ثانيًا: ابن الهيثم، البيروني، ابن سينا، علي بن رضوان، ناصر خسرو

(١) ابن الهيثم

ويتراكم هذا النوع الأدبي في العلوم الرياضية والطبيعة قبل أن يظهر في الفلسفة على استحياء عند ابن سينا. مثال ذلك «مساحة المجسم المتكافئ» لابن الهيثم (٤٣٢ﻫ).١ يهدف ابن الهيثم إلى تجاوز ثابت بن قرة لتكلفه وصعوبته وطوله. فالتراكم استمرار لإصلاح الترجمة. وقد حاول الكوهي ذلك من قبل. يطور ابن الهيثم الموضوع ويفرق بين نوعين لحساب المساحة، الأولى ميسرة عرفها الكوهي، والثانية صعبة، وقد استوفى ابن الهيثم الطريقتين بالبيان والبرهان. فكل قول له هدف ومحرك أي إن كل نص له باعث ودافع.٢
ولا يظهر من الوافد إلا أبلونيوس الفاضل وما بيَّنه في كتاب المخروطات. أما الموروث فيظهر الكوهي ثم ثابت بن قرة.٣ ولا يذكر أرشميدس الذي بدأ الموضوع في قياس الدائرة، الكرة والأسطوانة. وهو نص في منطق البرهان الرياضي، برهان الخلف بالرغم من صعوبة البراهين.٤ ويظهر مسار الفكر في الاستدلال بالرغم من أن النوع الأول لا يحتاج إلى مقدمات، في حين يحتاج النوع الثاني إلى مقدمات عددية. وتظهر أفعال البيان دون القول لبيان ما تم بيانه وما يتم بيانه وما سيتم بيانه في المستقبل. وفي البسملات والحمدلات تظهر العبارات الإيمانية، التوفيق من الله والصلاة على النبي دون مدح للسلطان.

(٢) البيروني

ويظهر «تنظير الموروث قبل تمثل الوافد» في بعض أعمال البيروني الرياضية والطبيعية.

  • (أ)
    ومن العلوم الرياضية «تسطيح الصور وتبطيح الكور» للبيروني (٤٤٠ﻫ).٥ وهو موضوع تصغير الصور الكبيرة لاستحالة تصورها أو رسمها إذا ما أصابها الخلل والتشويش. وتراجع الأدبيات السابقة عند الكندي والمروروذي الصوفي. والموضوع معروف منذ بطليموس وأهميته في الجانب العملي لمعرفة المناخ والزراعة والسفر والصلاة والحروب.
    ولا يتعدى الوافد بطليموس في كتابه عن صورة الأرض في كتاب المجسطي مع جداوله، ومارينوس في إرشاده إلى كيفية تصوير الأرض في سطح.٦ أما الموروث فيتجاوزه. فيُذكَر أبو الحسين الصوفي ثم أبو العباس الفرغاني في كتاب الكامل ثم محمد بن جابر البتامي ثم آخرون أقل أهمية مثل الكندي والطبري.٧ وينقد البيروني الفرغاني ويصفه بالهذيان. وتظهر البيئات المحلية مثل العرب والهند في مقابل الروم. وتذكر عدة مصادر مدونة.٨ وتبدأ الحمدلات والبسملات بالشعر أي الموروث الثقافي قبل الوحي، ثم الشكر والدعاء لله وللسلطان مولانا الأمير السيد الملك العادل ولي النعم خوارزم شاه، أطاله في العز وأبقاه في النصر وأيد سلطانه. كل شيء يفيض من الله والسلطان. يهدي الصغير إلى الكبير ويتقرب المأمور إلى الأمير إظهارًا للعبودية المستكنة في الضمير.٩
  • (ب)
    وللبيروني أيضًا «استخراج الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني فيها».١٠ جمع في الرسالة الطرق الهندسية مع نسبتها إلى أصحابها دون الصمت عنهم كما يفعل ابن سينا، ومن أجل تدريب المتعلمين عليها. وبالرغم من أن الرياضيات تبدو صورية الطابع لا مضمون لها إلا أنها أنيس في الغربة للنفس ولها فائدة عملية في الواقع. فالرياضة وسيلة لا غاية. وتتم مخاطبة القارئ أيضًا. فالعلم تجربة مشتركة بين العلماء، ومِن ثَم لا تكون المسافة بعيدة بين الرياضة والتصوف. هناك إذن بُعد شخصي في الرياضيات. وتظهر عبارة «خاطر سنح» مما يدل على أن الرياضيات حدسية الطابع دون أن يفقدها ذلك مسارها الفكري المنطقي الاستدلالي مع رسوم توضيحية في كل مسألة.١١ ولا يكتفي البيروني بالرواية عن الرياضيين السابقين والحكاية عنهم بل يصحح الدعاوى ويراجع البراهين، مع استعمال أفعال البيان والذكر وكل أفعال الإيضاح والتعليل. يعرض الدعاوى والبرهان والمثال.١٢
