أغنيات الخريف
«لَم ألْقَ عندي سِوى شِعرٍ يُكذِّبُني *** إذ يُنكر العُمرَ بل يُحيي شباب دَمي
هذي إذَن أُغنيات اليوم أنشرُها *** ذي خَيرُ مُبتدأٍ عندي ومُختَتمِ.»
يُعبر «عناني» في هذا الديوان عن حالةٍ شعورية يمرُّ بها بعد مسيرةٍ حافلة بالإبداع؛ حيث يتسرب إلى نفسه شعورٌ بأن شمس حياته في طريقها إلى الأُفول؛ ففي قصيدة «عودة الشِّعر» يستعيد نشوة الشباب وجمال الصِّبا، ويربط بين وجه الأنثى وحالة الإلهام التي يعيشها؛ إذ يجعل من وجهها وشَعرها المُرسَل على صفحات كل كتابٍ يُطالعه مُلهِمه في نَظم الشِّعر، فيَنهل من فُرات الشِّعر كلماته العذبة. أما قصيدة «دموع الميلاد» فيعود فيها إلى لحظة الميلاد؛ إذ يُصور خروج الجنين من رحِم أُمه وامتزاج الألم بالدماء والدموع في لحظةِ تَفجُّر الحياة كالبركان، كما يجعل لحالةِ العشق للمرأةِ نصيبًا وافرًا في العديد من القصائد، مثل قصيدة «خلْف الستار» التي يَستلهم مطلعها من قصيدةٍ للشاعر «علي محمود طه»، وقصائد أخرى بَثَّ فيها ما يَموج في صدره في لحظة الغروب.