الفصل الثاني

(حين يبدأ الفصل الثاني نجد المخططين قد جلسوا في الصف الأمامي للمسرح، أو في أي مكان مناسب في الصالة، بينما نجد «الأخ» قد جلس بمفرده في «بنوار» وعينه عليهم، والمسافة قريبة بحيث باستطاعته أن يُلقي إليهم بتعليماته وهمساته كي يسمعها المخططون والجمهور في نفس الوقت.

حين يُفتح الستار نجد ستارًا أبيض آخر مكتوبًا عليه بالأصفر أو الأخضر لافتة كبيرة تقول: مسرح (اسم المسرح الذي تُمثل فيه المسرحية) يقدِّم مسرحية:

مؤسسة السعادة الكبرى

  • تمثيل: (يكتب أسماء الممثلين الذين سيقدمون الفصل الثاني.)
  • تأليف: مقتبَسة بتصرُّف عن الفلولكلور الفرنسي.
  • إخراج: المقتبس نفسه.

ويعلن مسرح (اسم المسرح) أن أي تشابهٍ بين المسرحية وبين الواقع هو من محض المصادفة وعمل الأوهام والخيالات.)

(ترفع هذه الستارة لنرى الركن الأيمن من المسرح مُضاء، بينما معظم المسرح تحتله حجرة كبيرة — مطفأة الأنوار إلى حين. الحجرة المضاءة حجرة سكرتير رئيس مجلس الإدارة. مكتب وتليفونات «وحكمة الصبر»، بها «فوتيهات» وكنبة، السكرتير فوق الخمسين وإن كان يصبغ شعره والصبغة واضحة. وفي الانتظار نجد سيدة تبدو في غموض وكأنها ترتدي الملاءة اللف؛ إذ إنها تولِّي ظهرها للمتفرجين، يتكفل مسند الكرسي بإخفائها، ثم نجد أفنديًّا ذا شخصية غريبة يضع وردة في سُترته يجلس على الكنبة إلى اليسار، وأمامه مباشرةً نجد إنسانًا يرتدي الملابس العربية القديمة ويضع فوق عينيه نظارة سوداء غامقة.)

(يدق أحد التليفونات على مكتب السكرتير، يرتبك قليلًا ليعرف أي التليفونات يدق، يرفع سماعة خطأ، ثم يرفع السماعة الصحيحة.)

السكرتير : أيوه يا فندم، أيوه، المؤسسة العامة للسعادة الكبرى، بالظبط يا فندم الميم سين كاف، تمام يا فندم مكتب رئيس مجلس الإدارة، أنا السكرتير الخاص، أي خدمة؟ حاضر، حاضر، ثانية واحدة اشوفه (يتسلل السكرتير ويفتح الباب القائم على يمين المسرح والموصِّل إلى حجرة رئيس مجلس الإدارة، ثم يغلقه في صمت ويعود إلى التليفون) والله هو عنده لسه اجتماع، أنا آسف قوي، طرابيزة الاجتماعات بعيدة عن التليفون، حاضر يا فندي، بالكتير خالص نص ساعة، حاضر، مع السلامة يا فندي (يضع السماعة، جرس المكتب يدق فينتفض السكرتير واقفًا ويتجه إلى حجرة رئيس مجلس الإدارة).
صوت : ولع النور.

(تُسمع «تكة» وتضاء الحجرة لنجدها باهرة الأناقة وخاوية إلا من رئيس مجلس الإدارة الذي يكون منهمكًا تمامًا في مزاولة رياضة اليوجا وقد انقلب فوق المكتب راكنًا بظهره إلى الحائط ورأسه إلى أسفل.)

رئيس مجلس الإدارة : انتهت المدة واللا لسه؟
السكرتير : باقي بالظبط ٣ دقايق وتكمل حضرتك الساعة.
رئيس مجلس الإدارة : بسيطة، معلش، اوع تفتكر يا سيد سكرتير إن الساعة دي ضاعت، أبدًا، انت عارف ايه السبب اني بقيت رئيس مجلس إدارة وانك بقيت سكرتير ليه، مع إني اصغر منك بعشرين سنة؟
السكرتير : ليه، والنبي ليه يا سعادة البيه؟
رئيس مجلس الإدارة : لأني بلعب يوجا يا سك.
السكرتير : أفهم من كده يعني انهم كانوا بيمتحنوا سعادتك فيها عشان يعيِّنوك؟
رئيس مجلس الإدارة : لأ يا غبي لأ، اليوجا دي مش للامتحان ولا للناس التانية، أبدًا، دي لك انت، تعلِّمك حاجات كتير جدًّا، حاجات لا يمكن يفهمها واحد زيك، واحد مش مسيطر على نفسه، انت بتغضب وبتزعل وبتشتم وبتشِّتم لأنك لسه كائن بدائي غرايزه وعواطفه هي اللي بتسيطر عليه، تتضايق تشتم فتشِّتم فتتضايق أكتر، وهَلُمَّ جَرًّا. أنا مش كده، أنا لما اضايق اضحك، اطق وانا بابتسم، ابقى سامع الكلام نازل زي الطوب على نافوخي وانا باحلَّق في أعلى أبراج السعادة. لولا اليوجا دي كان زماني موظف درجة تاسعة زيك، دلوقتي انا إيه؟
السكرتير : رئيس مجلس إدارة يا فندم قد الدنيا.
رئيس مجلس الإدارة : تعرف الفرق ايه بين رئيس مجلس الإدارة وموظف درجة تاسعة؟
السكرتير : الفرق أربعتلاف وخمسميت جنيه في السنة يا فندم.
رئيس مجلس الإدارة : غبي، الفرق بسيط جدًّا يا سك، موظف درجة تاسعة تشتمه يرد عليك، رئيس مجلس الإدارة تشتمه …
السكرتير : يلعب يوجا.
رئيس مجلس الإدارة : برافو! تشتمه قوي؟
السكرتير : يلعب دومنة.
رئيس مجلس الإدارة : غبي، يعمل تمرينات تنفس يا عبيط.
السكرتير : ودي ازاي يا فندم؟
رئيس مجلس الإدارة : تكتم نفسك خالص، وتقعد كاتم نفسك على قد ما تقدر. باقي كام؟
السكرتير : دقيقة وربع يا فندم.
ر.م.ا : عندك مين بره؟
السكرتير : رئيس قسم العلاقات العامة، خبيرة السعادة الزوجية، وراجل كده عربي باينه من ابو ظبي. أدخل مين الأول يا فندم؟
ر.م.ا : هات لي بتاع العلاقات العامة اخلص منه.
السكرتير : أمرك.

(يدخل مدير العلاقات العامة ومعه لوحات ملفوفة.)

(يقف بعيدًا جدًّا، قريبًا من باب الدخول، لا يكاد يرى رئيس مجلس الإدارة.)

