الدين والكرامة الإنسانية
«لا يمكن أن نفهمَ الدينَ قبلَ أن نفهمَ الإنسانَ أولًا، وحاجتَه لمعنًى لحياته، وحاجتَه للكرامة والمساوة والحرية. إعادةُ تعريف الإنسان هي المدخلُ الصحيح لإعادةِ تعريف الدين وكيفيةِ فهمه وتفسيرِ نصوصه، بالشكل الذي يصيرُ الدينُ فيه مُلهِمًا للعيش في أفق المعنى.»
يأتي هذا الكتاب للمفكِّر الكبير «عبد الجبار الرفاعي» ضمن مشروعه الذي خصَّصه لإرساء تصورٍ جديد للعلاقة بين التديُّن والكرامة، وهو ما سمَّاه «التديُّن الرحماني».
يأخذنا الكاتب في رحلةٍ داخل ذاته، كاشفًا عن كُنه التسامي الروحي الذي يُحقِّق الكرامة الإنسانية عَبْر اجتهاد الفرد في التركيز على ذاته واكتشافها، وفهم الخصوصية المهمة لتأثير الدِّين في حيَوات الناس. ويطرح الكاتب تساؤلًا حول تحقُّق القراءة الأفضل لنصوص الدِّين وإشكاليات هذه القراءة في المجتمع العربي، ليُجيب بأن التطرُّف في قطع الصلة بالتراث من ناحية، والتمسُّك الظاهري به من ناحيةٍ أخرى، يمنعان الإنسان من تحقيق الرحمانية الحقيقية. ويُشير الكاتب أيضًا إلى دور الاستبداد السياسي والفقهي في سلبِ الإنسانِ كرامتَه وحريتَه، وما يتبع ذلك من غياب التفكير النقدي وشيوع التديُّن الشعبوي الذي لا يسعى معتنقوه إلى الفهم الحقيقي لعلاقة الإنسان بالدِّين.