١٣

أوراق رمزي بطرس نصيف
(القصاصات)
⋆⋆ فقرات تتخللها خطوط بقلمٍ أحمر من عرضٍ كبير بإحدى الصحف اليومية لمحاكمة قاسم بيه وزميلَين له، أحدهما وكيل وزارة الصحة، في قضية الأغذية الفاسدة المستوردة:

… بعد أن واجه رئيس المحكمة المتَّهمين بالتهم الموجهة إليهم، طلب الدفاع الإفراج عنهم بدعوى أنهم مرضى ومن عِلية القوم وطلب التأجيل.

رد الادعاء بأن مبررات الدفاع واهية وعدم الإفراج من مصلحة مصر التي تنتظر حكمًا رادعًا، وطلب استمرار حبسهم خشية هروبهم، خاصة والمنافذ كثيرة وبالاتصالات والنفوذ قد يتمكن بعضهم من الهرب إلى خارج البلاد.

… نودي على شهود الإثبات فتقدم ممثل الرقابة الإدارية، وبعد أن حلف اليمين سأله المدعي عن معلوماته فقرر أن المتَّهمين عرضوا عليه شيكًا بمليون دولار مقبول الدفع يوضع باسمه في أي بنك في العالم.

سأله المدعي: وماذا كانوا يريدون منك؟

– لفلفة الموضوع.

– ماذا تقصد؟

– لازم أحكي الحكاية من الأول.

– تفضل.

– في ٣٠ يناير ١٩٩١ وصلتْ إلى ميناء الإسكندرية سفينةٌ بنمية اسمها تروبيكا قادمة من أمريكا وعلى متنها ٨ رسائل من الكبدة عددها مائة ألف و٣٨٥ كرتونة، رسالة واحدة من الكلاوي بعدد ٤ آلاف و۸۰۹ كراتين، صُرِّح لها بالدخول بعد عشرة أيام بضمان معامل وزارة الصحة بالإسكندرية، ونقلت بالكامل فجر اليوم التالي إلى الثلاجات. بعد ثلاثة شهور وردت إلينا شكاوى تفيد احتواء هذه الرسائل على مادة B. C. B السرطانية السامة. سحبت الرقابة عينات من الرسائل الباقية في الثلاجتَين وأرسلتها إلى معامل وزارة الصحة التي تعطَّلت فجأة، تحفظنا على الشحنة، لكنها تسربت إلى الأسواق.

سأله المدعي: وكيف تسربت؟

هزَّ كتفَيه وضحك: سيادتك تعرف كيف تسير الأمور.

قال المدعي في صرامة: لا … أنا لا أعرف شيئًا.

– إذن أنت لا تعيش في هذا البلد.

– المتهم قرر في التحقيقات أنه التزم بالمواصفات القياسية.

– المواصفات القياسية الخاصة بالكبدة المجمدة تنص على وجوب تخزينها في درجة حرارة لا تزيد عن ٢٥ درجةٍ مئوية تحت الصفر، في رطوبةٍ نسبية لا تقل عن ٩٠ بالمائة، على ألا تزيد فترة التخزين على أربعة شهور منذ بدء التجميد حتى فترة الاستهلاك. لكن في فبراير؛ أي بعد وصول الشحنة بأيام أرسل وزير الصناعة مذكرة إلى كافة الإدارات تطلب مد فترة صلاحية الكبدة إلى ٧ شهور بدلًا من ٤!

نودي على الشاهد الثاني فأدلى باسمه وحلف اليمين.

سأله المدعي: أنت مدير معمل أغذية بورسعيد التابع لوزارة الصحة؟

– كنت.

– قصدك إيه؟

– المعمل تمت تصفيته وجرى توزيع العاملين به على المستشفيات.

– لماذا؟

– لا أعرف.

– ماذا تعرف عن نشاط المعمل قبل التصفية؟

– ضبط في ثلاثة شهور أغذيةً فاسدة قيمتها تزيد على ٢ مليون جنيه. كما تم إعدام صفقة بُن مطحون تقدر ﺑ ۲۲۲ طنًّا وصلت قيمتها إلى مليونَي جنيه.

– ما رأيك في أن المعمل أفرج في أغسطس ١٩٩٢ عن شحنة من اللحوم المجمدة مستوردة من ألمانيا تتكون من ٢٤ طنًّا قيمتها ٥٠ ألف جنيه وهي غير صالحة للاستهلاك الآدمي، وأنه أفرج عن أربعة آلاف طن من الأسماك المجمدة قيمتها ستة ملايين من الجنيهات وتبين من العبوات أنها منتهية الصلاحية، وأنه أفرج في بداية ٩٢ عن خمسة أطنان شوكولاته باللوز باسم ناتوكا، ثم اتضح أنها غير صالحة للاستهلاك؛ إذ كان التاريخ الحقيقي للإنتاج مختفيًا أسفل البطاقة الملصقة عليها. كما أفرج عن رسالة لحومٍ فاسدة مستوردة من أيرلندا على أنها غذاء للكلاب وعبئت في ٥٦٨٠ كرتونة وأخفيت بثلاجة ثم ظهرت في الأسواق على أنها صالحة للاستهلاك الآدمي.

– لا أعرف، وفيما يتعلق بغذاء الكلاب الأيرلندي فقد تنازل المستورد عن الكمية لوزارة التموين مقابل حفظ الموضوع وتولَّت الوزارة توزيعها على المجمعات.

– بصفتها غذاءً للكلاب؟

– كلاب إيه يا سعادة البيه. دي كانت بتتباع في الأحياء الشعبية.

… استدعت المحكمة شاهدًا من معامل وزارة الصحة وبعد حلف اليمين سألته: ما هي قصة الجبن الفلمنك الهولندي «إيدام»؟

– في مارس ۱۹۹۳ رفضت معامل وزارة الصحة كل رسائل الجبن إيدام الهولندي التي يجلبها المتهم؛ لتلوثها بميكروب الليستريا LISTERIA SP. العدو الأول لمنتجات الألبان والذي عرفه العالم ١٩٨٥ عندما أدى إلى حالات وفاةٍ جماعية في الولايات المتحدة وسويسرا وفرنسا. تم استثناء رسالتَين من الفحص، والإفراج عنهما؛ بسبب انقطاع المياه عن معامل التحاليل ببورسعيد رغم بقائهما لمدة ١٥ يومًا. ثم ضبطت الكمية بعد توريدها إلى معسكر الأمن المركزي في بورسعيد وتسمم ١٠ آلاف جندي وتبيَّن تواطؤ مسئول التغذية بالأمن المركزي. وحضر وفد من هولندة يمثل الشركة المنتجة وتأكد أن وسائل الكشف هي المتبعة عالميًّا. وتدخل الملحق التجاري الهولندي فاقترح أخذ عيناتٍ مكملة من الرسالة وتحليلها في معاملَ محايدة، وتدخل السفير الهولندي لدى وزير الصحة لدعم هذا الاقتراح. تم إعادة الفحص بواسطة خبيرةٍ فرنسية من معهد باستير فأوصت برفض إحداها مع السماح بالإفراج عن الرسائل الباقية. وللحق فإن مديرية الصحة بالإسكندرية قدمت تقريرًا بأن الأغلفة الخارجية للجبن وهي ما زالت داخل الحاويات بها بعض الفطر؛ الأمر الذي يجعل فحصها دون جدوى، بل كان المفروض ألا يُسمَح بدخولها أصلًا.

وكان الشاهد التالي طبيبًا متخصصًا في علوم التغذية، وجَّه إليه الادعاء السؤال التالي: ما معلوماتك عن ميكروب الليستريا؟

– هو أخطر ميكروب في عائلة تضم ست سلالات؛ لأنه يسبب إجهاض السيدات نتيجة موت الأجنة، كما يؤدي إلى التهاباتٍ حادة بأغشية المخ وإلى الالتهاب السحائي، ويتحمل درجات حرارة مرتفعة مثل درجة بسترة اللبن، وينمو بمعدلاتٍ مرتفعة في درجات الحرارة المنخفضة بالثلاجة، وتستمر فترة حضانته من أسبوع إلى ستة أسابيع؛ مما يصعب عملية اكتشافه، واحتمالات علاج المرضى عند ظهور أعراض الإصابة شبه منعدمة؛ لطول فترة حضانة الميكروب، ولأنه تخصص في منتجات الألبان دون أن يغير خواصها الطبيعية فإن الأطفال وكبار السن أكثر الفئات تعرضًا للإصابة به.

