وعند لوط الخبر اليقين
إذن: لنوجز ما انتهينا إليه:
ارتحل النبي إبراهيم عليه السلام من مدينة «أور» الأرمينية في بلاد الحور، قاصدًا أرض كنعان، وبعد الاستقرار هونًا في كنعان الفلسطينية، يتوجَّه بدفع القحط إلى مصر الخير، لينهل منها ما شاء، ويرتبط ببعض أهلها صهرًا، ثم لا يلبث أن يخرج من أرض النيل ميمِّمًا نحو الجنوب إلى بلاد اليمن، حيث امتدادُ مصر بمهاجريها العظام، أو بفيالقها المتقدمة في حامياتها هناك. وتغفل أقلام كتبة التوراة الأمر، وتقفز فوقه فتقول: إنه عاد من الجنوب إلى «بيت إيل» في فلسطين دون تفصيلٍ أو توضيح، مخالفة العهد بها مسهبة ومفصلة ومكررة إلى حد الإملال، لكن كان للحقيقة أقدامها الثابتة وومضاتها الباهرة، التي ظهرتْ لنا عدة مرات، وأفلتت في السَّرد التوراتي، لكن في غير مواضعها الأصلية.
هل كان هذا القاضي، «سمه-على» هو النبي إسماعيل، أو «سمعلي» هو النبي إسماعيل؟ التطابق في الاسم لا يحمل لبسًا، ونظام الحكم أوانها حسب إشارةِ التوراة كان قبليًّا، والظروف متشابهة، لكن لا يمكننا الإجابة بأكثر من «ربما»!
هذا، ونظن أن أمر الكارثة الكبرى التي حدثت في الجنوبِ العربي، ودفعت سكانه شمالًا، قد ورد في التوراة، لكن في غير المواضع الصحيحة لتسلسل الأحداث، ونعتقد أننا لو تمكَّنَّا من إثبات ذلك، نكون قد دعمنا أطروحاتنا السابقة دعمًا جيدًا، وسيكون هذا الإثبات دليلًا على ما زعمناه حلقةً مفقودة في التوراة، وافترضناه رحلة إبراهيمية من مصر إلى اليمن، وعودة منها، أغفلت الأقلام التوراتية تفصيلها ونظن سبيلنا إلى الإثبات إنما يكمن في قصة التوراة عن دمار مدينتي «سدوم» و«عمورة». التوراة تتحدث عن هاتين المدينتين كقريتين خاطئتين، دمرتهما الآلهة لكنها تضع المدينتين على خريطة فلسطين، وحتى لا يكون هناك مجال للتأكد من ذلك بالبحث الآثاري عنهما هناك، فإن التوراة تزعم أن «سدوم» و«عمورة» قد دُفنتا تحت البحر الفلسطيني الميت، ومن هنا نتوقف مع رواية التوراة رويدًا لارتباط هذه القصة بما زعمناه إثباتا لأطروحاتنا، إضافة إلى أن هذه الرواية لا تخلو من طرافة وعجب!
تقول الرواية التوراتية: إن النبي إبراهيم قد أبدى لابن أخيه لوط رغبتَه في الانفصال عنه، فأخذ لوط متاعه وغلمانه «واتجه شرقًا»، ليسكن سدوم المجاورة لعمورة، علمًا أن أهلها كانوا يرتكبون من الإثم أفحشه، فيأتون الرجال من دون النساء شهوة، ووصفتهم التوراة بأنهم كانوا «أشرار وخطاة لدى الربِّ جدًّا» (تكوين ١٣: ١٣).
وما إن يحط «لوط» رحله بين القوم، حتى تقرر آلهة التوراة القضاء على هذا الشعب الآثم وإفناءه بتمامه، شيوخه وغلمانه وأطفاله ونساءه، إضافة بالطبع إلى الآثمين من الشبان القادرين على مثل هذه المعصية، لكن هذه الآلهة كانت تريد — في الوقت ذاته — إنقاذ لوط، وأهل بيته وهم ثلاث من الإناث: زوجته وابنتاه.
