الفصل السابع

الجراح

لتأسيس شركة، وإن كانت صغيرة، لا بد من المال. وهكذا بحث جوبز في البداية عن نقود، أو على الأقل عن شخص يوافق على أن يبيع له قطع الغيار بالأجل.

ذهب إلى بنك يطلب قرضًا. حاول أن يحصل على خط ائتمان في محله لقطع الغيار القديمة. سأل رؤساءه القدامى في «أتاري» عن إمكانية شراء قطع الغيار منهم.

رفضوا جميعًا.

أخيرًا، حصل وزنياك على قرض صغير من بعض الأصدقاء، وأقنع جوبز موزع رقائق بأن يبيع لهما قطع الغيار بالأجل. كان أمام أبل ثلاثون يومًا لتسديد الثمن وإما يبدأ احتساب فوائد عليه. كان اتفاقًا تجاريًّا معتادًا، لكن جوبز لم يكن يعرف ذلك.

كانت المشكلة التالية العثور على مكان لتجميع الكمبيوتر الجديد. كان وزنياك في الخامسة والعشرين ومتزوجًا حديثًا، وكان يعمل من شقته الضيقة، وكان إحباط زوجته «أليس» يتفاقم. كان زوجها يعمل دائمًا، إما في «هيوليت باكارد» وإما على الكمبيوتر الجديد، وكانت مائدة الطعام مليئة بأشياء لا يمكن تحريكها.

وكان جوبز في الحادية والعشرين من عمره وقتها وعاد ليعيش في بيت أهله من جديد. استولى على غرفة النوم القديمة لأخته «باتي»، ونظم قطع الغيار في خزانة بأدراج. كما استغل أيضًا «باتي»، التي كانت قد تزوجت وفي انتظار طفلها الأول، لتجميع كل قطع الغيار في لوحات الدوائر المطبوعة الجديدة، مقابل دولار لكل لوحة. بين العمل في غرفته وغرفتها القديمة، تم تجميع الأجهزة الأولى.

حين أوصل جوبز بزهوٍ الدستة الأولى من الكمبيوترات إلى «بايت شوب»، لم يبدُ على «تيريل» الانبهار. لم تكن هناك لوحة مفاتيح أو مصدر للكهرباء أو شاشة، ولم يكن هناك صندوق يحوي أجزاءه، ولم تكن هناك لغة للكمبيوتر تجعله يعمل. لكن «تيريل» كان عند كلمته، ودفع الثمن لجوبز وجمع الأجزاء المتبقية بنفسه.

figure
منزل طفولة ستيف جوبز في لوس ألتوس، كاليفورنيا، والجراج الذي انطلقت منه شركة أبل في بداياتها.

مع أول أرباح حقيقية، استأجر جوبز صندوق بريد وأنشأ خطًّا لخدمة الرد، وكان الاثنان بهدف أن تبدو أبل شركة حقيقية. بانتهاء تجميع أول خمسين حاسبًا بدائيًّا وبيعها ﻟ «تيريل»، حققت أبل ربحًا كافيًا — الأموال المتبقية بعد دفع النفقات — لدفع ثمن قطع غيار لخمسين حاسبًا جديدًا. ولما كان جوبز قد استشعر أن الحظ بدأ يبتسم له، أضحى متأكدًا من قدرته على بيع المزيد من الكمبيوترات للأصدقاء والمحلات الأخرى.

للمساعدة، عين جوبز صديقه القديم من المدرسة الثانوية «بيل فرناندز» الذي كان يعمل في «هيوليت باكارد»، كما عين صديقًا من الكلية لمتابعة السجلات. وحين انضم «دانيل كوتكي» للعمل في الصيف، استولى على أريكة أسرة جوبز.

أصبح المنزل مزدحمًا، فقرر بول، والد جوبز، أن الشركة تحتاج إلى الانتقال إلى مكان جديد، وهكذا نقل الأب المشروع الناشئ إلى جراجه الأثير. جدد الحوائط وأضاف أنوارًا وخط تلفون. أخرج منه قطع غيار السيارات، ووضع أدواته الخاصة جانبًا، وسلم المكان لابنه.

حتى «كلارا»، والدة جوبز، انهمكت في العمل بالرد على التلفون، والترحيب بمندوبي المبيعات والزبائن المحتملين، وتحمل جنون ابنها فيما يتعلق بأنظمته الغذائية القائمة على الفاكهة والجزر، بالإضافة إلى مخلفات وزنياك بعد تناوله الوجبات السريعة. كتب الصحفي «مايكل موريتز»، أنه في مرحلة ما قال «بول» و«كلارا» مازحين لأصدقائهما إنهما «كانا يدفعان الرهن العقاري مقابل الانتفاع بالمطبخ والحمام وغرفة النوم».