⋆⋆ قصاصة صحيفة تضم جانبًا من كلمة الادعاء في قضية قاسم بيه:

… في نهاية الثمانينيات انخفضت أسعار اللحم البلدي بعد النجاح المذهل لمشروع إنتاج البتلو، وكان آخرون، منهم المتهم، يستوردون لحوم التصنيع لزوم الهامبورجر واللحوم المصنَّعة المثلجة؛ فانخفضت مبيعاتهم، وفجأة أصدر وزير التموين آنذاك قرارًا بحظر استيراد اللحوم عدا المستخدمة في التصنيع، ثم امتنع وزير الزراعة عن تمويل مشروع البتلو فتوقف. هكذا خلا السوق للمتهم وصديقَيه وارتفعت كميات المستورد من اللحوم المخصصة للتصنيع والمحظور استخدامها مباشرة؛ إلى آلاف الأطنان، وتسربت إلى الأسواق بأسعارٍ زهيدة لا تزيد عن ٤ جنيهات للكيلو، بينما ارتفعت أسعار اللحوم الحية إلى ثلاثة أضعاف ذلك.

من ناحيةٍ أخرى هاجمت مافيا المستوردين المواصفات القياسية الجديدة للسلع المستوردة، والتي تشترط احتفاظها بنصف مدة صلاحيتها على الأقل عند دخولها البلاد، وأثاروا ضجة بدعوى أن هذه المواصفات تمثل قيدًا على حرية التجارة الخارجية، ونجحوا في تعطيل تنفيذها. واستغلوا الفرصة فاستوردوا آلاف الأطنان من اللحوم والدواجن والمواد الغذائية، وبعد ٦ شهور اكتشفت السلطات أن اعتراضات المستوردين لا تشكل سببًا قويًّا لوقف المواصفات الجديدة، كما أنها مطبقة في دول العالم، فأعادوا العمل بها!
سطور من مجلة أسبوعية بدون عنوان: «… هو الوحيد الذي يمتلك شركة مقرها في شمال أوروبا، مهمتها شراء وتجميع الكميات المختلفة من اللحوم المجمدة وما يطرح في مزادات قوات حلف الأطلنطي قبل انتهاء صلاحيتها بأربعة شهور، فمدة صلاحية هذه اللحوم وفقًا للمقاييس الأوروبية ٢٤ شهرًا، وبعد مرور ۱۸ شهرًا بدون استخدام تدخل المزاد الذي يحضره عدد من السماسرة. آخر مزاد رسا عليه بسعر ألف دولار للطن، وتصل للمستهلك بسعر ٥ جنيهات وربع جنيه للكيلو؛ أي يكسب في الطن ٢٨٨٦؛ وبالتالي مليونين و٨٨٦ ألف جنيه لكل ألف طن، وأقل رسالة يستوردها يبلغ وزنها ۲۰۰۰ طن (من أربعة آلاف شهريًّا).

… حصل على فرصة احتكار سوق اللحوم المجمدة والانفراد بها منذ ثلاثة أعوام، قبل إغلاق باب الاستيراد بوقتٍ وجيز حين حصل على الأذونات الاستيرادية المجمدة، وبعد أن انتهى من تنفيذها تم إغلاق باب الاستيراد، ولم يفتح من جديد إلا بعد أن انتهى من تصريف كل بضاعته.

… يمتلك أسطول شاحنات بالثلاجات قيمته أكثر من ١٠ ملايين جنيه وثلاجة تسع ٤ آلاف طن في دمياط ثمنها لا يقل عن ٥ ملايين جنيه، بخلاف شبكة موزعين تجار جملة في مختلف أنحاء مصر. يبلغ حجم أعماله ۳۰۰ مليون جنيه.»

