الفصل التاسع

ثراء

كما اكتشف ستيف جوبز مبكرًا، تحتاج أي شركة ناشئة إلى نقود — كثيرة — لدعم توسعها. بينما استمرت أبل في النمو، زادت حاجتها للمزيد من المهندسين لتصميم منتجات جديدة، وللمزيد من الأماكن للمكاتب والتصنيع، وأيضًا للمزيد من قطع الغيار والمعدات، وللمزيد من الدعاية، وما إلى ذلك.

وكان لعملية جمع الأموال اللازمة أن تغير من اتجاه أبل وحياة مؤسسيها.

بدأ الاستثمار الأولي ﻟ «ماركولا» ينفد تقريبًا في أواخر ١٩٧٧م، وحصلت الشركة على التمويل من الخارج لأول مرة في أوائل السنة التالية. مع ظهور أبل ٢، ارتفعت قيمة الشركة من ٥٣٠٩ دولار عند نشأتها في أوائل ١٩٧٧م لتصل إلى ثلاثة ملايين دولار بعد سنة فقط. اشترى مستثمرون جدد مزيدًا من الأسهم في سنة ١٩٧٩م وسنة ١٩٨٠م، وفي كل مرة كانوا يدفعون أكثر من المرة السابقة. خفضت مشترياتهم نسبة الملكية التي يحتفظ بها جوبز، لكن حيث إن كل مستثمر كان يدفع أكثر ممن سبقه فقد ارتفعت قيمة أسهمه.

ماذا عن النتيجة؟ عندما أصبح جوبز في الثالثة والعشرين من عمره، كان يمتلك ما تزيد قيمته عن مليون دولار، وفي سن الرابعة والعشرين قُدرت ثروته بأكثر من عشرة ملايين دولار. في سنة ١٩٧٩م باع كل من جوبز و«ماركولا» ما تزيد قيمته على مليون دولار من أسهمهما. هذب جوبز من مظهره واستبدل الجينز المقطع بالبدل المفصلة، بل أحيانًا أيضًا كان يضيف ربطة العنق. ترك المنزل المستأجر واشترى بيتًا في لوس جاتوس، وترك سيارته القديمة واشترى سيارة مرسيدس بنز. وكان ذلك يرجع جزئيًّا إلى دقته الشديدة فيما يتعلق بالتصميم والمظاهر، ولكنه في واقع الأمر لم يؤثث منزله قط، وعاش لسنواتٍ بمرتبة وجهاز أبل ٢ على أرضية غرفة النوم ولا شيء سوى طاولة وبعض المقاعد.

كانت شركة زيروكس العملاقة من المستثمرين في سنة ١٩٧٩م. كجزء من عملية الشراء، تسنَّى لأبل الاطلاع على أبحاث سرية كانت زيروكس تجريها في مركز أبحاثها القريب ببالو ألتو. في ذلك الوقت كانت شاشات الكمبيوتر مجرد نوافذ سوداء، تظهر عليها الكتابة بلونٍ أبيض أو أصفر كريه. لتلعب لعبة، كان عليك أن تضع قرصًا في المشغل وتكتب: >RUN GAME, D1 وتدوس RETURN. وبعد الكثير من الطنين والتوقف، يتم تحميل اللعبة من مشغل الأقراص.١

في مركز أبحاث زيروكس ببالو ألتو، كان العلماء والمهندسون يعملون لسنوات لتبسيط الكمبيوترات وتيسير استخدامها. بينما كان الكمبيوتر المكتبي لا يزال في مراحله المبكرة، كانوا هم يشغلون شبكات من عشرات الكمبيوترات المتصلة بعضها ببعض، بالإضافة إلى البريد الإلكتروني، وذلك قبل أن يصبح شائعًا بين عامة الناس بأكثر من عشر سنوات. كانوا بين يستخدمون صندوقًا مستطيلًا دوارًا يسمى الماوس (الفأرة)، وكان يوضع بجوار الكمبيوتر لمساعدة المستخدم في التنقل على الشاشة. وأخذوا أيضًا فكرة المكتب بأوراقه ومجلداته المتناثرة، وبطريقة ما، نقلوا مظهر المكتب إلى الشاشة، وسموا كل صفحة نافذة، واستخدموا صور المجلدات وكأنها ملفات حقيقية في خزانة الملفات.

