الفصل الأول
(صالة في منزل محمد باشا علي الزفتاوي: أثاث مذهب فاخر وُضِع بغير نظام. مرآة على
يمين
المسرح، مكتب في الركن الشمالي عليه كتب، خوان صغير في الركن «اليمين» عليه كتاب دلائل
الخيرات، خوان كبير في وسط المسرح عليه زهريات. نحن في الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الجمعة
…
باب في الشمال … باب في الوسط … باب في اليمين.)
(عند رفع الستار ترى مرجريت ترتب بعض الأواني الصغيرة بجوار المرآة.)
المشهد الأول
(عزيزة هانم – مرجريت ثم فيروز أغا)
عزيزة
:
انت هنا يا مرجريت؟
مرجريت
:
أيوة يا ستي!
عزيزة
:
وبتعملي إيه؟
مرجريت
:
برتب الصور جنب المرايه.
عزيزة
:
وبدل سيدك الباشا سيباهم يرنم في الدولاب. أنا موش قلت لك ميت مره إنك تمسحي
البقع اللي فيهم. بس شاطره ترتبي الصور والا إيه.
مرجريت
:
مسحتهم النهاردة الصبح يا ستي.
عزيزة
:
طيب أديني رايحه أشوفهم كمان شوية. البدل موجودين في الدولاب والبنزين عندك،
وليه بقى الكسل ده. أنا عارفه إيه إللي مربط إيديك ورجليك!
مرجريت
:
يا ستي قزازة البنزين فرغت بقى لها شهر، وكل ما أقول لهم يشتروا غيرها ما
بيردوش.
عزيزة
:
قلتِ لمين؟
مرجريت
:
لفيروز أغا.
عزيزة
:
وليه ما قلتليش، ومين اللي اشترى لك النهاردة بنزين؟ (تسكت مرجريت) ما بترديش ليه؟ … الله ما
تردي.
مرجريت
:
أنا اشتريت شوية النهاردة.
عزيزة
:
إوعي تاني مرة تعملي كده. سامعة. لازم تبقي تطلبي مني الفلوس. ياللا خلصي
شغلك قوام.
مرجريت
:
حاضر يا ستي.
عزيزة
:
أنا رايحة أقعد مع سيدك الصغير وابن أختي. سامعه ياللا قوام (تخرج من باب اليمين).
(مرجريت تبتدئ في إصلاح الصور والأواني. فيدخل فيروز أغا. ينظر
إليها نظرة إعجاب، يبتسم ويقول):
فيروز
:
بتعمل إيه يا مرجريت؟
مرجريت
(مذعورة)
:
مين انت؟ خضيتني يا باش أغا. إخص عليك.
فيروز
:
برضو إخص عليك. برضو كده يا شيخ. برضو كده.
مرجريت
:
ما إنت زعقت فيَّه كده على غفلة قمت اتخضيت.
فيروز
:
طيب كنت عاوز أزعق فيك إزاي؟
مرجريت
:
كنت اتكلم بشويش.
فيروز
:
بشويش؟ لا. لا. مش ممكن. لازم يزعق.
مرجريت
:
وليه؟
فيروز
:
أهو كده. إحنا جنس سودانية. لكن ما شفتوش (كأنه
يبحث عن شيء) راح فين؟ رد. اخلص. راح فين؟ اكلم؟
مرجريت
:
إيه هو اللي راح يا باش أغا؟
فيروز
(يجول بنظره في الغرفة)
:
فين؟ راح فين؟ أنا مش عارف دور معايه.
مرجريت
:
إيه هو اللي راح؟ مش تقول.
فيروز
(يبحث في أسفل الكراسي)
:
ما فيش. بقولك دور معاي. سبحان الله عليك.
مرجريت
:
موش تقول إيه اللي حدوَّر عليه؟
فيروز
:
دلائل الخيرات. أنا دوَّرت عليه في كل أودة. حتى كمان دورت في أودة الباشا.
لكن موش لاقيه. دور معاية دور.
مرجريت
:
دورت عليها في أودتك؟
فيروز
:
يا شيخ دور معاية. يمكن يكون مستخبي هنا والا هنا.
مرجريت
(تراها)
:
أهيه. أهيه. فوق الترابيزه.
فيروز
:
فين؟ فين؟
مرجريت
:
ع الترابيزة هناك.
فيروز
(يذهب ويأخذها)
:
الحمد لله رب العالمين. إنَّ من يقرأ دلائل الخيرات مرة كل شهر بنى الله له
في الجنة قصر كبير طوبه من فضه، وطوبه من ذهب. لكن قول يا مرجريت. فين حسن بك؟
هو مش عادته إنه يستنى هنا في الأودة دي ساعة العصرية؟
مرجريت
:
قاعد مع ننته وابن خالته في الصالون الكبير. إنت نسيت إن النهاردة يوم
الجمعة؟ (تتنهد) مسكين حسن!
