الفصل الثاني

النهر يغمر الشجرة

أغمضي عينيكِ وتخلَّصي من حذائكِ. يتوهَّج احمرار الشمس الباهت على جفنَيكِ، والعشب يصيب أصابع قدمَيكِ بالخدر والتراب يكمن تحت باطنيهما. الدفء يمسِّد على ذراعكِ ويد تنسل وتحيط بيدكِ. بطريقة ما تعرفين يد مَن. افتحي عينَيكِ، وتحت سماء مشرقة بأشعة الشمس وبطريقة ما سوداء مرصَّعة بالنجوم، تجدين والدتكِ واقفة أمامكِ. هذا هو المكان الذي لا تسري عليه قواعد الزمن، حيث يجد جميع البشر بعضهم بعضًا. يقترب حفيف وقع أقدام، وتتقدَّم امرأة أخرى إلى الأمام: إنها جدتكِ من أمكِ. ربما تحدثتِ إليها الأسبوع الماضي، أو قبل عشرين عامًا، أو ربما تعرفينها فقط من خلال صور غير واضحة. تضم يد أمكِ بيدها، ثم تدير رأسها: في الخلف، يمتد على هيئة سلسلة في سهلٍ لا نهاية له صفٌّ من المزيد من النساء، المتَّحدات باليد والنظرات.

عيناكِ تُخفِقان في العد ولكنكِ تشعرين بأنهن بالمئات، بل بالآلاف. تصبح الوجوه غير مألوفة كلما بعدت المسافة، على الرغم من أنكِ تعرفين بطريقة أو بأخرى انحناءات الخدود أو تجاعيد الشعر أو انحراف في الورك. بعيدًا، تستمر السلسلة حتى الأفق وترتفع نظراتكِ إلى الزَّبَد اللبني بالأعلى: هناك، على بُعد عشرات الآلاف من السنين، حتى النجوم كانت قد تبدَّلَت. ثم تشعرين وكأن صاعقة مرَّت عَبْر أربعين ألف يد: دورات بلا نهاية من الحب والفقد تستمر في تقليب الصدور والعظام لخمسمائة ألف سنة في دمكِ، وقلبكِ. ينتابكِ دوار، لكن يد أمكِ تضغط يدكِ، وعندئذٍ، من خلال عينَين ترمشان، ترين ما يحدث. ينتشر من هذا الخيط المنفرد من الأسلاف من الأمهات تشابك بشري هائل، وشبكات من الفَناء (الخلود) تأخذ في الاندماج نحو الهضبة الزرقاء البعيدة على حافة الزمن. الآخرون جميعهم هنا. لقد كانوا دائمًا هنا.

نحن التراث المتجسِّد لجميع أمهاتنا. بينما تنظر عيناك بتركيز إلى هذه الكلمات فإن أعين أسلافك قد أبصرت النور لأول مرَّة قبل ٥٠٠ مليون سنة. إن الأصابع الخمسة الماهرة التي تحرك هذه الصفحات قد قبضت على أشياء، وأمسكت بأشياء، وخربشت أشياء طوال ٣٠٠ مليون سنة. ربما يمكنك سماع الموسيقى أو تسجيل لهذا الكتاب الآن؛ بينما بدأ ذلك الهيكل البديع الثلاثي العظام للأذن في الاستماع إلى أصوات الحب والرعب بينما كنا نعدو بسرعة على أقدام تمساحية. لقد تضخم الدماغ الذي يعالج هذه الجملة إلى حجم يكاد يساوي حجمه الحالي منذ ٥٠٠ ألف سنة، وشاركه في ذلك النياندرتال.