ألقى جوبز نظرة واحدة فرأى المستقبل. يتذكر مضيفوه في زيروكس قفزه صائحًا: «إن تحت أيديكم منجم ذهب!»

figure
بعد نجاح أبل مع كمبيوتر أبل ٢، حقق ستيف جوبز شهرة بالظهور على أغلفة عدة مجلات، باعتباره واجهة لثورة الكمبيوتر الشخصي الجديد. وكانت مجلة «إنك» أول مجلة يظهر جوبز على غلافها.
قال فيما بعد: «كانت لحظة من لحظات الرؤيا.» بعد أن رأى ما تسميه زيروكس واجهة المستخدم الرسومية «جي يو آي» (GUI: graphical user interface)، وهي استخدام الأيقونات والقوائم والماوس كطريقة للتعامل مع أن «جميع الكمبيوترات ستعمل بهذه الطريقة ذات يوم. كان ذلك واضحًا بمجرد أن تراه».

وكان واضحًا أيضًا لجوبز أن أبل تستطيع تحقيق ذلك.

اتهم البعض أبل فيما بعد بسرقة أفكار زيروكس، ولم ينكر جوبز ذلك حينما كان كثيرًا ما يكرر مقولة بيكاسو: «الفنانون الجيدون ينسخون، والفنانون العظماء يسرقون.» في الحقيقة كانت لدى زيروكس الأفكار، لكنها لم تطورها للدرجة التي تمكنها من دمجها في كمبيوتر مكتبي بسيط. عزا جوبز قِصر النظر هذا إلى حقيقة أن زيروكس كان يديرها مديرون مقلِّدون مشغولون بالمبيعات؛ «وقع اختيارهم على الهزيمة دونًا عن أعظم انتصارات صناعة الكمبيوتر». حاولت زيروكس فيما بعد أن تجلب أعمالها المدهشة إلى السوق، لكنها فشلت في تحقيق أهدافها بكمبيوتر المكتب الذي أصدرته سنة ١٩٨١م بتكلفة ١٦٥٩٥ دولارًا.

وفي أثناء ذلك، احتاجت أبل التي كانت تصعد في مواجهة الكمبيوترات الشخصية الجديدة التي تنتجها شركات أكبر مثل «تكساس للصناعات» و«راديوشاك»، إلى ما يميزها لتبقى منتجاتها في المنافسة في ملعبٍ مزدحم. كانت مبيعات أبل ٢ تزداد باستمرار بسرعة متواصلة، نتيجة عمل وز الرائع، وقدرٍ متزايد باستمرار من البرمجيات المكتوبة للجهاز بشكلٍ خاص، لكن ذلك لم يكن ليستمر إلى الأبد في مثل هذا العالم سريع التغير.

في الكواليس، كانت الشركة تعمل في كمبيوتر يسمى أبل ٣، طرح فيما بعدُ في ١٩٨٠م، وكان لديها أيضًا مشروعان آخران قيد التنفيذ: مشروع لكمبيوتر رخيص للمستخدم العادي، وآخر أسرع وأكثر تطورًا يستخدم أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا. وكان المشروع اسمه «ليزا».

(لفترة، أصرت أبل على أن اسم «ليزا» (Lisa) هو اختصار «بناء النظم المحلية المتكاملة» (local integrated systems architecture)، وهو هراء تكنولوجي بلا معنى، لكنه يبدو رسميًّا، لكن كما يتبين لك، كان على اسم ابنة جوبز.)

على الفور، بدأ جوبز يبحث عن طرقٍ لتجسيد الأفكار الرائعة التي رآها في كمبيوتر «ليزا». اتصل ﺑ «دين هوفي» من «هوفي كيلي للتصميمات» وطلب «ماوس»، مع أن هوفي لم تكن لديه أدنى فكرة عن ماهية الماوس. شرح له جوبز كيف ينبغي أن تعمل وأنها يجب أن تتحرك في كل الاتجاهات، ليس فقط إلى أعلى وأسفل أو إلى اليسار واليمين. وأوضح أيضًا أنه يريد أن يتمكن من استخدامها بتحريكها على بنطلونه الجينز كما يستخدمها على سطح المكتب.