(يتعجب قليلًا ثم يتردد وأخيرًا يقول):

مدير العلاقات العامة : صباح الخير يا فندم، نهار عظيم، نهارك ابيض ان شاء الله.
ر.م.ا : وحياتك انت شايفني مش فاضي خالص، خش في الموضوع.
مدير العلاقات : أخش في الموضوع ازاي يا فندم وانا النهارده باسم الله ما شاء الله شايف سعادتك الشباب بيتنطط من عينيك قدامي؟ أنا ماسك الخشب، أنا ظهري كله في الخشب.
ر.م.ا : شايف صحتي ازاي بس وانت لا شايفني ولا أنا شايفك خالص، أرجوك، الموضوع.
مدير العلاقات : شايفك يا فندم، بالإحساس، قلبي دليلي.
ر.م.ا : انت حتخش في الموضوع ولا اكسر الساعة واتعدل لك؟
مدير العلاقات : أخش يا فندم، أخش، آدي يا فندم ٣ شعارات حننزلهم في التليفزيون، إنما أجارك الله يا فندم، خدوا مننا ٣ تشهر تفكير، وخمس تشهر تنفيذ، إنما بشرفي سعادتك لما تسمعهم حتستغرب ازاي خلصناهم في الوقت القليل دا.
ر.م.ا : خش في الموضوع قلنا.
مدير العلاقات : مانا في الموضوع يا فندم اهه، أنا في أعمق أعمال الموضوع.
ر.م.ا (في زعيق هائل) : أتعدل؟
مدير العلاقات : معاذ الله يا سعادة البيه، العفو أنا اللي حاتعوج.

(يسرع إلى المكتب ويرقد رافعًا ساقيه إلى أعلى بنفس طريقة رئيس مجلس الإدارة.)

اتفضل سعادتك، آدي الإعلان الأول:
مؤسسة السعادة الكبرى تفخر بتقديم المثل الشعبي التالي:

ساعة الحظ ما تتعوضش.

(يضحك فركة كعب بصوت عالٍ، ولكن نظرة من «الأخ» توقِف الضحكة على فمه.)

ر.م.ا : وده ياخد ٣ تشهر تفكير وخمس تشهر تنفيذ؟
مدير العلاقات : لا يا فندم، دا خد شهر واحد تنفيذ، دا بقى حنعمل منه إعلانات في الشوارع والميادين، ونطبعه كارت بوستال، ونطلعه طابع بريد تذكاري، وحننزله لمدة سنة في الجرائد والإذاعة والتليفزيون وما يطلبه المستمعون واليوم المفتوح، إلخ إلخ إلخ.
ر.م.ا : التاني بسرعة قبل ما اكتم نفسي.
مدير العلاقات : العفو يا فندم العفو، انشالله انا اللي يتكتم نفسي، التانية دي بقى حاجة أورجينال يا فندم، عمرها ما خطرت على قلب بشر.
ر.م.ا (معتدلًا) : انطق.

(مدير العلاقات العامة يظل على وضعه لا يعتدل.)

ر.م.ا : ما تتعدل وتنطق.
مدير العلاقات : ما اقدرش يا فندم لا مؤاخذة، أصل أنا إذا رفعت رجليه كده ما اقدرش انزلهم خالص، عندي عِرق نسا يا افندم.
فركة كعب (تعليقًا على ضحك الجمهور، واقفًا بابتسامة كبيرة مستنكرة) : بتضحكوا على إيه؟ أنا مش شايف أي مناسبة للضحك أبدًا؛ واحد عنده عِرق نسا فيها إيه تضحك دي؟ أنا افهم انكم بتضحكوا لما …
الأخ (هامسًا) : كفاية اقعد.

(يسقط فركة كعب فورًا فوق المقعد.)

ر.م.ا : التاني، التاني، التاني من فضلك.
مدير العلاقات : أهه يا فندم، تصوَّر سيادتك بقى على مساحة نصف صفحة في الجرائد نكتب بالخط الكبير قوي، البروفسور ف. ك برتشن يقول: لذة القتل هي أعظم لذة في الدنيا. وبعدين بخط أكبر: وأنت أيضًا ممكن أن تستمتع بلذة القتل دون أن تقتل. التفاصيل في العدد القادم، مع تحيات مؤسسة السعادة الكبرى.
ر.م.ا : العدد القادم بسرعة.
مدير العلاقات : العدد القادم بقى نقول: ألذ من لذة القتل أن تتفرج على القتل، والمؤسسة العامة للسنكاف تنصحك بأن تدخل سينما مترو أو راديو أو كايرو أو الأهلي أو السبتية، وهي كفيلة برد ثمن التذكرة لمن لا يجد في أفلامها القاتلة متعة.
ر.م.ا (بحرارة) : اشمعنى سِبت سينما علي بابا يعني؟
مدير العلاقات : لا يا افندم ما سبتهاش ولا حاجة، دي جايه حالًا في لذة السرقة.
ر.م.ا : طب تعالى بقى.

(ويهجم عليه فيتشقلب وينتصب واقفًا.)

مدير العلاقات (بصيحة انتصار) : الله! دانا وقفت، شايف المعجزات اللي بتعملها سعادتك؟
ر.م.ا : غور من وشي.
مدير العلاقات (وهو يغمغم خارجًا جامعًا أوراقه) : وديني معجزات المرض اللي عجز عنه نص الأطباء تضيعه شخطة.

(ر.م.ا: يأخذ نفسًا عميقًا ثم يكتمه ويضغط على الجرس، يظهر السكرتير على الباب.)

ر.م.ا : هات بتاع ابو ظبي دا.
السكرتير (يلتفت السكرتير قائلًا للرجل النحيف الذي يرتدي الزي العربي) : اتفضل، اتفضل، اتفضل.
العربي (يقف الرجل حائرًا ثم يقول) : خد بيدي يا ابني.

(يتعجل السكرتير ثم يأخذ بيده ويُدخله الحجرة.)

