المعجم السومري
«لقد جرى تدوينُ العلامات المقطعية تدريجيًّا؛ حيث بدأَت بالمقاطع المفردة. ثم تعدَّدَت شيئًا فشيئًا حتى بلغَت ألف علامة، كل علامةٍ منها مثَّلَت مقطعًا دالًّا على شيء، وباجتماعِ علامةٍ مع أخرى تولَّدَت الكلمات، وكلما رسخَت مفردةٌ في تداوُل السومريين كان يجري تدوينُها، مقطعان فثلاثة فأربعة، هكذا مرورًا بمراحلِ تطوُّر التدوين بالخط المسماري، وصولًا إلى اضمِحْلالِه.»
مرَّ المعجَم السومري بعدةِ مراحلَ حتى أخذ الشكلَ الثابتَ الذي كوَّن مفرداتِ اللغةِ السومرية، وأوَّل هذه المراحل هي المرحلةُ الصورية التي بدأَت في أواخر الألف الرابع قبل الميلاد، وفيها رسَم السومريون علاماتهم المسمارية على ألواح الطين لتمثيل الألفاظ، تليها المرحلة الرمزية، وفيها أدخل السومريون على العلامات القديمة تقنيَّاتِ التعبير وتمثيل الأشياء والحاجات، ثم المرحلة المقطعية؛ حيث استطاع السومريون اختزالَ علاماتِ الكتابة المسمارية في أصواتها بغَض النظر عن دلالتِها الأصلية، ولمزيدٍ من التدقيق لجَئُوا إلى كتابة المُحدِّدات، وهي علاماتٌ ساعدَت على تلبية الحاجة إلى القراءة بمرونة، وتفادي الخلط بين ما تمثِّله العلامات وبين الدلالات المُتوخَّاة منها. ويضُم المعجَم الذي بين أيدينا مفرداتِ اللغةِ السومرية بمراحلِها المختلفة، وهو مدخلٌ مهمٌّ ليس فقط لمعرفة اللغة السومرية، بل أيضًا لفهم الجَذْر اللغوي لكثيرٍ من المفردات المنتشرة في مختلف اللغات الأفروآسيوية.