⋆⋆ قصاصة صغيرة من صحيفةٍ يومية بعنوان: «براءة المتهمين الثلاثة في قضية الأغذية الفاسدة» خط باللون الأحمر أمام السطور التالية: … بعد أن ثبت للمحكمة بالتقارير المعملية أن اللحوم ليست فاسدة أو مغشوشة بل صالحة للاستهلاك الآدمي، وأن القيود الواردة بالمواصفات القياسية قد تم تخفيفها بناءً على طلب القوات المسلحة والفنادق السياحية وبعض شركات الطيران، وكلها تُعنى بصحة زبائنها.»
⋆⋆ عدة قصاصات من الصحف وضع خطٌّ أحمر تحت عناوينها هي كالتالي: براءة محافظ المنوفية مما نسب إليه … براءة محافظ الجيزة الأسبق مما نسب إليه. محكمة أمن الدولة العليا تقضى براءة المهندس «نبيل خضير» نائب رئيس هيئة المواصلات اللاسلكية و«رءوف غبور» وكيل شركة «إريكسون» السويدية من تهمة رشوة قدرها ربع مليون جنيه بعد أن أمضيا ٦ شهور محبوسَين على ذمة القضية … برأت محكمة أمن الدولة العليا «أحمد وفائي سعید» و«محمود أبو الوفا» وكيل وزارة الاقتصاد و۱۲ تاجرًا متهمين في قضية رشوة … برأت محكمة جنايات دمياط ۲۲ متهمًا في قضية بنك دمياط الوطني، منهم رئيس مجلس إدارة البنك السابق والمدير العام ونائبه وجميع أعضاء مجلس الإدارة من تهمة تسهيل حصول ١٦ عميلًا للبنك على قروض، بدون ضمانات كافية … برأت محكمة أمن الدولة العليا برئاسة المستشار «سعيد العشماوي» الدكتور «ممدوح فخري» مدير عام مستشفى الخليفة السابق الذي نسبت إليه تهمة اختلاس معدات وأدوية قيمتها ١٧٠ ألف دولار من المعونة الأمريكية لمشروع العناية المركزة للعيون … برأت المحكمة نائب وزير الصناعة وعددًا من وكلاء الوزارة في قضية الرشوة الكبرى … برأت المحكمة ١٥ من كبار مسئولي البنوك اتُّهموا بتسهيل استيلاء «محيي الدين ترك» على ٥٥ مليون جنيه من البنوك دون ضمانات.
⋆⋆ قصاصة من مجلة بعنوان: ممتلكات حوت الأسمنت الدكتور ثابت محفوظ رئيس المكتب الحكومي لتوزيع الأسمنت: فدان و١٥ قیراطًا بمنطقة كبريت بالسويس عليها فيلا سكنية قيمتها نصف مليون جنيه، ۲۱۸ فدانًا بسرابيوم بالإسماعيلية عليها فيلا سكنية قيمتها مليون و٣٤٧ ألف جنيه، ٦٣ فدانًا بمركز كفر الدوار، ۳۷ فدانًا بنفس المنطقة، ٥٤ فدانًا أرض زراعية بالزقازيق، فيلا بنفس الناحية بها تشوينات رخام، ١٦٠٠م بالعاشر من رمضان عليها مبانٍ، ٦٠٠ متر مربع بجمعية صحراء الأهرام بجوار مدينة ٦ أكتوبر، العقار ٢٦ شارع الشهيد عبد المنعم حافظ بمصر الجديدة، العقار رقم ٢٥ شارع عمر بن الخطاب بمصر الجديدة، العقار رقم ۲۰ شارع ۲۳ بالمقطم، العقار رقم ١ شارع عبد القادر المربي مصر الجديدة، العقار ٦٣ شارع بيروت بمصر الجديدة، الدور الحادي عشر بعمارة لؤلؤة جليم ويضم ٨ شقق، فيلا رقم ١ شارع بلبيس بالعجمي، العقار رقم ٤ شارع سامي رءوف بالإسكندرية، شقة بالدور الرابع بالعقار رقم ١٩ بالمقطم، شقتان بعمارة زهرة جليم، الشقة رقم ٦٧ بلؤلؤة جليم، شقة بالطابق الثالث عشر بعمارة رقم ۳۷۳ بشارع الجيش بالإسكندرية، عدد من السيارات هي فولكس موديل ۱۹۹۳، فولكس موديل ۹۰، مرسيدس ۲۳۰ مودیل ۱۹۸۰، هوندا سيفيك موديل ۹۰، شيروكي موديل ۹۱، مرسيدس ٥٠٠ بالتليفون، أموال سائلة نحو مليونين و۲٠١ ألف جنيه.
إضافة بخط اليد: لغز أزمة الأسمنت؟ الإنتاج المحلي أكثر بكثير من الاستهلاك ومع ذلك نستورد. والمستوردون يحتكرون السوق ويتحكمون في الأسعار يرفعونها عن طريق التخزين واصطناع الأزمات فتصل أحيانًا إلى الضعف، وتفوق أرباحهم أرباح المخدرات، وأكثرهم لواءات شرطة سابقون يتنازل بعضهم عن ترخيصه مقابل مائة ألف جنيه ويحصل المتنازَل له على ربح لا يقل عن خمسين ألف جنيه في الشهر.
⋆⋆ قصاصة من صحيفةٍ مصرية: «كشفت وول ستريت جورنال في يوليو ١٩٩٤ أن كبير المحلفين بولاية أطلنطا اتهم شركة لوكهيد واثنين من كبار الموظفين السابقين بإرسال أموال تجاوزت المليون دولار إلى مصرية عملت كاستشارية للشركة في مصر وكانت عضوًا بمجلس الشعب، وذلك مقابل مساعدة الشركة في صفقة مبيعات لمصر شملت ثلاث طائرات شحن قُدرت قيمتها ﺑ ۷۹ مليون دولار. وقال الاتهام إن النائبة السابقة والتي تقوم بنشاطٍ نسائيٍّ واسع وتتحدث باسم مصر في المؤتمرات الدولية الخاصة بالسكان، أنشأت شركةً مصرية وضعتها تحت الإدارة الصورية لزوجها الموظف الكبير لإخفاء الأموال التي حصلت عليها، شملت عمولات ﺑ ٦٠٠ ألف دولار أي ٢ مليون جنيه مصري مقابل كل طائرة مباعة إلى مصر.»
⋆⋆ قصاصتان من صحيفةٍ يومية في تاريخَين متباعدَين: الأولى عن حريقٍ هائل في مصانع الشركة الشرقية للدخان والسجائر (قطاع عام) الْتَهم طابقًا كاملًا من مخازن الشركة وكمياتٍ ضخمة من السجائر المصرية المغلفة ومن التبغ، وقدرت الخسائر بمبلغ عشرة ملايين من الجنيهات، والثانية عن افتتاح خطَّي إنتاج جديدَين لسجائر «مارلبورو» بنفس الشركة، وكلمة لوزير الصناعة أشاد فيها بدور رجل الأعمال مصطفى البليدي والسفير الأمريكي في إنجاح المشروع.
⋆⋆ قصاصة من صحيفةٍ مصرية بعنوان نهب ۲۲ مليون دولار: «أجبرت الجهات القانونية والرقابية رئيس شركةٍ قابضة على رد مبالغ تتجاوز ۲۲ مليون دولار حصل عليها بالتعاون مع وكيل أول وزارة ورؤساء عدد من الشركات الأخرى من خلال عملية خصخصة وتقييم ١٩ شركة. وقد تبين أن ثروته تجاوزت ٦٠ مليون دولار.»
⋆⋆ إعلانٌ كبير على نصف صفحة من مجلةٍ مصرية تتوسطه صورة لشاطئٍ ساحر تتناثر فوقه فيلاتٌ أنيقة وأسفل الصورة عنوان بخطٍّ كبير: الحق بالصفوة … امتلك.
⋆⋆ قصاصتان من صحيفة مطويتان سويًّا الأولى إعلان نصه: «اضمن المستقبل لطفلك، مدرسة ليدرز للغات، لأول مرة في مصر نظام التعليم الأميركي بثلاث لغات: الإنجليزية والفرنسية والألمانية إلى جانب العربية، إشراف دولي، نموذج حي لأنشطة الحياة المختلفة لتدريب الطفل عليها، لكل طفل شجرة تحمل اسمه إلى الأبد، ٥٠ ألف متر مربع حدائق بواقع ٥٠ مترًا مربعًا لكل طفل.»
والثانية من صفحة الحوادث في صحيفةٍ يومية: «توفي الطفل عيد أحمد كامل بمؤسسة الأحداث الضالين ببولاق الدكرور بعد إصابته بحالة صرع أودت بحياته، وتبين أن الفئران الْتهمت أجزاءً كبيرة من وجهه وصدره. قرر مدير المؤسسة أمام النيابة أن نظام المؤسسة يمنع قبول الأطفال الضالين المصابين بحالة الصرع، إلا أن إدارة تصنيف الأحداث بالأزبكية لا تقوم بالكشف الطبي الدقيق على الأطفال عند تصنيفهم وتكتفي بالكشف الظاهري، فلا يكتشف المسئولون بالمؤسسة أمراض الأطفال إلا متأخرًا، أما بالنسبة لوجود القطط والفئران فهو أمرٌ عادي؛ لأن المؤسسة توجد في منطقةٍ عشوائية وقريبة من مصرفٍ صحي وسوق خضراوات.»
⋆⋆ صفحة بالآلة الكاتبة يعلوها العنوان التالي بخط اليد: «من التقرير القومي المصري عن البيئة لسنة ٩٣»: يبلغ عدد حالات الوفاة بمصر نتيجة الأمراض المنقولة عن طريق المياه الملوثة ٩٠ ألفًا في العام، وذلك طبقًا للإحصائيات الرسمية المسجلة لدى منظمة الصحة العالمية. يتلقى النهر في العام ۳۱۲ مليون متر مكعب من السموم عبارة عن نفايات وكيماويات ۳۳۰ مصنعًا والصرف الزراعي المحمل بآثار المبيدات والأسمدة الكيماوية (في عام ۹۱ ثلاثة ملايين ونصف مليون طن أسمدة و٢٠ ألف طن مبيدات وجدت طريقها في نهاية الأمر إلى المصارف ومنها إلى النهر ثم الأراضي الزراعية مرةً أخرى)، والصرف من محطات الكهرباء والقوى ومحطات معالجة المجاري، هذه السموم تلقى في النيل مباشرة وتنتقل إلى قنوات الري. وعلى سطح النهر تسبح وابورات النقل والبواخر السياحية والعوامات والكازينوهات والفنادق وورد النيل والقمامة والحيوانات النافقة ونفايات المستشفيات وغبار الأسمنت، وتنتقل أخطار هذه الملوثات أيضًا إلى مياه الشرب فبعضها يلقى في نقاطٍ قريبة من مأخذ مياه الشرب، والطرق التقليدية في التنقية لا تقضي على كل أنواع الملوثات؛ فالعضوية منها تتفاعل أحيانًا مع الكلور المستخدم في التعقيم منتجة موادَّ كربوهيدراتيةً كربونية من مسببات السرطان.
⋆⋆ قصاصة من صحيفةٍ يومية بها تصريح لوزير الصحة: «مصر خالية من الأمراض المعدية؛ وحالات القيء والإسهال التي ظهرت في بعض المناطق مجرد حالاتٍ فردية وتمت السيطرة عليها تمامًا، أما الحالات التي ظهرت مؤخرًا في الفيوم ووصلت إلى ٩٠ حالة فسببها يرجع إلى أن مياه الشرب تصل في فناطيس تُستغل في نفس الوقت في عمليات الصرف الصحي، وقد اتخذت الوزارة عدة إجراءات لمنع انتشار المرض، أهمها استخدام عربات فناطيس خاصة لنقل مياه الشرب فقط وزيادة نسبة الكلور.»
⋆⋆ سطور بخط اليد: الأرض الزراعية تشبعت بالمبيدات والأسمدة وأصبحت في خطر. والحل هو تشجيع استخدام المخصبات الطبيعية، يمكن بسهولة الاستغناء عن المبيدات الحشرية التي تلوث طعامنا وتصيب الآلاف بالتسمم بالتعاون وتنفيذ قانون ري البرسيم بعد الأول من شهر مايو؛ لأن ذلك يقضي على آفات القطن دون حاجة للمقاومة الكيماوية أو اليدوية، مع جمع اللوز الأخضر والجاف من أحطاب القطن بعد الانتهاء من جني المحصول مباشرة أو التخلص منه بالحرق، واستهلاك حطب القطن قبل بداية أبريل؛ مما يحول دون حدوث إصابة بديدان اللوز القرنفلية، ثم التخلص من شجيرات الكركديه والتيل والباميا الخطمية والجوت بعد انتهاء موسم زراعتها وعدم تركها بالأرض للعام التالي لأنها المصدر الرئيسي لديدان اللوز الشوكية.
ثم سطران منفصلان تحتهما خط: لا بد من إلغاء الزراعة المحمية لخطورتها على الزراعة، وإلغاء استعمال مياه الصرف الزراعي في تغذية المزارع السمكية.
⋆⋆ نص إعلان بإحدى الصحف بعنوان ثلاثون عامًا من النجاحات والتقدم والتنمية: «تحتفل شركة أمريكانا الكويتية للأغذية بمرور ثلاثين عامًا عام ٩٤ على تأسيسها، تميزت بالنمو والتطور المتواصلَين؛ فقد أصبحت الأولى في تصنيع اللحوم والكيك وتسويقهما وفي خدمة مطاعم الوجبات السريعة؛ فهي التي أدخلت مطاعم الويمبي البريطانية ودجاج كنتاكي التي باعت حتى الآن ثلث مليار من قطع الدجاج في العالم العربي من مسقط إلى القاهرة في ۱۹۷۳ والبيتزا هت في ۱۹۷۹ وسبارو الإيطالية وهارديز الأمريكية للهمبورجر ودجاج تيكا بخلطتها الشهيرة وتوابلها الشرقية وآيس كريم باسكن روبنز (٦٠٠ نوع ﺑ ٣١ نكهة لذيذة مختلفة يوميًّا) وحلويات الصمدي اللبنانية الشرقية وبانيلا سويس المتخصصة في صنع وبيع الخبز الأوروبي والحلويات والشكولاتة السويسرية، مساهمة بذلك في توفير الخيارات المتنوعة أمام المستهلك، ومصنع لحوم ينتج الهامبورجر والنقانق والمرتديلا والكفتة، مضيفة بذلك بُعدًا جديدًا إلى النمط الغذائي العربي. ومصنعًا آخر لإنتاج الكيك على أنواعه من السويس رول إلى الباوند كيك والميني رول والكرواسان والكوكيز، وباعت منها في نهاية ٩٣ ما يزيد عن ١٠٨ ملايين قطعة بالمنطقة العربية. وفي ١٩٩٠ أنشأت بالتعاون مع «فارم فريتز» العالمية شركةً كويتية مصرية هولندية متخصصة بتصنيع البطاطس المصرية الشهيرة تهدف إلى تغطية الأسواق العربية والخليجية. في ۸۱ أنشأت شركة «بيفي» وأول مصنع ينتج اللحوم المعلبة، ومصنع «جلفا» للمياه المعدنية، وفي ٩١ أدخلت إلى مصر «كادبري» أشهر اسم في صناعة الشكولاتة، وشركات لإنتاج الدواجن وجدودها، وسلسلة محلات «فاشن واي» لتسويق الأزياء العالمية، وشركة «حدائق كاليفورنيا» في دبي لإنتاج البقول المعلبة وخاصة الفول، وفي ٩٢ أحضرت إلى مائدة المستهلك العربي ماركة «كتش آب هاينز» الشهيرة.»
⋆⋆ سطور بخط اليد وإشارة إلى أنها منقولة من كتاب باسم صناعة الجوع (للبريطانيَّين فرانسيس مور لابي وجوزيف كولينز، ۱۹۸۰، ترجمة أحمد حسان): … العالم يجوع ليشبع الغرب لحمًا: تعتبر شريحة اللحم الطبق المفضل الذي يشيع جوًّا من البهجة في الجزء الثري من العالم. فمنذ الحرب العالمية الثانية تضاعف استهلاك اللحوم في الدول الغربية ثلاثة أضعاف، ولا يتخيل أحد أن ماشية أوروبا الغربية تلتهم خبز أفريقيا، كيف؟ تسيطر احتكارات أوروبا الغربية على ٢٣ مليون هكتار من الأراضي الزراعية في البلدان النامية لاستثمارها في انتاج العلف لماشية الغرب؛ وبذلك تحرم شعوب العالم الثالث من زراعة المحاصيل الغذائية التي تكفيها، ويكسب الغرب كل عام ٢٥ ألف مليون دولار نظير صادراته من الغذاء لإطعام ألف مليون نسمة في العالم الثالث.
… روبرت تسفاريتوس رئيس شركة أميركان فودز شير المتعددة الجنسية ذات الأساس السويدي (التي اكتشفت أن للكلب ثلاث مراحل حياتية لكل منها أنواع مختلفة من أطعمة الكلاب «تصنعها الشركة بشكل ملائم»): «أي شخص يقول لنا إننا نذهب لإثيوبيا لكي نساعد تلك المخلوقات البائسة كاذب … إننا نبحث عن مواقع لإمداد أوروبا بالخضراوات ولعلنا نفضل بلدانًا مثل مصر.»