وظهر له الرب عند بلوطات ممرا، وهو جالس في باب الخيمة، وقت حر النهار، فرفع عينيه ونظر، «وإذا ثلاثة رجال» واقفين لديه … (وبعد أن يصنع لهم إبراهيم ﷺ طعامًا يأتون عليه جميعًا) … وإذا كان هو واقفًا «لديهم» تحت الشجرة أكلوا، ثم «قام الرجال» من هناك وتطلعوا نحو سدوم، وكان إبراهيم «ماشيًا معهم» ليشيعهم، فقال الرب: هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟ … وقال الرب: إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر، وخطيتهم قد عظمت حدًّا، وانصرف الرجال من هناك وذهبوا نحو سدوم، «وأما إبراهيم فكان لم يزل قائما أمام الرب».
ونفهم من رواية التوراة، أن هؤلاء الآلهة الثلاثة، قد ذهب اثنان منهم إلى سدوم بينما بقى كبيرهم مع النبي إبراهيم. وتستطرد لتقول: «وكان لوط جالسًا في باب سدوم، فلما رآهما لوط قام لاستقبالهما، وسجد بوجهه إلى الأرض، وقال: يا سيديَّ: مِيلا إلى بيت عبدكما» (تكوين ١٩: ١، ٢).
وكما اعتدنا مع قارئنا في هذا البحث، الإطلال على ما عنَّ للقس العالمي «ماير»، وكيف يرى الأمور؟ والذي وصفه «القمص داود» المترجم بأنه «رجل عظيم»، وأنه بهذه الترجمة يرغب في إشراك المؤمنين معه في الاستمتاع بروحانيات «ماير»، حتى يستمتعوا مثله، يعقب «ماير» على القصة التوراتية هنا بالقول: «زار أولئك الضيوف الثلاثة خيمة إبراهيم، ولا شكِّ أن أحدهم كانت تبدو عليه علائم العظمة والرهبة والجلال، أما الثالث الذي كان هو المتكلم الوحيد أثناء الضيافة فإن عظمته قد تجلت، ووقف إبراهيم يخدم الضيوف كخادم، بينما كانوا يتناولون الطعام تحت الشجرة، وفي المساء دخل المدينة «سدوم» اثنان منهم فقط، وأين كان الثالث؟ لقد تخلف عنهم ليكمل حديثه مع إبراهيم خليله!»
وقبلما اضطجعا، أحاط بالبيت رجال المدينة، رجال سدوم من الحدث إلى الشيخ، كل الشعب من أقصاها إلى أقصاها، فنادوا لوطًا وقالوا له: أين الرجلان اللذان دخلا إليك؟ أخرجهما إلينا لنعرفهم (تستخدم التوراة لفظ يعرف بمعنى ينزو)، فخرج إليهم لوط عند الباب، وأغلق الباب وراءه، وقال: … هو ذا لي ابنتان لم تعرفا رجلًا (وهو وضع طبيعي في ضوء العلاقة غير الطبيعية في المجتمع السدومي)، أخرجهما إليكم، فافعلوا بهما كما يحسن في عيونكم.
وهكذا تريد التوراة أن تفهمنا أن الرجل الكريم، أراد أن يحافظ على قانون الضيافة المقدس، بالتضحية بقانون أقدس منه، هو قانون المحافظة على العرض، ثم تزيد الأمر نكاية بقولها ما يفيد أن «لوط» كاد يدفع ثمن عناده، وبدا لأهل المدينة كما لو كان يسخر منهم بمنحهم الصبيتين، فهو يعلم أنهم لا يمارسون الأمر ككل الناس والحيوان من منافذه الطبيعية، إنما هم بأسلوبهم عن سائر الأحياء يتميزون، فأنذروه هو أيضًا، بالقول: «الآن نفعل بك شرًا أكثر منهما» (تكوين ١٩: ٩)، لولا تدخل الإلهين الضيفين، اللذين ضربا الجماهير — المضطرمة بالشهوة — بالعمى، وأخرجا لوطًا مع زوجته وابنتيه من المدينة، فاتجهوا إلى مدينة خارج دائرة الدمار المقرر، هي «صوغر»: «وإذا أشرقت الشمس على الأرض، دخل لوط إلى صوغر فأمطر الرب على سدوم وعمورة كبريتًا ونارًا من عند الرب من السماء فقلب تلك المدينة، وكل الدائرة وجميع سكان المدن ونبات الأرض، ونظرت امرأته من ورائه فصارت عمود ملح» (تكوين ١٩: ٢٣–٢٧).
