على حافة الموت
– أكذلك تكون عاقبتها؟
قالها مسلمة وأطرق، وقد امتلأ قلبُهُ غمًّا وحقدًا ومرارة؛ أما الغم فلهذه العاقبة التي انتهت إليها الغزوة العظمى التي كان يُهيَّئُ لها منذ سنين؛ ليبلُغ شأنًا لم يبلغ مثله واحدٌ من بني عبد الملك، وأما الحِقد فعلى هؤلاء الروم وقيصرهم ذاك الخسيس الذي أذلَّه بالمكر والخديعة، وخذله حين أمِنَ له، ووثِقَ من مودَّته، وأما المرارة فلأنه ابن امرأة من هذه الروم الغادِرة التي لا تحفظ عهدًا، ولا تَفِي بذمَّة … لو كان له أن ينتسِب إلى أمٍّ غيرها لأنكر أنها أمه، تلك التي باعدت بينه وبين العرش شابًّا، وحطَّمَت تاج العزِّ على رأسه كهلًا، وتوشِكُ أن تجعل حديثه في هذه الغَزَاة سُخرية الساخرين حتى يبلغ سن الموت.
ومدَّ يدًا إلى جيبه فأخرج جوهرةً وقلادةً، فتملَّاهما طويلًا ثم قذفهما إلى البحر، وهو يقول وقد غلبه الدمع: تميمة لم تحفظها صبيَّة من السِّباء، ولم تُحرِز ولدها كبيرًا من الهزيمة!
ثم أطبق راحتيه على وجهه وبكى.
وثاب إلى نفسه بعد هُنيَّات، فدعا حاجبه إليه وقال له: قَدِّم أُسارى الروم إلى السيف.
وقُدِّمَ إلى السيف شيخٌ حُطَمَةٌ، قد بلغ الثمانين أو قاربها، وهمَّ الجلَّادُ أن يرمي رأسه حين رفع الشيخ يدَه قائلًا: كُف! إنَّ لي حديثًا إلى الأمير …
وسِيق الشيخُ إلى حيث كان مسلمة، فقال: يا ولدي!
– اخرس! يَتِمَ ولدُك.
– هل لك في صفقةٍ رابحة، فتبيعني رأسي برجلين عربيَّين؟
– رجلين عربيين؟
– نعم، في الأسرِ عندي منذ سنين، ولعلهما من السادة، فإن شئت عفوتَ عن شيخ حُطَمة لا يحمِلُ سيفًا ولا يدفعُ غارة، واستنقذت أسيرَيْن من قومِك.
– جِئ بهما.
– فيسمحُ لي الأمير أن أذهب إلى أهلي فأعود بهما.
– تحتال حتى تفر بدمك!
– ليس الغدر من طبعي!
– ولم يكن من طبع إليون القيصر؟
– ذاك ابنُ إسكافٍ لا يَمُتُّ بِعِرقٍ إلى أسرة نبيلة.
– وتمتُّ أنت إلى قسطنطين الأكبر؟
– ليس الكذب من طبعي.
– أمفاخرة في هذا المقام يا ابن الغادِرة؟
– لم تغدِر أمِّي قط.
– اخرس … رأسه يا حَرَسِيُّ!
– يموت العربيَّان إذن أيها الأمير، وإني لأظنُّ لهما في قومهما شأنًا.
– ومن يَكفُلكَ حتى تعودَ؟ …
– أخذ الشيخ يُقلِّبُ نظره في وجوه الجُند، ثم أشار إلى فتًى منهم: هذا يكفلني أيها الأمير.
– تكفُلُهُ يا عُتيبة؟
– قد كفلتُه.
– تبيعُ شبابَك بهَرَمِه؟ إنه ليُخادعُك عن نفسه!
– قد كفلته.
