أساطير العمران
(١) آلهة العالم الأعلى
تركزت أساطير العمران في خمس مدنٍ وخمسة آلهة كبار، من بين المدن السبع التي اهتمت بالخليقة والتي ذكرناها في المبحث السابق، والآن سنكمل سلالات وأساطير آلهة العمران التي ظهرت في مصر وانتشرت في أقاليمها وملأت سلالاتها وأساطيرها صفحات البرديات المصرية والمخطوطات الإغريقية.
(١-١) سلالة وأساطير رع
يدل اتخاذ «رع» إلهًا لعين شمس، وضم بعض الآلهة الأوزيرية إليه، ثم عقد الصلة بينه وبين «حورس» على ما كان لكهنة «عين شمس» من نشاط خاص وعلى حرصهم على أن يكون لإلههم السيادة في البلاد. وقد قدر لنشاطهم النجاح، ومن القرائن الدالة على ذلك أن اسمه يكون جزءًا من اسم أحد ملوك الأسرة الثانية، وأن «زوسير» أعظم ملوك الأسرة الثالثة، لقب نفسه بلقب «رع الذهبي»، كما خص رئيس كهنة عين شمس في عهده، وهو «إمحوتب»، بمركز ممتاز في بلاطه واعتمد عليه اعتمادًا كبيرًا. وفي الأسرة الرابعة دخل اسم «رع» في أسماء أكثر ملوكها، وأسماء كثير من الأمراء، واتخذ «خفرع» و«منكاورع» لقب «ابن الشمس» الذي لم يلبث أن غدا من الألقاب الملكية، إلى جانب اللقب الحوري الذي كان يدل على أن الملك هو «حورس» على الأرض. وهكذا أصبح لعبادة الشمس من الأهمية والانتشار ما مهد لقيام الأسرة الخامسة التي جعلت من ديانة «رع» الديانة الرسمية للبلاد، وشُيِّدت لها المعابد، وحُبست عليها الأراضي الواسعة، كما أصبح يراعي منذ ذلك العهد أن يتألف الاسم، الذي يتخذه الملك عند توليه العرش، من اسم «رع»، إن لم يكن اسمه الأصلي الذي عرف به منذ ولادته يشتمل عليه (رزقانة وجماعته، د.ت، ٩١).
تنقسم أساطير «رع» إجمالًا إلى نوعين من الأساطير، الأول يتحدث عن رع وهو في عزَّ قوته عندما كان شابًّا، وهي الأساطير الدورية له؛ لأنها تتحدث عن الدورة اليومية لرع ومقاتلته للثعبان أبيب، والدورة السماوية لرع في زورقه السماوي، والدورة السفلى لرع وهو يجتاز البوابات الاثنتي عشرة للدورات وتمثل هذه الأساطير العصر الذهبي لرع والعالم.
أما النوع الثاني من أساطير رع فتتحدث عن رع وهو في شيخوخته وضعفه عندما يتمرد عليه البشر وكيف تنقذه الآلهة (حتحور، نوت، حورس، خنوم … إلخ). ونضيف لها أسطورته مع إيزيس التي استغلت ضعفه وسرقت اسمه الخفي. وتمثِّل هذه الأساطير نهاية العصر الذهبي لرع والعالم.
لقد كانت جميع أساطير رع أساطير تحديات استطاع أن ينجو منها عندما كان شابًّا بقوته وسلاحه، وعندما صار شيخًا بالآلهة الذين حوله ومعه. وإذا كانت أساطير الشباب تعبر عن حركة دورية منتظمة نشطة للإله رع وهو يكتسح فيها أعداءه، فإن أساطير الشيخوخة تعبر عن حركة متعثرة متهالكة يحاول أبناؤه الآلهة صدَّ تمرد البشر والأشرار عنه بالقوة حتى يبدو وكأنه استسلم أخيرًا أمام الإلهة إيزيس وأعطاها اسمه السري لتنتقل إليها قوته.
وربما أشارت أساطير رع هذه، في واحد من معانيها، إلى إحدى الدورات الكونية أو دورة الساروس كما يسميها اليونان، حيث تشير أساطير الشيخوخة إلى ذبول الشمس وانطفائها، ويشير هذا إلى نهاية دورة كونية شمسية وما تسليم اسم «رع» السريِّ، أي «إيزيس»، إلا إشارة إلى بدء دورة كونية إيزية. خصوصًا أنها تمثل الفجر.
(أ) أسطورة الدورة الأبدية (زورق السماء)
تحكي هذه الأسطورة الرحلة الأبدية للشمس وهي تشرق وتغيب، وتتضمن، بشكل أوليٍّ، مادة الأسطورتين القادمتين لكنها تتحدث بعمومية عن رحلة الإله رع من الشرق إلى السماء ووصوله إلى الغرب، إلى عالم «الدوات» الذي هو بمثابة العالم الآخر أو الأسفل.
يتحول الإله «رع» في السماء على ظهر الآلهة السماوية التي كانت تسمى حسب العصور «نوت، حتحور، إيزيس»، وربما كانت على هيئة بقرة أو امرأة منحنية، وكان الإله رع يركب قاربًا؛ لأن في السماء نيلًا سماويًّا. وكان هناك قاربان: الأول للرحلة النهارية على النيل السماوي، والثاني للرحلة الليلة على النيل السفلي.
وكانت رحلته فجرًا من الشرق من جبل «باخو» الذي هو الركيزة الشرقية للسماء والذي يحرسه الإله «سوبك» الإله التمساح. وكانت السماء تنفتح، والأرض تنفتح، الغرب ينفتح، الشرق ينفتح، كما ينفتح هيكلا الوجهين القبلي والبحري، الأبواب والمصاريع تنفتح من أجل رع عند خروجه من الأفق. وكان يتنفس ماعت ويخلق تفنوت في حين يتبعه رفاقه (انظر لالويت، ١٩٩٦م، ج٢، ٧٨).
«يتجلى رع متألقًا في أفقه، أن تاسوعه في معيته. وعندما يخرج من المكان السري تعتري الأفق الشرقي من السماء، رعشة على صوت نوت. إنها تضفي قداسة على دروب رع أمام عظيم العظماء بينما يواصل دورته، انهض إذن يا رع. أنت الذي في مقصورتك لتستمتع بالنسيم وتستنشق ريح الشمال وتبتلع العمود الفقري وتستحوذ على النهار في شباكك تتنفس ماعت وتنظم جماعتك، بينما يبحر قاربك المقدس ناحية السماء السفلى. العظماء يرتعدون عند سماعهم صوتك. أنت تأمر عظامك وتجمع أعضاءك وتولِّي وجهك شطر الغرب الجميل. وهكذا تعود كل يوم وأنت جديد ياسيد المتعة. إنك هذه الصورة الذهبية التي تسند القرص كله. إن أرجاء السماء ترتعش عندما تعود كلَّ يوم وأنت جديد. إن الأفق في فرح وأولئك الذين بين حبال قاربك مغتبطون» (المرجع سابق).
وفي السماء يصادف الإله رع الحقول السماوية ويصادف الثعابين السماوية أيضًا، فالحقول السماوية عبارة عن أكمات (تذكرًا للأكمة الأولية) ومنها الأكمة الخضراء التي يقيم فيها الإله (حور–آحتى) وهو حورس الأفقين من الهيئة الشمسية، وحقل البوص الذي جدرانه من النحاس ويرتفع فيه نبات الشعير إلى ارتفاعات عالية.
وعندما يكون رع في سمت السماء ينظر له ثعبان اسمه «ذاك الذي فوق جبله، ذاك الذي في لهيبه»، والذى كان واقفًا على جبل «باخو»، وعندئذٍ يتعطل القارب ويصيب مساره الفوضى لأن الثعبان بدأ يبتلع جزءًا من مياه النيل العلوي، لكن الإله ست يسدد حربته النحاسية عليه ويجبره على لفظ ما ابتلعه ثم يقرأ عليه رقية سحرية تدثره بالأربطة ويكمل الإله رع رحلته.
أما المرحلة الأخيرة لرع فهي عندما يصل إلى الغروب (أي إلى جبل مانو) وهو الركيزة الغربية للسماء. ويتم الانتقال إلى الزورق السفلي، حيث يهلل الموتى ويرفعون له التماساتهم، ويمسكون حبل قارب رع في أفق مانو ليبدأ رحلته إلى العالم الآخر (دوات) في النيل السفلي، ويبدو أن الفكر المثولوجي لم يكن بعد قد وصل إلى ابتكار بوابات الدورات الاثنتي عشرة في هذه الأسطورة.
(ب) أسطورة الدورة النهارية (الهزيمة اليومية للثعبان أبيب) أو (كتاب الموت)
كان المصريون يتصورون أن مسرى رع في قبة السماء، كان عبارة عن مجموعة انتصارات متتالية له على ثعبان كوني ضخم اسمه «أبيب»، والذى صحفُه اليونان وسموه «أبوفيس».
وقد ترك لنا كهنة هليوبوليس (أون) هذه الأسطورة على شكل كتاب يمكن أن نسميه «كتاب الموت»، فهو كما يصفه لالويت: «سيل من الألفاظ المدمرة، ألفاظ متنوعة أو على وتيرة واحدة بشكل مقصود، إنه ترنيمة موت طويلة، وهذيان سحري مهول للألفاظ، هذا يبدو لنا للوهلة الأولى هذا السفر الطقسي، والذين يبرهن برهانًا بيِّنًا على الأهمية القصوى التي أولاها المصريون للكلمة عند تأسيس نظام الكون. وتنهال الكلمات وكأنها سيل من اللعنات، الفعالة وغير المحتملة، ولكنها بلا دواء، وهي موجهة إلى أبوفيس» (لالويت، ١٩٩٦م، ج٢، ٩٠).
القسم الأول «التعاويذ»
ويشتمل على ثلاث تعاويذ: الأولى للبصق على أبيب، والثانية لسحق أبيب بالقدم اليسرى، والثالثة للاستيلاء على الحربة لضرب أبيب. وتصور هذه التعاويذ قوة «رع» وجبروته وكيف أن حرارته ستقتل أبيب، والتعويذة الثالثة تصف الإله «حور» وهو يقف في قيدوم القارب، وكيف أنه ضرب بحربته النحاسية أعداء «رع»، ثم تدعو «رع» والفرعون ليقطعوا أبوفيس.
«انهض إذن أيها الإله رع، عاقب هذا الذي تمرد عليك، قطِّع أبوفيس بالسكين تقطيعًا، للإجهاز على جماعة الشرير، انهض أيها الفرعون عاقب هذا الذي تمرد عليك قطع أبوفيس بالسكين» (المرجع السابق، ٨٢).
وتُقرأ هذه التعاويذ، التي تهيئ المعركة ضد أبيب، على صورة لأبيب مرسومة بالمداد الأخضر على بردية ناصعة البياض ثم يبصق عليها عدة مرات مع بداية كل ساعة من ساعات النهار، وحتى حلول الغسق، وفي الساعة السادسة من ساعات النهار توضع البردية على النار مع البصق عليه وسحقه بالقدم اليسرى … وهكذا.
القسم الثاني «الأسفار»
ويشتمل على سفرين مكرسين للإجهاز على أبيب بعد أن هُيِّئت التعاويذ سحريًّا. الأول يقوم بقتل أبيب وتقطيع جسده وفصل «با» ئه عن ظله وفناء اسمه وتدمير قدرته السحرية والثاني يقول بقتل جماعته (أبناء الضعف) والمتمردين الثائرين بلا اسم المقتولين الذين أرادوا أن يرتكبوا مذبحة. ويذكر النص أن هؤلاء هم ليسوا فقط أعداء الآلهة الآخرين مثل بتاخ، آمون–رع، تحوت، حورس … إلخ.
«انكفئ على وجهك يا أبوفيس، أيها الخصم الخسيس للإله رع، استدر إلى الخلف، أيها العدو، أيها الثائر الذي بلا ساعدين وبلا ساقين. سوف يبتر الجزء الأمامي من جسمك. وعناصر وجهك لقد سقطت. لقد هلكت. إن «رع حور آختي» هو الذي أجهز عليك، لقد طردك، أدانك، إن العين التي تنتمي إلى جسده هي التي عاقبتك وقد سقطت بسبب النار الصادرة عنها» (لالويت، ١٩٩٦م، ج٢، ٨٤).
القسم الثالث «الخطاب والأوامر»
ويشتمل على الخطاب الموجه للإله رع يوصف فيه كإله خالق، والأوامر الموجهة لأبيب، حيث يتولى سحر الكلمات احتواء أبيب والمتمردين. وهي خاتمة طقسية بشكل عام.
(ﺟ) سلالة الإله رع

تحوت
جحوتي، تحوت، توت، هي أسماء إله الحكمة والحسابات والفلك، إله القمر والكتابة، رسول الآلهة.
رمزه الطائر إبيس وأحيانًا القرد، أسماه الإغريق هرمس والعرب أشمونين، وسمي مثلث العظمة. هو إله الكتابة والإدراك والوقت والخيال والتحدث والتصاميم والقمر. وهو إله العرافة والسحر وحكم الموتى. هو ابن رع، وهو مخلوق مع الإلهة ماعت أخته. يظهر كرجل برأس أبي منجل، وريشة ولوح الكتابة في يده. كما أظهر في بعض الأحيان كأنه أبو منجل، وقرد البابون، الكلب مع رأس البابون، وغالبًا ما ينظر إليه على قرص قمري وإهليجي على رأسه أو تاج آتف.
كان المصريون القدماء يعتبرون تحوت واحدًا، ذاتيًّا، وبنشأة خاصة به، وكان سيد القانون البدني والإلهي، إله الحكمة. وقال إنه جعل الحسابات للسماوات والنجوم والأرض، وقال إنه توجيه حركات الأجسام السماوية. وبسبب كلمات تحوت كان الآلهة موجودين، حيث كان المصريون يؤمنون بأن الآلهة لن تكون موجودة بدون كلماته. كان يصور برأس إبيس وكان إله الحكمة السحر كتابة العلم والتحكيم. وكان يعتبر المؤلف الحقيقي لكل عمل من كل فرع.
يعتبر تحوت كمكتشف للكتابة وهو قاضي قاعة الحكم. تم نشر كتاب الموتى من قبله. وهو خبير الهيروغليفية التي أطلق عليها المصريون اسم «ميدجو–نتجير» أي كلمات الآلهة. كان يعتقد أنه لسان أو قلب رع. ويعرف تحوت أيضًا باسم الوصي على الكتاب والرياضيين والكتبة والمعلم وكل من يقوم بنشر المعرفة والتعامل معها.
رب الكلمات الإلهية، قاضي الآلهة المقاتلة، مرتين كبيرة، العظيم ثلاثًا ومنه جاء لقب هرمس (مثلث العظمة) وهرمس هو تحوت، حيث يسمى هرمس تحوت أو هرمس طوط. وهو أيضًا المستشار الأساسي للآلهة. كان تحوت مطلوبًا على نطاق واسع في جميع أنحاء مصر، وتم إنشاء مركز عبادة له في خيمنو في هيرموبوليس. تم الاحتفال به في مهرجان «رب السماوات» في رأس السنة.


