الأسماء التي أطلقت على اليهود
لما كان يطلق على اليهود أسماء كثيرة، منها العبريون والإسرائيليون والصهيونيون، فقد عقدنا هنا هذا الفصل لإيضاح الكثير من هذه الأسماء المتعددة:
(١) اليهود
فأما عن كلمة «يهود» فقد جاء في القرآن الكريم: وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ، وهود هنا هي يهود، وهو لفظ غير منصرف للعلمية ووزن الفعل. ويجوز دخول الألف واللام فيقال: اليهود، فلا يمتنع التنوين لأنه نقل عن وزن الفعل إلى باب الأسماء، والنسبة إليه يهودي.
وهَوَّدَ الرجل ابنه تهوديًا: جعله يهوديًّا، وتَهَوَّدَ: دخل في دين اليهود.
وقيل: إن اليهود نسبة إلى «يهودا» رابع أولاد يعقوب من «ليئة»، مصدره «يدُه» بضم الدال بمعنى الشكر؛ لأنها شكرت الله على ولادة «يهودا»، وهو الذي حين كبر قدمه أبوه وجعله حاكمًا على إخوته الأحد عشر، وانتقلت بعد «يهودا» إلى أولاده، إلى أن أرسل الله إليهم «موسى» فأنقذ اليهود من فرعون، ورتب موسى اليهود الاثني عشر سبطًا من أولاد يعقوب أربع فرق، وقدم عليهم سبط يهودا، إلى أن جاء الوحي بتقديم عثنيتيل بن قفاز على سائر الأسباط، إلى أن ملك داود ثم ابنه سليمان.
(٢) الإسرائيليون
أما إسرائيل إسحاق بن سليمان: فقد كان فيلسوفًا وطبيبًا يهوديًّا بين القرنين التاسع والعاشر، معاصرًا لسيديا، وقد ولد وعاش في أفريقيا الشمالية، ومات في ٩٥٠م في القيروان، وله مؤلفات طبية بالعربية ترجمت إلى اللاتينية. هذا؛ وقد جاءت تحت عنوان «أمة اليهود» في ص٧٥ وما بعدها في الجزء الأول من تاريخ «ابن الوردي»، وهو زين الدين عمر بن مظفر بن عمر بن محمد بن أبي الفوارس الوردي المعري الشافعي: أن إسرائيل هو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليه السلام؛ ولإسرائيل اثنا عشر ابنًا: روبيل، ثم شمعون، ثم لاوي «ليفي»، ثم يهودا، ثم إيشاخر، ثم زيولون، ثم يوسف، ثم بنيامين، ثم دان، ثم نفتالي، ثم كادثم، ثم أشار. ومنهم أسباط بني إسرائيل. هذا؛ وجميع بني إسرائيل أولاد الاثني عشر سبطًا.
واليهود أعم من بني إسرائيل؛ إذ من العرب والروم والفرس وغيرهم من تهوَّد وليسوا من بني إسرائيل، وغير بني إسرائيل دخيل في ملتهم. يقال: هاد الرجل: إذا رجع وأناب. قال موسى: إنا هدنا إليك. فلزم هذا الاسم اليهود، وكتابهم «التوراة» مشتمل على أسفار: في السفر الأول مبتدأ الخلق، ثم الأحكام، والحدود، والأحوال، والقصص، والمواعظ، والأذكار، كما سنوضحه بعد.
خروجهم مع موسى إلى الطور
وخرج موسى بقومه إلى الطور ولبثوا فيها أربعين سنة، وهناك أوحى الله إلى موسى بشريعة التوراة، التي سنتحدث عنها في فصل خاص بعد.
وبعد موسى تولَّى أمرهم يوشع الذي قادهم إلى أرض كنعان، وأقاموا هناك وولوا قضاة يحكمونهم. ومن القضاة انتقل الحكم إلى ملوك منهم كان أولهم شاول (أو طالوت) في ١٠٩٢ق.م، وخلفه داود ثم سليمان، كما ذكرنا قبلًا.
مملكتا يهوذا وبني إسرائيل
ثم انقسمت الدولة اليهودية إلى مملكتين: مملكة يهوذا ومدتها «٣٨٩»، ومملكة بني إسرائيل ومدتها «٢٥٥»، وقد دمَّرهما البابليون والآشوريون.
الفرق الأربع
وبعد أن خرب بختنصر بيت المقدس، انقسموا فرقًا أربع: الربانيين، والقرائيين، والعنانية، والسمرة.
أما السمرة فليسوا يهودًا، ولكنهم تهودوا. وسنتحدث عنهم بعدُ.
