المبحث السابع

أساطير الموت

(١) آلهة عالم الموت

  • (١)

    ست: رمز الشر والصحراء، والعواصف، والأجانب، وإله الظلام والفوضى. وإله عالم الموت، إنسان برأس حيوان غريب، يشبه رأس الكلب بأذن مفلطحة قائمة وذيل مستقيم ممتد إلى أعلى. يُصوَّر ست بالغاصب الذي قتل وشوَّه أخاه أوزيريس، لكن إيزيس زوجة أوزيريس قامت بإعادة تجميع جثته وتحنيطه. وسعى حورس بن أوزيريس للانتقام منه.

    دُمج «ست»، في عصر احتلال الهكسوس لمصر، مع معبودهم السامي «بعل» (بعر بالهيروغليفية)، وأصبح كبير آلهتهم، فعبدوه وقدَّسوه تحت اسم سوتخ.

  • (٢)

    أنبو، أنوبيس (آنوب، آنوبو، وب، آينبو، ينيبو، إنبو) وهو ابن أوزيريس ونفتيس، ويعرف أيضًا ﺑ «سخم إم بت». وهو إله الموتى الذي رأسه رأس الضبع والذي يخدم كدليل للموتى المؤخرين وحارس الدنيا السفلى. انتهت عبادته منذ الأسرة الخامسة إلى والده الإله أوزيريس، يجسده ابن آوى وهو من حيوانات ست والذي يميل إلى أكل الجثث الميتة، وهو ما يفسر وظيفته في عالم الأموات وترميزه بابن آوى. الكاهن الذي يقوم بعملية التحنيط يضع قناعًا لابن آوى حين يقوم بعملية التحنيط.

    figure
  • (٣)

    أبواوات (وبواوت): دلالته؛ فاتح الطريق، جذوره أو رمزه؛ الذئب، إله أسيوط وحليف أوزيريس وأنوبيس، وهو مقاتل ويحمل درعه ويتقدم مواكب احتفالات أوزر، ويقود قارب الشمس خلال رحلاته الليلية في الدوات، وقد عُبد أيضًا تحت اسم «خنتي أمينتي» أي الذي يحكم الغرب. ويوصف بأنه المحارب الذي يتقدم الملوك ويمهد لهم الطريق إلى النصر، إله برأس ابن آوى واقفًا على أقدامه الأربع.

  • (٤)

    أمنت (أمينتي): دلالته؛ إله الموتى (المغرب)، ويعتبر بمثابة شيطان كبير من شياطين العالم الأسفل (دوات). جذوره أو رمزه؛ تمساح وهو إله أرض الموتى الواقعة في جهة الغرب، حيث تنتقل الأرواح إلى هناك، وكان يشير إلى المكان الخلفي أيضًا والمقصود به العالم الأسفل أو الأرض السفلية، ويظهر مع أوزيريس حين يزن الأرواح، ويسمى «ملتهم الأرواح» المخطئة. فهو أحد آلهة الحساب والعقاب.

    figure
  • (٥)

    أمنتت (تأنيث كلمة الغرب أمنت، أو الغربية)، حامية أرواح الموتى وأول من يستقبلهم هناك، تجهز لهم الطعام والشراب وتجعلهم مستعدين لمواجهة المحكمة واجتياز امتحانها، تظهر في شكل امرأة تحمل فوق نصف دائرة بعصا طويلة (علامة الغرب)، وفوقها تقف ريشة أو صقر وكانت تحمل أحيانًا جناحين مفرودين يحتضنان جثة الميت، كانوا سابقًا يعتقدون أنها تسكن داخل شجرة تقع على حافة الصحراء تشرف على بوابة العالم الآخر.

    أختها أيابيت (الشرقية) تظهر معها، ولها صلة بالإلهات الكبيرات وهنَّ في العالم الآخر مثل حتحور وإيزيس.