    ويظهر تمايز شديد بين الأنا والآخر مما يدل على استقلال الشخصية وكما يبدو ذلك من عبارات كثيرة مثل «في حل التعديل» ونسبته إلى نفسه بألفاظ «اتجه لي»، «تهيأ لي»، «أدتني إليه الفكرة» «اتفق لي»، «أنتجه الخاطر لي»، «استخرجته»، «تركيبنا نحن لتحليل لنا في هذه المسألة»، جامعًا بين القدماء والمحدثين.١٣ يصحح دعوى اليونانيين ويصوب أخطاءهم، كما ينقد الموروث خاصة الرازي واتهامه بقلة الدين والدينونة وابتسار الهندسة. وهي كالمنطق تتعامل مع الأشكال والصور. فالعلم الرياضي ليس خاليًا من الفلسفة وموصل للإيمان كما هو الحال عند البيروني العالم الرياضي المؤمن. كما ترتبط النظرية بالشخص نظرًا لأن الرياضة اجتهاد. ويشير البيروني إلى باقي مؤلفاته مما يبين وحدة العمل، وذكر الأعمال المجهولة.١٤
    ويقل الوافد بالنسبة للموروث، أحيانًا يظهران معًا في تراث علمي واحد وأحيانًا يتمايزان في عناوين الفصول. ومن الوافد يتصدر أرشميدس في كتاب الدوائر ثم بطليموس من غير إحالة إلى المجسطي ثم أبلونيوس ثم سارينوس الصابئي في كتاب أصول الهندسة وهيرون بمفرده. ويسمى المجسطي الشاهي تعبيرًا عن الوافد بلفظ موروث، وإلى أحد اليونانيين على العموم دون الخصوص أو بعض اليانيين أو اليونانيين. ومن الوافد الشرقي يذكر زيج السند هند الكبير ومذهب السند هند والسند هند.١٥ ويشار مرة واحدة إلى اسم المترجم لمسائل أبلونيوس وهو يوحنا بن يوسف.
    ومن الموروث يتصدر الخوارزمي ثم السجزي ثم الشتني ثم البتاني ثم السمرقندي والجعدي ثم البصري وحبيش والفزاري ثم الحبوبي والهاشمي والطبري وأبو العلاء ثم حشنش، وأبو نصر وبامشد والخازن، ثم أبو عبد الله والمصري وأبو الجود والصباح والفرغاني والكاتب ومحمد بن موسى وأبو عيسى وأبو سنان؛ منهم من هو مشهور، ومنهم من هو أقل شهرة. وتتسع رقعة الأعلام ولكن يغلب عليهم الشرق،١٦ والإيمانيات قليلة في الرياضيات عنها في الطبيعيات. فمع البسملات والحمدلات، التوفيق والهداية من الله وكل شيء بمشيئته، والصلاة على النبي خير الأنام. وتذكر آية قرآنية وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ فالرياضيات طريق إلى الإيمان.١٧
  • (جـ)
    وفي «الجماهر في الجواهر» للبيروني أيضًا يتصدر تنظير الموروث على تمثل الوافد.١٨ فالموضوع لا يُنقل بل يشاهد، ولا يُشرح بل يُجرب.١٩
    ومن الموروث يأتي الكندي في المقدمة ثم الدينوري ثم الأصفهاني، ثم الرازي الطبيب. ويكثر الشعراء باعتبارهم مصدرًا للعلم بالطبيعة وبالجواهر مثل أبي تمام، وأبي نواس، وابن المعتز، وامرئ القيس، والبحتري، وابن الرومي، ومن المتكلمين الجاحظ، ومن الأطباء ابن جلة ومن الفلاحة ابن وحشية. وإذا كانت أسماء الجواهر وافدة شرقية أكثر منها غربية وأكثر منها عربية فإن أسماء أدوات التعدين ومصطلحاته أكثر منها عربية لأن الأدوات مصنوعة محليًّا.٢٠ وكذلك الأمر في أسماء النقود وأسماء أدوات الزينة والسلاح والثياب والآلات. كما أن أسماء الأمم والقبائل والطوائف كلها عربية وفارسية وتركية أي من الشعوب الإسلامية ولا شيء منها تقريبًا يأتي من الوافد اليوناني. ومن أسماء الأماكن والبلدان لا يكاد الوافد اليوناني يذكر.٢١ والأعياد كلها موروثة. ويحال إلى أكثر من مائة كتاب لا يتجاوز الوافد منها العشر.٢٢ ويستشهد بالشعر العربي كمصادر للمعلومات عن الطبيعة،٢٣ ويشار إلى «بلادنا» و«وقتنا».٢٤
    ومن الأصول الأولى تذكر عشرات الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأمثال وما يجري مجراها. ويبدأ الكتاب كالعادة بالبسملة والحمدلة. وتبدو صفات الله مشتقة من علم الجواهر، خاصة وعلم الطبيعة عامة، منزل الماء وسير السحاب.٢٥ فكل شيء بخلقه. وكلها خاصة بالجواهر مثل الذهب والفضة واللؤلؤ والمرجان. فسبحان الخالق لكل شيء والله أعلم والله الموفق، والله المستعان.
