قال ابن الرومي يُعاتب أبا القاسم التوزي الشطرنجي:
يا أخي أين عهدُ ذاك الإخاء
أين ما كان بينَنا من صفاء
كشفَت منك حاجَتي هنواتٍ
غُطيَت برهةً بحُسن اللقاءِ
تَركَتْني ولم أكن سيِّئ الظـ
ـن أُسيءُ الظنون بالأصدقاءِ
يا أخي هَبْك لم تهَبْ لي من سَعـ
ـيِكَ حظًّا كسائر البخلاءِ
أفلا كان منكَ ردٌّ جميلٌ
فيه للنفسِ راحةٌ من عناء
أجزاءُ الصَّديقِ إيطاؤه العشـ
ـوة حتى يظلَّ كالعَشواءِ
تاركًا سعيَه اتكالًا على سعـ
ـيك دونَ الصِّحاب والشُّفعاءِ
كالذي غرَّه السرابُ بما خُيِّـ
ـل حتى هراقَ ما في السِّقاءِ
يا أبا القاسم الذي كنتَ أرجو
ه لدَهري قطعتَ متْنَ الرجاءِ
لا أُجازيكَ من غروركَ إيا
ي غرورًا وُقيتَ سوءَ الجَزاءِ
بل أرى صدقَك الحديثَ وما ذا
كَ لبخلٍ عليكَ بالإغضاءِ
أنت عَيني وليس مِن حق عيني
غضُّ أجفانها على الأَقذاءِ
ليس من حلَّ بالمحلِّ الذي أنـ
ـتَ به من سماحةٍ ووَفاءِ
بذَلَ الوعد للأخلاء سمحًا
وأبى بعد ذاك بذْلَ العطاء
فغدا كالخلاف يُورق للعيـ
ـن ويأبى الإثمار كلَّ الإباءِ
يا أخي يا أخا الدماثة والرقَّـ
ـة والظُّرف والحجا والدَّهاءِ
أترى الضربة التي هي غيبٌ
خلف خمسين ضربةً في وَحاءِ
ثاقبُ الرأي ناقِدُ الفكر فيها
غير ذي فَترةٍ ولا إبطاءِ
ويُلاقيكَ سبعةٌ فيَظلُّو
نَ على ظهرِ آلةٍ حَدباءِ
تَهزِم الجمع أوحديًّا وتُلوي
بالصَّناديدِ أيَّما إلواءِ
وتحطُّ الرِّخاخ بعد الفرازيـ
ـن فتَزداد شدَّةَ استعلاءِ
ربَّما هالَني وحيَّر عقلي
أخذك اللاعبِين بالبأساءِ
ورضاهم هُناك بالنِّصف والربـ
ـع وأدنى رضاكَ في الإرباءِ
واحتراس الدُّهاة منك وإعصا
فك بالأَقوياء والضعفاءِ
عن تدابيرِك اللِّطاف اللَّواتي
هنَّ أَخفى من مُستسرِّ الهباءِ
بل مِن السرِّ في ضمير محبٍّ
أدَّبَتْه عقوبة الإفشاءِ
فأخال الذي تُدير على القو
م حروبًا دوائرَ الأَرحاءِ
وأظنُّ افتراسَك القرن فالقِر
ن منايا وشيكة الإرداءِ
وأرى أنَّ رقعة الأدَم الأحْـ
ـمر أرضًا علَّلتَها بدِماءِ
غلطَ الناس لستَ تلعَبُ بالشِّطـ
ـرنج لكن بأنفُسِ اللُّعباءِ
لك مكرٌ يدبُّ في القوم أخفى
من دبيب الغناء في الأَعضاءِ
أو دبيب الملال في مُستهامَيـ
ـن إلى غايةٍ من البَغضاءِ
أو مسير القضاء في ظُلَم الغيـ
ـب إلى من يُريده بالْتواءِ
تَقتُل الشاهَ حيث شئتَ من الرقْـ
ـعة طِبًّا بالقِتْلة النَّكراءِ
غير ما ناظرٍ بعَينيكَ في الدسـ
ـت ولا مُقبلٍ على الرُّسَلاءِ
بل تراها وأنت مُستدبِرُ الظهـ