العربي : هل أصبحنا في الحضرة؟
السكرتير : حضرة مين يا عم؟ قدامك على طول السيد رئيس مجلس الإدارة.
ر.م.ا : أهلًا وسهلًا، حضرتك بقى من ابو ظبي ولا من قطر؟
العربي : لم أسمع بهما في حياتي يا أمير المؤسسة.
ر.م.ا : امال حضرتك منين؟
العربي : إني من المَعَرَّة يا أمير المؤسسة.
ر.م.ا : المعرَّة دي فين؟ مش قريبة من الكويت كده؟
العربي : الكويت؟ إني من المعرَّة يا سيد، إني أبو العلاء المعرِّي، ألم تسمع بي؟
ر.م.ا : أبو العلاء المعرِّي، أنا سمعت الاسم دا قبل كده فين؟ فين؟ الله! دا كان شاعر مش كده؟
أبو العلا : ولا يزال يا أمير المؤسسة.
ر.م.ا : بس دا مات بقى له يجي ميتين سنة.
أبو العلا : أكثر قليلًا يا مولاي الأمير، ألف عام ربما.
ر.م.ا : وانت تقرب له؟
أبو العلا : إني هو بنفسه.
ر.م.ا : هو بنفسه؟ وإيه اللي جابك؟
أبو العلا : جئتك مادحًا يا أمير المؤسسة.
ر.م.ا : وتصحي نفسك بعد ألف سنة موت، وتيجي من المعرَّة لغاية هنا عشان تمدحني؟
أبو العلا : حاشا لله، ما جئتك مادحًا لشخصك؛ فما مدحت في حياتي أميرًا ولا ملكًا، إنما جئتك كأمير لمؤسسة السعادة الكبرى. لقد جعلت أنباؤها تؤرِّقني في قبري وتُفسد عليَّ متعة الراحتين، ووجدت أني لا أستطيع الموت قبل مدحها فأنشأت لهذا أبياتًا.
ر.م.ا : بس أصل احنا لا مؤاخذة ما عندناش في المؤسسة بند للشعر والشعراء، مش حنقدر نكافأك.
أبو العلا : وكيف يكون ذلك يا أمير المؤسسة؟ وأنا ما أرَّقني في قبري إلا أنهار النقود التي تنصبُّ من ميزانيتكم الموقَّرة وتذهب مساحات في الصحف والجرائد يُكتب فيها كلام أعجمي، في حين أن بيتًا واحدًا من قصيدة لي كفيلٌ بأن يصنع في لحظة ما تفعله إعلاناتكم كلها في عشرات السنين، ويكفيني يا سيد من المؤسسة مكافأةً ثمن إعلان صغير على ربع صفحة داخلية من إحدى جرائدكم. ها أنت ذا ترى أني، كما كنت دائمًا، شاعرًا متواضعًا متقشفًا لا يمكن أن أتطلَّع مثلًا إلى ثمن صفحة بأكملها، أو يا للهول ثمن ملحق من عدة صفحات، أو حتى إعلان في المرناة التي تسمونها التليفزيون تتفسح به فتاة مذياعة، إني رجل جم التواضع يا أمير المؤسسة، أتسمعها؟
ر.م.ا : أسمع ايه يا أستاذ معرِّي؟
أبو العلا : القصيدة.
ر.م.ا : أرجوك يا أستاذ انا هنا ما باسمعشي حاجة أبدًا، أنا باقرا بس، اكتبها على عرض حال دمغة واديها للسكرتير (يضغط على الجرس فيُقبل السكرتير) وابقى اعمل له مذكرة تعرضها على مجلس الإدارة، دا راجل غلبان وعاجز وباينه جاي ماشي من المعرَّة.
أبو العلا : أهكذا يعامَل الشعراء في عصركم يا أمير المؤسسة، أم هو حظي أنا التعس دائمًا؟ إنه حظي وسأعود إلى معرَّتي ولَحْدِي كي أموت مرة أخرى ولن أصحو أبدًا.
رُبَّ لحدٍ قد صار لحدًا مرارًا
ضاحكًا من تزاحم الأضداد
تعبٌ كلُّها الحياة فما
أعجب إلا من راغبٍ في ازدياد

(ر.م.ا: يأخذ نفسًا عميقًا ويكتمه إلى أن يحمر وجهه ويزرق. السكرتير يعود من توصيل أبو العلاء ليجد ر.م.ا قد برزت عيناه وجحظتا يحاول أن يتكلم، فيشير له ر.م.ا أن يصمت، حين يبدأ ر.م.ا يتنفس يقول السكرتير):

السكرتير : ما عادشي فاضل إلا خبيرة السعادة الزوجية، أدخلها؟

(ر.م.ا: يشير برأسه له موافقًا. تدخل الخبيرة، وهي خاطبة تلبس الملاءة اللف مع البرقع وتمضغ اللبانة وتطرقع بها.)

الخبيرة : أفندم؟
ر.م.ا : أفندم، انتي عايزه إيه؟
الخبيرة : مش انت الدلعدي اللي طالبني؟
ر.م.ا : أيوه، أيوه صحيح (يعبث بأوراق فوق مكتبه ويستخرج دوسيهًا) أيوه انا طالبك لسبب ايه؟ دا سبب مهم جدًّا، أيوه بالظبط، إيه دا يا ست دا، ازاي يرتفع معدل الطلاق في الناس اللي جوزتيهم بنسبة ١٥٠٪؟! ازاي يحصل الكلام دا مع خبيرة في مؤسسة السعادة الكبرى؟!
الخبيرة : يرتفع المعدل! وما له يرتفع؟ دا حتى الدعوة بتقول: روحي يا صبية ربنا يعدلها لك.
ر.م.ا : الناس اللي بتجوزيهم بيطلقوا ليه؟ عايز اعرف.
الخبيرة : الله! وانا مالي يا دلعدي؟ انا عليَّ اوفق راسين في الحلال وخلاص.
ر.م.ا : بتوفقيهم من هنا، وتاني شهر ولا سنة ينطحوا بعض.
الخبيرة : يبقى الراجل فيه عيب.
ر.م.ا : اشمعنى الراجل يعني؟
الخبيرة : لأنه لو كان راجل بجد، عمر ما الراس ام شعر تسيبه.
ر.م.ا : أهم بيبقوا رجاله ويسيبوهم، وانت خبيرتنا في السعادة الزوجية، ازاي تقولي كده؟ لازم اعرف الناس بيطلقوا ليه؟
الخبيرة : بيطلقوا عشان بيجوزوا.
ر.م.ا : يبقى الحل إيه؟
الخبيرة : انهم ما يجوزوش فميطلقوش.
ر.م.ا : احنا عايزينهم يتجوزوا وما يطلقوش.
الخبيرة : يبقوا يتحولوا على قسم الحرام بقى، دا مش اختصاصي، انا اختصاصي الحلال بس، آه انا اوفق الروس في الحلال بس.

(الأخ: يشير برأسه بطريقة خاصة إلى ألماظ فتقوم واقفة فجأة وتقول):

ألماظ : أنا عندي نقد للمؤسسة دي، دا كلام فارغ، دي قلة أدب، دي سعادة وهمية، سعادة كاذبة، دي مش مؤسسة السعادة الكبرى ولا الصغرى حتى، دي مؤسسة نصب واحتيال.

(السكرتير يقف مذعورًا لهذا الكلام يحاول إسكاتها بلا جدوى.)

السكرتير : طب يا هانم اتفضلي هنا.
ألماظ : ما تفضلشي، دا نصب، دا احتيال، دي مش مؤسسة دا ماخور.
السكرتير : ماخور؟
ألماظ : أيوه.
السكرتير : أفهم من كده ان سيادتك بتنقضي مؤسسة السعادة الكبرى بتاعتنا؟
ألماظ : افهم زي ما انت عايز.
السكرتير : ما هو لو بس تتفضلي هنا، أنا مستعد آخدك تقابلي رئيس مجلس الإدارة، وتقولي له كل النقد اللي عندك وتتفاهموا مع بعض.
ألماظ : اتفضل قول له.
السكرتير : طب اتفضلي هنا الأول.
ألماظ : اتفضل انت.
السكرتير : لا، انت الأول، الأصول كده.
ألماظ : طيب أنا جايه.

(تصعد المسرح وتظل رائحة غادية في حجرة السكرتير، السكرتير يتأملها قليلًا ويسيل لعابه، ثم ينظر إليها وهو ملتهمًا يتجه إلى باب رئيس مجلس الإدارة.)