فيروز
(يتنهد هازئا بها)
:
مسكين حسن (يضحك).
مرجريت
:
بتضحك ليه؟
فيروز
:
سبحان الله. حاجه كده جت في دماغي خلاني أضحك.
مرجريت
:
لأ. بتضحك ليه؟
فيروز
:
شايف يعني إن قلبك رقيق قوي عشان حسن بك.
مرجريت
:
وقصدك إيه؟
فيروز
:
ما تسألنيش أنا؟ اسأل (هازئًا بها) مسكين
حسن بك.
مرجريت
:
انت اتعديت الحدود يا باش أغا.
فيروز
:
أنا ولا أنت؟
مرجريت
:
زي ما تحسب. أنا بقول مسكين حسن. عشان إنه مسكين صحيح.
فيروز
:
يا شيخ!
مرجريت
:
مانتش مصدق والا إيه؟
فيروز
:
لأ. موش مصدق.
مرجريت
:
طيب حزَّر. أبوه بيديله كام في الشهر؟
فيروز
:
عشرة. عشرين. ثلاثين. أربعين. خمسين. ستين جنيه أنا عارف.
مرجريت
:
ستين. ستين. لكن ستين قرش.
فيروز
:
بس يا شيخ بقى أنت بتهزر والا إيه؟ دي يا شيخ يروح السمغراف.
مرجريت
:
مرة في الشهر.
فيروز
:
كمان أنا شفتها في الجزيرة.
مرجريت
:
ماشى على رجليه. إنت نسيت إن أبوه ما يهموش إلا جمع الفلوس.
فيروز
:
صحيح. عندك حق. عشان إنت تعرف أسرار البيت دي أحسن مني. أنا بقى لي هنا شهرين
بس إزاي بقى يعرف زيك.
مرجريت
:
ده أبوه يا شيخ ما يعرفش إلا القرش بس. تعرف عمل إيه من مدة شهر؟ إشترى خاتم
ألماز على كيفك يا باش أغا، وطرد الحاج بدوي علشان سرق رطل لحمة.
فيروز
:
طيب وليه عنده خدامين، وكمريرات، وعربيات وأتمبيرات، وحاجات ومحتاجات؟!
مرجريت
:
عشان يقولوا عليه غني يا سيدي. دي كلها مظاهر كدابة. فاهم، وتعرف مين ضحية كل
ده. ابنه. ابنه المسكين. (تتنهد) مسكين
حسن.
فيروز
:
لا، حقه يا مرجريت. إنت كده عما تتنهدي زي واحد يعني ميت في الحب
خالص.
مرجريت
(تجفل)
:
وباحب مين؟
فيروز
(يضحك ضحكة سودانية)
:
هئ هئ هئ هئ. تحب عيون … (يقلدها) مسكين
حسن.
مرجريت
:
يا سلام يا باش أغا؟ أنا أحبه؟ أنا الخدامه المسكينه الفقيره.
فيروز
:
وهو الحب فيه غني وفقير؟ إنت كمان يعني حاجة على كيفك خالص.
مرجريت
:
انت بتبصبص ولا إيه؟
فيروز
:
وهو يعني حرام. إذا كنت أبصبص لك؟
مرجريت
:
انت بتبصبص لي؟ بتحبني؟ (تقول هذا وتغرق في
الضحك).
فيروز
(مندهشا)
:
جرى إيه؟
مرجريت
:
أنت بتحبنى؟ بتحب … (تغرق في
الضحك).
فيروز
:
جرى لك إيه؟
مرجريت
:
انت بتبصبص ليه؟ (تغرق في الضحك).
فيروز
:
جرى إيه؟ (يصرخ).
مرجريت
:
لا. بس يعني. لا مؤاخذه يا سي فيروز (تغرق في
الضحك) لا مؤاخذه لو سبتك وخرجت. أحسن الضحك ماسكنى قوي (تضحك وهي خارجة).
فيروز
(صارخًا)
:
استني هنا.
مرجريت
:
مرة ثانية يا باش أغا (تخرج من الباب الشمالي وهي
مغرقة في الضحك).
فيروز
(منفردًا)
:
البنت بتخرج دي إجنن ولا إيه؟ طيب يعني أنا قلت إيه؟ موش عارف والله العظيم.
إذا كان هو جميل. برضو أنا موش وحش. إذا كان هو قلبه رقيق (في هذه اللحظة يدخل حسن ومحمود، ويقفان وراء فيروز فلا
يراهما، ويسترسل في كلامه) أنا برضو قلبي رقيق. إذا كان هو يعرف
الحب. أنا برضو أعرف الحب. إذا كان هو الحب بيلخبط فكره. أنا برضو الحب بيلخبط
فكري. إذا كان. (يلتفت فيرى حسن ومحمود فيفتح دلائل
الخيرات ويقرأ) صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وذريته
وصحابته وكل من لاذ ببيته إنه سميع مجيب.
