ملاحظة فيما يتعلَّق بالأسماء
يختلف العالم العلمي للقرن التاسع عشر اختلافًا كبيرًا عن نظيره في القرن الحادي والعشرين. ولا يتعلَّق الاختلاف بالتغيرات الهائلة في الوسائل التحليلية فحسب، وإنما أيضًا بالغزارة والوفرة: نُشِر عدد أقل بكثير «جدًّا» من المقالات العلمية بين عامَي ١٨٠٠ و١٩٠٠ مما نُشِر في العَقْد الماضي وحده. عند كتابة رواية محدَّدة عن النياندرتال، من الممكن تناول أبرز العلماء المختصِّين في عصور ما قبل التاريخ ببعض التفصيل، ويرجع هذا بدرجة كبيرة إلى أنه يوجد عدد قليل جدًّا منهم. وعلاوةً على ذلك، نجد أن هؤلاء الأفراد يشكلون، في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، جزءًا من سياق استكشاف الكيفية التي انعكست بها اكتشافات النياندرتال الأولى على العلم والمجتمع على نحو أعم.
ولكن من حوالي عام ١٩٣٠ فصاعدًا تزايدت أعداد العاملين على هذا الموضوع البحثي زيادة كبيرة وسريعة حقًّا؛ ومن ثَمَّ قررتُ أن أتوقف عن إدراج أسماء أفراد بعينهم، وأن أُشير بدلًا من ذلك بصفة شاملة إلى «الأثريين» أو «الباحثين». لم يكن هذا متعلقًا فحسب بالمقروئية — أجد أن الذهن يميل إلى تجاوز قوائم الأسماء والمختبرات أثناء القراءة — ولكن أيضًا بالاختصار. ونظرًا إلى أنني تدرَّبتُ في إطار علمي، حيث كل شيء يقوله المرء يحتاج إلى أن يكون مُدعَّمًا بالاستشهادات؛ فقد استغرق مني هذا القرار الكثير من التفكير. ولكن لنوعية الكتابة المختلفة التي يتطلَّبها كتاب «أقرباء البشر»، أردتُ أن أجعل كل كلمة ذات أهمية في سرد حكاية النياندرتال. ببساطة لم يوجد حيِّز لذكر أسماء الباحثين والجهات التي ينتمون إليها فيما يتعلَّق بكل موقع تنقيب أو معلومة.