سكلي
بفضل الشهرة الغامرة لأبل ٢، كانت مبيعات أبل لا تزال ترتفع. لكن شاعت نكتة في وادي السيليكون: ما الفرق بين أبل وأطفال الكشافة؟
الإجابة: يتمتع أطفال الكشافة بإشراف الراشدين عليهم.
بعد رحيل «مايك سكوت»، كانت أبل في حاجة إلى قائد حقيقي، شخص يستطيع توجيه طاقة جوبز وشغفه، ويحسن الاستفادة من كل ما في الشركة من ذكاء وقدرات إبداعية خلاقة شابة. في ١٩٨٢م، قاد هذا البحث جوبز و«مايك ماركولا» إلى «جون سكلي»، القائد النشط لشركة «بيبسيكو». كان سكلي قد حظي باهتمام قومي مع التسويق الماهر والحملة الدعائية القوية التي سميت ﺑ «تحدي بيبسي»، خصوصًا بعد أن تجاوزت مبيعات بيبسي مبيعات كوكاكولا لفترة. كان رجل تسويق يعرف كيف يبيع لجيلٍ أصغر.
خطب جوبز ود سكلي لأشهر، حيث اجتمع به في نيويورك وأيضًا حين زار سكلي كاليفورنيا. في البداية لم يكن سكلي يعرف الكثير عن أبل، لكن في أثناء رحلة إلى لوس أنجلوس لزيارة ابنه ذي السبعة عشر عامًا وابنته ذات التسعة عشر عامًا، عرف بسرعة أنه يتعامل مع شركة ناجحة. طلب من ولديه أن يصطحباه إلى متجر كمبيوتر، وذكر أنه على وشك أن يقابل ستيف جوبز من أبل. وعلى الرغم من أن ولديه المراهقين كانا يذهبان إلى المدرسة مع أبناء المشاهير، جاء رد فعلهما وكأنه على وشك أن يقابلا نجمًا كبيرًا من نجوم موسيقى «الروك».
قالت ابنته: «ستيف جوبز؟! هل أنت ذاهب للقاء ستيف جوبز؟»
أصر سكلي مرات ومرات في أثناء زياراته على أنه سعيد في وظيفته، وأنه يحب ساحل أمريكا الشرقي حيث مقر شركة «بيبسيكو». لكن بمجرد أن قرر جوبز أن سكلي هو الرجل المناسب، استخدم كل قوة سحره. أخيرًا، بعد زيارة طويلة ذات يوم في نيويورك، استخدم جوبز التحدي الذي غير من رأي سكلي: «هل تريد أن تقضي بقية حياتك تبيع ماءً مسكَّرًا أو تريد فرصةً لتغيير العالم؟»
انضم سكلي وهو في الرابعة والأربعين إلى أبل في ربيع ١٩٨٣م، براتب مليون دولار ووُعد بمليون آخر كعلاوة.
سارت الأمور بينه وبين جوبز بشكل رائع في البداية، وكانا يتحدثان عدة مرات يوميًّا، ويسيران لمسافات طويلة معًا، وأصبحا مقربين للدرجة التي أصبح كل منهما يفكر كالآخر، بل ويعلم ما هو على وشك قوله، حتى إن جوبز، في أثناء تناول الفطور ذات يوم في منزله مع سكلي وزوجته، أخبرهما عن سبب تعجله بهذه الطريقة. قال جوبز: «وقتنا جميعًا قصير على هذه الأرض. على أغلب الأمر لا تتوافر لنا سوى بضع فرص للقيام بأشياء عظيمة ولتحقيقها بشكل جيد حقًّا … أشعر بأن عليَّ أن أحقق الكثير من هذه الأشياء وأنا شاب.»
رأى سكلي شبابه في حماس جوبز والتزامه: «انبهرتُ بعقله ورؤيته وموضعي فيها. كان بإمكاني أن أساعد ستيف ليصبح هنري فورد عصر الكمبيوتر.»