  • (٦)

    حا: سيد الغرب الحامي للصحراء الغربية يمثل على هيئة رجل فوق رأسه رمز الصحراء ويحمل حربة في يده يحمي بها المتوفى.

    هو الإله المصري القديم للصحراء الجنوبية الغربية: ومن هنا لقبه رب الليبيين. وبوصفه ألوهيًّا للغرب، فإنه يعمل في جزء من جنون الموتى. وعلى توابيت من فترة Herakleopolites يظهر أنه جلس على يمين الشخص، أي في الجانب الغربي. يصور في شكل بشري محض، وفي السيناريو يحمل تلال الرمال من الصحراء على رأسه.
    figure
  • (٧)
    خنتي أمنتيو: Khenti-Amentiu: إله الموتى، والغرب الصحراوي وجبانة أبيدوس القديمة، ويصور على شكل كلبٍ أو ابن آوى أو صقر. معنى الاسم «قبل كلِّ الغربيين» أو «رئيس الغربيين»، حيث يشير «الغربيون» إلى الموتى. حارسًا لمدينة الموتى. استخدم اسمه كعنوان لأوزيريس وأنوبيس.

    يظهر الاسم على أختام أسطوانات الفراعنة الأولى، ربما كان اسم خانتي أمنتيو مجرد لقب لأوزيريس.

    خضع لتغيرات كان يدل فيها على أمنتيو، أوزيريس، أنوبيس لتغييرات كبيرة في أواخر المملكة القديمة. وفي الأسرة الخامسة، بدأت العديد من الآلهة تظهر بصيغة اسمه، بما في ذلك أوزيريس، الذي لا يظهر اسمه في أي نصوص في عهد الدولة القديمة.

    معظم النقوش من ذلك الوقت تظهر أن أوزيريس وخانتي–أمنتيو كانا على اتصال وثيق ببعضهما البعض. كان معبد خانتي–آمانتيو في أبيدوس مخصصًا بشكل صريح لأوزيريس، وأصبح مركز عبادته الرئيسي.

  • (٨)

    سرقت: الإلهة العقرب التي تجعل تسبب التنفس من الحلق لأنها تقي من لسعات العقرب، وهي بذلك تحمي المتوفى. تُصوَّر في هيئة آدمية يعلو رأسها عقرب.

    هي إلهة الوقاية من اللسعات السامة للعقرب. وباعتبارها لاذعة، كان ينظر لها على أنه أحد الأشخاص الذين يمكن أن يشفي من حروق العقرب وتأثيرات الكائنات الأخرى مثل عضات الثعابين. في الفن المصري القديم، كان سيركيت يظهر كعقرب، أو كامرأة لها العديد من المعابد ولها عدد كبير من الكهنة.

    كانت بمثابة المدافعة عن الموتى، خاصةً أنها مرتبطة بالسموم السائلة التي تتسبب في التصلب. وهكذا قيل إنها المدافع عن خيام المحنطين، والجرعة الكانوبية المرتبطة بالسم، جرة الأمعاء التي تألقت فيما بعد باسم قبحيسنوف، أحد أبناء حورس الأربعة.

    figure
  • (٩)
    شسمو Shesmu, Schezemu, Schesmu, Shesemu, Shezmou, Shesmou: شيزمو الإله الشيطاني المصري القديم للإعدام، الذبح، الدم، النفط، وهو يُصوَّر شيطانًا من واجباته الإعدام والذبح والدم والزيت والكحول، وكان إلهًا للنبيذ لكنه تحول لشيطان ومركز عبادته الفيوم، إله عصير العنب، والذي يحمي المتوفى ويزود الملك المتوفى بالطعام. رموز: الأسد، الأحمر، قطع رأس السيف.