    ويتصدر الوافد ديسقوريدس ثم جالينوس ثم أرسطو ثم الإسكندر ثم بطليموس، وأريباسيوس، وبليناس ثم أرشميدس، وأفلوطرخس، وأفلاطون، وديوجانس، وهراقليدس وهرمس، وهيرودوت وغيرهم.٢٦ في حين يبلغ الوافد الفارسي أكثر من النصف مع بعض الأسماء الهندية مما يدل على حضور الوافد الشرقي أكثر من الوافد الغربي. ونظرًا لحداثة العرب في الموضوع فلم تتجاوز الأسماء العربية أكثر من الربع.٢٧
    ويتضمن الكتاب مقالات ثلاثة؛ الأولى «في الجواهر» وهي أكبرها، والثانية «في الفلزات»، والثالثة «المعمولات والممزوجات بالصفة» وهي أصغرها.٢٨ وأكبر الجواهر اللؤلؤ ثم الياقوت. ثم الألماس والزمرد، ثم الذهب، ثم الحديد، ثم البلور وعشرات أخرى من الجواهر والفلزات والمصنوعات.٢٩
    ويظهر أسلوب الجمع والعد والإحصاء. كما تظهر الجداول التوضيحية.٣٠ وتُذكَر الخرافات الشائعة حول المعادن وتظهر بعض اللازمات مثل «ترويحة».٣١ كما يعتمد البيروني على المشاهدات والتجارب والمعلومات المباشرة ولا يكتفي بالمنقول.٣٢ وتدرس الجواهر في إطارها الاجتماعي، أسعارها، واستعمالها. فالعلم الطبيعي علم إنساني طالما أن النبات والمعادن للاستعمال «أخبار في اليواقيت والجواهر».٣٣ ولا يتبع البيروني ترتيبًا أبجديًّا بل ترتيبًا طبقًا لقيمة الجواهر. ويكون الاعتماد على اللغة لمعرفة اشتقاق الأسماء.٣٤ فالجوهر له أبعاد عدة؛ جغرافي وتاريخي واقتصادي واجتماعي وفني ولغوي وأدبي وليس مجرد موضوع طبيعي.

(۳) ابن سينا

و«في السعادة والحجج العشرة على أن النفس الإنسانية جوهر» لابن سينا (٤٢٨ﻫ) يتفاعل الوافد داخل الموروث كخطوة نحو الإبداع الخالص. السياق هو ذكر آراء القدماء، علماء وحكماء، وإحصاؤها في أمر النفس وقوامها دون البدن. الموضوع موروث وهو المعاد الذي سماه الفلاسفة خلود النفس بعد مفارقتها والآراء المذكورة عن الوافد لمراجعتها على الموروث وقبول المتفق منها ونقد المخالف احترامًا للتراث القديم وتقديرًا لجهد القدماء. فقد اختلف القدماء في النفس الإنسانية إذا فارقت وهي هيولانية لم تتصور بعد الشيء عن الصور المعقولة التي بها تقوم بالفعل عقلًا في قوامها دون البدن.

ويذكر أرسطو والإسكندر وثامسطيوس.٣٥ فقد رأى الإسكندر مُؤَوِّلًا أرسطو أنها تفنى بفناء البدن في حين يرى ثامسطيوس مُؤَوِّلًا أيضًا أرسطو أنها تبقى بعد فناء البدن. وهو القول الأصح الذي يتفق مع رأي ابن سينا. يُؤَوِّل الإسكندر قول أرسطو ماديًّا، ويُؤَوِّله ثامسطيوس روحيًّا. وينتصر ابن سينا للتأويل الروحي لثامسطيوس على التأويل المادي للإسكندر. ويرجع اختلاف المفسرين ويحكم بينها بالعودة إلى الأصل، أرسطو، المتفق مع الموروث، بقاء النفس بعد البدن، لا فرق في ذلك بين الجهلاء والعلماء، بين الأطفال والبالغين.٣٦
وبعد أن يتحدث ابن سينا عن الحكمة يظهر الموروث، آيات قرآنية أربعة تفيد نفس المعنى المختار وفي نفس السياق تأييدًا للإشراق، الأولى عن النفس السقيمة النادمة، والثانية عن النفس التي تود العودة إلى ملذات البدن، والثالثة عن النفس الذكية، والرابعة عن النفس التي ترى الملكوت. ويذكر حديث بصرف النظر عن صحته تأييدًا للفلسفة الإشراقية.٣٧

(٤) علي بن رضوان

أما «رسالة في الحيلة في رفع مضار الأبدان بأرض مصر» لعلي بن رضوان (٤٦٠ﻫ) فإنها نموذج فرع جديد من علم الطب هو الطب الجغرافي أو الجغرافيا الطبية.٣٨ فهناك علاقة بين الطب والجغرافيا. الطب من البيئة وجسد الإنسان في العالم. وهذا ما يتطلب تحديد جغرافية مصر أولًا. ونظرًا لجوها الحار فإن مزاجها حار وكما لاحظ جالينوس وأبقراط والأطباء الذين عاشوا على أرض مصر مع مقارنة مع البيئات الجغرافية لسائر البلدان. ويقوم هذا الفرع على الحيلة أي الوسيلة وعلى معرفة الأسباب ثم على طرق الوقاية.٣٩ ويقوم أيضًا على القياس والتجربة والحيلة، وتتجاوز أمراض الأبدان إلى الانفعالات مثل الفرح والسرور وتفسيرها فزيولوجيًّا.٤٠ والطب أيضًا له أخلاق الأطباء وشرف المهنة.٤١
ومن الوافد يتصدر جالينوس ثم أبقراط ثم بطليموس وغورس وأرسطوطاليس. وهو ينقد آراء السابقين، وافدة أو موروثة بعد الاطلاع عليها ومعرفتها ومعاناة ذلك بالنفس والبدن ليلًا ونهارًا.٤٢ ولا يكتفي ابن رضوان بالنقل بل يقوم بالنقد للوافد والموروث على السواء، وكأنه مصلح اجتماعي مثل نقده للرازي، ونقد استعمال المزاج بالجنس لكسب شهرة طبية، والنقد الاجتماعي للممارسات الطبية، ونقد الجزار بأنه من أهل المغرب وليس من أهل البلد.