… هناك شركات تحتكر المحاصيل الزراعية والمواد الأولية في العالم الثالث وتحصل عليها بأبخس الأثمان، خذ مثلًا شركة نستلة التي تصنع الشكولاته السويسرية الفاخرة: إنها لا تملك شجرة كاكاو واحدة، ولا بقرةً حلوبًا واحدة، لكنها تحتكر شراء الكاكاو واللبن والبن في عدة بلادٍ نامية، وتدين مزارعي هذه البلدان مهما أعطوها من محاصيل، ويباع البن المحمص في أسواق الدول المنتجة بعشرة دولارات للكيلو بينما سعر البن الأخضر هو دولارٌ واحد فقط للكيلو، فأين تذهب الدولارات التسعة؟

… تحارب شركات المياه الغازية العالمية الإنتاج المحلي من العصائر الطبيعية والأعشاب في الدول النامية؛ كيما تروِّج هي مشروباتها الخالية من الفيتامينات والعديمة الفائدة. هل تصدق مثلًا أنك لا تستطيع أن تحصل على كوب من عصير البرتقال في البرازيل مع أنها من أكبر الدول المصدرة للبرتقال؟ وأن كوب عصير البرتقال الطبيعي في مصر يبلغ ثمنه ثلاثة أضعاف ثمن زجاجة من المياه الملونة بطعم البرتقال: سكر وماء ومواد غازية ومكسبات لون ورائحة مسببة للسرطان، وكذلك الأمر بالنسبة للألبان.

… المجاعات ليست غضبًا من الله وليس سببها الجفاف أو كسل السكان وخيبتهم، البلاد الجائعة في آسيا وأفريقيا كانت غنية في يومٍ ما، ثم هبطها المستعمر الأوروبي وفرض على سكانها الضرائب من أجل تغطية نفقات الإدارة والجيش الاستعماريين، وعندما عجزوا عن دفعها أجبرهم على أن يتخلوا عن المحاصيل الغذائية المحلية؛ ليركزوا على محاصيل تصدير تخدم صناعاته؛ مثل الكاكاو والمطاط والفول السوداني والقطن، وأعطاهم مقابلها نقودًا سددوا منها الضرائب واشتروا بما تبقى البضائع التي أحضرها لهم؛ أي عادت إليه نقوده!