«إن تحوت هو إذن ضياء رع في مظهره الليلي، أي النور الخفي في مجال الطريق المساري، والأسرار لأن تحوت هو أساسًا ملقن ومعلم ومرشد. ولذلك، فهو يجسد «المعرفة». ويعتبر وجوده خلال مراسم «وزن الروح» من الضرورات الأولية. فها هو يصرح من خلال «كتاب الخروج إلى نور النهار». «إنني تحوت، رب الحق والحقيقة؛ القاضي العادل في حكمه … إنني القاضي الذي يتقصى جوهر الكلمات». ولا شك أن هذا التأكيد هو أمر طبيعي. وهناك نص آخر يؤكد أن تحوت هو زوج ماعت، إلهة المعرفة، والمقاييس والعدل. وربما أن تحوت لم ينل حقه الواجب من الأهمية، لأنه ينتمي إلى مجال الوعي الروحاني. عمومًا، هو يمثل أيضًا «المعرفة» المطهرة: «لقد محوت الدنس»؛ وتجسد الأسرار الطقسية، ووحي الشعراء؛ وكل من يجدون في الليل إلهامهم: «إنني تحوت الذي يبلور كلمة حورس إلى «حقيقة»؛ يعني: «الذي يشع بالضياء». لقد ماثله الإغريق بإلههم هرمس، الذين نسبوا إليه بعض خصائص أنوبيس» (تيبو، ٢٠٠٤م، ٩٠).
إبيس ibis (طائر أبو منجل)
ونرى أن أصل تحوت يعود للإله الرافديني توتو الذي يرجع وجوده لعصور ما قبل الطوفان أو ما قبل التاريخ، حيث كان إلهًا للحكمة والذي امتدت صفاته في الإله نبو. أما مطابقته مع الطائر إبيس فمن الجائز أن تكون قد حصلت لاحقًا في مصر وهو في صيغة تحوت أو توت (طوط).
إبيس «هو تجلٍّ وتجسيد للإله تحوت. وقد ماثله الإغريق بأنوبيس وهرمس تريزماجست. إن طائر الإبيس، هو الذي أعلن تحوت أثناء تحليقه في السماء، بأنها حامل من الأرض في ابنها أوزيريس. ويعني اسم إبيس: اللامع أو المتألق. وهو يرمز إلى الكيان الروحاني للمتوفى الذي يصاحبه، وربما أيضًا المجد الذي سوف يناله بموافقة «تحوت» على إدماجه برعية أوزيريس» (تيبو، ٢٠٠٤م، ١٥).

إنحور (أنوريس) إينحرت
ويعني اسمه الذي يحضر البعيدة، وقد يعني اسم أنحور كذلك «حامل السماء»، ونظرًا لتشابه أغطية الرأس بينهما فقد تم توحيد أنحور في وقت لاحق بالإله شو ليصبح «أنحور–شو»، وقد كان ابن رع وشقيق باستيت في حال الاندماج هذه مع شو.
يصور على هيئة رجل يعلو رأسه تاج مكون من أربع ريشات. دلالته: الذي يحضر البعيدة، إله الصيد، جذوره أو رمزه: طائر.
في الأصل إله الحرب الذي كان يُعبَد في منطقة أبيدوس المصرية، وخاصة في طيبة، وتخبرنا القصص الدينية المصرية القديمة أنه كان قد أحضر زوجته، محيت، التي هي نظيره الأنثوي، من النوبة، واسمه يشير لهذا فهو يعني الذي يأتي بالبعيدة أو من يقود إلى البعيدة. كان واحدًا من ألقابه قاتل الأعداء.
يقبض على حربة ويشير إلى الأجداد الذين استقروا في هذا الإقليم الذي خرج منه أبطال الوحدة السياسية بين الشمال والجنوب. وهو إله قديم اغتصب أوزيريس صفاته وقلَّت أهميته في الدولة القديمة والوسطى، أما في الحديثة فقد ارتفعت مكانته ودمج بالآلهة العظمى.
ماعت (ما)
إلهة الحقيقة والعدالة، ترتدي ريشة العدالة على رأسها. وثيقة الصلة بالحقيقة والنظام، تظهر على أسوار المعبد في واحدة من أهم المناسبات الدينية في مصر القديمة. وجود ماعت يساعد الفرعون على تقديم الحقيقة لآلهة مصر. أكثر نصوص التوابيت تخاطبها ابنة الإله أتوم، الإله الخالق، ولكن نصوصًا لاحقة تسميها ابنة رع. وهناك ترانيم إلى ماعت محفورة على جدران المعبد وعادة ما تكون مع الملك بشكل دائم.
تشِّكل ماعت توازن الضمير ويوصف الإنسان السوي بأن سار مع ماعت أو عمل معها أو كلمها، وهي بمثابة العرف الأخلاقي النموذجي، ولذلك استلزم نظامها في العالم بعدم وجود قوانين مكتوبة لها، فمع ماعت، لم يكن هناك أي حاجة لإنشاء قوانين من قبل البشر. وكان بمجرد أن يقسم بها الإنسان، في فترات الفوضى والإثارة السياسية، فإن ذلك يعدُّ تصديقًا له. كان الكهنة يصلُّون لها: ماعت ستستعيد عرشها؛ الشر سوف يبدد.

حتحور
ويعني اسمها بيت أو مقر حورس، وهي عين رع التي دمرت أعداءه، عبدت كإلهة للموتى. رمزها البقرة ويظهر قرناها على تاج رأسها وهما يحضنان الشمس، آلهة السماء، والحب، والجمال، والأمومة، والسعادة، والموسيقى، والخصوبة، سميت قديمًا باسم «بات» ووجدت على لوحة نارمر، وكان يرمز لها بالبقرة، عبادتها كانت ما بين مدينة الأشمونين بالقرب من الفيوم ومدينة أبيدوس بالقرب من سوهاج.
مَثُلت في صورة بقرة، وفي صورة امرأة لها أذنا بقرة أو على رأسها قرنان. كانت عندهم رمز الأمومة البارة. أوت اليتيم حورس ابن إيزيس وأرضعته وحمته، ولذلك سميت حتحور أي بيت حور أو ملاذ حور فغدت بذلك أمًّا له وللطبيعة كافة باعتبارها رمزًا إلى السماء. ثم جعلوها راعية للموتى وأسكنوا روحها ما يزرع عند قبورهم من شجر الجميز، ثم أبرزوها من الأغصان جسدًا يرسل الفيء ويسقي الظمآنين ممن رقدوا في حظائر الموت. وتصوروا أنها تجوب أحيانًا الصحراء غرب النيل في هيئة اللبؤة لحماية القبور هناك. ما زال اسمها حيًّا في اسم ثالث شهور السنة القبطية «هاتور» وتدخل في التقويم المصري الحديث.
كانت حتحور إلهة شمسية، وهي النظير الأنثوي لآلهة الشمس مثل حورس ورع، وكانت عضوًا في الحاشية الإلهية التي رافقت رع، بينما كان يبحر عبر السماء. كانت تُعرف عادةً باسم «الذهبية»، مشيرة إلى إشعاع الشمس، وهناك نصوص من معبدها في دنديرا تقول «أشعتها تنير الأرض كلها». كانت تندمج أحيانًا مع آلهة أخرى، هي نيبيتيتبيت، واسمها يمكن أن تعني «سيدة العرض»، «سيدة الرضا»، أو «سيدة الفرج». في مركز عبادة رأس هليوبوليس، تم تعبد حتحور–نيبيتيتبيت كرفيقته.
كانت حتحور تجسيدًا نسائيًّا لقرص الشمس وعين رع وقوته. تم تصوير رع في بعض الأحيان داخل القرص، والتي تفسرها لأنها تروى على أنها تعني أن آلهة العين كانت تُنظر إليها على أنها رحم ولد منه إله الشمس. تم شرح دور حتحور المتناقض على ما يبدو كأم وزوجة وابنة لرع في الرحلة اليومية للشمس. عند غروب الشمس، دخل الإله إلى جسد آلهة السماء، وقام بتلقيحها وجعله أبًا للآلهة التي ستولد من رحمها عند شروق الشمس: وولد هو نفسه وإلهة العين، التي ستلد بعد ذلك له. وجعلها رع ابنته مع إلهة العين، والتي بدورها أفضت إليه، ابنها، في دورة من التجديد المستمر.

باستيت
عُبدت على هيئة القطة الوديعة وقورنت بالمرأة في لطفها وحنانها، لكن القطة تحولت إلى لبؤة مفترسة في عصر الدولة الحديثة فأدمجت مع سخمت وبذلك اتضحت صورتا الأنثى في رقتها وفي قسوتها، فعندما تغضب باستيت تصبح سخمت، وتنتقم من الأعداء والسيئين. كانت مدينة بوباستيس (تل بسطة) مركز عبادتها. وترمز القطة إلى المعبودة باستت، حيث تصورها الرسومات على شكل امرأة لها رأس قطة. لذا تُعتبر «باستيت» معبودة الحنان والوداعة وكانت تصطاد الفئران التي تدخل صوامع الغلال تأكل منها وتفسدها. وتربت في البيوت. وعند موتها كان يحنطها مثلما يحنط موتاه. وقد عُثر في مصر على إحدى المقابر الكبيرة تحتوي على نحو مليون من القطط المحنطة تحنيطًا بالغ الدقة والإحكام تنم على احترام كبير. كانت تعرف أيضًا باسم «بوبسطا» إلهة برأس لبؤة أو قطة. على رأسها تحمل قرصًا، من الذي يرتفع أوراوس أو الصل الملكي. في بعض الأحيان يتم تمثيلها عن طريق عقد سيستروم في يدها اليمنى وفي يسارها رأس أسد يعلوه قرص وصل. وتظهر أيضًا مع سلة على يدها. كانت رفيقة الآلهة، وكانت عضوًا في ثالوث بتاح العظيم. وكانت الخرخاشة أحد رموزها.

سخمت
إلهة الحرب، اسمها يعني «القوية»، من ألقابها «الساحرة العظيمة» مثلت غالبًا على هيئة امرأة برأس لبؤة أو بهيئة سيدة ورأس لبؤة جالسة على العرش الذي تزينه علامة توحيد شمال وجنوب مصر وتمسك بيدها مفتاح الحياة عنخ، يعلو رأسها قرص الشمس وثعبان الكوبرا. هي أحد أعضاء ثالوث منف (بتاح، سخمت، نفرتم). إلهة أنثى. ألقابها: السيدة العظيمة، محبوبة بتاح، عين رع، سيدة الحرب، سيدة الأرضين (مصر العليا والسفلى)، سيدة الأرض الليبية، الجبارة وألقاب أخرى كثيرة. تعتبر اللبؤة هي الحيوان المقدس لربة منف سخمت والذي يعنى اسمها القوية. وكان مركز عبادتها في منف، وكانت تعتبر زوجة بتاح ووالدة نفرتوم إله اللوتس، حيث مثلوا ثالوث منف. (بتاح، سخمت، وابنهما نفرتوم).
غضب رع على البشر لاستهزائهم به، فقام بإرسال سخمت لتنتقم منهم وهي الصورة المنتقمة لحتحور … لكي تقتل هؤلاء البشر. إلا أن سخمت استمتعت بهذه المهمة جدًّا فعاثت بكل الناس لدرجة أنها قضت على كل البشر تقريبًا. وهنا خدع رع سخمت بأن قدَّم لها كميات كبيرة من الجعة الملونة الحمراء والتي تشبه لون الدم فشربت منه وسكرت وهدأت حتى توقفت عن القتل.
ساتيت
ربة جزيرة سهيل لقبت بسيدة النوبة وسيدة مصر، كوَّنت مع خنوم وعنقت ثالوث الفنتين المسئول عن المياه الباردة لمصادر الفيضان. على هيئة امرأة تحمل تاج الوجه القبلي وقرني وعل.

هيكات
كانت الإلهة هيكات واحدة من ثمانية آلهة تشكل أساس أسطورة خلق الأشمونين، إلهة الفضاء. ظهرت في وقت لاحق أصبحت كإلهة للضفادع التي تساعد في الولادة. وكان يشار لها في نصوص الأهرام، وفي مجموعة من النقوش السحرية والتي ترافق روح الملك الذاهب إلى السماء.
كانت أهم وظيفة لها هي الولادة، وهو ما شاركته مع بيس وتوريت، وكانت النساء الحوامل يرتدين الجعران في قالب الضفدع على أمل أن تخدمها هيكيت أثناء المخاض. وهناك النقوش السحرية على العصي، التي عثر عليها في المملكة الوسطى، في معبد هيكات المقدس.