السكرتير : يا سعادة البيه، عندي نقد موجه للمؤسسة.
ر.م.ا : نقد هدَّام ولا بنَّاء؟
السكرتير : هدام إيه يا سعادة البيه؟ دا بناء، بنَّاء لفوق ولتحت، بنَّاء بالطول يا سعادة البيه.
ر.م.ا : اديله ميعاد الأسبوع الجاي.
السكرتير : أديله ولا اديلها؟
ر.م.ا : هي ست؟
السكرتير : وحته دين ست يا سعادة البيه، ست هدامة إنما نقدها بنَّاء، عليها حتة دين نقد.
ر.م.ا : ست! ست وبتنقض مؤسسة السعادة الكبرى؟ دا شيء جديد، شيء لانج، نوفي، شيء محصلش، ازاي تخليها تستنى الوقت دا كله؟
ألماظ (داخلة مقتحمة) : ومين اللي قال اني حاستنى؟
ر.م.ا : أهلًا وسهلًا، أهلًا وسهلًا.
الخبيرة : بعد إذن سعادتك دي باين عليها مش بتاعة حلال أبدًا، بعد إذنك.
ألماظ : خليكي، لازم تسمع النقد، لازم النقد يكون علني تسمعه الناس كلهم.
ر.م.ا : وعلني ليه بس؟ ما نجربه الأول سري، ما نفعشي نخليه علني. (ثم للسكرتير) انت واقف ليه يا جدع انت؟! اتفضل على أودتك.
ألماظ : أنا ما عنديش نقد يتقال في السر، النقد في السر دا يبقى مساومة، يبقى نقد كتيمي، دكاكيني، أنا نقدي مجازيني مفتوح لكل الناس.

(يخرج السكرتير ولكن قلبه لا يطاوعه ويظل يتسكع على الباب.)

ر.م.ا : ربنا يسترها من نقدك المفتوح دا، أنا تحت أمرك، عن إذنك يا خبيرة أشوفك بعدين.
ألماظ : اوعي تتحركي، خليكي زي ما انتي، انتي شاهدتي.
الخبيرة : يا نهار منيل! هو فيها شهود وبوليس ومحضر؟ لا، لا يا ختي دانا بتاعة الحلال، كله على الروس في الحلال وبس. عن إذنك بقى (تخرج مندفعة ثم حين تكتشف أن السكرتير يُنصت) يه! (تبصق في عبها) خضتني، داحنا باينا في قسم الحرام وانا ما اعرفش، قطيعة! (تخرج.)
ألماظ : مش مهم، المهم عندي انك تعرف رأيي.
ر.م.ا : مش اعرفك أولًا قبل ما عرف رأيك؟ حضرتك مين؟
ألماظ : وانا أهميتي إيه؟ المهم رأيي.
ر.م.ا : طب على الأقل اعرف انتي عامله في نفسك كده ليه؟
ألماظ : مخططه، وماله؟ دي الموضة، ما سمعتش ابدًا عن المخططين؟
ر.م.ا : آه المخططين، مش تقولي كده؟ أيوه ايوه، أيوه المخططين، أيوه يا ستي إيه رأيك بقى في مؤسستنا؟
ألماظ : أنا رأيي ان مؤسستكم انحراف خطير في داهية.
ر.م.ا : مؤسستنا منحرفة؟ ازاي دا يا فندم، ازاي؟
ألماظ : مؤسستكم بترتكب جرائم كبرى في حق الإنسانية والتقدم، بس.
ر.م.ا : يا افندم ليه بس، ليه؟ فين الجريمة دي، فين؟
ألماظ : فيك.
ر.م.ا : أنا الجريمة؟
ألماظ : انت المجني عليه، انت بتاخد كام ماهية؟
ر.م.ا : ماهية إيه وهباب إيه؟ أهو يدوبك كده حوالي عشرة جنيه.
ألماظ : عشرة جنيه في الشهر؟
ر.م.ا : ودا معقول برضه؟ قصدي في اليوم، يمكن يزيدوا شوية إنما دا بهدلونا خالص، شالوا بدل التمثيل وبدل الضيافة وبدل المواصلات وبدل البِدل.
ألماظ : أنا عايزة اعرف بتقبض كام آخر الشهر؟
ر.م.ا : بكله بكله ٣٦٥ جنيه.
ألماظ : شفت بقى الفساد؟ شفت الفضيحة الكبرى؟
ر.م.ا : أنا مستعد اتنازل.
ألماظ : مستعد إيه بس؟ طبعًا لازم بالشكل دا تبقى مؤسسة رجعية، مؤسسة فساد، بقى واحد عبقري زيك متخرج بقى له سبع سنين وخبير في السعادة الشعبية والشلالية والعائلية والعالمية من أولى ابتدائي ياخد ٣٠٠ جنيه في الشهر بس؟!
ر.م.ا (في ابتسامة صفراء) : حضرتك بتتريقي؟
ألماظ : شايفني بتاعة تريقة؟ أنا بانقد بشدة ما بتريقش.
ر.م.ا : بتنقدي.
ألماظ : طبعًا بنقد، ما عدتش قوة في العالم تقدر تمنعني، بقى رئيس مجلس إدارة مؤسسة السعادة الكبرى اللي هدفها إسعاد كل البشر يدوله ٣٠٥ جنيه في الشهر؟! وكمان في حاجة أخطر، ازاي رئيس مجلس إدارة مؤسسة السعادة الكبرى بقى، كل موظفين مكتبه مجرد سكرتير واحد مكحكح؟ فين هيئة مكتبك؟ فين سكرتارية مدير مكتبك ومدير مكتب مدير مكتبك؟ فين سكرتيرك الصحفي وسكرتيرك المنزلي وسكرتيرتك والتايبست بتاعة سكرتيرتك؟
ر.م.ا : أهو دا النقد ولا بلاش، أهو كده النقد (ثم يعتدل على كرسيه) أنا لا يسعني يا ست …
ألماظ : ألماظ.
ر.م.ا : يا ست ألماظ. الله! حتى اسمك حلو، أنا لا يسعني إلا أن أعترف انك على حق في نقدك دا، وسنبذل قصارى جهدنا لإصلاحه، وفقنا الله وإياكم إلى ما فيه الخير.
ألماظ : دا مجرد مقدمة، وانا لسه نقدت؟
ر.م.ا : إذا كان كده بقى فتسمحيلي إنك تقعدي معانا شوية، عشان يتسع صدرنا لنقدك.
ألماظ : ممكن اقعد ساعة كمان.
ر.م.ا : لاه، هي ساعة تنفع؟ ياخي قول سنة، سنتين، عشرة.
ألماظ : ياه! لا مقدرشي، دانا عندي ميعاد مع الخياطة، أروح لها ازاي بعد عشر سنين.
ر.م.ا : دانت مش حاتروحي لها خالص، انت حتشتغلي هنا معانا على طول بالزي دا، آه، احنا بنقتبس آخر صيحات الموضة.
ألماظ : أشتغل هنا يعني؟
ر.م.ا : يا سلام! إيه رأيك؟
ألماظ : يعني.
ر.م.ا : يعني إيه؟
ألماظ : حتدوني كام؟
ر.م.ا : كارت بلانش، اللي انتي عيزاه.
ألماظ : أقل من ٢٥٠ مش حاخد، والعلاوة كل ١٥ يوم.
ر.م.ا : موافق.
ألماظ : وحاشتغل إيه؟ أنا ما اشتغلش أقل من مديرة.
ر.م.ا : عندك حق. أنا عندي لك وظيفة ما حصلتش.
ألماظ : مديرة؟
ر.م.ا : طبعًا.
ألماظ : مديرة إيه؟
ر.م.ا : مديرة العلاقات الخاصة.
ألماظ : مديرة العلاقات الخاصة؟ مديرة العلاقات الخاصة بالمؤسسة يعني؟
ر.م.ا : لا، مديرة العلاقات الخاصة بتاعتي أولًا، وبعدين المؤسسة، إيه رأيك؟
ألماظ : يعني.
ر.م.ا : يعني موافقة (ويضغط على الجرس، ينتفض السكرتير الذي كان يتسمع ثم يدخل وهو ينظر شذرًا إلى ألماظ).
ر.م.ا : بلغ المستخدمين حالًا ان الهانم بقت مديرة العلاقات الخاصة، واعملولها أوضة جنبي هنا وسكرتارية.
ألماظ : ويعملولي إيه؟ أوضته كويسة قوي.
السكرتير : طب وانا؟
ر.م.ا : انت.
ألماظ : يروح الأرشيف.
ر.م.ا : تروح الأرشيف.
السكرتير : يا سعادة البيه.
ر.م.ا : ولا كلمة، ع الأرشيف.
السكرتير : ويعني النقد يجي على دماغي انا؟ وديني لا العب لكم يوجا، وديني لا اكتم نفسي اهه (يكتم نفسه خارجًا).