    النبيذ والعطور. مثل كثير من آلهة مصر القديمة كان شيزمو ذا طبيعة معقدة. كانت لديه صفات من الضوء والظلام على حدٍّ سواء، ولكن هذا لم يكن السبب في أنه كان يُعرَف باسم «شيطان». بالنسبة للمصريين، مثل الآلهة الأفريقية الأخرى، لم تكن الشياطين بالضرورة شريرة في الطبيعة. في كثير من الأحيان كانت مفيدة للغاية. بدلًا من ذلك، أعطيت كلمة «شيطان» لشيزمو لأنه كان واحدًا من الآلهة الأقل، وبسبب علاقته بالعالم السفلي.

    كان شيزمو الإله الشيطاني من النبيذ الأحمر، والذبح، وأحيانًا العطور أو الزيوت. والعلاقة بين الدم واللون قرمزي من النبيذ واضحة. كان من المعروف أن شيزمو قام بتدمير الظالمين، ووضع رءوسهم برفق في معصرة النبيذ لإزالة الدم. كان يعرف باسم «جلاد أوزيريس». ويسمى (ذبَّاح الأرواح) وكان مفيدًا جدًّا للموتى. على الرغم من أنه كان جلادًا شريرًا للأشرار، إلا أنه كان أيضًا حاميًا كبيرًا للفضيلة. قدم شازمو النبيذ الأحمر لأولئك الذين مروا في الدوات، وكان مسئولًا عن الأجسام الأرضية مثل زيوت التحنيط، والعطور.

  • (١٠)

    مرت سجر، مرسجر: من ألقابها سيدة الغرب وحامية جبانة طيبة التي تحب السكون، رأسها مثلث على هيئة ثعبان أو امرأة ثعبان.

    كانت إلهة مرت سجر إلهة وادي الملوك، في العصور القديمة، كانت تسمى «أمنيت» و«ذروة الغرب».

    خلال عصر الدولة الحديثة، كانت مرت سجر إلهة خطيرة لوادي الملوك. كانت مرت سجر خطرة، ولكن أنيقة، إلهة تشفي من لدغ وتعمل على معاقبة المذنبين والكذابين وتُشبَّه بالأسد والثعابين.

    لأنها كانت شرسة في السعي لدحرالخطيئة. للتقية، رُفضت عبادتها بسرعة في الأسرة اﻟ ٢١، حين تم التخلي عن وادي الملوك. وقد وصفت مرت سجر كما ثعبان ملفوف، أو كالمرأة التي ترأسها الكوبرا. اسمها يعني «التي تحب الهدوء».

    figure
  • (١١)
    أقر أو أكر Akar: تجسيد قديم للأرض ومن ثَم للعالم الآخر، يتم تمثيله بأسدين ظهرهما متقابلان، بينهما علامة الأفق أو الشمس، يقومان بحراسة مدخل ومخرج الآخرة ويمثلان رمزي شو وتفنوت، أي الهواء والرطوبة.

    دلالته: إله أرض، إله اليوم والغد، وهو أحد الآلهة القديمة التي قدمت من وادي الرافدين، وكان اسمه بالأكدية «أكر، إكاور»، أي حارث أو فلاح، ويُصوَّر بشريط من الأرض مع رأس بشري أو رأس أسد على طرفيه. ويمثل بأسدين ملتصقين واحد اسمه دواي (بمعنى الأمس) والآخر يسمى من سِفِر (معنى الغد)، وهكذا أصبح أقر دائمًا يسمى «الذي ينظر للأمام وللخلف»، أحدهما يواجه الغرب والآخر يواجه الشرق، حيث غروب وشروق الشمس. ويظهر الإله أكر حاملًا مركب الشمس.

  • (١٢)
    (Soker) سوكر: هو أحد آلهة الموت القدماء. كان سوكر إلهًا لخصوبة الأرض وحامي عمَّال التعدين مما جعله قريبًا من الإله بتاح (إله العمال) وأعطوا له نفس الصفات. ولهذا كانوا يسمونه أحيانًا بتاح–سوكر.

    ثم أصبح إلهًا للموت وأصبح يُمثَّل بجسم إنسان له رأس صقر. وكان له دور في طقوس فتح الفم للموتى، وهذه من خصائص بتاح، وكان له احتفال يحتفل به في منف منذ أقدم العصور كإله الموت.

