الطبيعة وما بعد الطبيعة: المادة . الحياة . الله
يُجسِّد الكاتب «يوسف كرم» مفهومَ الطبيعة في هذا الكتاب بصورةٍ تُبرِز أهمية «الميتافيزيقا»؛ أيْ ما بعد الطبيعة، وهي المقارَبة التي يُوجِّه الكاتب من خلالها رسالةً إلى العقل الإنساني، فَحْواها: إنما القصدُ من هذا الوجودِ الطُّموحُ إلى ما وراء الوجود؛ أيْ معرفة الحقائق الكونية في الظواهر الطبيعية عن طريق النظر العقلي لمعرفة عِلَل وجود الأشياء. ثم يتعرَّض المؤلِّف لقضية وجود الله وصفاته، كما يربط في نهاية هذا الكتاب بين الواجب الطبيعي والواجب الديني الذي يعتبره نِتاجًا من نِتاجات الواجب الطبيعي، ويُنزِل الدينَ منزلة العلوم الرياضية، باعتبار أن كلًّا منهما يستند إلى مُقدِّمات تُفضِي إلى نتائج، داعيًا إلى التفكير المُوصِّل إلى أسرار الطبيعة؛ لأنه رَدِيف للأفق الواسع، والمعرفة اللامحدودة.