ـر بقلبٍ مُصوَّرٍ من ذكاء
ما رأينا سواكَ قرنًا يُولي
وهو يُردي فوارسَ الهَيجاءِ
رُبَّ قومٍ رَأوك ريعوا فقالُوا
هل تكونُ العُيون في الأقفاءِ
تقرأ الدستَ ظاهرًا فتؤديـ
ـه جميعًا كأحفَظِ القُراءِ
وتُلقَّى الصَّواب فيما سِوى ذا
ك إذا جار جائر الآراءِ
فترى أن بُلغةً معها الرا
حة خيرٌ من ثروةٍ في شَقاءِ
وقديمًا رغبتَ عن كل مَصحُو
بٍ من المُترفين والأُمَراءِ
ورفضت التِّجارة الجمَّة الرِّبـ
ـح وما في مراسها من جِداءِ
وهَذى العاذِلُون من جِهة الرِّبـ
ـح فخلَّيتُهم وطولَ الهذاءِ
لم تَبِع طيبَ عيشةٍ بفضولٍ
دونَه خُبث عيشةٍ كدراءِ
تعَبُ النفسِ والمَهانة والذلَّـ
ـة والخوف واطِّراح الحياءِ
بل أطعتَ النُّهى ففزتَ بحظٍّ
قصَّرَتْ عنه فطنةُ الأغبياءِ
راحةِ النفس والصيانةِ والعفَّـ
ـة والأَمن في حياءٍ رَواءِ
عالِمًا بالذي أخذتَ وأعطيـ
ـت، حكيمًا في الأَخذ والإعطاء
قائلًا للمُشير بالكدح مهلًا
ما اجتهادُ اللبيب بعد اكتفاءِ؟
مرحبًا بالكَفاف يَأتي عفيًّا
وعلى المُتعَبات ذيل العَفاءِ
ضلَّةٌ لامرئٍ يُشمِّرُ في الجَمـ
ـعِ لعيشٍ مُشمِّرٍ للفَناءِ
دائبًا يَكنِز القناطير للوا
رث والعُمر دائبٌ في انقِضاءِ
حبَّذا كثرةُ القناطيرِ لو كا
نت لربِّ الكُنوز كنزَ بَقاءِ
يَغتدي يَرحم الأسيرُ أسيرًا
جاهلًا أنه مِن الأُسَراءِ
لا إلى الله يَذهب الحائر البا
ئر جهلًا ولا إلى السرَّاءِ
يَحسب الحظ كله في يديه
وهو منه على مدى الجَوزاء
ليس في آجلِ النَّعيم له حظٌّ
وما ذاقَ عاجلَ النَّعماءِ
ذلك الخائب الشقيُّ وإن كا
ن يُرى أنه مِن السُّعداء
حسب ذي إربة ورأيٍ جليٍّ
نظرت عينُه بلا غُلَواءِ
صحَّة الدين والجوارِح والعر
ض وإحراز مُسكة الحَوباءِ
تلك خيرٌ لعارف الخير مما
يجمع الناس من فُضول الثراءِ
ليس للمُكثر المُنغَّصِ عيشٌ
إنما عيشُ عائشٍ بالهناءِ
يا أبا القاسم الذي ليس يَخفى
عنه مكنون خطةٍ عَوصاءِ
أترى كل ما ذكرتُ جليًّا
وسواه من غامِض الأشياء
ثم يَخفى عليك أني صديقٌ
ربما عزَّ مثله بالغلاء
لا لعَمر الإله لكن تعاشيـ
ـتَ بصيرًا في ليلةٍ قمراءِ
ظالمًا لي مع الزَّمان الذي ابتذَّ
حقوق الكِرام للُّؤماءِ
ثَقُلت حاجتي عليك فأضحَتْ
وهي عبءٌ من فادحِ الأَعباءِ
فتوانَيتَ والتواني وَطيء الظَّـ
ـهر لكنَّه ذميم الوطاءِ
ظُلمَت حاجتي فلاذَت بحَقْوَيـ
ـك فأسلمتَها بكفِّ القَضاءِ
وقضاءُ الإله أحوَطُ للنا
س من الأمَّهاتِ والآباءِ
غير أنَّ اليقين أضحى مريضًا
مرضًا باطنًا شديدَ الخَفاءِ