مع مبيعاتها الأولى، نشر أول مقال صحفي عن أبل. في يوليو ١٩٧٦م، ذكرت مجلة «إنترفيس» (Interface) أن جوبز، الذي كان «مستشارًا خاصًّا لأتاري»، أصبح مدير التسويق، وأن وزنياك «المبدع والمبتكر الموهوب»، أصبح مدير الهندسة. وقالت ببعض المبالغة إن «جوهر» الشركة هو: «مجموعة منضبطة وذات نظام مالي سليم تفتح آفاقًا جديدة فيما يتعلق بأجهزة الكمبيوتر وبرامجها، وخدمة عملائها.»

كانت الجلبة المنبعثة من جراج جوبز تبدو وقد تحولت إلى شركة حقيقية.

على الرغم من مبيعات الكمبيوتر الجديد، كان جوبز في حيرة من أمره؛ كان لم يزل يبحث عن معنًى أعمق في حياته، وكان يفكر بجدية في حزم أمتعته والذهاب إلى دير «زن» في اليابان.

كان جوبز يزور رفيقته القديمة «كريسان برينان» في مركز «الزن» وانتظم هو نفسه في الذهاب إليه. وأفصح عما يموج في فكره ﻟ «كوبون تشينو»، وهو مرشد روحي ظل جوبز فيما بعد قريبًا منه، وكان «تشينو» يستمع إليه. في النهاية، قال لجوبز إن عليه أن يبقى في عمله، وإن بقاءه في ذلك العمل سيحمل له نفس المعنى العميق الذي قد تحمله رحلته للدير. وبعد تردد وافق جوبز.

وبينما كان جوبز يقيم مستقبله ويشرف على صناعة الكمبيوتر الأول ومبيعاته وتسويقه، كان وزنياك قد بدأ بالفعل في كمبيوتر آخر، مصمَّم خصيصًا لأشيائه المفضلة. توصل إلى طريقة تجعل الكمبيوتر يولد ألوانًا بحيث يمكن أن يشغله على تلفزيون ملون. ولأنه كان يريد أن يلعب لعبة «أتاري» «بريك أوت» على ابتكاره الجديد، أضاف الصوت والرسوم، وإمكانية إضافة أداة يمكن أن تمسك بها في يدك وتحرك بها الأشكال على الشاشة. وحيث إن الكثير من الرقائق التي تدعم المعالج الصغير كانت تزداد سرعة وقوة، استطاع أن يجعل الكمبيوتر أسرع وأقوى أيضًا. وبما أن وزنياك كان يحب التوصل إلى تصميمات تمتاز بالأناقة والكفاءة في آنٍ، فقد استطاع خفض عدد الرقائق إلى النصف بالمقارنة بالنسخة الأولى.

استطاع حتى أن يبني لغة «البيسيك» (BASIC-Beginners All purpose Symbolic Instruction Code) في النظام، وهي لغة كمبيوتر طورت في الستينيات لتساعد الطلاب في تعلم كتابة برامج الكمبيوتر، والتي يمكن استخدامها الآن لبرامج أكثر تطورًا، بحيث يمكن للمشتري أن يأخذه إلى البيت، ويوصله بجهاز تلفزيون أو شاشة، ويشغله، ويكتب بالفعل برامج له في الحال.

وبينما كان وزنياك ينهي تصميمه، اختلف مع جوبز بشأن إحدى التفاصيل؛ كان وز يريد ثماني فتحات إضافية يمكن للمشتري استخدامها لإضافة جهاز أو لوحة دوائر إضافية، بينما أراد جوبز أن يقتصر الأمر على اثنتين، مفترضًا أن الناس لن يحتاجوا إلا إلى إضافة طابعة وربما «مودم»؛ وهو أداة تسمح للكمبيوتر بالحديث من خلال خط تلفون. كان يريد أن يبقى الكمبيوتر بسيطًا.

طال النقاش، لكن وزنياك الذي كان يعرف أن المشترين المحتملين للكمبيوتر سيرغبون في تحسين مشترياتهم والتعديل عليها، أصر على موقفه، وأقنع جوبز في النهاية.

كان أبل ١ للهواة ومهاويس الكمبيوتر، لكن هذا الكمبيوتر صُنع لأناس يريدون استخدام الكمبيوتر لفعل شيء ما.

وفي سبيل الاطلاع على الابتكارات الأخرى في مجال الكمبيوتر، سافر جوبز ووزنياك إلى أتلانتيك سيتي في نهاية أغسطس ١٩٧٦م لحضور معرض للكمبيوتر. احتفظا بكمبيوترهما الأحدث في غرفة الفندق، وحاولا بيع بعض أجهزة أبل ١. وبينما كان وزنياك يعمل في الكمبيوتر الجديد في غرفة الفندق، تفحَّص جوبز المنافسين؛ شركات بأسماء سهلة النسيان مثل: «إمساي»، و«كروميمكو»، و«بروسيسور تكنولوجي». وسمع أن «راديوشاك» تفكر في صناعة كمبيوتر، و«كومودور» أيضًا، وهي شركة لصناعة الحاسبات. وتوصل إلى نتيجتين: لدى أبل آلة أفضل منها جميعًا، لكن يحتاج شكلها إلى تحسينٍ كبير.

