أَمِنْ حَدَثِ الْأَيَّامِ عَيْنُكَ تَهْمُلُ

Wave Image
أَمِــنْ حَــدَثِ الْأَيَّــامِ عَــيْــنُــكَ تَـهْـمُـلُ
وَتَـبْـكِـي عَلَى صَخْرٍ وَفِي الدَّهْرِ مَذْهَلُ
أَلَا مَــنْ لِــعَــيْــنٍ لَا تَــجِــفُّ دُمُــوعُـهَـا
إِذَا قُــلْــتُ تَـرْقَـا تَـسْـتَـهِـلُّ فَـتُـخْـضِـلُ
عَـلَـى مَـاجِـدٍ ضَـخْـمِ الـدَّسِـيـعَـةِ بَارِعٍ
لَـــهُ سَـــوْرَةٌ فِــي قَــوْمِــهِ لَا تُــحَــوَّلُ
فَــمَــا بَــلَــغَــتْ كَــفُّ امْــرِئٍ مُـتَـنَـاوِلٍ
بِـهَـا الْـمَـجْـدَ إِلَّا حَـيْـثُ مَـا نِلْتَ أَطْوَلُ
وَمَـا بَـلَـغَ الْـمُـهْـدُونَ فِـي الْقَوْلِ مِدْحَةً
وَإِنْ أَطْــنَــبُـوا إِلَّا الَّـذِي فِـيـكَ أَفْـضَـلُ
وَمَا الْغَيْثُ فِي جَعْدِ الثَّرَى دَمِثِ الرُّبَى
تَــبَــعَّــقَ فِــيــهِ الْــوَابِــلُ الْــمُــتَــهَــلِّلُ
بِــأَفْـضَـلَ سَـيْـبًـا مِـنْ يَـدَيْـكَ وَنِـعْـمَـةً
تَــعُــمُّ بِـهَـا بَـلْ سَـيْـبُ كَـفَّـيْـكَ أَجْـزَلُ
وَجَــارُكَ مَــحْــفُــوظٌ مَــنِـيـعٌ بِـنَـجْـوَةٍ
مِــنَ الــضَّــيْــمِ لَا يُــبْــزَى وَلَا يَــتَـذَلَّلُ
مِــنَ الْــقَــوْمِ مَــغْــشِـيُّ الـرِّوَاقِ كَـأَنَّـهُ
إِذَا سِــيــمَ ضَــيْــمًــا خَــادِرٌ مُـتَـبَـسِّـلُ
شَــرَنْــبَــثُ أَطْــرَافِ الْــبَـنَـانِ ضُـبَـارِمٌ
لَـهُ فِـي عَـرِيـنِ الْـغِـيـلِ عِـرْسٌ وَأَشْـبُلُ
هِــزَبْــرٌ هَـرِيـتُ الـشِّـدْقِ رِئْـبَـالُ غَـابَـةٍ
مَـخُـوفُ اللِّـقَـاءِ جَـائِـبُ الْـعَـيْـنِ أَنْجَلُ
أَخُـو الْـجُـودِ مَعْرُوفًا لَهُ الْجُودُ وَالنَّدَى
حَــلِــيــفَــانِ مَـا قَـامَـتْ تِـعَـارُ وَيَـذْبُـلُ
بَـــعِـــيــدٌ إِذَا خَــاشَــنْــتَــهُ مُــتَــوَعِّــرٌ
قَــرِيــبٌ إِذَا سَــاهَــلْــتَــهُ مُــتَــسَــهِّـلُ

عن القصيدة

  • غرض القصيدة: الرثاء
  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الطويل
  • عصر القصيدة: الجاهلي

عن الشاعر

الخنساء: هي صحابيةٌ وشاعرةٌ مُخضرَمة؛ حيث أدركت أواخرَ عصر الجاهلية وبدايةَ ظهور الإسلام، وهي تُعدُّ من أشهر النساء في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي)، وكانت قصائدُها ذائعةَ الصِّيت وانتشرت في مختلِف أرجاء البلاد.

هي «تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد»، وقد لُقِّبت ﺑ «الخنساء» لصِغَر حجم أنفها وارتفاع أرنبته. وُلِدت عام ٥٧٥م، وهي تنتمي ﻟ «آل الشريد»، وهم ساداتُ العرب وأشرافُهم وملوكُ قبيلة «بني سليم» في الجاهلية، وقد عاشت «الخنساء» فترةً طويلة في عصر الجاهلية وبعد ظهور الإسلام، ووفدتْ بصُحْبة بَنِيها وبني عمها من «بني سليم» إلى سيدنا «محمد» — صلى الله عليه وسلم — وأعلنوا دخولَهم في الإسلام، وذلك في عام ٨ﻫ/٦٣٠م.

كانت «الخنساء» تتمتَّع بمكانةٍ مرموقة بفضل نَسَبها، فضلًا عن تمتُّعها برجاحة العقل، واتِّزان الفكر، وقوة الشخصية، وحرية الرأي، ولم يستطع أحدٌ التحدُّثَ عنها بسوءٍ أو التهجُّمَ عليها. أما عن حياتها، فتزوَّجت «الخنساء» من ابن عمها «رواحة بن عبد العزيز السلمي»، وأنجبت منه ابنَها «أبا شجرة»، وبعد انفصالها عنه تزوَّجت من «مرداس بن أبي عامر السلمي» المعروف بسَخائه وجُوده، وأنجبت منه أربعةَ أبناء استُشهِدوا جميعًا في معركة القادسية عام ١٦ﻫ.

وقد غلب على شعر «الخنساء» البكاءُ والرثاء حتى غدَتْ أشهرَ شعراء الرثاء في عصرها، وكان الرسول — صلى الله عليه وسلم — يستنشدها ويُعجِبه شِعرُها كثيرًا، وكان أكثرَ شعرها وأجوده رثاؤها أخوَيْها «صخر» و«معاوية»، وكانا قد قُتِلا في الجاهلية.

تُوفِّيت «الخنساء» عامَ ٢٤ﻫ/٦٤٥م عن عمرٍ يناهز ٧١ عامًا.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