أما القرآن الكريم فيسرد سيرة «لوط» باعتباره نبيًّا، وتحدثنا الآيات فتقول: إنه كان مرسلًا لهداية الفاسدين: وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ * فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ * وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (الأعراف: ٨٠–٨٤).
والآن: ما علاقة كل هذا بموضوعنا؟
لإيضاح المقصد، نُحيل القارئ إلى خريطة جنوب الجزيرة، حيث يجد في اليمن الحالية مع التدقيق قرية «الصوعر» قرب «موكل»، جنوب «هكر» بخمسة عشر كيلومترًا على وجه التحديد، ولو اتجهنا على الخريطة شرقًا، ولنذكر تأكيد التوراة أن لوطًا عندما هجر عمه اتَّجَه شرقًا، سنجد هناك قرية تدعى «ثمود» على الأطراف الشمالية لليمن الجنوبي الحالي، وقد ورد في القرآن الكريم أن ثمود كانت قريةً عامرة، دمرها الله لكفرها بالنبوات. وقد ورد في كتب التراث — كما سلف — أن اسم «ثمود» يدل على واحد من شعوب العرب البائدة، ولما كنا نعلم أن حرف «ث» يتبادل مع حرف «س»، فإن «ثمود» تكون «سمود»، ومع خاصية القلب، تكون «سمود» هي ذات عين «سدوم»!
[من الطريف، وأثناء مراجعة البروفة الأولى للكتاب، أن طالعنا التلفاز المصري يوم ٢١/ ٤/ ١٩٩٠م برسالة عمان، وكان أول أخبارها — لذلك لا شك هو أهمها — يوم العثور على امرأة لوط، بعد أن تحولت إلى عمود ملحي وطالعنا بصورة لصخرة تعرضت لعوامل «تعرية»، وهو أمر طبيعي إذن! وبدا المذيع في غاية الجذل والسعادة لهذه اللقية التي عثروا عليها بالأردن وشقُّوا من أجلها الطرق السياحية، ونترك للقارئ تحديد حجم علامات التعجب والاستفهام، لكن يبقى استفهام بسيط تمامًا: من يهتم بزيارة المقدسات اللوطية؟ وما الرأي الآن في ضوء بحثنا هذا؟]
وكما ترافق ذكر «عمورة» مع «سدوم» في التوراة، فقد ترافق ذكر قرية أخرى مع «ثمود» في القرآن، هي أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ، فهل تشير «عاد» هنا إلى «عمورة»؟ وهل يمكننا أن ننزعها بدورها من تحت البحر الميت الفلسطيني، لنضعها على خريطة اليمن؟
ولو أردنا التحديد الدقيق للموقع الذي عاش فيه شعب عاد، فإنه من الأفضل الرجوع إلى المصدر الأقرب لمعايشة هذا التراث، فيقول: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ (الفجر: ٦–٨)، والمعنى أن «عاد» قد عرفت كاسم لمدينة، وأن هذه المدينة قد حملت اسمًا هو «إرم» الذي يبدو لنا ناتجًا عن تواجد النسل الإسماعيلي في المنطقة، موروثًا عن الأب الآرامي «إبراهيم»، ووصفت بأنها «ذات العماد» تلك الصفة التي ستضع يدنا على الموضع الصحيح فيما نرجو.
وبعد لَأْيٍ وجهد تمكنت من التقاط سر المسألة في معبد مجاور يقع غربيَّ معبد «أوام»، ويعرف حاليًّا باسم «العمايد»، واللفظ «عمايد» عربي قديم، أطلق على هذا المعبد في العصر الجاهلي، لأن المعبد كان يقوم على أعمدة صخرية، لم يزَلْ قائمًا منها حتى اليوم خمسة أعمدة، وكان العمود حسب ترجمة النصوص اليمنية القديمة يسمى «أوام»، ومن ثم تترابط المسألة وتتسق، إذا ما اعتبرنا معبد «أوام» هو معبد «أرام» القديمة، ولنلحظ أن قراءة النقوش المسندة لم تزل تحمل لبسًا وأخطاء عديدة في قراءتها، ولم يقر أي من الآثاريين بمصداقية قراءته التامة، ومن ثم نفترض أن معبد «أوام» هو معبد «أرام»، أو «إرم» التي تسمَّى الآن «العمايد»، وعليه تصبح «إرم» هي مدينة شعب «عاد». أما العمايد فتفسر لنا الوصف القرآني لعاد، بأنها «ذات العماد».