شعر هوفي بدفقة من الإلهام، لكنه لم يكن متأكدًا من القطع التي يجب استخدامها، وعلى كل حال توجه إلى متجر «وولجرينز»، حيث اشترى عدة أنواع من مزيلات العرق بكُرات متحركة لدراسة آليات حركة الكرات بها، وطبقًا صغيرًا بغطاء ليكون بمنزلة الكتلة المستطيلة العليا، ومن هذه الأشياء، صنع أول نموذج من الماوس الدوار.

بينما كان لماوس زيروكس ثلاثة أزرار، أصر جوبز على أن يكون لماوس «ليزا» زر واحد فقط، حتى لا يضطر المستخدمون إلى النظر إليه وهم يعملون. فضل مصممو «ليزا» أن يكون للماوس زر ثانٍ ليقوم بوظيفة تشبه وظيفة مفتاح التحويل (shift) على لوحة المفاتيح. لكن ليكون زرًّا واحدًا مفيدًا، علَّموه حركتين: النقرة، وما يعرف الآن بالنقرة المزدوجة.

كان جوبز مشحونًا بما رآه في زيروكس، فبدأ يدفع فريق العمل في «ليزا» لتطوير المزيد من الأدوات والرسوم الجديدة، وللتطلع أيضًا إلى هدف أكبر وأكثر امتدادًا. حثهم قائلًا: «لنُحدث فارقًا في الكون، سنجعل ما نقوم به بالغ الأهمية بحيث يحدث فارقًا في الكون.» هذا ما حكاه «تريب هوكنز»، مدير تسويق أبل الذي استمر فيما بعدُ ليؤسس شركة ألعاب «إلكترونيك آرتس». وحيث إن جوبز لم يكن له دور معين يلعبه في أبل، بدأ يتولى الإشراف على المشروع تدريجيًّا.

انزعج «مايك سكوت». كان «ليزا» منتجًا مبتكرًا للسوق، وتشكك «مايك سكوت» في أن جوبز، المزعج والمستبد، يمكن أن يدير قسمًا. وكان أبل ٣ قد عانى جزئيًّا مؤخرًا بسببه. على عكس أبل ٢، الذي صمم وز معظمه، تم تصميم أبل ٣ على يد لجنة، بحيث وضع كل من أعضائها بصمته عليه.

أصر جوبز، كما فعل مع أبل ٢، على تصميم الهيكل الخارجي، لكن لم يكن الهيكل الخارجي الذي وافق عليه لأبل ٣ كبيرًا بما يكفي لاستيعاب كل الدوائر التي كان يجب وضعها فيه. ارتجل المهندسون وضعية اللوحات، لكن تسبب ذلك في مشاكل لاحقة؛ ببساطة لم تعمل بعض المكونات بشكل جيد، وكان يمكن تطبيق كتالوج برمجيات أبل ٢ الكبير على أبل ٣ فقط إذا ما عطلت بعض الخصائص الجديدة. تطلب الأمر كتابة برمجيات جديدة.

بعد ظهور أبل ٣ في أواخر ١٩٨٠م، كانت بعض الرقائق تتذبذب باستمرار وتتحرك من مكانها. حتى تتم إعادة تصميم الجهاز، أوصت الشركة برفع الطرف الأمامي بضع بوصات وتركه يسقط، بينما بدا أن ذلك يرجع الرقائق إلى موضعها، فقد كان حلًّا محرجًا وبدائيًّا.

مع أن أبل ٣ كان أضحوكة، فقد ارتفعت مبيعات النسخ المحسَّنة من أبل ٢. وبحلول خريف ١٩٨١م كانت الشركة قد باعت أكثر من ثلاثمائة ألف من الكمبيوترات ذات اللون البيج المميز، مسجلة مبيعات سنوية بمبلغ ٣٣٥ مليون دولار. لكن أبل ٣ كان جهازًا معيوبًا لم يحقق مبيعات جيدة قط، مما أثار الشكوك بشأن قدرة أبل على صناعة كمبيوتر جاد للمكتب.