المشهد الثاني
(حسن – محمود – فيروز)
حسن
:
بتتكلم بتقول إيه يا فيروز أغا؟
فيروز
:
ما فيش حاجة يا سيدي. بقرأ دلائل الخيرات.
حسن
:
وإيه جميل ورقيق وحب. إيه الكلام اللي كنت بتقوله؟
فيروز
:
يا سيدي، إن الله جميل يحب الجمال.
حسن
:
طيب اطلع. عاوزين نقعد لوحدنا هنا.
فيروز
:
حاضر أفندم (يخرج).
محمود
:
هو الأغا بتاعكم ملحوس والا إيه؟!
حسن
:
أنا عارف يا أخي. أنا عارف مين اللي رمانا بيه؟!
محمود
:
بقى له كام شهر عندكم؟
حسن
:
والله يا بن خالتي أظن شهرين. إلا قوللي ما شفتش صورة الأهرام اللي
رسمتها؟
محمود
:
لأ، ورِّيها لي يا أخي.
حسن
(يذهب للخوان ويحضرها ويعطيها إليه)
:
شوف. لكن قبله لازم تقولي رأيك بصراحة.
محمود
:
انت تعرف إني ما أعرفش في حياتي غير الصراحة.
حسن
:
طيب شوف.
محمود
(بعد أن يتأملها)
:
جميلة جدًّا. في غاية الإبداع. ما يبقاش أحسن من كده.
حسن
:
يا سلام يا بن خالتي لازم تغالى في الكلام.
محمود
:
لا، والله صحيح بس كان لازم إنك تلونها.
حسن
:
بقى مانتش عارف ياسي محمود، والله العظيم ما عندي تمن أقلام الرصاص.
محمود
:
يا أخي أبوك يديك كام قرش؟
حسن
(مقاطعًا عليه)
:
بالله يا سيدي ما تكلمنيش عن أبويه. أديني راضي بحالتي والسلام.
محمود
:
يا أخي برضو أبوك يحبك، يشفق عليك، ولو كان يعني إيده شوية (يشير بيده علامة البخل) لكن معلهش.
حسن
:
ياريت يا سيدي كان بخيل بس. إلا … ما تأخذنيش لو قلت لك يعني إنه
ثقيل.
محمود
:
اختشي يا حسن.
حسن
:
بس إيه تقول في واحد باشا يصرف زي ما إنت عاوز في الكماليات عشان الناس تقول
عليه إنه غني. أما في الضروريات فيستحيل إنه يبز بقرش تعريفة.
محمود
:
يا سيدي معلهش.
حسن
:
معلهش إيه يا شيخ. معلهش إيه دانا عايش في سجن. كل ما يقابلني ألاقيه مبوِّز.
دايما زعلان معايه. تقولش يا أخي أنا بيني وبينه تار.
محمود
:
موش الدرجة دي. بقى إنت يا سي حسن …
حسن
:
طيب اسمع. تعرف جرى إيه أول امبارح؟ طلعت الأول في امتحان نص السنة. قمت يا
سيدي دخلت في السلاملك قال عشان أبشره بالنتيجة. قمت لاقيته مع كبشة فلاحين
جايين يأجروا عزبة أبو حمد. قلت له وأنا فرحان: بابا أنا أول الفصل. تعرف قال
إيه؟ اتفضل بره يا سي حسن. إنت موش شايفني قاعد أتكلم مع البهوات دول.
محمود
:
وبعدين؟
حسن
:
ولا أبلين. دخلت فرحان وخرجت مكسوف. يا شيخ دا محرم عليَّ كوني آكل معاه. آل
عيب إن الابن ياكل مع أبوه.
محمود
:
طيب نينتك يا أخي ما تعرفش تكلمه؟
حسن
:
تخاف منه يا سيدي. بقى هي خلتك زيه؟ هي اللي تربت في مصر تبقى زي واحد عمره
ما عرفش حاجة. جلف قوي، والله يا شيخ أنا موش عارف بيظلمني كده له؟ (يتمشى في الغرفة) تلقاه بيشتري كل حاجة تكبر من
قدره في عيون الناس، ويضن علي بقرش تعريفة. بقى تصدق يا محمود إن مصروفي في
اليوم قرشين صاغ بس؟ (يقترب من الشباك) دنا
يا شيخ طالب في المدارس الثانوية. يا شيخ سيبك. يا شيخ دا الموت أحسن، والله
الموت أحسن.
محمود
:
طيب على فين بس؟
حسن
:
أشم هوا من الشباك. ديهده! دا أمين ابن عمي جاي. أهو وصل بالأوتومبيل لحد
الباب الجواني.