    رُبط بين إلهي الموت أوزيريس وسوكر. ومن هنا نشأ معتقد الثلاثي (تاح–سوكر–أوزيريس). وكان سوكر أحيانًا ممثلًا بمومياء أوزيريس وله رأس صقر.

    انتشرت عبادته في منف شمال مصر، وهو مكان دفن الملوك منذ الأسرة الأولى هناك. وكانت منطقة سقارة هي المخصصة لدفن فراعنة مصر في ذلك العصر الأول، وربما يحمل اسم المنطقة «سقارة» من اسم «سوكر» الذي له علاقة بلفظ صقر العربية، والتي قد يكون جذرًا إيتمولوجيًّا له.

    figure

(٢) أسطورة الدورة الليلية للشمس (في عالم الدوات)

تصف هذه الأسطورة هبوط الإله رع إلى العالم السفلي مساء كلِّ يوم وخروجه منه صباح اليوم التالي، وهي أسطورة هبوط آلية سيصادف فيها الإله رع اثنتي عشرة مملكة من ممالك عالم الدوات (عالم الآخرة أو العالم السفلي).

عندما يحلُّ المساء يصل مركب الإله رع (ماعيت) إلى جبل «مانو»، حيث يستبدله بقارب المساء (سيكتيت) ويبدأ بالغوص في الغروب في ظلمات الدوات عند ثغرة أبيدوس، حيث تقف جمهرة من الآلهة في انتظار القارب المزين بالقرمز والأرجوان والأزورد والذهب الخالص الجميل، وعندما يبدأ القارب بالهبوط يمر عاريًا في الدوات، ويرقد فيه جسد رع ميتًا وقد فارقته الحياة، ويمسك الآلهة بالحبال، ويجرون القارب على صفحة النهر الحزين ويتسع النهر رويدًا رويدًا وتحتل ربات الليل الاثنتا عشرة أماكنهن، حيث يقدن القارب خلال الظلمات لأنهن يعرفن مسرى النهر ولا أحد يعرف مسراه حتى رع ويصادف زورق رع الممالك الاثنتي عشرة وهي (انظر بدج، ١٩٩٤م، ١٩٥–٢٩٨) و(الحناوي، د.ت، ١٦٥–١٨١):
  • (١)

    مملكة نهر رع: حيث يقضي رع الساعة الأولى في هذا النهر المحاط بست أفاعٍ على كلٍّ من ضفتيه، وقد اندلعت النيران من أفواهها وتنتشر الأفاعي حول بوابة المملكة الأولى، بينما الآلهة تحرس قارب رع، حيث يمر زورق الشمس من مدخل الدوات (العالم الأسفل).

    وهو يحمل قرص الشمس الذي يحتوي على الجعران ويحيط به ثعبان الأوربوس الذي يمسك ذيله ويحرسه إلهان في مقدمة ومؤخرة الزورق. وعلى يمين ويسار القارب «٢٤» إلهًا، ويتجه القارب نحو بوابة. الساعة الثانية التي يحرسها ثعبان طويل وحين يمر الزورق منها «تبكي كلُّ القاطنات في ست وتصيح».

