منذ نهاية الألف الثانية ق.م. وأنشَئوا فيها المدينة التي تقع على أنقاضها الآن مدينة سيلينونتي. وقد سيطر الإغريق بعد ذلك على الجزء الشرقي من جزيرة صقلية بزعامة سيراكوزا، بينما سيطر القرطاجيون على جزئها الغربي.
  • طرابلس Tripolis: يعني اسمها المدن الثلاث، أي أويا ولبدة وصبراتة، وكان الاسم يعني الإقليم الغربي من ليبيا الحديثة، ثم اقتصر على مدينة طرابلس المعروفة.
  • طنجة Taingis: عاصمة موريتانيا الغربية، تميزت بصلاتها التجارية مع المواقع القرطاجية في إيبيريا. كان من المعتقد أنها أُنشئت في العصر الروماني، إلا أن التنقيبات كشفت عن نقود تحمل اسمها على شكل: طنج، مما يدل على أنها كانت تتمتع بالاستقلال في عصر قرطاج.
  • غوانش Guanches: سكان جزر الخالدات (الكناري) الأصليين. تعود أصولهم إلى شمال أفريقيا، وتشير الدراسات إلى أنهم توطنوا تينيريف وبقية الجزر أثناء مواكبتهم الفينيقيين في القرن السادس ق.م.
  • قادش Gadesh: يعود استيطان الفينيقيين قادش إلى أواخر القرن الثاني عشر ق.م. أي قبل تأسيس واستيطان قرطاج بعدة قرون.
  • قِراوس (جزيرة) Cyrauis Island: جزيرة، روى هيرودوت في تاريخه العام (الكتاب الثالث) أن القرطاجيين هم مصدر خبرها، تقع إلى الشمال من موطن قبيلة الغِزانت Gyzantes، يبلغ طولها حوالي خمسة وعشرين ميلًا، ولكنها قليلة العرض، ويمكن الوصول إليها من البر سيرًا على الأقدام، كما أنها مليئة بأشجار الزيتون وشجيرات العنب. وفي هذه الجزيرة بحيرة يُستخرج منها القار.
  • قرطاج Carthage: تأسست قرطاج في٧٥٠ ق.م وفقًا لأقدم اللُّقى الفينيقية في محيطها، ولكن التاريخ الأكثر تداولًا يجعل نشأتها في ٨١٤ق.م، ويعادل الباحثون هذا التاريخ بنزول عليسة على الساحل التونسي، وهو تاريخ منقول عن المؤرخ تيماوس دون دليلٍ أثري يثبته، سوى ما تذكره المصادر الكلاسيكية من أنها تأسست قبل الأولمبياد الأول بثمانية وثلاثين عامًا، وقد أقيم الأولمبياد الأول عام ٧٧٦ق.م. بما يعادل التاريخ المذكور (أي ٨١٤). وربما يشير هذا التاريخ إلى مبدأ الاستيطان، دون تأسيس المدينة، حيث لم يتم العثور في هذه المنطقة على أثر فينيقي يعود إلى ما قبل ٧٥٠ق.م. وقد كان إنشاء مدينة أقرب إلى أن يكون طقسًا دينيًّا وسياسيًّا يقوم بتنفيذه ملك أو زعيم، ومن المعروف أن الرومان مثلًا كانوا يتبعون في ذلك خطوات محددة تعود إلى أصول أترورية وتبدأ بأن يُوثِق المؤسس ثورًا وبقرة يجرَّان محراثًا برونزيًّا يعين به الخط الذي يحد مكان التأسيس Pomoerium ويعتبر خطًّا مقدسًا، وفي حكاية تأسيس قرطاج ما يشبه هذا الطقس، أو أن المؤسسين اتبعوا هذه الخطوات. وقد تحولت قرطاج إلى مدينة جديدة (يوحي بذلك اسمها الفينيقي: قرت حدشت) وحلت في دورها التجاري والاقتصادي محل أُتيكا وغيرها من المدن الممتدة على الساحل الجنوبي من البحر المتوسط. ويبدو أن أحد مصادر ثرائها