بِنْتُ الْحَكِيمِ

Wave Image
وِدَادُ لَــهَــا الْــمَــحَــبَّـةُ وَالْـوِدَادُ
فَأَعْــيُــنُــنَــا وَأَنْــفُــسُـنَـا مِـهَـادُ
هَـنِـيـئًـا يَـا أَبَـا الْـبَـدْرَيْـنِ شَمْسٌ
لَــهَــا بِــمَـطَـالِـعِ الـسَّـعْـدِ اتِّـقَـادُ
وَعَــاشَ ثَـلَاثَـةٌ لَـوْلَا اعْـتِـقَـادِي
لَــكَـانَ الـشِّـرْكُ نِـعْـمَ الْإِعْـتِـقَـادُ
وَيَـا بِـنْـتَ الْـحَـكِيمِ إِلَيْكِ نُصْحًا
تُـــهَــذِّبُــهُ الــرَّوِيَّــةُ وَالــسَّــدَادُ
خُـذِي فِـي سَاحَةِ الْأَقْلَامِ شَوْطًا
فَـشَأْوُ الْـفَـضْـلِ تُـدْرِكُـهُ الْـجِـيَادُ
وَذُودِي الـنَّوْمَ عَنْ جَفْنَيْكِ كَدْحًا
فَـمَـهْـرُ خَـرَائِـدِ الـشَّـرَفِ الـسُّهَادُ
لَـوَ انَّ الْـمَـجْدَ أَصْبَحَ جِسْمَ حَيٍّ
وَمَــاتَ لَــكَــانَ قَــاتِـلَـهُ الـرُّقَـادُ
وَكَــمْ بَـيْـنَ الْـمَـحَـابِـرِ مِـنْ أَبِـيٍّ
تُــقَــادُ لَــهُ الْــمُــلُــوكُ وَلَا يُـقَـادُ
تُــحَـاذِرُهُ الْـجُـيُـوشُ مُـدَرَّعَـاتٍ
وَلَـيْـسَ سِـوَى الْـيَـرَاعِ لَـهُ عَـتَادُ
وَكَــمْ بَـيْـنَ الـدَّفَـاتِـرِ مِـنْ غَـنِـيٍّ
عَــنِ الــدُّنْــيَـا وَثَـرْوَتُـهُ الْـمِـدَادُ
فَــسُــودِي كُــلَّ آنِـسَـةٍ بِـفَـضْـلٍ
فَـمِـثْـلُـكِ مَـنْ يَـسُـودُ وَلَا يُـسَـادُ
وَجِـدِّي فِـي سَـبِـيـلِ أَبٍ كَـرِيـمٍ
إِذَا تُــتْــلَــى مَــنَــاقِــبُــهُ تُــعَـادُ
وَحِـيـنَ الـلـهُ يَـرْزُقُ مِـنْـكِ نَـسْلًا
فَأَنْـتِ لِـصَـرْحِ مَـجْـدِهُـمُ عِـمَـادُ
فَـرَبِّـيـهِـمْ فَـهُمْ فِي الْأَرْضِ سَفْرٌ
وَلَـيْـسَ لَـهُـمْ سِـوَى الـتَّعْلِيمِ زَادُ
وَلَا تَأْتِــي الــذُّيُـولَ وَقَـصِّـرِيـهَـا
فَـقَـدْرُ الـثَّـوْبِ يَـنْـقُـصُ إِذْ يُـزَادُ
وَتَــلْــوِيــنُ الْـوُجُـوهِ تَـجَـنَّـبِـيـهِ
وَلَا تَــغْــرُرْكِ زَيْــنَــبُ أَوْ سُـعَـادُ
فَــمَــا جِــيــدٌ يُــزَيِّــفُـهُ بَـيَـاضٌ
وَمَــا طَــرْفٌ يُــمَــوِّهُــهُ سَــوَادُ
وَلَا تَــسْــعَــيْ لِــحَـادِثَـةٍ أَلَـمَّـتْ
بِـبَـعْـضِ الـنَّـاسِ مَـلْبَسُهَا الْحِدَادُ
فَـكُـلُّ الـنَّـاسِ يَـبْـلَـى بَـعْـدَ حِينٍ
وَلَا يَـبْـقَـى الـنَّـبَـاتُ وَلَا الْـجَـمَادُ