… الخدعة الأمريكية الكبرى اسمها السوبر ماركت؛ فهو يعطي انطباعًا بالوفرة والتنوع الهائل في السلع. في الولايات المتحدة تسيطر خمسون شركةً كبرى على صناعة الغذاء، إنهم يبيعون تحت مئات الأسماء التجارية المختلفة فلو وضعوا أسماءهم الحقيقية على السلع لأدرك الناس الحقيقة، ثمانية بالمائة فقط مما يبيعه السوبر ماركت منتجاتٌ طازجة (فواكه خضراوات بيض) الباقي مرَّ خلال الآلات اللامعة للشركات التي تشترى ٩٠ بالمائة من الغذاء المزروع للاستخدام المحلي في الولايات المتحدة لتقوم بتصنيعه. فلماذا تبيع بضع أوقيات من البطاطس الخام إذا كان بإمكانها أن تجففها وتعيد بلها ثم تلقي عليها بعض المواد المضافة وتقطعها إلى أجزاء متطابقة ثم تقليها جيدًا وترش عليها بعض مكسبات الطعم وتعبئها في علب من الصفيح أو أكياس من البلاستيك؟ وذلك كله بتكلفة تزيد عشرات المرات على تكلفة البطاطس الأصلي المسكين.

إن التليفزيون يستطيع إقناعك بأن تنفق أكثر مما يجب على الحلوى واللبان والبسكويت والزيوت والمشروبات الغازية.

ملحوظة بخط اليد على هامش الفقرة السابقة: سوق المشروبات الغازية المصري أصبح حكرًا على البيبسي والكوكا بعد تصفية القطاع العام.
⋆⋆ سطور بخط اليد بعنوان: «من يحكم العالم؟» خمسمائة شركة عالمية كبرى متعددة الجنسية حققت تريليونَي دولار زيادة في أصولها عام ١٩٩٥ بالنسبة للعام السابق، وارتفعت إيراداتها تريليونًا وأرباحها ٢٤ مليارًا. زادت الإيرادات من سنة إلى أخرى بنسبة ١١ بالمائة والأرباح بنسبة ١٤ بالمائة ولم تزد العمالة إلا بنسبة ١ ونصف بالمائة؛ متحررة من نفقاتٍ كثيرة؛ لأنها تستغني عن الجيش والشرطة والقضاء بلجوئها للتحكيم. مشغولة بالدمج والاستيلاء والمضاربة أكثر من الاستثمار في الإنتاج، وسوف تصطدم في النهاية ببطء نمو الأسواق لانتشار البطالة والفقر واتجاه الطبقات الوسطى للحد من الاستهلاك لمواجهة احتمال فقدان الدخل، أعلنت صراحة أن نسبة الربح التي تحققها في البلدان النامية ٢٤ بالمائة، على رأسها خمس وعشرون شركة هي: شل (إنجليزية هولندية، بترول)، فورد (أمريكية، سيارات)، جنرال موتورز (أمريكية، سيارات)، إكسون (أمريكية، بترول)، كوكاكولا، أي بي إم (أمريكية، كمبيوتر)، بريتش بتروليوم (بريطانية، بترول)، نستلة (سويسرية، أغذية)، أونيليفر (بريطانية هولندية، أغذية)، آسیا براون بوفری (سويسرية سويدية، كهربائيات)، فيليبس (هولندية، إلكترونيات)، ألكاتل الثوم (فرنسية، اتصالات)، موبيل (أمريكية، بترول)، فيات (إيطالية، سيارات)، سیمنز (ألمانية، كهربائيات)، هانسون (بريطانية، متنوعة)، فولكسفاجون (ألمانية، سيارات)، إلف أكويتان (فرنسية، بترول)، ميتسوبيشي (يابانية، تجارة)، جنرال إليكتريك (أمريكية، متنوعة)، ميتسوبيشي الكهربائية (يابانية، إلكترونيات)، نیوزکوربوريشن (أسترالية، صحف وتليفزيون)، فیروزي مونتيديسون (إيطالية، متنوعة)، باير (ألمانية، كيماويات)، روش (سويسرية، أدوية).
⋆⋆ ملحوظتان بخط اليد على هامش القصاصة السابقة: ٢٥ بالمائة من إجمالي التجارة العالمية هو مبادلات بين شركات تتبع شركةً كبرى واحدة، و٥٢ بالمائة أخرى بين الشركات المتعددة الجنسية؛ أي إن هذه الشركات تسيطر فعليًّا على أكثر من نصف التجارة الدولية؛ مما يتيح لها تحديد أسعار السلع المتبادلة بين الشركة الأم وفروعها وتحديد أسعار المواد الخام، المثال التقليدي هو الموز المنتج في أمريكا الوسطى؛ حيث يباع في جواتيمالا مثلًا بحوالي ٨ في المائة من ثمن بيعه في نيويورك، والفارق يذهب إلى شركاتٍ دولية النشاط عاملة في مجالات النقل والتأمين والإعلان والتسويق والدعاية والأعمال المصرفية، وبصفةٍ عامة لا تحصل الدول النامية من تصديرها للمواد الأولية إلا على ١٠ بالمائة من الثمن الذي تباع به في الدول الصناعية المتقدمة، أما المنتجات المصنَّعة في الدول النامية فلا تحصل منها هذه سوى على ١٣ بالمائة من الثمن المدفوع فيها في الدول المتقدمة، ويذهب الفرق في الثمن إلى الشركات الدولية.

… إذا كتبت أسماء الصناع في مجال السيارات الذين يرتبطون بمشروعات مشتركة أو باتفاقيات في التصميم أو الأبحاث أو إنتاج المكونات أو التجميع الكامل أو التوزيع أو التسويق لمنتجٍ واحد أو عدد من المنتجات في أي مكان في العالم، سيتحول المربع إلى شبكة من الخطوط المتداخلة غير المفهومة. إنها نفس القصة في الكمبيوتر والطيران والأدوية والدفاع.

⋆⋆ قصاصةٌ مرفقة بالقصاصة السابقة: تتنازع مجموعة تتألف من سبعة إلى عشرة تكتلاتٍ دولية السوق العالمية للمشروبات غير الكحولية؛ الشاي والبنُّ والمشروبات الغازية، وتكمن قوتها في قدرتها على التحكم في أكبر عدد ممكن من الحلقات التي تؤلف سلسلة تسويق منتجاتها، ابتداء من المزارع حتى متاجر البيع، تمتص وتشتري الشركات المنافسة … تخرج الشركات الأصغر من المنافسة بسبب نقص السيولة وضآلة التمويل المصرفي؛ مما يمنعها من تنظيم حملات الترويج لإيصال منتجاتها إلى رفوف المتاجر. إيرادات التبغ هي التي سمحت لشركة فيليب موريس (مارلبورو) برصد المبالغ للترويج لبيرة ميلر التي تحتل المرتبة الثانية في السوق الأمريكية، المنتجات الاستوائية الثلاثة وهي الكاكاو والبن والشاي، تحت سيطرة شركاتٍ تجارية عملاقة أبرزها الشركات اليابانية وشركة كارنيل ثم مجموعة الشركات عبر الوطنية؛ يونيليفر البريطانية الهولاندية التي تعتبر منذ عدة عقود أكبر موزعٍ عالمي للشاي (ليبتون وبروك بوند)، ونستلة، كوكاكولا، فيليب موريس، بروکتر/جامبل.
… احتكار الكاكاو في يد شركات نستلة وفيليب موريس وهيرشي ومارس وكادبوري شويبس التي تمثل مجتمعة أربعة أخماس الإنتاج الدولي من الشوكولاتة، التهمت نستلة في ١٩٨٤ شركة كارنيشن عملاق الحليب الأمريكي (۲۰۰ منتج) التي كانت الأولى في سوق الكاكاو سريع الذوبان.

