الترجمة والعولمة وإضفاء الطابع المحلي : منظور صيني
«عنوان هذا الكتاب «الترجمة والعولمة وإضفاء الطابع المحلي»، مما يعني أن جميع المقالات المنشورة فيه تتصل بصورةٍ ما، على الأقل، بالقضايا الثلاث المذكورة، وهي الترجمة، التي تُعتبَر الموضوعَ الرئيسي الذي تُناقِشه المقالات المذكورة من منظوراتها الخاصة؛ والعولمة، وهي السياق الواسع الذي تُناقَش الترجمة في إطاره، والذي يعيش جنبًا إلى جنب مع الطابع المحلي، وإن كان هذا الأخير غالبًا ما يَطعن في العولمة.»
تتمحور دراساتُ الترجمة حول لغتَين محمَّلتَين بثقافتَين متباينتَين؛ إحداهما عالمية، وهي في الغالب اللغة الإنجليزية التي تُمثِّل العولمةَ في أحد وجوهها، والأخرى محلية، وهي اللغة المُستهدَفة التي تُصاغ بها المادة العِلمية، وهي في هذا الكتاب اللغة الصينية. ولما كان هناك توتُّر كبير بين العالمية والمحلية، وخاصة في الصين — إذ يُعَد اكتساب الطابع الغربي قضيةً ذات حساسية ثقافية وسياسية في الصين، بسبب ماضيها شِبه الاستعماري المؤلم والمهين — كان من الضروري دراسةُ هذا السياقِ الثقافي العام، والتأثيرِ الذي تُحدِثه الترجمة على النموذج الثقافي المحلي، والاتجاهات الداعمة أو المناهِضة للعولمة والحداثة بوصفهما منتَجَين من منتَجات الحضارة الغربية. وفي المقابل يُناقِش الكتاب أيضًا عمليةَ الترجمة من اللغة الصينية إلى اللغة الإنجليزية؛ وهو ما يعني عولمة الطابع المحلي.