خاتمة
تلك ذكرياتي منذ طفولتي إلى أن اعتزلت الحياة العامة، وحيث لم يَعُدْ لي من العمل ما يفيد أو يستحق الذكر.
هذا، وأرى واجبًا عليَّ ختامًا أن أُقِرَّ بالحمد والشكر لأهل الفضل، من: الأصدقاء، والزملاء، ورجال القضاء، والوزراء، والرؤساء على ما لقيت منهم في حياتي من عون وعطف؛ كان لهما أبلغ الأثر في نفسي وفي عملي. وأخص بالذكر منهم الأستاذ الجليل عبد العزيز محمد رئيس محكمة النقض، الذي أقَرَّ عيني وأثلج صدري في أخريات أيامي بكتابه الكريم بمناسبة اعتزالي المحاماة، بعد أن خَدَمْتُها خمسين عامًا وتزيد، ذلك الكتاب الذي كان من القاضي الكريم والعالم القدير شهادة تَفُوق في قيمتها عندي درجته العالمية في القانون، ولي فيه كل العزاء فيما قُمْتُ به من جهد وما أصابني من عناء وشقاء.
وإني لأَحْمَدُ اللهَ سبحانه وتعالى على ما نحن فيه الآن من عزة وكرامة، بفضل ثورة الجيش المباركة، التي قَضَتْ على الأوتوقراطية، وأحلَّتْ محلها عهدًا جديدًا سوف يكون خيرًا وسعادة إن شاء الله.
لقد كانت هذه الذكريات أمانة في عنقي للتاريخ، ودينًا في ذمتي لأبناء وطني العزيز، وها أنا قد أَدَّيْتُ الأمانة، ووفَّيْتُ بالدَّيْنِ قبل فوات الوقت، ولله الحمد والشكر.