هبَّ مسلمة واقفًا، قد بان في وجهه الغضب، ثم مضى إلى خيمته غير متلبِّث، وأحاط العربُ بصاحبهم يسألونه مؤنِّبين مُشفِقِين: ما حملك على هذا يا عتيبة؟
– شيخٌ في ضائقة، قد توسَّمَ فيَّ مروءَة، هل أُخلِف ظنَّه؟
– ولكن الروم أهل غدرٍ يا عتيبة!
– ما كان يجمُلُ بي غيرها.
– وإذا لم يعُد كفيلك يا أبلَه؟
– يصنع الأميرُ في أمري ما يبدو له.
– ولكن الأمير مَغيظٌ مُحْنَق، قد استلَّ غدرُ الروم ما كان في نفسه من خِلال العفو والرحمة.
– يقتُلني به إذن.
– وتبيعُ رأسك برأس كافِر؟
– قد كان ما لا سبيلَ إلى الرجوع فيه.
وتفرَّق الجُند عن صاحبهم محزونين، وأوَى عتيبةُ إلى خيمته، قد امتلأت نفسُه غمًّا وضاق بكلِّ ما حوله، هذه أول غزاة يغزوها، ولعلها آخر غزاة، فإن الموت يتربَّص به، وسيموتُ حين يموتُ لا شهيدًا في المعركة، ولا مبكيًّا عليه، وتترقَّبُ نوارُ حتى يعود كلُّ الغزاة، ولا يعود عتيبة فتبكيه دهرًا ثم تسلو، وتبكيه أمه كذلك، ولكنها لا تسلو أبدًا، إنَّ الأمهات لا يَنسين من يموت من أبنائهن، قد علِم ذلك عن جدته الثكلى، إنها ما تزال تذكر عمه عتبة وأباه النعمان كأنما فقدتهما منذ قريب.
ما لهذه الخواطِر تتزاحم في رأسه الساعة؟ أميِّتٌ هو إذن؟ فلماذا رمى بنفسه في هذا المأزق؟ ولكنه لا يكاد يستشعِر شيئًا من الندم لشيءٍ مما كان، فما كان له خِيَرَة، أكان يجمل به أن يقول على ملأٍ من الجند لذلك الشيخ: دعني فلستُ من المروءة بحيث ظننت؟ وإنَّ في الأمر — إلى ذلك — احتمالًا آخر؟ أليس ممكنًا أن يكون ذلك الشيخ صادقًا فيما وعد؟ فكيف يحولُ حبُّ الحياةِ ولؤم الطبع دون إطلاق أسيرَين مسلمَين؟ …
وارتدَّ خاطرُه إلى أمه وإلى صاحبته؛ كيف يعود إلى نوار ولم يَفِ لها بما وعد؟ يا لها من سخرية أليمة! إنه بدل أن يعود إليها برأسِ بطريق قد قدَّم رأسه فداءً لرأسِ شيخ حُطَمَة، لا هو من البطارقة ولا من السوقة، أكانت أمه تتوقَّع أن يصير إلى هذه الخاتمة حين حاولت أن تردَّه فعصاها؟ لقد وقع عتيبة في شرٍّ أفظع مما كانت تتوقع أمُّه أن يكون!
ومدَّ يده إلى جيبه فأخرج جوهرةً وقلادةً فتملَّاهما طويلًا، ثم بكى … أتدفع هذه التميمةُ عنه شرًّا؟ يا لهؤلاء الأمهات! ما أضعفهن قلوبًا وعقولًا!
ومَثَلَ بباب الخيمة حَرَسِيٌّ يدعوه إلى لقاء الأمير، كشأنه ذات يومٍ منذ عام وبعض عام، وكانت الجوهرةُ والقِلادة في مثل مكانهما الآن من يده، ولكنه اليوم غيرُ غافِل عنهما …
– لأيِّ أمرٍ يدعوني الأمير يا حرسي؟
– لا علم لي!
– أفي خيمته هو أم في الميدان؟
– في خيمته.
– وفي خلوةٍ هو أم معه أحد؟
– لا علم لي.
– تُخادعني عن نفسي يا حرسي!