    الموضوع المعلومات
    اسم الآلهة في الساعة الأولى تحطيم جباه أعداء رع
    المميزات الهيكلية الكورس الكبير، قاربان للطاقة الشمسية؛ الهيكل العام للساعة متوازن للغاية. على الرغم من أن رع «يدخل الغرب»، فإننا نرى قيادته قانونية ملكية. القيادة المزدوجة لماعت تقود رع على طريق الظلام.كائنات الدوات تحيي رع وتبتهج لقدومه، السجلات العلوية والسفلية لها تقسيمات مماثلة، تحية موحية من جوقة كبيرة لإله الشمس.كما يدخل روح «با» في الليل، عارفًا طريقه في ظلام الليل إلى ولادته عند الفجر. خلال هذه الفترة، كذلك يواصل رعايته لكائنات الساعة الأولى. هذه الدورة من رع متكررة. يفعل ذلك منذ الأزل، عندما خلق أتوم نفسه. تحت زورق إله الشمس المسن هو لحاء إله الشمس المُنبعث، ممثلة بالجعران أو الخنفرة خبري، التي ترمز إلى التجديد المرتقب، المرعي بشخصين أوزوريسيين راكعين.
    الدلالة البصرية الرئيسية حجرة انتظار الدوات تُظهر رع عند الغسق والفجر، نظرًا لوجود جوقة غربية كبيرة إلى حد كبير، يتم إعطاء الإجراء الرئيسي في السجل الأوسط المزدوج، موضحًا ﺑ «البدء» (إعادة القديم) و«النهاية» (إعادة أحياء) دوات
    الموضوع ملخص بداية ونهاية الغرفة الخفية
    المرجع: Dungen, Wim van den: The Hidden Chamber, Antwerp (2012).
    figure
    الساعة الأولى. Drawing by A. G. Shedid (digitally enhanced)–Hornung (1999).
    figure
    مركب الشمس في الساعة الأولى لليل.
  • (٢)

    مملكة أونس (أورانس): حيث يتسع النهر ويحمل على مياهه أربعة روامس بلا مجاديف ولا ساريات، وتعيش في هذه المملكة أرواح القمح، ففيها الآلهة التي تصنع القمح والشعير وتبارك المحصول فتزيد الخيرات والثمرات. وتفتح إلهة الساعة الثانية البوابات، يدخل قارب الشمس ويحاط من اليمين ﺑ «٢٤» رجلًا يصلون لرع، ومن اليسار ﺑ «٢٤» مجرمًا يرقد منهم أربعة على ظهورهم والعشرون الآخرون مربوطة أيديهم إلى الخلف، أما الزورق فيتوسطه الإله برأس كبش وأمامه ثعبان، ويجر الزورق أربعة كائنات ويستقبله سبعة وستة من الآلهة وإله العكاز، ويقترب الزورق من البوابة المحصنة بحائطين تعلوهما رءوس الحراب، وفي كلِّ ركن من الممر الذي بينهما ثعبان تخرج من فمه كرات النار التي تملأ الممر ومومياوات حارسات وثعبان حارس.

  • (٣)

    مملكة نهر الإله الواحد (أوزيريس): حيث يظهر إله الموتى أوزر على عرشه الذي استوى على الماء، فوق غدير عميق رقراق وعلى سطحه زهرة لوتس وحيدة لونها كالسماء ويقف عليها أطفال حور الأربعة الذين يعاونون أوزر في الحساب ويحفظون أجساد الموتى. ويظهر أوزيريس وهو يقوم بالحساب ويلقي الخطاة في حفر النار (الذين تُهبط قلوبهم الميزان أمام الريشة لأنها مليئة بالخطايا). أما الصالحون (الذين قلوبهم أخف من الريشة) فيقودهم تحوت، بعد أن توضع قلوبهم في أجسادهم، إلى ظل عرش أوزر، حيث يعيش معه في مملكته. يحتاج القارب البوابة السابقة ويحاط ﺑ «١٢» إلهًا مقدسًا في محاريبهم يمتد على هذه المحاريب ثعبان طويل، ثم يليه «١٢» إلهًا من بحيرات النار أمام كلِّ بحيرة سنبلة قمح، وفي الجانب الأيسر الإلهة تم أبيب. تسعون إلهًا يسمون الرؤساء الذين يعبدون أبيب، الإلهة تم والآلهة التسعون. أما زورق الشمس فتسحبه ثمانية آلهة، تعمل الآلهة المحيطة بالزورق من اليسار تحت قيادة تم على ذبح كبير الشياطين أبيب وهو وحش يُسحَر بتلاوة بعض التعازيم عليه، ثم تفصل رأسه بعد ذلك ويقطع جسده إلى أجزاء عند الوصلات، وعندما يعبر الإله الساعة الثالثة ويغلق الباب يعلو صوت نحيب كلِّ الكائنات المقدر عليها أن تظل فيها. وبوابة الساعة الثالثة مشابهة للثانية تقريبًا.

