شرف
«جاهَد الشاب في دفع مُهاجِمه الذي كان يفوقه قوة، ونجح في شلِّ حركته إلى أن شعر به يحاول تجريده من ملابسه وهو يلهث، فأمدَّه العدوانُ الصريح بقوةٍ جديدة؛ وجَّه إلى رأسه ضرباتٍ عشوائية بقبضتَي يدَيه أجبرته على محاولة توقِّيها. وبدا الحظ قد تدخَّل أخيرًا في صفِّه؛ إذ ارتطم رأس المعتدي بحافة الصينية فخفَّت قبضته …»
يدخل الطالب الجامعي «أشرف»، أو «شرف» كما كانت تحب أن تناديه والدته، السجنَ في جريمة قتل دفاعًا عن شرفه، ولكن في عالم السجن المخيف المليء بالفساد والإفساد، والظلام والإظلام، يستسلم «شرف» في النهاية لهذا العالَم المخيف العديم الشرف. تجربةٌ مريرة وفاضحة قدَّمها «صنع الله إبراهيم» ببراعةٍ فائقة، حتى استحقَّت روايته أن تحتلَّ المركز الثالث ضمن قائمة اتحاد الكتاب العرب لأفضل مائة رواية عربية، التي نُشرت في عام ٢٠٠١م. فمن خلال «شرف» يقتحم كاتبنا عالَم السجون ليقدِّم لنا كل صور التعذيب وانتهاك آدمية الإنسان، ويرفع الستار عن أكذوبة انتصاراتنا الوهمية، وعن أكذوبة الاقتصاد العالمي، والشركات المتعددة الجنسيات، وخاصة شركات الأدوية التي تتَّخذ من دول العالم الثالث سوقًا رائجة لتربح المليارات من أرواح ملايين المرضى من الشعوب البائسة. تنتمي الرواية إلى أدب السجون، وتُعَد وثيقةً مهمة لظلامية المرحلة.