زفرة من زفراتي
فؤادٌ دأبه الذِّكر
وعينٌ ملؤها عِبَر
ونفسٌ في شبيبتها
وجسمٌ مسَّه الكبَر
وآمالٌ مضيَّعة
ووقتٌ كله هدر
وعيشٌ عذْبُه مضض
وعمرٌ صفوه كدر
أمَا يا ليل من صبحٍ
لمن سهروا فينتظروا
جفون الناس هاجعة
وجفني ضافه السهر
إذا سورٌ تولت منـ
ـك عنِّي أقبلت سور
أُفانيها فتُفنيني
وأطويها فتنتشر
وحيدًا فيك ذا حذر
يكاد يخونني الحذر
فلا كتبٌ أسامرها
إذا ما شاقني السمر
ولا نظم ولا نثر
وقد نظموا وقد نثروا
سأقضي العمر في أسرٍ
ويسعد بعدُ من أُسِروا
أرى سيواس تُغمِدني
كأني صارمٌ ذكر
صدأت بها وأحسبني
سأصدأ ما جرى العمر
أيخذلني وإخواني
وينصر خصمنا القدر
فوا لهفي على سرب
تولَّى رعيه النمر
غدا في أرض مَسغبة
جفاها النبت والشجر
قضى راعيه مذ زمن
وضلَّت بعده العفر
•••
يقول أحبتي صبرًا
وهل في النار يُصطبر
عداة الحق قد ربحوا
وأهل الحق قد خسروا
ونحن أمامنا وطن
نراه اليوم يُحتضَر
فمن يجزع فمعذورٌ
ولكن قلَّ من عُذروا
فيا أفق التهبْ حزنًا
وجُدْ بالدمع يا مطر
•••
علامَ نلوم أعداءً
على شرٍّ إذا قدروا
بلوناهم لدُن شبُّوا
أننساهم إذا كبروا
نصحناهم فما انتصحوا
زجرناهم فما ازدجروا
لقد صلدت قلوبهم
كأن قلوبهم حجر
•••
إذا ائتمروا على كيدٍ
فإنَّا سوف نأتمر
فمن نخشى وفوق العر
ش مهما يغترر بشر
وفي الأيام مُتسع
وفي الأقدار مدَّخر
وفي الأحداث معتبر
لوَ ان الناس تعتبر
وهذا التاج منعفر
غدًا والقصر مندثر
رويدًا إنها دول
تدول وبعدها أخر
يظل الحق منهزمًا
زمانًا ثم ينتصر
سيوف الله إن سلت
فلا تُبقي ولا تذر