لو يصحُّ اليَقين ما رغبَ الرا
غب إلا إلى مَليكِ السَّماءِ
وعسيرٌ بلوغُ هاتيكَ جدًّا
تلك عُليا مَراتبِ الأنبياءِ
وعزيزٌ عليَّ عَضيُكَ باللَّوم
ولكن أصبتَ صدري بدَاءِ
أنتَ أورَيتَ صدرَ خلِّكَ فاعذ
ره على النفثِ، إنه كالدَّواءِ
يا أبا بكرٍ المشارُ إليه
بانقطاع القَرين في الأُدباءِ
قد جَعلناك حاكمًا فاقضِ بالحـ
ـق وما زلتَ حاكم الظُّرَفاءِ
تأخذ الحقَّ للمُحق وتَنهى
عن ركوب العَداءِ أهلَ العَداءِ
ليس يؤتى الخَصمان من جنفٍ
فيك ولا مِن جهالةٍ وغَباءِ
هل ترى ما أتى أخوك أبو القا
سم في حاجَتي بعين ارتضاء؟
لي حقوقٌ عليه أصبحَ يَلويها
فطالِبْه لي بوَشكِ الأَداءِ
لستُ أعتدُّ لي عليه يدًا
بيضاءَ غير المودَّةِ البيضاءِ
تلك لو أنَّني أخٌ لو دَعاهُ
لمهمٍّ أجاب أُولى الدُّعاءِ
يَتقاضى صديقُه مثلما يبـ
ـذل من ذاتِ نفسه بالسواء
وأناديكَ عائذًا يا أبا القا
سم أفديكَ يا عزيزَ الفِداءِ
قد قَضينا لبانةٌ من عِتابٍ
وجميلٌ تَعاتُب الأَكْفاءِ
ومع العتبِ والعِتاب فإني
حاضرُ الصَّفحِ واسعَ الإعفاءِ
ولك الودُّ كالذي كان من خلـ
ـلك، والصَّدرُ غير ذي الشَّحناءِ
والذي أطلقَ اللسان فعاتبـ
ـتك عدِّيكَ أولَ الفُهَماءِ
لم أخَفْ منك غلطةً حين عاتبـ
ـتك تدعو العِتابَ باسم الهِجاءِ
وأنا المرء لا أسومُ عتابي
صاحبًا غيرَ صفوةِ الأصفياءِ
ذا الحجا منهم وذا الحلم
والعلم وجهلٌ ملامةُ الجُهَلاءِ
إن مَن لام جاهلًا لَطبيبٌ
يتعاطى علاجَ داءٍ عَياءِ
والحلَب الخمر.
يريد أن هذا الماء طَهور للعنقود يُزيل عنه غباره.
يقول إنَّ النوم لا يُفسد رائحة نفَسها كسائر الناس بل يُحسِّنه؛ فهي كالروضة التي
تُصبح
أطيب ما كانت أنفاسًا.
قال أنوشروان كنت أخشى أنني إذا شبتُ وكبرتُ تعافني النساء فإذا أنا أَعافهن.
العلاة يريد الناقة، واللياح ثَور البقر الوحشي.
يريد أن هذا الثور بات يفحص الأرض المبتلَّة عن الأرض الظمأى، والعانك الرمل المتراكم،
والهَيام الذي ينهال.
هَيدَبيه: أي هيدب المطر وهو ما سال منه.
اللمع الألوان المختلفة، والشوى: أي الأطراف.
السُّفعة لون مخلوط بسواد، والجدة خط على طول ظهر الثور، والعِصام الحبل.
هنَّة يُريد الجدة.
الخريق الريح الشديدة الهبوب، والعُدملي القديم.
الشاة: أي الثور. يقول إن الثور تخلَّص مما أصابه في الليل من البرد والمطر.
ضوارٍ: أي كلاب صيد، وطمل: أي صائد مُتلصِّص.
فترامَت به الأجاري، يقول إنه جرى شأوًا ثم وقَف ليُحامي عن نفسه.