حابي
إله النيل، ومعناه السعيد أو جالب السعادة. وللنيل الجغرافي اسم آخر هو النهر «أترو»؛ ولأنه نهر عظيم يسمى «أترو–عا» (ومنها ظهرت كلمة ترعة). هو الاسم الذي أطلق على المجرى الجنوبي العظيم كما أطلق اسم الأنهار على فروعه في الدلتا، ولم يكن حابي أو حعبي مجرى مياه مؤلهًا، وإنما كان روح النيل كانت تقام كلَّ عام عند موضعين (كهف حعبي/في مضيق قرب أسوان، بيت حابي/على مقربة من القاهرة) يقذفون فيه الكعك وحيوانات الضحية والفاكهة والتمائم لتثير قوة الفيضان وتحافظ عليه، وكذلك تماثيل الإناث لتثير إخصاب النيل العظيم، فيفيض في أمواج عاتية معطيًا الحياة للأرض فهو المفضل لدى الإله «جب». وهو تجسيد للنيل وقوته المخصبة. ويعبر حابي أيضًا عن المياه الأولية (نون) عند بدء الخليقة. وقد اعتُبر حابي، في بعض الأحيان، إلهًا خنثى. وقد صُوِّر في هيئة شخص ضئيل الحجم مكتنز الجسد، تطابقًا بالوفرة والازدهار الذي يغدقه على مصر. وتبينه المشاهد وهو مختبئ بداخل كهف يحيط به ثعبان ضخم كمثل الأوروبوروس. ويقع مقره السفلي تحت الشلال الأول. وفي هذا الموقع يقوم هذا الإله المتماثل بجنين يحتمي بداخل بطن أمه، بصفة دائمة، يسكب المياه (سائل الحياة) اللازمة من جرَّة، لتدفق مصادر النيل. ومن هذا المكان، الفائق السرية ضمن الكثير غيره، انبثق «النهر أوزيريس» الذي يخصب «الأرض إيزيس» على مدى امتداده عبر مصر. وتجدر الملاحظة أن مولد النهر يتم في مصر العليا، موطن «ست»، وأن ثعبانًا ضخمًا (من أتباع ست) يقوم على حراسته بكل يقظة واهتمام. وهكذا نرى، أن كلًّا من ست وأوزيريس يساهمان معًا في حدث حيوي للغاية بالنسبة لجميع أبناء مصر؛ وذلك وفقًا لثنائية متناغمة ومتناسقة يرتكز عليها أساسًا المبدأ الخاص بالتعاليم في إطار المعابد المصرية. وتبدو صور وأشكال «حابي» مزدوجة في أغلب الأحيان. فإن المصريين كانوا يمجدون ويوقرون موقعين اثنين للنيل: الأول بمصر العليا في بيجه (الفنتين) والثاني في الدلتا، بمصر السفلى (خبيرا بابيلون)، ولا ريب أن ذلك يتطابق بالمضمون الرمزي الخاص بالأخوين الإلهيين الغريمين والشريكين في آن واحد» (تيبو، ٢٠٠٤م، ١١٧).