لصناعة ما بدأ جوبز ووزنياك يسميانه أبل ٢، كانا في حاجة إلى مبلغ كبير؛ أكثر من ١٠٠ ألف دولار. ومن خلال «آل ألكورن»، مديره السابق، حصل جوبز على فرصة للقاء رئيس «أتاري». لكن صغر سن جوبز وعدم خبرته ظهرا بوضوح في أثناء المقابلة. في أثناء محاولة جوبز اجتذاب المدير والفوز بدعمه، مد جوبز قدميه الحافيتين على مكتب الرجل الذي تمكن من الاطلاع بوضوح على ما يتراكم على الأقدام حين لا ينتعل المرء حذاءً.

وكانت تلك هي الضربة القاضية.

صاح في رائد الأعمال الشاب: أبعد قدميك عن مكتبي!

ثم أضاف بحدة: لن نشتري منتجك!

وفي محطة أخرى، حاول جوبز أن يتفاوض مع أحد الموزعين على سعر جيد لرقائق الذاكرة. حين لم ينفع الأمر في البداية، حذر جوبز بأنه سيوقف جميع تعاملاته مع الشركة، على الرغم من أنه لم يكن قد اشترى منها أي شيء من قبل.

قام وزنياك، الذي يدرك مدى حاجتهما إلى الرقائق، في مقاطعته. حاول جوبز أن يسكت صديقه بركلة خاطفة. لكنه بدلًا من استكمال الحوار، انزلق من فوق الكرسي إلى تحت الطاولة.

وتقديرًا منه للمسة الكوميدية، منح مندوب المبيعات أبل خط ائتمان. كما جلب البحث عن دعم مالي قطعانًا من رجال المال إلى جراج أسرة جوبز. جاء أحد كبار مديري «كومودور» التنفيذيين مرتديًا بدلة وقبعة من قبعات رعاة البقر، وقال إنه مهتم بشراء الشركة.

أراد جوبز الحصول على مبلغ كبير، وأبلغ ممثلي «كومودور» أنه يعتقد أن الشركة تساوي ١٠٠ ألف دولار (ما يساوي ٤٠٠ ألف دولار اليوم) على الأقل. بالإضافة إلى أنه ينبغي أن يتم تعيينه هو ووزنياك مقابل راتب سنوي مقداره ٣٦ ألف دولار، وهو أكثر بكثير مما كان وزنياك يتقاضاه من «هيوليت باكارد». في النهاية قررت «كومودور» صناعة حاسبها الخاص، مما جعل جوبز يشعر بارتياح، حيث كان قد اقتنع بأن الشركتين لا تناسبان بعضهما بعضًا.

لكن عرض «كومودور» قاد إلى توتر جديد بين جوبز وشريكه القديم. كان الشك يراود عائلة وزنياك في جوبز ونواياه لبعض الوقت. نفروا من مظهره المهلهل، وخشوا من استغلاله لابنهم الذي كان نابغةً في التكنولوجيا لكن غير ناضجٍ اجتماعيًّا. في أثناء التفكير في عرض «كومودور»، أخذت المناقشة بشأن أحقية كل من الشريكين في الشركة وكذلك النقود منحًى كريها. أبكى «جيري وزنياك» والد وز جوبز ذات يوم، قائلًا له: «أنت لم تنتج شيئًا، ولم تفعل أي شيء!»

جرح جوبز وقال لوزنياك إنه إذا لم يكن يعتقد أنهما شريكان متساويان، فيمكن لوزنياك أن يحتفظ بكل شيء لنفسه.

لكن صديقه وشريكه القديم كان مدركًا لحقيقة الأمر. كان وزنياك يستطيع تصميم لوحة دوائر بينما جوبز لا يستطيع، ولكن في الوقت ذاته كان جوبز يستطيع طباعة مائة لوحة دوائر، وهو شيء لا يستطيع وزنياك عمله. كان باستطاعة وز رسم إلكترونيات معقدة وكتابة برمجيات، لكن كان جوبز هو من يستطيع تحويلها إلى منتج واحد وبيعه. بالفعل كان وزنياك هو من ابتكر كمبيوتر أبل، لكنه كان سيضيعه. قال وزنياك: «لم يخطر ببالي قط أن أبيع الكمبيوترات. كانت فكرة ستيف أن نعرضها ونبيع بعضها.»

كان كل منهما في حاجة إلى الآخر، وكان كل منهما يعرف ذلك.