محمود
(يقترب من النافذة)
:
هو بعينه.
حسن
:
أهو طالع السلالم. دلوقتي نشوفه (يذهب لجهة
الباب).
محمود
:
دي مصادفة غريبة خصوصًا واني ما شفتوش بقى لى مدة طويلة.
(يدخل أمين.)
المشهد الثالث
(حسن – محمود – أمين)
أمين
:
بنجور حسن بك.
حسن
:
بنجور.
أمين
:
أوه. بنجور محمود بك. كومون سافاه؟
محمود
:
بخير، وانت؟
أمين
:
كوم سي. كوم سا. بقى لي مدة طويلة ما تشرفتش برؤيتكم خصوصًا محمود بك. طبعًا
المدرسة بتشغلك عنا يا أخي موش كده والا إيه؟
محمود
:
عندك حق، وانت كمان المدرسة لازم تكون شاغلاك عنا.
أمين
:
لا يا حبيبي أبدًا. أنا مالي يا خوية ومال المدرسة.
حسن
:
انت ما بتروحش المدرسة؟
محمود
:
إيه الكلام ده. ده مستحيل؟
أمين
:
استعفيت منها. يعني حاجة عجيبة قوي!
حسن
:
ما تقولش كدا يا شيخ. دا كلام ما اسمعوش أبدًا.
محمود
:
دا شيء ما يليقش بك يا أخي.
أمين
:
انتم نسيتم أني بقيت رب عائلة بعد وفاة المرحوم والدي. سيبنا من موضوع
المدرسة. خد سيجارة خد يا محمود بك.
محمود
:
ما اشربوش.
أمين
:
وحسن بك؟
حسن
:
انت تعرف إني كمان أكره الدخان.
أمين
:
وهو كذلك (يشعل لنفسه سيكارة) لكن أنا
نسيت أوريكم البدلة الجديدة (يخلع البالطو)
بص يا محمود بك كويس. بالله عليك تاخد بالك يعني البدلة تمام والا لأ؟
محمود
:
جميلة جدًّا.
أمين
:
لا. لا. سيبك من الذوقيات. يعني كده الكم طويل.
حسن
:
أبدًا يا أخي.
أمين
:
طيب واللياقه رأيك فيها إيه؟ رأيك إيه يا محمود بك.
محمود
:
مظبوطه خالص.
حسن
:
لكن يا أخي الجاكته قصيرة قوي.
أمين
(هازئًا)
:
دي آخر موضة يا عبيط. خدو بالكم تاني من اللياقة. يا سلام دانا عملت لها خمس
بروفات ولسه برضه.
حسن
:
أظنك عملتها عند دليا؟
أمين
:
لا فصلتها عند ريبو، وانت فصلت بدلتك فين؟
حسن
:
اشتريتها من السوق الأهلي بميدان العتبة الخضرا.
أمين
(يظهر على وجهه شيء من الامتعاض يبادر الى إخفائه)
:
طيب حأقول لكم حاجة جديدة. رأيكم إيه لو جيتم نتفسح بعد ساعتين لحد الجزيرة
كده؟
محمود
:
ما تأخذنيش يا أمين بك. أنا بدي أروَّح أحسن عندي واجبات مدرسية لازم أعملها
الليلة.
أمين
:
طيب وانت يا حسن بك؟
حسن
:
أطلع اتفسح معاك وأنا جيبي منفض … يستحيل.
أمين
:
إخص عليك يا حسن. إزاي تقول الكلام ده لابن عمك إنت اجننت والا قصدك تجرح
إحساسي. لازم تتفسح معايه، والا بعدين عمري ما أحط رجلي في البيت ده.
حسن
:
أشكرك يا بن عمي على رقيق إحساسك.
أمين
:
سبنا من الشكر. قابل والا لأ؟
حسن
:
بعد استئذان نينا.
أمين
:
وهو كذلك.
محمود
:
أما أستاذن بقى.
حسن
:
لسه بدري.
أمين
:
على طول كده؟
محمود
:
معلهش ما يمكنيش (يسلم عليهما).
حسن
:
أما أوصلك.
محمود
:
يستحيل.
حسن
:
اسمع الكلام (يخرج معه).
أمين
(منفردًا. يذهب وينظر للمرآة، ثم يقول بعد أن يتمشى
قليلًا)
:
البنباغ اتعوج جهة اليمين (ينظمه) أيوه
دلوقتي بقى تمام، والمنديل طلع اثنين سنتيمتر زيادة عن اللازم (يصلحه) دلوقت بقى تمام. شيء جميل. أهو كده
القيافة ولَّا بلاش. يا سلام عليك يا أمين بك ياما إنت جميل قوي (يدخل حسن).
أمين
:
قال لك محمود بك إيه عني؟
حسن
:
ولا حاجة.