… الماء العادي أكبر عدو للشركات وخاصة الكوكاكولا (۹۷ بالمائة من سكان العالم يشربون ماء الحنفية) …

مع إلغاء الضوابط على الأسواق وتحرير الاقتصاد اللذين يشقان طريقهما في العالم فإن آفاق التسويق أصبحت وردية تمامًا؛ فقد انهار الأعداء القدامى وألغى مجلس التعاون الخليجي نفسه الحظر المفروض على الكوكاكولا في ۱۹۹۱ عقب تحرير الكويت، ويفخر مدير الكوكاكولا بأنها ستصبح بحلول عام ۲۰۰۰ في متناول جميع سكان هذا الكوكب البالغ عددهم ستة مليارات شخص، وهي تسيطر الآن على ٤٦ بالمائة من السوق، وتبذل جهدها للسيطرة على كل سلسلة التسويق، فتدخل إلى سوق المطاعم السريعة التي توسعت بشدة. فشركة مكدونالد التي بلغ رقم أعمالها ٧ مليارات دولار في ۱۹۹۱ لا توزع سوى كوكا وفانتا وسبرايت، وتمثل مبيعاتها ٢٠ بالمائة من رقم أعمالها، بينما تملك بيبسي مراكز الطعام السريع مثل بيتزا هت، كنتاكي فرايد شيكن، حيث لا يقدم غير البيبسي. وأدى نجاح كوكا وبيبسي إلى توحيد وتطبيع الاستهلاك على المستوى العالمي وإبعاد المشروبات المحلية والقومية.
…. ارتفعت أرباح «يونيليفر» عام ١٩٩٤ إلى أكثر من ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار، رغم الاتهامات التي وُجهت لمسحوق التنظيف «برسيل» (بسبب احتوائه على موادَّ كيماوية تلحق أضرارًا فادحة بالإنسان) وأفشلت طرحه في بعض الأسواق الأوروبية، وهي تسوق منتجاتها في الشرق الأوسط عن طريق شركتَي ليفر وليبتونز في السعودية اللتين تملكهما شركة بن زقر السعودية، وتملك يونيليفر أربعين بالمائة من ليفر المختصة بالمنتجات الشخصية و٤٩ بالمائة من ليبتونز المختصة بالأغذية. تشكلت يونيليفر قبل ٦٢ عامًا من اندماج شركة الصابون البريطانية ليفر وشركة الزبدة النباتية مارجرين يونيون الهولندية، وتمتلك حاليًّا ما يزيد عن ٥٠٠ شركة في ٧٥ بلدًا وعددًا كبيرًا من العلامات التجارية المشهورة مثل برسيل وليبتون وإليزابيث آردن وکالفن كلاين.
⋆⋆ صفحة من مجلة تايم الأمريكية تتوسطها صورة لزحام آلاف الحجاج المسلمين أثناء طوافهم حول الكعبة التي تحولت في الصورة إلى صندوقٍ كبير من زجاجات الكوكاكولا.
⋆⋆ سطور بخط اليد: ديزني اشترت شبكة إيه بي سي الأمريكية للتليفزيون، جنرال إلكتريك اشترت شبكة إن بي سي، وستنجهاوس اشترت شبكة سي بي إس، ميكروسوفت اشترت إم إس إن بي سي، وقبل ذلك اشترت سي إن إن متروجولدين ماير سنة ١٩٨٦ بمبلغ مليار دولار، واشترت مجلة تايم سنة ١٩٨٩ شركة إخوان وارنر للسينما (استفاد حاملو أسهم وارنر بينما استدانت تايم ١١ مليار دولار فتخلت عن أجزاء من الشركة الجديدة لشبكةٍ معقدة من الشركات جلبت لها عدة مليارات لكن قيدت أصولها)، وأخيرًا اندمجت تايم/وارنر مع محطة سي إن إن الشهيرة وأصبحت تايم/وارنر/تيرنر أضخم مؤسسة ميديا في أمريكا والعالم بمبيعات تصل إلى ٢١ مليار دولار. دفع جيري ليفين رئيس تايم وارنر في شراء سي إن إن ١٧٨ مليون سهم من أسهم المؤسسة تساوي أكثر من سبعة مليارات دولار. وأصبحت المؤسسة الجديدة تضم تايم/وارنر وشركات السينما والتليفزيون التابعة لها (بما فيها وارنر بروذرز، إتش بي أو سينيماكس) والنشر (تایم، کتاب الجيب وارنر، کتاب نادي الشهر، وكتب ليتل براون) والموسيقى (أتلانتيك وإلكترا) ثم سي إن إن، تي بي إس، تي إن تي، ومجموعة هائلة من الأفلام، وحوالي ۲۸٥٠٠ برنامج تلفزيوني. ماذا يريد تيرنر؟ غالبًا رفع أسعار أسهم شركته بشكلٍ مصطنع، عن طريق بيع أصولها وتخفيض الديون والتكاليف. في ١٩٩٢ أدمجت تايم وارنر شركة الكابل التابعة لها مع الأخرى التابعة لوارنر وإتش بي أو في شركة جديدة باسم وارنر إنترتينمينت ثم باعت ربع الشركة الجديدة لشركة يو إس وست مقابل مليارين ونصف مليار دولار.

يعتقد لييفين أن الاندماجيات، التي قام بها تتيح منفذًا لمنتجاته، ما تحقق على الفور هو فصل ألف من العاملين في سي إن إن لضغط الإنفاق.

خريطة الإمبراطورية الجديدة (تايم) مجلات: تايم، بيبول، سبورتس الليستريتور، لايف، فورتشن، موني و۲۰ مجلةً أخرى، كتب: كتاب نادي الشهر، ليتل براون، وارنر، أوكسمور هاوس، سانست. (وارنر بروذرز) تسجيلات: وارنر بروذرز ريكوردز، أتلانتيك جروب، إليكترا، وارنر شابل ميوزيك، وارنر ميوزيك إنترناشونال. تليفزيون، شبكة، الفيديو المنزلي، للسلع الاستهلاكية وشركات أخرى. (إتش بي أو): سينيماكس. تايم وارنر سبورتس وشركات أخرى تايم وارنر کابل (حوالي ۱۲ مليون مشترك)، استثمارات أخرى: شبكة تليفزيون المحاكمات، كوميدي سنترال، إى! إنترتينمنت، قناة ساجا، (تيرنر): برمجة وإنتاج: كاسل روك إنترتينمنت، أفلام تيرنر، مكتبة فيلمية تضم أفلام مترو وروارنز، کارتون هانا باربيرا، نیولاین سینما، وغيرها. هوم إنترتينمنت: فيديو تيرنر العالمي، تيرنر للنشر، تيرنر للتجزئة، وغيرها. رياضة: أتلانتا بريفز. أتلانتا هوكس، جودویل جیمز، بطولة المصارعة العالمية، الأنظمة المتعددة: سي إن إن إنترأكتيف، تيرنر نيو ميديا وغيرها.
شركات الكابل: سي إن إن، شبكة الكارتون، هیدلاین نیوز، ت ب س سوبر، ت ن ت، سي إن إن إنترناشيونال، تيرنر كلاسيك موفيز، وسبع شركات أخرى.

إلى أي مدًى يتيح تركيز هذه القوة الهائلة التلاعب بعقول ملايين البشر؟

⋆⋆ فقرة من مقال بالفرنسية بغير عنوان: في الوقت الذي تستعين فيه ٥١ دولةً أفريقية بحوالي ٨٠ ألف خبير أجنبي يحصلون على عوائد وأرباح ضخمة، يوجد حوالي ٧٠ ألف خبير أفريقي يساهمون في تقدم أوروبا.

… في ١٩٨٧ كانت حوالي ثلث قوة العمل الأفريقية المتخصصة قد هاجرت إلى أوروبا، وخسر السودان نسبةً هامة من قوة عمله المتعلمة في تلك السنة وحدها؛ ۱۷ في المائة من أطبائه وأطباء أسنانه، ۲۰ بالمائة من أعضاء هيئات تدريس جامعاته، ٣٠ في المائة من مهندسيه و٤٥ بالمائة من مسَّاحيه، وتؤدي هذه الهجرة إلى ما هو أكثر من تجريد أفريقيا من قوة العمل؛ إنها تقلل كذلك قدرتها على تدريب أجيالٍ جديدة من الكوادر، ومما يدعو إلى السخرية أن هذه المهمة تعود أكثر فأكثر إلى الخبراء الأجانب الذين تستخدمهم البلدان الأفريقية بتكاليف ضخمة وأعداد ضخمة؛ فعددهم اليوم ٣٠ ألفًا؛ أي أكثر بكثير من عددهم قبل أربعين سنة.

