لا تحزنن!١
هذه أبيات لحافظ الشيرازي الشاعر الفارسي ترجمتُها نظمًا، وحافظت فيها على وزن
الأصل وقافيته، لأجعلهما مثلًا لما في الشعر الفارسي من أوزان وقوافٍ.
فأما الوزن: فهو الرَّمَل المثمن؛ أي ذو التفعيلات الثمان، والمعروف في العربية
أن الرمل لا يزيد على ست تفعيلات.
وأما القافية: فهي المردوفة، والرديف — في العروض الفارسي — كلمة وكلمات تكرر في
أواخر الأبيات، فيُلتزم قبلها رويٌّ يعتمد عليه النظم:
يوسف — المفقود في أوطانه — لا تحزنن
عائد يومًا إلى كنعانه، لا تحزنن
بيت الأحزان تراه عن قريب روضة
يضحك الورد على بنيانه، لا تحزنن
رأسك الأشعث يومًا سوف يلقى زينة
ويفيق القلب من أحزانه، لا تحزنن
هذه الأفلاك إن دامت على غير المنى
لا يدوم الدهر في حدثانه، لا تحزنن
أيها البلبل يأتيك ربيع ناضر
تستظل الورد في أغصانه، لا تحزنن
لست تدري الغيب في أسراره، لا تيأسن
كم وراء الستر من ألوانه، لا تحزنن
وإذا جزت إلى الكعبة يومًا مهمها
فدهاك الشوك من سعدانه، لا تحزنن
ومحيل الحال يدري حالنا بين العدى
والهوى والحب في هجرانه، لا تحزنن
يا فؤادي إن يسل بالكون طوفان الفنا
«فُلك نوح» لك في طوفانه، لا تحزنن
منزل جد مخوف ومراد شاحط
لم يدم فج على ركبانه، لا تحزنن
حافظ! ما دمت في الفقر وليل حالك
في دعاء الله أو قرآنه، لا تحزنن