مثَّل «ليزا» فرصة أخرى، وكان جوبز يريد أن يدير مشروع «ليزا» بشدة. لكن سكوت وضع المسئولية على عاتق شخص آخر. في أحد التغييرات الإدارية، أصبح جوبز رئيسًا للشركة؛ ليشغل المنصب الأعلى، لكنه في حقيقة الأمر كان رئيسًا صوريًّا استمر كواجهة عامة وكمتحدث باسم أبل. تأذى جوبز وغضب لإبعاده عن «ليزا»، لكن ذلك أتاح له الحرية للتركيز على المهمة التي فرضت نفسها أمامه وقتها؛ كانت أبل على وشك طرح أسهم للاكتتاب العام للمرة الأولى.

الاكتتاب العام، كما تسمى العملية، طقس عبور للشركات سريعة النمو، طريقة لجلب قطاع أوسع من المستثمرين بالسماح لأي شخص بشراء أسهم — أو المشاركة في ملكية — جزء صغير من أبل. دفعت الأموال الناتجة عن بيع الأسهم للجمهور الشركة نحو مزيد من النمو. بالإضافة إلى ذلك، بمجرد بيع الأسهم، يتم تداولها بين المستثمرين، مما ييسر على الموظفين والمديرين بيع أسهمهم إذا أرادوا.

لكن الاكتتاب العام يأتي بمسئوليات متنوعة، حيث يجب أن تنشر النتائج المالية والأخبار المهمة ليتمكن المستثمرون من اتخاذ قرارات مناسبة. كما يجب أن تعلن مستحقات المديرين. ولمن يتولون مناصب الإدارة العليا، كونهم تحت أعين الجمهور يعني المزيد من العمل.

figure
ستيف وزنياك، و«جون سكلي»، وستيف جوبز، يكشفون النقاب عن كمبيوتر أبل جديد.

ولما كان إخلاص مستخدمي أبل والنجاح الذي حققته الشركة معروفًا للجميع أراد الجميع الحصول على أسهم أبل. كوفئ كثير من الموظفين ذوي الرواتب بأسهم كجزء من مستحقاتهم. لكن لم تكن المعاملة بالمثل للموظفين الذين يعملون بالساعة، ومن بينهم بعض أقدم العاملين وأكثرهم إخلاصًا — مثل «بيل فرناندز» و«دانيل كوتكي» و«كريس إسبينوزا».

حزن «كوتكي»، صديق جوبز القديم من الكلية، بشكل خاص، وحاول من دون جدوى أن يناقش جوبز في الأمر. أخيرًا، ألح مدير قديم آخر على جوبز لإعطاء «كوتكي» بعضًا من أسهمه، وعرض أن يعطي «كوتكي» نفس عدد الأسهم التي سيعطيها له جوبز من رصيد أسهمه الخاص.

احتد جوبز فجأة قائلًا: «عظيم، سأعطيه صفرًا».

ولما كان وزنياك مقتنعًا بأن أسهمه تساوي أموالًا أكثر مما يمكن أن يحتاج يومًا، أعطى أسهمًا لوالدَيه وأخيه وأخته، كما منح أسهمًا أيضًا لزملاء قدامى ممن لم يحصلوا على أي أسهم. وباع أيضًا ٨٠ ألفًا من أسهمه لزملائه بسعرٍ تبين أنه خصم جيد من السعر الذي وصلت إليه الأسهم بعد بضعة أشهر.

إضافة إلى ذلك، كانت «أليس»، زوجة وزنياك، قد طلبت الطلاق، وحصلت في النهاية على قسم آخر من ممتلكاته.