(١-٢) سلالة وأسطورة أوزيريس وإيزيس
- (١)
ولادة أوزيريس: ولدت نوت أوزيريس في طيبة في أول أيام النسيء الخمسة، وقد سمع رع صوتًا في المعبد ينادي بأنه قد ولد اليوم الإله الملكي العظيم، سيد كل الذين يدخلون إلى الضوء، واعترف رع بأوزيريس وريثًا له. ثم ولد ست في اليوم الثالث من أيام النسيء. ثم ولدت إيزيس وولدت نفتيس، هؤلاء الإخوة الأربعة أبناء السماء «نوت» وإله الأرض «جب». وكانت ولادة ست غريبة، فقد ألقى بنفسه من رحم أمه، وانفجر من جنبها.
- (٢)
تقسيم الأرض بين أوزيريس وست: ما إن كبر الولدان حتى قرر الإله جب أن يقسم الأرض (أرض مصر طبعًا) بين ولديه فأعطى الدلتا أي الوادي الأخضر الكبير ﻟ «أوزيريس» الذي تزوج من أخته إيزيس.
وأعطى الصعيد وهي صحراء الجنوب لولده ست الذي تزوَّج نفتيس، وقام أوزيريس بإصلاح مملكته وعلم فيها الناس الزراعة وشرع لهم الأحكام والقوانين وأشاع فيهم فنون الحضارة كالكتابة والفنون والعلوم، وأعطى الأشياء أسماءها، وقد حكم بالمنطق لا بالقوة، وكانت إيزيس تساعده. بينما أساء ست حكم أرضه وقومه وطمع بأخذ أرض أخيه فاختصما وفضَّ خصامهما الإله «جب» الذي أعطى أرض مصر كلها ﻟ «أوزيريس» بسبب حكمته وقدرته على إشاعة الخير والحب بين الناس.
- (٣)
ست يقتل أوزيريس: أكل الحقد قلب ست فدبر لأخيه، الذي ذهب إلى بلاد أجنبية للغزو، مقتلًا عند عودته. وتذكر بعض الأساطير أنه هيأ تابوتًا لأخيه في حفلة واستدرجه إليه، والبعض الآخر يذكر أنهما تصارعا عند مياه منطقة ندية (ندبت)، وهناك من يرى أنها مدينة عنجتي التي سميت «جدو» التي أطلق عيها اسم «بر أوزيريس»، وهي أبوصير الحالية والتي أطلق عليها اسم «الفعل الممزق» إشارة إلى مقتل أوزيريس، وهناك أساطير تذكر أن ست تعاون مع ملك إثيوبيا (آسو) واثنين وسبعين متآمرًا لإبعاد أوزيريس ثم قتله في يوم ١٧ من شهر حتحور (أيلول أو تشرين الأول فيما بعد) من العام ٢٨ من حكمه، وألقى جسد أوزيريس المقطع إلى ١٤ أو ١٦ قطعة من النيل.
- (٤)
إيزيس تبحث عن جسده القتيل: قامت إيزيس ونفتيس بالبحث عن جسده القتيل، وهناك عدة أساطير حول قصة العثور عليه، الأولى تفترض أنهما عثرتا عليه عند شواطئ ندية الثانية قرب منف أو عين شمس، وقد دفنتاه هناك، والثالثة تقول إن الجسد قد حمله تيار النهر إلى منطقة بيبليس في مستنقعات الدلتا، أما الرواية الرابعة فحرفت اسم بيبليس إلى بيبولس وادعت أن الجسد ذهب إلى البحر المتوسط (البحر الأخضر) وذهب بيبلوس (جبيل) في فينيقيا، حيث أظلته هناك شجرة مباركة واحتوته في جوفها. وبحثت إيزيس عنه وبلغت جبيل فاهتدت إلى الشجرة وحملت جثته وعادت به إلى أرض وتسترت عليه وأعادت الحياة إليه بسحرها.
- (٥)
ست يقتله مرة ثانية: كشف ست مكانه السري وقتله ثانية وقطع جسده إلى «٤٢» قطعة ويرمز هذا إلى تمزيق جسد مصر إلى «٤٢» إقليمًا متناحرًا ويرمز أيضًا إلى عدد معابد ومزارات أوزيريس في مصر، وربما إلى عدد قضاة العالم الأسفل في قاعة المحاكمة والحساب، وقام ست بتفريق قطع جسد أوزيريس هذه على أقاليم مصر، كلُّ قطعة في إقليم لكي لا تعثر إيزيس عليها.
إيزيس تعيد له الروح وتحمل منه ابنًا: جمعت إيزيس قطع جسد أوزيريس ولصقتها مع بعضها، ثم أعادت بسحره الروح إليه لفترة قصيرة من الزمن، ثم حطت عليه كما يحط الطائر وحملت منه حملًا ربانيًّا فتكوَّن منه طفلها «حور».
- (٦)
أوزيريس يتحول إلى إله الموتى: وتحول الإله أوزيريس وهو يرحل إلى عالم الموت إلى إله ذلك العالم وكانت تلك الصفة من أبرز الصفات التي عرفت عنه، وأصبح من ثَم في العصور التاريخية إلهًا للموتى.
أما في العصور المتأخرة فقد اعتُبر إلهًا للقمر لأنه كان يختفي ثم يعود مرة ثانية إلى الحياة كما مثل الشمس الغاربة والمشرقة ثم تعدت رمزيته هذه الحدود وأصبح كحبة الحنطة التي تدفن في الأرض لتنمو بعد ذلك وتنتج سنبلة من الحنطة، وهكذا أصبح جدل موت وحياة أوزيريس جدل الحياة كلها، ولكنه عندما مات وغاب عن الحياة تنازل عن حقه في سيادة الأحياء لولده حور.
أما أوزيريس نفسه فقد أصبح ملك الآخرة بأكملها، وأصبح سيد محاكمة الموتى وسيد حقول أوزيريس النارية والفردوسية.
أوزيريس يُبعث من جديد. - (٧) آلام ومراثي إيزيس: شغلت آلام ومراثي إيزيس ونفتيس الجزء التراجيدي الحيوي من مشهد أسرار أوزيريس في أبيدوس، تلك التي كانت تقام في عيد «الشقيقتين» في الشهر الرابع من فصل الفيضان من اليوم «٢٢–٢٦» من الشهر، حيث يتم إحضار امرأتين عذراوين يتم نزع شعر أعضائهما، وترتديان على رأسيهما شعرًا مستعارًا وتحملان دفينًا وسيشار إلى اسميهما على كتفيهما لتمييز إيزيس من نفتيس وترتلان مقاطع شعرية من المراثي الأوزيرية الطويلة جدًّا:«أنا امرأة مفيدة لأخيهاأنا زوجتك وشقيقتك وأمكعد إذن إليَّ، على جناح السرعةلأني أشتاق لمشاهدة وجهك من جديد، منذ الزمن الذيلم أتمكن من تأمله فيه فالظلام يبقى لنا هنافي عيوننا وإن كان رع في السماءإن السماء والأرض متحدتان والظلام يخيم اليوم على الأرضإن قلبي يحترق لانفصاله عنك، يا للويل!إن قلبي يحترق، لأنك أدرت ظهرك إليَّ… … … … … … … …إني أطأ الأرض ولا أكل أبدًا عن البحثفي داخلي حرارة بسبب حبي لكوآه! تعالَ لأراكتعالَ إليَّ، على جناح السرعة لأني أشتاق لرؤياكبعد أن تمنيت بشدة أن أتمكن من تأمل وجهكوآه، سوف يعد الحبور معبدكسوف تحمي، تحمي في سلام.»(لالويت، ١٩٩٦م، ج٢، ١٠٥، ١١٣)
- (٨)
حوار الأربعة حول حمل إيزيس: صوَّرت متون التوابيت حمل إيزيس بولدها حور في مشهد حواري يشترك فيه أربعة، ويبدأ بانطلاق إعصار الآلهة ويوقظ إيزيس الحبلى، وكان هذا الإعصار هو صوت «ست» إله الرعود والبروق وقد أتى يهددها بإيذاء جنينها، فاستصرخت الآلهة الذين سمعوا نجدتها، وقالت لهم إن بذرو أوزيريس تشكَّلت في بيضة في أحشائها ونادتهم بأن يحموا من هو في بطنها فأتاها صوت «أتوم» مبشرًا ليطمئن قلبك. ثم يأتيها صوت امرأة متخابثة: وكيف تدركين أن من هو في البيضة هو بذرة أوزيريس؟ فترد إيزيس بحزم: أنا إيزيس ربة الشهرة والقداسة وإن من في أحشائي هو غرس أوزيريس. فيناصرها أتوم قائلًا: إنها حملت خفية، وهي فتاة حملت وستضع حملها دون تدخل الآلهة، وهو غرس أوزر فعلًا، فليقع ذلك على العدو الذي قتل أباه عن إيذاء بيضته الصغيرة، وليبجله الساحر الأعظم، فأطيعوا أيها الآلهة ما قالته إيزيس (انظر مهران، ١٩٨٩م، ٢٩).
أعواد النبات تنمو على مومياء تحت أشعة الشمس، من تابوت محفوظ في متحف فيتزو ويليام بكمبردج. - (٩)
تحوت يبارك إيزيس: في تعويذة تقي من لدغ العقرب يظهر تضامن الإله تحوت مع إيزيس عندما كانت حاملًا فيقول لها: أقبلي أيتها الإلهة إيزيس، ما أحسن أن ينصت الإنسان، يحيا الإنسان بهدي غيره، اختبئي مع ابنك، ذلك الطفل الذي يقبل إلينا عندما يكبر جسده، وتكتمل قوته فسوف تجعلينه يستولي على عرشه وتحفظين له بذلك وظيفته.
ويرسل لها تحوت من يساعدها على حملها وعيشها بين الأحراش مثل العقارب السبعة التي أحاطت بها وحرستها، ولكل منهن مكان معلوم من بين يديها ومن خلفها، وقد نبهتهن في حزم إلى آداب الطريق قائلة: لا تتعرفن على الأسود، ولا تحببن الأحمر، ولا تفاضلن بين ابن الغني وابن الفقير، ولتبقَ وجوهكن منكفئة على الطريق، واحذرن إثارة الشكوك، وأن يتبعكن متلصص يبحث عن مخبئي، حتى نصل إلى «برسوي» مدينة السيدتين المنتعلتين، عند بداية المستنقع ونهاية القفص الذي نعيش فيه (مهران، ١٩٨٩م، ٣٠).
- (١٠)
العقارب السبع تدافع عن إيزيس: اقتربت إيزيس مع عقاربها السبعة في طريقها من دار سيدة بخيلة فلمحتها ربة الدار من بعيد وأغلقت الأبواب بوجهها، ثم وجدت الضيافة عند امرأة فقيرة فانسلت إحدى العقارب إلى دار السيدة البخيلة وأشعلت في بيتها النار ولدغت ابنها، فهلعت السيدة مع ابنها وقامت إيزيس بإخراج السمِّ من جسده وانطفأت النيران بتعويذتها السحرية، وذاع صيت إيزيس وقدرتها في ذلك المكان فقررت الذهاب إلى أحراش المستنقعات هربًا من بطش ست.
- (١١)
ولادة حورس: عاشت إيزيس في تلك المستنقعات الموحشة، وهناك ولدت حورس فقامت البقرة برعايته وإعطائه الحليب وقامت هي برعايته وتنشئته بعيدًا عن أعين الناس في أرض «خم».
- (١٢)
ست يرسل عقربة للدغ حورس: علم ست بأمر الطفل فأرسل عقربة لتلدغه أثناء غياب أمه التي وجدته بعد ذلك، وهو يكاد يفارق الحياة فاستنجدت بمن حولها من سكان القرية ثم عرفت أنه قد لُدغ وأدركت أن تعزيمتها لن تنفع فبدأت تصرخ:
«أي رع، إن ابنك حور قد لُدغ، إن حور قد لُدغ، وهو الوريث والمولى على العرش «شو»، إن الطفل الجميل ذا الأعضاء الذهبية قد لُدغ، إن حور بن إيزة قد لُدغ، إن حور الذي أعددته لكي يثأر لأبيه قد لُدغ، إن حور الذي خشيت أن يصيبه مكروه وهو في رحمي قد لُدغ، إن حور الذي رعيته قد لُدغ، إن حور الطفل الذي رجوت حياته قد لُدغ، إن الطفل قد مات» (مهران، ١٩٨٩م، ٣١–٣٢).
- (١٣)
تحوت ينقذ حورس: هرع الآلهة إلى إيزيس فجاءت الإلهة «سرقت» و«نفتيس»، ثم صرخت إيزا صرخة قوية استوقفت مركب الشمس، فأرسل رع رسوله تحوت ليستطلع الأمر، وجاء تحوت وعرف ما حصل لحورس فبدأ بقراءة تعاويذه السحرية التي يعدد فيها أوصاف حور ويقارنها بأوصاف الآلهة: «حور تحيطه العناية، حور مثله كمثل ذلك الذي في قرص الشمس الذي يضيء الأرضين بنور عينيه، أي حور، استيقظ، أي حور إن حصانتك مؤكدة، استيقظ وأدخل الفرح إلى قلب أمك إيزة، إن كلمات حور سوف تربط القلوب، إن حور سوف ينشر السلام على أولئك الذين يرغبون في السلام، أنا تحوت بن رع البكر، إن أتوم وأصحابه أصدروا أمرهم لي بأن أشفي حور لتقر عين أمه، ولأشفي كلَّ مصاب بنفس العلة، سيحيا حور من أجل أمه، وسيحيا كذلك كلُّ من كان مصابًا بنفس الداء» (مهران، ١٩٨٩م، ٣٢). بعدها يشفى حورس فيفرح الآلهة وتفرح إيزيس.
- (١٤)
عندما أصبح حورس ناضجًا: عملت إيزيس كلَّ ما في وسعها لتربي حورس وتنقذه من الأهوال التي تحيط به، ويقال إنه قتل ثعبانًا في صباه، وقد بلغ مبلغ الرجولة عن طريق شعيرة تركزت على رباط حزامه أدتها إيزيس، وحين يصير رجلًا تهبط معه إلى مثوى أبيه وتطلب منه أن يبقى هو أيضًا معه مثل صورة إلهية للزمن الأبدي، ثم تعرضه على مجلس الآلهة … وهناك يقول حورس: «أنا حورس، أنا الصقر العظيم الذي في أسوار قصر الإله صاحب الاسم الخفي، لقد بلغت انطلاقتي الأفق، وابتعدت عن آلهة السماء، واتخذت مقامي في مكان أسمى من مكان الآلهة الأولية، وحتى الإله «يا أو» ليس في وسعه أن يبلغ طلعتي الأولى. إن مكاني بعيد عن مكان ست عدو أبي أوزيريس، لقد غزوت دروب الزمن الأبدي والنور، إني أرتقي بفضل انطلاقتي. وليس في وسع إله غيري أن ينجز ما أنجزته. سوف أخوض حربًا ضد عدو أبي أوزيريس وأضعه تحت نعلي باسمي العنيف هذا، فأنا حور الذي ولدته إيز، والذي أمنت حمايته منذ كان داخل البيضة. إن أنفاس فمكم المتوهجة لا تستطيع أن تجرحني، تمامًا كما لا يصيبني ما تقولونه في حقي. أنا «حور» الذي يتخذ مكانًا بعيدًا عن الآلهة عن البشر، أنا حورس ابن إيزيس» (لالويت، ١٩٩٦م، ج٢، ١٢٢).
- (١٥)
اجتماع محكمة الآلهة: تقدم حورس إلى أتوم مطالبًا بعرش أبيه، فيأمر أتوم بعقد محكمة الآلهة المكونة من التاسوع الإلهي، وعندما انعقدت قدَّم الإله تحوت العين «وجات» إلى الأمير حور: ووقف الإله شو جنب حورس وضد ست، وأيده في ذلك تحوت، وفرحت إيزيس، وكان الإله أتوم يميل إلى الوقوف مع ست «الإله الشمسي»، تأذي يحرس قارب رع في النهار، وسادت المحكمة الفوضى بسبب انقسام الآراء، فرأى الإله «أونوريس» الالتجاء إلى الإلهين خنوم وبتاح تاتنن ليحكما في الأمر، فلما حضرا اعتذرا عن ذلك لجهلهما بالموضوع.
- (١٦)
الإلهة الأم «نيت» تعطي حكمها: قررت المحكمة أن يقوم تحوت بكتابة خطاب إلى الإلهة الأم نيت لتقضي في هذا الأمر، فتلقوا جوابها الذي يقف بجانب حور، ورأت بأن تسلم وظيفة أوزيريس لابنه حور وأن تضاعف أملاك ست ويعطيه الإله رع ابنتيه «عنات» و«عشتار»، لكن الإله رع اعترض على هذا الرأي مدعيًا أن «حور» ما زال غلامًا. وعندئذٍ ثار الإله «بابا» واتهم رع بالخرف، فتألم رع من هذه الإهانة وأصبح طريح الفراش وانفضَّت المحكمة.
- (١٧)
المحكمة تقف ضد حور: بعد سنين طويلة قامت الإلهة حتحور سيدة جميزة الجنوب بالمثول بين يدي أبيها رع وكشفت له عن عورتها، عندئذٍ ضحك رع ونهض وتعافى، وانعقدت المحكمة من جديد وقال ﻟ «ست» و«حورس» تحدثا، فتحدث ست وقال إنه يبيد عدو رع عندما يقف في مقدمة السفينة وإنه يستحق وظيفة أوزيريس فأيدت الآلهة مطلبه، لكن أونوريس وتحوت اعترضا وساد الهرج من جديد المحكمة، وتحدث حورس بغضب ثم تحدثت إيزيس بغضب، وهدد ست الآلهة بأنه سيقتلهم جميعًا. ثم غضب رع على إيزيس، وطالب بأن تعقد المحكمة في الجزيرة الوسطى شرط ألا تحضر إيزيس أو من تشبهها إلى هناك.
- (١٨)
إيزيس تساوم العبار: أبحرت آلهة التاسوع إلى الجزيرة الوسطى، وجاءت إيزيس إلى العبار «عنتي» بعد أن تحولت إلى امرأة عجوز وادعت أنها تريد أن ترى ابنها في الجزيرة، فلم يقبل العبار بنقلها إلى هناك إلا عندما رشته بحلقة ذهبية كانت في يدها.
- (١٩)
إيزيس وست في الجزيرة: وصلت إيزيس الجزيرة ورأت التاسوع جالسين يأكلون الخبز، فتفوهت برُقية وتحولت إلى فتاة مذهلة الجمال فرآها ست ووقع في حبها وهام بها، فاستدرجته بجمالها ثم قالت له: لقد كنت زوجة راعٍ وأنجبت منه ابنًا ولكن زوجي مات، وصار ولدي حارسًا لقطعان أبيه، لكن رجلًا غريبًا جاء واستولى على القطعان ورمى بولدي خارجًا، فهل لك أن تعمل لصالح ولدي بما لك من سلطان؟ فأجابها ست: «أتُعطى الماشية للرجل الأجنبي بينما الابن موجود هنا؟» وعندما تحولت إيزيس إلى حدأة ونادت على ست بصوت مرتفع قائلة: «فلتذرف عيناك بسببك أنت، إن فمك هو الذي تحدث، إن حكمتك هي التي أدانتك.» فاشتكى ست إلى رع وقال له إن إيزيس تنكرت وأتت إلى عنتي العبار، وإن الذهب سيكون ملعونًا في مدينته من الآن.
- (٢٠)
الانتصار الأول ﻟ «حورس»: عبرت آلهة التاسوع إلى البر الغربي وجلسوا على التل، وكتب الإله «رع» و«أتوم» رسالة إلى التاسوع يأمرون الآلهة بأن يضعوا التاج الأبيض على رأس حورس ليتربع على عرش أبيه أوزيريس بسبب مللهما من القضية التي طالت. لكن ست الذي وقع مريضًا صرخ بوجه التاسوع بعد أن تربع حورس على العرش واعترض. وتحدى حورس في معركة مكشوفة.
- (٢١)
الصراع الأول بين ست وحور: قال ست لحورس دعنا نتحول إلى فرسي نهر ثم نغوص في المياه الدافقة، ومن يطفو على سطح الماء بعد ثلاثة أشهر فإن المنصب لن يئول إليه، فغاصا هناك لكن إيزا بكت على ولدها فصنعت خطَّافًا نحاسيًّا وربطته بالحبل وألقت به في المياه فالتصق الخطاف بحور الذي استنجد بأمه فأمرت الخطاف بالانفصال عنه، ثم ألقته مرة أخرى فالتصق بست الذي استنجد بأخته فأمرت الخطاف بالانفصال عنه.
- (٢٢)
قطع رأس إيزيس: خرج حورس من الماء غاضبًا وماسكًا سكينه في يده وقطع رأس أمه إيزيس وأخذه بين يديه وحمله فوق التل، وتحولت إيزيس إلى تمثال من الصوان بلا رأس، فسأل رع عن هذا التمثال، فأجابه تحوت بأنه إيزيس، فقال رع لا بد أن نوقع عليه عقابًا صارمًا، فصعد التاسوع يبحث عن حورس ورأوه منطرحًا تحت شجرة فسمحوا لست أن يقتلع عينيه من مكانهما ويدفنهما فوق التل لينيرا الأرض، وتحول إنسانا العين إلى بُرعمين، ونميا ليصبحا زهرتي لوتس وعاد ست أدراجه ليخبر بأنه لم يجد حورس.
- (٢٣)
حتحور تشفي عيني حورس: رحلت حتحور سيدة جميزة الجنوب وعثرت على حور في الصحراء راقدًا يبكي فاقتنصت غزالة وحلبتها ووضعت حليب الغزالة في مكان عينيه، ثم قالت له افتح عينيك، ففتحهما فشُفي، وعادت لتخبر رع بما حصل، وعندئذٍ قرر التاسوع محاكمتهما.
- (٢٤)
المحكمة تقرر السلام بينهما: قررت محكمة التاسوع السلام بين حورس وست وأن يعيشا معًا دون شجار، وأن يأكلا ويشربا دون إثارة المشاكل. وكانت جملة تاسوع فاصلة: «توقفا عن الشجار».
- (٢٥)
الصراع الثاني بين ست وحورس: دعا ست حور ليقضي يومًا سعيدًا في منزله، وفي الليل نام الاثنان على سرير واحد، وحاول ست اغتصاب حورس لكن حورس مدَّ يده فتلقف نطفة ست وذهب إلى أمه إيزيس، وأخبرها فصرخت أمه وقطعت يده بسكينها النحاسية ورمتها في الماء وغسلتها من النطفة ثم أعادتها إلى مكانها. ثم دلكت ذكر حورس بمرهم وأدخلته في وعاء، فسالت منه النطفة فحملتها فجرًا إلى حديقة ست وقالت للبستاني: ماذا يأكل ست من الخضراوات؟ فأجابها: الخس. فوضعت النطفة على الخس، فأكلها ست وحمل نطفة حورس. واستدعى ست حورس أمام المحكمة، وقال إنه فعل به كذا وكذا، فاشمأز التاسوع من حورس، لكن حورس قال استدعوا نطفتينا وسترون، فلما استدعوا نطفة ست وجدوها في الماء أما نطفة حورس فقالت سأخرج من أذن ست، فقال لها تحوت بل اخرجي من جبينه، وخرجت على هيئة قرص ذهبي وضعه تحوت على رأس ست كسلاح وأعلنوا صدق حورس وإثم ست.
- (٢٦)
الصراع الثالث بين ست وحورس: غضب ست لقرار التاسوع، وقال لنتنافس أنا وحورس على صناعة سفن من الحجر، ومن يفُزْ على الآخر فسيحصل على وظيفة الملك، فشيد حور لنفسه سفينةً من الخشب الأرز وغطاها بالجص وأنزلها الماء عند المساء ولم يرها أهل البلد ورآها ست، فذهب إلى التل وقطع قمته وصنع لنفسه سفينة من حجر طولها ١٣٨ ذراعًا نزل بها إلى الماء، فغرقت بخطافة النحاس، وأراد أن يطعن ست ولكن آلهة التاسوع قالت: لا تطعنه.
- (٢٧)
شكوى حورس للإلهة نيت: أبحر حورس باتجاه مدينة سايس ليبلغ الإلهة الأم «نيت» شكواه، فمنذ ثمانين سنة يقف هو وست أمام المحكمة دون أن يفصل بينهما رغم أن محاكم الآلهة في كل مرة تقر بحق حورس ضد ست كما حصل في القاعات الكبرى (الوحيدة للعدالة، حورس الذي على رأس الأقواس، حقل البوص، بحيرة الريف) لكن ست لا يأبه بما أقرته هذه المحاكم.
- (٢٨)
تحوت يكتب لأوزيريس: قال تحوت نكتب إذن رسالة إلى أوزيريس ليفصل بينهما، فوافق رع فكتب تحوت ﻟ «أوزيريس» الذي في عالم الموتى فأعاد أوزيريس الرد ووقف بجانب ابنه حورس، وقال لآلهة التاسوع أنا الذي صنعت منكم كائنات قوية وخلقت لكم الشعير والعلس لتعيش الآلهة والماشية أيضًا في حماية الآلهة ولم يفعل ذلك إله سواي. فرد عليه «رع» برسالة قاسية، وقال له: لقد أصبح الحساب في عالمك ومعي الآن كلُّ الأشرار. فرد عليه أوزيريس برسالة عادلة وصادقة واعترف التاسوع بذلك.
- (٢٩)
ست يستسلم: طلب ست الانتقال إلى الجزيرة الوسطى ليجادل حورس، فانتقلا إليها وتم إنصاف حور على حسابه، فبعث أتوم برسالة إلى إيزيس يطلب فيها إحضار ست مربوطًا في وتد ولما حضر ست قال له أتوم: لماذا تعوق حكمك وتسعى إلى الاستيلاء على المنصب، فقال ست معترفًا: أعطِ المنصب إلى حورس ابن إيزيس.
- (٣٠)
تتويج حورس: استُدعي حورس ووُضِع التاج الأبيض فوق رأسه ووُضِع على عرش أبيه، وقيل له: «أنت الآن الملك الكامل للبلد المحبوب، أنت رب الحياة والازدهار والصحة والكمال للأرض قاطبة للزمن الأبدي والزمن اللانهائي.» وصاحت إيزا جهرًا باتجاهه: «أنت الملك الكامل، إن قلبي فرح لأنك تضيء البلاد بضيائك.»
- (٣١)
مصير ست: سأل الإله بتاح عن مصير ست فقال رع: دعوه لي سيكون مقره في صحبتي، وسيكون ابني وسوف يزعق في السماء فيخشاه الناس إلهًا للزوابع والعواصف وتقلبات العالم. وعلم رع بتتويج حورس وأمر آلهة التاسوع بالانحناء حتى الأرض وأداء التحية له، وفرح آلهة التاسوع لأن حورس أصبح ملك مصر، وملك الآلهة.
وهناك نصوص أخرى تشرح بعض المعارك بين ست وحورس قبل انعقاد المحاكمة، وبعث أوزيريس ولقاء الأب والابن، واتحاد رع وأوزيريس من أجل درس مزيد من الخلود لا مجال لسردها هنا. ويجب التنويه أن أغلب ما أوجزناه هنا من أسطورة الصراع بين حور وست اعتمدنا فيه على الترجمة العربية الممتازة لماهر جويجاتي نقلًا عن الترجمة الفرنسية لكلير لالويت (انظر لالويت، ١٩٩٦م، ج٢، ١٢٣–١٣٦).
وهكذا نرى أن الأساطير القديمة إنما تتمحور في ثلاثة محاور كبرى هي أساطير الخليقة وأساطير رع وأساطير أوزيريس، فهي المتن الأعظم للمثولوجيا المصرية الغنية بأعماقها وكنوزها الدفينة وأغوارها الحافلة بالرموز.

