لؤلؤة الحب
تَقَعُ أَحْداثُ قِصَّتِنا فِي بِلادِ الهِنْد؛ حيثُ وقَعَ الأَمِيرُ الشَّاب فِي غَرامِ فَتاةٍ ذَاتِ جَمالٍ أخَّاذ، وهامَ بِحُبِّها ثُمَّ تَزوَّجها، وسَلَّمَها قلْبَه. عاشَا مَعًا في سَعادةٍ لا نَظِيرَ لَهَا قبلَ أنْ تُفرِّقَ يَدُ القَدَرِ بَينَهُما بمَوْتِها المُفاجِئ. وبرَحِيلِها اعْتصَرَ حُزْنٌ هائِلٌ قلْبَ الأمير قَبلَ أنْ يُقرِّرَ اعْتِزالَ النِّساءِ وتَخلِيدَ ذِكْرى حَبِيبتِه ببِناءِ صَرْحٍ يَكُونُ أُعْجوبةَ الدُّنْيا عَلى مَرِّ الزَّمَان، وشاهِدًا عَلى حُبِّه الخالِدِ لَها، وقرَّرَ أنْ يُسمِّيَه «لُؤْلُؤة الحُب»، ويَضعَ فِيهِ التَّابُوتَ الجَمِيلَ الَّذِي صنَعَه للمَلِكةِ الفَقِيدة.
أشرَفَ الأَمِيرُ بنَفْسِه عَلى تَشْييدِ «لُؤْلُؤة الحُب»، وأتقَنَ صُنْعَه وتَجمِيلَه حتَّى بَدَا — بعْدَ مُضِيِّ سَنواتٍ عَدِيدة — فِي أحْسنِ هَيْئةٍ وأَبْهى صُورَة، وعَلى النَّحْوِ الَّذِي أمكَنَ لخَيالِهِ أنْ يَبْلُغَه. وتَمامًا كَما أَرادَ لَهُ مُنذُ البِداية، لَمْ يَرَ الناسُ مِن قَبلُ بِناءً بمِثْلِ مَهابةِ وجَلالِ «لُؤْلُؤة الحُب». غَيْرَ أنَّ الأَمِيرَ ظَلَّ بَعدَ تَشْييدِ هذا الصَّرْحِ مُؤرَّقَ الفِكرِ مُنْشغِلَ البَال، تُرَى مَا الأَمْرُ الَّذِي يَشْغَلُه؟ ومَا القَرارُ الأَخِيرُ الَّذِي سيَتَّخذُه؟ هَذا ما سنَعْرِفُه عَزِيزي القارِئَ فِي نِهايةِ أَحْداثِ قِصَّتِنا.