النجاة
أخذ لهب النار يخبو شيئًا فشيئًا، ولم يكن هناك المزيد من الخشب. قال هنري: «نفد الخشب.» وأشار أثناء ذلك إلى أشجار الصنوبر التي تقف على بعد عشرين قدمًا من مكان المخيم.
أومأ بيل، ووجه بندقيته إلى مجموعة من الذئاب، وأطلق الرصاص. وتمكن هذه المرة من إصابة أحد الذئاب في قدمه الخلفية إصابة خفيفة. تعثر الذئب المصاب في مشيته، وأخذ يعوي من الألم في الوقت الذي لاذت فيه بقية الذئاب بالفرار. هرع هنري وبيل ناحية أشجار الصنوبر، وكان عدوهما هذه المرة أسرع من أي مرة عَدَوَا فيها من قبل في حياتهما. ولم تمض إلا ثوانٍ حتى كان كل منهما متسلقًا إحدى الأشجار ينظر إلى الذئاب وهي تحوم حولهما وتعوي من خلفهما.
بدأت الذئاب يقاتل كل منها الآخر، وكانت الكلبة الحمراء تهِرُّ وتكشر عن أنيابها في وجه كل من يقترب منها. أخذ ذئب رمادي ضخم — هو قائد القطيع — يعض أعقاب الذئاب الأخرى، ويدفعها لإيجاد طريقة للوصول إلى الرجلين. في الوقت نفسه، ظل هذا الذئب يبعدهم عن الكلبة الحمراء، لكن لم تكن هذه البادرة منه ذات ضرورة؛ فلم يكن أي من الذئاب يقدر على الاقتراب منها.
بعد ساعات سمعت الذئاب شيئًا ما على بعد. كانت الكلبة الحمراء هي أول من توقف وأنصت إلى الصوت، وسرعان ما أدركت ما في الأمر، وعدت في الاتجاه المعاكس، وتبعها قطيع الذئاب. تساءل هنري وبيل ما الذي أخاف قطيع الذئاب.
اقترب من المكان ستة رجال على مزلجات، ولم يكن بمقدور هنري وبيل أن يتخيلا كم هما محظوظان. وعلى الفور صاح كلاهما، ولوَّحا للرجال.
صاح هنري: «هنا بالأعلى. لقد أتيتم في الوقت المناسب تمامًا!»
توقفت المزلجة أسفل الأشجار، وصاح أحد الرجال الستة: «ما الذي تفعلانه هناك بالأعلى؟»
قال بيل في صوت المتلعثم: «كلل … بة حمراء. قد أغوت كلاب المزلجة واستدرجتهم بعيدًا، وحاول قطيع من الذئاب النيل منا.»
ساعد الرجال الستة هنري وبيل على النزول، واحتضن الرجلان منقذيهم. مع ذلك، لم يكن هناك متسع من الوقت لطرح الأسئلة والإجابة عنها. غلب النعاس الرجلين على نحو شبه فوري بعد أن أنهكتهما المغامرة. وفي الوقت الذي انشغل فيه الرجال الستة بنصب المخيم وتناول الطعام، جعل بيل وهنري يغطان في نوم عميق فوق البطاطين.
كان قطيع الذئاب في ذلك الوقت قد ابتعد فعلًا عن المكان. سلكت الذئاب مسلكًا جديدًا، وكلها أمل في أن تلتقط رائحة صيد آخر في البرية المتجمدة. وفي الوقت الذي علا فيه القمر في السماء، شقت الذئاب طريقها في سلاسة بين الأشجار. انتهت قصة هنري وبيل، لكن قصة الكلبة الحمراء والذئاب لا تزال في بدايتها.