أمين
:
يستحيل. هو عنده شغله غير الكلام عني.
حسن
:
والله يا بن عمي هو ما ينتقدكش إلا قدام قريبك بس.
أمين
:
من فضلك تقول له إني بقيت رئيس عائلتي، وانه ما يصحِّش منه إنه
ينتقدني.
حسن
:
لكن محمود ما يضمرش لك شر.
أمين
(جو من فو)
:
سيبنا بقى من الكلام ده، وقول لي إزاي حالك؟
حسن
:
تعيس الحظ.
أمين
:
تعيس الحظ. يعني لسه مالقيتش لك عصفورة صغيره على قدك تآنسك في وحدتك؟
حسن
:
وقصدك إيه يعني؟
أمين
:
بقى مانتش فاهم؟
حسن
:
ما تهزرش إعمل معروف. إنت مانتش عارف حالتي … طيب وازاي حالتك انت؟
أمين
:
شيك خالص. من الطبقة الأولى.
حسن
:
سهرت إمبارح فين؟
أمين
:
في جان دكس. أما إمبارح حصل لي فصل، ولكن على ذوقك خالص. تعرف إيفون (حسن يبدي أنه لا يعرفها) إيفون! إيفون؟
حسن
:
ماعرفهاش يا أخي؟
أمين
:
إمبارح سهرت مع عمده من عمد المنوفية.
حسن
:
زي أبويه يعني؟
أمين
:
لا مؤاخذه. لا. لا. ما فيش وجه شبه أبدًا، وبعدين بعد ما سهرت مع العمده
وفرَّغت اللي في جيبه وسابته يرن قمت أنا انفردت بها.
حسن
:
دانت صحيح سعيد الحظ يا أمين.
أمين
:
إلا قولي مانتش رايح فرح عبد الرحمن بك؟
حسن
:
طبعًا. أخذت الإذن من أبويا، وانت؟
أمين
:
والله ما زلت متردد.
حسن
:
في الذهاب وعدمه؟
أمين
:
لأ. في لبس البدلة «السموكنج». أو «الفراك»، وانت راح تلبس إيه
ليلتها.
حسن
:
بدلتي دي، وانا حيلتي غيرها وبدلة ثانية زيها.
أمين
:
إزاي حسن بك كله ابن محمد باشا الزفتاوي. أبو عشرة آلاف فدان، يروح فرح واحد
صاحبه ببدلة متساويش عشره فضه؟ لا. لا يا أخي. إيه الفضايح دي.
حسن
:
وأعمل إيه؟
أمين
:
روح للخياط وفصل لك بدلة سموكنج.
حسن
:
أبويا ما يرضاش.
أمين
:
قول لنينتك خليها تترجى أبوك.
حسن
:
نينتي إيه إعمل معروف.
أمين
:
أبوك غني والحمد لله، وبقى مع الثروة دي كلها يبخل عليك بتمن بدلة؟
(تدخل عزيزة هانم.)
المشهد الرابع
(حسن – أمين – عزيزة هانم)
عزيزة
:
أمين بك هنا؟
أمين
(يقبل يدها)
:
إزاي صحتك يا تيزه؟
عزيزة
:
بخير وازاي نينتك واختك؟
أمين
:
طيبين خالص. في صحه وعافية.
عزيزة
:
الحمد لله. دنا كنت عندكم إمبارح، ولقيت أختك مخستكه شوية (تجلس).
حسن
(لأمين سرًّا)
:
أختك عيانه وانت مانتش عارف يا سي أمين.
أمين
(سرًّا لحسن)
:
إسكت يا شيخ دنا بقيت لي تلت أيام ما دخلتش البيت (لعزيزة) صحيح إمبارح كانت مخستكه شوية. لكن النهارده أحسن
كثير.
عزيزة
:
الحمد لله. إتفضل إقعد يا بني.
أمين
:
والله أنا مستعجل شوية. علشان بدي أتفسح مع عبد العزيز بك، وكنت عاوز أستأذنك
تسمحي لحسن بك بالفسحة معانا.
عزيزة
:
بكل ممنونيه.
أمين
:
أشكرك يا تيزه.
عزيزة
:
إلَّا قولي يا أمين بك؟ نينتك قالت لي إمبارح إنك قال مبترحش المدرسة.
أمين
:
وإيه الضرر يا تيزه؟ أنا والحمد لله بأشوف شغلي بنفسي، وياما حاجات كتير
صلحتها في عزبتنا، وياما سرقات وغش وتدليس وخلافه. كل ده نضفته وعمال ليل نهار
أشتغل.
حسن
(سرًّا لأمين)
:
مع إيفون.