هذا؛ ومما تمتاز به طائفة القرائيين حرصها على التقاليد القديمة مستمسكة بالتوراة نابذة ما عداها من التفسيرات والحواشي، فهم مع نص الكتاب مستقلون في الرأي. أما الربانيون فعلى نقيض هؤلاء، و«الرباني» لغةً، هو العارف بالله.
(٣) العبريون
ورُوي أيضًا أن كلمة «عبر» — كما جاءت في معجم لسان العرب — قد تعربت، ومعناها جانب النهر أو جانب الوادي، وأنها بفتح العين شاطئه وناحيته. وعلى هذا كان المعنى أن إبراهيم أو العبري قد انفرد بناحية — أو بمعرفة الله — وسائر الأمم في ناحية أخرى. كذلك عرفت لغة العبريين باللغة العبرية أو العبرانية.
ولقد كان العبريون يسكنون قطعة صغيرة من الأرض على الشاطئ الغربي لنهر الفرات، وكانت أور الكلدة — وطن تيراه والد «أبراهام» — أقرب كثيرًا إلى الخليج الفارسي الذي كان يومئذ أكثر بعدًا من جهة الشمال منه الآن، وفي اتجاه الجنوب الغربي امتدت شبه جزيرة العرب التي كانت القبائل الغربية تقوم بزراعة بعض أراضيها.
وكان العرب الصميمون كأجداد تيراه في جماعة من أبناء عبر. ويقال: إن اسم عبري مشتق من أبراهام، وهو الذي يقابله في اللغة العربية إبراهيم.
وفي التوراة أن «عبر» من أولاد سام بن نوح، ومنه أيضًا تسلسل الآشوريون والآراميون. وهؤلاء وهؤلاء يتكلمون لغات وثيقة القربى؛ أي اللغات السامية. أما لغة الكنعانيين فهي أقرب اللغات إلى العبرية، على أن التوراة قد سلكت الآشوريين والآراميين مع المصريين في التسلسل من شام شقيق سام.
هذا؛ ويبدو أن العبريين قد أقاموا في أرض كنعان من القرن السادس عشر قبل الميلاد، وأنهم ملكوها بالوسائل السلمية؛ أعني بالمفاوضات والمعاهدات مع رؤساء كنعان الوطنيين، وأن العبريين كانوا شعبًا حِرفته رعي الخراف والماعز، وأنهم كانوا ينتقلون بها من مرعى إلى آخر، غير أن تربة الأرض الفلسطينية قد دعتهم إلى الاشتغال بالزراعة. وقد تم هذا تدريجيًّا. كذلك جاءت إلى هناك جماعات من أراضي الصحراء، أما إبراهيم فقد غرس خيامه حول حبرون. هذا؛ وقد تألف من سبط يهودا وسبط بنيامين بالتدس أناس يقال لهم: بنو يهودا. وأما الثانية فقد تألفت من العشرة الأسباط الباقية في مدينة شمرون «أي نابلس»، وكان يقال لهم: بنو إسرائيل، فلما انقرضت المملكة الثانية أصبح اليهود جميعًا خاضعين لملوك بني يهودا إلى أن قَدِم بختنصر، وخرَّب القدس؛ مما أدى إلى هجرة اليهود جميعًا إلى بابل؛ وهناك عرفوا باسم بني يهودا، وكان يقال لكل منهم: «يهودي».
(٤) الموسويون
ومما يطلق على اليهود اسم الموسويين؛ نسبة إلى النبي موسى عليه السلام.
وقد أقام إسحاق في جيرار والنجب. وكذلك فعل يعقوب الذي يطلق عليه أيضًا اسم «إسرائيل» كما قدمنا. هذا؛ وقد كان عدد القبائل الإسرائيلية ١٢ مقسمة قسمين: أولها قد تناسل من السيدة ليا أو ليئة، وهن زوجات إسرائيل، وروبين وشمعون وليفي جودا وإيزاكار وزينولون. وثانيهما تناسل من السيدة راشيل، ومنه يوسف وبنيامين كما قدمنا.
ولقد كانت الأقوام التي سكنت فلسطين إلى عهد الإسرائيلية في ازدياد؛ لأن هؤلاء جاءوا من نسل الحظايا كما اتخذوا زوجات أجنبيات؛ فتميزوا عن جيرانهم ومُساكِنيهم الذين احتفظوا بنقاء أصولهم.
على أن هؤلاء الأمراء الوطنيين حين راعهم تدفق اليهود على فلسطين؛ عمدوا إلى اضطهادهم؛ فكانوا ينزحون إلى مصر، فلبثوا فيها إلى أن أرغمهم الاضطهاد على مغادرتها.
