أمل حياتي

قال الطبيب: لا أمل.

داخلني عاملان: تَوْقي لأن أصبح أبًا، وإشفاقي الدائم من تحمل مسئولية الآخرين. ولأن ظروفي المادية لم تكن تتيح لي الأبوة التي أريدها، ولا لأبنائي المحتمَلين، ما يجب أن أوفره لهم من رعاية، فقد أعددت نفسي لتقبل الحياة بلا أبناء، وتصورت أن هذا هو ما أعدَّتْ زوجتي نفسها لتقبُّله.

في زيارة إلى الطبيب للسؤال عن ظواهر مرضية شكَتْ منها زوجتي، قال الطبيب في بساطة: مبروك … المدام حامل.

ارتبك المستقِر، واختلطت التوقعات. وحين وُلدت ابنتي، لم أكن أعددت نفسي لاختيار اسمها. أهملت الأمر حتى نبهتني الحكيمة في مستشفى الدكتور فؤاد رخا، المطلة على ميدان روكسي: المفروض أن تبلغ المستشفى مكتب الصحة باسم المولودة.

بدا الاختيار صعبًا في ارتباكات اللحظة. تناهى — من النافذة — صوت أم كلثوم: أمل حياتي، أشهر الأغنيات في ذلك العام.

قال الممرض: أمل … لماذا لا يكون هذا هو الاسم؟

تبادلنا — زوجتي وأنا — النظرات.

وابتسمنا.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