وكانا أيضًا لا يزالان في حاجة إلى تمويل. ذهب جوبز إلى «نولان بوشنل»، مؤسس «أتاري»، الذي كان قد باع شركته إلى «وارنر للاتصالات» في تلك السنة مقابل ١٤ مليون دولار. لم يكن بوشنل يريد أن يستثمر، لكنه عرَّف جوبز على رأسمالي مغامر؛ مستثمر يضع الأموال في شركات ناشئة مقابل الملكية.

وصل «دون فالنتين» إلى جراج جوبز في سيارته المرسيدس بنز. كان قد استثمر في «أتاري» ولديه علم بالشركات الناشئة في وادي السيليكون، لكنَّ هذين الولدين أذهلاه بسذاجتهما، خصوصًا حين أخبراه بأنهما ربما يبيعان «ألفي» كمبيوتر في السنة. بالنسبة إليهما كان ذلك كثيرًا، حيث إنهما كانا قد باعا أقل من مائتين حتى ذلك الوقت.

استنتج «فالنتين» بشكل صحيح أنهما لا يعرفان شيئًا عن التسويق أو عن تحقيق مبيعات كبيرة، وقال: «إنهما لم يكونا يفكران بطموح كافٍ.»

بالنسبة إليه، كانت هذه علامة سيئة. كان يحب قول: «عادة ما يفعل المفكرون الكبار أشياء كبيرة، ولا يفعل المفكرون الصغار شيئًا كبيرًا أبدا.» رفض «فالنتين» التعامل معهما، لكنه أعطى جوبز اسم مستثمر آخر: «إيه سي مايك ماركولا».

كان «ماركولا» في أوائل الثلاثينيات من عمره، وكان من أوائل الموظفين في «إنتل»، وقد أصبح مليونيرًا حين طرحت شركة الرقائق، لأول مرة، سنداتها للاكتتاب العام، كان قد تقاعد تقريبًا، وأخذ يستمتع بحياته ويعيش من عائد استثماراته.

وصل «ماركولا» إلى جراج جوبز في سيارة رياضية ذهبية ماركة شيفروليه كورفيت. لاحظ أولًا أن الشريكين يحتاجان إلى حلاقة شعرهما، ثم رأى الكمبيوتر وانبهر تمامًا قائلًا: هذا ما كنت أريده منذ تركت المدرسة الثانوية.

عند هذه النقطة، نسي المظاهر، وقال: يمكنكما أن تحلقا متى شئتما.

بعد سلسلة مناقشات، عرض أن يضمن شخصيًّا خط ائتمان بمبلغ ٢٥٠ ألف دولار لإعطاء أبل ٢ دفعةً إلى الأمام. كان له شرط واحد؛ أن يستقيل وزنياك من «هيوليت باكارد» ويلتحق بالشركة بدوامٍ كامل.

ولكن كانت هناك مشكلة مفاجئة؛ لم يكن وزنياك ينوي ذلك.

figure
غلاف دليل تشغيل أبل ١، عليه أول شعار لأبل، من رسم «رون وين» في ١٩٧٦م.

لم تنضج بعد

بطريقةٍ تشبه إلى حد بعيد السيارات الأولى، لم يحمل أبل ١ شبهًا بما آلت إليه الكمبيوترات بعد ذلك بعقد من الزمن.

ذكر دليل عمليات أبل أن الجهاز قد جمع واختبر بشكل كامل. كل ما كان يحتاج مالك الكمبيوتر أن يفعله هو أن يوصل به لوحة مفاتيح وشاشة عرض ومصدرًا كهربيًّا. بعد توصيلها يوصي الجهاز بتشغيل برنامج اختبار بسيط للتأكد من أن كل شيء يعمل بالشكل المناسب. ولم تكن التعليمات سهلة الفهم أو التنفيذ.

أولًا: اضغط زر إعادة التشغيل للدخول إلى شاشة النظام، ينبغي أن تظهر علامة «/»، وينبغي أن ينزل المؤشر إلى السطر التالي.
ثانيًا: اكتب:
0: A9 b 0 b AA b 20 b EF b FF b E8 b 8A b 4C b 2 b 0 (RET)
(0 صفر، وليس حرف (Ob تعني فراغًا أو مسافة، و(RET) تعني اضغط زر (return) على لوحة المفاتيح.)
ثالثًا: اكتب:
0. A (RET)

(ينبغي أن يظهر البرنامج الذي أدخلته على الشاشة.)

رابعًا: اكتب:
R (RET)
(R تعني تشغيل البرنامج.)
بمجرد تشغيل البرنامج، يجب أن تظهر مجموعة من الحروف والأرقام، توضح أن لوحة المفاتيح والشاشة والكمبيوتر تتحدث معًا، لإيقاف البرنامج، تحتاج إلى ضغط (reset).

ولا أسهل، أليس كذلك؟

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