– ليس لي مأرب.
– فحدِّثني إذن بما تعرِف …
– لستُ أعرف شيئًا.
– إذن فهو الموت؟
– لا عِلم لي.
– وبسيفِك أو بسيفِ غيرك؟
– لا سيف لي.
– تبًّا لك.
– غفر الله لك.
وجالت الدموع في عيني عتيبة تأثُّرًا ورِقَّة، فقال وأنفاسه تختلِج: سامحني فيما اعتديتُ يا صاحبي.
ثم صحبه مستسلِمًا، وقد ازدحمت في رأسه صورُ الماضي القريب والبعيد …
وكان الشيخ الرومي في خيمة الأمير، وقد وقف إلى جانبه عربيَّان كهلان في زيٍّ مُنكَر …
وثابت نفسُ عتيبة حين رأى غريمه؛ روميٌّ وفَّى بذمَته! قد أفلت رأسُ عُتيبة إذن من سيف الجلَّاد، وأفلت رأسُ الرومي الشيخ، هذان العربيَّان قد وَهَبَا له الحياة، ولعله كان يسومهما الخسف في أسره، ولكنهما الآن بحيث لا يملكان إلا أن يفتدياه من الموت، رضِيَا أو كَرِها …
وأقبل الروميُّ الشيخ على عتيبة يشكر له مِنَّته، فخَجِل الفتى؛ علامَ يشكره؟ لقد كفله مُكرَهًا ثم لم يَسلم بعدُ من الندم على ما فعل …
وكان الشيخ يلحظه بعينين فيهما إشفاقٌ وحبٌّ ورحمة، وقد وقف الأسيران العربيَّان بينهما يشهدان ويسمعان صامتين، وكان مسلمة عبد الملك في مجلسه القريب منهم يرى ويسمع صامتًا كذلك، ثم نطق: أيها الشيخ، قد علِمنا ما حَمَلَ هذا الفتى العربي على كفالتك؛ فإن العرب — ما علمتَ — أهل مروءةٍ ونجدة، فما حملك أنت على الركون إليه دون من حوله من الجُند؟
– رأيت في وجهه مخايلَ نُبْل.
– ولم ترَ هذه المخايل في غيره من العرب؟
– ورأيتُ عاطفةً تدفعني إليه، فكأنما سمعتُ صوتًا يُناديني إليه.
– لأمرٍ ما …
– لأن فيه ملامح من وجهٍ ما زلتُ ألتمس مثلَه في الناس فلا أرى!
– وجه عربي؟
– وجه فتاة روميَّة.
– فتاة!
– ابنتي …
– ما لنا ولابنتك يا شيخ؟
– استباها عربيٌّ في أبيدوس منذ بضع وعشرين سنة، ومضى بها …
– من أبيدوس أنت يا شيخ؟
– بطريق أبيدوس … البطريق قسطنطين.
– قسطنطين …
واعتدل الأمير في مجلسه وشحب وجهه، ونالت صوته حُبسَةٌ فلم ينطِق …
وذُهِلَ الفتى ودار رأسه … بعضُ هذا الذي يسمعُ قد سبق إلى وهمه منذ لحظات، أتكون أمه بنت هذا البطريق؟ ولكنها لم تعترِف بأنها روميَّة، ولم تُنكِر أيضًا … يا للمفاجأة العجيبة! لقد وعد نوار أن يمهرها تاجَ بطريقٍ رومي، وأن يُخدِمها ابنته … أكان يعني أن يجعل رأس جدِّه مهر عروس؟ وأن يجعل في خدمتها أمه أو خالته؟ …
وثَقُلَ الموقفُ على كل من يرى …
الأميرُ ضيِّق النفس، ولكنه لا يستطيع في مجلسه حَرَاكًا.
والشيخ يريد أن يمضِي إلى خلوة يتحدَّثُ فيها إلى الفتى حديثًا ما.