مكانة أوزيريس
(أ) سوتيس أو الشعرى اليمانية (إيزيس) وأوريون (أوزيريس)
«كان أوزيريس يتجلى في السماء من خلال النجمة أوريون، أما نجم الشعرى اليمانية سوتيس أي «سيريوس»، فهي إحدى تجليات إيزيس، وتتسبب في ارتفاع فيضان النيل. وحقيقة أن النيل العظيم المفعم بالخصب يعتبر مذكر الجنس وأوزيري الطبيعة أيضًا؛ ولكنه، بالرغم من ذلك، يولد من جديد بفضل الربة إيزيس: تطابقًا بأسطورة البعث الجديد للإله الذي تلاشى واختفى» (تيبو، ٢٠٠٤م، ٥٥).
تتضح كوكبة نجوم أوريون في الانقلاب الشتوي في ٢٥ ديسمبر من كل عام، وقد تطورت شخصية أوزيريس وكانت هناك جميع النسخ الدائمة الخضرة من الإله أوزيريس، ديونيسيوس (اليونان)، أتيس (فريجيا)، وباخوس (روما)، قد اختلطت بشخصية السيد المسيح، وفي سنوات لاحقة حوالي ١٥٠٠ م، تحول أوزيريس من كوكبة أوريون، وأصبح يركب على نجمه في شخصية بابانويل الذي يقود عربة ذات مزلاجٍ ويدور بها حول الأرض في حدود ٢٥ ديسمبر وهو ذاته ميلاد السيد المسيح وميلاد أوزيريس.

(ب) أوزيريس (العصر الذهبي)
«عُرف حكم أوزيريس بأنه «العصر الذهبي»؛ فقد كان يتسم بالاتزان والعدل والحكمة. وقد علَّم أوزيريس البشر كيف يزرعون القمح، ويصنعون الدقيق، ويعدون الخبز. ولذلك، نجد أن المصريين كانوا يعتبرون الخبز دائمًا كغذاء إلهي مقدس. وبيَّن للبشر كيفية التمييز ما بين الخير والشر. ثم سن من أجلهم قوانين عادلة قويمة. وشجعهم على توخي الحقيقة والإقبال عليها؛ وكذلك الأمر بالنسبة للعدل (والصفتان من خصائص الإلهة «ماعت»). وعلَّم أوزيريس البشر أسلوب ري الأراضي وزرعها، وكيفية تأمل السماء ليتعرفوا على القدر الروحاني لجميع ضروب الحياة. ثم كشف لهم أيضًا عن بعض الخبايا والأسرار، وفتح عقولهم على المبادئ التي تنظم العالم. وخلال فترة حكمه، دأب أوزيريس على تطوير البشرية والعمل على ازدهارها. ولذلك، مجَّده شعبه وألَّهه. بل إنه كلما كان يراه سرعان ما ينطلق مترنمًا بهذا المديح: «أنت المعبود، أيا أوزيريس، عليك السلام، الثناء والإطراء يغدق عليك بسبب أفعالك الرائعة، أيا سيد العدالة والحق، وملك القوت الإلهي، أيها الإله المقدس» (تيبو، ٢٠٠٤م، ٥٩).
(ﺟ) خنتي إمنتي (خنتامنتيو)
يسمى «الأول من الغربيين»، أي إنه الأول في عالم الدوات الخاص بالموتى، كان في البداية إله جبانة أبيدوس وعلى هيئة جرو، ثم تطابقت صفاته مع أنوبيس، ومع أبواوات، ومع الزمن أصبح يشير لأنوبيس وتماهى فيه.
«إنه «من يسود على جميع سكان الغرب»، إله أبيدوس الممثل في شكل حيوان ابن آوى. وهو الذي يهيمن على إقامة المتوفين في نطاق «الدوات». وقد لقب هذا الإله المنتمي إلى عالم الظلمات بلقب «أوزيريس–خنتامنتيو أيضًا. وهو يتقارب شبهًا بأنوبيس» (تيبو، ٢٠٠٤م، ١٤٠).
(١-٣) سلالة وأساطير آمون
ثالوث طيبة Theban Triad: آمون–موت–خونسو
(أ) آمون
إله الشمس والريح والخصوبة؛ ومعنى اسمه الخفي. اعتبر خالقًا لنفسه، (إلا أن مدرسة هِرموبوليس (الأشمونين/شمون/خِمنو) اللاهوتية الأقدم اعتبرته أحد الآلهة في الأجدود، الثامون المعروف باسمها)، كانت له القدرة على التجدد وإعادة خلق نفسه التي مُثلت بقدرته على التحول إلى أفعى وطرح جلده، توحد مع رَع، الشمس، تجلى آمون للخلق، ولهذا جمع آمون رع في نفسه النقيضين الإلهيين: فهو بصفته آمون كان خفيًّا وغامضًا ومنفصلًا عن العالم، وبصفته رع كان جليًّا وظاهرًا ومانحًا للحياة اليومية.
ارتبط آمون مع ماعت ثم بمونتو، ثم جاء اقترانه برَع، وتلا ذلك اقترانه بآلهة أخرى، فعرف بالأسماء آمون رع أتوم وآمون رع مونتو وآمون رع حُراختي ومين آمون. وهنا تجب ملاحظة أن آمون لم يكن يندمج في الآلهة الأخرى لخلق إله جديد، بل كان اقترانه توحدًا للقدرة الإلهية.
(ب) مونت
زوجة آمون (من تأنيث اسمه) ولكنها غالبًا ما كانت تعرف بالاسم موط أو موت، وكان لها رأس إنسانة مرتدية التاج المزدوج للوجهين القبلي والبحري.
«لكونها زوجة آمون رع فقد قرنها الإغريق بهيرا. وهي إلهة غير محددة الشخصية تمامًا، ويدل اسمها على الأم. تُصوَّر على هيئة امرأة تضع غطاء رأسٍ على هيئة نسر، وهو الرمز الكتابي لاسمها، وقد تظهر وهي تضع شعرًا مستعارًا كثيفًا يعلوه التاج المزدوج الذي كان من حقها كزوجة لملك الآلهة.
ارتقت مع ارتقاء زوجها. وعندما صار آمون إله السماوات العظيم تحت اسم آمون رع، صارت هي إلهة شمسية. قرنت مع الإلهة باست فظهرت في هيئة القطة، كما قرنت مع سيخمت واستعارت منها رأس اللبؤة. نقرأ في النصوص أنها كإلهة سماء كانت خلف آمون عندما برز من لجة المياه الأولى وخرج من قشرة البيضة الكونية، وعلى هيئة بقرة اعتلى ظهرها وأمسك بقرنيها وترجل حيث يرغب. وبما أنها بقيت لفترة طويلة بلا أطفال، فقد تبنت أولًا مونت، ثم خونس الذي شكَّل معها ومع آمون الثالوث الإلهي المشهور» (فياود، ٢٠١٧م، ٧٢- ٧٣).

(ﺟ) خنسو Chonsu, Khensu, Khons, Chons, Khonshu
وكانت له ألقاب كثيرة؛ منها «المعنق، المدافع، واجد الطريق، حامي الحيوانات البرية، المساعد في الشفاء»، وهو سبب جمال النساء وخصوبة الماشية وامتلاء الأنوف بالهواء النقي.
يمكن لخنسو أيضًا أن يُفهم على أنه يعني «مشيمة الملك»، ففي الأزمنة المبكرة، تم اعتباره ذبح أعداء الملك (الفرعون)، واستخراج أحاسيسهم لاستخدام الملك، مجازيًّا، هو نوع من خلق شيء يشبه مشيمة الملك. هذا الجانب المتعطش للدم يؤدي به إلى الإشارة إليه، مثلما في نصوص الأهرام، على أنه «الشخص الذي يعيش على القلوب». وأصبح مرتبطًا أيضًا بالمشيمة الأكثر حرفيًّا، حيث أصبح يُنظر إليه على أنه تأليه للمشيمة الملكية، وكذلك الإله المتورط في الولادة.
يتم تصوير خنسو عادة على أنها مومياء مع رمز الطفولة، مع قليل من الشعر الجانبي، والقلادة، وأربطة القماش القوية التي تظهر مع الأطفال الآخرين مثل حورس وشو. ويظهر في بعض الأحيان وهو يرتدي رأس صقر مثل حورس، الذي يرتبط به كحامٍ ومعالج، مزين بقرص الشمس وهلال القمر.

«إنه الإله القمري. ويصور غالبًا في صورة شاب في مقتبل العمر، يتخذ شكل المومياء، ويعتلي رأسه هلال لدعم القرص القمري وسنده، وكأنه مركب تحمله. ويتماثل خونسو (نفر حتب في طيبة) بالإله حورس، فهو يمسك مثله بالسوط والصولجان، أدوات السلطة الملكية، وقد استعين أيضًا بهذا الإله، أو النور في غياهب الظلمات، لدحر وطرد الكائنات الضارة وشفاء المرضى. إنه كائن مشع بالضياء. ويعتبر ضمن ثالوث يتضمن كلًّا من آمون وموت» (تيبو، ٢٠٠٤م، ١٤٣).

ذكر خنسو في نصوص الأهرامات ونصوص التوابيت، والتي تصوِّر الجانب العنيف منه، لكنه يتعاظم بدوره في عصر الدولة الحديثة، عندما يوصف بأنه «أعظم إله للآلهة العظيمة». معظم بناء مجمع المعبد في الكرنك تمركز في خونسو خلال فترة الرعامسة. كان معبده في الكرنك في حالة حفظ جيدة نسبيًّا، وعلى أحد الجدران يصور الكون الذي يوصف فيه خنسو بأنه الثعبان العظيم الذي يخصب البيض الكوني في خلق العالم.
يظهر خونسو كمعالج وطبيب ينتشر خارج مصر؛ تسرد الشاهدة كيف تم شفط أميرة بيختين على الفور من المرض عند وصول صورة لخونسو. الملك بطليموس الرابع، بعد شفائه من المرض، دعا نفسه «حبيب خنسو» الذي يحمي جلالته ويقود الأرواح الشريرة.
خلال المملكة الوسطى بدأ الاستبدال التدريجي، حيث حل محل ابن موت (مونثو) إلهة الحرب، من خلال الهلال الذي يعلو رأسها، وكان من الطبيعي أن يكون والده هو آمون بسبب حمله للقمر أيضًا، الذي تم تغييره بالفعل إلى إله أكثر أهمية من خلال صعود طيبة وتغيرت زوجته إلى موت. وحيث إن هذين الاثنين كانا يعتبران من الآلهة الحميدة للغاية، فقد فقدت صفات مينتو تدريجيًّا جوانبه الأكثر عدوانية.
في الفن، تم تصوير خونسو كرجل برأس صقر، مرتديًا هلالًا للقمر الجديد الذي يقطع قرص القمر. كان رأسه حليقًا باستثناء زي الجنود الذي يرتديه أطفال مصريون، مما يدل على دوره كخنسو الطفل. في بعض الأحيان كان يُصوَّر على أنه شاب يحمل منبع الفرعون، ويرتدي قلادة مينات. كان يُصوَّر في بعض الأحيان على ظهر الإوزة أو الكبش أو اثنين من التماسيح. كان حيوانه المقدس هو قرد البابون، الذي يُعتبَر حيوانًا قمريًّا من قدماء المصريين.
في ثلاثية الأساطير المصرية، سمح أوزيريس لخونسو بزيارة الشخصيات الرئيسية، سادي–كارتر، وكانت تنوي مهاجمة خنسو القمر، حيث تحتاج إلى ثلاث ساعات للمرور عبر بيوت الليل. وأوضح أنه، كإله القمر، يمكنه أن يمنحهم الساعات التي يطلبونها، وفي النهاية اختفى خونسو قبل أن تتمكن كارتر من مهاجمته.
(١-٤) سلالة وأساطير بتاح

(أ) خلق سلالة بتاح
كان الإله بتاح روحًا للكيان المائي العظيم بكل ما احتواه من آلهة هيولية ذكرية وأنثوية على شكل ضفادع وحيَّات، وقد صار بتاح أبًا لأتوم الشمسي، بسبب شموليته وعلوه، في النظام الشمسي الإلهي. وهو إله لوغوسي لأنه خلق الكون عن طريق الكلمة التي تجسدت عبر مرحلتين الأولى خفية هي الفكرة التي يمثلها القلب والثانية علنية وهي الكلمة التي يمثلها اللسان، فقد كان يخلق العالم والناس والآلهة بمجرد أن يفكر بها في داخله ثم يطلق اسمها فتنخلق.
اختلفت خليقة بتاح اللوغوسية عن خليقة رع الجنسية فقد خلق العالم والآلهة والإنسان بالكلمة، وكان يسمي ما يريد في قلبه كفكرة ثم يطلقها على لسانه ككلمة أو اسم فيخلق ما يريد وقد وضع كهنة منف الإله بتاح كإله خالق للنون نفسه الذي يرمز للثامون الهيولي، ولذلك يقوم الإله بتاح بخلق «نون» وزوجته «نونه» ثم يخلق تاتنن الذي هو التل البدائي الذي خرج منهما بكلمة بتاح، وبكلمة بتاح خرج من هذا التل أتوم، ثم خلق نفرتوم (زهرة اللوتس) والثعبان، ثم خلق حور تحوت وهما قلب ولسان بتاح وبهما خلق العالم والأشياء والآلهة الأخرى والناس.
وهكذا اعتبر الإله بتاح (الفتاح والبناء والخلاق) هو الإله الخالق والمتحكم بالقضاء والقدر هو رب الرابية التي ظهرت في منف وليس في عين شمس ولذلك كان يلقب ﺑ «تاتنن» أي إله الأرض العالمية، وهكذا أعلن المنفيون أن الأرباب الذين عرفهم البشر جميعًا لم يكونوا غير صور من بتاح أو أقانيم له وأن بتاح هو الرب الخلاق القديم وقد صار بمثابة «القلب واللسان» لهم جميعًا (انظر مهران، ١٩٨٤م، ٢٥٦).
ولكي يتم الاستيلاء كليًّا على تاسوع أون أصبح بتاح قلب ولسان تاسوع أتوم ومن ثَم فقد سلبوا من أتوم كلَّ عمل خلاق وكل قدرة ونشاط في الخلق والإبداع. وهناك ما يشير إلى أن المنفيين اعتبروا بتاح التل الأزلي نفسه، أي إن بتاح هو الأرض نفسها وهكذا يبدأ.