في ١٢ديسمبر ١٩٨٠م، بيعت أسهم شركة أبل للكمبيوتر في أكبر طرح عام منذ بيع أسهم شركة فورد للسيارات في ١٩٥٦م. تخاطف المشترون اﻟ ٤٫٦‏‏ مليون سهم بسعر ٢٢ دولارًا للسهم الواحد، لكن الطلب كان مرتفعًا للدرجة التي قفز معها السعر في اليوم الأول إلى ٢٩ دولارًا. وأصبح ستيف جوبز وهو في الخامسة والعشرين من عمره يمتلك ١٥ في المائة من الشركة، التي اقتربت قيمتها حينذاك من ٢٢٠ مليون دولار، وبلغت قيمة أسهم وزنياك، على الرغم من كل مبيعاته الأخرى، ١١٦ مليون دولار، وصار ما لا يقل عن أربعين موظفًا آخرين في أبل مليونيرات. كان وقتًا حافلًا، كان الثراء المفاجئ مثيرًا، ولكنه كان أيضًا مشتتًا ومقلقًا لكثير من الناس في أبل.

كان وزنياك قد واصل العمل في أبل ٢، لكنه كان يكافح ليعثر لنفسه على مكان في الشركة التي زاد حجمها. كان ذهنه يتشتت بسهولة، وكان ينتقل إلى مشروع آخر حين ينتابه الضجر من المشروع الذي يعمل فيه، حتى لو لم يكن الأخير قد اكتمل. وجد صديقة جديدة وبدأ في ممارسة الطيران.

بعد الطرح العام بوقت قصير، سافر مع صديقته وصديقين آخرين في رحلة قصيرة، وواجهته مشكلة عند إقلاع الطائرة: تحطمت الطائرة وأصيب الركاب، أما وزنياك فقد فقد إحدى أسنانه، وتعرض لفقدان مؤقت في الذاكرة.

بعد شفائه، أخذ إجازة طويلة من الشركة ليعود إلى بيركلي لإنهاء دراسته الجامعية، مسجلًا باسم «روكي راكون كلارك». وكان قد أدرك أنه لم يعد في حاجة إلى الكثير للاستمتاع بحياته، طالما استطاع الضحك، وأن يكون مع أسرته وأصدقائه، وأن يمارس كل ما يجده ممتعًا؛ كان مسرورًا. أما القلق بشأن أهداف المبيعات، والمنافسة والكفاح من أجل تذليل العقبات في طريق الشركة، فلم يكن يمتعه ولم يكن ليمتعه أبدًا. قال فيما بعد: «أرى أن السعادة أهم شيء في الحياة، الضحك هو ما تخرج به من الدنيا. تلك هي شخصيتي، وهي ما أريد أن أكون عليه وما أردت دائمًا أن أصل إليه.»

من جانبه، قدم جوبز لوالدَيه أسهمًا بقيمة ٧٥٠ ألف دولار. استطاعا تسديد الرهن العقاري للمرة الأولى، وأقاما حفلة صغيرة بهذه المناسبة. كانا ينفقان ببذخ على رحلة بحرية كل سنة، لكن باستثناء ذلك، لم تختلف حياتهما في شيء.

حققت النقود ونجاح أبل بعض الشهرة لجوبز. على مدى العامين التاليين، ظهر جوبز على أغلفة عدة مجلات كوجه شاب لجيل من المخترعين ورجال الأعمال، الذين أتوا بالكمبيوترات للجماهير.

لم يبالِ بالنقود، من المؤكد أنه لم يتخلَّ عنها مثل وزنياك، لكنها لم تكن بؤرة اهتمامه، ورفض أن تكون دافعه. قال: «الرحلة هي المكافأة. لا يتعلق الأمر بمجرد تحقيق شيء رائع، ولكنه يتعلق بالممارسة الفعلية لهذا الشيء بلا كلل أو ملل، والحصول على فرصة الاشتراك في شيء رائع حقًّا.»

وسرعان ما وجد جوبز مكانًا لنفسه في أبل في قلب إحدى هذه التجارب الرائعة التي كان يتحدث عنها، وكان ذلك في الوقت المناسب تمامًا.

١  لفهم ما كانت تبدو عليه هذه الشاشات، اضغط على شريط: الأدوات في الركن أقصى يسار الشاشة، واكتب CMD في الشريط الذي يظهر، ثم اضغط: RETURN، سوف تظهر نافذة شبيهة بما كانت تبدو عليها الحواسب الأولى. (المؤلف)

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