وفي الموروث يتصدر أرض مصر ثم مصر ثم المصريون، أخلاق ومزاج وأبدان وأمراض وطبيعة، ثم أهل مصر ثم هواء مصر ثم مزاج مصر وأهل الصعيد وأطباء مصر ثم سواحل مصر وطين مصر وفسطاط مصر وأمراض مصر؛٤٣ بل إنه تذكر أسماء المدن والبحار والأنهار والأحياء والطوائف والمساجد في مصر مما يدل على حضور البيئة المحلية الخاصة بأدق تفصيلاتها،٤٤ وتتم مقارنة البيئة المصرية بغيرها من البيئات المجاورة عند الروم في المشرق والمغرب مثل أهل المغرب والفرس والروم والحبشة والحجاز والشام وبرقة.٤٥ وتأتي أسماء الأعلام في المرتبة الثانية بعد أسماء الأماكن، فالطب مرتبط بالبيئة أكثر من الأطباء. ويتصدر ابن الجزار ثم الرازي أو من تم علاجهم.٤٦ وفي الإيمانيات مع الحمدلة والبسملة يدخل الله في التفسير الجغرافي، لما خلق الأشياء جعل بعضها مرتبطًا ببعض وجعل للصحة والمرض أسبابًا كثيرة توفيقًا بين الأشاعرة والمعتزلة، بين الفلاسفة وابن رشد. ولا توجد آيات قرآنية أو أحاديث نبوية. وقد يستعدي ابن رضوان السلطان على الأطباء الذين يتكسبون بالطب وهم غير مؤهلين له.٤٧

(٥) ناصر خسرو

و«جامع الحكمتين» لناصر خسرو (٤٧٠، ٤٨١، ٤٩٨ﻫ). وهي شرح قصيدة تأليف على التأليف أي تراكم فلسفي، للموروث فيه الأولوية على الوافد في العمق والاتساع بالرغم من قلة أسماء الأعلام حرصًا على بنية الحكمة غير المشخصة. ومع ذلك فهو أقرب إلى شرح الوافد بالمورَّث.٤٨ ويعني «جامع الحكمتين» الجامع بين الحكمة النقلية والحكمة العقلية. وتشمل الحكمة النقلية الوافد اليوناني والموروث النقلي على حد سواء. المهم التحول من النقل إلى العقل، ومن النص إلى التجربة، ومن ثنائية الحقيقة إلى وحدتها بالرغم من كثرة الحجج النقلية كما هو الحال عند الفقيه الحنبلي. والجامع للحكمتين تراث شيعي أصيل منذ إخوان الصفا في الجمع بين الحكمة والشريعة، والعالم الأصغر والعالم الأكبر وحميد الدين الكرماني في «علم الميزان». لذلك كان موضوعه أقرب إلى موضوعات علم الكلام منه إلى بنية الحكمة.٤٩
وسبب تأليفه سبب ساذج ومفتعل، علل خمسة، فاعلة وهو المؤلف، آلية وهو القلم، وهيولانية وهو الورق، وصورية وهو الكلام، وغائية وهو القارئ،٥٠ وأحيانًا يغلب عليه أسلوب السؤال والجواب خاصة في الفصول الأخيرة.٥١ و«جامع الحكمتين» جزء من مشروع كلي يضم «عجائب الصنعة»، «زاد المسافرين»، «لسان العالم»، «اختيار الإمام واختيار الإيمان»، اعتمادًا على الأدلة العقلية والبراهين المنطقية، وضعًا للسؤال مع جوابه.٥٢
وينقسم «الجامع» إلى أربعة وثلاثين فصلًا دون نسق محكم بينها، يتداخل فيها النسقان الكلامي والفلسفي. يبدأ بإثبات الصانع ثم شرح الأحدية. ثم تبرز بعض الموضوعات المنطقية في الهيئة الخاصة والرسم والحد، ثم الجنس والنوع ثم النطق والكلام والقول ثم الكل والجزء. ثم تبرز بعض الموضوعات الطبيعية مثل الآنية، والأنوار السبعة، والدهر والحق والشرور، والطبيعة الكلية، والملائكة والجن والشياطين، وبعض خواص الجمادات والحيوانات والملائكة، وفي خواص القمر، وظهور الأنواع من الشخص، والإبداع وخلق السماء والأرض، والدائرة والطائر والبيضة، وزحل وأصل الربيع ومنازل الشمس والقمر والسيارات الأخرى. وواضح مصدر الطبيعيات على المنطق والإلهيات. ثم تظهر الموضوعات الإلهية بداية بالنفس، في الجسد والنفس والعقل، والعقل والعلم، والفرق بين المدرك والإدراك. ثم تظهر الموضوعات الإلهية الأزل والديمومة والخلود والأبد، ثم الموضوعات الأخلاقية مثل السعد والنحس، واحتياج الناس إلى التربية، وتأثير الكواكب، السعد والنحس في النفس والجسد، والأب والأم النفسانيين، وحياة العالم وموت الجاهل.٥٣