إن وضْعنا نحن وإياهم ضمن سياق بيولوجي وتطوري أعمق يبرز ما نتشارك فيه. ويكشف أيضًا كيف جانَبَ الصواب رؤى القرن التاسع عشر التي اعتبرت النياندرتال الحلقة المفقودة بيننا وبين القردة الأخرى. كانت أحافير الرئيسيات معروفة بالفعل: في عام ١٨٣٦ عثر إدوارد لارتاي بنفسه على أحفورة قرد قديم. ولاحقًا — في نفس العام الذي استُخرجت فيه عظام إنسان نياندرتال من كهف فيلدهوفر — اكتُشِفت أول أحفورة لقرد أوروبي من الرئيسيات، وسُمِّيَت «دريوبيثكس». وعلى الرغم من هذا، كانت أحافير البشر لا تزال بمثابة صدمة.

في وقتنا الحاضر تغيَّر الوضع تغيُّرًا كبيرًا. بينما لا تزال التفاصيل محل جدل، فإن شجرة عائلتنا أكثر ازدحامًا مما تخيله علماء مثل بوسك أو داروين: يوجد أكثر من ٢٠ نوعًا معروفًا من أسلاف البشر ينتمون إلى فترة ثلاثة الملايين ونصف المليون سنة الماضية فقط. تمضي جذور شجرة عائلتنا أعمق أيضًا. استغرق تحويل الثدييات الصغيرة المهرولة إلى أسلاف البشر وفي النهاية إلى النياندرتال وقتًا طويلًا للغاية. قبل ٢٥ مليون سنة عجَّت غابات هائلة بالقردة حيث كان الانقسام المؤدي إلى القردة العُليا جاريًا بالفعل. كان الممثلون الأوائل لهذه الرئيسيات العديمة الذيل، قردة «البروكونسول» العُليا، يلعبون بالفعل بعيدًا عن الأشجار في شرق أفريقيا. بعد ذلك، عندما انفتح الوادي المتصدِّع الكبير، بدأ تبريد عالمي هائل، وشرعت القردة العليا في عمليات تنويع وانتشار ضخمة. تطوَّرَت إلى ما لا يقل عن ١٠٠ نوع في الفترة ما قبل ١٥ إلى ١٠ ملايين سنة، وبحثت أصابع الدريوبيثكس الماهرة وقردة أخرى عن الطعام في الغابات الرطبة والسهول على حد سواء.

