معرض أسلحة شيكاجو
وفقًا للمنهج الاقتصادي، يستجيب المجرمون، كغيرهم، للحوافز.
يعتقد اقتصاديو شيكاجو أن الاقتصاد شديدُ القوة ويمكن أن يُستخدم لتحليل أي شيءٍ تقريبًا.
ها هم «صبية شيكاجو» يعودون مرةً أخرى. وفي هذه المرة يتصدَّر أساتذة الاقتصاد بجامعة شيكاجو عناوين الصحف في النقاش الخلافي المحموم الدائر اليوم حول عقوبة الإعدام والرقابة على الأسلحة. لقد أرسى ميلتون فريدمان القاعدة العامة منذ جيلٍ كاملٍ بالإصرار على نشاطٍ تجريبيٍّ شديد الدقة لدعم نظريةٍ وسياسةٍ اقتصاديةٍ سليمة (وإن كانت غير مرغوبةٍ في الغالب). ومؤخرًا قام جاري بيكر بتوسيع نطاق التحليل الاقتصادي على طراز شيكاجو ليشمل المشكلات الاجتماعية المعاصرة، مثل التعليم، والزواج، والتمييز، والرياضات الاحترافية، والجريمة.
هل عقوبة الإعدام رادعة للجريمة؟
غير أن الأدلة تشير فيما يبدو إلى أن البرامج غير الجادة لتنفيذ أحكام الإعدام ليس لها فعالية في محاربة الجريمة. وبحسب أستاذة الاقتصاد والقانون بجامعة إيموري، جوانا إم شيفرد، لا تكون عقوبة الإعدام رادعة إلا في الولايات التي أَعدمت على الأقل تسعة أشخاصٍ بين عامَي ١٩٧٧ و١٩٩٦.
الرقابة على الأسلحة والجريمة
-
الولايات التي تشهد الآن أكبر انخفاضٍ في معدل الجريمة هي أيضًا الولايات التي تحظى بأعلى معدلاتِ نموٍّ لتملُّك الأسلحة.
-
فترة خمسة الأيام انتظارًا التي ينص عليها قانون برادي، وبرامج إعادة الشراء، وفحص الصحيفة الجنائية؛ كانت محدودةً أو عديمةَ التأثير على الحد من الجريمة.
-
الولايات التي أجازت مؤخرًا تراخيص حمل السلاح قد شهدت انخفاضاتٍ كبيرةً في جرائم العنف.
-
معدل استخدام الأسلحة في الدفاع عن النفس يفوق معدل استخدامها في ارتكاب جريمةٍ خمس مرات.8
وبحسب لوت، فإن الجهود التشريعية الأخيرة لتقييد ملكية السلاح قد تمنع العديد من المواطنين الملتزمين بالقانون من حماية أنفسهم من الاعتداء، فيما يُعَدُّ مثالًا لقانون آدم سميث للنتائج غير المقصودة.
وبحسب لوت، ينطبق مبدأ باستيا على إحصائيات الجريمة: «كثير من الاستخدامات الدفاعية [للأسلحة] لا يُبلَّغ به الشرطة.» ويُقدِّم لوت سببين لهذا؛ الأول: أنه في كثيرٍ من حالات الدفاع عن النفس، يُشهَر السلاح، فيتراجع المعتدي، ولا يتعرَّض أحد لأذًى؛ ولذا لا يتم الإبلاغ عن شيء. والثاني: أنه في الولايات التي لديها قوانين متشددة للسلاح، يعجز المواطنون الذين يستخدمون سلاحًا من أجل الحماية عن الإبلاغ عن الحادث؛ خوفًا من القبض عليهم بواسطة الشرطة بتهمة الاستخدام غير القانوني للسلاح. وعلى ذلك يؤكِّد لوت (من خلال استطلاعات رأيٍ موسعة) العمل المبدئي لجاري كليك، أستاذ العدالة الجنائية بجامعة ولاية فلوريدا، الذي وجد أن الأسلحة تُستخدم في الدفاع عن النفس أكثر بكثيرٍ من استخدامها في ارتكاب الجرائم. ولطالما كان كليك، بالمناسبة، يتخذ موقفًا متحيزًا ضد الأسلحة إلى أن كشف عن هذه الإحصائية الكاشفة.
تعرضت فرضية لوت لانتقاداتٍ شديدةٍ من جانب اقتصاديين آخرين يختلفون مع تأويله لإحصائيات الجريمة؛ فهم يذهبون إلى أن هناك عواملَ أخرى كانت أكثر تأثيرًا في الحد من الجريمة خلال تسعينيات القرن العشرين، من ضمنها الاقتصاد القوي، وانحسار وباء تعاطي الكوكايين، وكذلك الإجهاض (وقد كان الأخير محل مناقشةٍ من جانب ستيفن ليفيت، عالم الاقتصاد بجامعة شيكاجو). غير أن هناك شيئًا واحدًا تتفق عليه جميع الدراسات، ألا وهو أن قوانين حق حمل السلاح لا تزيد جرائم العنف، وأن عددًا كبيرًا من الدراسات يثبت أنها تحد من جرائم العنف.
كل هذا يؤكِّد مبدأً قانونيًّا راسخًا في أمريكا: ينبغي أن يكون للناس الحق الدستوري في امتلاك سلاحٍ من أجل حماية النفس.