مدخل إلى فهم الميثولوجيا التوراتية
«وهكذا؛ وبعد أن تمكَّن العبريُّون من تهويد تراث المنطقة، وجعلوا جماعتهم وأسلافهم قطبَ الدائرة في كتابهم، فنسبوا بطولات الملاحم القديمة إلى آبائهم الأوائل أحيانًا، وأدرجوا الأبطال في الميثولوجيا القديمة للمنطقة ضِمن النسل العبراني أحيانًا أخرى.»
لطالما أُثير الكثيرُ من الجدل حول مدى مِصداقية الرواية التوراتية، وكان «القمني» ضِمن مَن أسهموا في هذا المضمار من خلال دراساته حول تاريخ الشعب اليهودي، ويُعَد الكتاب الذي بين أيدينا إحدى هذه الدراسات التي ناقَش فيها مدى صدق الرواية التوراتية الرسمية، مؤكِّدًا أن اليهودَ في الأصل مجموعاتٌ آرامية تدفَّقت على تخوم الحضارة الكنعانية، متربِّصةً بها لانتهازِ فرصة الهجوم عليها والاستيلاء على تراثها الحضاري وادِّعاء أن هذا التراث هو تراث الشعب اليهودي، بل بدءوا أيضًا في نسج الميثولوجيا التي تدعم روايتَهم الزائفة. كما يتناول الكتاب هذه الميثولوجيا بالتحليل ويقارنها بالميثولوجيا الكنعانية ليَخرج لنا بنتيجةٍ مُفادها أن الميثولوجيا التوراتية هي في الأصلِ التراثُ الأسطوري للحضارة الكنعانية.