fig4
شكل ٢-١: السياق التطوري للنياندرتال بصفتهم عضوًا في عائلة أسلاف البشر.
من هذه المرحلة، توجد أدلة أحفورية وجينية مفصَّلة متزايدة تُظهِر متى وأين بدأ رفاقنا من القردة العليا في أن يسلكوا سبلًا خاصةً بهم. تشاركت حيوانات الأورانجوتان في آسيا غاباتها مع الجيجانتوبيثيكوس (القردة الضخمة) الهائلة، التي لا بد أن صدى هديرها وصفعها لصدورها قد تردَّد عَبْر ضباب الفجر.١ بالعودة إلى أفريقيا، قبل حوالي ١٠ ملايين سنة انفصلت الغوريلا أولًا، ثم الشمبانزي، وفي هذا الوقت تقريبًا بدأنا نرى كائنات تمشي على قدمَين. لم تكن جميعها من أسلاف البشر — أسلاف مباشرين للنياندرتال ولنا — ولكن هذا مَثَّل نقطة تحول.
يوجد نوع من التطور «الفسيفسائي» في عظام أسلاف البشر النادرة التي ترجع إلى ما قبل ٧ إلى ٣ ملايين سنة، وعادةً ما يصحبه توليفات مُربِكة من البنية التشريحية البدائية والمتقدمة.٢ لدينا إنسان كينيا مسطح الوجه، والعديد من القردة الجنوبية (الأسترالوبيثيسين): «بشر بدائيون» حقيقيون ساروا في وضع منتصب تمامًا ونمت لديهم أدمغة أكبر. وكان إنسان ما قبل ٣٫٣ مليون سنة هو مَن صنع الأدوات اللوميكوية: أبسط المصنوعات اليدوية الحجرية. ربما تكون هذه بداية دورة استجابة رجعية مكثفة بين اللحم والأدوات الحجرية: من المرجح أن ترجع النزعات العَرَضِيَّة لأكل اللحوم إلى ما قبل ذلك بكثير، لكن حواف التقطيع الحادة ضرورية للوصول إلى معظم اللحم والدهون في الجثث الكبيرة.
ليس واضحًا بعدُ من أي مجموعة سابقة من أسلاف البشر نشأ الجنس البشري، لكن أول سلف مشترك مؤكد شاركَنا فيه النياندرتالُ يظهر قبل حوالي مليونَي سنة. كان هذا هو الإنسان العامل «هومو إرجاستر»،٣ وبالفعل قبل مليون سنة، كان هؤلاء البشر القدامى يعيشون بالتأكيد حياة صيادين «حقيقيين»، مع قدر أكبر من التطوُّر التكنولوجي عن الأنواع السابقة. لقد صنعوا أول قطع حجرية مُشكَّلة بدقة تُعرف باسم الأدوات الحجرية ذات الوجهَين — وهي أدوات مُشكَّلة على كلا الجانبَين٤— وحملوها إلى أبعَد من ذلك في الأراضي كجزء من حياة اتسمت بتخطيط أكبر وشبكات اجتماعية متنامية.
كان لدى الإنسان العامل أجسام بشرية بالأساس. كانوا عدَّائين أكفاء طِوال القامة دون أي دلائل على قدرة أقدامهم على التشبُّث بالأشجار، وتشير وجوههم المدكوكة، وأسنانهم الأصغر وأطرافهم المتناسبة بشكل صحيح إلى أنهم أسلاف مباشرون للنياندرتال ولنا. أكثر ما يلفت الانتباه هو أمخاخهم المتضخمة: كان هؤلاء هم أذكى الرئيسيات التي ظهرت على وجه الأرض حتى ذلك الحين وأبرعها. لقد انتقلوا بالتأكيد خارج القارة الأفريقية الكبيرة، على الرغم من أن الأحافير والأدوات البسيطة من السكان الأوراسيين «القدماء للغاية» ترجع إلى مليونَي سنة.٥
ولكن من أين أتى النياندرتال بالضبط؟ استُخرجت أقدَم بقايا لأسلاف البشر في أوروبا الغربية من موقع سيما ديل إليفانتيه الأحفوري في أتابويركا، بإسبانيا، وترجع إلى حوالي ١٫٢ مليون سنة، لكنها أقدَم بكثير من أقدم العظام التي يبدو أنها تخص إنسان نياندرتال. تحتوي منطقة أحدث عهدًا في أتابويركا، تُعرَف باسم جران دولينا، على عظام ترجع إلى حوالي ٨٥٠ إلى ٨٠٠ ألف سنة يمكن أن تمثل سَلَفًا سكانيًّا لكلٍّ من النياندرتال والإنسان العاقل، أو على الأقل مجموعة شقيقة قريبة. لم يكن أسلاف البشر هؤلاء، الذين أُطلِق عليهم اسم «الإنسان السَّلَف»، في إيبيريا فقط، وإنما كانوا يعيشون أيضًا في مناخات أقل اعتدالًا في أقصى شمال غرب أوروبا. وقد اتضح هذا عام ٢٠١٣ بالاكتشافات الرائعة في هايزبورا، على الساحل الشرقي لبحر الشمال في بريطانيا، حيث كشفت العواصف والمد والجزر عن طين قديم عمره ٩٠٠ ألف عام. اتضح أن سطحه المليء بالثقوب بغرابة يحفظ عشرات من آثار الأقدام: آثار مجموعة صغيرة من أسلاف البشر تتحرَّك باتجاه منبع النهر من مصب هائل، حيث كان نهر التيمز يُفَرِّغ مسارًا شماليًّا مُحِيَ حاليًّا.٦ في غضون أسبوعَين فقط محا البحر هذا الموقع المذهل، ولكن أظهر التسجيل الثلاثي الأبعاد أنه كان يوجد شخص بالِغ واحد على الأقل مع مجموعة من حديثي السن، من مراهقين إلى أطفال صغار. لا بد أن تلك المجموعة الحديثة السن قد كافحوا من أجل البقاء منتصبي الظهر أثناء مرورهم على الطين الماص الزلق الذي يُعصَر بين أصابع أقدامهم، وتثبت حبوب اللقاح المحفوظة أن هذه الأرض الرطبة كانت محاطة بغابة صنوبر وتنوب باردة.
آثار الأجسام اللينة في الماضي السحيق نادرة جدًّا، وتتناقض طبيعتها الآنية مع الأحافير الجافة التي لا بد على الباحثين أن يحاولوا تحديد أصل النياندرتال بواسطتها. يخبرنا علم الوراثة أنهم ظهروا كسلسلة نسب قبل حوالي ٧٠٠ ألف سنة، وعلى الرغم من أن أناس موقع جران دولينا عاشوا من حوالي ١٠٠ ألف سنة فقط قبل هذا، فإنهم لا يبدون متشابهين كثيرًا. من المحتمل أن أكثر من نوع واحد من أسلاف البشر عاش في أوروبا في هذه المرحلة، لكن الكثير من العظام على مدى بضع مئات من الآلاف من السنين التالية تماثل إلى حدٍّ ما الأحافير المعاصرة لها من أفريقيا، بما في ذلك فك سفلي ضخم اكتُشِف في ألمانيا عام ١٩٠٧ وأُطلِق عليه اسم إنسان هايدلبِرج. وبينما كان يُزعَم لفترة طويلة أن أسلاف البشر هؤلاء أسلاف مُحتمَلون للنياندرتال؛ فإن العمل الأحدث في موقع ثالث في منطقة أتابويركا، هو موقع سيما دي لوس ويسوس (الذي يعني بالإسبانية «حفرة العظام»)، قد حَسَّن الصورة. كيف انتهى المطاف بأسلاف البشر الذين لا يقلون عن ٢٨ شخصًا — كثير منهم في حالة استثنائية — في أعماق «حفرة العظام» هو أمر يكتنفه الغموض. لكن عمرهم البالغ حوالي ٤٥٠ إلى ٤٣٠ ألف سنة وبنيتهم التشريحية هما ما يجعلهم المشتبه بهم الأساسيين لكونهم الأسلاف الأوائل الحقيقيين للنياندرتال، وهو ما أكَّدَه تحليل للحمض النووي في عام ٢٠١٦.٧