(ألماظ تخرج في عقبه وتتلفت هنا وهناك ثم تهمس للأخ):

ألماظ : تمت المرحلة الأولى بنجاح شديد.
الأخ : الحقيه بالتانية.

(تتناول ألماظ دوسيهًا من فوق مكتبها وتدخل متنكرة إلى حجرة رئيس مجلس الإدارة.)

ر.م.ا : أنا عجبني قوي الخط الاستوائي بتاعك. يا سلام! واللا مدار الجدي، يا أرض احفظي ما عليكي، وديني ما عُدت لاعب يوجا.
ألماظ : بس لسه المؤسسة برضه مش عجباني.
ر.م.ا : ليه بس فيه إيه؟
ألماظ : لسه برضه مش فاهمة، انتو إيه؟ بتمثلوا رواية واللا هي مؤسسة بصحيح، إيه الحكاية بالضبط؟
ر.م.ا : بقى شغالة مديرة العلاقات الخاصة ومش عارفة مؤسستنا دي إيه؟
ألماظ : وماله؟ فيها إيه؟ وتفتكر أي حد من اللي بيشتغلوا في المؤسسات عارف لها أول من آخر؟ يعني بالضبط، عايزة اعرف، انت، حضرتك يعني، بتمثل دور رئيس مجلس الإدارة واللا انت رئيس مجلس إدارة المؤسسة بجد؟
ر.م.ا : أنا الاتنين. أنا رئيس مجلس الإدارة بيني وبين نفسي، وقدام الناس أمثِّله.
ألماظ : الله! طب والمؤسسة دي والمكتب دا ديكور مسرح ولا مكتب حقيقي؟
ر.م.ا : الاتنين، مكتب ليَّه، وديكور قدام الناس يتفرجوا عليه.
ألماظ : وانتو صحيح بتعملوا على سعادة البشرية، ولا كده وكده؟
ر.م.ا : بجد وكده وكده، انت فاهمه فيه فرق يعني؟ ولا عاد فيه فرق.
ألماظ : على كده تبقى حياتك في خطر كبير.
ر.م.ا : حياتي أنا؟ ليه؟
ألماظ : تصوَّر الرجل المسئول الأول عن سعادة البشرية دا، مفيش مليون مؤامرة ضده؟
ر.م.ا : مؤامرة من مين؟
ألماظ : من الأعداء، أعداء البشرية.
ر.م.ا : بس دول بعيد خالص، ما ليش دعوة بيهم.
ألماظ : من هنا يا عزيزي، هنا جوَّا المؤسسة، سمعتهم وهم بيتآمروا وسجلت دا كله هنا اهه، ابقى اتفضل اقراه على مهلك.
ر.م.ا : يا نهار اسود! الدوسيه دا كله مؤامرات ضدي وانا مش عارف …
ألماظ : تصور بقى.
ر.م.ا : بعدين، والعمل؟
ألماظ : مفيش إلا البودي جارد، انت عاوز بودي جارد متين، عاوز حارس خصوصي.
ر.م.ا : فعلًا، عندك حق، أنا باستغرب لو ما عينتكيش مديرة العلاقات الخصوصية كنت عملت إيه؟ دا كان زماني مت من زمان.
ألماظ : بعد الشر عليك، ودي تيجي انك تموت وتسيبني؟
ر.م.ا : واللا برضه، وإذا ما سبتكيش حاموت فيكي، يعني ميت ميت.
ألماظ : لا أبدًا (وهي لا تعني كلامها مطلقًا) انت لازم تعيش، دانت المسئول الأول عن سعادة البشر.
ر.م.ا : فعلًا عايزين بودي جارد، مين بس يا ربي مين؟ متعرفيش حد؟
ألماظ : أنا اعرف واحد، بس لو كان يقبل.
ر.م.ا : ما يقبلش ليه؟ أديله زي ما هو عايز.
ألماظ : قصدي يقبل يشتغل ساعي.
ر.م.ا : احنا بنتكلم في البودي جارد.
ألماظ : ما احنا بنتكلم فيه برضه، هو احنا معقول نعين واحد حارس خصوصي يقوم أعداءك يقولوا انك خايف منهم؟ احنا حانشغله رسميًّا ساعي، فعليًّا بودي جارد.
ر.م.ا : يا سلام، دانتي مش اسمك بس ألماظ، دا مخك نفسه ألماظ.
ألماظ : بس لو كان يرضى.
ر.م.ا : يرضى قوي، سيبي دي عليَّ انا، أنا اقنعه، هو فين؟
ألماظ : دانا على بال ما اوصلُّه مشكلة، عايز له على الأقل اسبوع.
ر.م.ا : أسبوع كتير قوي، كتير جدًّا، أنا عايزه حالًا، عايزه دلوقت.
ألماظ : أحاول، حاحاول وانا مش مسئولة.
ر.م.ا : أرجوكي حاولي، أنا في عرضك حاولي، يا نهار اسود! أعداء وهنا في المؤسسة؟ حاولي بسرعة أرجوكي.

(ألماظ تخرج ثم تنظر هنا وهناك وتهمس.)

ألماظ : دكتور ع الريق، دكتور ع الريق.
فركة كعب : دا نام، دا نايم م الصبح، اصحى يا دكتور، يا دكتور ع الريق اصحى.
دكتور ع الريق : فيه إيه؟
ألماظ : تعالى استلم.
دكتور ع الريق : أستلم ايه؟
فركة كعب : أي حاجة يا أخي، المهم انك حاتستلم، حد طايل يستلم حاجة، أي حاجة؟

(يصعد دكتور ع الريق إلى خشبة المسرح.)