كان لجوبز عدة أبطال من بينهم: «إدوين لاند» مؤسس «بولارويد»، والمخترع توماس إديسون، وهنري فورد الذي أخذ منتجًا غاليًا — السيارة — وتبنى طرق تصنيع أكثر كفاءة حتى يتمكن من بيعه للجمهور بسعر مناسب. كان جوبز يريد كمبيوترًا للجمهور بالمثل، بحيث يكون مصممًا للمستخدم، وليس للمتخصصين في أقسام التكنولوجيا في الشركات.
ليحقق حلمه، أراد أن يكون سعر ماكنتوش ٢٠٠٠ دولار، ولكنه كان يريد أيضًا ميزانيةً دعاية ضخمة. أخبره سكلي بأنه لا يستطيع تحقيق الأمرين معًا، فإذا كان سينفق الكثير على التسويق، لا بد أن يؤخذ ذلك بعين الاعتبار عند تحديد السعر. وأقنع جوبز في النهاية بأن عليه أن يبيع الماكنتوش بسعر ٢٤٩٥ دولارًا، وهو سعر رأى جوبز أنه مرتفع جدًّا.
طلب الاثنان من الوكالة أن تبيع وقت الإعلان لشخص آخر، لكن حين عادت الوكالة لتقول إنها لم تستطع أن تحصل على ثمن مناسب، قررت أبل أن تمضي قدمًا مع الإعلان.
في أثناء الربع الثالث من تفوق فريق «لوس أنجلوس رايدرز» على «واشنطن ردسكينز» في نهائي «السوبر بول»، أظلمت شاشات التلفزيون عبر أمريكا قبل أن تدخل صفوف من رجال حليقي الرءوس يرتدون ملابس فضفاضة ويسيرون بشكل رتيب إلى غرفة ويجلسون على آرائك خشبية. بوجوه خلت من التعبير، يشاهدون شاشة، حيث يُلقي عليهم محاضرةً شخص دمج بين شخصية الساحر «أوز» والأخ الأكبر (من كتاب جورج أورويل «١٩٨٤»)، في إشارة ماكرة إلى «آي بي إم». تقطع الكاميرا على امرأة شقراء تدخل جريًا إلى الغرفة ومعها مطرقة ثقيلة مرتدية شورتًا أحمر وتيشيرت ماكنتوش. تتوقف فجأة وتطوح المطرقة وتقذفها إلى الشاشة التي تنفجر في ضوء ساطع.
يبدأ الراوي بالكلام: «في ٢٤ يناير، ستطرح أبل كمبيوتر ماكنتوش.» وفي إشارة إلى الرواية الكلاسيكية ﻟ «جورج أورويل»، يضيف: «وسوف تعرفون لماذا لا تشبه سنة ١٩٨٤م رواية ١٩٨٤.»
كان الإعلان مخيفًا بعض الشيء، وغريبًا، وساحرًا تمامًا. وبالنسبة إلى كثيرين من المائة مليون شخص الذين شاهدوه، كان أفضل ما في المباراة.
بعد بضعة أيام، أعطى جوبز مقدمة رسمية لحاملي أسهم أبل في الاجتماع السنوي. قدم جوبز الجهاز الجديد باعتباره جزءًا من المواجهة الحاسمة بين أبل و«آي بي إم»، ثم أشعل حماس الحشد بعرض الإعلان مرة أخرى. ثم أثبت جوبز نفسه كمخرج استعراضي، فأخرج جهاز ماكنتوش من حقيبة يد، واصفًا خصائصه المميزة، وأخرج قرصًا مرنًا صغيرًا من جيب قميصه. بينما كان «الماك» يشغل القرص، بدأ في عرض مهاراته: الخطوط، والجداول، والألعاب، والرسوم. وأخيرًا، ضغط جوبز زرًّا على الماوس، وبصوت كمبيوتر، بدأ الجهاز يتحدث: «أهلًا، أنا ماكنتوش. إنه لأمر عظيم أن أخرج من تلك الحقيبة.»
تحمس الحشد بشدة.