الأساسية كانت ما تستخلصه من معادن من إيبيريا، وما تجلبه من ذهب وأحجار كريمة وعاج من أفريقيا، بالإضافة إلى غلالها ومنتوجاتها الزراعية، فاستطاعت بذلك أن تغزو أسواق حوض المتوسط، وأن تسيطر على جزره واحدة إثر الأخرى فتمكنت من الاستحواذ على جزر الباليار ومالطا وبانتيليريا وكورسيكا والجزء الغربي من صقلية، كما تحالفت مع أتروريا ضد روما (أدى هذا إلى تحالف الإغريق مع الرومان، وحوصر الأتروريون حتى تمكن الرومان من ضمان ولائهم)، وقد فرضت قرطاج على أسواق الجزر والمدن الخاضعة لها ضرائب ومكوس محددة، ولكنها دافعت عنها أيضًا بحكم تبعيتها لقرطاج التي تحولت شيئًا فشيئًا إلى إمبراطورية متوسطية. وكانت تجمع في السنة الواحدة من الضرائب ما قُدر بنحو ١٢٠٠٠ تالنت، أي أكثر مما كانت تجبيه أثينا بعشرين ضعفًا. كما استطاعت بسط نفوذها على ما يليها شرقًا حتى حدود قورينا، وقد أصبحت المدن الثلاث (صبراتة، أويا، لبدة) ضمن حدود الإمبراطورية القرطاجية في نهاية القرن الخامس وبداية القرن الرابع ق.م.

    استطاعت قرطاج — بحكم دورها التجاري البحري الكبير — أن تؤسس أكبر ميناء في المتوسط، وكان مستديرًا محاطًا بأعمدة بلغ عددها ٤٤٠ عمودًا، كما كان متصلًا بالسوق المركزية المكتظة بالحوانيت والمتاجر، مزينًا بتماثيل ونصب فينيقية وإغريقية، وتؤدي شبكة الشوارع المحيطة به إلى دوائر قرطاج الحكومية. بينما كانت دور الإقامة والسكن تلي هذه الدوائر وكان بعضها يعلو بستة طوابق، وكانت في معظمها تشكل محيطًا على ربوة بيرصا التي يعلوها معبد أشمون. وكانت مدينة قرطاج بأسرها محاطة بسور من جهة البر يرتفع لخمس وأربعين قدمًا، ترتفع في زواياه أبراج المراقبة، وتؤدي بواباته الرئيسية إلى فضاءٍ يسع أربعة آلاف حصان وثلاثمائة فيل وعشرين ألف رجل. أما خارجه فكانت تنتشر المزارع والضياع المنظمة بحسب غلتها الزراعية وفواكهها، يليها الحظائر والمراعي.

    ولا يبدو أن العلاقة التجارية والسياسية بين قرطاج وصور قد توقفت إلا بعد دخول الأشوريين إلى مدن فينيقيا، ومع انحسار النفوذ الفينيقي في حوض المتوسط ازداد نفوذ قرطاج فازدهرت وتوسعت مستوطناتها مما أدى إلى نشوب الصراع بين اليونانيين والقرطاجيين الذين سعوا إلى أن يبسطوا سيطرتهم على صقلية والمدن الساحلية وما حولها، وقد خشيَت قرطاج أن يتقدم الإسكندر المقدوني إلى غرب شمال أفريقيا، إلا أنه تراجع بعد زيارة واحة سيوة التي عمَّده فيها الكهنة ابنًا للإله آمون، فأمِنت قرطاج غزو المقدونيين، وعادت من جديد لبسط سيطرتها على جزر المتوسط ومدنه الساحلية.

    بعد دمار قرطاج لم يتبقَّ شيء مما كتبه المؤرخون القرطاجيون، لأن نصوصهم نُقلت، وقد تُرجم بعضها إلى اليونانية أو اللاتينية، ويذكر أن سالوست Sallust وجوبا Juba قد استعانا بها، إلا أننا لا نعرف شيئًا في الوقت الحالي عن المؤرخين القرطاجيين الذي صنفوا هذه الكتابات.