… ذكر البنك الدولي في ٨٤ أن الولايات المتحدة وفرت ۸۸۲ مليون دولار عام ۱۹۸۳ وحده نتيجة هجرة العقول والمهارات إليها، بينما خسرت الدول النامية ومن بينها مصر ۳۳۰ مليون دولار هو ما أنفقته على تعليم وتربية هؤلاء الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة، فضلًا عن خسارتها بفقد العناصر البشرية القادرة على الإنتاج والعمل. وكسبت كندا بين ألف مليون دولار وألفين في الفترة من ١٩٦٧ حتى ١٩٧٣ لنفس السبب وهو مبلغ يساوي عشرة أضعاف ما أعطته كندا من مساعدات للتعليم والتدريب في الدول النامية، وهي مساعدات تصب مرةً ثانية لديها، وكسبت ثلاث دول هي الولايات المتحدة وكندا وإنجلترا خلال الفترة من ١٩٦١ و۱۹۷۲ ما يزيد على ٤٤ ألف مليون دولار للسبب نفسه.

⋆⋆ سطور متفرقة من مقال في صحيفةٍ مغربية بعنوان: الفرانكفونية «… يزعم أنصار الفرانكفونية أنها مجرد تنظيمات ثقافية تهدف إلى ترسيخ اللغة الفرنسية، أما الحقيقة فإن أهدافها اقتصادية وسياسية؛ فهي تطرح الفرنسية كبديل للغة الأم في أفريقيا … تعني الفرانكفونية السكان الناطقين بالفرنسية؛ أي خمسين مليون فرنسي + ۱۳۰ مليونًا في القارات الخمس (٥٢ دولة) … في سنة ١٩٦٩ قال الشاعر السنغالي سنجور إن اللغة الفرنسية منتشرة في أفريقيا ليس فقط نتيجة استعمار فرنسا لدولها بل لتمتع هذه اللغة بحسناتٍ خاصة جعلت منها ظاهرةً عالمية: «الفرنسية هي الأرغونات الكبرى الأكثر عذوبة، مثل إبراقات العاصفة … إن الكلمات الفرنسية تشع من ألف نار، مثل شهب تضيء ليلنا.» وبعد ذلك بعشرين عامًا كان الرئيس الفرنسي میتران أكثر واقعية: «الفرانكفونية ليست هي فقط اللغة الفرنسية … إنها انتماءٌ سياسي واقتصادي وثقافي.»

… إذا كانت أفريقيا تعاني من التأخر وتموت من الجوع ومن الأوبئة فإن السبب في ذلك هو الفرانكفونية؛ فقد خلقت فرنسا وتساند نخبة في الحكم منفصلة تمامًا عن احتياجات السكان، هناك بلدان في القارة الأفريقية إذا لم يدفع فيها المكلفون أجور الموظفين في نهاية الشهر فإن المساعدة الفرنسية تأتي لذلك، بدءًا من الدرك والعسكريين ورجال الجمارك بل والوزراء أنفسهم؛ لأن أموال الخزانة حولت إلى حساباتٍ بنكية في سويسرا. وإذا وقع أقل تحرك فإن الجيش الفرنسي موجود وكل قواعده العسكرية على أهبة الاستعداد للتدخل.