أمين
(لحسن سرًّا)
:
اسكت أمَّال (لعزيزة هانم) تلاقيني عمال
ليل ونهار أشتغل وأوضب وأرتب لما صحتي بقت تقريبًا عدم. إزاي بقى نينتي عاوزاني
أروح المدرسة، وأسيب الشغل بتاعي في إيد النظار والمفتشين اللي ما يهمهمشي إلا
السرقة والغش!
عزيزة
:
لكن الشهادة شيء واجب.
أمين
:
برضو أنا بأقول كده لكن عاوز أستن شوية لما ألاقي لي وكيل يقدر يقوم بأعمال
الدايرة تمام.
حسن
(سرًّا)
:
ما تعين إيفون يا أخي.
أمين
:
إسكت (لعزيزة) ودلوقتي أستأذن بقى يا
تيزه، وإن شاء الله بعد نص ساعة رايح أرجع عشان آخد حسن بك معايا ونتفسح سوى.
سامع يا حسن بك. بعد نصف ساعة رايح أرجع (يقبل يد
عزيزة. يسير مع حسن إلى الباب).
عزيزة
:
سلم لي على نينتك واختك.
أمين
:
يوصل إن شاء الله (لحسن بك عند الباب)
خليك. خليك أنا راجع بعد نص ساعة. لكن إوعى تنسى تطلب البدلة السموكنج. خليها
في بالك. إوعى تنسى البدلة السموكنج. راجع بعد نص ساعة (يخرج).
حسن
(مقتربا من والدته)
:
نينه. أنا عاوز منك حاجة.
عزيزة
:
إيه يا بني؟
حسن
:
انت نسيتي إن فرح عبد الرحمن بك قرب؟
عزيزة
:
لا يا بني، ولا نسيتش إن أبوك سمح لك أنك تروح.
حسن
:
لكن يا نينة أنا ما أروحش الفرح بالبدلة دي.
عزيزة
:
طيب وعاوزني أعمل إيه يا بني؟
حسن
:
عاوز بدلة سموكنج.
عزيزة
:
طيب يا بني بس أبوك … إنت موش عارف يا بني.
حسن
:
لكن أنا عاوز بدلة سموكنج والسلام.
عزيزة
:
وإذا كان أبوك ما يرضاش؟
حسن
:
مايرضاش؟ ليه يعني ما يرضاش. سبحان الله العظيم. هوه موش أبويا والا إيه
كمان. أما صحيح ده شيء ما ينطقش.
عزيزة
:
اختشي يا حسن. أبوك.
حسن
:
طيب يا ستي أديني سكت (يذهب ويجلس بعيدًا، ويضع
رأسه بين يديه).
عزيزة
:
انت زعلت يا حسن؟
حسن
:
لأ ما زعلتش. حازعل على إيه؟ هو أنا شفت يوم راحه في البيت ده لما حازعل.
اللي ربنا مقدره لازم يمشي.
عزيزة
(تقترب منه)
:
يا سلام يا حسن لما تكبر المسألة.
حسن
:
أديني سكت يا ستي أهوه. ماديني ساكت ومتلهي على عيني.
عزيزة
:
طيب اسمع يا حسن ما تزعلش يا حبيبي لما يجي أبوك رايحه أكلمه، وأجيب لك تمن
البدلة منه.
حسن
:
صحيح يا نينة؟ مرسى مرسي قوي. تعالي أبوسك بقى …
الباشا
(من الخارج)
:
لعنة الله عليهم في كل كتاب. أما صحيح ما يستحقوش لا رحمة ولا شفقة.
عزيزة
(لحسن)
:
ياللا يا حسن إجري قبل ما يجي أبوك. أحسن يا بني ما أقدرشي أكلمه وانت
هنا.
حسن
:
إوعي تنسي. أديني حاقف ورا الباب ده عشان أسمع اللي حتقولي له إوعي والنبي
تنسي.
عزيزة
:
لا. مش حانسى ياللا يا حبيبي ياللا (يخرج حسن من
باب الشمال).
المشهد الخامس
(عزيزة – الباشا – الأغا)
الباشا
(للأغا وهو داخل)
:
إديه خمس قروش. خد، وإذا كان ما يرضاش إديله أربعة، وإن مارضاش كمان هات له
البوليس. لعنة الله على العربجية من صغيرهم لكبيرهم.
الأغا
:
يا سيدي مارضيش ياخد ستة. إزاي أديله خمس قروش.
الباشا
:
أما إنك قليل الأدب. إعمل اللي قلت لك عليه، وروح للبشكاتب وقوله يخصم من
ماهيتك تلت أيام علشان خالفت الأوامر. ياللا (يخرج
الأغا)، (لزوجته) قال أدي
العربجي خمس قروش يقوم ما يرضاش!
عزيزة
:
طيب والباشا جاي منين؟
الباشا
:
من العباسية يا ستي.
عزيزة
:
ماهي المسافة بعيدة قوي من العباسية للدرب الأحمر.