مذوديه: أي قرنَيه، ومشيحًا: أي مجدًّا.
يقول إنه بعد أن فتَك بالكلاب أسرع في الجري كأنه حجر قُذف من منجنيق.
مَيلع الوخد: أي سريعة السير، والمرو الحِجارة الصَّغيرة، واللُّغام الزبد الذي يَخرج
مِن
أفواه الإبل من شدَّة السَّير.
يقال: صلَّ اللحم إذا أنتَنَ. يُريد أنه لا يخزن الدراهم حتى تَنتن كما يَنتن اللحم
من
طول خزنه.
وقال أيضًا في رجل يجذب طرته من قفاه إلى وجهه:
المشيحة السيارة، يريد بها قصيدته، وتلقاك من بادٍ ومن متحضر: أي يُنشدك إياها البادي
والحاضر.
الحاصب الريح التي تَرمي بالحصباء، والتارِب التي تَرمي بالتراب.
يا ابن بوران كيف أخطأكَ الجسـ
ـم فلم تعلُ جسمَ كل جَسيمِ
فلعَمري لما أتيتَ من الماءِ
ولكن مِن السقاء الهَزيم
شمل الناس عدلَ أُمِّك حتى
سار فيهم كسَيرِ جَورِ سَدُومِ
لو رآك الرِّجال شيئًا نفيسًا
كثرت فيك هَنبَثات الخُصومِ
كيف نَدعوهم لآبائهم ربي
وفيهم أمثالُ هذا الزَّنيمِ
كل فحلٍ أبوكَ عدلًا من الله
وعيسى بلا أبٍ كاليَتيمِ
تَطمِث الأرضُ مِن مَواطئ
بوران ولو بين زمزمٍ والحَطيمِ
أفحشُ القذفِ والهِجاء لبو
ران طهورٌ كالرَّجم للمَرجومِ
كيف لا تَسقُط السماء على الأر
ض وتُرمى من أجلِها بالرجومِ
كَثُرت موبقات بوران حتى
ضاق عنها عفوُ الغفورِ الرَّحيمِ
لو أطاعت كما عصَت لاستحـ
ـقَّت خلَّة الله دون إبراهيمِ
ليس لي مِن هجاء بوران إلا
نقل مَنثورِه إلى المنظومِ
ومعاني كلهن اتِّباعٌ
لا ابتداعٌ والعلم بالتعليمِ
هي تَفري لي الفرْيَ فأحذو
حذوها كالإمام والمأمومِ
ما أراني أُسيِّر الشِّعر فيها
سَيرَها في سهولها والحزومِ
هي أهدى من القَوافي وأسرى
في دجى الليل والفلا الديمومِ
ليس يُخلي منها مكانًا مكانٌ
هي شيءٌ خصوصه كالعمومِ
هي طيف الخيال يَطرُق أهل
الأرض من بين ظاعنٍ ومُقيمِ
هيَ بالليل كلُّ شخصٍ تراهُ
مائلًا في الظَّلامِ كالجُرثومِ
لا تملُّ البروك أو تقَع الطَّيـ
ـرُ على مَتنها كبعض الأَرومِ
وفي كتاب كليلة ودمنة الخشبة المنصوبة في الشمس إذا أملتها قليلًا زاد ظلُّها، وإذا
جاوزتَ بها الحد في إمالتكها نقص الظل.
صنيع: أي مُتقِن صنعة، ومريش: أي مجعول له ريش.
يقول إن شارب الراح لا يملُّها أبدًا؛ فهي كالريق الذي هو دائمًا في فم الإنسان وما
يمل
طعمه أبدًا.
أي وَردٌ نبت في ضوء الشمس لا في الظلِّ، وسقاه المطر فهو أحسن ما يكون.
يقول لا تظن أن المال كالدم الذي ليس له قيمة إلا إذا كان محفوظًا في الجسم فإن بُذل
وخرج
من الجسم كان لا شيء.