والفتى مَشوقٌ إلى حديث الشيخ، ولكن شفتيه قد انطبقتا، وجَفَّ لُعابه فلا يستطيع لسانه أن يلفظ حرفًا …
والعربيَّان الأسيران قد نال منهما الجهد، واشتغال الفكر واللهفة إلى علم جديد عن أهل وبلد لم يرياهما منذ سنين طويلة، ولم يسمعا عن أنبائهما …
وأذن الأمير للمجلس أنْ ينفضَّ ليخلو إلى نفسه ساعة …
وسِيق العربيَّان إلى بعض مضارب الجُند ليصيبا شيئًا من الراحة …
وتَبِعَ عتيبة البطريق ذاهلًا، لا يكاد يحس أنَّ رجليه تمسَّان الأرض!
ورَغِبَ الشيخ إلى الفتى أن ينزل عليه ضيفًا في أبيدوس يومًا أو أيامًا، اعترافًا بجميله، فأجاب الفتى دعوته …
وتنبَّه عتيبة بعد غفلةٍ إلى أنَّ الجوهرة والقِلادة ما تزالان في يده، فرفعهما إلى عينيه كَرَّةً أخرى يتملًّاهما، وكانا في الطريق إلى أبيدوس، وبَصُرَ البطريق بالجوهرة والقِلادة في يد الفتى، فندَّت من بين شفتيه صيحة، وارتاع الفتى حين رأى الشيخ يُطبِق عليه، وأصابعه تتقبَّضُ في لحمه، وهو يقول في مثل صوت المُحْتَضِر: ذاك والله أنت يا بُنَيَّ، وتلك ابنتي!
وانكشف الغطاء كلُّه لعيني الفتى … واستسلم للشيخ مسلوب الإرادة، قد محا هذا اللقاء من رأسه صفحاتٍ وأثبت صفحات …
وأوى به البطريق إلى دارٍ أنيقة في أبيدوس، ثم دعا أهله رجلًا رجلًا، وامرأةً امرأةً ليتعرَّفوا إلى نسيبهم العربي، ومَثَلَت بين يدي عتيبة امرأة كأنها سبيكة، في مفرقها جوهرة، وعلى صدرها قِلادة، فوثب إليها يريد أن يضمها إليه ويُسنِد رأسه إلى كتفها، وهو يهتف ذاهِلًا: أمي سبيكة!
قال الفتى: ومن تكون روديا هذه يا أبي؟
– بنتٌ أخرى، استباها الغزاة في غارة معاوية …
– وغاب عنك خبرها من يومئذٍ؟
– وغاب عني خبرها من يومئذ!
– ولا أُثر يدلُّ عليها؟
– جوهرة وقِلادة كذلك.
وجاءت امرأة البطريق فضمَّت عتيبة إلى صدرها وهي تهتف: ابني! ابني!
وعرف عتيبة كثيرين وكثيرات، كلهم من بني الخال والخالة، لو وافقَ أحدًا منهم قبل اليوم في المعركة لعلاه بسيفه راجيًا عند الله الأجر …
وأخذ جدُّه البطريق يطوفُ به في حُجرات الدار: هذه الدُمَى كانت تلعبُ بها أمُّك يا عتيبة … وهذه السَّلَّة كانت تجمع فيها الزهر … وهذه الشجرة هي غرستها بيديها، ولم تَذُق من ثمرتها شيئًا … وهذا الثوب آخرُ ما خلعَت قبل أن يذهب بها أبوك!
وكانت الدموع تنحدِرُ على خدَّي الشيخ فتُجاوِبها دموع الفتى …
واحتمل عتيبة ما احتمل من آثارِ أمِّه، ومما أهدى إليه الشيخ من طرائِف الروم، ثم وَدَّعَ أسرته هذه الجديدة وعاد إلى معسكره، يُشَيِّعه عشراتٌ من بني الأخوال والخالات …
وكان الأمير يَرقُبُ مقدمه، فلم يكد يؤذَن بحضوره حتى دعاه إليه …
– وأيقنتَ من صِدقِ ذلك كله يا عتيبة؟
– ورأيتُ بعينيَّ من دلائِل اليقين.
