عدالة وابتسام
«قررت أن أبدأ كتابة يومياتي من اليوم؛ لأنني بدأت أشعر مؤخرًا أن كل يوم من حياتي في منتهى الأهمية. لقد قال روسو — على ما أذكر — إن شخصية الإنسان تتشكل في الفترة ما بين السادسة عشرة والعشرين من عمره، وربما كان ذلك صحيحًا. وقد بلغت أنا أيضًا السادسة عشرة من عمري بالفعل فصدر صوت قرقعة تعلن عن تغير الإنسان الذي كنته تغيرًا تامًّا.»
تعتمد هذه الرواية على يوميات حقيقية لمراهق ياباني، كتبها «دازاي» بعد أن أدخل فيها خلاصة أفكاره هو وآرائه مُسبغًا عليها مسحةً دينيةً مسيحية واقتباسات من الكتاب المقدس بدلًا من الميول الماركسية والاقتباسات من كتابات كارل ماركس التي كانت في اليوميات الأصلية. وهي عبارة عن مجموعة من اليوميات افتتحها بطلها — الذي منحه «دازاي» اسم «سوسومو سريكاوا» — بأسباب قراره تدوين تلك اليوميات، راجيًا توحيد أفكاره الفوضوية من جهة، وجعْل تلك اليوميات مصدرًا لإعادة التفكير من جهةٍ أخرى. فيسرد لنا أفكار الشباب التي تموج برأسه ونظرته للحياة وتفاعله مع الطبيعة، وأحلامه، وغير ذلك من تفاصيل تلك المرحلة العُمرية المهمة. ومن الجدير بالذكر أن الشخصية الحقيقية لتلك اليوميات هي الممثل الياباني الشهير «بونغو ناكومورا»، الذي اتخذ لنفسه اسم بطل الرواية بعد نشرها وذيوع صِيتها.