أما اليونان فكانوا أكثر شعوب حوض المتوسط، تأثُّرًا بالمصريين، وبالعبادات المصرية، وقد اقترنت عبادة «هرمس» بعبادة «آمين» المصري، وهنا لا مندوحة من الوقوف مع الحكمة القرآنية، التي استدعت ربط المصريين أصحاب الأهرام والمسلات، بعاد ذات الإرم والعماد، وقول الآيات: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ * إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ * الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ * وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ * وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ (الفجر: ٦–١٠). ولنلحظ: الذين جابوا الصخر بالواد، وذي الأوتاد أو الأعمدة.
وإذا كانت القرية المرافقة لسدوم بالتوراة تسمى «عمورة» فإن حرفي العين والهمزة يتبادلان، فتصبح «عمورة» «أمورة»، وبالقلب تنطق «أرموه» أو «أرماو» وفي ذلك تذكرة ببلدة «أرماو» التي ذكرها بطليموس أو «إرم» التي ذكَرها القرآن الكَريم.
وإعمالًا لكل ذلك يمكننا القول إن «عاد» ورفيقتها «ثمود» أو «عمورة»، ورفيقتها «سدوم» كانتا في جنوب جزيرة العرب، موطنًا سكنه «لوط» الذي كان رفيق عمله المرتحل دومًا، والجوَّاب دومًا، والذي وصفته التوراة بالقول: «أراميًّا تائهًا كان أبي»، النبي إبراهيم عليه السلام، وهو ما يضع آخر ما بيدنا من لبنات في دعم أطروحاتنا حول وجهة النبي إبراهيم بعد خروجه من مصر وقفزت التوراة فوقه، لكن تفاصيله تساقطت على صفحاتها، ونزلت في غير مواضعها الصحيحة من السياق، لكن علاماتنا الشاهدة التي جمعناها، خلال ثلاث سنوات انصرمت مذ بدأنا التفرغ الكامل لبحثنا هذا، تلاصقتْ واتسقَتْ بما لا سبيل إلى نقضِه إلا بنسق مماثلٍ يحمل أدلة ناقضة، على نفس القدر من الدلالة والشهادة.
وآخر ما يمكننا قوله في موضوعنا هذا: هو أن متابعة خط السير الحقيقي لرحلات النبي إبراهيم قد أضاء لنا مناطق قاتمة في التاريخ، وبعضها كان في ظلام دامس نحسبه مقصودًا، ونترك كشف القصد لجُهدٍ آخر، وربما لباحثٍ آخر له مقاصد أخرى. أما نحن، فلوجه الحق قصدنا السبيل، واجتهدنا قدر ما نملك من قدرة، حتى وقفت حدود الجهد عند هذا الحد، وربما تمكَّنَّا من استجماع الاستطاعات مرة أخرى لجهد يكمل، أو ربما لجهد ينقض، لا نعلم؛ فالحقيقة مطلب لا يطلب الثبات تعنُّتًا، وإنما تمكَّنَّا، فإذا دالت الشواهد ودل جديد، فلا مفرَّ من التجديد.
-
الانطلاق من «أور الكلدانيين» جنوب الفرات.
-
الاتجاه شمالًا بحذاء الفرات وربما بالإبحار فيه إلى حاران في أقصى الشمال.
-
العودة إلى الجنوب الغربي بغرض استيطان كنعان (فلسطين).
-
الهبوط من فلسطين إلى مصر.
-
العودة من مصر إلى فلسطين.
-
الانطلاق من «أور آرتو» جنوب أرمينيا في المنطقة الكاسية.
-
الهبوط إلى الجنوب متخلِّلًا بلاد الحور.
-
الاستمرار جنوبًا إلى فلسطين.
-
الهبوط من فلسطين إلى مصر.
-
الخروج من مصر إلى جزيرة العرب، حيث مصر الأقصى أو اليمن.
-
لاحظ أن راسم الخريطة قد حيرته مسألة «شور»! التي في طريق مصر، فتخير للاسم موضعًا مناسبًا، وضعه على مدخل سيناء!
-
لاحظ أنه جعل حاران هي حوران؛ لتقع على الطريق المباشر والمختصر بين أور الكلدانيين وبين كنعان حلًّا للمشكلة!