في الأسابيع القليلة التالية، أوصل جوبز بنفسه أجهزة الماكنتوش إلى المغني «ميك جاجر» (تركه مع ابنته)، وإلى «شون لينون» الابن الأصغر ﻟ «يوكو أونو»، والراحل «جون لينون»، بالإضافة إلى مشاهير آخرين. منح عشرات الصحفيين إحاطات مبكرة ومفصلة عن الجهاز، وامتلأت المجلات والصحف بالثناء عليه. طارت الأجهزة من على رفوف المتاجر في هوجة شراء جبارة، وبيع حوالي ٧٠ ألف جهاز في مائة يوم، بما يزيد على المبيعات الأولية لكمبيوتر «آي بي إم» الشخصي.
لم تستمر نوبة الجنون بالماكنتوش طويلًا. بعد الارتفاع المبدئي المبكر، بدأت المبيعات تتراجع. في عيد الميلاد «الكريسماس» في ١٩٨٥م، توقعت أبل بيع حوالي ١٥٠ ألف جهاز، لكنها لم تبع إلا ١٠٠ ألف. ثم هبطت المبيعات أكثر.
هبَّطت كل القيود التي فرضها جوبز من عزيمة المشترين الجدد، كالذاكرة الضئيلة، وغياب فتحات التوسع، ومفاتيح المؤشرات، ومشغل القرص الصلب. كانت الذاكرة الضئيلة إحدى أكبر المشاكل. قارنها أحد المشتغلين في أبل بمحاولة تشغيل سيارة «هوندا» بخزان وقود لا يسع إلا جالونًا واحدًا. ولأن استمرار الأنشطة على الشاشة كان يتطلب قدرًا كبيرًا من ذاكرة الكمبيوتر، لم يكن لبرنامج معالجة النصوص أن يعالج أكثر من ثماني صفحات في المرة، تكفي بالكاد لكتابة فصل. وبسبب ارتفاع حرارته، سمى بعض النقاد «ماك»: «آلة تحميص الخبز البيج».
والأسوأ من ذلك أنه في بداية ١٩٨٥م، ضربت أبل بإعلان آخر مكلف، أذيع أيضًا في مباراة «السوبر بول»، يصور مستخدمي الكمبيوتر الشخصي وكأنهم قطيع من القوارض يتبع كل منهم الآخر إلى هاوية. واعتبر الإعلان إهانة لمن اشتروا معظم الحواسب الشخصية، وخلف وراءه انطباعًا سيئًا.
في بداية ١٩٨٥م بلغ جوبز الثلاثين، وأقام حفل عشاء راقصً وفاخرًا لثلاثمائة شخص، وأحيته المطربة «إيلا فيتزجيرالد». أحضر له ضيوفه هدايا خاصة: نبيذًا فاخرًا، كريستالًا، طبعةً أولى من كتاب، وحتى أسهمًا في إطار من أسهم «آي بي إم». لكنه تركها كلها في غرفة الفندق، لم يكن مهتمًّا بتلك الأشياء المادية.
في ذلك الوقت، أجرَت معه إحدى المجلات حوارًا طويلًا. كانت أسهم أبل التي كانت قد صعدت إلى ٦٣٫٥٠ دولارًا للسهم الواحد في أثناء الضجة التي أثارها «ليزا» في منتصف ١٩٨٣م، قد هبطت، وتهاوت قيمة أسهم جوبز بأكثر من ٢٠٠ مليون دولار، وكانت قد تخطت حاجز اﻟ ٤٥٠ مليون دولار. سخر من الخسارة الهائلة قائلًا: «لا يعدو ذلك أن يكون حدثًا واحدًا من ضمن ما مر بي في السنوات العشر الأخيرة.»
كان يفكر في قولٍ هندوسي قديم: «في الثلاثين سنة الأولى من عمرك تصنع عاداتك، وفي الثلاثين سنة الأخيرة تصنعك عاداتك.» وكان يتأمل في حال أبل، شبه متنبِّئ بتغيرات هائلة قادمة: «آمل خلال حياتي أن أجعل خيط حياتي وخيط أبل يتداخلان بطريقة ما، كالنسيج. ربما يغيب خيطي لبضع سنوات، لكنني سأعود دائمًا.»