ألماظ : تعالى معايا (تدخل به حجرة رئيس المجلس) خش يا دكتور ع الريق.
ر.م.ا : دكتور! دكتور وحايشتغل ساعي؟!
ألماظ : وماله يا سيدي؟ ساعي مثقف …
دكتور ع الريق : ساعي؟
ر.م.ا : لا، أرقى شوية، بودي جارد.
دكتور ع الريق : بودي جارد؟
ألماظ (هامسة) : اتقل.
دكتور ع الريق : زي بعضه يا افندم، زي بعضه.
ر.م.ا : مش ملاحظة أنه لابس مخطط زيك؟
ألماظ : دا لابس زيي ده؟ أبدًا يا عزيزي دا أصله راجل غلبان ومكافح وبيعلِّم نفسه، دا الخطوط اللي في بدلته دي وساخة.
ر.م.ا : نجيب له بدلة تانية.
ألماظ : وعلى إيه؟ يغسلها (لاكزة دكتور ع الريق) ابقى اغسلها.
ر.م.ا : انت حاتبقى مسئول عن حياتي.
ألماظ : أنا مفهماه كل حاجة يا عزيزي، وما عليه الا إنك تحط حياتك بين إيديه.
ر.م.ا : يا حياتي.
دكتور ع الريق : أفندم؟
ر.م.ا : لأ، مش انت، لأ، أنا حاطط حياتي بين إيديك، بس إنما انت مش حياتي، حياتي حاجة تانية خالص (وهو يرمق ألماظ).
ألماظ : أسلمه.
ر.م.ا (وهو هيمان) : تسلميه إيه؟
ألماظ : الشغل.
ر.م.ا : ما لسه بدري.
ألماظ : الله! مش انت اللي مستعجل؟ الأعداء، انت نسيت الأعداء؟
ر.م.ا : الأعداء؟ أبدًا هم فين؟ سلميه، سلميه حالًا.
ألماظ (لدكتور ع الريق) : تعالى معايا (ثم حين يخرجان من الباب) استلم بقى.
دكتور ع الريق : أستلم ايه؟
ألماظ : الباب دا.
دكتور ع الريق : الباب دا (يخبط ع الباب) مش بطَّالة أبدًا الشغلانة دي، أنا المسئول عن الباب دا، ما حدش يهوب هنا إلا بمعرفتي.
ألماظ : أنا حاعلمك يا معلم؟ ما انت عارف الشغل.
دكتور ع الريق : أهو كلام.
أهو كلام (في الصالة بصوت عال) : أفندم؟
ألماظ : استنى لما يجي دورك.
ر.م.ا (يتحدث في التليفون) : بتقول إيه؟ وخناقة وضرب، حيموته؟ يا بوليس، اطلبوا بوليس النجدة حالًا.
دكتور ع الريق : بوليس النجدة وانا فين؟ (مقتحمًا باب ر.م.ا) هم فين الأعداء ولاد الكلب فين؟ اقف عندك انت وهو.
ر.م.ا (متممًا حديثه التليفوني) : وانا حاتصرف، (يضع السماعة.)
دكتور ع الريق : هم فين؟
ر.م.ا : هم مين يا أخينا؟
دكتور ع الريق : الأعداء والخناقة والضرب والموت.
ر.م.ا : آه دا في المستخدمين.
دكتور ع الريق : مالهم؟
ر.م.ا : الراجل الطيب مدير المستخدمين جت له سكتة قلبية وقع ميت. الاتنين الوكلاء بتوعه سابوا الراجل ونازلين ضرب في بعض، كل واحد عايز وظيفته، دا الناس باينها اتجننت.
دكتور ع الريق : لهم حق.
ر.م.ا : الناس؟
دكتور ع الريق : لا، قصدي الاتنين الوكلاء.
ر.م.ا : أصلها وظيفة مهمة قوي، مهمة جدًّا، دا الراجل الذي بيوظف وبيرفد، اللي بيسلم واللي بيستلم، بصفتك راجل مثقف تعرفلناش حد ينفع في الشغلانة دي؟ أصل الاتنين الوكلاء ما ينفعوش، دول أصلهم محاسيب المرحوم بقى.
دكتور ع الريق : وهو أنا يا افندم من الصنف اللي يستغل وظيفته كبودي جارد، عشان يقول لحضرتك على حد يعرفه يعينه مدير مستخدمين؟ معاذ الله!
ر.م.ا : امال نعين واحد ازاي بس؟
دكتور ع الريق : بالقانون يا افندم، بالقانون.
ر.م.ا : قانون ايه بس؟!
دكتور ع الريق : القانون بيقول نعمل إعلان في الجرايد، نعمل إعلان.
ر.م.ا : إعلان كده علني؟
دكتور ع الريق : أيوه إعلان علني، ندي فرصة لكل الناس انها تقدِّم.
ر.م.ا : كل الناس كده؟ هي سبهللة، انت مش عارف ان فيه لنا أعداء وجايز حد منهم يتقدم؟
دكتور ع الريق : لا يا افندم، امال الامتحان راح فين؟ ساعة الامتحان يبقى دا بقى شغل إدارة الأمن انها تفرز العدو من الصديق. امال! من ضمن الامتحان لازم كشف الهيئة، ودي عليَّ أنا.
ر.م.ا : عليك انت؟
دكتور ع الريق : امال يا افندم دا صميم اختصاصي، أنا الراجل بتاع الأمن.
ر.م.ا : طب مستني إيه؟ اعمل إجراءاتك وعينوا واحد عشان نفض الخناقة.
دكتور ع الريق : أنا تحت أمرك.
(يخرج ثم يقف مواجهًا للمتفرجين) مطلوب لمؤسسة السعادة الكبرى عدد واحد مدير مستخدمين ذو ثقافة عالية وخبرة طويلة في التعيين والرفد.
٥٦ غربية (فجأة) : يبقى انا.
أهو كلام : وانت عندك خبرة في التعيين والرفد؟
٥٦ غربية : عندي قوي، دانا اتعينت وترفدت يجي ميت مرة.

(يخرج من وسط الصالة مخترقًا ممر المتفرجين إلى الباب الخارجي للمسرح.)

ر.م.ا : هيه يا دكتور يا بتاع الأمن، عملت إيه؟

(ويدخل دكتور ع الريق ويضرب تعظيم سلام.)

دكتور ع الريق : تمام يا افندم.
ر.م.ا : خلاص؟
دكتور ع الريق : خلاص يا افندم.
ر.م.ا : عملت إعلان؟
دكتور ع الريق : وقدم يجي ألف واحد، عملنا امتحان نجح عشرة، خدنا واحد متعلم.
ر.م.ا : امال فين شغله؟ أنا مش سامع له حس ليه؟
دكتور ع الريق : أسمعك حسه يا افندم، أسمعك حالًا.

(٥٦ غربية في ميكرفون داخلي للمسرح.)

٥٦ غربية : يسر مدير عام المستخدمين — حلوة قوي مدير عام دي، ولا عمر جدك عليه السلام كان يحلم بيها — يسر مدير عام المستخدمين بتاع مؤسسة السعادة الكبرى، أن يعلن للأهالي الكرام عن حاجة المؤسسة إلى ضاربة رمل وودع، واتشوف البخت وتبين زين، الشروط …
طعمية (واقفة ثم مخترقة ممر المتفرجين إلى خارج المسرح) : يا بخت من نفع واستنفع، تعبٌ كلها الحياة فما أعجب إلا من راغب في ازدياد.
أهو كلام : هه وآدي أومة، أنا حاستنى أما يندهولي؟ أروح انا اسعى على رزقي (يخرج من الممر).
٥٦ غربية : مطلوب خبير في الكيف، والسجاير اللف والماكينة وخلافه وخلافه.
فركة كعب (ينظر إلى يمينه فيجد المقاعد خالية وكذلك إلى يساره) : أظن دي بقى آخدها انا بالتزكية.

