النهضة اليابانية الحديثة
«وأدَّى الانفتاح على العالَم الخارجي إلى احتكاك اليابانيين في المواني والمدن التي فُتِحت للتجارة الخارجة (وخاصةً يوكوهاما) بالأجانب في محاوَلة للتعرُّف على ثقافتهم، وأنشأت الحكومة مدرسة لتعليم موظَّفيها اللغات الأجنبية، كما أرسلَت الوفود الرسمية وبعثَت الطلاب إلى أمريكا وأوروبا.»
كانت النهضة اليابانية في القرن التاسع عشر أمرًا مُلحًّا من أجل التصدِّي للقوى الغربية التي أجبَرت اليابان على الانفتاح على العالَم بعد قرون طويلة من العزلة، وكانت أول خطوة في سبيل النهضة هي القضاء على أسرة «طوكوجاوا» اليابانية، وإعادة السلطة في يد الإمبراطور، وإجراء تغييرات شاملة في البلاد على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والإداري، وتلمُّس سُبل النهضة الأوروبية، وخاصةً في المجالَين الاقتصادي والعسكري؛ فأصدَر الإمبراطور مرسومًا عُرف باسم «ميثاق العهد ذي المبادئ الخمسة»، فتَح الباب لتغييرات شاملة على مستوى المجتمع، ودخلت اليابان في طور جديد عُرف بالنهضة اليابانية الحديثة، فجعلت التعليم والجيش والإصلاح الإداري والاقتصادي والاجتماعي في صدارة الأولويات، واستطاعت الانتقال من دولة مُنعزِلة وعرضة لأخطار الدول الاستعمارية الغربية إلى دولة قوية في قلب العالم الحديث. وقد ضمَّن الدكتور «رءوف عباس» في هذا الكتاب دعائمَ النهضة اليابانية الحديثة للوقوف على الكيفية التي حقَّقت بها اليابان نهضتَها.