خلق الكون من التل الأزلي إلى الأرض، ولكي يضم لذلك الشمس والقمر نقول إن حورس كان يمثل الشمس، وتحوت كان يمثل القمر قديمًا، وهكذا مُثل هذان الكوكبان، بالإضافة إلى تمثيلهما للفكرة والكلمة. وكأن الشمس والقمر كلمة الكون وسره اللوغوسي. وكذلك خلق بتاح الإنسان عن طريق الكلمة وأعطاه قلبًا ولسانًا لكي يصنع بهما ما يريد.
أما الآلهة الأخرى فقد صنع أشكالهم من التماثيل باعتباره إله الصناع والفنانين ثم أدخل الكلمة إلى جوفهم وخلقوا، وظلت هذه التماثيل شواهد على خلقه. وهكذا فإن كلَّ الآلهة و«كاءات» هذه الآلهة قد جمعت أنفسها له، راضية ومقترنة بسيد الآلهة.
وهو الذي خلق المدن وأسسها وصنع النظام السياسي لها، وهو الذي صار إلهًا للموتى ولجبانة منف (السقارة) ولذلك صار الإله بتاح سكر ومثل برأس صقر دلالة عليه. ولكي يكتمل المشهد الخلقي الشامل لبتاح كان لا بد أن يرتبط بالإله أوزور إله الخصب من ناحية وإله عالم الموتى من ناحية أخرى. وبذلك ظهر المثلث الإلهي (بتاح، سكر، أوزر) الذين مثلوه على هيئة رجل برأس جعران، وأحيانًا كان كصورة مومياء ملتحية تعلوها الريشتان وقرص الشمس وقرون الخروف، وكان إلهًا جنزيًّا وقد ارتبط بتاح، كما رأينا، كذلك بالإله نون، ثم الإله جعبي إله النيل ومصدر الخصب، وجب إله الأرض، وتنن إله الأرض القديم والذي يمثل التل الأزلي، وشو الذي يصعد إلى السماء وحتى آتون (انظر مهران، ١٩٨٤م، ٣٠٥).
وهكذا اعتبر الإله بتاح (الفتاح والبناء والخلق) هو الإله الخالق والمتحكم بالقضاء والقدر هو رب الرابية التي ظهرت في منف وليس في عين شمس ولذلك كان يلقب ﺑ «تاتنن» أي إله الأرض العالمية، وهكذا أعلن المنفيون أن الأرباب الذين عرفهم البشر جميعًا لم يكونوا غير صور من بتاح أو أقانيم له وأن بتاح هو الرب الخلاق القديم وقد صار بمثابة «القلب واللسان» لهم جميعًا (انظر مهران، ١٩٨٤م، ٢٥٦).
(ب) أبيس وعلاقته ببتاح
العجول المقدسة (الأبيسات) كانت تدفن في مقابر سرابيوم بسقارة، وتم العثور على تماثيل برونزية له ترجع للمرحلة الفارسية من مصر القديمة. وكان العجل يختار أبيض اللون به بقع سوداء بالجبهة والرقبة والظهر. وكان يعيش في الحظيرة المقدسة وسط بقراته. وعند موته كان الكهنة يدفنونه في جنازة رسمية. ثم يتوج عجل آخر كرمز روحي للحظيرة المقدسة وسط احتفالية كبرى.
وجد كتمثال بازلتي ضخم، يجسد سيرابيس في هيئة عجل يحمل قرص الشمس والكوبرا الملكية بين قرنيه، ويشير النقش الموجود على العمود الذي يدعم جسده أنه نحت في عهد الإمبراطور الروماني هدريانوس.
في المرحلة الهيلنستية البطلمية ظهر الإله سيرابيس هو إله جديد استحدث من الرمز «أوزيريس–أبيس» لجعله إلهًا مشتركًا بين الإغريق والمصريين القدماء.

(١-٥) سلالة وأساطير خنوم

الإله خنوم إله الشلال كان منذ أقدم العصور إلهًا محليًّا في منطقة الشلال الأولى في الإقليم الأول من أقاليم الصعيد وعُبد في إسنا وغيرها من المدن الكثيرة، وكان إلهًا خالقًا اشتق اسمه من فعل «خنم» أي «يخلق»، وهذا يشير إلى أنه كان إلهًا خالقًا منذ البداية ولم تسبغ عليه صفة الخلق كغيره من الآلهة. وكان خالقًا للآلهة والبشر والنيل و(صانع كلُّ ما هو كائن وكل ما سيكون).
كان الكبش الأفريقي رمزه، ولذلك كان يصور في هيئة رجل له رأس الكبش وأمامه دولاب الفخار، حيث يضع فيه ما يشاء من الآلهة والناس، إن الإله خنوم بطبيعته المائية مع دولابه الطيني أو الفخاري يشير إلى أن الإله الخالق في مصر عن طبيعته الشمسية في الغالب.
خلق خنوم نفسه بنفسه، ثم خلق الكون، حيث خلق الأرض ورفع السماوات على أعمدتها الأربعة، وخلق العالم السفلي والمياه، وخلق الكائنات الموجودة.
أما الآلهة والبشر فقد شكلهم من الصلصال على عجلة (دولاب) الفخار ثم خلق الحيوانات وسوى الأغنام القطعان وصنع العصافير والأسماك، وشكل الذكور المنجبين، أتى بالإناث إلى العالم.
وقد مثل الإله خنوم، أحيانًا، بأربعة رءوس كباش كانت تشير إلى أماكن عبادته الأربعة وإلى الآلهة الأربعة العظام الذين اتحد بهم؛ وهم «رع، شو، جب، أوزيريس»، وكانت هذه الرءوس الأربعة تشير إلى العناصر الأربعة في الطبيعة (النار، الهواء، الأرض، الماء) في إشارة إلى أنه امتلك السيطرة على عناصر الخلق. ولذلك جاءت علاقته بالكبش بسبب القوة الإخصابية التي ترمز له والتي تستثمر عناصر الخليقة هذه مع دولاب الخليقة الذي تجري عليه عمليات الخلق.
وكان ثالوث مدينة آبو يتكون من خنوم وزوجته عنقت (سيدة ماء النيل) رمزها الغزالة أو زوجته الثانية ساتت إلهة الماء والرطوبة ورمزها البقرة.
وهناك نصوص مصرية قديمة أعطت الصبغة الشمسية للإله خنوم بل وجعلته يأخذ أوامره من الإله «رع».
- (١)
ساتيس (ساتس، ساتييت): إلهة فيضانات نهر النيل، نشأت عبادتها في مدينة سوينيت العتيقة المسماة حاليًّا أسوان في أقصى جنوب مصر، واسمها يعني التي تنطلق للأمام في إشارة إلى الفيضان السنوي للنيل، وقد كانت في البداية إلهة للحرب، والصيد، والخصوبة وكان يُنظر إليها على أنها أم الإلهة عنقت وحامية للجنوب المصري.
لقبها «من تجري كالسهم» يشير إلى قوة تيار النهر، ومن رموزها هي السهم والقوس والنهر الجاري، وتم تصوير ساتت كامرأة ترتدي تاج الوجه القبلي الأبيض، مع قرني غزال أو ظبي عليه بسبب سرعتهما في الركض.
كانت آلهة للحرب وحامية للجنوب النوبي أو للحدود المصرية وقاتلة لأعداء الفرعون بسهامها، تُرسم ماسكة برمز عنخ أيضًا، فهي إلهة للخصوبة، وبالتالي فهي تحقق أمنيات هؤلاء الذين يتوقون سعيًا للحب، كما ينسب لساتت أنها توفر جرات من مياه التطهير. كذلك كانت ساتت تعرف بلقب عين رع.
وفي وقت لاحق أصبحت تعتبر واحدة من زوجات خنوم، الإله الوصي على منبع النيل، والذي كان يعبد في الفنتين (المقاطعة الأولى من مقاطعات مصر العليا)؛ بل لقد كان لها مركز عبادة لها في مكان قريب، في جزيرة سهيل، وحيث إنها كانت الأبرز في الطرف الجنوبي من مصر، فقد أصبحت تُعتبَر حارسة للحدود الجنوبية بين مصر والنوبة …
كانت عنقت ابنة الإلهة ساتت، وكانت بدورها إلهة للنيل كمثل أمها، حيث كوَّنت مع أمها وأبيها خنوم ثالوث الفنتين.
- (٢)
عنقت: إلهة تجسد نهر النيل أنثويًّا في الأساطير المصرية في الفنتين في بداية رحلته في الأراضي المصرية، وفي المناطق القريبة من النوبة. اسمها يعني «المعانِقة» أو «المحتوِية»، وقد أصبح في اليونانية أنوكيس وتقابل من الآلهة الإغريقية هيستيا أو فيستا. وكانت عنقت جزءًا من ثالوث مع الإله خنوم والإلهة ساتيس. ربما كانت ابنته من ساتيس وربما كانت شقيقة للإلهة ساتيس أو أنها قد تكون الزوجة الثانوية للإله خنوم بدلًا من ذلك، وكانت عنقت تصوَّر كامرأة مع غطاء للرأس من الريش المنتصب (التي يعتقد معظم علماء المصريات أن تكون تفاصيله مستمدة من ثقافة النوبة)، وعادة ما تمسك بيدها رمز عنخ، وكان لها حيوان مقدس وهو الغزال. وخلال عصر الدولة الحديثة شملت عبادة عنقت في الفنتين موكبًا نهريًّا للآلهة خلال الشهر الأول من فصل الحصاد (شمو)، وتذكر النقوش موكب المهرجان الخاص بخنوم وعنقت خلال هذه الفترة الزمنية.
كانت عجلة خنوم تدور طوال اليوم كلَّ هذا الزمن وتصنع كلَّ الكائنات التي نعرفها، وكان خنوم يعير عجلته أحيانًا إلى الإله بتاح (سيد الفنانين) الذي كان يضع عليها بيضة العالم ليصوغ من هذه البيضة الكائنات.
الإله بتاح يشكل بيضة العالم على عجلة خنوم الفخاري، ويصنع الإنسان.
(٢) حورس ملك الآلهة

كانت نهاية خلق الكون والنظام الكوني في المرحلة الثالثة خاتمةً لمرحلة إلهية شاملة. ويبدو أن العقل المصري كان عقلًا جدليًّا دائريًّا، فقد كان الإله الكبير الذي ظهر في نهاية خلق الكون الإلهي هو الإله «حورس» الذي كان يمثل الشمس. وهكذا أعادت الدائرة المصرية انبثاق الكون من الشمس وإلى الشمس.
إن الطبقة الأخيرة من شجرة الأنساب المصرية تمثل الإله الملك ابن الشمس الذي جاء كما نرى من طريقين: الأول أنه واحدٌ من أقدم آلهة مصر، ولم تكن له علاقاة بأوزيريس وإيزيس، بل كان إله الشمس الذي ظهر أولًا في صعيد مصر ثم أصبح، بعد توحيد مصر، الإله الأعظم لمصر منذ بداية العصر التاريخي. وهو، بسبب ذلك، أصبح إله الدولة وإله الملكية الجديدة، وجعله ملوك الأسرة الأولى ممثلًا بالصقر شعار الملكية والألوهية في الوقت نفسه.
أما الطريق الثاني فقد جاء من تزاوج أوزيريس مع إيزيس، حيث ولد لهما الإله حورس الذي كان يملك صفات خصبية أرضية وليست شمسية كما سبق في الطريق الأول (وهو ابن التاسوع في عين شمس)، لكن الوجهين — الأرضي والشمسي — امتزجا مع بعضهما ليشكلا صورة الإله المصري الشامل الذي جاء نتاج دمج اللاهوت الرسمي الفرعوني الملكي مع اللاهوت الشعبي الذي كان يمثله أوزيريس. ثم إن ظهور الشمس في خاتمة البانثيون الإلهي المصري وهي مطعمة أو مخصبة بكلِّ ما في الآلهة التي ظهرت من قوى يعطينا فرصة للتأمل في شخصية الإله «حورس».