ويتصدر الموروث الأصلي القرآن والحديث على باقي الموروث.٥٤ ثم يأتي الرازي الفيلسوف في العلم الإلهي، وابن الراوندي، وأحمد بن حسن الجرجاني ثم الشيخ النسفي، والشيخ النخشبي، والشيخ النجاشي وكتابه «المحصول». ويضرب المثل بالشافعي وأبي حنيفة، وبفاطمة وزوجها، وجعفر الصادق، والفيلسوف الإيراني. والشواهد القرآنية تأتي في نسيج الخطاب، جزءًا منه ومكملًا وسندًا له. ويغلب عليه الشعر؛ بل إن «الجامع» كله شرح لقصيدة شعرية فلسفية نظمها السيد أبو الهيثم أحمد بن الحسن الجرجاني والتي يعرضها في الفصل الثاني.٥٥
ومن الأنبياء يذكر آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى، ومحمد. ومن الفرق الكلامية المتعلمون والحشوية، والمعتزلة، والكرامية. وهناك ثلاث عشرة حرفة تدل على مذاهب ومناهج وطرق نظرية مثل: أهل الاستجابة، أهل التأويل، أهل التأييد، أهل التعطيل، أهل التفسير، أهل التقليد، أهل الحقائق، أهل الحكمة، أهل الدعوة، أهل الظاهر، أهل الظاهر والباطن، أهل المنطق، أهل النظر. ولا يقتصر لفظ الحكماء على الوافد فحسب بل يمتد إلى الموروث في حكماء أهل التأييد، حكماء الدين، حكماء الدين الحق. وتظهر اللغة العربية ومصطلحاتها مثل الوحدة، مقارنة بالمنطق العربي والفارسي والهندي أو باللسان العام.٥٦ وتظهر بعض الرسوم التوضيحية للعلاقة بين الجوهر الطبيعي والأجناس وكذلك للعين وللأفلاك والأبراج.٥٧
ويبدأ «الجامع» بالبسملة والحمدلة ووصف الله بأوصاف الحكمة مثل خلق السماء والأرض، وموجد المكان والمكين ومرسل رسوله الأمين.٥٨
ومن الوافد يظهر أرسطو ثم ألقابه بعد إسقاط شخصه مثل الفيلسوف، الحكيم اليوناني، الحكيم الفيلسوف، ثم سقراط وأفلاطون، ثم أنبذقليس ثم فيثاغورس سيد الأرتيماطيقا وهو الحكيم الفيلسوف، والدهريون وأصحاب الهيولى، وحكماء الدين، وأصحاب الطبائع.٥٩ الحكماء الإلهيون القدماء حكماء الفلاسفة، حكماء الفلسفة. ويذكر أرسطو بمفرده عنوانًا لفصل «في قول أرسطاطاليس».٦٠ وما زالت به بعض الألفاظ المعربة عن اليونانية مثل السقمونيا أرتماطيقا، الهيولى. ولكن تظل المصطلحات وأسماء الفرق في مجموعها موروثة ولا يمثل الوافد إلا النزر اليسر.٦١
١  ابن الهيثم: مساحة المجسم المتكافئ، تحقيق رشدي راشد، مجلة تاريخ العلوم العربية، معهد التراث العلمي العربي، حلب، سوريا، المجلد ٥، العددان ١، ٢، ١٩٨١م.
٢  السابق، ص٧-٨، ٥٥.
٣  الوافد: أبلونيوس (١). الموروث: أبو سهل، يحيى بن رستم الكوهي (٣)، ثابت بن قرة (٢).
٤  يعتبر ابن الهيثم أعظم عالم في الرياضيات، والفارابي في الموسيقى، والبيروني في الفلك، وابن سينا في الفلسفة، وابن عربي في التصوف، والقاضي عبد الجبار في علم الكلام المعتزلي، والإيجي في علم الكلام الأشعري، والشاطبي في الأصول.