وقد استعمل بعضهم عبادة الوثن في معنًى فقال:
أين هؤلاء من أبي خالد الذي يقول فيه الشاعر:
من ألطف ما قيل في الأذى الذي يُصيب المرء في هذه الدنيا قول القائل:
هذا المعنى أشبه بمعنى رأيته لبعض شعراء الفُرس يُخاطب محبوبته فيقول لها لا غرو،
وقد
حضرتِ عندي أن أجيش بالشِّعر؛ فإن من عادة البلبل أن يُغرِّد إذا طلع القمر والطير تصدح
إذا
بدى النهار.
يا كراء الدكان، يا يوم السبت على الصِّبيان، يا برد العجوز، يا درهمًا لا يجوز، يا
حديث
المغنيِّين، يا كسب المرابين، يا رمد العَين، يا غداة البَين، يا فراق المحبِّين، يا
مقتل
الحسين، يا ثِقَل الدَّين، يا منْع الماعُون، يا سنَة الطاعُون، يا بغيَّ العبيد، يا
كلام
المُعيد، يا أقبحَ من حتَّى، في مواضع شتَّى، يا فروةً في المصيف، يا تَنحنُح المُضيف
إذا
كُسر الرغيف، يا جشاء المَخمُور، يا وتد الدور، يا طمَع المَقمُور، يا حبسة اللسان،
يا بَولَ الخِصيان، يا مؤاكِلَ العميان، يا شفاعة العُريان، يا دُخان النفط، يا صنان
الإبط،
يا كلمة لَيت، يا كيت وكيت.
يمَّن الله طلعةَ المولودِ
وحَبا أهله بطول السعودِ
فهم الضامِنُون حين تَوالى
مُنسياتُ العهود حفظَ العُهودِ
سلَّه الله للخطوب من
الغيب كسلِّ المهنَّدِ المَغمودِ
فيه عُرْفٌ وفيه نُكْرٌ مُعدَّ
إنْ لأهل النُّهى وأهل المُرودِ
وكمين الحَريق في العود محفًى
وحَقينُ الرحيق في العُنقودِ
طلَعت منه غُرةٌ كَسَنا الفـ
ـجر وسيما كالمُخلص المَنقودِ
لا عَقِمتم يا آل وهبٍ فما الد
نيا لقومٍ أمثالكم بوَلُودِ
مُستمدٌّ من فعلكم كلُّ قولٍ
قيل فيكم فما له من نُفودِ
ومِن السَّيف ماؤه ومِن الطا
وُس ذي الوَشي وَشْي تلك البُرودِ
ماتَ أسلافكم فأنشَرتُموهم
فهم في القلوب لا في اللُّحودِ
أرقَدَ الساهِرين أن بني وهـ
ـبٍ عن النائبات غيرُ رُقودِ
واستهبَّ الرقودُ للشكرِ فالأُ
مة مِن ذي تهجُّد أو هُجودِ
حُرسَت دولة الكرام بني وهـ
ـبٍ غياث اللهيف والمَنجُودِ
دولةٌ عاد نَرجس الروض فيها
من عيونٍ ووردُه من خُدودِ
أصلَحَت كلَّ فاسدٍ متمادٍ
بجنود الدهاء لا بالجُنودِ
آلُ وهبٍ قومٌ لهم عفَّة الـ
ـمُغمِدِ أظفاره ونفعُ الصَّيُودِ
أرغبتهم عن القَنا قصباتٌ
مُغنياتٌ عن كل جيشٍ مَقودِ
لا تراها تَعيث عيث الذئاب الطُّـ
ـس لكن تصيد صيد الفُهودِ
ولأقلامهم صريرٌ مهيبٌ
يُزدرى عندَه زئيرُ الأُسودِ
والقراطيس خافِقاتٌ بأَيديهِم
كمَرهوب خافِقات البنودِ
وهم راكبو النَّمارِق أمضى
من كماةٍ على خَناذيذ قُودُ
من أُناسٍ قُعُودهم كقيام النا
س لكنَّهم قليلو القُعودِ
دينُهم أن يُمسَّ لينٌ بلينٍ
ويُصكَّ الجُلمود بالجلمودِ
ولهم تارةً عداة بروقٍ
ولهم تارةً وعيدُ رُعودِ
كم وعيدٍ لهم تبلَّج عن
صفحٍ ومنحٍ تبلُّجَ المَوعُودِ