(٥) السامرة
السامرة — وبالعبرية «كوتيم» — هم من جاء بهم ملك بغداد من بابل وكوته وعواء وحماة وسفراويم ولان إلى شمرون، ليحلوا بها محل من أجلاهم من اليهود، وشمرون هي نابلس التي انحرف اسمها من «نيافوليس» — أحد قياصرة الروم — وفي تعريب التوراة كوث، وفي المقريزي كوشا. أما السامرة فكانوا يطلقون على أنفسهم اسم شومريم؛ أي سامرة من اسم شمرون أو بني إسرائيل، وكانوا يقولون: إنهم من أولاد يوسف، وكانوا مشركين عبدة أوثان، فسلط الله عليهم السباع ففتكت بهم، فأرسل إليهم الملك الكهنة لإرشادهم كما ورد في الفصل السابع عشر من سفر الملوك.
هذا؛ وقد هدم يوشناهو — ملك يهودا — أنصابهم كما جاء في الفصل الرابع والعشرين من سفر أخبار الأيام، كذلك يبدو أنه كان باقيًا في شمرون بعض اليهود بعد إجلائهم.
وقد حرَّف السامرة التوراة، بل ذهبوا إلى إنكار اليهودية وإلى ممالأة أعداء اليهود. وكان من أثر هذا، أن زحف هرقانوس بن شمعون الكاهن على بلاد السامرة، مستوليًا على نابلس ومخربًا هيكل جريزيم. وفي ١٦٢٣ مات آخر كاهن عظيم لهم من ذرية هارون؛ فانتقلت كهونتهم إلى ذرية غزيتيل من لهات. ونقص عددهم إلى أن أصبح ٣٠٠ كما ورد في صفحة ١٢٢ من تاريخ مكاريوس بك سنة ١٩٠٩. وكانوا يُنْزِلون جبل جريزيم منزلة القدس وإنكار اليوم الآخر، وفي هذين يفترقون عن اليهود في بداية الأمر، ثم شايعوا اليهود القرائيين في إنكار التلمود.
(٦) المكابيون
والمكابيون — وبالعبرية مكابيم — ليسوا من الفرق المختلفة ولا المستقلة ولا البائدة، وإنما هم أسرة من بيت الكهنوت العظمى، وهم متاتيا من يوحنان وأولاده الخمسة، ماتوا كلهم شهداء جهادًا عن بيت الله وأعداء اليهود.
(٧) الصدوقيون والبيتوسيون
الصدوقيون — وبالعبرية صدوقيم — من الفرق الإسرائيلية الكبيرة ذات الثروة والشرف؛ نسبة إلى كبيرهم صدوق، بدءوا بإنكار البعث والثواب والعقاب والتقشف، وبالحرص على نعيم الحياة، وذهبوا إلى أن العبد مسير، وكل شيء مرجعه إلى القضاء والقدر، على نقيض الربانيين والقرائيين وأهل السنة، وقالوا بالعمل بمبدأ النفس بالنفس والعين بالعين والسن بالسن على الحقيقة لا المجاز منكرين الدية.
هذا؛ والبيتوسيون نسبة إلى كبيرهم بيتوس، وهم والصدوقيون واحد.
(٨) الصديقون
الصديقون — وبالعبرية صديقيم — جمع صدِّيق، وهي كما في العربية: الرجل الصالح التقيُّ. وهم ليسوا فرقة، وإنما أهل نسك وزهد.
(٩) الحسيديم
الحسيديم جمع حسيد، ومعناه الوَرِع الفاضل البار المحسن. وهي فئة بلغ من تفانيها في العبادة أن عندها أن من قَتَل في يوم السبت حية أو عقربًا عُدَّ من غير الأتقياء.
(١٠) الأسييم
الأسييم أو الأسينيم فرقة من الأتقياء، تفانى بعضهم في حب بعض وفي كبح جماح النفس إلى حد عدم الزواج، والقناعة بتربية أولاد غيرهم، وإلى احتقار المال والنظافة، ملابسهم بيضاء، يقبلون من يلتحق بهم، ليس بينهم غني ولا فقير ولا تفاضل. وهم أهل سلام يَدَعُون الأمور إلى رؤسائهم المختارين، أحكامهم صارمة عادلة. وهم على أربعة أقسام.
هذا؛ وتُماثلهم فرقة أخرى تفترق عنهم باستحسان الزواج بعد اختبار عفة المرأة ثلاث سنوات.
(١١) الكتَّاب
الكتاب، بتشديد التاء — وبالعبرية سوفريم من «سفُر»، بضم الفاء — بمعنى حسب وأمان، ومنه السفر بمعنى الكتاب، وهم ليسوا فرقة، وإنما أهل فقه وتعليم ونسخ وتوراة وحفظ.
(١٢) الفريسيون والربانون والتلموديون
الفريسيون — وبالعبرية فروسيم — هم الربانون أنفسهم.