ما السبب وراء أهمية معرفة التاريخ التطوري السحيق للنياندرتال؟ لا يزال التصور الخاطئ بأنهم يمثلون حلقة وصل فعلية بالقرود شائعًا، على الرغم من ملايين السنين التي تقع بيننا وبين أقرب أبناء عمومتنا من الرئيسيات. من الناحية التشريحية البحتة، يمكننا أن «نرى» النياندرتال يظهرون في وقت أبكر قليلًا في سيما دي لوس ويسوس من أقدم أحافير تشبه الإنسان العاقل من أفريقيا من حوالي ٣٠٠ إلى ٢٠٠ ألف سنة، وهي فجوة زمنية ملأتها آلاف الأجيال. ولكن من منظور تطوُّري أوسَع، هم من أحدث أنواع أسلاف البشر، ومخلوقات مشابهة «جدًّا» لنا. بنفس القدر من الأهمية، يوضح اكتساب فهم أوَّلي لمنشئهم أن التطوُّر لم يتبع طريقًا سريعًا مستقيمًا من أسلاف البشر مؤدِّيًا إلينا. وإنما كانت توجد مسارات متزامنة كثيرة، بعضها ينتهي بطرق مسدودة، والبعض الآخر مثل النياندرتال يطوِّر أجسادهم وعقولهم الفريدة التي كانت مُناظِرةً لأجسادنا وعقولنا. ولم يكونوا الوحيدين: فكما اكتشفنا في العَقْد الماضي أو نحو ذلك، لدى سلالة «البشر» نفسها قصص أخرى ترويها. أحد الأمثلة التي تثبت ذلك «الهوبيت» في فلوريس، بإندونيسيا، الذين ربما يعودون إلى ٧٠٠ ألف سنة وعاشوا حتى قبل حوالي ٥٠ ألف سنة. في عام ٢٠١٣ ظهر المزيد من الهياكل العظمية غير المتوقَّعة في الناحية الأخرى من العالم في جنوب أفريقيا. اتسم أسلاف البشر هؤلاء، الذين أُطلق عليهم اسم إنسان ناليدي، ببعض السمات البدائية للغاية وكان من المتوقَّع أن يعود تاريخهم إلى مرحلة ما من ملايين السنين. ولكن تبيَّن أنهم كانوا يعيشون فقط منذ ٢٥٠ ألف سنة، مما يجعلهم معاصرين للنياندرتال وممثلينا الأوائل.

