مقدمة
لئن كان الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده — رحمه الله — أكبر من حملوا لواء الدفاع عن الإسلام في عصره، فإنَّ المرحوم الأستاذ عباس محمود العقاد يُعتبر بحق في طليعة المنافحين عن الإسلام في هذا الجيل.
ونظرة شاملة إلى إنتاجه الأدبي، الواسع الأفق، المتعدِّد النواحي والأغراض، تريك مدى اهتمامه بالشئون الإسلامية. فمن تحليل لنفسيات عباقرة الإسلام، وتبيان لمآثرهم الخالدة، إلى جلاء لوقائع التاريخ الإسلامي، إلى تصحيح وتصويب، وأحيانًا تأييد وتثبيت لما كتبه الغربيون عامةً، والمستشرقون خاصةً، عن الإسلام ونبيِّه، وتناولوا فيه مختلف القضايا والمبادئ الإسلامية.
-
جبهة الغرب؛ حيث يقف بالمرصاد لكل ما تخرجه المطابع من كتب تتحدث عن الإسلام وتاريخه وحضارته، فيرد الشارد، ويعري ذوي النوايا السيئة، والأغراض الخفية، غير مقصر عن الثناء على أرباب النزاهة ورواد الحقيقة.
-
وجبهة الجدال والمنطق والبحث العلمي الدقيق؛ حيث يرشد الضال ويهدي المتجافي عن الحق، ويقوِّم غير المستقيم في نظرته إلى الإسلام وحضارته.
-
وجبهة المترددين الشاكين، والمنكرين لمزايا الروح؛ حيث يقلب الشكَّ إلى يقين، والتردد إلى قرار.
ولنا ملء الثقة في أن يجد فيه القراء بعامة، والمهتمون بالشئون الإسلامية بخاصة ما ترتاح إليه نفوسهم، وتطمئن به ضمائرهم.