  • (٤)

    مملكة فوهة المقبرة: وهي صحراء لا نهاية لها وتعج بالثعابين الضخمة المجنحة، والنهر في هذه المملكة تائه بين الصخور ومجراه عميق وشديد الانحدار ويتحول أوزر إلى أفعًى تحرس قارب رع.

    يظهر في هذه الساعة الإله أوزيريس، والإله حورس الأكبر في كوكب يتقدمه ثعبان اسمه «لهب» نحو أوزيريس الذي يرتدي تاج الجنوب ويقف فوق ثعبان. وخلفه «١٢» إلهًا ويخترق زورق رع عبر النهر ويقترب من ضريح به ستة معابد في كلٍّ منها إله محنط يرقد مستويًا، وتسمى هذه الآلهة التي في موكب أوزيريس في كهوفها، ثم يصادف ست نساء بينهن الثعبان «هيريريت» الذي ينجب «١٢» صلًّا تفنى الساعات اللائي تمثلها النساء، وفي هذا الجزء كما في الأجزاء الأخرى يخاطب «رع» الكائنات التي فيه ويرتب طريقة تزويدها بالطعام ويذكرها بواجباتها تجاهه كخالق لها.

  • (٥)

    المملكة الخفية: حيث الإله سوكر (الصقر) إله الجبانة يقيم عميقًا في باطن الأرض في جحر يحرسه أبو الهول يمينًا وشمالًا. وتربض بينهما أفعى بثلاثة رءوس. وقرب الإله سوكر بحيرة يغلي ماؤها يُلقى بالخطاة والعصاة فيها.

    يظهر فيها حور الأكبر وثلاث فصائل من الكائنات من بينهم فصيل مكون من «١٦» شخصًا يؤلف كلُّ أربعة منهم نوعًا من الجنس البشري وهم: البشر أي المصريون، والأمو أي الآسيويون، والزنوج والليبيون، ويخاطب «رع» هذه الفصائل جميعًا ويقول لهم: «أنتم دموع عيني»، ويقول للأجناس البشرية إنه قد خلقهم وإن الربة سيخيت قد أعتقت أرواحهم، ويخاطب فصيلة تحمل السلالم ويطلب منهم قياس الأرواح المقدر لها الفناء وتدمير الأرواح التي تقرر تدميره. أما الآلهة التي في زورق رع فيخاطبها ويطلب منها أن تشد بهمة وأن تكون سواعدها باسلة وأقدامها ناعمة وأرواحها قوية وتمهد طريق النجاح له ليصل إلى الدوائر المختفية، ثم يخاطب الأشكال التي تغطي أكتافها، والتي تحمل الثعبان أينوتشي ويطلب منها أن تسحبه ويمدح هؤلاء الصادقون فوق الأرض ويمجد أسماءهم ويصدر أمرًا بمنحهم كعكًا لأرواحهم وهواءً لأنوفهم وأعشابًا خضراء ومكانًا بين آلهة الحق والعدل في الركن الذي يسكن به رع، حيث تجهز مجمعات الآلهة كلمات «القدرة» أو القسمة والنصيب.

  • (٦)

    مملكة نبع المياه: وهي تابعة للإله أوزر، وعلى ضفتي النهر تماثيل للآلهة وسبعة صولجانات وأسد قويٌّ يزأر في الظلام. وثلاثة كنوز يحرس كلًّا منها ثعبانٌ ينبعث من فمه اللهب، وفي تلك الكنوز أشياء غريبة (رأس إنسان، جناح طير، رجل أسد، أفعى بخمسة رءوس يرقد بين طياتها خبيرا، وعند قدميه رمز اللحم وهو سيردُّ الحياة إلى الموتى، إلى رع الميت في القارب).