وللكلمة معنيان: أولهما الاعتزال؛ أي إن الفريسيين قد اعتزلوا الأسييم والصدوقيين؛ ذلك أن الفريسيين حافظوا على التوراة والتلمود، وتشددوا في أمر الطهارة والنظافة والأطعمة، غير مستهينين بأمر الحياة. أما ثاني المعنيين فهو العمل بالتفسير؛ أي بالمشنا، والتوفيق بينه وبين التوراة.
هذا؛ ويقال للربانين: ربانيون ورِبِّيُّون، وهم مَنْ عدا القرائين. وبالعبرية ربانيم جمع ربان بمعنى الإمام الخبير الفقيه. وفي العربية الرباني: وهو العالم. أما ربيون فنسبة إلى الرب؛ أي السيد العالم. وقد ورد في سورة المائدة في القرآن الكريم: إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ.
جاء في صفحة ٣٨٥ من الجزء ١١ من صبح الأعشى للقلقشندي: «أما جماعة الربانين فهم الشعب الأكبر والحزب الأكثر …»
هذا؛ ولا يتقيد الرباني بحرفية التوراة، بل يأخذ بتفسيرها الوارد في المشنا والتلمود. أما التلموديون فهم اسم آخر للربانين نسبة إلى التلمود.
(١٣) القراءون
القراءون هم من يقتصرون على المقرا بمعنى المقرأ؛ أي ما يقرأ فيه، وهو التوراة دون المشنا أو بالعبرية المشنة، وهو كتاب عبري فقهي بمنزلة التفسير للتوراة، يشتمل على سنة نبوية متواترة أُوحِيَ بها إلى موسى في سينا في أثناء المدة التي قضاها كما أوحت إليه التوراة. غير أن الله أمره بأن لا يكتبه وإنما يبلغه شفهًا، فالمشنة عند الربانين هي التوراة الشفوية أو الثانية. فإن شنه بالعبرية تقابل ثنى في العربية، فالمشنا يضارعها المثنى. جاء في معجم الفيروزآبادي: «والمثنى ما استكتب من غير كتاب الله أو كتاب فيه أخبار بني إسرائيل بعد موسى أحلُّوا فيه وحرَّموا ما شاءوا.»
والمشنة في ستة أسفار لكل منها مباحثه: (١) الزراعة و(٢) الأعياد و(٣) النساء و(٤) إرش الجنايات أو ضمان الضرر و(٥) الوقف و(٦) الطهارة.
وبينما ينكر القراءون المشنا، يعتقد الربانون أنها سماوية كالتوراة، ويتقيدون بما وضعه علماء التلمود للمشنا من الترجيح والشرح والتفسير، وهو الجمرا.
وفي المشنا كثير من التناقض، الذي دعا علماء اليهود يغلقون باب الاجتهاد وتحريمه منذ نحو ١٤٥٠ سنة، فوقع تفسيرهم هذا في عشرين جزءًا كبيرًا، عرفت باسم التلمود من مصدر مد بفتح فضم ممدودًا، بمعنى تعلم علم، ومنها تلميد بمعنى تلميذ، وعرف أيضًا «بجمرة» من مصدر «جمر» بفتح فضم ممدود، بمعنى أتم أو وفى؛ أي إن الجمرة أتم وأكمل من المشنا، التي هي التفسير دون الترجيح والشرح. أما التلمود فيصدق على المشنا والجمرة.
(١٤) الفرق اليهودية البائدة
ورد ذكر الفرق اليهودية البائدة في كتاب الملل والنحل ولم يرد في المقريزي، وهم العيسويون، واليودجآنيم، والشدجئوينم، والموشكتم، والشهركينم.
(١٥) السفرويم والإشكنازيم
السفرويم بمعنى الإسبانيين والإشكنازيم الألمانيين؛ أي من اليهود الذين أقاموا في إسبانيا وألمانيا، بعد جلائهم، وإن كانوا قد انتشروا في جهات أخرى أيضًا. والسفرويم يحرمون تعدد الزوجات، ويقيدون الذبح والصلاة بقيود، في حين أن الإشكنازي يتسامح فيما يتشدد فيه السفردي.
(١٦) الصهيونيون
أما الصهيونيون، فهم ذلك الفريق من اليهود الذي يسعى جاهدًا لاستعادة الدولة اليهودية المستقلة ذات السيادة، مستمسكًا بأن فلسطين هي الوطن القومي اليهودي الأصيل، وبأنه ينبغي فتح باب الهجرة إليها لكي يصبح اليهود أكثرية والعرب أقلية. وهذا ما سنوضحه في الجزء الأخير من الكتاب، وحسبنا أن نقول هنا: إن صُهيون الذي يُنسب إليه الصهيونيون هو تل أو جبل صغير في القدس، وإنه من قبيل إطلاق الجزء على الكل؛ أي القدس.