يمثل حورس، من وجهة نظرنا، الصيغة الدقيقة لفكرة اعتبار الفرعون إلهًا أو ابن الإله الشمس؛ لأن حورس هو مصدر الملكية وهو ابن الإله الشمس والإله الشمس في الوقت نفسه.
إن اسم «حور» أو «حر» مشتق من كلمة بمعنى «البعيد»، وكانت أقدم صورة له، إنه يمثل السماء وعيناه هما الشمس والقمر ويلمس طرفا جناحيه آخر حدود الأرض. ومنذ أيام الحضارة المصرية كان حور رمزًا للملك سواء الحاكم أو المتوفى كما بدأ يظهر ارتباطه بعبادة الشمس منذ أيام العصور العتيقة؛ إذ أخذ يظهر رسم قرص الشمس المجنح، ومنذ هذا العصر أيضًا نجد أنهم كانوا يرمزون للملك الحاكم بهذا المعبود (انظر فخري، الموسوعة المصرية، ٢١٩).
وكان الصراع الأساسي يجري بين ست وحورس باعتبارهما وجهين متناقضين للشر والخير، الليل والنهار. وكان جذر هذا الصراع سياسيًّا بين إله الدلتا وإله الصحراء، أو بشكل أدق بين إله مصر وإله الصحراء ثم انتقلت أسطورة الصراع بينهما إلى الثقافة الأوزرية فأصبحت جزءًا من أسطورة أوزيريس وإيزيس. وصار حورس ابن أوزيريس ودار الصراع بين ست وأوزيريس أولًا ثم بين حورس وست الذي قتل أباه.
وهناك من يرى أن الطائر «حر» هو طائر عربي صغير أنمر أصقع قصير الذنب، عظيم المنكبين والرأس، وقيل إنه يضرب إلى الخضرة وهو يصيد ويختلف عن الصقر، وتستعمل كلمة «حر» إلى الآن في جزيرة العرب وشمال أفريقيا … وهذا يشير إلى الأصل الجزيري لاسم «حور»، ويعزز هذا الرأي النظرية التي تقول بأن أتباع حور جاءوا في فترة مبكرة من التاريخ من شبه جزيرة العرب إلى الشاطئ الأفريقي في إريتريا، ثم ساروا مخترقين البلاد حتى وصلوا إلى صحراء مصر الشرقية ودخلوها عن طريق وادي الحمامات، وكان ذلك الشعب الذي يعتمر الريشة قد وصل إلى مصر في فترة ثقافة نقادة الأولى. وهناك من يرى أنه جاء من عيلام عن طريق الخليج العربي ثم استقر في القرن الأفريقى، ثم اتجه إلى الشمال، ودخل مصر عن طريق القصير وقفط (انظر مهران، ١٩٨٤م، ٢٧٦).
ومهما كان أصل الإله حور إلا أن ارتباطه بمصر منذ أبعد العصور التاريخية جعله الإله الملك الذي جسد الألوهية المرتبطة بالملوكية. لقد شكل الإله حور بؤرة (الإله، الشمس، الملك) وبذلك جسَّد خلاصة الجوهر الديني للعقيدة المصرية بوجهيها الرسمي والشعبي، وهو الثمرة الكبرى لشجرة الآلهة (حفيد رع، ابن بتاح) وهو ملك الآلهة (ابن الشمس) بينما رع أب الآلهة، وهو ملك الناس (الفرعون بذاته)، ولذلك كان الصقر خير معبر عنه كرمز، وقد ظلَّ الصقر إلى يومنا هذا رمزًا للملك والسيادة والقوة.
(٢-١) أسماء حورس
اسم حورس هو أقدم لقب من الألقاب الملكية المصرية القديمة للملك. ظهر قبل عصر الأسرات في مصر، وظل هو اللقب الوحيد للملك حتى الأسرة الثانية، ثم ظهرت ألقاب أخرى بجانبه ابتداءً من الأسرة الرابعة حتى اكتملت بظهور لقب فرعون الذي تسيد هذه الألقاب، فكانت للملك خمسة ألقاب يتقلدها حين اعتلائه العرش وهي كما يلي:
اسم الملك | صورته ومحتواها | زمنه من خلال الأسرات | معناه | كتابته بالهيروغليفية |
---|---|---|---|---|
حورس |
![]() |
الصقر، البعيد | ما قبل الأسرات إلى الأسرة الثانية |
السيرخ حاوية مستطيلة تمثل الواجهة المغطاة أو المسورة لقصر يعلوه صقر حورس. ![]() |
نبتي |
![]() |
السيدتان «الأفعى واجت والحدأة نخبت» الحاميتان للوجهين القبلي والبحري | من الأسرة الأولى وحتى الأسرة ١٢ |
![]() |
حورس نب |
![]() |
حورس الذهبي (حورس يقف على رمز الذهب نب وهو سلة مزينة والذهب دائم لا يفنى) | منذ الأسرة الثالثة |
![]() |
نسوت بيتي |
![]() |
ملك الوجه البحري والوجه القبلي (البردي رمز الصعيد القبلي، والنحلة رمز الدلتا البحري) | منذ الأسرة الثالثة |
![]() |
سا رع |
![]() |
ابن رع (البطة وقرص الشمس) | منذ الأسرة الرابعة |
![]() |
بر عو (فرعون) |
![]() |
البيت الكبير | منذ الأسر (١–٣١) |
![]() التاج الأحمر (مصر السفلى) والتاج الأبيض (مصر العليا). |
أساس اسم حورس هو عقيدة قدماء المصريين أن فرعون يمثل خلال فترة حياته الإله الصقر حورس في حكم الأرض، وظل الملك مقترنًا بأسطورة أوزيريس منذ الدولة القديمة.
(أ) أشكال حورس المرتبطة بالشمس
- (١)
حور أور (أرويريس): حورس الأكبر وهو ابنه من حتحور والذي يمثل قوة النهار والنور، ويسمى وجه السماء.
- (٢)
حور خوتي: الشمس في الأفقين.
- (٣)
حور سماتاوي: موحد الأرضين.
تحوتمس الرابع يقدم القرابين لأبي الهول (حور أم آخوت). - (٤)
حور أم آخوت (هرماخيس): شمس الصباح وهو أبو الهول الذي سماه الإغريق العنقاء (سفنكس) والذي شمخ تمثاله في الجيزة على شكل أسدٍ رابضٍ له رأس إنسان يلبس غطاء رأس فرعوني. ووجهه يواجه الشمس المشرقة وهو حامي الأهرامات الذي يمزق أعداء رع.
وتصوره الأسطورة الإغريقية (في حكاية أوديب) كوحش له وجه وثديا امرأة وجسم أسد وأجنحة، وقد أرسلته الإلهة اليونانية هيرا إلهة الأرض ليهدد مدينة طيبة أبو الهول، يحرس ممرًّا على حافة جبل على البحر ويسأل كلَّ عابرٍ أحجية وعندما أعطى الملك أوديب الجواب الصحيح رمى أبو الهول بنفسه من القمة وسقط في البحر (انظر كورتل، ١٩٩٣م، ٤٤).
ولا يفوتنا هنا أن نذكر بذلك البحث الشيق الذي قدمه إيمانويل فليكوفسكي في كتابه أوديب وأخناتون والذي يعد اكتشافًا عظيمًا يعادل، بل يفوق، ما فعله فرويد عندما أثبت أن موسى مصريٌّ. فقد أثبت فليكوفسكي أن كلَّ أسطورة أوديب الإغريقية كان أبطالها ومسرحها يعيشون في مصر لا اليونان، وأن أوديب هو أخناتون وأن أبا الهول الذي يلقي بأسئلته كان هو الإله هرمافيس وتمثاله الشهير قرب أهرامات الجيزة (انظر فليكوفسكي، د.ت).
(ب) أشكال حور المرتبطة بأوزيريس
-
(١)
حور–با–خرد: أي حورس الطفل، وكتبه اليونان (حوربكراتس، حوربقراط)، وهو أحد مظاهر الإله حورس، وكان على هيئة طفل عارٍ يضع سبابته اليمنى في فمه وتتدلى خصلة من الشعر على جانب رأسه، ويمثل واقفًا أو جالسًا على ركبتي أمه إيزا. وقد انتشرت عبادته انتشارًا كبيرًا في العصر المتأخر في جميع أرجاء مصر وفي بعض بلاد حوض البحر المتوسط، وإلى جانب التمائم الكثيرة لهذا المعبود نجد له تماثيل صغيرة (انظر فخري، الموسوعة المصرية، ٢١٨).
الاسم حربوقراط يربط حورس بزهرة اللوتس والولادة الجديدة «إنه تسمية إغريقية للمظهر الطفولي لحورس، وهو جالس فوق زهرة اللوتس. ويتميز من خلال جديلة شعره وبأصبعه الذي يضعه فوق شفتيه في حركة تنم عن السكون والهدوء. ويعتبر الطفل دائمًا وأبدًا كرمز للبداية والاستهلال، ومبدأ قريب جدًّا من أصله. فهذه هي الصورة النموذجية للمطَّلِع الجديد على الأسرار أو للمتوفى المتأهب لولادة جديدة في دورة حياة ووعي آخر. وغالبًا، يمثل الفرعون في هيئة طفولية يقوم الإله «حورس أو رع»، بإرشاده بأسلوب أبوي واضح» (تيبو، ٢٠٠٤م، ١٢٥).
-
(٢)
حور خنت خات: حورس في الرحم (غير المولود).
-
(٣)
حور سا إست: حورس بن إيزة.
-
(٤)
حور نج أتف: حورس المنتقم لأبيه.
(ﺟ) أشكال حور المرتبط بالمدن
-
(١)
حور خنتي أرتي: حورس المتقدم على العينين (الصل).
-
(٢)
حور مرتي.
-
(٣)
حور خنت أن ما.
-
(٤)
حور هكنو.
-
(٥)
حور بهوتيت.
-
(٦)
حور نوب.
-
(٧)
حور حتحور.
-
(٨)
حو–آختي: حور الأفق وكان يمثل برجلٍ ذي رأس صقر متوج بقرص الشمس.
-
(٩)
حور–أم–آحت: حورس في الأفق وهو «قرص الشمس المجنح»، وهو رمز شهير للشمس ظهر مبكرًا في وادي الرافدين وشاع في بلاد آشور.
-
(١٠)
حور–سا–آمه: حورس المسن وهو الشمس الغاربة.

(٢-٢) حتحور
الإلهة حتحور زوجة الإله «حور»، ويعني اسمها «بيت حور» وتوصف بأنها ابنة الإله «رع». وكانت إلهة السماء والحب والجمال والمتعة. وصورت كبقرة أو كامرأة برأس بقرة أو برأس امرأة يزين رأسها قرص الشمس بين قرني البقرة، ولها دائمًا أذنا بقرة.
وكانت أهم معابدها في دندرة (في الصعيد)، حيث سميت هناك «حتحور العظيمة، سيدة دندرة وعين الشمس، وسيدة السماء، وسيدة الآلهة قاطبة، وابنة رع، التي لا شبيه لها»، وقد وحَّدها اليونان بأفروديت؛ لأنها كانت إلهة الرقص والموسيقى والحب وكل ما يبعث على السرور.
وكانت تُصوَّر أحيانًا كمرضعة لحور ابن إيزا وربة للحب والحنان والموسيقى، في آلهة فرحة جذلانة، ومن ثَم فهي ربة البهجة وسيدة الرقص، وربة الموسيقى وسيدة الغناء وربة التوثب وسيدة التيجان، ثم صارت بعد ذلك ربة للجبانة ترعى الموتى وترأسهم، وكانت صاحبة ألقاب ونعوت كثيرة، منها الذهبية أو ربة الذهب، وصاحبة القلادة البراقة كالسماء بنجومها، كما كانت لها تماثيل مموهة بالذهب (انظر مهران، ١٩٨٤م، ٣٣٧).
ومنذ ظهور الدولة الحديثة انتشرت فكرة «الحتحورات السبع»، وهنَّ أشبه بحوريات يرعين كلَّ أم أثناء حملها وعند ولادتها ويحددن للمولود مستقبله. وقد أخذت شكل المحاربة بسبب تسميتها عين الشمس التي تحارب أعداء رع.
وكانت حتحور تعتبر مرضعة الفرعون (كما أرضعت ملك الآلهة حور)، ولذلك توحدت حتحور مع الملكة زوجة الفرعون.

يقومون على حراسة أوزيريس أثناء تحنيطه ومن ثَم يحرسون أواني الأحشاء الأربع ويمثلون أركان العالم الأربعة.
وقد أخذت دورها في العقائد الجنائزية الأزورية وصارت سيدة الموتى، ومثلت كشجرة الجميز وبزغ قرناها من هذه الشجرة تخليدًا لذكرى أوزر الذي أحاطت به شجرة الجميز في شاطئ بيبلوس في فينيقيا.


وكانت ترضع الفرعون الميت والموتى من الناس؛ لتساعدهم أثناء تحنيطهم للوصول إلى عالم الموتى. ثم أطلق على المرأة المتوفاة اسم «حتحور» مثلما كان يطلق على الرجل المتوفى اسم «أوزيريس».
وإذا كانت حتحور قد اشتهرت بأنها زوجة حور فقد أنجبت منه الإله الطفل «آحي» الذي يصور عادة كصبي يقبض على شخشيخته يهزها مشاركًا في طقوس الموسيقى الدينية التي تقام لأمه، وكان لها «الحتحورات السبعة» كحاميات للحوامل والمواليد الجديدة.
- (١)
حابي: الذي يمثل الشمال، وكان يرسم برأس قرد وكان يرتبط بالإلهة نبتحوت (نفتيس)، وتحفظ في الآنية التي على شكله أثناء التحنيط الرئتان والقلب، ومعنويًّا يحافظ على القلب (أب).
- (٢)
دواموتف: الذي يمثل الشرق، وكان يصور في هيئة المومياء أو هيئة المومياء برأس ابن آوى، وكانت تحميه في دوره ضد الإلهة نوت (نيت) وتحفظ في آنيته معدة الميت، ومعنويًّا يحافظ على «البا».
- (٣)
إمستي: الذي يمثل الجنوب، وكان يصور كإنسان ذكر بلون الأنوثة الأصفر، وتشير جذوره القديمة إلى أنه كان أنثى. ولذلك فهو خنثى يجمع بين صفتي الذكر والأنثى. ويحفظ في آنيته الكبد. وكانت ترعى دوره الإلهة «إيزة». ويحافظ معنويًّا على اﻟ «كا».
- (٤)
قبحسنوف: الذي يمثل الغرب، وكان يصور في هيئة مومياء الإنسانية أو التي لها رأس صقر. ويحافظ معنويًّا على اﻟ «سعحو» أو اﻟ «سا».
كان لهؤلاء دور كبير في حفظ أحشاء الميت أثناء التحنيط، حيث توضع في أوانٍ تسمى اﻟ «كانوبية» ويعملون على حفظها بالاشتراك مع آلهة أناث مع كلِّ واحد منهم.
الصورة النمطية التي أصبح حورس عليها هي أنه ملك الآلهة، وأنه لقب كلُّ ملوك مصر الذين يعتبرون أنفسهم حورس على الأرض. وكان الملوك يتوَّجون، في الغالب، من قبل حورس، وأحيانًا يتوَّجون من قبل حورس وست كتعبير عن سيطرتهم وملوكيتهم على أرضي مصر السوداء والحمراء (الخضراء والصحراء).
(٣) الآلهة الوافدة من خارج مصر
(٣-١) الآلهة الليبية