وقد اضطر الرئيس الفرنسي ميتران للاعتراف بالوجه الآخر للحضارة الفرنسية عندما قال: «كما كان لفرنسا الفضل في الأخذ بيد دول أفريقيا ودفعها على طريق التقدم والحضارة فإن لأفريقيا أيضًا دورها في إثراء فرنسا وفيما يتمتع به شعبها من رخاء ورقي.» ولهذا تقاوم فرنسا إنشاء سوق أفريقية مشتركة؛ لأنه سيضيع عليها فرصًا كثيرة، فمنتجات أفريقيا الضخمة من المحاصيل والخامات (أكبر احتياطي من اليورانيوم في النيجر؛ ولهذا تهتم فرنسا بإبعاد القذافي عن تشاد) والأخشاب ما زالت تشحن لأوروبا على سفنٍ أوروبية حيث يعاد بيعها أو تصديرها للمشترين حتى ولو كانوا من نفس القارة، الطيران بين الدول الأفريقية يتم عن طريق باريس وروما، الإعلام ومجالات الخبرة المختلفة.
ملحوظة بخط اليد: المصالح الفرنسية في أفريقيا: وجود ربع مليون فرنسي، تحكم القارة في طرق المواصلات الهامة للنفط والمواد الأولية اللازمة للصناعة الفرنسية، تجربة الأسلحة والمعدات الحربية، مبيعات الأسلحة، دفن النفايات النووية الضارة، قواعد عسكرية في السنغال، الكوتدافوار، الجابون، جيبوتي، أفريقيا الوسطى، جزر رينيون، استخدمت في التدخل العسكري الفرنسي في الجابون وزائیر وتشاد وأخيرًا رواندا (١٩٦٨، ١٩٧٥، ۱۹۸۰، ١٩٨۳، ۱۹۸٦، ١٩٩٠).
⋆⋆ فقرة من مجلةٍ عربية بعنوان صفحة من تقرير مقدم إلى كلينتون: «لقد اتخذت العديد من الدول في الشرق الأوسط وفي مقدمتها مصر، مفتاح الشرق الأوسط، خطواتٍ جادة في سبيل فتح أسواقها أمام الصادرات الأمريكية (بلغت ۲٫۸ مليار دولار عام ١٩٩٣) بعد أن قامت بتصحيح المسار الاقتصادي واتباع سياسة الخصخصة؛ وبذلك تم إزالة كافة العقبات والحواجز التي كانت موجودة في العصور الماضية أمام حركة التجارة والاستثمارات الأمريكية في المنطقة، وأصبحت مصر أهم الأسواق للمنتجات الزراعية الأمريكية، كما أنها الدولة الوحيدة التي لم تتمسك بسياسة المقاطعة التي قادتها الجامعة العربية ضد إسرائيل. بل وأصدرت تشريعات من شأنها حماية الممتلكات الفنية والثقافية وبراءة الاختراعات. وبذلك تصبح مصر فرصة عظيمة لفتح أسواقٍ جديدة في منطقة الشرق الأوسط.»
ملحوظة بخط اليد: قرر الشيخ جاد الحق، شيخ الأزهر، في رسالة إلى مجلس الشعب، أن أحكام قانون الإصلاح الزراعي لسنة ٥٢ غير مقبولة شرعًا؛ وعليه فهو قانونٌ باطل يقوم على قواعدَ فاسدة.
⋆⋆ قصاصةٌ صفراءُ قديمة، من صحيفةٍ مكسيكية بتاريخ أكتوبر ٨٣: «تحدثت القديسة ماريا العذراء لطفلٍ يتيم في شيلي قائلة إنها تكره الماركسية والاتحاد السوفييتي، وانتشرت الرسالة في أنحاء البلاد بسرعة، وقد جاءت في الوقت المناسب؛ إذ يضاعف الدكتاتور بينوشيه حملاته المعادية للحزب الشيوعي الممنوع منذ سنة ٧٣؛ فقد أعلن الراهب «لويس فيرنانديس» أن العذراء تحدثت إلى الطفل ميجيل أنجل بويليت البالغ من العمر ١٥ سنة والموجود تحت رعايته منذ عدة سنوات، وتكرر ظهور العذراء وكان في انتظارها آخر مرة مائة ألف مواطن شيلي اتجهوا منذ الصباح الباكر إلى قرية «فيلا أليمانا»، وكان الأب الناطق باسم الطفل في انتظارهم. وعندما لم تتمكن الجماهير من رؤية العذراء طلب الأب منهم أن ينظروا إلى الشمس، فرآها بعضهم خضراء والبعض الآخر حمراء، وتمخض اللقاء عن لجنة لجمع التبرعات لصالح إنشاء إذاعةٍ حرة خاصة بالعذراء. وكانت العذراء قد ظهرت سنة ١٩١٧ لراعٍ برتغالي وتحدثت له عن روسيا القيصرية المهددة بالشيوعيين. وتكرر ظهورها في البرتغال عام ١٩٤٢ في بداية عهد الدكتاتور سالازار لتتحدث مرةً أخرى ضد الاتحاد السوفييتي.»
⋆⋆ قصاصة من صحيفة سودانية في ديسمبر ۹۱: في جلسة مناقشة ورقة الاستراتيجية القومية تحدث الدكتور «عمر أحمد فضل الله» عن إيمانه بإمكانية الاستعانة بالجن السوداني المؤمن في كافة مجالات التطور والنهضة، فطلب منه الفريق عمر البشير إعداد ورقة شاملة عن الجن.
⋆⋆ قصاصة من جريدة الشعب المصرية المتحدثة باسم التيار الإسلامي، تتناول الحرب الدائرة في جنوب السودان بين حكومة البشير والمتمردين: «وقد روى لنا أكثر من فرد من قوات الدفاع الشعبي حكايات متعددة عن الكرامات الإلهية التي شاهدوها بأنفسهم؛ فالبعض تحدث عن استجابة الله تعالى لدعاء المجاهدين بإنزال المطر ليرووا عطشهم، ووقفه إذا كان يعوق سيرهم، والبعض تحدث عن طيور كانت تنقضُّ على الألغام التي تركها المتمردون لتفجرها.»
⋆⋆ فقرة من صحيفة إسبانية: أعلن الأب بيير بنوا الذي يُعدُّ من أكثر الشخصيات الدينية احترامًا وشعبية في فرنسا ومن قادة حركات مكافحة العنصرية ومعاداة السامية أن العرب لم يرتكبوا جرائم في حق اليهود، بل ارتكبها هتلر الأوروبي، وأضاف: «عندما أردنا أن نكفر عن هذا الذنب قدمنا أسهل الحلول وهي طرد الفلسطينيين من أراضيهم كي يستقر فيها اليهود.»
⋆⋆ قصاصة من صحيفة فرنسية قاصرة على عنوان نبأ: بیني غاوون رئيس مجموعة شركات «كور» الإسرائيلية الضخمة يقول: «ستكون لدينا سوق تضم ٣٠٠ مليون مستهلك وسندخل عصرًا جديدًا.»
⋆⋆ سطور متفرقة من مقال بعنوان منطق الإنتاجية الشيطاني. بالطبعة العربية لجريدة موند ديبلوماتيك، يوليو ١٩٩٤: الأزمة التي يتخبط فيها النظام الرأسمالي الآن بعد عقدَين من البذخ (١٩٥٥–١٩٧٥) يحاولون حلها على حساب العمال … آن الأوان للتساؤل عما إذا كانت البطالة مرضًا يتصل بطبيعة النظام الذي أصبح يغطي جميع بلدان الأرض. إن مثل هذا النظام المؤسس على تراكم رأس المال يعتبر عبارات «الادخار» و«الاستثمارات» و«الأرباح» كلمات مفاتيح، ويقيم بنيانه على علاقاتٍ ممتازة بين أصحاب الثروات. وفي مثل هذه الظروف ينبغي أن توجد البطالة للتحكم في ضغوط التضخم والحفاظ على سوق عمل «طيعة». فالعرض الزائد من اليد العاملة يمكِّن من جعل التخفيض في الأجور مقبولًا بسهولة، ولم يحصل أبدًا منذ الانهيار الاقتصادي في الثلاثينيات أن كانت أرقام البطالة بمثل هذا الارتفاع الرهيب في العالم الغربي؛ ففي كل مكان يكثر الحديث عن إعادة الهيكلة و«استعادة القدرة على المنافسة» ولو كان الثمن عشرات الآلاف من المطرودين، في ألمانيا ١٩٩٤ نسبة البطالة ١٢ في المائة، وفي إسبانيا ربع القوة العاملة محرومة من العمل، وفي إيطاليا يفخر رئيس شركة «أوليفيتي» بأنه تخلص منذ ١٩٨٩ من ۲۲۰۰۰ وظيفة من جملة ٦٠٠٠٠ وهو يفكر بالإضافة إلى ذلك في مواقع إنتاج بها أيدٍ عاملةٌ رخيصة مثل بنجلاديش وفيتنام، ويشتكي رئيس مجلس أصحاب الأعمال الفرنسيين من أن بلاده تعيش بوسائل أكبر من إمكانياتها، وهي تخسر بذلك امتيازاتها التكنولوجية وتحرم من القدرة على مواجهة المستقبل أي المنافسة العالمية. بينما يتوقع لأوروبا عام ١٩٩٥ عشرين مليون عاطل ربعهم بين ۱۸ و٢٥ سنة. وإجمالًا إذا كانت الرأسمالية في أزمة فإن الخطأ هو خطأ العمال. ففي نفس الوقت زادت معاملات أكبر شركتين عالميتين بين ۱۹۸۲ و۱۹۹۲ من ثلاثة مليارات دولار إلى الضعف. ومع ذلك لا تتردد هاتان الشركتان في القيام بعمليات تسريحٍ جماعي للعمال.
⋆⋆ سطور بخط اليد:

٥٠٠ مليون نسمة في دول الشمال السبع الأكثر تقدمًا يستهلكون المواد الأولية التي يملكها ٤ مليارات نسمة يعيشون الكفاف في الجنوب.

النيجر أفقر دول العالم مع أنها ثاني منتج لليورانيوم في العالم.

الحد الأدنى لأجر العامل الأميركي ٤ دولارات في الساعة أي ٣٢ دولارًا في اليوم.

في الصومال يموت خمسة آلاف طفل يوميًّا من الجوع، ويضطر الأفارقة لأكل جذور وأوراق الشجر، بينما يتكلف إطعام كلاب أمريكا سبعة مليارات دولار، وتشترى لها أربطة عنق ﺑ ٧٥ مليون دولار وأدوية ٩٢ مليونًا ولعب وملابس خاصة بمليونَين.

⋆⋆ مقتطف بخط اليد عن كتاب مقرضو النقود ﻟ «أنتوني سامبسون»: «معدلات الفائدة المرتفعة أعطت مكاسب هائلة للبنوك من الحسابات الجارية للعملاء الصغار التي لا تدفع عنها البنوك أي فوائد.»
⋆⋆ عدة صفحات من مجلة فورتشن الأمريكية بتاريخ ۱۲ أكتوبر ۱۹۸۷: تضم قائمة بأغنى أغنياء العالم ومصادر ثرواتهم تبدأ بسلطان برونوي حسن بلقاية الذي تبلغ ثروته ٢٥ مليار دولار، ويليه مباشرة الملك فهد؛ ملك السعودية الذي تقدر ثروته بمبلغ ۲۰ مليار دولار، ويليه بين الأغنياء العرب الشيخ جابر الصباح أمير الكويت (٥ مليارات دولار)، ويأتي المصري عثمان أحمد عثمان في ذيل القائمة بمليار ونصف مليار دولار.
⋆⋆ بيانات بخط اليد عن شركات الأدوية العاملة في مصر، صفحات منتزعة من كتاب عن صندوق النقد الدولي وأخرى من مجلة تضم قائمة بشركات القطاع العام المعروضة للبيع، قائمة بالشركات التي أُممت في الستينيات، أرقام عن توزيع الدخل القومي وبيانات أخرى من تقريرين للبنك الدولي عن الوضع الاقتصادي في مصر.
⋆⋆ سطور بخط اليد: «يا رفيقي الحاضر هنا، ما من أحد حملك على الفرار ولست مسئولًا عن ذلك. لقد بنيت سلامك بكثرة ما سددت بالملاط، كما تفعل حيوانات «السرف»، جميع منافذ النور. لقد تقوقعت في طمأنينتك البرجوازية، في رتابتك، في طقوس حياتك الريفية الخانعة، رفعت هذا السور المصطنع في وجه الرياح والمد والنجوم، إنك لا تريد الانشغال بالمعضلات الكبرى، كلفت نفسك ما يكفيها عناء لكي تنسى وضعك كإنسان.» «أنطوان سانت أکسوبري» «أرض البشر»

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