(ثم يخرج إلى الممر.)

(يختفي الأخ اختفاء غير محسوس، وتقوم ألماظ على مكتبها متأبطة دوسيهًا آخر، وحين تصل إلى باب رئيس مجلس الإدارة.)

دكتور ع الريق : ممنوع.
ألماظ : نعم؟
دكتور ع الريق : لا مؤخذة بحكم العادة. إنما انت بقى فوق العادة. اتفضلي (تدخل).
ر.م.ا : بنت حلال! كنت عايزك بشكل.
ألماظ : دانا اللي كنت عايزاك في موضوع مهم.
ر.م.ا : مش أهم من الموضوع الخصوصي اللي انا عايزك فيه.
ألماظ : خصوصي قوي ولا خصوصي بس؟
ر.م.ا : خصوصي قوي قوي جدًّا كمان.
ألماظ : طب نأجله دقيقة واحدة على بال ما نخلص من الشغل.
ر.م.ا : الشغل الشغل، هو مفيش حاجة عندك الا الشغل؟
ألماظ : وانا باشتغل عشان مين؟!
ر.م.ا : عشاني، طبعًا عشاني، امال حيكون عشان مين؟! أما انا عبيط بشكل، أيوه يا ستي نشتغل، يالا بقى نشتغل.
ألماظ : نشتغل ازاي؟ ما نقدرش نشتغل.
ر.م.ا : ليه بس؟ ما انا اهه وانتي اهه.
ألماظ : لا ما ينفعش كده، احنا ما نشتغلتش كل حاجة النهارده، بكره ما نلاقيش شغل، عايزين خطة يا عزيزي.
ر.م.ا : نعمل خطة.
ألماظ : لا، مش احنا اللي نعمل، المدير بتاع قسم بكره اللي عملناه، هو اللي يعمل.
ر.م.ا : احنا عملنا قسم اسمه قسم بكره؟
ألماظ : واتعين مديره من زمان، تحب اعرفك بيه؟ دا شاب ظريف قوي.
ر.م.ا : شاب وظريف؟ لأ مش عايز اعرفه.
ألماظ : عشان خاطري، عشان خاطري، عشان خاطري.
ر.م.ا : أعرفه واعرف أبوه كمان.

(تخرج ألماظ وتقف على الباب الفاصل.)

ألماظ : اتفضل يا أخ.
ر.م.ا : أخ؟
ألماظ : أيوه اسمه كده.

(يدخل الأخ من باب السكرتير، ثم من الباب الفاصل.)

ر.م.ا : الله! دا مخطط راخر، إيه الحكاية بالضبط؟
الأخ : انت عايز تعرف الحكاية إيه بجد؟
ر.م.ا : امال بهزر، الحكاية بجد إيه؟
الأخ : الحكاية انك مش عارف تشتغل.
ر.م.ا : انت بتقول إيه يا جدع انت؟ بيقول إيه الجدع ده؟
الأخ : بقول مش عارف تشتغل، الشغل مش كده يا سعادة رئيس مجلس الإدارة.
ر.م.ا : امال الشغل يبقى ازاي يا حبيبي؟
الأخ : بقى مؤسسة السعادة الكبرى ييجي لها المعرِّي لغاية باب رئيس مجلس الإدارة، يقوم يطرده كده ويرجع المعرِّي ماشي؟!
ر.م.ا : امال كنت عايزني اعمل له إيه يا حبيبي؟
الأخ : تعمل له حاجات كتير، أنا لو منك كنت خليته عمل مؤتمر صحفي، كنت خليت العالم كله يتكلم عن معجزة ظهور المعرِّي بعد ألف سنة من موته، عشان بس يمدح المؤسسة ورئيس المؤسسة. كنت جندت وسائل الإعلام كلها لمدة سنة عشان تتكلم عن الحدث الخطير دا.
ر.م.ا : معلهش فاتتنا دي، إنما ملحوقة نبعت نجيبه.
الأخ : بعد إيه، بعد إيه؟ ثم مؤسستكم دي بتعمل ايه؟
ر.م.ا : بتقدم للناس السعادة الكبرى.
الأخ : سعادة مزيفة، سعادة مريضة، مخدرة مؤقتة، سعادة المساواة في التعاسة، احنا عايزين السعادة الحقيقية، السعادة بتاعة النهارده وبكرة، السعادة اللي لقدام، السعادة الدوغري اللي على طول، المحددة، الدايمة …
ر.م.ا : أفهم من كده يعني ان حضرتك عندك نقد للمؤسسة، بتنقدنا يعني؟
الأخ : بنقدكم، دانتو عايزين الهدم مش النقد.
ر.م.ا : وعلى إيه؟ خلاص يا سيدي ولا تزعل، نعينك مدير عام.
ألماظ : ما هو متعين.
ر.م.ا : منبقى نرقيه، انت من هنا ورايح تترقى، عايز تترقى إيه؟
الأخ : رئيس مجلس إدارة.
ر.م.ا : هه هه (يضحك) لأ كويسة، نكتة كويسة.
الأخ : دي مش نكتة.
ر.م.ا : الله دا باينه مجنون، وعايز يعمل رئيس مجلس إدارة، يا خبر! دا باين من الأعداء، يا ساعي (يضغط على الجرس) يا بودي جارد (يضغط على الجرس) يا مستخدمين يا كل اللي بيشتغلوا في المؤسسة (يضغط على الجرس عدة ضغطات. واحدًا وراء الآخر يدخل دكتور ع الريق، ٥٦ غربية، ثم طعمية، ثم فركة كعب، ويقفون عن يمين ويسار الأخ الذي يتقدم في اتجاه المكتب، ورئيس مجلس الإدارة يرمقهم ثم يقهقه فجأة).
ر.م.ا : لأ، كويسة، انتو عايزين تخضوني ولا هي إيه؟

(يصمتون ويقتربون وهم صامتون.)

