أَبُنَيَّ دُونَكَ عَبْرَتِي وَتَنَهُّدِي

Wave Image
أَبُــنَــيَّ دُونَــكَ عَــبْــرَتِـي وَتَـنَـهُّـدِي
كَـمَـدًا عَـلَـيْـكَ فَـكَـمْ أُعِـيـدُ وَأَبْتَدِي
أَبُـنَـيَّ طَـالَ بِـكَ الـسَّـقَـامُ فَـلَـيْـتَنِي
أَفْـــدِيــكَ لَــوْ وَلَــدٌ بِــوَالِــدِهِ فُــدِي
أَبُــنَــيَّ مَــا بِـيَـدِي لِـمِـثْـلِـكَ حِـيـلَـةٌ
لَــكِــنْ أَمُــدُّ إِلَــى ابْــنِ آمِــنَـةٍ يَـدِي
إِنْ ضَاقَ بِي وَبِكَ الْخِنَاقُ فَلَمْ يَضِقْ
عَـنِّـي وَعَـنْـكَ عَـرِيـضُ جَـاهِ مُـحَمَّدِ
ذَاكَ الْـغِـيَـاثُ الْـمُـسْـتَـغَـاثُ بِهِ الَّذِي
لَــوْلَاهُ مَــا كَــانَ الْــوُجُـودُ بِـمُـوجَـدِ
ذَاكَ الْــمُــتَــوَّجُ بِــالْـمَـهَـابَـةِ وَالْـعُـلَا
شَـمْـسُ الـنُّـبُـوَّةِ عِـصْـمَةُ الْمُسْتَرْشِدِ
هُــوَ غَــيْــمُ مَــرْحَـمَـةٍ يَـمُـدُّ ظِـلَالَـهُ
وَيَــفِــيــضُ نَــائِــلَــهُ لِــكُـلِّ مُـوَحِّـدِ
هُـوَ صَـاحِـبُ الْأَحْكَامِ وَالْحِكَمِ الَّتِي
طَـلَـعَـتْ طَـلَائِـعُـهَـا هُـدًى لِـلْمُهْتَدِي
قَــمَـرٌ تَـسَـلْـسَـلَ مِـنْ ذُؤَابَـةِ هَـاشِـمٍ
فِـي الـسِّـرِّ مِـنْـهَـا وَالْصَّرِيحِ الْأَمْجَدِ
مَـلَأَتْ مَـحَـامِـدُهُ الـزَّمَـانَ وَأَسْرَعَتْ
شُــهُـبُ الـنَّـجَـاةِ لِـمُـغْـوِرٍ وَلِـمُـنْـجِـدِ
رَؤُفٌ بِأُمَّـــتِـــهِ رَحِــيــمٌ مُــشْــفِــقٌ
مُـــتَــعَــطِّــفٌ بِــالْــوُدِّ لِــلْــمُــتَــوَدِّدِ
نَـرْجُـوهُ فِـي الـدُّنْـيَـا لِـنُـجْـحِ مُرَادِنَا
وَنَـلُـوذُ مِـنْـهُ إِلَـى الـشَّـفَاعَةِ فِي غَدِ
وَهُـوَ الَّـذِي مِـنْ قَابِ قَوْسَيْنِ انْتَهَى
فِـي الْـقُـرْبِ يَـفْـتَـحُ كُلَّ بَابٍ مُوصَدِ
وَلَـهُ الْـفَـضِـيـلَـةُ وَالْـوَسِـيـلَـةُ رِفْـعَةً
وَالْـفَـضْـلُ وَالـزُّلْـفَـى وَصِدْقُ الْمَقْعَدِ
وَالـرُّسْـلُ تُـحْـشَـرُ تَـحْـتَ ظِلِّ لِوَائِهِ
وَتَــؤُمُّ كَــوْثَــرَهُ الْــهَــنِــيَّ الْــمَــوْرِدِ
جَــبَـلٌ نَـلُـوذُ مِـنَ الْـخُـطُـوبِ بِـعِـزِّهِ
وَبِـهِ نَـصُـولُ عَـلَـى الزَّمَانِ الْمُعْتَدِي
جَـعَـلَ الـصَّـنَـائِـعَ فِي الرِّقَابِ قَلَائِدًا
وَبَـنَـى الْـمَـحَامِدَ فِي عِرَاصِ الْفَرْقَدِ
يَــتَــوَسَّــلُ الْـمُـتَـوَسِّـلُـونَ بِـجَـاهِـهِ