  • قيصرية Caesarea: المدينة الرئيسية في موريتانيا الشرقية، كانت تتميز بمينائها الدائب الحركة، ويقطنها أكثر من مائة ألف نسمة. أدخل عليها جوبا الثاني تحسينات على الطراز الهيليني، وكان مهتمًّا بالفنون والمعمار، وعاشت عصرها الذهبي في عهده.
  • كركر (قصر) Karkar Palace: موقع بالقرب من مصراتة (غرب ليبيا) سجل الرحالة في القرن التاسع عشر عثورهم فيه على أنصاب نُقشت عليها أشكال مختلفة من رمز تانيت.
  • كركس Carax: منطقة في ليبيا بين المستوطنات الإغريقية والقرطاجية، كانت أشبه بمنطقة التجارة الحرة، وفيها يقايض التجار النبيذ القرطاجي الطرابلسي بالسلفيوم الإغريقي القوريني.
  • كعام Cinpe: وادٍ قرب لبدة، عرف باسم نهر كنبس، كانت قبيلة مكاي تتوطن أو ترعى حوله. أنشأ فيه الفينيقيون صهاريج مياه عذبة، كانت مستخدمة طوال الفترة الرومانية. حاول ملك إسبرطة دفع المهاجرين إلى التوطن بقربه، ولم ينجح، حيث يروي هيرودوت أن ابن ملك إسبرطة، ويُسمى دوريوس، غضب بعد انتقال العرش إلى أخيه كليومينس، المختل، فجمع حوله الإسبرطيين واتجه إلى سواحل ليبيا فأسس مستوطنة تدعى نثابوليس (أي المدينة الجديدة) على نهر كنِبس (وادي كعام) عام ٥١٤ق.م. ولكن قبيلة المكاي نجحت بمساعدة القرطاجيين في طرده بعد ثلاث سنوات.
  • لبدة Leptis: مدينة فينيقية الأصل، تقع شرق طرابلس، يعود تاريخها إلى بداية الألف الأولى ق.م. ثم توطنها الرومان. ورَد اسمها في بعض النقوش بصيغة لبقي Lbqy، وفي صيغة أخرى: لبتي Lpti، ثم أخذوا الصيغة الرومانية: لِبْكِسْ Lepcis ثم أضافوا لها لفظ الكبرى Magna، وعُرفت باسم: لبدة الكبرى Leptis Magna، بسبب ازدهارها، وتمييزًا لها عن لبدة الصغرى، وهي مستوطنة فينيقية تقع بالقرب من قرطاج. ويعود اسم لبدة في بعض الآراء إلى اسم قبيلة لواتة القديمة، الذي يرِد أحيانًا بصيغة: لباتة. كما كانت قبيلة مكاي التي امتهنت الرعي والزراعة تعيش بالقرب من موقع لبدة. وكان أول إنزال القوات الرومانية على ساحل لبدة عام ١٠٦ق.م إلا أنها احتفظت بدستورها القرطاجي طوال العصر الروماني. نلاحظ أن الأعمدة الرخامية التي كانت تُقيم منشآت ومباني لبدة قد تم السطو عليها وتهريبها إلى الدول الأوروبية خلال القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين، ومنها التي نُقلت إلى باريس في القرن الثامن عشر واستُعملت في بناء كنيسة سان جرمان دي بري (صحيفة The Nation، نيويورك، م ٢٧، العدد ٦٨٣، ١٨٧٨م)، والأعمدة التي أهداها باشا طرابلس وعددها ٣٧ عمودًا إلى ملك بريطانيا (كاوبر، مرتفعات. ص١٨٦)، والأعمدة التي نُقلت تباعًا إلى إيطاليا منذ بدء الاحتلال عام ١٩١١م.
  • لمطة Lamta: الاسم الحالي للبدة الصغرى Leptis Minor في تونس. كانت من المدن القرطاجية النشطة، وكانت تدعم خزانة قرطاج بحوالي ٣٦٥ وزنة. عُثر فيها على مقابر منحوتة في الصخر على الطريقة الفينيقية القديمة.