ولكن من بين جميع اكتشافات التطور البشري الحديثة، ربما كان أكثر ما يثير الدهشة في فهم طبيعة النياندرتال هو أنه كان يمكنهم التزاوج معنا وقد فعلوا ذلك بالفعل. يبدو الآن أنه، فيما يتعلَّق بمعظم سكان الأرض الحاليين، إن لم يكن جميعهم، أقدم أسلافنا من ناحية الأم — أرشيف من الأجساد والدم الذي ينبض حتى الوقت الحاضر — كان من ضمنهم النياندرتال. لقد أدَّى هذا الاكتشاف إلى عملية إعادة توجيه عميقة، نقلتهم في خطوة واحدة من فرع عائلي بدائي مسدود إلى أسلاف حقيقيين ساهموا فيما نحن عليه الآن.

•••

هذه هي المرحلة الجديدة التي يجب أن ننتقل إليها لنتأمل مرة أخرى السجل الأثري للنياندرتال. مثل الثوار، لقد اقتلعوا شجرة السلالة القديمة، التي كنا نضع تاجها بفخر، من جذورها. عوضًا عن ذلك، نجد أن تاريخنا السحيق أشبه بأوراق شجر منهمرة تتساقط في نهر عظيم. يسلك بعضها جداول سريعة، والبعض الآخر يمضي ببطء في روافد ضيقة. تنفصل وتتضام وتتجمع في تجاويف حتى تتسرَّب المياه وتعود لتتحد مع قنوات عميقة تخترق الأرض.

١  على الرغم من أن وزنها كان حوالي ٤٠٠كجم (٨٨٠ رطلًا)، فمن المرجح أنها عاشت في سلام نسبيًّا مثل الغوريلا وربما بقيت حتى وقت قريب نسبيًّا.
٢  يتجسد هذا في أرديبيثكس راميدوس، وهو نوع من أسلاف البشر الإثيوبيين يمشي على قدمَين ولا يزال يحتفظ بعظام قدَم تدل على تسلُّقه الأشجار.
٣  عُرف هذا في أفريقيا لعقود باسم الإنسان المنتصب «هومو إريكتوس»، لكن هذا الاسم محجوز الآن لممثليه في آسيا.
٤  عادةً ما تسمى هذه الأدوات أيضًا بالفئوس اليدوية.
٥  الأحافير والأدوات الحجرية المنتشرة عبر أوراسيا ترجع إلى ما قبل ١٫٨ إلى ١ مليون سنة، وقد عُثِر على أدوات في الصين ترجع إلى ما قبل مليوني سنة.
٦  حُوِّل مجرى نهر التيمز بالكامل جنوبًا بفعل أنهار جليدية لاحقة أوسع قبل حوالي ٤٥٠ ألف سنة.
٧  لا تزال أحافير سيما دي لوس ويسوس أقدم أسلاف البشر الذين استُمِد منهم مادة وراثية من أي مكان في العالم.

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