الباشا
:
يا ستي القرش الأبيض ينفع في اليوم الاسود. الناس بتقول علينا أغنيا ولكن مين
عارف يمكن نفتقر. تعرفيش أنا طردت إمبارح الحاج عارف ليه؟ عشان سرق شوية برسيم.
أما الخدامين، أعوذ بالله منهم، دول شياطين.
عزيزة
:
صحيح يا باشا.
الباشا
(يجلس مربعا)
:
تعرفي يا هانم. إيه اللي جرى لي النهاردة. هنيني يا شيخة واللا تعالي بوسيني
كمان. دنا نلت اللي كنت عاوزه.
عزيزة
:
إيه يا باشا؟
الباشا
:
أجرنا عزبة أبو حمد بزيادة أربعه جنيه كل فدان يعني الفدان بقى بتلاتين
جنيه.
عزيزة
:
الحمد لله يا باشا، والله فرحانة أوي.
الباشا
:
دنا يا شيخة خفت لتنزل عليَّ نقطه من الفرح.
عزيزة
:
شوف لما أقولك يا باشا. ما دام بقى أجرت عزبتك بالمبلغ الكبير ده. عاوزاك
تدِّيني حاجة.
الباشا
(بخوف)
:
حاجة إيه كمان؟
عزيزة
:
هدية صغيرة تجود بها لحسن.
الباشا
(غاضبًا)
:
هدية إيه كمان وسخام الطين إيه.
عزيزة
:
بدلة سموكنج يروح بها فرح عبد الرحمن بك.
الباشا
:
بدلة سموكنج؟ عاوز يلبس زي الكفرة. ده فرح مشئوم ده اللي عاوزه تخربيني عشان
خاطره.
عزيزة
:
ياباشا كل الجدعان عندهم …
الباشا
:
عندهم واللا موش عندهم، موش شغلي. قولى لابنك إني أحرم عليه إنه يروح الفرح
ده. سامعة، تعرفي إمبارح كان فين؟ كان في سبلند بار قاعد بيشرب كازوزه. أما
عجايب ياناس شاب صغير ماحصلش عشرين سنة بيشرب كازوزه!
عزيزة
:
لكن يا باشا كان نفسه في …
الباشا
:
بس. بس. بدلة سموكنج إيه وبتاع إيه لما يحرم قبله شرب الكازوزه في القهاوي
بعدين أجيب له بدلة سموكنج. بلاش خراب يا شيخة. خللي كام قرش اللى عندنا بخير
وسلام.
الأغا
(يدخل حاملًا عدة ظروف)
:
البوسته.
الباشا
(ياخد الخطاب الأول ويقرؤه)
:
ياخبر أسود ومطين على دماغي ودماغك يا هانم.
عزيزة
:
جرى إيه يا باشا؟
الباشا
:
ماتت لنا بقرة. يادي الداهية السوده. يتخصم ثمنها من ماهية ناظر المواشي
(يأخذ خطابًا ثانيًا ويقرأ ثم يبتسم)
القمح بخمسة جنيه الأردب ما شاء الله. أهو كده واللا بلاش تزاد ماهية ناظر
الزراعة بنسبة ربع في المائة (يأخذ خطابًا
ثالثًا) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إتخرب بيتنا يا هانم مصيبة
يا هانم. داهية كبيرة يا هانم.
عزيزة
:
جرى إيه يا باشا؟
الباشا
(في صوته رنين البكاء)
:
يا خرابك يا سعادة محمد باشا الزفتاوي، يا خراب بيتك يا مسكين
ياغلبان.
عزيزة
:
جرى إيه يا باشا لا سمح الله.
الباشا
:
حرقوا أربع فدادين قمح من ميت يزيد (للأغا) إمشي يا نذير السوء. إطلع يا وش البابور. عمرك ما تيجي
بخبر كويس. إطلع.
عزيزة
:
يا باشا هدي نفسك.
الباشا
:
حرقوا قمح ميت يزيد، ومع المصيبة دي عاوزه بدلة سموكنج لابنك (يتمشى في الغرفة).
عزيزة
:
بلاش يا باشا بلاش. بس ما تطلعش خلقك.
الباشا
:
مع الداهية الطويلة العريضة دي عاوزه تشتري بدلة سموكنج لابنك. أما صحيح
الأمهات خراب الأولاد.
عزيزة
:
يا باشا هدي روحك.
الباشا
:
آل عوزه تجيب بدلة سموكنج لابنها. يادي الداهيه. ينطرد ناظر ميت يزيد حالًا.
هاتولي ظرف وجواب. فين الأظرف والجوابات؟
عزيزة
:
في الصالون التاني يا باشا. في الصالون التاني ياللا بنا.