فَــيَــرُدُّ عَــنْــهُـمْ كُـلَّ خَـطْـبٍ أَنْـكَـدِ
جَــادَ الْــغَــمَـامُ عَـلَـى رُبَـاهُ إِلَـى رُبَـا
سَــلْــعٍ فَــمَــا وَالَـى بَـقِـيـعَ الْـفَـرْقَـدِ
وَسَــقَـى جَـوَانِـبَ رَوْضَـةٍ قُـدْسِـيَّـةٍ
مَـحْـرُوسَـةٍ فِـي ظِـلِّ ذَاكَ الْـمَـسْجِدِ
فَــهُــنَـاكَ أَرْوَاحُ الـنُّـفُـوسِ عَـوَاكِـفٌ
شَــغَــفًــا بِأَحْــمَــدَ ذَائِـبَـاتُ الْأَكْـبُـدِ
طُـوبَـى لِـطَـيْـبَـةَ حَـيْـثُ حَلَّ بِرَبْعِهَا
شَـمْـسُ الْفَخَارِ فَفَاقَ شَمْسَ الْأَسْعَدِ
نَـزَلَ الْـمَـكَـانَ فَـكَـانَ مُـحْـتَـرَمًـا بِـهِ
وَمَـحَـا الْـفَـسَـادَ، فَـسَـادَ كُـلَّ مُسَوَّدِ
عَــلَــمٌ تَـظَـلَّـلَ بِـالْـغَـمَـامَـةِ وَارْتَـوَى
مِــنْ ذَلِـكَ الـضَّـرْعِ الْأَجَـدِّ الْـجَـلْـمَـدِ
وَالْـجِـذْعُ حَـنَّ لَهُ وَسَبَّحَتِ الْحَصَى
فِـي كَـفِّـهِ نَـصَّ الـحَـدِيـثِ الْـمُـسْنَدِ
هُـوَ عُـدَّتِـي هُـوَ عُمْدَتِي هُوَ ذُخْرَتِي
هُـوَ نُـصْرَتِي هُوَ مُنْقِذِي هُوَ مُنْجِدِي
يَـا سَـيِّـدَ الـثَّـقَـلَـيْـنِ كُـنْ لِي مُسْعِدًا
فَـالـدَّهْـرُ يَـا مَـوْلَايَ لَـيْـسَ بِمُسْعِدِي
هَـذَا سَـمِـيُّـكَ أَحْـمَـدٌ قَـلِـقُ الْـحَـشَـا
أَتَــرَاكَ تَـغْـفُـلُ عَـنْ سَـمِـيِّـكَ أَحْـمَـدِ
أَلَـــمٌ أَلَــمَّ بِــهِ فَــقَــطَّــعَ بِــالْــبُــكَــا
كَـبِـدِي وَظَـنِّـي فِـيكَ غَايَةُ مَقْصِدِي
فَــاسْأَلْ لَـهُ الـرَّحْـمَـنَ نَـظْـرَةَ رَاحِـمٍ
بِـشُـمُـولِ عَـافِـيَـةٍ وَعَـفْـوٍ سَـرْمَـدِي
وَأَجِــرْ بِــهَــا عَــبْـدَ الـرَّحِـيـمِ بَـرَاءَةً
مِــنْ حَــرِّ نَــارِ جَــهَــنَّــمَ الْـمُـتَـوَقِّـدِ
وَعَـلَـيْـكَ صَـلَّـى الـلـهُ مَا هَبَّ الصَّبَا
مِـنْ طِيبِ طَيْبَةَ عَنْ شَذَا النَّدِّ النَّدِي
وَعَـلَـى صَـحَـابَتِكَ الْجَمِيعِ وَكُلِّ مَنْ
وَالَاكَ يَـشْـهَـدُ حُـسْـنَ ذَاكَ الْـمَـشْـهَدِ

عن القصيدة

  • مناسبة القصيدة: كان ولدُ الشاعر مريضًا، فقال الشاعر هذه القصيدة في النبي (صلى الله عليه وسلم)، فشفاه الله تعالى.
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الكامل
  • عصر القصيدة: المملوكي

عن الشاعر

ستُتاح معلومات عن هذه الشخصية قريبًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