كان صديقه القديم ستيف وزنياك قد فعل ذلك؛ بعد حصوله على الدرجة الجامعية، عاد إلى أبل سنة ١٩٨٣م ليعمل على تطوير أبل ٢. لكن في فبراير ١٩٨٥م، تركها مرة أخرى، قائلًا إنه يريد تطوير نوع جديد من أجهزة التحكم عن بعد. وانزعج أيضًا من أن الشركة التي شارك في تأسيسها كانت تتجاهل أبل ٢ بشكل شبه تام، وتركز بصورة متكررة على أحدث الكمبيوترات في الوقت الذي كانت فيه أجهزة أبل ٢ توفر معظم مبيعاتها. كما كشف وز أنه قد باع معظم أسهمه، واضعًا ٧٠ مليون دولار في استثمارات آمنة.
لكنه لم يغادرها تمامًا؛ بقي مستشارًا بمرتب متواضع، يقال إنه ١٢ ألف دولار، وبقي ممثلًا عامًّا لأبل.
في مارس ١٩٨٥م، كرم الرئيس رونالد ريجان جوبز ووزنياك، مع آخرين، بأول وسام وطني للتكنولوجيا والابتكار. ولأن وزنياك كان قد ترك الشركة للتو، لم ترسل أبل وفدًا ولم تخطط للاحتفال. توقف الاثنان ببساطة عند محل ساندويتشات بعد انتهاء مراسم تسلم الوسام.
كان سكلي أيضًا مشغولًا تمامًا. لم يكن من الممكن أن تتحمل أبل فشل «الماك»؛ فيما يشكل ضربة ثالثة بعد مهزلة أبل ٣ ونتائج «ليزا» الضعيفة، حيث حقق مبيعات أقل من نصف المتوقع.
وسط هذا الجو المضطرب، بدأ جوبز وسكلي يتشاجران، ويتهم كل منهما الآخر. أدرك سكلي أنه، أيضًا، كان قد وقع تحت تأثير مجال تشويش الرؤية عند جوبز. خلص إلى أن جوبز كان يتدخل فيما يتعلق بالعمليات الأخرى، ويصدر أوامر كثيرة جدًّا، ويغير الخطط، ولا يحقق التغيرات التي كان ماكنتوش في أشد الحاجة إليها. شكك جوبز في قدرة سكلي وفي فهمه للتكنولوجيا وتجارة الكمبيوتر.
في اجتماع لمجلس الإدارة في أبريل ١٩٨٥م، وبخ المديرون القدامى سكلي بعنف. كان قد عُيِّن رئيسًا تنفيذيًّا، وكان المطلوب منه أن يمسك بزمام الأمور، لا أن يشارك جوبز فيها. وحين قالوا «إن جوبز يتصرف مثل طفل مزعج وسخيف.» أوضحوا بجلاء أنه سيتم استبدال جوبز كرئيس القسم المشترك الجديد ﻟ «ماك» و«ليزا» بشخص أكثر خبرة. وأعطى مجلس الإدارة، ومن بينهم «مايك ماركولا»، سكلي حرية إجراء التغييرات حين يكون مستعدًّا.
لم يكن جوبز، خلال طفولته، ومراهقته، ونضجه حتى ذلك الوقت، قادرًا على قبول كلمة «لا». مارس ضغوطه على سكلي لتأجيل التنفيذ. بكى واعترض وشعر بالخيانة، واصفًا سكلي بأنه «بوزو» — كلمة مفضلة لديه لوصف من يعتقد أنه غبي أو أحمق — حاول حتى أن يشرع في إحداث انقلاب بحشد المديرين الآخرين وأعضاء مجلس الإدارة لطرد سكلي، ولكن ذهب كل ذلك سدى.
حاول سكلي لبعض الوقت أن يقنعه بقيادة جهود أبل في البحث والتطوير، لكن جوبز رفض الفكرة. في بداية الصيف، نقل سكلي جوبز من رئاسة قسم ماكنتوش، قائلًا إن دوره الجديد سيكون «صاحب الرؤية العالمية». ونقل مكتب جوبز إلى مبنى تم إخلاؤه بالكامل تقريبًا، وسماه جوبز: «سيبيريا»، مشيرًا إلى خلاء المكان.