-
(١)
تانيت: (تينيت، تانايت، تانيث، تنت، أو تانيس) مصدرها مصري من جهة وهي آلهة قرطاجية، فينيقية الأصل من جهة أخرى، وتعتبر حامية مدينة قرطاج. عُبدت إلى جانب بعل حمون، وكانت تسمى: وجه بعل. وتعتبر تانيت رمزًا للأمومة والخصب والنماء وازدهار الحياة. هناك علاقة بين تانيت والإلهة المصرية نيت (وتنطق كذلك: نيث) التي ظهرت في وقت مبكر من التاريخ المصري، وكانت الإلهة الحامية لساو عاصمة المقاطعة الخامسة من مقاطعات الوجه البحري (صا الحجر الحالية)، حيث كان مركز عبادتها في دلتا النيل الغربية والذي ظهر في وقت مبكر من عهد الأسرة الأولى.
كانت نيت (نيث) الإلهة الأم، الإلهة الحامية، القوَّاسة. رمزها البقرة، كانت وظيفتها القديمة حماية المدينة بقوسها وسهامها، ثم صارت الإلهة الأم التي أنجبت الإله رع، وكانت إلهة للدفن وهي ربة النسيج والأكفان التي يلف بها الميت.
امتداد أرض قبيلة تمحو في ليبيا القديمة من غرب النيل وفقًا لهرودوت.ظهر رمز تانيت في مصر والذي هو عبارة عن مثلث تعلوه دائرة ويفصل بين هذين الشكلين الهندسيين خط أفقي. ويعطي الرمز في جملته شكل امرأة بطريقة مبسطة جدًّا.
-
(٢)
Ash: إله الموت، إله الصحراء، رمزه حيوان ذئبيُّ الشكل، إله ليبي ظهر على الألواح المصرية منذ الأسرة الثانية وبرز بروزًا كبيرًا في الأسرة الخامسة، أما في الأسرة «٢٢» الليبية فقد سيطرت عبادته وخصوصًا في الواحات. له صلة كبيرة بالإله ست ويلقب بإله الطحنو (إله ليبيا). أصله «آش» الإله المصري القديم للواحات وكروم العنب في دلتا النيل الغربي، تم التعرف عليه من قبل المصريين القدماء باعتباره إله قبائل الليبو والتنحو، وهو إله «شعب الواحة»؛ ولذا فهو (إله ليبيا)، وكان في مصر مرتبطًا بالإله «ست» إله الصحراء والموت، وكان يُنظر إليه على أنه حامي الصحراء.أول مرجع معروف لتاريخ الرماد يعود إلى فترة ما قبل الأسرات، ولكن بحلول أواخر الأسرة الثانية، نمت أهميته، وكان ينظر إليه على أنه حامٍ للممتلكات الملكية، حيث كان الإله المرتبط به، في مصر السفلى، يعتبر الراعي ألوهية الملوك نفسها. كانت أهمية «آش» قد تم ذكرها حتى عصر الأسرة السادسة والعشرين، كان يصور كإنسان برأس أحد المخلوقات الصحراوية، ويظهر بشكل متنوع على شكل أسد أو نسر أو صقر أو أفعى أو مجموعة حيوانات غير معروفة. تُظهره بعض صوره أن له رءوسًا متعددة، على عكس الآلهة المصرية الأخرى، على الرغم من أن بعض الصور المركبة تظهر أحيانًا تربطه بالإله «مين». فهو إذن إله الصحراء الغربية إنسان برأس صقر وأحيانًا برأس ست أو بثلاثة رءوس للبؤة وثعبان ورخمة، ويُنظر إليه في بعض الأحيان على أنه اسم آخر لمجموعة «ست»، كما قد يطلق عليه اسم Ta-Bitjet ﻟ Serket أو Dunanwy for Anti أو Sefkhet-Abwy في Sheshat.
-
(٣)
تمحيت: إله ليبي قديم يعبر عن الأرض الحمراء. وربما كانت له علاقة بشعب «تمحو» الليبي.
-
(٤)
حا: إله الصحراء الغربية، إله الليبيين (إله الغرب)، رمزه الصحراء (ثلاث قمم متجاورة). مركز عبادته الإقليم السابع من أقاليم الدلتا، يرسم كرجل فوق رأسه ثلاث قمم متجاورة، ويحمل حربة في يده ليحمي بها الميت من أي مكروه، ظلت عبادته في مصر إلى آخر أيامها، وكان يرسم على جدران المعابد ومقابر الواحات الغربية.
-
(٥)
سث: إله الصحراء والحرب، رمزه حمار. كان إلهًا شمسيًّا يعبر عن الصحراء والحرب، وقد ظهر في نصوص الأهرام أن قوة الملك تُستمَد من قوته، وظهر من الصعيد رفيقًا لإله الدلتا «حور»، وأصبح في عهد الهكسوس «رب الأرباب»، وصار إله الموت الأحمر وتحول من معبود مقدس إلى رمز للشر.
(٣-٢) الآلهة النوبية–السودانية
-
(١)
الإله أهو.
-
(٢)
الإله تيتون.
-
(٣)
الإله بس.
-
(٤)
الإله ماندوليس (مارول، مرويل): إله نوبي شمسي يعبده المصريون في فيلة وكلابشة، في مصر العليا القريبة من الحدود النوبية. تم بناء المعبد الأول له في كلابشة خلال الأسرة الثامنة عشرة (حوالي ١٥٥٠–١٢٩٢ قبل الميلاد). وقد تم تحديده مع كلٍّ من رع وحورس وصُوِّر على أنه صقر يرتدي غطاء رأس مقرنًا (تاج الهيم) أو إنسانًا كان يرتدي التاج نفسه مع الحيات. في علاقته مع رع ظهر كطفل، يرمز إلى شمس الصباح.

(٣-٣) الآلهة الشامية
(أ) عنات، عنتات
إلهة شامية تصور على هيئة امرأة تلبس التاج الأبيض على جانبيه ريشتان، تتسلح بدرع وحربة وفأس قتال. واعتبرت بنت الإله «ست» وأصلها الإلهة عناة زوجة وأخت بعل إله الخصب والحرب الكنعاني.
وفدت إلى مصر في عهد الدولة الحديثة، وارتبطت بالإلهة عشتر، وكان يطلق عليها (درع الملك في مواجهة أعدائه)، واعتبرت كزميلتها زوجة الإله ست وابنة الإله رع. تصور كامرأة تلبس التاج الأبيض بريشتين ولها درع وحربة وفأس.
اسم أنات يظهر في عدة أشكال في الأوغاريتية والعبرية والأكادية والمصرية، وكما في مثل هذه الحالات، قد تختلف الأشكال على نطاق واسع. على سبيل المثال، في أوغاريت الخامس قائمة الإله هو مكتوبة دا–نا–تو أن تكون واضحة «أناتو». وإلا في الفينيقية هو «نت» ووضوحًا «عنات»، «أناتو»، «أناث» أو «عناتا». الاسم يترجم عادة من العبرية باسم «أناث»، ولكن يمكن أن يكون أيضًا «عنات». وعادة ما يكتب النموذج الأكادي باسم «أنتا» أو «أنتو». الأشكال المصرية هي «أنانت»، «أنيت»، «أنتي»، و«أنتيت». قد نجد أيضًا اختلافات من اسمها في الكتب المرجعية مثل أنثات، وهي إلهة كبيرة من إلهات الخصوبة، والحب الجنسي، والصيد والحرب. نشأت عبادتها في مصر بنهاية الدولة الوسطى، حتى قبل الهكسوس (آسيا ربما من سوريا) غزو مصر، وجودها يشهد بالتأكيد على الهجرة البطيئة للهكسوس قبل حكمهم النهائي في مصر. ومع ذلك، فقد حققت حضورًا، وخاصة في الشمال (الدلتا) خلال قاعدة الفترة المتوسطة الثانية من الهكسوس، الذين يبدو أنهم قد عززوا عبادتها في مصر. كانت ممثلة في ممفيس مثل كلِّ ما عدا الآلهة المحلية، وكانت مكثفات لها في عاصمة هيكسوس تانيس (مصر) وبيت شان في فلسطين.
(ب) Qetesh (قيتش –قادش٢)
إلهة الحب الآسيوية على هيئة فتاة عارية تمسك بيديها زهورًا وثعابين، وتقف فوق أسد واقف. وفدت من فينيقيا مع جنود مصر، ومن ألقابها «ربة السماء»، و«سيدة الآلهة»، «عين رع» و«التي لا مثيل لها»، وأدمجت مع حتحور. وكانت تصور في هيئة امرأة عارية وتمسك بيديها زهورًا وأفاعي وتقف فوق ظهر أسد واقف.

(ﺟ) با (بعل)، بار Bar، بعل Baal
إله الحرب. إله كنعاني عرفه المصريون مع دخول الهكسوس واستقرارهم في الدلتا، وقد قبله الناس كصورة مطابقة للإله «ست»، لم تشيد له معابد ولم يحظَ بعبادة خاصة، وكان يذكر كدلالة على قوة الملك وشدة بطشه بأعدائه.
كانت التسمية الشائعة لبعل في سوريا القديمة هو «حدد» الذي نجده في البانثيون السومري تحت اسم «أدد»، وفي البانثيون البابلي والآشوري تحت نفس الاسم «حدد»، وكان مرتبطًا بالمطر والسحاب والصواعق والبرق وأشكال الخصب.

(د) حورون
الإله «حورون» يرتبط بالقوة والحرب والشمس، ويعتقد أن اسمي «حوران» و«حران» لهما علاقة بهذا الإله. وهناك من يرى أنه إله العهود والمواثيق؛ لأنه «لا ينطق إلَّا بالحق» كما تروي بعض النصوص ذلك. وقد صورته مسلة شيحان في مؤاب وإلى جانبه صُرة الإله حورس، وقد اتخذ شكل العقاب (رمزه الشمس) ومن الآلهة الكنعانية التي يرتبط بها هي عناة ورشف وشلمان وملكارت وعشتارة، أما الآلهة الرافدينية التي يبدو أنه قد حمل صفاتها فهي نرجال وننورتا. ونفهم من كلِّ ما تقدَّم أن حورون إله شمسي لا علاقة له بالخصب، وأصبح مترددًا بين العالم الأعلى كشكل من أشكال الحرارة والشمس، والعالم الأسفل كإله للموتى والجحيم.
(ﻫ) رشبو Reshpu

إله الحرب والضوء. وهو رشف وهو إله الحرب الكنعاني الذي كان ابنًا للبعل وعناة، ويمثل القوة والبأس، ويرتبط أحيانًا بالصواعق والعواصف. إله آسيوي، الإله العظيم، رب السماء، يمثل على هيئة رجل ذي لحية طبيعية يلبس التاج الأبيض، وعلى جبهته رأس غزال بدلًا من الثعبان التقليدي.
ولا بد من التنويه أن الهكسوس هم من أدخلوا بعض الآلهة الشامية مثل بعل وعناة، وكان إلههم الرئيسي هو «سوتخ» الذي طوبق مع الإله ست المصري كإله للصحراء.
من المرجح أن المصريين في عصر المملكة الحديثة صنفوا جميع الأدوميين، العمونيين، الموآبيين، العماليين، المديانيين، القينيين، عابيرو، تحت اسم «شاسو»، وربما شملت هذه القائمة أيضًا الأموريين والأراميين. وهناك حتى إشارة تعود إلى حوالي ١٢٥٠ق.م. في بردية أناستاسي الأول إلى مجموعة شاسو العملاقة التي تعيش في كنعان، والتي يمكن التعرف عليها مع العماليق.
تم العثور على نقوش المملكة المتحدة الجديدة التي تشير إلى «أرض شاسو يهوا» في القوائم الطبوغرافية.
الأولى في سوليب والثانية غرب عمارا، حيث تم بناء سوليب، وهو معبد مخصص للإله آمون رع، من قبل الفرعون أمنحتب الثالث في حوالي ١٤٠٠ق.م. والذي يقع اليوم في دولة السودان على الضفة اليسرى لنهر النيل على بُعد ١٣٥ ميلًا جنوب وادي حلفا.

(٣-٤) الآلهة الرافدينية
-
(١)
آتون: إله الشمس رمزه قرص الشمس، كان الإله أوتو السومري إلهًا للشمس، وانتقل إلى الدلتا وأصبح اسمًا لإقليم أوتو الذي أصبح بعد ذلك بوتو. والصورة المقابلة هي صورة الإله «أوتو» في شكل الأفعى. أما آتون فأصبحت صورته رمزية تدل على قرص الشمس.
-
(٢)
آمون: الإله الخالق (المختفي) رمزه الثعبان، كان أحد أسماء الإله الشمس عند السومريين هو «أمنا Amna» ولا نستطيع أن نجزم أن هذا الاسم هو أساس ظهور الإله آمون في مصر ولكن تشابه الاسمين واضح هنا.
-
(٣)
أوزيريس: إله الخصب، إله الموتى. رمزه: النباتات. كان أوسار أحد ألقاب الإله تموز الذي انتقل إلى مصر، وكان في بداية الأمر إلهًا للخصب، وهنالك بعض التشابه بين أسطورة تموز وأسطورة أوزيريس وطقوس موتهما.
-
(٤)
عشتار (أستارت، عشتروت) Astharth, Ashtoreth: إلهة الخيل والعربات، رمزها اللبؤة، أشهر إلهة بابلية انتقلت عبادتها إلى بلاد الشام ثم إلى مصر، وأصبحت وجهًا للإله ست، وحملت من ألقاب الآلهة «سيدة السماء» و«سيدة الآلهة» و«سيدة الخيل والعربات»، ووصفت بأنها ابنة بتاح ووحدت مع الإلهتين إيزيس وحتحور.

(٣-٥) الآلهة الحيثية
-
(١)
كنت kent: سيدة السماء.
-
(٢)
آست Asasit: إلهة الحرب الحيثية.
-
(٣)
إنثريتا Anthreta: إلهة الحرب زوجة أو رفيقة الإله سوتخ.
(٣-٦) الآلهة الإيجية والهيلينية
آيليثيا Eileithyia
إلهة يونانية لمولد الأطفال، واسمها بالميثولوجيا الرومانية لوسينا وهي ابنة زيوس وهيرا في كريت، أيضًا إليوثيا أو إليسيا، كانت الإلهة اليونانية للولادة. في كهف أومنيسوس (كريت)، كانت مرتبطة بالولادة السنوية للطفل الإلهي، وترتبط عبادتها مع إنسيدون (الأرض ساكر)، الذي كان الجانب الآخر للإله بوسيدون. فمن الممكن أن عبادتها ترتبط مع عبادة إليوسيس.

أسار هابي (سرابيس) Asar-Hapi وOsiris-Apis
إله اخترعه الكهنة في عهد بطليموس الأول مؤسس الدولة البطلمية في مصر القديمة للتوفيق والتآخي بين المصريين واليونانيين عن طريق الدين. تزوج سيرابيس من الإله إيزيس وله ابن يدعى هاربوكراتس، وكان يتمثل للمصريين على شكل العجل المقدس أبيس ولليونانيين على شكل الإله زيوس.
دلالته: أوزر بهيئة الثور المتوفى. إله الموت.
جذوره أو رمزه: الثور و(قرنا الكبش).
اسمه مركب من (أوزر) و(أبيس) أي الثور المقدس، أبيس المتوفى هو الثور المقدس لممفيس، ويرى بلوتارخ أن أبيس هو الصورة الجميلة لروح أوزيريس.
وقد أعلا شأنه الإغريق البطالمة وسموه «سرابيس»، وأصبح إله سينوب ذا اللحية والشعر الأشعثين، فهو الإله الأعلى للبطالمة وحل تمامًا محل أوزر (أوزيريس) وكان السيرابيوم مكان دفن الثيران المقدسة محل عبادته.
