كوسة

طلبَتْ أمي أن أشتري لها أُقَّتين كوسة. لم أكن أعرف الفرق بين أنواع الخُضَر. صحبت صديقي عادل الصبروتي إلى شارع الميدان.

كان الوقت ظهرًا، وثمة — أمام الدكان أول شارع وكالة الليمون — زحام ونداءات وصيحات وروائح متداخلة، ويترامى من راديو المقهى المجاور صوت محمد عبد الوهاب:

مين عذبك بتخلصه مني.

تناول عادل «بقوطي» وبدأ في اختيار ثمار الكوسة.

همس في أذني: ساعدني في قطع رءوس الكوسة ليخف وزنها.

فاجأ البائع انشغالنا بما نفعل. أمسك بثمرة يتساقط منها ما يشبه الصمغ، وقال في لهجة مشفقة: انظروا كيف تبكي من أذيتكم لها.

وأعاد الثمرة إلى موضعها: حتى الأغنية تعيب فعلتكم!

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