بعد ذلك بشهر، قال سكلي لمحللي «وول ستريت»: «بالنسبة إلى العمليات، ليس هناك دور لستيف جوبز اليوم أو مستقبلًا. لا أعرف ماذا سيفعل، وأظن أنه نفسه لا يعرف. ولن يخبرنا بذلك سوى الزمن وستيف جوبز نفسه.»
تألم جوبز بعمق، وشعر كأنه قد لُكم في بطنه بقوة جعلته لا يستطيع التنفس. كانت أبل هي تقريبًا النقطة الوحيدة التي تمحورت حياته كراشدٍ حولها. كلما حاول التقاط أنفاسه، أصبح الأمر أكثر صعوبة. قال: «كلما حاولت أن أتبين ما عليَّ أن أفعله أو أن أتفهم حياتي وما إلى ذلك، بدا الأمر بالضبط كأنني أحاول أن أتنفس بشكل أكثر صعوبة.»
قضى جوبز معظم الصيف في السفر؛ ذهب إلى أوروبا وروسيا مبعوثًا لأبل، وفكر لبعض الوقت أن يبقى في أوروبا كفنانٍ مغترب.
وفكر أيضًا في العمل بالسياسة، لكنه لم يصوت قط، وكان ذلك سوف يعتبر نقطة في غير صالحه.
كان مليونيرًا في الثلاثين من عمره، وفاشلًا في الشركة التي ساهم في تأسيسها. لم يكن يعرف ماذا يفعل.
أبطال
كان لستيف جوبز عدة أبطال، بدءًا من العالم النابغة «ألبرت أينشتاين» الذي كانت صورته معلقة في غرفة نوم جوبز، الخالية تقريبًا من الأثاث.
كما كان جوبز يبجل «أكيو موريتا»، أحد مؤسسي شركة الإلكترونيات العملاقة «سوني»، وكان يضع معايير رفيعة ويقدر الجمال. وحين مات «موريتا» في ١٩٩٩م، قدم له جوبز أسمى مديح ممكن في أثناء أحد عروضه التقديمية قائلًا: «إنه عبَّر عن حبه للجنس البشري في كل منتج صنعه.»
وكان هناك أيضًا «إدوين لاند»، الذي انقطع عن الدراسة في «هارفارد» وشيد شركة «بولارويد» بعد ابتكار كاميرا قادرة على التقاط الصور وإنتاجها في الحال تقريبًا، وقد وصفه جوبز بأنه «كنز قومي».
في ١٩٨٠م، طُرد «لاند» من «بولارويد» بعد محاولة لصناعة نظام سينمائي فوري لم يتمكن من منافسة تسجيلات الفيديو. وكان على الشركة أن تسلم بخسارة استثمارها الكبير. ضايق ذلك جوبز، وقال: «كل ما فعله أنه ضيع بضعة ملايين تافهة فأخذوا شركته منه.»
بعد عدة سنوات، التقى سكلي وجوبز ﺑ «لاند» في مختبره في كامبريدج، وشرح «لاند» اختراعه: «كنت أستطيع أن أرى ما ينبغي أن تكون عليه كاميرا «بولارويد». كانت حقيقية بالنسبة إلي وكأنها موضوعة أمامي قبل أن أصنع واحدة.»
أثَّر ذلك في جوبز، فقال: «هذا بالضبط ما كنت أرى عليه ماكنتوش. لم تكن ثمة وسيلة للقيام بإجراء بحث لاستطلاع آراء المستهلكين بشأنه، لذلك كان عليَّ أن أواصل وأبتكره ثم أعرضه على الناس بعد ذلك.»
وكان الأكثر تأثيرًا في جوبز أن «لاند» كان فنانًا وعالمًا في آن. كان «لاند» يريد لشركته، كما قال جوبز: «أن تقف في نقطة التقاء الفن والعلم، ولم أنسَ ذلك قط.»