علم الاقتصاد للقرن الحادي والعشرون
لم تضع الطبيعة حدًّا لتحقيق أمانينا.
عثرت مؤخرًا على المؤلفات الرائعة لماركيز دي كوندورسيه (١٧٤٣–١٧٩٤)، وهو عالم رياضياتٍ فرنسيُّ حُبيَ بموهبةٍ مذهلةٍ في التنبؤ في عصر التنوير. وقد سخر روبرت مالتوس (١٧٦٦–١٨٣٤) من تفاؤل كوندورسيه في مقاله الشهير بعنوان «مقال عن السكان» (١٧٩٨). واليوم صار مالتوس في مصافِّ المشاهير، في حين دخل كوندورسيه طي النسيان. غير أن كوندورسيه هو مَن ثبت أنه أكثر بصيرةً وفطنةً بكثير.
في مقالٍ كُتب قبل أكثر من ٢٠٠ عام، تُرجم عنوانه إلى «التطور المستقبلي للعقل»، تنبأ كوندورسيه بالثورة الزراعية، وتحقيق قفزاتٍ عملاقةٍ في إنتاجية العمال، وخفض أيام أسبوع العمل، وظهور المجتمع الاستهلاكي، وارتفاعٍ كبيرٍ في متوسط العمر، والإنجازات الطبية المبهرة، وظهور علاجاتٍ للأمراض الشائعة، وانفجارٍ سكانيٍّ عالمي.
ومع دخولنا الألفية الجديدة، ركَّز العامة على تاريخ القرن العشرين. ويعكس مقال كوندورسيه سمتين من سمات هذه الفترة غير المعقولة؛ الأولى: هي البؤس والاضطهادات الوحشية على مدار الأعوام المائة المنصرمة، والثانية: هي التطورات الاقتصادية والتكنولوجية المذهلة التي طرأت خلال نفس الفترة.
جرائم القرن العشرين
الدولة | (بالملايين) | الأعوام |
---|---|---|
الإجمالي | ١٧٠ مليونًا | |
الاتحاد السوفييتي | ٦٢ | ١٩١٧–١٩٩١ |
الصين (في عهد الحزب الشيوعي) | ٣٥ | ١٩٤٩–… |
ألمانيا | ٢١ | ١٩٣٣–١٩٤٥ |
الصين (في عهد الكومينتانج) | ١٠ | ١٩٢٨–١٩٤٩ |
اليابان | ٦ | ١٩٣٦–١٩٤٥ |
دول أخرى | ٣٦ | ١٩٠٠–… |
نوع الحرب | (بالملايين) |
---|---|
الإجمالي | ٣٧ مليونًا |
حروب عالمية | ٣٠ |
حروب أهلية | ٧ |
معجزة القرن العشرين الاقتصادية
ما الهدف الذي ينبغي أن يضعه الاقتصادي نصب عينيه في الألفية الجديدة؟ بالتأكيد ألا يكرر أخطاء الماضي؛ فنحن نحتاج، في أروقة الكونجرس، والبيت الأبيض، والجامعات، إلى نبذ وحشية الماركسية، ونفوذ الحكومة الضخمة الكينزية، وعهر العملة القوية الذي تمارسه البنوك المركزية التدخلية. والأهم من ذلك، يحتاج الاقتصاديون القابعون في البرج العاجي إلى مزيدٍ من التركيز على الاقتصاد التطبيقي (مثل كتاب ليبرجوت) بدلًا من النمذجة الرياضية المتكلفة. وعبر صفحات هذا الكتاب، سلَّطتُ الضوءَ على التطوُّرات الفائقة والمذهلة أحيانًا التي أدخلها الاقتصاديون التطبيقيون على الماليات الشخصية، والأعمال، والقانون، والدين.
احذر العدو
إن قوى السوق قادمة؛ فقد أدَّى انهيار الشيوعية السوفييتية، حسب تعبير ميلتون فريدمان، إلى تحويل «الاشتراكية الزاحفة» إلى «اشتراكية متهاوية». ولكن دعنا لا نسقط في فخ الخداع والتضليل! إن السياسات السيئة، والتفكير الاشتراكي، والحقد الطبقي تموت ببطء، وإن لم نتيقظ، فسوف تعود الحرية الطبيعية والرخاء الشامل إلى جبهة الدفاع مرةً أخرى. نحن بحاجةٍ إلى تخفيف اللوائح والضوابط، والخصخصة، وخفض الضرائب، وفتح الحدود، والسيطرة على التضخم، وموازنة الميزانيات، وجعْل الحكومة تمارس سلطتها الدستورية المناسبة. نحن بحاجةٍ إلى تدريس التحرير الاقتصادي، والكتابة والدفاع عنه كما لم نفعل من قبل. ليكن هدفنا للحقبة القادمة هو: الحرية في زماننا لكل الشعوب!