قصة علي بابا واللصوص الأربعون
الليلة الرابعة والثلاثون
في الليلة التالية، وبينما كانت شهرزاد في سريرها، قالت أختها دينارزاد: «رجاءً يا أختاه، اروي لنا إحدى قصصك الممتعة.» وأضاف الملك: «لتكن أكثر القصص إثارة على الإطلاق.» فأجابت شهرزاد: «كما تشاءان!»
•••
بلغني — أيها الملك — أن أخوان يُدعيان قاسم وعلي بابا عاشا قديمًا في إحدى مدن بلاد فارس. عندما توفي والدهما، تزوج قاسم بابا من ابنة تاجر ثري، وعندما توفي هذا التاجر، ورث قاسم أمواله. وتزوج علي من امرأة تُدعى مرجانة، وكانت فقيرة للغاية، لكنها ماهرة جدًّا في الوقت نفسه. وكسب علي بابا قوت يومه من جمع الأخشاب في الغابة.
وفي أحد الأيام، بينما كان علي بابا يحمِّل أخشابه ليأخذها إلى المدينة، سمع صوت حوافر خيول، ورأى أربعين فارسًا يقتربون. أفزع مشهد الرجال علي بابا، واختبأ سريعًا في الأحراش. وعندما اقترب الرجال أكثر، رأى علي بابا أن خيولهم كانت محملة بالثروات. وتوجهوا بخيولهم إلى واجهة صخرة كبيرة، وصاح قائدهم: «افتح يا سمسم!»
ظهر فجأة في الصخرة باب عريض يؤدي إلى كهف. توجه الأربعون لصًّا إلى الداخل، وانغلق الباب خلفهم. اندهش علي بابا مما رآه. وبعد فترة قصيرة، فُتح الباب مرة أخرى، وغادر الرجال في الاتجاه ذاته الذي جاءوا منه.
عندما تأكد علي بابا من مغادرة الرجال، اقترب من الصخرة وكرر الكلمات: «افتح يا سمسم!»
ظهر الباب، ودخل علي بابا. فوجد نفسه في غرفة ضخمة مليئة بالسجاجيد الجميلة، ولفائف الحرير، وأكوام الذهب والجواهر. عبأ علي بابا أكبر قدر يمكنه حمله من العملات الذهبية، وعاد إلى زوجته.
اقترض علي بابا ميزانًا من أخيه ليزن الذهب. وأثار الأمر فضول زوجة أخيه، فأرادت أن تعرف ما الذي سيزنه علي بابا، فغطت الميزان بطبقة من الشمع. وعندما أعاد علي بابا الميزان، وجدت عملة معدنية ملتصقة به. فأخبرت زوجها أن علي بابا قد أصبح ثريًّا الآن، وأظهرت له العملة الذهبية.
ذهب قاسم بابا للتحدث مع أخيه، وأخبره علي بابا بكل شيء حدث له عند الصخرة الكبيرة، وذهب قاسم بابا إلى الكهف وحده، وكرر: «افتح يا سمسم!»
انفتح الباب العريض، كما قال علي بابا، ودخل قاسم مذهولًا بكل الثروات التي رآها أمامه. وقضى وقتًا طويلًا هناك، يجمع كل ما يمكنه حمله من هذا الكنز. كان الباب قد انغلق خلفه، فصاح قاسم بابا قائلًا: «افتح يا بم بم!»
ظل الباب مغلقًا، فقد نسي قاسم بابا كلمة السر. وأخذ ينطق بالكثير من الكلمات الأخرى، لكن الباب لم يتحرك. وحُبس قاسم بابا بالداخل. وفي اليوم التالي، عاد الأربعون لصًّا، ووجدوا قاسم بابا هناك. فتخلصوا منه سريعًا.
شك علي بابا فيما حدث. فدفن أخاه، وعاد للكهف لأخذ المزيد من حقائب الذهب.
بدأ اللصوص يلاحظون اختفاء بعض ذهبهم، فذهب قائدهم إلى المدينة ليعرف هل هناك من توفي قريبًا. وإن كانت الإجابة بنعم، فمن هو؟ وعندما يعرف اللصوص ذلك سوف يكتشفون شريك الرجل المتوفى.
وبعد فترة قصيرة علم زعيم اللصوص بشأن قاسم، وتمكن من الوصول إلى باب علي بابا. وميز الباب بالطباشير الأبيض، وعاد إلى الكهف ليخبر اللصوص بكل ما علمه.
رأت زوجة علي بابا علامة الطباشير على الباب، وأحست بخطر ما. فأخذت قطعة من الطباشير الأبيض، ووضعت علامة على كل الأبواب الأخرى في المدينة. وفي هذه الليلة، عاد الأربعون لصًّا إلى المدينة، عازمين على قتل علي بابا. لكنهم عندما وجودوا أن كل الأبواب عليها علامة بالطباشير الأبيض، أصابهم ارتباك شديد.
وفي اليوم التالي عاد الزعيم، وتمكن ثانية من الوصول إلى باب علي بابا. وحرص على أن يتذكره هذه المرة، ثم عاد إلى الكهف، وأعد الأربعون لصًّا جرارًا كبيرة ليختبئوا بداخلها. وملئوا إحدى هذه الجرار ببذور الخردل، في حين اختبأ اللصوص التسعة والثلاثون في الجرار الأخرى. حمل الزعيم هذه الجرار على ظهور بغال قادها إلى المدينة، مدعيًا أنه تاجر زيت. ووصل إلى منزل علي بابا، وطرق عليه متوسلًا أن يُسمح له بالدخول، ويُمنح غرفة لينام فيها تلك الليلة.
اصطحب علي بابا الرجل إلى الداخل، ووضع الجرار مع الحيوانات خلف المنزل. وأثناء تناولهما العشاء مع مرجانة، ذهبت مرجانة خلف المنزل للحصول على بعض الزيت.
وعندما اقتربت من الجرار، سمعت صوتًا يسأل: «هل حان الوقت؟»
فأدركت مرجانة سريعًا ما حدث، وأجابت بصوت أجش: «لم يحن الوقت بعد.»
وأسرعت متنقلة من جرة إلى أخرى، مكررة الرسالة ومغلقة الجرار حتى يعجز الرجال عن الهرب. عادت مرجانة بعد ذلك إلى المطبخ، وسكبت بعض السم في كوب من النبيذ، وقدمته لزعيم اللصوص الذي شربه وسقط أرضًا على الفور.
غضب علي بابا من زوجته، لكنها سحبت عباءة الزعيم، موضحة لعلي بابا الخنجر الذي خبأه ليقتله به. وأخبرته أيضًا عن اللصوص التسعة والثلاثين المحبوسين في الجرار بالخارج.
قبَّل علي بابا زوجته، وحمد الله أن وهبه زوجة حكيمة مثلها. وعاشا معًا في سعادة، وهم يأخذون سرًّا من الثروة العظيمة التي لا تزال مخبأة في الكهف.