  • ليبيا Libya: لم تُعرف ليبيا بحدودها الحالية إلا بعد الاحتلال الإيطالي الذي بدأ عام ١٩١١م. أما أول نص ترِد فيه كلمة ليبيا فقد كان نصًّا مصريًّا قديمًا يدل على قبائل ريبو (ليبو) التي كانت تعيش إلى الغرب من وادي النيل، كما نجده في صيغة لوبيم في العهد القديم (التوراة) دلالةً على سلف من الأسلاف يراد به جد الليبيين، والأرجح أن هذا الاسم قد تم التعرف على دلالته المشوشة من خلال المصريين. إلا أننا نعثر على هذا الاسم في نقوش فينيقية عُثر عليها في طرابلس وتونس بصيغة: لوبي، ليبت، ويدل غالبًا على السكان الليبوفينيقيين، ولا يتضمن دلالة جغرافية. ومن الآراء المرجحة أن اسم لبدة كما ورد في النقوش الفينيقية، أي لبقي Libqy، يعود إلى نفس الجذر. أما في كتابات المؤرخين الإغريق، فقد جعل هيرودوت اسم ليبيا دلالةً على قارة من قارات العالم الثلاث: ليبيا، أوروبا، آسيا. ثم خُصصت للدلالة على شمال أفريقيا، واستخدمت الكلمة أيضًا للتعبير عن الجزء الذي استوطنه الإغريق من أفريقيا في القرن السابع ق.م. (قورينا وما حولها، غرب وادي النيل)، وقد استخدم فرجيل في ملحمته (إنياذة) تعبير أرض ليبية وكلمة ليبيا بمعنى شمال أفريقيا، وفي العصر الروماني تقلصت حدود ليبيا لتعني قورينا ومنطقة نفوذها، بينما كان الرومان يسمون السكان الذين يعيشون غرب قورينا باسم أفري، ويسمون بلادهم: أفريقيا، وربما كان الأصل في هذه الكلمة اسم قبيلة أفري التي كانت تعيش آنذاك جنوب تونس الحالية. ومنذ القرن الأول الميلادي عاد اسم ليبيا عند الرومان ليعني قارة أفريقيا، إلا أن التمييز بين القارة وبين شمالها أصبح واضحًا لديهم، وأصبح العالم منذ أن كتب المؤرخ سالوست كتابه «الحروب اليوغرطية» مقسمًا إلى ثلاث قارات هي: أفريقيا، وأوروبا، وآسيا. ولم يعد لكلمة ليبيا معناها القاري الأول. وفي القرن السادس الميلادي أورد المؤرخ كوريبوس في كتابه «الحروب الليبية» اسم ليبيا ويعني به شمال أفريقيا، أو غرب وادي النيل، إلا أنه يستعمله أيضًا بالمعنى القديم نفسه أي القارة. وقد ظهر اسم ليبيا بصيغة أخرى هي: لوبيا، لدى المؤرخين العرب كابن عبد الحكم وخرداذبة بمعنى كورة من كور غرب مصر، وأحيانًا بدلالة مشوشة، لكنهم يتفقون جميعًا على أن لوبيا تقع غرب وادي النيل.