عن القصيدة

  • طريقة النظم: عمودي
  • لغة القصيدة: الفصحى
  • بحر القصيدة: الوافر
  • عصر القصيدة: الحديث

عن الشاعر

محمد توفيق علي: شاعِرٌ مِصريٌّ يَنْتَمِي إِلى مَدْرَسةِ الإحْياءِ والبَعْثِ فِي الشِّعرِ العَرَبِي؛ تلكَ المَدْرَسةِ التِي وُصِفتْ بأنَّها أَحْيَتِ الشِّعرَ مِن مَرْقَدِه؛ حيثُ أعادَتْ بِناءَ القَصِيدةِ الشِّعريةِ بِناءً يُجدِّدُ فِي أَغْراضِها الشِّعريةِ ولا يَتَصرَّفُ فِي صُورتِها التَّقلِيديةِ المُتمثِّلةِ فِي وَحْدةِ الوَزنِ والقَافِية.

وُلِدَ محمد توفيق فِي قَرْيةِ «زاوية المصلوب» بمُحافَظةِ بني سويف عامَ ١٨٨١م أثناءَ الثَّوْرةِ العُرَابِية، وكانَ والِدُهُ مِن أَثْرياءِ الفَلَّاحِين، فأَلْحَقَه بِكُتَّابِ القَرْيةِ بِوَصْفِهِ أَوَّلَ بابٍ يُفْضِي إِلى مَدِينةِ العِلْمِ والدِّينِ فِي هَذا الزَّمَان، ثُم أَوفَدَهُ إلَى القاهِرة؛ فانْتَظَمَ بِمَدْرَسةِ «القِرَبِيَّة» حتَّى نالَ الشَّهادةَ الِابتِدَائِية، والْتَحقَ بَعدَها بِمَدرَسةِ الفُنُونِ والصَّنائِعِ فِي بولاق، ودَرَسَ بِها فُنونًا مِنَ الأَدَبِ العَرَبِي.

وكانَ القَدَرُ يَدَّخِرُ مُنْعطفًا آخَرَ فِي حَياةِ الشاعِر؛ إذِ اغْتنَمَ فُرصَةَ الإعْلانِ عَنِ الحَاجَةِ إِلى ضُبَّاطٍ بالمَدرَسةِ الحَرْبِية، فالْتَحَقَ بِها وتَخَرَّجَ ضَابِطًا عامَ ١٨٩٨م، ثُمَّ الْتَحَقَ بالجَيشِ المِصرِيِّ فِي السُّودان، وهُناكَ الْتَقَى بِشاعِرِ النِّيلِ حافظ إبراهيم ونَهَلَ مِن فَيْضِ شِعرِهِ الزَّاخِر، وبَعْدَ انْقِضاءِ مَهَمَّتِهِ فِي السُّودان عادَ إِلى مِصرَ وقرَّرَ أنْ يَهَبَ مَا بَقِيَ مِن عُمُرِهِ لِنَظْمِ الشِّعْر.

وعَلَى الرَّغْمِ ممَّا مُنِيَ بِه شاعِرُنا مِن ضائِقةٍ مالِيةٍ عصَفَتْ بثَرْوةِ أبيهِ وأَحالَتْهُ إِلى الفَقرِ والشَّقاءِ بَعدَ رَغَدٍ مِنَ النَّعِيمِ والثَّرَاء؛ فإنَّ ذلِكَ لَمْ يَمنَعْهُ مِن أنْ يُثرِيَ السَّاحةَ الأَدَبيةَ بالعَدِيدِ مِنَ الذَّخائِرِ الشِّعْرية؛ مِنْها دِيوانُهُ الكَبيرُ الذِي أَخرَجَهُ فِي خمسةِ أَجْزاء؛ هي: «قِفَا نَبْكِ»، و«السَّكَن»، و«الرَّوْضَة الفَيْحَاء»، و«تَسْبِيح الأَطْيَار»، و«تَرْنِيم الأَوْتَار».

وقَدْ وافَتْهُ المَنِيَّةُ عامَ ١٩٣٧م عَن عُمُرٍ ناهَزَ ٥٥ عامًا، ودُفِنَ فِي مَقْبرةِ أُسرَتِهِ الواقِعةِ عَلى مَشارِفِ الصَّحْراءِ شَرْقِيَّ النِّيل.

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