٥  البيروني: كتاب تسطيح الصور وتبطيح الكور، تحقيق برجرن، مجلة تاريخ العلوم العربية، معهد التراث العلمي العربي، حلب، سوريا، المجلد (٦) العددان ١، ٢، ١٩٨٢م.
٦  السابق، ص١٨٩، ١٩٣، ١٩٩.
٧  الوافد: بطليموس، مارينوس (١). الموروث: الصوفي (٤)، الفرغاني (٣)، البتامي (٢)، الطبري، سعيد أحمد بن عبد الجليل، أبو منصور علي بن عراق، الخجوري، الكندي، المروروذي (١).
٨  مثل كتاب عطارد بن محمد «محنة المنجمين»، عمر بن الفرخان الطبري، «صورة الكرة»، الصوفي «الكواكب الثابتة»، البتامي في زيجه بالإضافة إلى كتب «أصحاب الأنوار» المقصورة على ذكر مذاهب العرب (السابق، ص١٨٧–١٩٠).
٩  السابق، ص١٨٦-١٨٧، ١٩٢، ١٩٥، ٢٠٠.
١٠  البيروني: استخراج الأوتار في الدائرة بخواص الخط المنحني فيها، تحقيق أحمد سعيد الدمرداش، مراجعة عبد الحميد لطفي، المؤسسة المصرية العامة للتأليف والأنباء والنشر، الدار المصرية للتأليف والترجمة، القاهرة (د. ت). وقد وضع الناشر شرحه مع نص البيروني. فهو أقرب إلى الدراسة منها إلى النص وتحليل المضمون للنص وليس للشرح. والنص يشير بعناوين متصلة إلى المقالتين الثالثة والرابعة. وله ما يقرب من خمسة وعشرين عملًا في الحساب والهندسة والفلك بين الكتاب والمقالة والتذكرة والرسالة جمعًا بين الهند واليونان والشرق والغرب.
١١  السابق، ص٣٢-٣٣، ٢٨٦، ٢٤٥، ٤٦-٤٧، ٢٤٢، ٢٦٧، ٢٢٨، ٢٣٥، ٢٤٢.
١٢  السابق، ص٣٢-٣٣، ٢٨٦، ٢٤٥، ٤٦-٤٧، ٢٤٢، ٢٦٧، ٢٢٨، ٢٣٥، ٢٤٢.
١٣  السابق، ص١٧٩، ١٨٤، ١٩٥-١٩٦، ١٩٨، ٢٠٢، ٢٠٥، ٢٠٩، ٢١٣، ٢٢١، ٢٢٣، ٢٢٥، ٢٢٧، ٢٣٢، ٢٣٩، ٢٨٥.
١٤  السابق، ص٣٢، ٤٧، ٥٤، ١٢٣، ١٢٥، ١٢٧، ٧٢.
١٥  أرشميدس (۱۰)، بطليموس (۸)، أبلونيوس (۷)، سارينوس، هيرون (٣)، مانالاوس (۲). المجسطي (۸). زيج السند هند الكبير (۲)، مذهب السند هند، السند هند (۱).
١٦  الخوارزمي (۹)، السجزي (۸)، الشنتي (۷)، البتاني (٦)، السمرقندي، الجعدي (٥)، البصري، حبيش، الفزاري (٤)، الحبوبي، الهاشمي، الطبري، أبو العلاء (۳)، حشنش، أبو نصر، بامشاد، الخازن (۲)، أبو عبد الله، المصري، أبو الجود الصباح، الفرغاني، الكاتب، محمد بن موسى، أبو عيسى، أبو سنان (۱).
١٧  استخراج الأوتار ص٣٢-٣٣، ٢٨٦-٢٨٧، ٤١٨، ٣٣، ٢٠٨، ٢٤٥.
١٨  البيروني: الجماهر في الجواهر، تحقيق يوسف الهادي، طهران، ١٩٩٥م.
١٩  من ٤٠٠ اسم علم ۱۰ وافد والباقي موروث أي بنسبة ٢٫٥٪.
٢٠  الكندي (٥٣)، نصر بن يعقوب الدينوري (٣٤)، حمزة بن الحسن الأصفهاني (٢٠)، الرازي الطبيب (١٦)، محمود بن سبكتكين الغزنوي (١٢)، الأخوان الرازيان الحسن والحسين (١١)، جابر بن حيان (١٠)، أبو تمام، أبو نواس (٩)، ابن خطيب داريا، ابن المعتز، امرؤ القيس، الصنوبري الشاعر (٨)، البحتري (٧)، ابن الرومي، أبو حنيفة الدينوري، الأعشى (٦)، الجاحظ، العجاج (عبد الله بن رؤبة)، عمر بن الخطاب (٥)، الآمدي (أبو القاسم الحسن بن بشر)، أبو دست، الصاحب بن عباد (٤)، ابن أحمد الباهلي، ابن بابك الشاعر، ابن البيطار، ابن الجصاص، ابن سلام، أبو العباس المأمون، الجاحظ، الشافعي، عبد الملك بن مروان (٣)، إبراهيم السنداني، ابن جزلة الطبيب، ابن السكيت (٢)، وما يزيد على مائتي علم يذكر كل منهم مرة واحدة مثل إبراهيم الكاتب، إبراهيم بن مالك بن الأشتر، ابن الأعرابي، ابن بطلان، ابن جناح، ابن حوقل، ابن قتيبة، ابن ماسة، ابن كرام، ابن وحشية … إلخ.