– وحدَّثَكَ البطريق بخبره كله؟
– وحدَّثَني بكل ما كان من قبل ومن بعد!
– وعرفتَ خئولتك فردًا فردًا؟
– وعرفتُ خئولتي جميعًا إلا فردًا …
– من؟ …
– خالتي رُوديَا.
– رُوديا! …
– نعم، فتاةٌ أخرى استباها العرب في غزاة معاوية.
– وغاب عنه خبرها من يومئذ؟
– غاب عنه …
– ولا أثر يدلُّ عليها؟
– جوهرةٌ وقِلادة كهاتين.
– وماذا تنبئ عن خبرها جوهرةٌ وقلادة؟
– مثلَ ما أنبأته جوهرةُ أمي وقلادتها.
– ولكن أمك ولدتك واستحفظتك جوهرتها وقلادتها!
– وتظن روديا لم تلِد، ولم تستحفِظ أحدًا؟
– مَن يدرِي؟
– وا أسفا!
– علامَ تأسف يا عتيبة؟
– لقد رجوتُ — منذ عرفتُ — أنْ يكون لي في المسلمين خالةٌ آوِي إلى مَبَرَّتَها بعض أيامي، وأن يكون لي من ولدها خُئولة أنتمى إليها! …
– إنك — ما علمتُ — لذو وفاءٍ يا عتيبة؛ فأنا لك في كلِّ ما أمَّلت يا أخي.
– وأين أنا منك يا مولاي؟
– ابن أخٍ أكَّدَت الحادثاتُ نسبه.
– لا زال معروفك يُطوِّق عنقي يا مولاي.
وأوشكت الدموع أن تنبثق من عينَي الأمير، فهبَّ واقِفًا ومال بوجهه ناحية، ونهض الفتى فاستأذن منصرِفًا إلى خيمته، وقد توزَّعَته أشجانه.
وارتمى بثيابه على فرشه مكدود النفس، وحلَّق بالوهم في أجواءٍ بعيدة … ولكنه لم يلبث أن انتبه من سرحته على صوت حرسي يدعوه ثانيةً إلى لقاء الأمير، وكان أحد العربيين الطليقين في مجلس الأمير، وقد أبدل ثيابًا بثيابٍ، وسوَّى شعره وأحْفى شاربه فبدا في منظرٍ آخر غير ما كان منذ قليل …
– مولاي!
– أتعرفُ هذا العربيُّ يا عتيبة؟
– أحد الرجلين اللذين كانا …
– نعم، فهلَّا عرفتَ اسمه؟
– وما يكون اسمه؟
– عُتبة …
قال الرجل مُتَمِّمًا: عتبةُ بن عبيد الله الرَّقِّي.
– عمِّي؟ أبو نوار؟
– مَن نوار؟ إنما أنا أبو بشير!
– نوار أخت بشير.
– ابنتي؟
– ابنة عمِّي.
– فأنت …
– عتيبة بن النعمان.
– وماذا فعل النعمان؟
– مات …
وتحيَّرَت دمعتان في عينَي الرجل، ولم يملِك الأمير جأشه فأرسل دمعه كذلك، وقال الفتى وجسدُه يرتعِدُ كله من الانفعال: وكنت في أسرِ البطريق يا عمِّ كلَّ هذه السنين؟
– نعم.
– وكانت ابنة البطريق في أسر النعمان!
– وَيْ!
– نعم، ولم يكن النعمان يدري ولم يكن البطريق …
– وماذا لو عَلِمَا …؟
– لو علِما لم تبقَ سبيكة في دار النعمان حتى تلِد له عُتيبة، ولم يبقَ عمي في أسرِ البطريق.
– فأنت ابنها إذن؟
– نعم.
– وجدُّك البطريق؟
– أبو أمِّي.
– ربحَتْ صفقة البطريق!