    هذا الجزء مخصص للإله أوزيريس الذي يظهر وهو جالس على عرشه وأمامه الميزان الذي يزن به الكلمات في مقابر طائر الشر، وأمام الميزان هناك قارب فيه قرد يسوق بعصاه خنزيرًا أمامه، ويقول النص إن أوزيريس عندما يبدأ في وزن الكلمات يطرد الشر ويصبح قلبه عادلًا ويمسك بالكلمات يضعها على الميزان في المكان المقدس، حيث تقام المحكمة لكل ما خفي من أشياء غامضة خاصة بالأرواح. ويتضح مكان أوزيريس هنا لأنه يقع في أقصى العالم الأسفل ومنه سيتجه القارب نحو الشرق.

  • (٧)

    مملكة الكهف السري: حيث الثعبان العظيم أبيب الذي يبتلع كلَّ ما يأتي به النهر من ماء، فقد يتحطم قارب رع، ثم يفنى رع بعد ذلك، وعندئذٍ تسيطر على العالم قوى الظلام والشر وتنتصر على الآلهة. وهذه الساعة هي أصعب ساعات مرور قارب رع، ولذلك تقف الإلهة إيزيس في مقدمة القارب وترتل تعاويذها السحرية وتحرك يديها بإيماءات سحرية، أما جثة رع فيلتف حولها الثعبان «مهن» ليحميها، وحين يمر القارب قرب أبيب الذي يتلوى في الرمال ويستعد للقفز إلى القارب يقوم «سلك، هردسوف» بتوثيقه بالحبال ثم يطعنانه بالمُدى محاولين القضاء عليه ولكن أبيب خالد لا يموت وينتظر كلَّ ليلة قارب رع ليحطمه.

  • (٨)

    مملكة مثوى الآلهة: حيث يقيم الموتى من الآلهة ويقيمون محنطين وملفوفين في لفات من الكتان يحيُّون قارب رع عندما يمر، لكن رع لا يجيب، ويتقدم قاربه تسعة آلهة تتقدمها أرواح تاتنن أربع على شكل كباش كبيرة متوحشة قرونها متسعة مدببة، وقد تُوِّج أولها بريشة طويلة، وتُوِّج الثاني بتاج الشمال الأحمر، والثالث بتاج الجنوب الأبيض، أما الرابع فقد تُوِّج بقرص الشمس.

    ثم يمضي القارب باتجاه مدافن الآلهة التي تقع جوار النهر، وهي تلال عالية من الرمال، وعلى كلِّ تل بناء، وعند نهاية كلِّ تل رأس رجل يترقب مرور رع وكأن هذا المشهد يذكرنا بالأهرامات وأبي الهول التي تبدو وكأنها تجسيد لأول مرور لقارب رع بعد انتصاره على أبيب.

  • (٩)

    مملكة عالم صور: حيث يجري النهر عنيفًا وتحرس القارب «١٢» إلهًا من آلهة النجوم وفي أيديها مجاديف قصار، وهذه المملكة مضيئة نسبيًّا؛ لأن «١٢» من الثعابين الكبيرة الملتفة على نفسها في ضفاف النهر تقذف اللهب من أفواهها، وهناك روامس ثلاثة طافية تحمل حيوانات تشبه البقر والكباش ولها أرواح الناس، وهؤلاء هم الذين تقدم لأرواحهم القرابين في الدنيا، وتستمر ربات النجوم بالغناء بينما يمر القارب بهدوء.

  • (١٠)

    مملكة نبع المياه والشطوط الرفيعة: حيث يجري النهر عميقًا ومنحدرًا، ويحرس القارب حرَّاس مسلحون براقة تتقدمهم نجمة الصباح على شكل ثعبان مزدوج الرأس يسعى على قدميه وعلى رأسه تاجا الشمال والجنوب وبين طياته يقف صقر السماء العظيم، وهو سيد السماء لأن نجوم السماء تتبعه، ولكن الناس يسمونه «هسبر» وسماء اليونان بعد ذلك «لوسفير» المشتق من اسمه المصري. وهناك على النهر يرقد ثعبان ضخم في رمس هو روح الأرض وهو يراقب أعداء جنبات الدوات.