ر.م.ا : يا نهار اسود! اليوجا.
(ينقلب فوق المكتب ويرمقهم بعينيه المقلوبتين فيجد أنهم يتقدمون فيقول في الحال.) طب، طب، طب، انتو عايزين إيه؟
الأخ : عايزين الكرسي دا لو سمحت.
ر.م.ا : كرسي إيه يا اخينا؟ (يمسك التليفون) يا بوابة، يا بوابة، يا حسابات، يا حسابات، يا إدارة، يا إدارة.
الأخ : ما تتعبش نفسك، المؤسسة كلها مخططين.
ر.م.ا : يا ألماظ.
ألماظ : انت مش شايفني مخططة؟
ر.م.ا : أنا اللي استاهل.
الأخ : تسمح؟
ر.م.ا : إيه؟
الأخ : الكرسي.
ر.م.ا : الكرسي بس، خد لك دستة كراسي بحالها.
الأخ : والمكتب دا لو سمحت.
ر.م.ا : والمكتب إذا كان نفسك فيه خده راخر.
الأخ : والأوضة لو سمحت.
ر.م.ا : حقه كله إلا كده؟ طب وانا؟ أنا اروح فين؟
الأخ : تروح بيتكم.
ر.م.ا : أروح بيتنا ازاي؟ حاشتغل رئيس مجلس إدارة على مراتي؟
الأخ : تشتغل ما تشتغلش، انت حر، ياللا.
ر.م.ا : هو انا قلت حاجة؟ اتفضل الكرسي اهو (يغادر الكرسي) والمكتب اهه، والأوضة اهي. اتفضل اقعد واستريح، والله والله أنا قلبي كان حاسس من ساعة ما دخلت، بالشر من قبل ما تدخل، من بدري وانا حاسس (في أنفة وكبرياء يتجه الأخ إلى الكرسي ويجلس عليه، ثم يرمقهم وتتوقف عيناه عند ر.م.ا.)
الأخ : مستني إيه؟
ر.م.ا : مش عايزين حاجة، محتاجة؟ الكرسي مريح، تاعبك، أوطيهولك ولا أعليهولك؟ أحسن احسن أعليهولك.
الأخ : لا، متشكر، كده كويس.
ر.م.ا : طب والنبي، والنبي لي رجاء، رجاء أخير.
الأخ : قوله وخلصنا.
ر.م.ا : أنا ما احبش قعدة البيت، شوفلي سعادتك أي شغلة كده ولا كده.
الأخ : متأسف، احنا ما بنشغلش إلا المخططين اللي زينا.
ر.م.ا : طب ما انا زيكم.
الأخ : انت لابس سادة.
ر.م.ا : مين قال كده؟ دا من فوق بس وحياتك، إنما انا من زمان (ويخلع جاكتته) متخطط زيكو تمام، هو انا عبيط؟ دا انا قلبي كان حاسس (ويخلع الجاكتة فإذا بها مخططة من الداخل يرتديها بالمقلوب).
الأخ : والبنطلون.
ر.م.ا : متخطط راخر وحياتك، والفانلة، وكله.

(يخلع البنطلون ويضع ساقيه فيه.)

الأخ : برضه متأسف، داحنا حنهد المؤسسة المزيفة دي ونبنيها من جديد، من م. س. ك مؤسسة السعادة الكبرى حانخليها م. س. ح مؤسسة السعادة الحقيقية. وانت اللي بنيتها واللي بنى حاجة مش ممكن يهدها أبدًا. دي عايزة واحد تاني خالص، فهم جديد يشتغل بطريقة جديدة.
ر.م.ا : أنا في عرضك، اديني فرصة، أنا طنيبك، أنا خدامك، قللي امسح البلاط امسح، أنفض جزمتك انفضها، أموت بدالك اموت، دانت حبيبي واخويا واخو الدنيا كلها، وانا حاكون أخلص م الكلب وأنعم م القطة، أنا في عرضك
الأخ (مفكرًا هنيهة) : كده؟
دكتور ع الريق : احنا لا يمكن نشغل الانتهازية اللي زيه.
الأخ : مين قال كده؟ مين قال ان احنا ما نشغلهمش ونستفيد منهم؟ دا أحسن شغل تاخده من الانتهازية دول، وعلى العموم احنا نختبره.
ر.م.ا : إيدك ابوسها (ينقضُّ على يده ويقبِّلها ويستمتع الأخ بالقبلة) أنا تحت أمرك، أنا تحت أمر اللي تحت أمرك.
الأخ : المسرح الكوميدي بيعرض رواية ناجحة قوي، تعرف تروح تستولى عليها؟
ر.م.ا : أعرف قوي، دانا بتاع المسرح كله، أستولى عليها، وعلى اللي بيمثلوها، واللي بيتفرجوا عليها كمان.
الأخ : خد معاك ناس.
ر.م.ا (خارجًا) : ما تخافش، اعتبر المسرح الكوميدي وقسم عابدين، وعابدين والأزبكية كلها اتخططت من الساعة دي.
دكتور ع الريق : كنت أنا رحت فيها دي، دا انا اعرف عم حسين بواب البناية.
الأخ : لأ، انت عليك الأوبرا.
دكتور ع الريق : ي. ا. ا.
طعمية : تعلِّم في المتبلِّم يصبح ناسي. الضرب في الميت حرام.
الأخ : وانتي ع الحسين، خدي الجامع بالحي اللي فيه، ما تخليش ولا واحد.
طعمية : شي لله يا حسن وحسين مدد، أنا جايالك يابن بنت المصطفى، جايالك (تخرج).
٥٦ غربية : أهي كنت عايزها انا دي، حقه في هناك كام قهوة منشِّن عليها.
الأخ : لأ، انت تروح آسيا.
٥٦ غربية : آسيا خبط لزق كده؟
الأخ : بس خد بالك في هناك حروب كتير.
٥٦ غربية : ما تخفش عليَّ يا أخ، أنا مش هارجعلك إلا بالتمنميت مليون كلهم ابيض واسود إن شاء الله (يخرج).
الأخ : وأنت (مشيرًا لفركة كعب) عليك وعلى تركيا وبلغاريا والبلقان.
فركة كعب : مفيش مانع بس البايخ فيها حتة الدخان التركي، أصلو بيعملي حساسية.
أهو كلام : وانا يا سيادة الأخ؟ انت نسيتني ولا إيه؟
الأخ : نسيتك ازاي؟ وانت عليك أخطر حاجة.
أهو كلام : لازم الربع الخالي واليمن والهِو دا.
الأخ : لا لا، انت عليك الذاكرة والأحلام.
أهو كلام : الذاكرة والأحلام؟
الأخ : أيوه ابتدي من الحاضر، وارجع مع التاريخ، خططه كله، ولما تخلص خطط الأحلام.
أهو كلام : بس كده؟ مبسط خالص كلا كام مليون سنة، فكرة فركة كعب.
الأخ : أما انتي بقى.
ألماظ : أيوه انا بقى؟
الأخ : انتي على هوليود على طول، ابتدي بعمر الشريف.
ألماظ : وانت حانسيبك لوحدك هنا؟
الأخ : لوحدي مين؟ مين قال ان لوحدي، أنا معايا العالم كله.
ألماظ : فين؟
الأخ : هنا في دماغي، متخطط وجاهز وسعيد، لوحدي ازاي؟!
ألماظ : طب وقلبك زمانه فاضي.
الأخ : قلبي مليان دم، وما دام العالم في دماغي وقلبي فيه الدم ابقى لوحدي ازاي؟!
ألماظ : طب مش عايز حاجة؟
الأخ : أيوه عايزك قبل ما تمشي تخليهم يغيروا يافطة المؤسسة ويحطوا يافطة مؤسسة السعادة الحقيقية م. س. ح. الكاف دي يلغوها خالص، يلغوا أي كاف؛ فلقد آن للعالم أن يتذوق طعم السعادة الحقيقية.

(تنسحب ألماظ بهدوء ويبقى الأخ وحده في منتصف الحجرة ثم يهبط الستار ببطء.)

وهكذا يخطط العالم أجمع — والفكرة التي تبدأ مجرد إيمان في قلب إنسان واحد ما يلبث أن يعتنقها نفر قليل من المؤمنين المخلصين يكافحون ويناضلون ويُضطهدون ولكنهم بالإيمان واليقين يُنصرون.
(ستار)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