الفصل الأول

الوقت عشي قبل المغرب

يُكشَف الستار عن وصيد خيمة أعرابي قد فرش أمامها بساط (كليم) مقلَّم، جلست عليه أميمة البدوية، وأمامها نول نصبت عليه شالًا وهي تطرز. والشال من الحرير الأبيض، وإذا تفحصها الناظر وجدها مشتغلة الفكر، مختلجة اللب، قوية النفس، مُلِئت صراحةً وثباتًا. أما هي فعينها براقة قوية النظرة، ذات رمش أسود طويل الشعر، يظل خدًّا أبيض مشربًا بحمرة وردية ساحرة، إلى جانبه أنف صغير، حاد العرنين دونه، فم مثل فم الأطفال، طريء ندي صوتها في الحديث، بيِّن النبرة ليِّن النغمة. أما ملابسها، فغطفة زرقاء، وثوب أسود به أسماط من الفضة، وفي قدميها نعل بقبالين، يعلوهما خلخال من الفضة. وعلى الجملة، فهي فتاة لا تمتاز عن مثيلاتها إلا بفرط جمالها، وشدة سحر هذا الجمال.

(تقبِّلها وتقبِّلها البدوية.)

(عند ذلك تدخل أميمة وناعسة، فإذا رآها الخليفة امتلكته دهشة لروعتها، أثناء التفات الخليفة يلتفت الجمع وأسامة أيضًا إلى القادمتين.)

(أثناء نطق أسامة بالجملة ينطق الخليفة بجملته الآتية دون أن ينتظر أسامة.)

(تتقدم أميمة إلى الخليفة فيقلدها العقد وهو مأخوذ.)

(تنسحب إلى الوراء هي وابن مياح، وتدخل وسط جماعتها.)

(تظل البدوية وابن مياح مشتغلين عن حديث الخليفة وأسامة بما يجري بينهما من الكلام الذي لا يُسمَع.)

(عند ذلك تعلق البدوية العقد على يد الخليفة وهي ممدودة، ثم تنسحب وهو في غفوته الأولى، وتبقى يده ممدودة، والعقد مدلى منها وهو لا يشعر.)

(تذهب إليه.)

(يظل على الأرض يتأوه ويُسدَل الستار.)