حياة شبه زوجية
بعد دقائق قليلة وجد بيير نفسه في غرفة صغيرة دافئة. تحركت الفتاة في المكان سريعًا وتحدثت إلى دجالي. لم تنتبه إليه على الإطلاق.
أخذ بيير يفكر: «يا لها من ملاك! لقد أنقذت حياتي.»
وقف الشاعر سريعًا على نحو أفزع إزميرالدا، فسألته: «ماذا تريد؟»
مال بيير عليها ليقبلها مفتونًا بجمالها وحنانها. انتفضت إزميرالدا وابتعدت وهي تقول: «أنت وقح للغاية!»
تحركت النعجة بينهما، وبدا قرناها المطليان بالألوان لبيير حادين للغاية.
سألها: «لماذا إذن أنقذت حياتي؟»
قالت: «ما كان بإمكاني أن أسمح لهم بإيذائك، أليس كذلك؟ ليس بعد أن حاولت إنقاذي من أولئك الرجال البشعين.»
قال: «أكان ذلك السبب الوحيد؟»
أجابته: «نعم، السبب الوحيد.»
قال: «حسنًا، أعدك ألا أحاول تقبيلك ثانيةً أبدًا. لنكن أصدقاء، رجاءً. أيمكنك أن تجعلي النعجة ترحل؟»
نظرت إزميرالدا إلى بيير، ثم دجالي. ظل الغضب يبدو عليها لحظة، لكنها ضحكت بعد ذلك.
قالت: «حسنًا، يمكن أن نكون كشقيق وشقيقة. لنتناول الآن العشاء.»
قفزت إزميرالدا من فوق السرير حيث كانت تقف. جلسا بهدوء على المائدة، وتناولا بعض الخبز والجبن. أطعمت إزميرالدا دجالي بعض كسرات الخبز من يديها.
سألها بيير: «ألا تؤمنين إذن بالحب؟»
قالت: «بلى، أن يكون اثنان شخصًا واحدًا، إنه النعيم بعينه.»
سألها: «لكنك لا تحبينني؟»
قالت إزميرالدا: «أنت؟ لا، فليس لديك خوذة أو سيف أو حصان.»
قال: «إذن، إذا أصبح لدي حصان فستحبينني؟»
لم تجبه إزميرالدا، لكنها حدقت بعيدًا أمامها، وقالت: «الرجل الذي سأحبه يجب أن يكون قادرًا على حمايتي.»
قال بهدوء: «كحمايتك من الأحدب في وقت مبكر من هذا المساء؟»
سالت الدموع سريعًا من عينيها وقالت: «ذلك الأحدب البشع.»
أراد بيير أن يطول الحديث، فنادرًا ما كان ينعم بصحبة أي أحد، لكنه انتبه إلى أن إزميرالدا كانت ترغب في الهدوء لبعض الوقت.
قال بيير عن دجالي: «إنها جميلة للغاية.»
قالت: «شكرًا لك. إنها كل عائلتي.»
– «لماذا تُدعين إزميرالدا؟»
– «لا أعلم. ربما بسبب هذه؛ إن لونها أخضر، وإزميرالدا تعني الزمرد.» وأخرجت قلادة لتريها له. كانت كيسًا من الحرير الأخضر في منتصفه خرزة زجاجية كبيرة. انحنى بيير للأمام ومد يده، فصاحت إزميرالدا: «كلا، لا تلمسها، وإلا ستضيع التعويذة.»
سأل بيير: «أي تعويذة؟ من الذي أعطاها لك؟» فلم تجب الفتاة، لكنها دستها ثانيةً في ملابسها.
سألها: «هل وُلدتِ في باريس؟»
أجابت إزميرالدا: «كلا، لقد أتيت إلى هنا عندما كنت فتاة صغيرة.» ثم نظرت إليه وقالت: «أنا لا أعرف حتى اسمك.»
– «اسمي بيير جرينجوار.»
كان التشجيع البسيط هو كل ما أراده بيير، فأخبر إزميرالدا مسرورًا بكل شيء عن أسرته وكيف أتى إلى باريس عندما بلغ السادسة عشر. أخبرها أنه امتهن جميع أنواع الوظائف قبل أن يقرر أن يصبح شاعرًا وكاتبًا مسرحيًّا، وأن كلود فرولو رئيس الشمامسة ساعده في تعلم الحروف. قال: «إنني أعرف اللاتينية أيضًا.»
سألت إزميرالدا: «إذا كنت تعرف اللاتينية فهل يمكن أن تخبرني ماذا يعني اسم فيبس؟»
تحير بيير بشأن علاقة هذا السؤال بما كان يقوله، لكنه أجابها على أية حال، فقال: «الشمس.»
قالت: «الشمس؟»
أجابها: «نعم، إنه اسم رامي سهام وسيم كان إلهًا.»
قالت إزميرالدا: «إله!» وفي تلك اللحظة سقطت إحدى أساورها الذهبية على الأرض، وانحنى بيير لالتقاطها. وعندما اعتدل في جلسته ثانيةً سمع قرقعة مزلاج الباب؛ فقد ذهبت إزميرالدا إلى غرفة أخرى.
قال بيير وهو يقف ويسير في أرجاء الغرفة الصغيرة: «حسنًا، فلأنَمْ أنا أيضًا.» عثر على صندوق يصلح أن يكون سريرًا، فاستلقى عليه. ولم يكد يسند رأسه على الخشب الصلب حتى غط في نوم عميق.