  • ليبيا وراء أعمدة هرقل Beyond the Pillars of Heracles: لم يشر هيرودوت في تاريخه إلى رحلة حنون حول الأرجاء الليبية، وراء أعمدة هرقل، إذ من الثابت أنه لم يطَّلع على الترجمة اليونانية من نص هذه الرحلة التي كُتبت في الأصل باللغة القرطاجية ووضعت في معبد بعل حمون، والأرجح أن هيرودوت مات بُعيد الرحلة مباشرةً، إلا أنه أشار في تاريخه (الكتاب الثالث) إلى أن القرطاجيين اعتادوا السفر إلى تلك الأرجاء، كما في هذه القصة: «يحدثنا القرطاجيون أنهم يتاجرون مع شعب يعيش في منطقة ليبية تقع وراء أعمدة هرقل، وهم عندما يصلون تلك البلاد يفرغون بضائعهم ويعرضونها عرضًا جميلًا على الشاطئ ثم يرجعون إلى سفنهم ويرفعون إشارة من الدخان. وعندما يرى الأهالي الدخان ينزلون إلى الشاطئ حيث يضعون كمية معينة من الذهب كبديل للبضائع ثم ينسحبون مبتعدين مسافة معينة عن الشاطئ. آنذاك يعود القرطاجيون إلى الشاطئ ليلقوا نظرة على الذهب، فإذا رأوا أنه ثمن معقول لبضائعهم حملوه وأقلعوا، أما إذا رأوا أنه أقل قيمةً من بضائعهم فإنهم يعودون إلى سفنهم ثانيةً، وينتظرون هناك، فيرجع الأهالي ويضيفون كمية جديدة إلى الذهب حتى يرضى القرطاجيون. والطرفان في هذه الحالة يتحليان بأمانة مطلقة، فالقرطاجيون لا يلمسون الذهب قبل أن يوافقوا على أنه مساوٍ في القيمة للبضائع التي عرضوها للبيع، والأهالي لا يلمسون البضائع إلا بعد أن يكون القرطاجيون قد حملوا الذهب وأقلعوا.»
  • مالطا Malta: استوطن الفينيقيون جزيرة مالطا وأسسوا فيها وكالاتهم التجارية ومراكز ترميم وإصلاح السفن منذ القرن الثامن ق.م. ويعود اسم مالطا إلى مليتة الكنعانية.
  • نوميديا Numedia: نشأت مملكة نوميديا بعد نشوء قرطاج. وقد حكمها مسينسا حوالي ستين سنة. تحالف مسينسا مع روما التي خاضت معركة زاما الفاصلة وأجبرت قرطاج المنهكة من هذه الحرب على القبول بشروطها، وكان من بين هذه الشروط تنازلها عن أقاليم نوميديا التي ألحقتها بقرطاج. وقد طمع مسينسا في أن يمد حدود مملكته إلى طرابلس، فتقدم بقواته إلى سهل جفارة، ولكن قرطاج استطاعت إعادة تكوين جيشها والدفاع عن المدن الثلاث، فقررت روما إرسال لجنة برئاسة عدو قرطاج اللدود وهو سيبيو لفضِّ النزاع، وقررت اللجنة أن تقوم قرطاج بالتنازل عن المدن الثلاث على أن تنال تعويضًا في المقابل، وهو ما لم تقبل به قرطاج، فعادت نوميديا إلى شن حرب لم تكن قرطاج المنهكة بسبب حربها مع الرومان مستعدة لها، ولكنها أُجبرت على الدفاع عن نفسها، الأمر الذي رأت فيه روما إخلالًا بالشرط الذي تعهدت به، وهو عدم الدخول في أي حرب إلا بعد إعلام روما بذلك وموافقتها، واتخذت روما ذلك ذريعة لشن حرب جديدة على قرطاج قضت عليها نهائيًّا. وبانتصارها على قرطاج استطاعت روما إخضاع نوميديا التي انتهت سياسيًّا بانتهاء قرطاج. ومات مسينسا عام ١٣٩ق.م. فقسم الرومان أقاليم نوميديا بين أبنائه، ولكن أحد أبنائه وهو مقيبا (أو مسيبا) تمكن فيما بعد من إعادة توحيد هذه الأقاليم للنهوض بنوميديا من جديد، لكنها عادت إلى الانقسام بعد موته بين ابنَيه وهما أذربعل وهمبسل وابن أخيه يوغرطا.
  • هبو أكرا Hippo Acra: من المستوطنات الفينيقية على ساحل تونس. لا يُعرف تحديدًا زمن إنشائها.
  • يول Jol: هي مستوطنة قرطاجية في الجزائر، عُثر فيها على آثار قليلة متأخرة الزمن.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