الباشا
:
ياللا ياللا بنا نكتب جواب بطرد ابن الكلب ده. ياللا ياللا (يخرج وعزيزة هانم وهو يقول) بدلة سموكنج. بدلة
سموكنج …
المشهد السادس
(حسن ثم مرجريت)
(يدخل حسن وهو متألم. يحاول القراءة في كتاب، ولكن يلقي به على الأرض، ويجلس واضعًا
رأسه بين يديه. فتدخل مرجريت كأنها تبحث عن شيء فيتنبه حسن.)
حسن
:
مين ده؟
مرجريت
:
أنا.
حسن
:
عاوزه إيه؟
مرجريت
:
بدوَّر على …
حسن
:
دوَّري زي ما إنت عاوزة.
مرجريت
:
ما لك يا حسن بك؟
حسن
:
وانت ما لك يا ستي وما لي.
مرجريت
:
بس شايفاك زعلان.
حسن
:
خللي قلبك على نفسك.
مرجريت
:
طيب موش تقول لي ما لك؟
حسن
:
ما لي إيه، وبتاع إيه. أبويا.
مرجريت
:
زعل معاك؟
حسن
:
يا ريت!
مرجريت
:
أمال إيه؟
حسن
:
مرضيش يشتري لي بدلة سموكنج.
مرجريت
:
معلهش يا حسن بك.
حسن
(صارخًا وغاضبًا)
:
معلهش يا حسن بك. معلهش يا حسن بك معلهش يا زفت. كأني ما اتخلقتش إلا للتعاسة
والبؤس.
مرجريت
:
وبتزعل ليه؟
حسن
:
وانت يهمك زعلي (ضاحكًا باستهزاء) ها ها
ها. كلكم عليَّ حتى إنت كمان. ياخي وانت حتحني عليَّ ليه؟ مابقاش فاضل إلا
الغريب كمان.
(مرجريت تسكت.)
حسن
:
روحي يا شيخة.
مرجريت
:
لكن …
حسن
(بشده)
:
أخرجي.
مرجريت
:
معلهش (تبكي وهي خارجة).
حسن
:
بتعيطي. استني (يذهب إليها ويستوقفها)
بتعيطي ليه؟ إنت عيِّله يا مرجريت.
مرجريت
:
علشان بتزعق فيَّ، وتقول اني ما بحنش عليك.
حسن
(مبتسمًا)
:
وبتحني عليَّ صحيح؟
(مرجريت تسكت.)
حسن
:
ما هو يا مرجريت كان خلقي طالع.
مرجريت
:
أنا برضو يا حسن بنت ناس. الفقر هو اللي حوجني للخدمة.
حسن
:
أنا عارف كده. لكن ماعلهش يا مرجريت. حقك عليَّ. صحيح بتحني عليَّ؟
مرجريت
(تبتسم)
:
ماحدش بيحن عليك في البيت ده قدي.
حسن
:
وأنا كمان أحن لك كتير (يهم بتقبيلها فتفلت
منه).
مرجريت
:
الله. الله.
حسن
(يقترب منها ثانيًا لتقبيلها)
:
تعالي.
مرجريت
(تفلت منه)
:
الله. الله. إيه ده!
حسن
:
كنت باظن إنك تحبيني. لكن يظهر إنك تحبيني زي ما تحب الأخت أخوها. القصد
معلهش (يبتعد عنها ويجلس بعيدًا).
مرجريت
(بعد هنيهة تقترب منه)
:
انت بتضحك عليَّ.
حسن
(يهم واقفًا ويمسكها بين ذراعيه)
:
أهو ده دليل حبك. يا حبيبتي يا مرجريت بقى انك تحبيني صحيح وأنا ماكنتش
عارف؟
(مرجريت تضع عنقها على ذراعيه بحياء فيقبلها فتجفل فيمسك
بها.)
حسن
:
كمان بوسه.
مرجريت
:
بس بقى أحسن حد يجي.
حسن
:
كمان بوسة والنبي (يهم بتقبيلها فيدخل
أمين).
المشهد السابع
(حسن – مرجريت – أمين)
أمين
:
ترلم لم لم ترلم (تراه مرجريت فتصرخ
وتخرج).
حسن
:
قصدي …
أمين
:
وبتقول إنك تعيس الحظ ياسي حسن!
حسن
:
الظواهر غشاشه يا أمين.
أمين
:
لكن البرهان واضح يا أبو علي.
حسن
:
وتظن إيه يعني …
أمين
:
أظن إن عبد العزيز بك بيستنانا في الأوتومبيل تحت، ولازم ننزل حالًا عشان
نتفسح سوى.
حسن
:
لكن والله العظيم …
أمين
:
ماتحلفش.
حسن
:
يا أمين …
أمين
:
ياللا بنا.
حسن
:
والله العظيم …
أمين
:
قدامي.
حسن
:
والله العظيم …
أمين
(يدفعه الى الباب)
:
بقولك قدامي. ياللا، و…
(ستار)