٢١  أسماء الأماكن والبلدان حوالي (٥٦٢) والوافد اليوناني (٢). وأهمها الهند (٥٦) الصين (٢٣)، العراق، خراسان (٢١)، مصر (٢٠) سرنديب (١٨)، غزنة (١٤) الرسي، خوارزم (١٣) بغداد (١٢) أصبهان، أصفهان (١١) زوربان (١٠) مينابور، بدخشان، البصرة نيسابور (٩)، بخارى، طبرستان، مكة (٨)، بحر القلزم، التبت، كشمير، مدينة النبي (٧)، آسيا، بلاد الترك، تركستان، جرجان، السند، فارس، كابل، نهر النيل، دفآن (٦)، إيران، بحر الهند، السودان، عمان، نهر جيجون، ما وراء النهر، المغرب، هراة، أذربيجان، أرض البجة، أرض فارس، أفغانستان، بحر فارس، البحرين، بلخ، الجبل، الزابج، زابلستان، سفالة الزبح، شكنان، عدن، قنوج (٤) البحر الأحمر، بست، بلاد ما وراء النهر، رخج، سجستان، سودان المغرب، فرغانة، كران، كرديز، الملايو، موزميبق، الموصل، نهاوند (٣) وعشرات الأسماء مرتين ومرة واحدة.
٢٢  الأعياد والمناسبات (٧)، أسماء الكتب (١١٢)، الوافد اليوناني (١٠).
٢٣  الجماهر ص٧١، ٧٥، ١٠١.
٢٤  حوالي ٢٠٠ بيت شعري.
٢٥  السابق، ص۱۲۲.
٢٦  ديسقوريدس (۸)، جالينوس (۷)، أرسطوطاليس (٦)، الإسكندر المقدوني (٥)، أريباسيوس، بليناس، بطليموس (۲)، أرشميدس، أفلوطرخس، أفلاطون، أرمانيس، ديوجانس، سياوش بن كيكاوس، القيصرون بن قيصر، هراقليدس، هرمس، هيرودوت (۱).
٢٧  أسماء الجواهر واللآلئ والأحجار الكريمة والفلزات وغيرها حوالي ٥٥٤ اسمًا منها لا يتجاوز اليوناني منها ٧ أسماء أي بنسبة ١٫٥٪ في حين يبلغ الوافد الفارسي أكثر من النصف مع بعض الأسماء الهندية.
٢٨  الجواهر (الصفحات) (٢٧٠)، الفلزات (٥٢)، المعمولات والممزوجات بالصنعة (١٠) ومجموع الجواهر والفلزات والمصنوعات (٤٥).
٢٩  اللؤلؤ (٧٤)، الياقوت (٤٩)، الألماس، الزمرد (١٤)، الذهب (١٣)، الحديد (١٢)، البلور، اللعل المبذخشي، الجزع (٨)، البيحاذي، البسذ، الباذهر، الميتا (۹)، المومياي، المغناطيس (٥)، السنباذج، الغيردزج، العقيق، البشم اليشم، الختو، الكهربا، الحجر الجالب للمطر، الأذرك، الفضة، النحاس، الرصاص، الأسرب، الخارصين، الشبه (٤)، الجمست، اللازورد، السبج، الخماهن والكوك، الزئبق، الأسفيزردي (٣)، حجر التيس الشاذنج، الزجاج، القصاع الصينية، الطاليقون (٢)، حجر الحلق البتروي (۱).
٣٠  السابق، ص١٧٧، ١٨٧، ١٩٢، ٢١٦، ٢٦٦.
٣١  السابق، ص٧٦–٧٨، ٨٠، ٨٢، ٨٤، ٨٦، ٨٩، ٩٣، ٩٥، ٩٧–٩٩، ١٠١.
٣٢  «وكنت أسمع فيما مضى» (السابق، ص١٦١)، فإن التجربة لم تطابقه (السابق، ص٢٦٤)، وقد رأيت أنا في مجلس مأمون خوارزم شاه (السابق، ص٢٦٧)، وأخبرني من شاهد (السابق، ص٣٨٨).
٣٣  السابق، ص۱۲۸–١٥٥.
٣٤  السابق، ص١٩١، ٢٢٦–٢٢٨، ٢٨٧.
٣٥  أرسطو، الإسكندر، ثامسطيوس (۱).
٣٦  في السعادة ص١٣-١٤.
٣٧  الآيات هي رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا، وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ، وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ، وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا. والحديث «إن الحكمة لتنزل من السماء فلا تدخل قلبًا فيه هم غد» (السابق، ص۱۸).