    وفي هذه المملكة (التى هي أكبر الممالك) يمزج خبيرا نفسه برع ويُخلَق رع من جديد ويظل جسده مسجًّى في القارب، بينما روحه قد اتحدت برح خبيرا.

  • (١١)

    مملكة فوهة الكهف: حيث يجري النهر هادئًا ويجر الآلهة القارب بجسد الثعبان «مهن» حامي رع وفي مقدمة القارب نجمة نارية، وتغمر هذه المملكة جمرة مخيفة، وفي هذه المملكة حفر نار الآخرة، حيث تقطع أجساد الأشرار وترمي في النار حتى يحترقوا فيها ويقف حورس ليرى أشلاءهم، ومن هذه البقعة نشأت فكرة نار الآخرة في الديانات اللاحقة.

    وهناك كائنان: الأول «شدو» على هيئة ثعبان أحمر قرمزي اللون ويتكون جسمه من عشر نجوم، والثاني «آتمو» على هيئة ثعبان مجنح له ساقان وبين جناحيه طيف إنسان، وهو الذي يبعث بنسيم الشمال الرطب إلى أرض مصر … وحوله تبدو عينا حورس.

  • (١٢)

    مملكة ولَّى الظلام وأطلَّ النور: ويقف في مقدمة القارب ذلك الجعران الكبير (خبيرا) متأهبًا ليرد الحياة إلى رع قبل أن يصل إلى حدود الدوات. وتقع هذه المملكة في جوف ثعبان كبير ضخم اسمه «حياة الآلهة» وفيه يسافر القارب، وفيه يتحول رع إلى «خبيرا» ويحيا مرة ثانية؛ لأن الرحلة خلال الدوات أوشكت على الانتهاء ويجر القارب في جوف ثعبان «١٢» من أتباع «رع» يسلمونه عند فم الثعبان إلى «١٢» من الآلهة يجرونه إلى الأفق الشرقي للسماء، ويخرج جسد رع الميت من القارب كما يقذف غشاء الحية بعد نمو النبات؛ لأن روح رع وحياته في جعران خبيرا، وقد تم البعث وخرج قارب «رع» من تيه الدوات بين الغناء والبهجة.

    ويستبدل قارب «سيكتيت» بقارب الصباح «ماعيت» وتنفتح أبواب السماء على مصاريعها ويطلع النهار، ومن بين الأعمدة المرمرية يخرج ويخرج قارب رع ويغمر النور جبل باخو، ويستقبل رع هناك الثعبان الضخم حارس المياه الخضراء بابتهاج على الأفق الشرقي والأشعة تنسكب على مخالبه، وعند مقدمة قارب ماعيت تمرح أسماك «آبتو» وأسماك «آنت» في المياه الخضراء، وتبدأ الدورة من جديد.

    اسم الساعة اﻟ ١٢ مع الظلمة الناشئة والولادات التي تظهر
    اسم الكهف نهاية الظلمة الكثيفة
    اسم البوابة ما يثير الآلهة
    اسم الإلهة هي التي تحترم كمال ربها
    المميزات الهيكلية خبري على لحاء الغيوم، المطوق العالي، (ساه) أوزيريس
    الدلالة البصرية الرئيسية عكس الزمن، ولادة شمس جديدة، مدح الشمس
    الموضوع الطاقة الشمسية الناشئة الكاملة، الإشراق، البصر والحضور
    المرجع: Dungen, Wim van den: The Hidden Chamber, Antwerp (2012).
    figure
    الساعة الثانية عشرة. Drawing by A. G. Shedid (digitally enhanced)–Hornung (1999).

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