الجسد

عدت إلى بيت عمتي ذات مساء. رويت للجارة أم فاروق (الاسم مستعار) عن الفيلم الذي شاهدته في سينما الأهلي؛ اسمه «الجسد»، بطولة هند رستم. المشاهد الصريحة والموحية، والعبارات المكشوفة، والهمسات، والغمز بالعين، والإشارة باليد، والمعاني التي يصنعها الخيال.

قالت أم فاروق، التي كانت تكبرني بأكثر من عشرة أعوام: تلاقي نفسك في واحدة تمثل معاها فيلم زي اللي شفته.

ومسَّدَت ركبتي براحة يدها: عمك فرج — زوجها — ورديته بالليل، باكون متضايقة لوحدي. لو لقيت نفسك صاحي ابقى خبَّط عليَّ.

عبرت المسافة — على أطراف أصابعي — بين شقة عمتي والشقة المقابلة. نقرت الباب بطرقات هامسة.

طالعتني أم فاروق: ملامح زنجية، وشعر أكرت منكوش، وعينان تخالط الحمرة بياضهما، وترتدي قميص نوم أسود، مطرز بالدانتيلا، يصل إلى فوق الركبتين.

أقعدتني على الكنبة في واجهة الصالة.

مالت عليَّ بأعلى صدرها تهُم بتقبيلي.

تراجعت إلى الوراء، وأنا أضع يدي بين شفتيَّ وشفتيها.

قالت: مالك؟

– أبدًا … أنا ماشي.

كانت صورة الجنس أمامي ضبابية، ولم أكن أعرف حتى الاختلافات الفسيولوجية بين الرجل والمرأة.

مضيت ناحية الباب، وصوتها المدندن يلاحقني بسخرية:

حود من هنا … وتعال عندنا،
ياللا انا وانت … نحب بعضنا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