٣٨  علي بن رضوان: رسالة في الحيلة في دفع مضار الأبدان بأرض مصر، تحقيق د. رمزية محمد الأطرقجي. مركز إحياء التراث العلمي العربي، بغداد، ومشهور بعدائه لابن بطلان في بغداد. وقد بدأ منجمًا ولم يقرأ شيئًا من الطب والمنطق بالإضافة إلى حيله في التعبد. علم نفسه بنفسه وله حوالي ثلاث وستون رسالة ثلثها مع الوافد مثل جالينوس وبقراط وفوسيدونيوس وفليغوريوس، والموروث مثل حنين والرازي وابن بطلان.
٣٩  السابق، ص۲۲.
٤٠  وقد أخذ ديكارت نفس الموقف في الفلسفة الغربية وكل أنصار السيكوفيزيقا.
٤١  السابق، ص٥٧-٥٨.
٤٢  جالينوس (١٧)، أبقراط (١٦)، بطليموس، غورس، أرسطوطاليس (١)، بلاد اليونانيين، أطباء، الأطباء والفلاسفة (٣)، الأوائل، القدماء (٢).
٤٣  أرض مصر (٧٣)، مصر (٢٨)، المصريون، أخلاق، مزاج، أبدان، أمراض، طبيعة (١٦)، أهل مصر (٨)، هواء مصر (٤)، مزاج مصر، أهل الصعيد، أطباء مصر (٢)، سواحل مصر، طين مصر، فسطاط مصر، أمراض مصر (١).
٤٤  الفسطاس (٢٤)، النيل (١٧)، القاهرة (١١)، الجيزة (٦)، الإسكندرية، تينس (٤)، المقطم، الفيوم (٣)، أهل البشمور، دمياط (٢)، رشيد، الباطلية، حارة العبيد، الفرما، أسوان، المقس، عين شمس، مصر القديمة، منفيس، أولاد نوح (١).
٤٥  بحر الروم (٣)، أهل المغرب، الصقالبة، الجزيرة، الجامع العتيق، الحبشة، أطباء الفرس، الحجاز، الشام، برقة (١).
٤٦  ابن الجزار (٢٣)، الرازي، عبيد الله بن طاهر رئيس الشرطة الذي تم علاجه (١).
٤٧  الحيلة ص٢٨، ٨٦-٨٧، ٥٩.
٤٨  ناصر خسرو (أبو المعين القبادياني المروزي): جامع الحكمتين. ترجم وقدم له وعلق عليه د. إبراهيم الدسوقي شتا، دار الثقافة، القاهرة، ١٩٧٧م.
٤٩  «ولما كان أساس هذا الكتاب على تفسير المشكلات الدينية والمعضلات الفلسفية فقد سميته جامع الحكمتين» (السابق، ص١٦٤).
٥٠  السابق، ص١٥٥–١٦٤.
٥١  الفصل الحادي والثلاثون: في أسئلة لا جواب لها، الفصل الثاني والثلاثون: في عزم الشاعر على إجابة على أسئلته (السابق، ص٢٩٢–٤٠١).
٥٢  السابق، ص۳۹۷.
٥٣  إذا استبعد الفصل الأول في ذكر سبب تصنيف الكتاب وقسميه، والثاني عن قصيدة ابن الحسن الجرجاني في الحادي والثلاثين عن أسئلة لا جواب لها والثاني والثلاثين عن عزم الشاعر على إجابة أسئلته والثالث والثلاثين في خاتمة الكتاب، بقي تسعة وعشرون فصلًا موزعة على أقسام الحكمة كالآتي: المنطق (٥)، الطبيعيات (١٦)، الإلهيات (٤)، الأخلاقيات (٤).
٥٤  القرآن (١٥٩)، الحديث (٦)، الرازي الفيلسوف، أحمد بن الحسن الجرجاني، ابن الراوندي (٢)، الشيخ النسفي، الشيخ النخشبي، الشيخ النجاشي صاحب المحصول، الشافعي، أبو حنيفة، فاطمة وزوجها جعفر الصادق، الفيلسوف الإيراني (الحكيم الإيرانشهري) (۱). الأنبياء: آدم (٤)، نوح، إبراهيم، موسى، عيسى (۲)، محمد (۱). المتكلمون (٥)، الحشوية (٤)، المعتزلة، الكرامية (١).
٥٥  جامع الحكمتين ص١٦٥–١٧٤.
٥٦  السابق، ص٢٦٦، ٢٩٥.
٥٧  السابق، ص٢٧١، ٢٧٣، ٣٧٤، ٣٨١.
٥٨  السابق، ص١٥١.
٥٩  أرسطوطاليس (٥)، الحكيم اليوناني، الحكيم الفيلسوف، الفيلسوف (۲)، سيد المنطق (۱)، سقراط، أفلاطون (٤)، أنبذقليس (۲)، فيثاغورس، فلوطرخس (۱)، حكماء الفلاسفة (١)، جماعة من الفلاسفة، الفلاسفة.
٦٠  الفصل الرابع: في قول أرسطوطاليس، الجامع ص٢٠٧–٢١٣.
٦١  السابق، ص١٥٨. من مجموع المصطلحات وأسماء العربي (٤٢٥)، الوافد (٦) أي ما لا يزيد عن ١٫٧٥٪.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